الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2010, 04:11 PM   #[1]
imported_معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_معاوية محمد الحسن
 
افتراضي الخزين لم يعد يري سماءه

من لم تكن له بداية محرقة فلن تكون له نهاية مشرقة ..)
من الأثر الصوفي
صدقني يا ياقوت العرش
الموتى ليسوا هاتيك الموتى
و الراحة ليست هاتيك الراحة !
الفيتوري .

(1)

دعنا نتخيل أذن أن ما حدث لم يكن قد حدث مطلقا و أن ( كلتوم ) الدلالية لم تكن تجوب الديار في ذاك المساء الحزين بحثا عن تفسير لما جري عشية أنطلق صياح اولاد (فضل المولي ) و ثمة رهط أخر من الرجال و هم يولولن و يبكون كالنساء حتي زجرهم (النور ود طه ) متهما أياهم بالخور و الجبن قائلا :
-تتباكوا متل النسوان بدل ما تتكربوا و تفتشوا الداهي دا راح وين ؟
أي رجال كانوا في ذاك المساء حين أطلق النيل لامواجه العنان فرتعت علي الضفاف و اربدت مثلما لم يكن قد حدث من قبل أبدا و كان ( الخزين ) بجبته المرقعة و أثمالة البالية يقف علي الشاطئ بقربهم و هم منهمكون في أصلاح مركب متواضع يستخدمونه في صيد الأسماك و تهريب حمولات جوالات السكر الصغيرة من أعين ضابط المجلس البلدي إلي قري و نجوع بعيدة . اشتهروا بين الناس بالمغامرة و مناطحة السلطات و أفعال الليل الغريبة حتى أسماهم من قد علموا كل ذلك بتماسيح البحر لكنهم في ذاك المساء لم يقدروا علي شيء حيال الامر الجلل فصاروا يصرخون في أهل الحلة كأنهم نساء ثكلي

- عووووووك المروووة يا ناس (الخزين ) راح في حق الله . ويب لي ويب لي !

ذكر أحدهم و هو ( حمد ود فضل المولي ) و الملقب بالعشاري أن ( الخزين ) كان يجتر ترنيماته و همهماته حين مروا به فالقوا عليه السلام لكنه لم يرد في بداية الأمر و أشاح بوجهه عنهم بعيدا ثم صار يرغي و يزبد مثل جمل هائج حتي لحق بهم عند شجرة الطرفاء و هم قاب قوسين أو أدني من ضفة النيل الشرقية , لمحوه يعدو و يصرخ
- أ ناس المنادي نادي .. المنادي نادي يا ولآد فضل المولي
قال حمد و الدمع يطفر من عينه كأنه كان ينادي علي أشباح تقف بين النهر و الضفة أو تخرج من مغارة بعيدة في جوف تلك الجزيرة الملعونة القائمة في منتصف النهر , هناك حيث تخرج الشياطين أو كما يزعمون في هزيع الليل الأخير فتصول و تجول في النهر فلا أحد يستطيع الاقتراب حتي من الضفة . يذكرون أن لا أحد يقرب تلك الجزيرة أبدا و أن فيضان النهر لا يطالها حين يغمر كل الجزر الاخري و أسماها الكثيرون بذلك ( جزيرة بسم الله !) .
حين خرج عليهم من وسط غابة الطرفاء صرخوا في وجهه :
- يا شقي وين سادر ؟
قالوا أنه بكي و نظر إلي السماء طويلا ثم قال لهم :
- بدور أمش يا ناس زحوا من طريقي
- يا مسنوح أخير لك ترجع البحر طامح و نخاف تغرق !
لم تكن كلتوم الدلالية أنذاك قد أبت من رحلتها المعهودة في أحدي القري البعيدة حيث تبيع بضاعتها المتواضعة من أنية الشاي و القهوة و أدوات الطبخ و التي يجلبها المهربون من صعيد مصر , من أسوان و قنا حين يهربون إلي هناك أيضا الجمال البشارية الاصلية فيعودون ظافرين بخير وفير فتتلقفهم كلتوم فتأخذ منهم تلك البضاعة و تسترزق من بيعها حتي جاء يوم و كان ( الخزين ) يغدو حافيا في الطرقات و هي تحمل بضاعتها و تصيح عليها فنظر اليها فوقعت في قلبه موقعا حسنا فقال لها :
- المبروكة تعرسيني ؟
يقولون قبلت به لانه رجل بركة أو لان قطار الزواج كان قد أفلت منها حتى صارت في نحو الخمسين أو أزيد قليلا .
في الرواكيب الصغيرة علي طول الطريق الممتدة بين البلدات الصغيرة علي جانبي النيل كانا ينامان و ينفقان أوقات راحتهما من عناء المشاوير الكبيرة , جالبين تلك البضاعة البائسة . يسميهما الناس هكذا ( الخزين الدرويش و كلتوم الدلالية ) . في هجير الصيف و برد الشتاء يواصلان المسير و كأنهما نيلان لا يثني أي شيء عزمهما علي المضي قدما في طريق رسمته لهما الأقدار و المسافات .
- الخزين وين بتروح قلت ليك أرجع يا شقي .
قال ( حمد ود فضل المولي ) و كانت المسافة الفاصلة بينهم و الخزين كأنها قد صارت مقدار أن يهم أحدهم بمصافحة الأخر فيأخذ اليد الممدودة للسلام بينما تراجع الخزين للخلف قليلا و صوب بصره باتجاه السماء و قال :
- بدور أمش يا ناس . خلاص ناداني حبيبي و مولاي انتو بس زحوا من قدامي .
قالوا أنهم قد لمحوا في عينيه شيئا غريبا كأنه ترنيمة الموت الحزينة حين تلوح في أحداق العابرين إلي سماء الملكوت . نظروا إلي بعضهم في ذهول ثم يمموا شطر الضفة و كان هواء النهر يلفح وجوههم و هو يصرخ :
- خلاص يا كلتوم , ناداني .. حبيبي ناداني ... الله حي .. قيوم !

(2)

في منعرجات العتمور الكبيرة كانت تلك الراكوبة الصغيرة تقف و كأنها مغارة مليئة بالإسرار الكونية الرهيبة . يجيئونها من نواحي القري البعيدة قاصدين البركة و فك العوارض و هم يجلبون معهم القرابين , الديكة ذوات الريش الاحمر و الخراف البدينة فينحرونها ثم يغرقون في الذكر و الترانيم اما هو فقد كان شديد الفرح بامر ما خفي يهبط علي صدره في أوقات كثيرة فيصيح :
- مدد. متين أجيك يا حبيبي و بلالي و أرشف عسلك .. مدد يا مولاي .
-
يقولون كانت الصيحة تطلع من ذاك المكان البعيد القائم في أفق الصحراء البعيد و تتناهي الي أسماع الحلة في رهبة عجيبة . لا أحد كان يدرك أن ( الخزين ) أبن ( راجين الله ) تلك الأمة الشمطاء التي كم سهرت علي خدمة رواد تلك الراكوبة من سمار الليل الذين كانوا يأتونها للشراب و اللهو سوف تصبح في يوم ما قبلة للناس يلتمسون فيها بركة العلاج و التعاويذ و الرقي علي يد ابنها الخزين , حدث ذلك حين داهم رجال ملثمون الراكوبة فقتلوا تلك المومس بعد ان سلبوها كل شيء .
أنقضت اعوام طويلة من بعد ذلك قبل أن يظهر ( الخزين ) بلحيته الطويلة و أثماله البالية حين نسي الناس خبره و ما كان من أمر أمه , قالوا أنه قد لبث في الصحراء في ذاك المكان من ذاك الحين حتي كبر و أشتد عوده و قوي , لم يكن الناس يعلمون من كان يقوم بأمر رعايته و هو طفل , كيف كان ياكل و يشرب و ينام , و هكذا حين نظروا في عينيه لم يدركوا بادئ الأمر أنه أبن (راجين الله ) الأمة المومس حتى قفز في وجهه غلام حدث ممسكا بتلابيبه و هو يقول :
- أنت منو يا زول ؟
يذكرون أن الخزين تفل بين عيني الغلام فاصيب بالعمي في الحال و أخذ يصرخ حتي اجتمع القوم فبكي أمامهم و قال :
- أ ناس الدنيا شن بدورو بي واحد متلي , انا ود راجين الله لكين يمين ماني قاصدكم , أنا عابر سبيل .
يقولون انه ظل يردد تلك العبارة زمانا طويلا قبل أن يذهب في سفرته التي لن يعود منها ابدا !
كانوا يرونه دائما في خلوته و هو يرفع بصره باتجاه السماء و يصرخ :
- متين اجيك يا مولاي
حين أقترن بكلتوم الدلالية لم تكن أكمة الفراغ الرهيب وسط الصحراء قد أسفرت بعد عن حنين مثل حنينهما و لا عن وجد مثل وجدهما , كان يجوب معها الحلال و الفرقان و هما يسعيان بتلك الأواني فينامان و يقتاتان في الطريق حتي جاء يوم فبكي و قال لها :
- الوداع يا بت الناس .
- الخزين سجمي مالك ؟
- ناداني المنادي و أنا متوكل علي حبيبي !
كان يحادثها و هو ينظر سمائه و يضحك ملء خاطره في حبور !

********

قطع صوت صرخات الرجال سكون الليل , أصابت رعدة الخوف كبد الكائنات و الشجر و البيوت و النيل و تلك الصحراء السرمدية الممتدة بمحاذاة القرية و المسماة بصحراء (العتمور ) . طغي صليل الفاجعة علي أصوات الليل كلها و كسي الطرقات المعشوشبة المؤدية للنيل ببساط من الحزن و ألأسي .
خرجوا زرافات و وحدانا و أخذوا يستقصون الأمر . جاءت (كلتوم ) و وقفت بين الجموع المحتشدة و هي تزجر المولولات و النائحات قائلة :
- أ نسوان كان عندكن شغلة أمشن أقضنها .. الخزين ما مات , خبرني يومداك قال لي ماشي و برجع .
أما ( النور ود طه ) فقد ظل يصرخ في وجوه اولاد فضل المولي :

- تتباكوا متل النسوان بدل ما تشوفو الداهي دا راح وين ؟
علي امتداد الضفة كانت أنوار المصابيح تلمع و تخبو , تبدو للرائي من مكان بعيد و كأنها تخرج من جوف المياه , علقوا أبصارهم بجزيرة الشيطان القابعة في منتصف النهر , هناك حيث تخرج مردة الجان فيملئون الليل بافعال رهيبة , يزعمون فيما يزعمون أنها قد التهمت مراكب شراعية كثيرة و أصابت من أقترب منها بمس الجنون , حتي جاء الخزين يوما و كان النيل في موسم فيضانه , مياهه عكرة و تياره جارف كسيل حط من عل فحدق في الجزيرة و قال :
- المدد المدد يا اخوان
نزع عنه اثماله البالية ثم هم بالنزول في الماء قبل أن يثنوه عن ذلك قائلين :
- شن بدور تسوي يا الخزين ود راجين الله مع جنس الشياطين دي كمان ؟
- حبيبي و مولاي ناداني و قال أكان ما أخدت واحدا كبير منكم ما بتفوت محلكم دا .
ضحك النور ود طه متهكما و قال :

- و انت عاد ياك كبيرنا يا ود راجين الله ست العرقي و المريسة ؟

قال هذا و لم يلبث الا قليلا حتي أنهال علي راسه يقبلها و يبكي بعد أن تذكر ما قاله الشيخ عووضة القارح يوم قصدوا ضريحه زائرين فحدثهم عن امر الخزين و ما سيكون من شأنه
شاع في الناس زمانا من بعد ذلك أن الخزين المجذوب الي سماء غريبة هو من سيخلص القرية من شر شياطين الجزيرة , صدقوا زعمه ذلك حين جاءهم منام واحد , زارهم جميعا و قد ظهر فيه الشيخ الصالح ( عووضة القارح ) و قال لهم :
- ا ناس الخزين ود راجين الله راجلا بركة و صالح و ياهو البمرق الدواهي دي من جزيرتكم . جاكم مأمور بقضي غرضوا و يمش في حال سبيله ما تعترضوه .. ما عندكم شغلة بيهو !
كان الرجل يلقي أخاه في ذاك اليوم فيبدأ في سرد طرف الحكاية حتي يكملها الاخر زاعما أن ذات المنام قد جاءه ليلة البارحة فأيقظ أهل داره ليروي لهم ما قد حدث فاذا بهم جميعا قد حصل معهم ذات الشيء !
لم يذكروا في ذاك المساء كيف أن ( راجين الله ) تلك الآمة القادمة من ديار النوبة في الشمال القصي قد ضحكت ذات يوم حين سألوها أن تحدثهم عن الصبي ذو الاحوال العجيبة فقالت متهكمة :
-يمرق المؤمن من بطن الكافر متل ما بيمرق الحي من بطن الميت !
يجيئون راكوبتها علي ظهور البغال و الجمال من جهات بعيدة فينزلون , يذبحون الذبائح و يشربون و يظلون في عربدتهم حتي تلمع خيوط الفجر و هي لا تكف عن خدمتهم حتي جاء مساء شتائي فسمعوا فيه صرخات ميلاد الصبي . قالوا يشبه النور ود طه كأنه حبة باقلاء و أنفلقت نصفين و أنكر أخرون ذلك و قالوا ليت كان للنور ود طه السكير العربيد ذاك البهاء و النور الطالعين من جبين الصبي .
لم تكن به عادات الأطفال في سنه , فمثلا لم يكن يبكي او يصيح من الم الجوع و نادرا ما كان يأكل أو يشرب و لا تراه يحادث الناس الا بكلام من قد خبر الحياة و عركها و أوتي حظا عظيما من الحكمة و كانوا يرونه منهمكا دائما في مراقبة السماء , يتأملها و هو جالسا القرفصاء ساعات طوال , تراه ينفق سحابة نهاره كلها أحيانا و هو يدير بصره للاعلي و فاه مفغورا و حدث أنه قد حدثهم في ليلة ما و كان القمر طالعا بحديث قوم عاد و ثمود و أهل الكهف و سيرة ذي القرنين و هو ما يزال في نحو الخامسة لم يختلف الي خلوة و لا جلس الي من يحدثه بمثل هذا فأطنبت الحيرة و الذهول بإحداقهم و مشوا إلي ضريح ( عووضة القارح ) و هم يلتمسون تفسيرا للأمر . أوفوا النذور ثم ندهوا أسماء الصالحين و قال النور ود طه بعد ذاك بزمان طويل :
- شيخ عووضة ناداني من بين الناس جميعا و قال لي " يا النور ود طه انت زول مجلس و شراب لكن قلبك أبيض و ما بتعرف الشر . الشافع ولد راجين الله ما هو ولدها متل ما فاكرين . طلع من حشاها متل ما بتطلع النبتة المباركة من جوف العتمور . ايامو بينكم ماهن طوال وكتين يجيكم طالب غرضوا لا تقيفوا قدامو و ما تقولو مات و لا راح !
(3)

هب أن ما حدث وقتذاك لم يكن قد حدث أو ان صبح الصحراء التي كان يختبيء فيها الخزين لم يكن قد أسفر بعد و أن كلتوم الدلالية لم تكن قد أبت من رحلتها المعهودة فطفقت بعد ذلك تستجلي حقيقة الامر أو ان الخزين لم يكن قد رفض صحبتها معلنا علي رؤوس الاشهاد أنه يروم سفرا أخرا و ملقيا كلمات الوداع الاخيرة , تخيل الان انك النور ود طه و انت تقف وسط الجموع المحتشدة صارخا في وجه اولاد فضل المولي و العبرة تكاد تشق حلقك و تشطره الي نصفين :
- تتباكوا متل النسوان بدل ما تفتشوا الداهي دا راح وين ؟
دعك من هذا كله , فقط دع بصرك يوغل في رفق صوب تلك الجزيرة الملعونة و النيل قد أحاطها من الجهات كلها و الشياطين تزأر في جوفها و تلك السماء المتجهمة التي قامت فوق رؤوس الناس و هي تندب حظها حين غابت عنها عيني محب ظل يرقبها و يتأملها في شغف غريب !

معاوية محمد الحسن
الخرطوم
اكتوبر 2009
[/size][/color]



imported_معاوية محمد الحسن غير متصل  
قديم 15-04-2010, 08:12 AM   #[2]
imported_حسن سادة
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

معاوية محمد الحسن
حسناً يا هذا!!!
ذرني أستهل تراتيل الإعجاب من هذا الإسم المموسق!!!
ودعني أوغل في مواويل العشق الخرافي من هنا
" فهاهنا يأتلق القوس الموشى
من كل دار كل ممشى
وسوف أصوم عن الدهشة وسوف لا أتركها تفغر فاهي
ولن أتيح لحواجب الدهشة أن تفتح قوساً
إن ما تملكني وأنا أتوه بين دررك ومنعرجاتك
لا أسميه جزافاً بالدهشة
إنه شيء آخر لا يشابه الإنبهار
ولا ينتمي لفصيلتها
سمها ما شئت
وكن أنت كيف شاء لك الدلال
فإنني بك معجب



imported_حسن سادة غير متصل  
قديم 21-04-2010, 07:51 PM   #[3]
imported_معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_معاوية محمد الحسن
 
افتراضي

يا صديقي شكرا جزيلا علي كل هذا ..
و لا أخالني كما وصفت .. ما ذكرت حسب التوصيف الشعبي ( شعرا ما عندي ليهو رقبة ..)
لك حبي و تقديري



imported_معاوية محمد الحسن غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:13 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.