نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عبدالله الشقليني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-2006, 02:07 PM   #[31]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي



أستاذ عبدالله،

عثرت على صورة لنظرية فرويد حول العقل الباطن، لكن لم أنجح في إنزالها هنا.. يبدو اني جاهلة بالامور التقنية.
في أي حال هي موجودة على هذا الموقع، الذي فيه أيضاً معلومات واسعة ومهمة.

http://allpsych.com/psychology101/ego.html

ولان شرحك لنظرية العقل الباطن كما وردت عند فرويد، وهو الرائد في هذا الموضوع، وافية، يهمني أن ألفت ان هناك جدلاً علمياً واسعاً بين العقل الباطن او العقل اللاواعي. هناك من يفصل بوضوح بين الاثنين، بين subconscious وunconscious
وما يعنينا في هذا الحوار الهادف هو العقل الباطن او subconscious الذي بدأ الحديث عنه في هذا المنتدى مع تحميلك له مسؤولية كبيرة عن معظم أفعالنا، ووصلت في الفصل 12 الى الحديث عنه عند الفنان.
مدارس علم النفس عديدة وأكثر من واجه فرويد كانت المدرسة السلوكية Behaviorism
بالنسبة لفرويد فإن العقل الباطن هو مستودع للافكار غير المقبولة اجتماعياً، وللرغبات والأهواء، الذكريات الحزينة والمشاعر المؤلمة..
لكن لا يجب أن ينسى احد ان فرويد هو اول من ابتدع مفهوم libido (الرغبة الجنسية) في عقلنا الباطن التي يحمّلها الكثير من تصرفاتنا الواعية. ومقولته الشهيرة "عقدة اوديب" لا تحتاج الى تعريف.
من اهم من تصدى لنظريات فرويد حول مسؤولية العقل الباطن كانت المدرسة السلوكية Behaviorism ومؤسسها الامريكي جون واتسون (1878- 1958) وهو اول من درس كيف عملية التعلّم تؤثر على تصرفات الإنسان. الفكرة الأساسية لديه ان الأفعال الظاهرة وحدها تستحق الدراسة، ووحدها يجب التركيز عليها وتحليلها. وبين الفلاسفة كان كارل بوبر من اكثر من عارض نظرية فرويد. فبالنسبة لبوبر لا يمكن تثبيت نظرية فرويد بدلائل علمية. ولكن هنا قد يقول أحدهم، إن علم النفس كله لا يقوم على ادلة حسية وعملية. فهو يعتمد على المشاعر والافكار والذاكرة وما إلى ذلك..
هناك من السلوكيين من لم ينكر تأثير العقل الباطن وإن لم يوافق فرويد. B.F.Skinner (1904- 1990) قال بان هناك حالات داخلية قد تؤثر على السلوك، وهو جمع بين الباطن والظاهر، ولم ينكر تأثير بعض العوامل النفسية على تصرفاتنا. انا شخصياً مع هذه النظرية. النظرية التي لا تنفي دور العقل الباطن ولكنها لا تعظّم شأنه كما يفعل فرويد. وللدين أثر كبير في تصرفاتنا الواعية وفي أفكارنا داخل العقل الباطن. بالإيمان، نحن نتحرر من سطوة العقل الباطن.
عثرت على الانترنت على هذا الكتاب.
http://www.alshirazi.com/compilation...eed/fehres.htm



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2006, 07:53 PM   #[32]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=center]دنيا العقل الباطن (13)[/align]

عزيزتنا الأستاذة ريما
تحية طيبة وأنتِ تعبُرين هُنا عبوراً مُذهلاً ،
ثرياً بالخُطى نحو فهم هذا الجسد الهُلامي الذي نُسميه العقل الباطن أو اللاشعور . والمراجع التي تزخر بها ( كل علوم النفس أونلاين )
زاخرة برصيد حوت الكثير من الرؤى ، مُبوبة ومُرتبة وتنهج المداخل العلمية للمواد العلمية ، دون إيراد النصوص كاملة ، وتلك لضرورات نعلمها جميعاً منها حفظ حقوق الملكية والتسويق .. الخ
تبدو لنا السماوات مفاتيح لمعرفة الرؤى والمراجع ، وتبقى أصل النصوص المُفصلة بين صفحات المراجع وكُتابها الأصليين . والتلخيص جزء من المعرفة ، يُغري كما نعلم باقتناء المادة كاملة .
إن علوم النفس البشرية ، مثلها مثل كل علوم الدنيا ، تُضيف وتتطور ، وليس من ثبات في كل العلوم ناهيك عن علوم النفس البشرية ، وهي أعقدها ، لأن الجميع يُحاول أن يفكك الآلة الذهنية إن جاز لنا التعبير ، وهي مُنقسمة على نفسها : بين وعي يأمل أن يُمسِك بكل الخيوط ، وبين لاشعور موجود بالفعل ، رغم اختلاف كثير من العلماء على مدى هيمنته على الذهن البشري ، أهو الشق الأضعف أم هو القوي الذي يقف من وراء كواليس الأستار .

مثلاً:
قرأت عن التنويم الإيحائي حسب ما ورد في نص في ( كل علوم النفس أونلاين ) ووجدت تلخيصاً ، ولم أجد تفصيلاً . وأنا قد شهدت الكثير من جلسات التنويم الإيحائي أو ما اصطُلح على تسميه ( التنويم المغناطيسي ) ـ الهبنوزز ـ وأعرف الكثير من تقنياته بل ومارستها عملياً ، ولا حاجة لنا لبث معارفنا حول تفاصيلها لأنه علم ، له قوانينه وأخلاقه . والنفس الباطنة بحر لا أول لها ولا آخر . فيها من الغرائب ما يُذهل ، بل تتكشف عند التنويم الإيحائي عوالم من الغرائب توضح مدى جهلنا بهذا الكائن الغامض الذي يرقب ما أكتُبه الآن ، أو يرقب قراءتك وأنتِ تقرئين ما أكتُبه الآن .

إن المعارف الإنسانية التي تدخل الذهن صباح مساء عن طريق حواسنا جميعاً ، صوتاً وصورة وسمعاً وملمساً وتذوقاً وشماً وحواس سادسة خفية علينا تدخل أدمغتنا كل ثانية ، وعيّنا نحن ذلك أم لا . تدخل المعارف يقينها وباطلها ، شرها وخيرها . صوراً عن الواقع الموضوعي أو تصوراً ذاتياً عنه ..الخ
إن تعقيد أن نبحث في اللاشعور ، بالطبع أعقد من الوصول لكوكب المُشتَري ، فالكوكب بعيد عنا مادة ، ويمكن بالوسائل العلمية الوصول إليه ، لكن من الصعب معرفة صورة ( صوفت وير ) يشترك معنا
التفكير ، وحياً أو تلقيناً أو شراكة أياً كانت ضعيفة أم قوية فهو في المُحصلة شريك لما نكتُب ولما نُفكر رغم اختلاف العلماء حوله ، فلن نعلم عنه إلا القليل .
هذا الكائن الهُلامي أراه قادم مع تاريخ الإنسانية السحيق يتبع ويتشبث بخلية حية تتخلق من لقاء جنسين في رحم ، ثم خلية لاحقة من أجيال أخرى وهكذا دواليك ..
خُذي مثلاً عالم النفس ( ايميل كوّيه ) الذي طور طرائق في ( الإيحاء الذاتي ) ، ومنها تجربته التي يُمكننا تخيلها
( عن الصراع بين الإرادة والخيال ) :
{ خُذ لوحاً خشبياً وابسطه على الأرض ، ثم سر عليه من طرف إلى طرف . بعد أن تفعل ذلك دون مشقة ، خُذ نفس اللوح وثبته بإحكام بين ذروتي بنائين شاهقين . الآن قُم بالسير عليه ثانية . ليس هنالك من سبب منطقي يتعذر معه ذلك ، على افتراض عدم وجود ريح وعدم تأرجح اللوح ، فقد سرت عليه بأمان على الأرض للتو !! .}

فقد بين هو سبب عدم قدرة معظم الناس السير على ألواح عالية في الهواء . وقبل أن تسير خطوتين تأخذك الرجفة ، ورغم كل جهد إرادي لديك ، فأنت على يقين أنك ستسقط .. في الحالة الأولى ( على الأرض ) أنت تتخيل أن من السهولة بمكان السير إلى الطرف الأخر للوح ، بينما في الثانية تتخيل أنه ليس باستطاعتك فعل ذلك ، وسببه الصورة التي تكونت في أذهاننا أننا سنسقُط .

إن الصراع بين العقل الواعي ووسيلته الإرادة وبين العقل الباطن ، ولخياله الجامح كانت من وجهة نظره صراعاً استنبط منه :
حين تكون الإرادة والخيال في نزاع ، للخيال طريقة مقلقة في الهيمنة حين لا نريده أن يكون عليها . في هذه الحالات ليست ( قوة الإرادة ) بمجدية على الإطلاق. في الواقع حينما تُناضل الإرادة للتغلب على الخيال ينشط ما دعاه هو ( قانون الفعل المُعاكس ) : كلما ازدادت محاولتنا كلما زاد احتمال فشلنا !.

عزيزتنا الأستاذة ريما
ما ذكرته عن صراع الإرادة والخيال ، ليس محض مقولة نظرية ، بل يمكن تطبيقها عملياً ، وكنا نُمارسها في الرحلات ( كألعاب سحرية ) .
لو اتسع المجال لذكرنا لكِ وللأحباء نوعاً منها للتجريب .
شكراً لك على السجادة الفخيمة التي تُثرين بها هذا النبع الفكري الخلاق ، ونستطيع أن نزعم بحق أننا نُحلق في رُبى متنوعة الأزهار ، غنية بصراع فكري خفي يتطور و يُطورنا جميعاً .

20/03/2006 م




التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2006, 12:25 PM   #[33]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيز الأستاذ عبدالله،

انت البئر الذي نريد ان نغرف منه ونعرف أنه لن ينضب.
الموضوع شيق، وواسع، وحزنت اليوم لأني رأيته نزل من فوق، لكن هذا لا يعني أن الاهتمام به سيقل.
فمع كل مداخلة هناك ابواب جديدة تفتح، وتتملكنا الرغبة لمعرفة ما يوجد خلف كل باب.
التنويم المغناطيس عالم قائم بذاته، وفوجئت بأنك مضطلع به، ولديك تجارب معه، ليتك تخبرنا شيئاً عنها.
اما موضوع صراع الإرادة والخيال، فأيضاً اطمع لو قدمت لنا شيئا منه.
اصدق تحياتي



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2006, 12:57 PM   #[34]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيزة الأستاذة ريما
تحية وكثير تقديري أن ألهبت البوست ،
بثقل حديث يسوى ثقله ذهباً ،
ويرفرف خفيفاً مع الريح .
لقد وعدت والوفاء عندما يتيسر لنا من الوقت .
شكراً لورد الحديث دوماً بين يديكِ يطرَب .
ونواصل



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2006, 01:03 PM   #[35]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي



الأعزاء في إدارة سودانيات .
التحية والاحترام :

ماذا لو نهض البوست في العُلا زمناً أطول .
كذا أطلب وتطلب ريما ،
لم نـزل نورد قولاً على قول ،
ومبحث يستحق مكانة عالية
ولكم الشكر
ونواصل




التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2006, 01:13 PM   #[36]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


[align=center]دنيا العقل الباطن (14)[/align]

عزيزنا العقل الباطن :
تحية واحتراماً

أحدثك اليوم عن شُهب الخواطر التي تحصِبنا بها ، وما تفعل بنا :
نُسميها نحن :


( مَخاطِر الخَواطر ) !

وهجٌ أبرق علينا ذات ليلة ، واسمه :
إبراهيم الكامل ( آل عكود )
أتذكر حبيبنا ( عكود ) هنا في سودانيات ؟
نعم ..أنتَ تذكره كجوع البطون كما يقول أهلنا ، هو شقيقه الأكبر .
سمعت رنيناً يهبط من فوق السماء والتقيته ، و ( أجليت النَظر ياصاحي ) ، واكتحَلَت برؤيته العيون . جلست معه جلسة واجِدة ، وتحادثنا عن عوالمك وشُهب الخواطر .
كُنت من قبل قد تَطلّعت لقبسٍ من سِفر إبراهيم الكامل :
{ المدارات والمعابر } . ومن يشتَمّ البعض يُفتتَن ، ويطمع أن ينبسط الرزق .فمن السماء هبطت عليَّ مائدة ، وقد بَخلت على من سألوا الأنبياء عليها من قبل . سُبحان من يُجري الأرزاق على هواه . استطعمت ولم أزل أستقطع لنفسي ما شاء الوقت ، وأقرأ من سِفرٍ في منزلة رحيق عمرٍ ، يعجز العقل العجول أن يستجلي كنوزه . مرحى .. مرحى ، يقول إبراهيم إنه سِفره الأول ! .
قلت له : ـ
ـ فارع الطول أنت ، وتبدو مُشرِقاً . بسمتك ترسم لُطف ملامحك النبيلة . تبدو كأخٍ صدوق يكبُرني فقدته زماناً ثم التقيته.
رد ببسمة وعلى وجهه ما يشبه العِتاب و أرى ارتباكاً لا يناسب ثقل تجربته و عُمره . جلسنا ولم يترك لنا الوهج الذي بيننا مجالاً لنعرف قشور بعضنا . بدأنا بالمِزاح ، وتقلَّبت أنا في نعيم أن يلمس المرء جمال مزهرية مورقة في عُمر العطاء السخي ، فتُفرد من روائحها ، وتمُد إليّ فرح الدنيا نَضِراً .
قلت : ـ
ـ حَدِثني أنت عن الكتابة وخواطرها ، و هواتف الذهن التي تُطاردك ، وتطاردني مثلُك .
قال : ـ
ـ كأنك تقصد خمر الكتابة ، وسُكر اللغة ،فعندما أصفو و أصعد عتبات الخيال الحالِم ، تهبط عليَّ الخواطر هبوط النسور على القوارِض .
قلت له : ـ
إنها خاطرة غريبة الأطوار تعتريني مثلك هذه الأيام .لا وصف لملامحها الشيطانية ، تتملّك الروح والجسد . لا وقت تتخيره هي للهبوط ، حتى نَـزف السماء له مواسم ، لكن تلك الخاطرة تهبط كقَدرٍ استعذبت سكِّينه مواضِع الرخَاوة . تهبط عقلك هبوط ملاكٍ في هِزة كونيةٍ ترتجُ لها الأفلاك ويتمدد الكون ويتدفق في الفراغ السحيق . هذا عسير عليّ . أصحو فجأة من حلمٍ كاد يذبحني وأنا أتخبط من انفلات الروح وقت مُفارقة الجسد . أركل بقدميَّ كأنني أتشبث بالحياة . عسير أن يهوى المرء قاتله ويُكسِر سُنن الحياة في حُب البقاء و كره الفناء .
أتأتيك مثل خواطري يا إبراهيم ؟
تبسم إبراهيم قائلاً : ـ
ـ نعم ..أنت الصادق . كأنك قد وصفت ما بي . أحسست أن الخاطِرة أمر كوني حين تهبط تستوطن ذهني بلا مقدمات . تحُثني لمسك القلم ، وعندما أفعل تسترسل اللغة في نـزف متقلِب الألوان و الملامِح . عجائب تتخلق ، وحين يستعصي الصفاء والود بينها تستعطفني أن تهبُط دون قيد من نُظم أو أخلاق أو عُرف .
عقبتُ قائلاً :ـ
ـ أراك سيدي وأنت في عُمر تجاوز الخمسين ، كنخل فارِع ٍحين تُداعِبه الريح يضحك . فجذوره قد استشرت خيوطها تُمسِك بعروق الذهب في صخر الأرض .أعرف من يقول اترك في جيب سُترتك مُفكرةً صغيرة على الحِمل ، ناعمة رشيقة على الرفقة . فعند هبوط صرخة الخواطر ، انـزع نفسك عن النوم وامسِك القلم واتبِع الأوامِر .
قال إبراهيم : ـ
أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَد وهو يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كانت تسترجي القلم أن ينقل الشِعر ، كل الوارد من الذهب اللامِع برياحه الشيطانية ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها . أسرجت بُراق الأحلام وطافت الآفاق ثم استعصى عليها العودة لعالمنا وتلك خسارة فادحة . كانت مأساة مُجلجلة .كتبت تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ـ
( الخاطرة تُغري بالانفلات ) .
تضرِم نارها حزاماً حولك حتى يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعندما تآلف مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرق محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يُقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها .
عزيزنا ( الباطن )
كأنك تستمع لحديثي وتطرب ! .
خواطرك شُهب تحصب العقل الواعي . غريبة التكوين ، خارجة عن القوانين وترتيب النُظُم . من ورائها تتفتح أكمام زهر الإبداع . من يُجالسها تُردِفه معها على ظهر فرس جامِح . أجنحته كأجنحة كائنات الأساطير :
السماء زرقاء فاقع لونها .
الأمواه تعلو أمواجها تثب إلى القمر ولا تلحق به .
السُحب كغُبار الندى في ليل طويل بدأ ولن ينتهي .

ونواصل
21/03/2006 م



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2006, 10:49 PM   #[37]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الشكر موصول لإدارة سودانيات



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2006, 08:50 AM   #[38]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

لإدارة سودانيات شكراً لعودة الموضوع الى مكانه الطبيعي.

أقتطف من دنيا العقل الباطن 14:
(كأنك قد وصفت ما بي . أحسست أن الخاطِرة أمر كوني حين تهبط تستوطن ذهني بلا مقدمات . تحُثني لمسك القلم ، وعندما أفعل تسترسل اللغة في نـزف متقلِب الألوان و الملامِح . عجائب تتخلق ، وحين يستعصي الصفاء والود بينها تستعطفني أن تهبُط دون قيد من نُظم أو أخلاق أو عُرف) .


عزيزي الأستاذ عبدالله

كم من مرة يجد الرجل "المحترف" فناناً كان أو شاعراً او كاتباً او عالماً انه امام معضلة ليس بوسعه حلّها، فكرة لا يعرف كيف يكتبها، حلاً لعملية حسابية لا يجده.. كم من مرة شكر ذلك الرجل بأن عقله يخذله، بان يراعه لا يعرف كيف يترجم أفكاراً مشوشة.. يشعر بالعجز وربما اليأس أحياناً. لكن العقل الباطن يفرض حضوره ويسارع الى تقديم الحل، الى ترجمة الفكرة والى نقلها الى الورقة بأسلوب واضح وعملي.
هناك ما اصطلح البعض على تسميته وحياً، وما اصطلح بعض علماء النفس على تسميته العقل الباطن.
هذه أمثلة بسيطة:
الموسيقي العظيم شايكوفسكي كتب مرة:
" انسى كل شيء وأتصرف كالمجنون. كل شيء داخلي يبدأ بالارتعاش وما إن أبدأ التأليف حتى تتسلسل الأفكار واحدة خلف الأخرى. في وسط هذه العملية السحرية قد يطرأ عامل خارجي يجعلني أصحو من هذه الحالة، رنين جرس، دخول خادم، دقة ساعة تذكرني انه حان الوقت لترك ما أفعل. احياناً يقطعون هذا الخيط من الوحي لوقت طويل يكون علي البحث عنه مجدداً".

الشاعر الإنكليزي صامويل تايلور كولوريدج، حلم خلال نومه مرة بشخصية شرقية معروفة Khan Kubla وبشغف كتب قصيدته الشهيرة بهذا الاسم.
يروي انه خلال كتابته للقصيدة استدعاه أحدهم لمدة ساعة وعندما عاد شعر ان كل شيء من رأسه اختفى باستثناء 8 او 10 أسطر...
هذا يدل على ان الوحي متصل مباشرة بالعقل الباطن كون كولوريدج مثلاً تلقى الوحي خلال نومه وعندما أفاق استطاع ان يكتبه بسهولة طالما لم يزعجه أحد.
هنا يا أستاذي العزيز عبدالله، اعود لأطرح عليك سؤالاً مستوحى من فصلك الاول، بعد الفصل 14 وحديثك الممتع مع صديقك، ألا يستحق العقل الباطن بعض الثناء والتقدير؟ فمن غيره كان بوسعه ان يجعلك تكتب بمثل هذا الإبداع؟؟



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-2006, 11:24 AM   #[39]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

يا خوى قاعد أقرأ
ما تقول غايب وين ..

نتعلم
نفهم
بعدين نسأل



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2006, 05:32 AM   #[40]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيزة الأستاذة ريما
نعم دُنياكِ مُذهلة دوماً وحافلة بغيوم
الأبداع .. سأعود لها فقد طرق
العقل الباطن بابي بشدة !!
ونواصل



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2006, 05:35 AM   #[41]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

عزيزنا وحبيبنا معتصم
نرجو أن تكون مُتابعاً كل المُداخلات
فهي غزيرة بتنوع المشاركة من الأحباء
جميعاً
ونواصل



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2006, 05:39 AM   #[42]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


[align=center]دنيا العقل الباطن (15)[/align]

رسالة العقل الباطن (الأولى) :

من العقل الباطن
إلى الذي يُسمي نفسه العقل الواعي :

سلام عليك يا توأم روحي .

يا جالساًعند منضدة الحُكم و في كرسي الرئاسة .
أظني قد قطعت عليك صفاء المُتعة ، وحلاوة الاسترسال .
لا يُعقل أن تكون الساحة لمُمثل الادعاء وحده، يملأ الدنيا ضجيجاً،
وهو يعلم أن الدولة تدفع راتبه ويُعامله القضاة بلُطف وتهذيب . ففي ختام الجلسة ستغادر أنت المحكمة إلى مكتبك الوثير . تُدير أجهزة التكييف أو التدفئة وتطلب القهوة ثم تُتلفن للأسرة . تسأل عن الصغير والكبير .فأنت من بعد ساعة زمان ستتوسط مائدة العصر سيداً ! . تستطعِم ولا تشكُر . تنظر سيدة الدار وهي المُتعددة المواهب : طبخ ونظافة وترتيب وديكور وتربية أطفال و حاضنة ووجه حسن وجسد أهلكه العُمر الذي قضاه في مصنع الزوجية !
أين أنا يا تُرى ؟
أذهب بقيدي مع القُساة إلى محبسي !
أي عدالة هذه ! .
عجبت أنا كثيراً.. أي والله .. عجبت كثيراً ! .
يقولون ظُلم ذوي القربى أمرَّ.
لا أعرف كيف أبدأ ؟
أرى القاضي مُقطباً حاجبيه ، ونفسه تُحثه أن يرجُمني بالنفي قبل أن أبدأ !
سيدي
سأبدأ من حيث لا يخطُر على بالك :
أنا و المحبة الإنسانية :
أتذكر حديثك عني أن المحبة تنتظر في زيل القائمة !
أتذكُر رُجولتك تلهث عند اكتمال تكوينها تطلُب النصف الآخر ؟

أتذكر سيدي الزلزال الذي عصف بكَ عند رؤية أحلامك تتجسد في امرأة من أول نظرة ؟
تصببت عَرقاً أيها النبيل الذي تدَّعي التماسُك . هربت جسارتك وتداعت الفتوة. تلعثم اللسان الناطق الفصيح !.
أتذكر كيف أجلست جُثتك العظيمة بلا حِراك ، وظهرت أنا للعلن أول ظهور فاقع لي في دُنياك . تحدثت أنا إنابة عنك إلى المحبوبة الأولى.. لقد كُنت أمام من أحببت أول مرة طفلاً وديعاً غارقاً في الدهشة .
علت البراءة وجهك ووجهي . تطلعت لقُرص الوجه الصبوح . العينان قاتلتي وقاتِلتَك . ُيكشِفان عريي أمام الدُنيا .
أنا الذي كثَّف لك حلاوة الدُنيا في امرأة صغيرة وقفت في وجهك ذات صُدفة !
زال عنكَ الجاه والسلطان ، وأصبحت كورق الورد ترقبه شمس النهار و يُحركه النسيم .

وكما تقول أنتَ دوماً : سنواصل

23/03/2006 م



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 23-03-2006 الساعة 05:32 PM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2006, 11:59 AM   #[43]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=center]دُنيا العقل الباطن .( 16)[/align]


رسالة العقل الباطن (الثانية ) :

من العقل الباطن
إلى الذي يُسمي نفسه العقل الواعي
سلام عليك يا توأم روحي .

أتذكر عندما كتب لك الدكتور محمد عن النفس اللوامة وكيف أن المولى قد ألهمها فُجورها وتقواها ، وأنت تعرف أن الإلهام من المولى هو إلقاء الشيء في الروع . ألا ترى إنها معادلة حسابية دقيقة ، أُلقي في روع النفس الفجور والتقوى ؟ .
إني أراهما مستويان في الباطن : بذرة فجور وبذرة تقوى . أعرف أن الصفحة الدينية ربما هي زاخرة برؤى أنت تتجنبها لأن السيناريو الذي أعددته هشٌ تخاف أنت عليه هُلامية التفاسير وتعدُد مناهج التديُن أو إنك تخاف الخروج عن ( الثيم ) . ربما نغرق في بحور صراع قديم بين تخيير الإنسان وتسييره ، ولك الحق أن تتجنب تلك الدروب .
نتركك من أمر التفاسير وأعود إليك لنفحات التديُّن في باطني :
لقد تخطيت سماء دينية كتبت لك الأستاذة ( ريما ) مفاتيحها ، وأعرف أنك قد قرأت
ثم صمت قلمك عن أمر الدين . عندما تحركت الصُدفة وسمعت المادح ( الجيلي الشيخ )
وهو يُنشد قصيدة ( ضوء الليالي السود ) في مدح الرسول الأكرم محمد بن عبدالله ، تحركت أنا سريعاً ونبشت في ذاكرتك وأخرجت ذاك اليوم الذي قضيته مُستمتعاً بين أصحابك وأنت جليس في أمسية أحياها الشيخ ( علي المادح ) . بثثتُ أليك الشجن كله وأجلستك أمام الكي بورد وكتبت أنتَ ( أمسية مع الراحل ..الشيخ علي المادح ).
أنـزلت أنت النص هُنا في سودانيات ، رغم انشغالك بإعداد ملفاً عني ، ترجمني بكل شرور ، وأنا غارق في حُب رسول الله ، عارياً أغسل نفسي من كل زيف .

وكما تقول أنتَ دوماً : سنواصل
23/03/2006 م



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2006, 04:44 PM   #[44]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[align=center]
دُنيا العقل الباطن (17)
[/align]


رسالة العقل الباطن (الثالثة ) :
من العقل الباطن
إلى الذي يُسمي نفسه العقل الواعي
سلام عليك يا توأم روحي .
في خزانتي ملفاتٍ تُذهِل . بين يدي كل ميراثك وميراث من سبقوك من قبل طفرة الوعي وإلى حاضرك . خزانتي خُرافية الحجم والسِعة تتمدد كالكون . أتذكر أول وجه رأيت ثم اختفى ، إنها القابِلة . ملامح وجهها وتفاصيله هُنا في خزانتي ! . تعددت صور الأوجه وتخضبت بالصوت والصورة والحركة . جميعاً بعبقها أصدق ( فيديو كِلب ) من كل ما يخدعك في هذه الدُنيا .
لحظات الألم الفاقعة في حياتك ، لا تتحملها وحدك . تقذف بها إليَّ وأتعذب وحدي برعايتها . أنت تنسى وأنا أتذكر . أنت تغسل يديك من دم الضحية وأنا أتعذب ! .
عندما أضيق ذرعاً أتنفس عبر مشاعرك :
( الخوف والمحبة والفرح والكآبة وكثير مما تعرف أو لا تعرف .)
أتذكر عندما تستعصي مشاكلك عن الحلّ ، ينصحونك بالنوم ! .
أتعرف أنني أستريح عندما تنام ، أحكم قبضتي على الحواس ، وأعمل في صفاء لصناعة الحلول وأقدمها لك صبحاً على طبق الذهب كما يقولون . تصحو أنت وقد ظفرت ! .
تأخذ أنتَ .. ولا تَشكُر !
أنا الذي أُعينك دوماً لو صبرت عليَّ ، وإن لم تصبُر فأنت
( كحاطب ليل ) . ومن يحتطب ليلاً تقول العرب :
جمع في حبله الحية والعقرب .
ونواصل
24/03/2006 م




التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-03-2006, 08:10 AM   #[45]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

حول الفصل (16)

عزيزي الأستاذ عبدالله،
[align=justify]
صديقي جان بول سارتر يعتبر أن الإنسان مسؤول عن تصرفاته، وأن ليس هناك من طبيعة بشرية تفرض على الإنسان تصرفاً معيناً. هو يختار مبادئه ويصنع نفسه، وقد يقرر أن يكون إنساناً مختلفاً.
الإنسان مسؤول والإنسان واعي في قراراته. ما يحصل لي يحصل من خلالي. أن تكون مثلاً في حرب مسألة خيار، أعني أنت تختار أن تقاتل أو لا. تختار العنف أو لا تختاره.. يومياً تهز كياننا صور أمهات فلسطينيات أو عراقيات يحملن أطفالهن شهداء. هل من قتل طفلاً يحركه عقل باطن ما؟؟؟ اي عقل باطن هذا؟ وهل الله يضع في داخلنا عند ولادتنا شخصيتين؟ واحدة خيّرة وواحدة شريرة، تتصارعان لتنتصر واحدة على أخرى؟؟
سأعود للدين يا سيدي، وسأحاور عقلي الباطن الذي يقول في هذه اللحظة توقفي عن الكتابة.. إن كان الله هو الحقيقة الاوحد، هو الكامل وحده، لماذا نضعه جانباً؟ لا يا عقلي الباطني، المسيحية والإسلام يتلاقان ويقولان إن الله يخلقنا أحرار، فلا تحثني على إبقاء الدين خارج الحوار.. ما حياتنا لو لا الحقيقة الإلهية، لو لا كتاب الله؟
سأعود الى صديقي سارتر مرة أخرى، وأخبر صديقك أني أتابعه جيداً فحذاري أن يعتبر نفسه منتصراً، ما زلنا في أول الحوار، وأتمنى أن تحتفظ سودانيات برحابة الصدر هذه لنتواصل في هذا الحوار المفيد.
واصل يا أستاذي.
[/align]



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:55 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.