نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-2005, 06:15 AM   #[1]
Maali
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي قميص الدبيب.....مقال جدير بالقراءة


إعادة توحيد الحركة الإسلامية: مشروع جديد لتجديد الخلايا

صديق محيسي
s.meheasi@hotmail.com

نشرت صحف الخرطوم اخيرا ان لقاء جرى بين الاخوة الاعداء,علي عثمان محمد طه رجل النظام القوي جدا , وصانع النظام السابق الخطير جدا الدكتور حسن عبد الله الترابي, واللقاء الذي وصفته الصحافة بأنه تطبيع اجتماعي حيث تصافح الرجلان لاول مرة بعد قطيعة سياسية دامت سنين عددا , لم يكن صدفة كما يتبادر للاذهان التي تعتمد حسن النية في رؤيتها للامور ولكنه كان ثمرة محاولات دؤوبة بذلتها اطراف معروفة سعت دائما الي تحقيق ماطلقت علية اعادة توحيد الحركة الاسلامية في مواجهة المرحلة المقبلة , والمساعي التي تكللت بالنجاح انتهت علي مائدة رمضانية للافطار نظمها احمد المهدي الزعيم الديني لشريحة من طائفة الانصار التأمت بابتسامات حذرة, ونظرات متحاشية, وفترات صمت كان الهدف منها من الذي يكسر هذا الحاجز اولا, حتي يبقي كبرياؤه في مأمن, ولسانه في غير عجلة .

لم تكن هذه هي المحاولة الاولي للمصالحة بين الرجلين وان بدت عفوية وتلقائية من طرف ليس ببعيد عن الحركة الاسلامية , او بالاحري بين الرجال الثلاث , الترابي, البشير, طه, فالاتصال مع الترابي والذي اودي سياسيا باحد ابرز قادة الجبهة الشباب عندما حاول ذلك في بداية المعركة علي السلطة بين الثلاثة رجال, تفاوتت وتيرته بين السرعة والبطء حسب متطلبات الظروف السياسية التي مربها الحكم ضعفا او قوة , وكم من مرة ذهب الرسل الي الترابي وهو في محبسه حاملين رغبة النظام في الافراج عنه, ولكن الشروط التي تخللت العروض كانت السبب دائما في رفض الاخيرالاستجابة للرسل وتفضيله الاستمرار في سجنه المخملي ,علي ان محاولات المصالحة لم تتوقف اصلا, فقد كان يحكمها ويحركها شعار اعادة توحيد الحركة الاسلامية لليوم السياسي الاسود المفترض مجيئه اجلا ام عاجلا , وبذلك فان لقاء الافطار الرمضاني لم يكن تلقائيا كونه جاء من من طرف ليس عضوا في الحركة الاسلامية وانما بالاحري كان امرا معدا له سلفا بموافقة الطرفين, والا ما قبل طرفا الدعوة تلبيتها دون تمنع او رفض قاطع , وتعد تصريحات نافع علي نافع الرجل القوي في جهاز الحزب الاستخباري في مؤتمره الصحفي 5 /11/ 2005 مؤشرا علي ان هناك شيئا ما يطبخ علي نار هادئة, فقد افصح نافع بدبلوماسية حذرة بقوله (ان اللقاءات الاجتماعية بين تياري الترابي وحزبه لم تنقطع نتيجة العلاقات الطويلة بينهما , والارث السوداني ! , ولكنه اكد انه لا توجد مساع جدية لتوحيد الاسلاميين علي المستوي التنظيمي علي الرغم من مجموعات وقيادات من الطرفين تسعي لذلك واذا دققنا في حديث نافع, فأن الرجل لم ينف الحركة في هذا الاتجاه , وتعبيره لاتوجد هنا ك مساع جدية لتوحيد الاسلاميين علي المستوي التنظيمي) يعني ان هناك مساع لم تأخذ شكلها الرسمي بعد , والمستوي التنظيمي الذي يقصده نافع, هو ما اذا كان حزبه قد بحث الامر ام لا, ,علي ان ان قراءة فاحصة للحدث نفسه , وما اعقبه من تصريحات يؤكد ان هناك مساع ما جرت بعيدا عن الاعين , وان كارتيلا اسلاميا في الخليج والاردن ومصر يدعم هذه التحركات كخطوة تمهدية لازاحة كتل من المرارات السياسية, استعدادا لخطوات وئيدة مقبلة يطرح فيها كل طرف رؤيته لالية الحوار المنتظر , ولضمان ان تؤدي مثل هذه الخطوة الي تمهيد الطريق من اجل درجة من الانفراج بين الاخوة الاعداء , يعزز التدخل الاسلامي الاقليمي هذا التوجه وصولا الي قواسم مشتركة بين الجانبين, كما ان الانباء المؤكدة التي اشارت الي ان الدكتورحسن الترابي الذي وافق ان يستمع الي الرموز الاسلامية الخليجية حول مشروع المصالحة اشترط حسب مصادر خاصة ان يتم الاعتذار له اولا من خصميه ,علي عثما ن طه , والرئيس البشير امام هذه الرموز ليفكر بعد ذلك في ماذا سيفعل, وعلم ايضا ان الترابي متمسك بشدة بما اسماه رد الاعتبار له كمؤسس للحركة الاسلامية, وكصانع للنظام نفسه, ولسخوصه الجالسين الان علي دست الحكم .

علي اي, ليست هذه الا مقدمة لجبل جليد نصفه الضخم غاطس تحت الماء, كما ليس المعني ان يتصالح الترابي كشخص مع اشخاص عاديين اخرين, فالقضية مطروحة الان علي صعيد اقليمي تتحرك فيه حركة اسلام سياسي واسعة مثلثها الاردن, ومصر, ورموز دينية فاعلة في الخليج كما ذكرنا من قبل , فهذه الاطراف تري ان االتجربة السودانبة وان اعتورتها بعض الشوائب قابلة لاستعادة دورها في المنطقة بحكم ان عناصر اسلامية تحمل برنامجا اسلاميا هي الاولي من نوعها في العالم الاسلامي تمسك بمفاليد الحكم في بلد عربي افريقي كالسودان , وان الظروف الدولية التي اجبرت النظام علي أن يقدم كل هذه التنازلات, ويشرك مسيحيين واحيائيين في السلطة, هي قبول لواقع جديد يمكن التعامل معه الي حين, ثم احتواء الوضع كله في النهاية عبر برنامج ديني متجدد اعطي للطرف الشمالي حق ان يستفرد بجزء من السودان في المستقبل استنادا الي اتفاق دولي ترعاه الولايات المتحدة, غيرأن الطرح الاقليمي الذي ا شرنا اليه يتلاقي تلقائيا مع مصلحة الاسلام السياسي الداخلية علي صعيد النفوذ المالي الذي تحدث عنه حمدي, وفي اتجاه استعادة ملايين الدولارات الموظفة في مشاريع استثمارية بالخارج بأسم احد اطراف الصراع كان قد جري تهريبها في السابق عندما كانت السماء السياسية صافية بين الفرقاء, اضافة الي غموض مصرفي لايزال معلقا بالداخل, منه استثمارات لبن لادن تقدر بمائة مليون دولاريقال انها في حوزة الترابي حسب الصحفي الامريكي جونثان راندال في كتابه الجديد بعنوان (اسامة) تعريب خليل احمد خليل, فقد ذكر جونثان (كان بن لادن ساخطا جدا بسبب اجباره علي مغادرة السودان خاصة انه لم يتلق انذارا مسبقا بوقت كاف حتي يساوي اوضاع ملايين الدولارات التي يثتثمرها في هذ البلد , ووصف الترابي بأنه لص اجبره علي ترك استثماراته مخلفا لتعاليم الاسلام, ولم يبدد الترابي وقتا قبل ان يستولي علي ممتلكات اسامة دون ان يعوضه عن شيء) هذا ما رواه الصحفي الامريكي حونثان عن سر غامض سيكون دافعا هاما للعودة للتوحد في المستقبل القريب .

من ذلك علينا ان نفهم ان الحديث عن اعادة توحيد الحركة الاسلامية هو حديث ذي رؤس اخطبوطية لايوقفه قطع واحد منها, وتصبح الحاجة مزدوجة للسير حتي النهاية في انجاز هذا المشروع الهام الذي يحتاج الي حسم في جو ودي ,ويتسق كل هذا مع عمليات نصب باسم الاسلام اصابت بن لادن وحماس والجهاد الاسلامي بعد ان اصابت الشعب السوداني.

كان كل ذلك يحدث وفق أستراتيجية وضعت يومذاك للاحتفاظ باحتياطي مالي خارج البلاد للاستفادة منه اذا تعرض النظام الي السقوط ,او اذا اجبرعلي عودة الديمقراطية مرة اخري الي البلاد, وهو ماحدث بالفعل, ولتطمين الجانب الامريكي من ان هذه الاموال لن تستخدم في تمويل,ودعم الارهاب , جري تزويده باحجامها, والمصارف التي وضعت فيها, وبأي اسماء وشركات قيدت في تلك السجلات البنكية.

اذن فان الحادبين علي ما اسموه ضرورة اعادة توحيد الحركة الاسلامية ينطلقون من مرجيعة مالية يعلمون ان استمرار الصراع داخلها من شأنه ان يعرض الجميع الي الخطر, ويفقد طرفا من الاطراف نصيبة في الثروة المنهوبة, سيما وان الدكتور الترابي وممثليه في الخارج يمسكون بمفاتيح اللعبة المالية, واسرارها حتي لو افلتت منهم مفاتيح اللعبة السياسية الداخلية .

علي هذه الوجهة, وعلي خلفية اللقاء الرمضاني تتم الاتصالات من اجل اعادة توحيد ما يطلقون عليه الحركة الاسلامية, اتصالات تفرضها متغيرات داخلية وخارجية, ومصالح مرتبطة ببيوتات مالية طفيلية تنمو ولاتزال كاعشاب النيل علي سد جبل الاولياء, وفي موازاة هذه الحركة يدب تفكيرعقائدي منظم يصب في مجري قيام الدولة الكاتتونيةالجديدة لتنعم علي الجميع من رزق كتبه الله لهم , وتنفيذا لاتفاق نيفاشا الذي يكرس حكم الراسين للسودان يصبح الطرف المدجج بالاموال هو الاكثرقدرة في السيطرة علي الامور. وهو ما يمارسه حاليا سادة الانقاذ الجدد, وسيعززالتاريخ القريب صدق التحليل الذي يقول ان الاخوة الاعداء وان طال خصامهم , فأن مآ لهم هو العودة الي بعضهم البعض, واذا كان المال والسلطة هما اللذان يحركان التاريخ في ادبيات سادة الاسلام السياسي , فلا سبيل اذن الي وحدة رؤية مشتركة لمستقبل مشترك , الا اذا زال هذا التناقض الذي يشتت الجهود امام اعداء كامنبن ضد الاسلام , وتبقي عودة السماء الي صفائها القديم رهينة بالزمن وحده, وامامنا تجربة الحكم الاسبارطي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي حاربها مستخدما الطائرات والدبابين والخيول في ساحات الفداء , وهاهوالان يطلق علي جون قرنق لقب الشهيد , تلك الشهاد ة التي كان لاينالها الا الذين حاربوا بانفسهم واموالهم في سبيل الله .

علي ايقاع الحركة السياسية الراهنة, يحتاج الحكم في مشروعه المقبل الي منعة ايديولوجية ومالية لن تتوافر الا بالاقبال الي كلمة سواء , وهذه السوية لابد ان تحقق نفسها عبرعودة الاغصان الي شجرتها, او الشجرة الي اغصانها. اذن فان علينا ان نتذكردائما مفتوحي الاعين والاذنين ان ذلك الافطار الرمضاني الذي وصفته الصحافة بانه تطبيع اجتماعي سوف تتبعة موائد اخري تكون بداية لحوار سيفضي حتما الي التوحد المالي قبل السياسي بين مجموعة يجمع بينها جين وراثي واحد هوالسلطة التي تجلب المال , فالترابي الذي انتزعت منه سلطة خطط لها هو واستولي عليها الاقربون , سيبقي يحلم بعودة هذه السلطة, حتي لو اقترب من عتبات الثمانين, والعثمانيون الجدد الذين حققوا الانتصارعلي معارضة مصابة بمرض نقص المناعة, تشغل بالهم المرحلة المقبلة بعد نهاية الفترة الانتقالية, والتحول الي قضايا اللحم الحي, فحتي مجيء تلك المرحلة لابد من رسم الخطط والاستعداد لمواجهة تحالفات غير محسوبة ربما تدفع بقوي جديدة الي الساحة تميل الكفة الي جانبها, وبالطبع فأن العثمانين غير منزعين لاحاليا ولا في المستقبل من اداء حزبا الامة والاتحادي الديمقراطي حتي اذا تحالفا مع بعضهما البعض, فهما حزبان مصابان بالحول السياسي لايريان الا تاريخا من الامجاد الغابرة التي لم يعد الواقع بمتغيراته العميقة يقبل بمفاهيمها , فالاول يعاني من جفاف مالي بعد ان نضبت المصادر, والثاني يسعي قائدة الي سلطة مجانية دون ان يدفع مليما واحدا , كما ان وهم الحزبين الكبيرين صار من مخلفات الماضي بعد الزلزال الديموغرافي الذي ضرب السودان.

ان اكثر ما يزعج العثمانين هو ان يتحالف الترابي مع احدهما, فالرجل بخبرته التنظيمية وقدرته المالية, ودهائه السياسي سيكون قادرا علي الحاق الهزيمة بهم في اي معركة انتخابية . وحتي اذا جري التحوط الي ذلك بعمليات التزوير , فان الترابي يصبح عنصرعكننة مستمرة لفهمه اسرار استراتيجياتهم التي كان هو اول واضعيها , وكهوف نواياهم المطلع عليها بعين فني مختبر, ستبدا المرحلة الجديدة وفق استرتيجية النظام بعيدة الاجل من نقطة اعادة توحيد الحركة علي اساس حفظ المصالح لطرفي المعركة , وعلي الطريقة السودانية التي لا تقيم وزنا للمصلحة الوطنية , والتي سيقبل بها الصادق المهدي ابن عمه مرة اخري في صفوف المؤسسة المهدوية , سيحدث الشيء نفسه بالنسبة للترابي والعثمانيين, فالصادق سيكون مدفوعا تحت وطأة فلس قاتل قبول مبارك مرة اخري في نادي الحزب ,اما الترابي ومخاصميه سيحاولون الوصول الي اتفاق من اجل استبدال السلطة بالثروة , اوالثروة بالسلطة, فالمسألة عندهم سيان.

يحدث كل هذا , او سيحدث كل هذا وسط زهايمر سياسي نأمل ان تنجو منه قوي السودان الجديد الحقيقية, قوي السودان الجديد التي تري في الوطن مساحة قيم مقدسة يقع عبء الدفاع عنها علي عاتقها هي قبل غيرها من القوي التقليدية ,وقد ان الاوان ان يلتئم شمل هذه القوي الجديدة استعدادا لعصرمظلم سيشهده السودان اذا تركنا الاحداث يتحكم في توجيه حركتها الظلاميون الذين اسامونا العذاب , ويستعدون مرة اخري لعذاب العمد الممدة , يصاب المرء بالغثيان والاستفراغ عندما لايجد اجابة مقنعة للنفورالايديولوجي الذي تمارسه قوي السودان الجديد ضد نفسها , فهي حتي بعد سقوط المشروع الحضاري كما يقول الصديق حيدر ابراهيم لاتزال تمضغ شعارات جميلة لاتجد ترجمة بدرجة جمالها, فما الذي يجعل الترابيون والعثمانيون يسعون الي اعادة توحيد انفسهم لمزيد من ايذاء الوطن , بينما تمارس القوي الجديدة السهو السياسي والتثاؤب الفكري الذي يسبق النوم .علينا التمسك بالماثرة الخالد ة التي قالها الكاتب النيجيري كن سارو اويوا وهو في طريقة الي مقصلة الجنرال اباتشي (ان نضالي ضد الاستبداد هو نضال الذاكرة ضد النسيان).


-- ------------------------------------------------------------------------------







Maali غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:41 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.