نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عبدالله الشقليني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2006, 11:07 AM   #[1]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي الحُزن في مَوضِع الفَرَح



[align=center]الحُزن في موضِع الفَرح[/align]

(1)

قال أبو الطيب المتنبي :

وَ إني لنَجمٌ تَهْتَـــدي صُحبَتي بِهِ .. إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ
غَنيٌّ عَـنِ الأوطان لا يَــستَخِفَّني .. إلى بلـدٍ سَافَرْتُ عنهُ إيَــابُ
وَ للسرّ مــني مَــوضعٌ لا ينالُهُ .. نَديمٌ وَ لا يُفضــي إليهِ شَرَابُ

(2)

لا طيب المكان ولا طعم الصحاب يُغني ، فَنَدى الدَّمع أضاء مُهجتي ، وتَقلَدتْ الفتنة ثوب وُجداني ، وهَامت تتقافز رياحينها هُنا وهُناك.

قالت الفتنة :

ـ كيف تكون الدُنيا حين تُجالسكَ الأفراح ، وكيف يندلق مبسَمي بلآلئه تُمسك أقمشة الوجدان ، وأنتَ تحزن ؟ .
قلت :

ـ ما تعودتُ الفرح . يأتيني يتيماً بلا صُحبة ، كثمرة سقطت من نخلٍ باسق، والجوع يضُمني إلى صدره فلن تُفرحني ثمرةٌ واحدة .
قيل لي :

ـ لا تشبهكَ الأفراح ، وجراح نفسك لا يشفيها إلاّ الزّمان . فمن تَعوَّد الأحزان تَوهَّم الفرح وجهاً آخر من وُجوهها المُتعددة . ومن يتذوق النعيم أول مرة تأخذه الدهشة فيقف في منطقة الرماد لا يدري أغرُبت الشمس أم لم تزلْ .
قلت لنفسي :

ـ سأنتظر اليوم ثم غداً ، لعل النفس مِن ريبتها تَطيب .

(3)

ذهبتُ للفراش فالنوم نزَّاع للراحة و للنسيان . من تحت الغطاء استرخيت وَحدي راغباً وأسلمت نفسي للباب الذي يُفضي للغياب.أعلم أن نصف العقل يسترح ، ونصفه الآخر يجمع شتات الأشياء التي لم تزل عالقة في دُنيتي . تبسمتُ لعلّ الفرح يرِق قلبه ويأخذني وديعة عندهُ وأختبئ .
تذكرت من ينصحني حين قال :
ـ عد إلى مئة ولا تحسب حساب الوقت ، لعلك تنام .

(4)

لا أدري كم مضى من الوقت قبل أن يبدأ الحُلم :
دلف الحُلم منطقة البساتين حيثُ الشجيرات وأحواض الورود الموسمية و عِطرها . أوقدتُ شمعةً في ظُلمة نفسي ، وجلستُ كزهرة لوتسٍ : اليدان على الفخذان ، والساقان مُنعقدان على الأُلفة والجزع عند الصدر مُنتَصِباً. استقر الجسد وتنفستُ عميقاً ، وفي ضوء اللهب الأصفر حدّقتُ و قلت :
ـ هذا الضوء يُنبئني بقُرب حلول روحها ، فيا مالِكَ الكونِ اسمع الرجاء و ترفق بي ، واخرُج لي ضوء وجهها لأفرَح ، فأنا عاشق منذ نهض الإنسان على قدمين وسار . هَوى العِشق من سماء تاريخي القديم نيزكاً فاقد الوعي ، أمسكت به وأطعمته الطعام وشرب هو من عاطفتي فعادت حياته سيرتها الأولى .

(5)

في لهب شمعتي أطلَّ باسماً وجهها واختنقتُ من عبرةٍ في الحلق . هطل الدمع زخاً و زيَّن الملح المآقي . حان الآن موعد أحزاني لترحل . و قبل أن يودعني عُقاب الحُزن ، نظر إليَّ نظرة مسافرٍ عزيز عليه الرَّحيل، و يرغب العودة إن تَيسرت . رفرف الحُزن جناحيه فتحركت الريح من حولي ، ثم طار إلى الكون الفسيح .

(6)

اقتربت الصورة من الصوت وتحسستْ ملامحه . هبطت الدُنيا ورقصت في سينمائية مُذهلة. نثرت حبيبتي ألوانها القُزحية تملأ المكان .رَقَقتْ الشفاه نفسها وهي مرسومة على وجهها الذي أرى ، وابتسمت أسارير الصباح في زينتها وانطلق بخور العطر من تاريخنا القديم وغطَّتنا غيمةٌ وَلود. بدأ نجم سيدتي في إيوانه زاهياً يتدلى كأرجوحةٍ من قُبة السماء. لفحتني ريحٌ من الفخامة لن تكون إلا كما لا عين رأت ، وتخطُر دوماً على قلبي .
تسلقت بعينيَّ قامتها ، من الأصابع التي رصَعت قدميها، ثم صعدتُ عبر صلصال الجسد وهو يلتف لولبياً ويقول لي :
ـ ألا ترى كيف تكون الأنثى ساحرة !.

(7)

نفخت الهواء عن رئتيَّ ونثرت الغُبار عن نفسي ، وخرجتُ من جسدي شهرياراً بعد أن غَسلتْ المحبة سواد قلبه التاريخي. التففتُ حول مدار من أُحب مُحلقاً، وتجولت في كونها : خيطٌ أنا يربط لآلئ ناصعٌة في الأثير.
كم جميل أن ترى ملامح الكون صادقة كملامح وجهها ، و عُذرياً في سنوات شبابه الأولى عند النُضج . رأيت الدُنيا بضجيجها الصاخب تتكور لفافةً كاذبة ، تدور حول من أُحب ، تحترق وتتفتتْ . جاء الصدق في موضع الحُلُم ، فأين حقيقتي من كذِب دُنيتي ، حين قال لي من يَسكُنها يوماً : إن الأفراح لا تشبهُكْ ؟
رقص القلب رقص الفرح ، وحلق نسر الحُزن من فوقنا دامِعاً .

عبد الله الشقليني
01/11/2006 م



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 01:46 PM   #[2]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

شقليني
يا صديق الزمن المعافي
أسمح لي أرجع ليك بي رواقة...
أنت زول جميل ومبدع يا أخي



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 06:45 PM   #[3]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


[align=center]الأحباء هُنا
و عزيزنا الأستاذ : خالد الحاج
[/align]

تحية لك وأنتَ تعبر من هُنا .

التعقيب الأول :

خير من أراد استبطان ما في هذا النص من عجائب الصور و غرائب التراكيب ،
وهي تخلط الحسي بالمعنوي ،
أن يقوم القارئ بإطفاء أدوات السماع والرؤيا والحركة من حوله .
أن يقرأ النص بعد أن يُفرغ البدن والعقل من الشواغل ،
ويدلُف إلى النص ، ويصعد مراتبه :
مرتبةً .. مرتبة .

لن أدير ظهري للقُراء ، إن رغبوا السير على عجل . فهذا النص لا يَصلُح
فيه السير على عجل . يحتاج المرء منّا إلى درجة من استدرار عطف الصفاء ،
وينقل الواحد منا ذهنه صافياً إلى حضرة مُعقدة الرؤى ،
لا تشبه ما تعودنا عليه . لن أنس أنني واحد من الذين يتعين عليهم قراءة هذا النص ، كمن يقول :
( وضرب لنا مثلاً ونسي أنه كاتب النص )
فللذهن البشري ثغرات تنفذ منه أحابيل الكون وعجائبه .

لكم شُكري جميعاً
عبد الله الشقليني
3/11/2006 م



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 08:51 PM   #[4]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

اقتباس:
اقتربت الصورة من الصوت وتحسستْ ملامحه
واقترب الكاتب من حقيقة نفسه
وتصالح معها
وخرج إلينا مبرأ من كل حرف لا ينساب فى جدول الابداع
فنهلنا حتى انكفأنا على ظهر الكتاب ...



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2006, 09:53 PM   #[5]
عصمت العالم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عصمت العالم
 
افتراضي


المبدع الشفيف عبد الله...بيكاسو الفنان..


يا صديق الزمن الجميل...

هذا اغراق مترف فخيم لا حد له...وهو يحوى ويحتوى..ويتفق..ليمنح دقة التشكيل..وبراحات الانفاذ..


لك الجمال .وانت تنحت بازميلك تفاصيله وتصوغ من شفافية روحك ملامحه..وتسكبه عتقا من انوار..وسبج من رؤى

عميق الاعزاز...وكثيف التقدير



عصمت العالم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2006, 02:02 PM   #[6]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

قال:
"ارتقينا سلم العاطفة المشبوبة ، خلية إثر خلية ، و نبضاً إثر نبض ، و امتزاجاً إثر امتزاج، فلا ارتويت أنا من معينك و خمر فردوسك ولا أنت اكتفيت مني و قنعت بمخادع شرير! لا .. ! لا لم نمتلىء من عشقنا و لم نسكر من لغو الحب" ..

فقلت:
"لا انا أجرؤ على الفرح، فالفرح لم يعرفني يوماً لماذا يقتحم داري اليوم؟
لا أجروء ان أفتح له الباب فهواء البيت جميل بحزنه، ومضيئ بعتمته، لماذا يريد أن يبدل هوائي الذي أتنفسه، ويضيء ظلمتي التي لم أعد أرى سواها.
سيبهرني النور، وأقفل عيني رغماً عني، أو يخنقني الهواء العليل ويسد رئتي.
سيدي،
الفرح يقتحم داري رغماً عني، لكنه يخيفني رغم حقيقته. كيف أصدق انه لم يأت ليسخر مني؟ كيف أأمن له وهو الذي يعبث بكل روح حزينة. يصفعها يوماً على وجهها فتصحو على حقيقته وما إن ترى وجهه وتحاول التأقلم مع إشعاعه الساحر يختفي ويضمحل.
وكأنه لم يكن أصلاً أو كأنه سراب تذيبه العين.
يا لِطَيف السعادة المخادع...
لكن لماذا فتحتُ عيني وبقي الفرح هذه المرة مسمراً؟ لا أجرؤ على مسه للتأكد من حقيقته، أخاف ان تفسده لمستي. هل الحل بأن أحمله معي في المنام؟
ولكني لا أريده حلماً ولا رؤيا.
فليتسمر أمامي قدر ما يشاء وسألمسه حتى لو احترقت أصابعي".

أستاذ عبدالله، تعبيري قد يكون قاصراً فاعذر عطشي الى اللغة.
نصّك جميل ومن الصعب تفنيده، فأخذته كما هو وشربت منه وسكرت، وكتبت بضع كلمات..



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2006, 02:31 PM   #[7]
نزار حسن علي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

استاذنا الرائع/ عبدالله

كل سنه وانت طيب يا سيدي ربنا يديك العافية ومزيدا من الابداع

مع مودتي



نزار حسن علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2006, 05:04 PM   #[8]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


عزيزنا الشاعر : معتصم الطاهر :

كيف تتحسس الصورة الصوت ، وتقرأ الملامِح ؟
وكيف يتصالح المرء مع نفسه ؟
قال لي الأستاذ / إبراهيم الكامل آل كود ( شقيق أبو ذر الأكبر )
: يا عبد الله خُذ بعضاً من قُطوف الخواطر ، ولا تترك لها نفسك ،
فإن تصالحت معها كان الحساب آخر الأمر عسيراً .



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2006, 05:06 PM   #[9]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=center]حبيبنا في السماء : عصمت العالم [/align]

قال لي صديق :
ـ أنت تُغرق من يقرأ في عوالم ، والناس تطرق رؤوسهم
أمور البلد و عُسرة أمورها ، والكيد الذي يُحاك ضد الفقراء ،
وأنت في عالم ، كأنه ليس من عالمنا ! .
قلت له :
ـ يقولون اقرأ ، ونَمْ ، واعمل ، وتسرى عن نفسِك ، واحمل هموم أحبائكَ ،
وكُن نفسكَ .
حبيبنا في الأعالي : عصمت
أعلم أن النص يعبُر المسارات الصعبة ، ويتخذ من الدروب أغلظها على بطن الأقدام .
أصدقك القول أن لديَّ موضوعان وأخطرهما لقاء تم بيني وبين أحد الذين حضروا دورة التدريب النظرية في أوائل الأربعينات من القرن الماضي في مصر على يد الشيوعي : ( كورييل ) ، هو الآن في التسعينات من العُمر ، حتى خشي الصديق الكاتب : عثمان حامد سليمان أن يسرقه العُمر ، دون أن نرى هذا اللقاء .
منعتني : ( ترويض اللغة )
وهو موضوع ذو شجون .
شكراً لك ، ومحبتنا لك .



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2006, 05:13 PM   #[10]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=center]إلى سيدة من بلاد الأرز سلام
الأستاذة / ريما
عندما تكتُبين :
[/align]


قال:
"ارتقينا سلم العاطفة المشبوبة ، خلية إثر خلية ، و نبضاً إثر نبض ، و امتزاجاً إثر امتزاج، فلا ارتويت أنا من معينك و خمر فردوسك ولا أنت اكتفيت مني و قنعت بمخادع شرير! لا .. ! لا لم نمتلىء من عشقنا و لم نسكر من لغو الحب" ..

فقلت:
"لا أنا أجرؤ على الفرح، فالفرح لم يعرفني يوماً لماذا يقتحم داري اليوم؟
لا أجرؤ أن أفتح له الباب فهواء البيت جميل بحزنه، ومضيئ بعتمته، لماذا يريد أن يبدل هوائي الذي أتنفسه، ويضيء ظلمتي التي لم أعد أرى سواها.
سيبهرني النور، وأقفل عيني رغماً عني، أو يخنقني الهواء العليل ويسد رئتي.
سيدي،
الفرح يقتحم داري رغماً عني، لكنه يخيفني رغم حقيقته. كيف أصدق انه لم يأت ليسخر مني؟ كيف أأمن له وهو الذي يعبث بكل روح حزينة. يصفعها يوماً على وجهها فتصحو على حقيقته وما إن ترى وجهه وتحاول التأقلم مع إشعاعه الساحر يختفي ويضمحل.
وكأنه لم يكن أصلاً أو كأنه سراب تذيبه العين.
يا لِطَيف السعادة المخادع...
لكن لماذا فتحتُ عيني وبقي الفرح هذه المرة مسمراً؟ لا أجرؤ على مسه للتأكد من حقيقته، أخاف أن تفسده لمستي. هل الحل بأن أحمله معي في المنام؟
ولكني لا أريده حلماً ولا رؤيا.
فليتسمر أمامي قدر ما يشاء وسألمسه حتى لو احترقت أصابعي".


يندلق قدر العطر في بساتين الفرح ، ويحتجبُ الحُزن .

هذا قول من ثقل الحجارة النفيسة التي تكتُبين بها : أطعَمتنا شهي الثمر .

كتب شاعر من موطننا :
لم يكن إلا لقاءً وافترقنا
كالفراشات على نار الهوى
جئنا إليها فاحترقنَّ

استطعم القلب مما به ، وبثَ أناملكِ أن تكتُب فخيم الرؤى في بستان السماء .
أية قطرة من الماء تُفجر ألوان الطيف والشمس مُشرقة ، والسُحب تُرسل محبتها إلى الأرض . أديم الأرض عاشقة ، والسماء عاشق ، فكيف تكون العُشرة الطيبة ؟
هذا النص الذي خطه بنانكِ مورقٌ ، يستحق سيده ، وتستحقه الآفاق .
دوماً نحن نرقص بين ( الواقع والحُلم ) ، وعند الاشتباك لا ندري أيهما نحن نعيش : أنحن في واقع أم أن الحُلم لم يزل سيدنا ، يُخفف وطء حذائه على أنفُسنا ؟
إن النص الذي ورد هنا يستحق أن يرى النور موضوعاً ، ولا يختبئ بين الردود .
شكراً لهذا الظهور الباذخ من بعد غيبة لكِ ، وما أحلاها غيبة تجلي النفائس .

عبد الله الشقليني
04/11/2006 م




التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2007, 03:59 AM   #[11]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

سأتجول هنا في النص :

وينسى الكاتب نفسه مرة أنه هو كاتب النص ،
وينظر النص ويعيد قراءته من جديد :ـ

أين الحُزن في موضع الفرح ؟
سنعود



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-03-2007, 11:03 AM   #[12]
ملاذ حسين خوجلي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة


أين الحُزن في موضع الفرح ؟
سنعود

تحياتي استاذ شقليني

رغم ان قراءة النصوص هي بمشقة قراءة النفس ومكامنها ولكنني سأحاول قرائتك بعين النص ذاته لأعلم كيف يغطي الحزن مسامات الفرح فحديثك وحوارك مع الفتنه كان:


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة
[color=#990099][size=4]


قالت الفتنة :

ـ كيف تكون الدُنيا حين تُجالسكَ الأفراح ، وكيف يندلق مبسَمي بلآلئه تُمسك أقمشة الوجدان ، وأنتَ تحزن ؟ .
قلت :

ـ ما تعودتُ الفرح . يأتيني يتيماً بلا صُحبة ، كثمرة سقطت من نخلٍ باسق، والجوع يضُمني إلى صدره فلن تُفرحني ثمرةٌ واحدة .
01/11/2006 م
لا ادري ولكن هل قراءتك لذاتك فى هذا الموضع كان نتيجة لما قالوه فيما يتبع ؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة
[color=#990099][size=4]

قيل لي :

ـ لا تشبهكَ الأفراح ، وجراح نفسك لا يشفيها إلاّ الزّمان . فمن تَعوَّد الأحزان تَوهَّم الفرح وجهاً آخر من وُجوهها المُتعددة . ومن يتذوق النعيم أول مرة تأخذه الدهشة فيقف في منطقة الرماد لا يدري أغرُبت الشمس أم لم تزلْ .
01/11/2006 م
هذا شقاء .. ان تحيا على وجعين اولهما : جهلك بإحساس ذاتك
ثانيهما : شقاءك بتوهم الاحساس وليس معايشته .. حتى ذاكرة الحلم كانت تشقى معك بالوجع التوجس والتخوف .. دعنا نسميها هواجس

سيدي .. الفرح .. الخوف .. الحزن .. الجوع .. هي معانى تحس وليست اتهام او حالة للتقمص إذن حينما يسكننا الفرح نعشقه نتنفسه كما فعلت انت بقربك من حبيبتك او رمزية الانثى فى الحلم ولكن بمجرد ان لامست الفرح .. صعدت هواجسك وحشرت ذاك التوهم فى تفاصيل دنياك وهي ما قاله الاخر ( إن الأفراح لا تشبهُكْ ؟ )

هنا عبارة ادهشتني او لا ادري وقفت عندها كثيراً وهي :


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة
[color=#990099][size=4]

جاء الصدق في موضع الحُلُم ، فأين حقيقتي من كذِب دُنيتي ، حين قال لي من يَسكُنها يوماً : إن الأفراح لا تشبهُكْ ؟
رقص القلب رقص الفرح ، وحلق نسر الحُزن من فوقنا دامِعاً .

01/11/2006 م

هل الصدق هنا هو الحلم ؟ ام الصدق هنا انك تحللت من صدى هواجسك ؟ ام انك ما بين الاحساس الحقيقي للفرح نظرت لذاتك بشفافية وكشفت ماهية ذاتك ؟

السؤال الخطيـــر : فأين حقيقتي من كذب دنيتي هل هذا اعتراف ان دنياك تشع بالكذب ؟

اما اخر سطر فهي حقيقة شعورك فى لحظتها رغم ان سواد الهواجس عالق فوقك ورغم ان ادراكك ان الحزن قريب .. مع ملاحظة ان جميع العباد الحزن يحلق حولهم بإبتسامة صفراء ولكن حزنك كان دامعاً .. وهنا اختلافك انك لاتريد انقشاع هذا الحزن من دنياك .

حاولت ان ارسم لوحتي للنص بتتبع ريشة كلماتك .. قد يكون للمعانى بُعد اعمق وأوجع ولكنني حاولت ان استقي من جرَس الكلمات فكرة وتحليل لأجيبك ان الحلم على فكرة بعض من شغفنا للحياة .. وهواجسنا بعض من تخيلنا لذلك دع .. للفرح .. معنى وليس مجرد نكهة نتمناها لتحلي ايامنا ..
هذه قراءتي ..



ملاذ حسين خوجلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2007, 07:25 AM   #[13]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار حسن علي مشاهدة المشاركة
استاذنا الرائع/ عبدالله

كل سنه وانت طيب يا سيدي ربنا يديك العافية ومزيدا من الابداع

مع مودتي
عزيزنا نزار
شكراً أن تكن بيننا هنا



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-03-2007, 07:53 AM   #[14]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


[align=center]
عزيزتنا الأستاذة ملاذ
تحية واحتراما
[/align]

إن العين القارئة لتطرب
بيننا جسر مُذهَّب بين كاتب.. وقارئة تقرأ بإبداع ، ترمي رؤاها بصدق إحساسها تقرأ بين الأسطر والكلمات . هذا أراه مفرش فاخر على سرير طال انتظار الدفء وغطاء الجمال من الذي أو التي تعرف الدروب الشاقة بين المعنى في سباحة الظهر ، والغطس لعالم الكائنات التي تسكُن القاع .

يقولون يرحل الكاتب بعد إنجاز النص كاملاً ، وأرى النص كلما مرَّ بنا قطار العُمر نُعيده ونُحدثه أحيانا ، ونخرج آخر المطاف من النص كقراء لا علاقة لنا به .
يقولون الآن بنظريات موت المؤلف ، ويقولون :

انتهى الكاتب من النص ، وآن للآخرين اكتشاف خباياه وتشريح النصوص .

نبدأ من حيث البدء وانس أنني كاتب النص ، و وأعلم أنني لست بقدر خير الماكرين حين قال :

{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ ............ }يس78

1/ الراوي في النص غيري في دُنيا الحياة ، والضمير الذي يرجع للكاتب هو محاولة منه لتقمُص دور الراوي بثقله الكثيف وتقلبه على صفيح عذابات الأحزان وحملها الثقيل وحتى عندما تقف الفتنة أمامه فرحة ، يكاد لا يُصدق :

وقد تفضلتِ أنتِ بالقطف من النص حين سألتِ :

( أين الحُزن في موضع الفرح ؟ )

وأجابكِ النص :


( قالت الفتنة :

ـ كيف تكون الدُنيا حين تُجالسكَ الأفراح ، وكيف يندلق مبسَمي بلآلئه تُمسك أقمشة الوجدان ، وأنتَ تحزن ؟ .
قلت :

ـ ما تعودتُ الفرح . يأتيني يتيماً بلا صُحبة ، كثمرة سقطت من نخلٍ باسق، والجوع يضُمني إلى صدره فلن تُفرحني ثمرةٌ واحدة .)


وسنعود



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:05 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.