[align=center]قراءةٌ في تَقاطيع الحياة الخاصة .[/align]
(1)
ضاحكة هي ببراءة تُذيب الصخر الصَلِد . تخرُق قلبي أسهُمٌ وشُهُب .
يقولون في داخل القلب ذهنٌ صغير يُدير أموره وأُمورنا . أعلم أن المحبة لا تَحُوطها المواعين . هي أكبر قدح طعام للإنسانية ، وما الذي نقرأه من سلسبيل الجنان الموعودة في القص المُقدس إلا جُرعة من محبة ، نفثها عَظيمٌ خَلاّق بلطف لتكُن سهلةً على الإفهام .
(2)
في مخزن أوراقنا هُناكَ نامت ورقةٌ كَتب عليها الآباء أن خلوتنا تمت بعلمهم . استطعموا هُم الخُبز المُحلَّى من قبل وانفضّوا فَرِحين وقالوا لنا :
ـ ذاك العُش وذاك السَكن .
(3)
راقبتُ سيدة دُنياي اليوم تُسرِّح شعرها ، كأن ريحاً هوجاء عصفت به . غِبتُ بُرهةً فوجدتُ بعدها تاج رأسها تدلى برفقٍ شلالَ مَحبةٍ . في ليل دفءٍ والنور خَافِت ، والقلبُ نابِض ، غطتني هي بموج بحرها الأسود . صدري أرضٌ لبؤبؤ العين ينظُر منها يتأمل ويهمُس للبؤبؤ الآخر أن الشوق لا يطفئه إلا الشوق . مَسحَتْ هي بنعومة يدها مكان الضلوع في صدري . تَبيَّنت خطوط الضلوع من فوق كثبان الصدر و هي تقول :
ـ أ هُنا بيتي ؟.
قُلت :
ـ هُنا دُمية تَشبهك ، سَكَنَت منذ النظرة الأولى قبل سنوات.
أغرقتنا الدُنيا في أمواجها و أقمارنا تنتظر أن تكتمل استدارتها رغم الحياة وغلظتها . نَزَلت المحبة من عليائها كنسمة ليلٍ . حَرَّكت الشُجيرات هَمْسَها ، والقمرُ بين الوريقات يُبصِر تارةً ثم يتخفَّى . أغرتني الدُنيا أني ذهنٌ عابد وعاشق جمال . تُضاحكني هيَّ في خلوتي ، وأعيد ترداد ما هَمستُ به وأنا أُحرّك أصابعي في حبات مسبحتي وقد نسيت العَدد ، وكنتُ قبل ذلك من الذاكرين كثيراً وهي من الذاكرات .
(4)
لن أحكي لكم شيئاً ، فالفتنة الضاحكة هي من تحكي لكم . نور محبتها
كمن استوقد ناراً في زجاجة من قصٍ مُقدس ، والزجاجة في مصباحٍ يجلس عند مِشكاة في حائط سميك يشع بضوئه يملأ المكان . من شجرة مُباركةٍ اعتصر الكون منها الزيت فاتقد صدري بمحبة كأن كوكبها يدور في أفلاكه و يلمعُ بعيداً في ظلمة ليلٍ حالكْ و السماء قُبة تأمُل .
أي قنديل نهض صباحاً من إبط نبتةٍ ذهبي اللون يُراقص الشمس بأضوائه ؟.
عبد الله الشقليني
21/01/2007 م
|