ريموت ثورة
اليوم ومع استمرار انتفاضة سبتمبر المجيدة ، تتكرر نفس المآساة .... خير أبناء السودان الذين يستحقون الحياة يدفنون تحتَ الأرض بدلاً من أن يكونوا هم الأمناء الذين يتولّون المناصب تكليفاً لا تشريفاً
الحكومة مذعورة ، وتتعامل مع الأحداث بخوفٍ بائن وعدم اتزان.
وبعض أدعياء المعارضة قلوبهم مع النظام ولسانهم مع الشارع ويكادون يقولون من جديد: "البشير جلدنا وما بنجره في الشوك".
وآخرون في صفوفِ المعارضة سعداؤء بالدماء التي تبذل وينتظرون المزيد منها ليحققوا بها مكاسبَ وليأتي آخرون ليجلسوا على نفس الكراسي فوق قبورِ الشهداء الأبطال ...
يرفضُ أحدهم أن تنالَ ابنهُ شَوْكة ... ويريد أبناء الناس أن يموتوا بأكبر عددٍ ممكن ليملأ الرقمُ الشاشات وتتسابق القنوات ثم تجتمع المجالس وتنفض بالمزيد من القرارات.
أعدّ كل واحدٍ منهم تذكرة سفرٍ إلى الخرطوم ، وتركَ تاريخ الحجزِ مفتوحاً إلى أن يتأكد من سقوط آخر شهيد في الثورة حتى يأتي ويحتفلَ بالانتصار ...
نفس أخطاء "كرري" التي مات فيها أشجع الرجال بصدورٍ عارية ... لافتقادهم لقيادةٍ حكيمة تدربّهم وتعدّهم وتوفر لهم الخطط والحماية والاستراتيجية والتكتيك.
ولا تستغربوا غداً إن شاهدتم بعض اللحى حليقة وبعض التماسيح تبكي على قبورِ الشهداء ليتواصل المسلسل .....
انزلوا إلى الشوارعِ واحموا أبناءكم وساهموا بأكثر من التجمع خلفَ لافتاتٍ باردة في عواصم آمنة يقف خلالها آحاد من الناس ثم يعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية دون أن يخشوا اعتقالاً أو تنكيلاً أو دون أن يتوقعوا رصاصة غادرة
|