!!!!!!
بسيط قدم إلينا في زمان هاجرت فيه البلاد كلها عن البلاد فإستأجر منزلا صغيرا قبل أن يرسل في طلب (سكينة) ومرفقاتها . خمس صبايا جميلات وسبع من البنين ليكونا بذلك هو وسكينته أعظم من حافظا علي النسل البشري الذي أضحي نادراً كأسنان الدجاج بسبب المجاعات والحروب والكوارث التي حلت بالبلاد .
يومياً كنت أسمع بكاء (سكينة) سور صغير من الجالوص يفصل بيننا سور لا أدري ما الغرض منه إذ إنه كان بإمكاننا رؤية بعضنا البعض بكل يسر .
مرةً أذكر أنني رأيت سكينة خارجةً لتوها من الحمام خرجت كأجمل ما تكون الأنثي راقبتها جيداً غصت في تفاصيلها وأنا أتصبب عرقاً بدأت أنظر إليها بشكل أظنني لو واصلت فيه لسقط مغشياً عليي من هول ما رأيت . إنها قيامة الجسد إنها القيامة فكيف إحتمل (صالح) هذه القيامات .
في الليل حلمت بأشياء كثيرة جاءني (صالح) بضحكاته بونسته ذاتها ... كل شئ كان (صالح) ليلتها أو بعض (صالح) جاءتني سكينة .... شعرها الفاحم .... حائط الجالوص .... حتي نحيبها المر في ليالي الغياب جاءني .
كان الموت يسير في طرقات (الخرطوم) .... تخرج ذاهباً لعملك لتعود بعد أيام ممدداً في عربة أجرة يفاصل سائقها في المشوار وأنت ممدد لاتقوي علي الحركة .
لقوهو في مزرعة في (الجريف)
والله قالو إنو جسمو كلو كان محرق بالنار
قالو مات بالملاريا
هكذا تتقاذفك الألسن وأنت ممدد .... حتي شهادة وفاتك تجيؤ هي الأخرى ممرغة في وحل التآمر
بعد ثلاث أسابيع أعادوه كجثة ليس الا بكيناه , بكته دموع الثكالي بكته أمسيات القري النائية بكته التفاصيل الصغيرة .. حق اللبن ... شاي الصباح ... الكسرة ... كيس الخدار .... كل شئ إفتقد (صالح) بينما هو واصل في عرض إبتسامته حتي الرمق الأخير . لم يخن !!!!
أواصل