مَا بَال قلبُكَ لا يُجيْب . . ؟(في رثاء الشاعر العظيم درويش)
[align=center]مَا بَال قلبُكَ لا يُجيْب . . ؟[/align]
[align=center]جمال محمد إبراهيم [/align]
كَتَبَ القصِيْدةَ بالقَرَنفُلِ وَالدّمِ
المَسْفُوكِ مِن أشجَارِ رامَ الله
وَمِن أنفَاسِ أطْفالٍ
تسَامَوا فَوْقَ أرْوِقةِ السّمَاءِ ،
تسَلّحُوْا بمنَاصِلِ الأحْجَارِ
ثُمّ تكَامَلتْ أحْلامُهُم ،
صَارتْ قوَافٍ في القصِيْد . .
تكَوّنتْ رَسْماً وَمُوسيْقَىَ ، ومِثلَ وَصَايَا أُمِهِ صَارَتْ
وُروْداً ، زيّنتْ فِردَوْسَ مَوْطِنهِ الفَقيْدْ . .
يا درويْش . .
كُنْتَ غمَامةَ الوَطنِ المُطاردِ فِي المَهَامِهِ والوِهَادْ
وكُنْتَ منديْلاً تكَوّر وَرْدةً فِي ستْرةِ المَنْفَىَ
وإكليلاً مِن الياقوْت . .
دَوْرَقَ حَنطَةٍ للسّاجِدينَ قُبالةَ الأقْصَى
تُدثّرَ لاجئيْنَ مِن الجَليْل إلى الخليل ،
تَدَججّوا بالحزنِ والبَاروْدِ وانتبذوْا الجِدَار
تسَلّحُوْا بقصِيدتينِ
وَقاومُوْا مِنْ وحْيّ قافيةٍ لَديْكْ
جَحيْمَ ألوِيةِ الدّمَار
وَتوّجوْكَ إمَامَ أُغنيةٍ تُبشّر بالرّجوعِ إلىَ فراديْسِ الأُموْمَةِ
كَيْ نكوْن حِجارةً ، أوْ دَغْلَ أشْجارٍ وَأسيَافٍ وَنَارْ
الغَيْمةُ المِظْلالُ تسْأل مَنْ تُظلّلَ فِي الهَجِيْرِ
وَمَنْ سيرْحَل هكَذا دوْنَ اعْتذارْ ؟
وَغَيبةُ الوَطنِ التي سكَنَتْ قصَائِدَكِ الجَميْلة
هَلْ تعُوْدَ وأنْتَ أنبَلَ مَنْ طوَتْهُ ذُرَىَ السّحاب ْ
مَا بَالَ قلبُكَ لاَ يُجيْبْ وَهَا رتْلُ الجَميْلاتِ ،
انتظَمْنَ قُبالةَ الجَسَدِ المُسَجّى ، فوقَ رامَ الله
وَيسْألنَ القصَائدَ أينَ غَابْ . .؟
فِي أيّ نَرْجسَةٍ ذَوَىَ . .
أيّ البُحُورِ طوَتْ زوَارقَ شِعرهِ وسبَتْ قوَافيهِ
فصَارَ اللّوْزُ أبْعَدَ مِن أزَاهِرهِ وأقرَبَ مَن ذُرَاه . . ؟
كُنتَ الشِعرَ ..
مُبتدأَ الحداثةِ وانْفجَارِ الذَّرةِ الشِّعريةِ الأُوْلَى
وَأوْتارَ المُغَنيَ في صِباه . .
قُلْ لنَا : مَا بَالَ قلبُكَ والكمَنْجَاتُ الحميمةُ قطّعتْ أنفاسَهُ
أيضيعَ لحنُ الأرْضِ ، والوَترُ المُعذّبُ فِي وَريْدكَ مُنتهاه ؟
بيروت -9/8/2008
|