السفير الشاعر الفنان جمال محمد ابراهيم...
ولدنا نحن على .. وخمسينيات القرن الماضى قد تقادمت بعامين او ثلاثه..واصداء انتهاء الحرب العالميه الثانيه لا زال.وحركات التحرر.والمطالبه بالاستقلال..وهذه شروط اقرها الاستعمار جزاءا لدول التى شاركت معه فى الحرب الضروس..الحلفاء...وتفتحت عيوننا على رياح ثورة 23 يوليو..والرئيس محمد نجيب...وتقرير المصير للسودان...وحوادث مارس..وجمال عبد الناصر واستقلال السودان...وكل ذلك الزخم...والتعدد المتسارع للحركات التحرريه..وصوت اسيا وافريقيا ومؤتمر دول الحياد وباندونج وتلك الكتله...وكنا نسمع بصدامات الاخوان المسلمين مع الثوره المصريه وما جرى لهم ,,ومحاولاتهم لاغتيال عبد الناصر.ثم الاعتداء الثلاثى...
لا اريد الخوض فى فذلكة تاريخيه.بقدر ما اريد ان اسلط الضوء على المناخ فى تلك الفتره...والاخوان المسلمين والمسانده الاسلاميه المنظمه قد انشاءها الامركيون من اجل الحد من التوغل الشيوعى...كما خاضوا حرب فيتنام من اجل ايقاف ذلك المد..والذى سرى سريان النار فى الهشيم فى فكر ومعتقدات الشباب والخريجين وقتها فانشئت عدة احزاب شيوعيه.فى مصر والسودان وسوريا والعراق..ولبنان...وكان هاجس التوجس هو المد الشيوعى...لذا بنيت الترسانه الاسلاميه المعاديه ضد الفكر القومى العربى والفكر الشيوعى وكل حركات التحرر لان القناعه بان كل ذلك يصب فى تيار اليسار..والماركسيه..وحوربت فى كل اطراف الدنيا فى امريكا اللاتينيه وفى شرق اسيا وفى افريقيا..ما تلى من كل الانقلابات ..واقصاء كل قادة الحركات التحرريه...مصرع لوممبا...والتغيرات فى مالى..وفى غانا وغينيا..كل ذلك كان من تخطيط الغرب فى مواجهة الماركسيه..والت ى لم يدركوا ان طبيعة وتركيبة وواقع الشرق العربى الطبيعى والواقعى رافض لكل ذلك..بنيت تلك المقاومه..والتى فى جهل تكوينها الاثر العميق لمعنى الايمان..والشهاده...ولقد استعمل واخترع وانشا الامريكان فى حرب افغانستان الطويله قوات المجاهدين .والعرب الافغان..واسامة بن لادن..وامدوهم بالزاد والعتاد..ولم ينتبهوا الى كل المخاطر الت قد تاتى منهم..وقد كان...سقط المعسكر الشيوعى وانهارت موازنة تركيبة العالم..واصبحت امريكا المحور الاوحد...ورفض كل هؤلاء الواقع العربى والاسلامى من قضية فلسطين .واسرائيل...فتفجر الصدام...وسرى وانتشر..واصبح الجهاد صنوا لكل شىء..واختلط مفهوم الدين بهذه الظاهره التشدديه التى ابتلعت الاسلام البسيط المسالم الواضح المعالم....قويت الدعوه تحت ستار الدين..وقامت الانقلابات العقائديه الاسلاميه..وحركات المقاومه فى السودان والجزائر والمغرب وفلسطين ومصر..وبدا الصد\م المباشر فى جلاء الوضوح..وبدا العداء السافر لامريكا وتحميلها كل ما جرى..وبدات لغة التفجير والاغتيالات والاهداف المفخخه..وقوات الجهاد..والحروب باسم الدين..فى اعادة لما سبق فى قرون ماضيه...واختلط حابل الاجراء بواقع المساله...ومورست احكام تشريع ظلما وخطا..وتشددا...واختل واقع التوازن..واهتزت مكونات الاوضاع.وبدات سمات الانهيار..وعند الازدياد والتكار..اكتشف الكثيرون خطا كل ذلك وخطل ادراج الدين فى امور السياسه ..لكن بعد فوات الوقت لان حالة التدمير قد افرزت قطاعات من الارهاب باسم الدين.وباحكام مفاهيم الدين التى ترشدهم وتقودهم الى كل ذلك...وبدات الحروب تاخذ ابعادا مختلفه واساليب مختلفه وواقعا مختلفا..فى تناحر الضديات..وانحرفت مفاهيم التوافق والتراضى والنقاش .وخلقت طبقات من اوناس يريدون الشهاده ويعادون الغرب والامريكان...ولقد اسهم الامريكيون فى كل ذلك فى استعداء مباشر خاصة بغزو بلدان تحت سمع الدنيا والدول العربيه والاسلاميه.التى اخذت منحنى الجهاد..مثلما حصل فى العراق.مخلفين وضعا اسوا من نظام حكم الديكتاتور صدام حسين..والانهيار التام والقتل والتدمير وعدم الاستقرار..مثل ذ لك مثل تفاصيل حلول القضيه الفلسطينيه..ونحن عيبنا الاساسى نخلط كل شىء ونقنن الحرب هذه على انها هجمة صليبيه.وهذا عين الخطأ..الدين ابعد عن جوهر هذه المعارك.التى تدار..المفهوم عنها....
وخلط الدين بالسياسه .يضع وسائل التشريع تحت يد الحاكم ويمكنه ان يستعملها لتوطيد موقعه وتايد مركزه..وهنا يكمن الخطا...فى الاستدلال والاستعمال....
ويتحدث الكثيرون عن صراع الحضارات بلغة هلاميه التركيب...وفضفاضة المعانى...لم تخدم جوهر اسس النقاش..
وسيظل التناحر قائما ومتسعا وشاملا...ولعل الانتقال للنقسش الفلسفى فى نطاق الرؤيا القادمه.نحن مثلا لا نمتثل لذلك..وعلى تجربة السودان والسلفيين فى اعدام محمود محمد طه .تكشف علقية ان النقاش الفكرى ليس له واقع ويجب ان يحد حتى لو بالقتل..وهنا يكمن القصور...لانهم ارادوا ان يكتموا فكر الشهد محمود محمد طه.ولكنه انتشر وتوسع وتمدد..لكن هذا جائز..
واعتقد ان كل العنف سيهدا .لان المنطق هو سيد الحلول..وسيتجه الجميع الى النقاش الفلسفى المؤسس والمدرك .فى تراشق المعرفه.زوه يتيح زمنا من الوعى والادراك...ومحاورا لبيان الرؤيا...وجوهر الهدف..وارضية الواقع ....
سينحسر فتيل العنف والارهاب والاقتتال..وسياتى الجميع الى فلسفة الفكر واريحية النقاش....
نتمنى ذلك...
السفيرالشاعر....
التاريخ يتشكل ويتحور.ويدور ليعيد ازمنةمن تواتر ..وتوتر....كل ما يجرى الان من اختلال وعنف وحروب ..وارتباك.... قد تعرضت له هذه الدنيا فى حقب سابقه..وباشكال مختلفه...وسيل دائر .حتى يستطيع الفكر ان يؤسس واقع تعايش متاح لجميع بقوانين تكفل كافة الحقوق والحريات والتنوع .والعيش والاقتصاد المترف.والقيميه الذاتيه للانسان...وحقو ق الاطفال..وحقوق المراه.والتعايش السلمى..بواقع لا يخلط بين الدجين والسياسه..ويفى بالتزام الجانبين دون تعدى ولا تحرش ولا وكاله...
لان المولى عز وجل ذلكر فى كثير من ايات تنزيله..التوجيه لاشرف الخلق..انك لست عليهم بمسيطر..
والله قد خلق الانس والجن ليعبدون فمن شاء ان يؤمن ومن شاء ان يكفر...وانكلن تهدى من احببت ا الله يهدى من يشاء....
كلها موجهات تشير على اريحية ورقى وعظمة التعامل..
ليتنا ندرك ذلك...
واتفق معك ان المستقبل لفكر النقاش فى تراضى الرؤيا...
عميق الود
|