فصول من تغريبة الطاهر ود مستورة
ذاتُ شهْقةٍ خارجَ إحداثياتِ الشمس و القمر. كُنْتُ قد تمَشّجتُ من طينةِ رجلٍ تفرّقتْ ملامحه بين العابرينَ. و ماءُ إمرأةٍ سَقَط عنها حِجابُ سُتْرِها فباتَتْ تتكسبُ ببذل أُنوثَتِها علي قارعةِ الشهوات.
المدخلُ قد يبدو ذاتُ المدخل
لكن الحَبْكة نكهتُها أُخري
زعَموا .....
و العُهْدَةُ ليست للراوي
فالزعْمُ متاحٌ في بلدي
لكلِّ الناس
زعَموا أنْ الفِرْيَةَ نَبأت ذاتُ أوانٍ
لبِضْعَ سنينَ خلَوْن لعَشْر
كان الحينُ شتاء
الشمسُ توارتْ خلف البردِ
كدأبِ الشمسِ بكُلِّ شتاء
الأرضُ اتّشحَتْ شَبَقاً
كدأبِ الأرض بكلّ شتاء.
ضجَّت البلدةُ مدَّ سافلها إلي صعيدها بالنبأ العظيم. الذي هُم فيه غيرُ مختلفين. فكانوا فيه من المرابين و عليه من المزايدين.
شَقْشَقَتْ به العصافيرُ و القُمرياتُ آن غُدوهن خِماصاً. و رواحُهن بِطانا. تتوزّعُهن الطوايا سَوْح البراود و القواسيب. و الخبايا شُرفاتُ العراجين. و السبيطاتُ المائلاتُ المميلاتٌ هَيْتَ لَهُن بالنبيذ و الطِلاءِ معطون التمر و العسل.
تشاغلَ به الرجالُ. يُنازعون الطَمْيَ بذوغ الصباحات مجري المضارِب و الكواديق. و تفاكهوا به قيلولةً و الوارفاتُ طَيَّ الجداول مُتّكأٌ باردٌ و شراب. و في العَشِيّات. يتآنسون دُبْر فراغِهم من أنْساك الإنابة و صالح الأوراد.
تقوَّلتْهُ النساءُ في بُكورهِنّ إلي الجروفِ و منابِتَ الفِطْر و اللوبيا. و في النهاراتِ مقيلٌهُنّ البُنُّ و المقالاتُ و سَكاكِرُ الكُلْمةِ و القُنْديلة. ينْظُمْنَ الخِياطَ منسوج السَعَفات. يَجْدِلنَ منها القِفافَ و السلّاتَ و البروشَ. ثُمّ يُطرِّزْنَها بالأحمر و الأصفر و أحلامَ العروسات.
تهامستْ به الأبْكارُ و الصَبيّاتُ في نُشوقِهنَ. زرافاتٍ و غُزلاناً. تزدهي بهِنّ الدروب. إلي النيل. يَصْطبِحنَ به مَلْعَباً و مَرْتَعاً. ثُمّ يَفضْنَ منه بالبركاتِ و السُقيا. زنجبيلاَ يَنْضَحنَ به القِلالَ و القِرابَ في واجهات البيوت. و رواكيب البِرّ و الصَدَقات حذو الدروب.
وفي دُمُرِهِنَ عند الأصائل و بكور العَشِيّات. يتَرفّقْنَ فلا يُشْعرّنَ به أحدا. صِنْوَ الفراشاتِ يَتنسمْن الطَلّ و الأنداء في كئوس الطِلا. سُلافُها الشَمولُ العاطرُ و ضِماخُها الراحُ و دغدغةُ الشهيق الوسيم. و الرياضُ الزاهراتُ نواضِرُ الأيْك. مُذْدَلِفاتٌ. نِعْمَ الجَنابُ و حَسُنَتْ مرتفقا.
|