الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتــــدي التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-2011, 12:07 PM   #[1]
imported_يوسف نجم
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية imported_يوسف نجم
 
افتراضي من أجل أبنائي

لســــان العصــــر

{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
من أجل أبنائي

تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.

ماذا نعني بتجمع العصر
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.

الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.

شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه

{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]

{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة
ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
{ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}
[9 النحل]


جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى
وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى
قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى



إهداء هذا الكتاب

إلى ولدي البر الصالح طوع بناني
لا يتردد لا يُسوّف أمراً صدر عني ببناني
بكلامي أو بلمح ٍ من طرفٍ أفصحتُ عنه بكياني

وإلى ولدي ركب الطيش جواداً أضناني
صاع بالأنحاء أينما تولى تأبط معصية فهجاني
أغرقه الغرور ببحر ظُلُماتٍ لا غرار لها فضاع عني ومحاني





نبض الحنين

أشتاق للحضن الدافئ يملؤني الحنين
لجلستي وهم حول المائدة
وهم قبل الشمس خارجون
وهم عائدون
وهم يتخاصمون
والصغير يأتي باكياً : ضربني أخي
ناده
كلم أبي
لوحة نابضة بأحاسيس الحياة مرسومة
اجتماعهم حول النار في الشتاء يستدفئون
يتسامرون ولدروسهم يستذكرون
ودائماً يتوحدون
تتلاقى أعينهم ويدمعون
الغائب يفتقدون
وفي آنٍ معاً باسمه ينطقون
ويعزفون على قيثارة الحنين بأنغام البكاء والأنين
لو كان موجوداً ما كنا نكون حائرين
كيف هذا ؟ لم هذا ؟ أين يوضع هذا؟
وبين هذا وتلك يستنجدون
يا جامع الشمل يا معين الغائب يعود

الوطن أين هو حيث الأحبة قاعدون
ينتمون يسكنون يأكلون ويشربون
يتعلمون يتألمون ويفرحون
وإليه بعد الغربة يرجعون


أشتاق للخل الوفي
من غير أن أطلب يستجيب
والصغار حولي يمرحون يتشاقون ويمزحون
ولي يقلدون
فإذا خرجت لي برغمهم يودعون
وإن حضرت يفرحون ثم من بعضهم يشتكون
وأحكم بينهم
المخطئون يعتذرون والمجرمون يجلدون
فيبكون ويصرخون
ويبرد الألم فإذا بهم يصخبون كأن شيئاً لم يكن
الحياة بدونهم خواءهم الولدان مخلدون
قوارير وكأسات المعين البيت بهم مضئ
النور من وجوههم يشع كل شيء من أجلهم يهون



من أجلك يا ولدي

من أجلك أنت يا ولدي سلمّتُ أوراقي
هويتي ما عادت كما كانت
فقد أغلقت أحداقي

وسرت في الطرقات لا ألوي على شيء
فالأحلام ما عادت تؤرقني
وقد هدمت أرواقي

من أجلك أنت يا ولدي حطّمت تمثالاً
نحتّه بأنامل النجوى
بعرقي عجنت طينته
بدمي بفيضٍ من دمع آما قي
شكمتُ خيلاً مجنّحة أسرجتها لغزو آفاقي
و معاولي ألقيتها بعد أن دفنت أنفاقي
ومن أجلك أنت يا ولدي أعدتُ سجن أعتاقي


لا تترك الصلاة

الصلاة معملا فيه يُعبّقُ البخور
فتمتلئ القدور رَوْحَاً منها تُقطّر الخمور

فترى العمال فيه سكارى
والكأس المقدس بينهم في نشوة يدور

يحلق السكارى كالباز عالياً
تحملهم إلى الفناء أجنحة من الضياء والحبور

سعادة لو تعرفون لتجالدتم عليها
بالنفس والولد وزينة النحور

القلب دنٌّ لخمر الصفاء
بطاقة سالبة جُعل أقرب لليسار
داخل الصدور

تأوي إليه في الرواح عجائز العوادم
ومنه في الغداة تنتشر الصبايا يملأن الكأس نور

الصلاة وقود طاقة النواة
بها يُخصّب اليورانيوم
فيتنزّل حامض اليوريك لأسفل الظهور

وهي أي الصلاة مُنخل النقاء
به يُغربل الشعور ليمنع الفكر أن يدور
وينبض الكأس بالحياة فالكدر آل إلى فناء
وأصبح الصفاء مالكاً لمركز الشعور

الترك فيه اللعنة وتلك لمدركٍ كناية
عن فقدك الضياء وبهجة الحضور

لذلك هي أي الصلاة جُعلت غرّة عين الحبيب
بها يلاقي ربه يجدد العهد أن عنه لا يغور

الصلاة مصفاة تكريرٍ لخام الطين الآسن
من العفن تستخرج أطيب العطور

وهي آلة الموسيقى أوتارها سبعٌ
والأنغام على سلمٍ سباعي
تُدوزن الحياة على سبعةٍ من البحور



الثاني من أعمدة الفرج

ليس هكذا يا ولدي يكون البرّ
لواحد أو لكلا الوالدين

فكل لسعة حرٍّ تصيبهم
وأنت بالجوار منعّم الخدين

تُدمي الكبد الذي أنجبك
فلا تخرج منها إلا بصفرٍ في اليدين

كسر خواطر الناس في الدنيا هلاك
وفي الأخرى خسران ابتهاج يوم الدين

فما بالك عن خاطر والدٍ
تحرّك عنك مبتعداً حزين

ولا ينزل الغيث في بلدٍ
ليس للوالد فيه إحسان الجنين

أو ما علمت أن للفرج ثالوثاً
أحد الدعائم فيه برّ الوالدين

الشرك ب{الله}أولاهم
والثالث شمل كل خائنةٍ بطرف العين

فمهما يكون منك وضعهما
تأكّد بأنهما يفديان إبنهما بالفؤاد والعينين

فمنذ ولدت كنت أنت شأنهما
يشقيان لتسعد أنت بين الوالدين

ذلك خط العموم من معاملة
تكون حقاً واجباً من الابن تجاه الوالدين

والتفصيل عن تجاوز البرّ
إهدار أركان الحياة بالدارين

صوتك لا ترفعه فوق صوتهما
ولا تسفه مهما كان حديث الوالدين

ولا ترفع العين دامية تجاه عينهما
فكل حانقة مقامها النار تشوي المقلتين

ونقول للوالد أن الولد نعمة
فلا تخلط الحق بواجب الأمرين

وأعلم يا ولدي بأنك وما تملك
ديناً واجب الأداء للوالدين

الوالد الرب الصغير في بيتٍ
يضم من الأولاد غرّةً للعين

لا تجلس قبالة من هو أكبر منك سناً
تخلف الرجل وعينك تعلو على العين

ولا تصكّ لقولهم نواجذك
كأنك أنت إمام العارفين

فإن وُهبت علما به تبزّهما
فلن يُغنيك عن رضاء الوالدين

أنت بعضاً من حكايتهم
حين العابر يقرأ المكتوب بين الشاهدين

لا الأموال تُغنيك ولا ما عنك يُروى
بل فقط وليس إلا رضاء الوالدين

إن أكثر ما يملأ الأرض هباءٌ غثاءٌ
فتخيّر لنطفك الذاكية الصالحة من بطنين

فلا تُحضر عدواً لأمّك إلا
أن يكون خياراً يعرف حق الوالدين

خليلاً يحفظ إن بعدت ودّاً
حتى و إن امتدّ الغياب سنين

صفيّاً يراك في والديك
فلا يعكر صفو أشجان السنين

وأعلم بأن لن يكون جميعه طيباً
ما تقدمه الصحون على اليمين

ولقد سُئلت أن هل أستطيع
إيجاد كلماتٍ طيّباتٍ
قلت نعم في التو والحين

فقيل هل تطلب عوناً
قلت لا فالحق واليقين لوحة التلوين
فما من نداء يُوجّه إليك يا ولدي
إلا توجيهاً من عناية رب العالمين

وما من واجبٍ في الحق اليقين تعمله
غير واجب برّ الوالدين

صديقك الذي تصاحبه
لا نكون في التدقيق عنه لاعبين

فهو القرين خارج بيتنا
يقابل صاحبة الوفاء يناظرها قرين




ألماعندو كبير

قيل في الأمثال يا ولدي
ألما عندو كبير يشتريلو كبير

كما فعل السلام عليهم
موسى مع الخضر في الطاعة والتقدير

نكّار الجميل يا ولدي
لابد أن يكون قد فقد حناناً وهو صغير

لا يعرف كيف يكون للكبير تقدير
ولا يُرجى منه أن يكون منير

الصغير الما يجل كبير يا ولدي يكبر على التعكير
والعود الأعوج تعديلو بالتكسير

لا تقل لأخيك غذى في عينك
وأنت في عينك عود
شوف العوج فيك قبل ما تشوفو عند الغير

لا تقرر في أمورك قبل ما تطلب من كبير فتوى
عراقيل الحياة ما لها حد ولا عد
فلا تقطع وعد تقرير تختار قبل ما تستشير

الدين ما هو بس صلاة وصيام يا ولدي
بل وكيف بإحسان تعامل الناس
ورب صلاي صوّام فاقد التنوير

الدنيا وصلتك لأنها ما دامت لغيرك
ولا ها عندك حتقرّش تقيف
حتى وإن كنت ملك أو أمير أو فني في التخدير

لو واصلت لأخيك كيل اللوم لا ينام شرقك
ولا عينك تعرف النوم
ولا تعرف تذوق معنى للتحرير

الحُر ما بخاف الحَر ولا من عرق رجّاف
والغِر قرارو خفيف
إن كان لباسه الصوف أو توبو كان حرير
بيت الجدري ولا بيت النقري

روح البيت سلام ووئام
أمان ومودة تفضّ خصام

أمان الناس تدفّق الإحساس
لا فوار الدم لا نقري يقدد الأجسام

جسم في الجدري عليل وسقيم
أخير من نقري يهدّ الحيل يقصر الأيام

كلام الناس مهما يكون خسيس خناس
ما زي نقري جو بطن البيت يحطم الإلهام



سارقة الأبناء

أن تراك أمك معها في انبساطٍ
وهي معها حربا والجانب لا يطاق

فأولى لك في الحال هجرة إلى بُعدٍ
لا تراك أمك إلا معها فلا تكن ابناً عاق

تراث زوجة الابن أنها عدوة أمه
و ذاك على العموم لا يطلق على الإطلاق
ابن العدوة وإن كان بأكبر الأُمين باراً
فوزر أمه معه يدوم على التصاق

الأمر يا ولدي أن أحلاهما مرّ
على أن قرب الدار أقرب للوفاق

فتريث حتى تجد لأمك بنتاً
لم تلدها مستجدياً برّاً ألا يكون شقاق

كل ما تقدم عن عمومٍ
وإلا فكم أم استعاضت زوجة الابن
عن بناتٍ ما كن معها في اتفاق

وتلك أمّاً كُتبت لها سعادة
لعلها التعويض لبرٍ كان بوالديها قيد الساق

لا تستهون الأمر يا ولدي
فكل دعوة أم لا تروح هدراً إلى الآفاق
لا بد أن يصيبك بعض شرارها
يُنقّص حياتك وإن لم تك عاق

الأم أحق الناس بالبر
قال ( أمك ثم أمك ثم أمك )
الحق يُقال ولا يعاق

فإن كان لابد لك أن تختار بينهما
فلا تخسر أمك يأتيك من رضاها وفاق

تجد بأنك بين اثنتين سعيدا
فلولا برّاً بها ما عُتقت عن إحراق

أن تحسن لوالديك ليس رزقهما
فذاك مضمون بقضاء القادر الخلاق
وبر الوالدين ليس إنفاقاً
فأنت وما تملك من شئونهما داخل الأحداق






بيت اللعنات

عندما تنهال اللعنات على الأطفال
صغاراً كانوا أو كبار
من أم أضناها التعب في خدمتهم
ترتد اللعنات إلى صاحبها
تبعثر خيراً من الجنبات إلى الآفاق
ويعم الحرمان الأرجاء
ويصير الفرح كحلاوة المولد
يتناولها الأطفال في مواسم كالأعياد
ولا تصادف اللعنة حجراً إلا وتفتت
صار هشيماً
تذروه رياح الغضب لكل الأنحاء
فلا يبقى قلب في بيت النقري إلا صار خواء
ولا يبقى رجل إلا وانكسر
كما والجاف من الأعواد
فقدت حواء بشاشتها
وحل التكشير مكاناً بعراء
ولم يبق لنا بصيصاً من أمل لتعود المياه لمجراها
ويعود التوحيد ثوباً
يكسونا ولا نعود عراة
ويصير الفرح مزماراً به تشدو أعياد الميلاد







ولداً يدعو له

الوالد قلبه على ولده
وقلب الولد على الوالدين صوان من الحجر

الولد يبرّ والديه أو يعوقهما
و قلبه على أولاده أرق من نسم السحر

تلك سنة الأحياء وصورة الأشياء
تشوّن بعضها حسناً أو كدر

لذلك جاء في التعليم
أن أحب لأخيك ما تحبه وتحلى بالصبر

قال أعدى الأعداء نفسك بين جنبيك
فلا مفر من أمر القدر

وصورة النفس خارجك
الزوج والأولاد فتحوّط بسورٍ من حذر

الغنى والفقر ثياباً لا تلبث حتى تخلعها
فأنت لابد مجرداً تستقبل القبر

وهناك لا حول لك ولا قوة
بل لك ما عملت و دعوة ابن بك بر





لا تمنن تستكثر

لا تكرم أخاك تقول كن في صورة ما فعلتُ
ففي المنّ ذاك ألم عظيم

المنّ والاستكثار ما فيهما غير الأذى
ولا يمن بغيره سوى المنان رب العالمين

العطاء من شيم الكرام بغير منٍّ
حتى و إن كان اليد مُدّ إلى أثيم

فالدفع بالإحسان يُخمد نار حقدٍ
واللوم اعتراضاً لحكم من بعث الأمين
***
لا ترسل ردود الفعل منك جُزافاً على عواهنها
فصاحب العقل يتروى ثم بلا انحيازاً يصدر الأحكام

فيا أخ الأرحام لا تمد اليد وترجو عودة قوافلها
بل أطلق عنان النوق ترعى يقظاً كنت أو في المنام

***

بر الوالدين يواصل الرحم
لا يقطع الحبل لا يبعثر الأوصال

***


أصل حكاياتي

عمّ تسألني يا ولدي
وأي حكايات تطلب أن لك أحكي
عن تجربتي عبر الأكوان
تجربتي قطرة في بحر تجاريب الإنسان

تسألني عن معرفتي
عن مبلغ علمي بأصول حكاياتي
أم أنك تسأل عن جهلي بسرّ خطوط الألوان

أتذكر حالك يسألني أيّ حياة تحيى هذه يا أبتي
أتفرّج عن ضيقك بطلاسم
أتكتب شعراً أم أنك ترسم خط الأزمان
عجباً يا ولدي
بالشعر كفرشاة نرسم
فالكون ظلال مرسومة
تعبير الذات المكنونة عن حبٍّ لجمالٍ مكنون
وأجمل ما صُوّر كان الإنسان

قد جئنا من صلصالٍ من حمأٍ مسنون
فألزم حدك يا ولدي
نحن بجانبه لا شيء ولا حتى مثقالٍ من ذرة جسد ينهار

عجباً يا ولدي
أسمعت بقوة تفتيت الذرة
كيف بنا لو تم الفتق بداخلنا
في معمل قلبٍ محتارٍ بأجهزة الأذكار
وعقولٍ تتوقف في الأسحار
تفتيت الذرة في داخلنا
أعلم يا ولدي
في بحر الذرات الزمنية ما انفكت تتلاطم أبدية
توقيف الفكر عن الإبحار

الفتق يرتتق بداخلنا
فنحن ضمير الأكوان
الآفاق ظلال دواخلنا
فإذا انبثقت شمس العرفان يجتمع شتات الأزمان
لعقد قران الفرقان

عجباً يا ولدي
هذا الفرح عند الجمع لشمل الذرات بداخلنا
خوارجنا معكوسات
كخيال الأشياء وراء العدسات
كما في الأحلام ترى فرحاً
فيؤوله العرّاف ممات
وهذا من ذاك يتداخل مرات

فلا تتعجب يا ولدي
أعرف أني أجهل أني لا أعرف شيء
أتعجرف في ذاك كأني لا أجهل شيء
فأعلم يا ولدي أن الصدر خزانة
تحوي من السلام عليه آدم وثائق كل التركات
أحياء كانوا أو أموات

القلب مركز تجميعٍ لكل الدسكات
والمفتاح مبذولٌ لكل الدرجات
موجودٌ عند طأطأة الهامات في كل السجدات
حينها تلتحق الأرض بأسباب السماوات
عند السجدات تكتمل الحيوات
بزواجٍ بين الأبصار والبصيرات

حينئذ وعلى الشاشات
تظهر جميع المعلومات
فأعلم يا ولدي
ما من شيء في الخارج في الآفاق
إلا وله بداخلنا حجرات







هادي الأجيال

آهٍ محمد يا ولدي
تسأل هذا وأيّ سؤالٍ هذا تسألني!
( إشمعنى ) محمد سيدنا الصلاة والسلام عليه
اختير لهدي الأجيال!؟

احترت إيجاد جوابٍ لصغيري عن سبب التفضال
وقلت على الفور
{ الله } وحكمته لا يُسأل عن أفعال

كان الصلاة والسلام عليه نبينا نوراً أول أنوار الفجر من الإظلال
و النور لا يُخلط ولا تمزجه شائبة الإغفال
محفوظٌ مذ كان ومذ وُلد معصومٌ مذ بدأ الترحال
كان الضوء وصوت النفخ
تباشير الإدلال

حقيقته عنها تسألني
لا أعرف
فالسيف في غمده ما صال وما جال

فعن شريعته تسألني
خطابٌ للناس على قدر الإدراك بكل مجال

موسى السلام عليه جاء على قدرٍ
ومحمد الصلاة والسلام عليه نورٌ في النار
فليباركه المتعال


وصلاة {الله } عليه وصلاً موصولاً أبداً
أبداً ما انقطع وصال
وسلامٌ يُسلم من سلّم
وعليه صلى سراً أو بلسان مقال




أمي

أمك يا ولدي كما أمي
وكل الأمهات عليه
كانت تخاف عليّ من نسمة رقّت

تقول بنيّ أرق من النسيم إن مرّ عليه
ما غفلت العين عني لحظة
ودائماً أرقت

فإذا مرضت بكت تقول ذاك من خوفي عليه
سلطانٌ بحجرها تراني كل دنياها التي عمرت


أطلب تجدولا شيء يغلَ عليه
تهدهدني وتغني لي من الذي حفظت
يقول أبي ضعيه
فتقول لا ما زال بدري عليه
وتشبعني وقد لا تكون قد شبعت

تقول ذا كبدي بدمي لا أضن عليه
فإذا بلغت أن أحبو تتابعني وما تعبت

ثم من بعد تتاتيني
ومعصمها كان اتكئي عليه
وأظل أبكي إن هي مرة خرجت
وتعود تقول وي عليّ بني لهفي عليه
فتحضنني فأنام هانئاً وهي قد أرقت




كسر الخاطر

آهٍ يا ولدي تسأل عن كسر الخاطر
كيف يكون؟

أسماء {الله } مظاهر قوته
متكبر يتعالى عن كل ظنون

ومحمد الصلاة والسلام عليه عبدٌ ونبيٌّ
يتواضع يخشى مكر الكاف المكنون

فلا تتأتى لك مكرمة تتفاخر
بل سراً تفرح بالكرم المحزون

{الله} المعطي وهو الباقي
فادخل جنتك مُسبّح بالحمد الممنون

لا تتباهى تستعرض نعمتك فتطغى
فتحرقك رياح الحسد المغبون

أحفظ لأخيك كرامته
لا تشعره أنك خيراً منه تحاكي الملعون

الخاطر استعداد الإحساس
لتنغيم الأوتار السبعة لعزفٍ معجون

جبر الخاطر قيثاراً تضبطه
يطربك العزف بلحن موزون

والخاطر تكسره كقطع الأرحام
أشد مرارة من ألم الطاعون

بأخيك الرحمة أولى
من غيرة حق تتوهم علماً مظنون

وإن استنصحك أخاك فأنصحه
وإلا فترفق غسل الماعون

لا تتنزه بأفضالٍ عندك فرحاً
وتعلم أن أخاك معوز مديون

الفضل تجود به يزداد وينمو
ويعم الخير ذوي قربى لك أولى
هذا تعليم الحق المرهون



بين الضعف والقوة

تسألني يا ولدي عن ضعفي
أم أنك تسأل عن قوة هذا الإنسان

الجسد الفاني يضعف أحياناً
وفي قوته تتجلى روح الديان

لا أعرف ماذا أكتب قلمي يتحرّك
ويفاجئني سحر التبيان

وأنا يا ولدي أستمتع
أستمع وأنظر وكأني ضيف الديوان

ذاك لأنا فعلاً في الدنيا
ضيوفٌ في ملك الرحمن

يكرمنا ويجزل ما دمنا تبعاً
لما يمليه علينا ونخضع كالغلمان

ونسئ لأنفسنا إذ ما نعصى
والملك عزيز لا يغشاه النقصان

إن أحسنا الحسن نجده لأنفسنا
وعلينا تقع تجاريح الفسدان

تسألني يا ولدي عن نومي عن صحوي
عن إدراكي والنسيان

النفس لصاحبها إن أمسكها
وإن أرسلها فهو مخيّر في الشأن

الحكمة يا ولدي تأخذها
من أفواه تدرك سر الكتمان

وأفواه صاحبها نحسبه مجنوناً
ومجانين تحسبهم عقل السلطان

الجن شعوبٌ وقبائل
وجميع الخلق زوجٌ في آن

بالظاهر حتماً تفنى
والباطن فنٌ يهدي روح الفنان

للملك ظلالٌ مظلمةٌ
تخفي نور الملكوت الحلمان

اللاهوت خِباء قد يُفتح
والتقوى مفتاح مغاليق القرآن

التقوى يا ولدي لو تعلم
كيف تحيرني ودوماً تتركني حيران

ثوباً أتدثرها أحياناً
وكثيراً منها أتعرى أخطو حفيان

قلبي يتقلّب لا أملكه
يقلّبه كيف يشاء الرحمن

حاولت كثيراً أن أمسكه
فأمسكت هواء يأبى إلا السريان

واليأس من الرحمة يا ولدي لا أعرفه
بل ظناً حسناً في الرحمن

أغدو وأروح أحاول جهداً
تقصير مسافات الغفلة عن السبحان

رجّاعٌ من كوني أتمنى
لكيان مكنون أكوان الأزمان

سيرٌ مني إلى ذاتي
والسير على الجمرات متوازي الخطان




الأدب

تسألني يا ولدي عن أدبي
خليق بك أن تسأل عمن خلقه القرآن

الأدب يا ولدي بحرٌ زاخر
فيه اللؤلؤ وفيه الياقوت والمرجان

لولاه لما كُرّم أحدٌ من آدم
لما حمل ليوم الدين أمانته الإنسان

الأدب يا ولدي فن البديع الخلاّق
تسلكه مع الخلق تدخل في كنف الديّان

فتأدب
فالأدب يا ولدي فكرٌ ثاقب
والفكر فعلٌ لا كقولٍ بلسان

حلو الحديث محمدة على الأدنى
و أعلاه أن يكون الفعل بإحسان

لا تطيّب خاطراً بهشاشة
وفعلك خاوي كعروشٍ فوق سحب الدخان

فأبدأ يا ولدي تتأدب
أبدأ بصلاة وسلام لنبي التبيان

قم حالاً وتطهّر
لبي الآن نداء الآذان



الكذب رأس المعاصي

تسألني يا ولدي عما يجب أن تفعل فيها
فأسأل عما لا تفعل تجد الجواب عليها

لا تتعالى وتذكّر أنك أضعف من فيها
لا تتكبّر أنت العبد والمتكبّر باريها

لا تكثر في المزحِ تكن ماجن ومساوئها تجنيها
لا تمشي عليها مرحاً فلن تخرقها ولن تطال عاليها

ولا تسأل عن أشياءٍ ستخسر إن لك يبديها
لا تتعجّل لا تستعجل
فلن تندم لو أنك بالحب تتبع هاديها

لا تكن ملحاحاً وأصبر تجني أطيب ثمر فيها
لا تتذلل ترجو مباهجها فنصيبك مكتوب بنواصيها

لا تبخل فلست أنت عزيز مفاتيح خزائنها
لا تتخاذل عمن يأتيك تجير فالناس أنت تجاور فيها

لا تسكت عن حقٍ فتماثل خرس شياطين خلاقيها
لا تغفل عن ذكر الباقي فإنك لن تلبث أبداً فيها

لا تجلس بحضور كبيرٍ متكئاً وتخلف رجلاً كأنك واليها
ولا ترفع صوتاً بحديثٍ وتجنب ثرثرة بالجهل تماريها

لا تتعاط مخدر مهما قلّ تحاول تهرب من قاسيها
لا تسرق فالأرزاق مقدرة وأرض نصيبك فيها
لا تزني فذاك مدمّر يورثك الفقر فتصبح واطيها
لا تكذب لا تكذب لا تكذب
توشك أن تكفر فالمؤمن لا يكذب أبداً فيها
فساد الأخلاق مبدأه الكذب والكذب رأس معاصيها





الأعراف

تسألني يا ولدي عن أصل الأعراف
فاعلم أصل واحد مظاهره متعددة الأطراف

تفجيرٌ لنواةٍ بتكوينٍ موزونٍ لا إجحاف
وبلوغ الأعراف بُغية كل العبّاد العرّاف

رجال الأعراف صناديدٌ ما منهم من خاف
ونهايات الغايات بداية ميلاد الإيلاف

بداية رؤية آياتٍ كبرى لا يلحقها الإتلاف
فهناك التفريد والنور بلا ظلٍ ولا تحت الأخفاف

النور هناك ظلالاً للضوء يصدر عن نبع سجّاف
لو صحّت لك ركعة في لحظة تبلغ رأس الأجراف

تطالع بحر اللاهوت الزاخر ولا يؤرقك العقل الرجّاف
بحبوحة أنسٍ بعذوبتها تتمايس كل الأعطاف

وجواب سؤالك يا ولدي هذا ورد بخيالٍ جامح كفاف
وأملي على التجريب وبالتجريد وحقيقة ذوقٍ لسلافٍ شفاف







الإنفاق

تسألني يا ولدي عن سهم الإنفاق
أصل الأرزاق مُشاعٌ كهواء خفّاق

والجود بالفضل أصل دعامات الإنفاق
فقد جُعل الإنفاق زكاة لتطهر نفسٌ تخشى الإملاق
والحق كما كان عليه سلوك الداعي رسول الإطلاق

وتسألني يا ولدي ماذا تنفق
قد قال الرزّاق العفو بعد وفاء الأرماق
وإنك مستخلف فآتيه لصاحبه واجب
كذلك أمر الخلاق

و لك البشرى بأن تفلح بوقاية نفسك من شحّ خنّاق
فالحياة مؤمّنة
ما دامت تنأى عن خوف الإنفاق

ولن يتأخر يوم العتق مهما اشتطّ الإشفاق
ولن يزداد القدر المقدور و لا ينقص
ولو دُقّت أعناق

و شفاؤك مما تلقى
أن ترضى فرضاؤك هو الترياق
حوّل همك لبديع مبدع وتتبّع خطو الهادي الوفّاق





الصلاة جلسة نفسية

تسألني يا ولدي
عن خلواتي في الصلوات

وقد لاحظت صلاة كثير ٍمن صُلاّي
كرمال لا تؤتي ثمرات

صلاتي يا ولدي خلوة
في جوف فلاة الأوقات

أدخلها خائف أترقب
ألا يدركني ران الجلوات

وأخرج منها كبعيرٍ
عنه قد انفك عقال النزوات

أخرج للجلوة بصّاصٌ
يتحرى تقصير زمان الغفلات

وطوبى لك إن كنت حزيناً
منكسر النفس تجيد الإنصات

فإن رحاب القدس
لا يدخله متلفّت يدور حول الشرفات

صلاتي يا ولدي جلسة مع نفسي
أحللها من عقد التركات

نتخاصم فيها إلى قاضٍ
يحكم بالعدل ويحيّ بالحق الأموات

صلاتي يا ولدي صلة
وكأني أتحدث عن بعدٍ عبر الساتات

بصلاتي يا ولدي أحاول أن أخرج
عنك وعني عن إظلام الفجوات

فلعلي آنس ناراً تحبوني
جذوةً تُدفئني أو تهديني البركات

وصلاة {الله}على أعظم من صلى
وسلامٌ يبعثه محمود مقام ٍ آت



الثدي الواحد

أتسألني يا ولدي عن الأخوّة
أم أنك تسأل عن الإخوان

الأخوّة يا ولدي رحمٌ واحد
ثديٌ واحد لبن واحد وحنان

الإخوان جميعاً رضعوا
من ثدي الحق الواحد صنوان

الإخوان يا ولدي هم كمال الثلة الأخرى
لمّا يأتوا بعد من حلبة معترك الإيقان

والأخوّة يا ولدي تجمعهم
حول العرش على الماء وهم حيتان

أخوك يا ولدي هو المثل
وليس كمثل المثل غير الإخوان

أخاك أخاك فألزم جانبه
وانصره ظالم أو مظلوماً في آن

الأخوّة يا ولدي حبل الرحم السري
فلا تقطعه مهما كان

الأخوّة يا ولدي بدأت
من نطفة انقسمت صارت اثنان

كذاك ظهور الحق عند السدرة
نزولٌ آخر ثنيان

الأخوّة يا ولدي انبثقت
من دوحة طهرٍ تلاقى فيها الزوجان
وهما من نفسٍ واحدة خُلقا
والأخوّة أول طبع الإنسان

الدعوة استعلت بإخاءٍ
في المهجر كما أمر الديان

الدين يا ولدي معاملة
والأخوّة صعيد ممارسة الأديان



حسن الخلق

تسألني يا ولدي عن سلوك الأخلاق في الأدب
تعامُل الخلقِ بالحسنى هي الدين حقاً بلا ريب

كما تدين تُدان
والعين بالعين لا يغنيك مالٌ ولا حسب

الناس يدفع بعضهم بعضا
وتبنى الجوامع للصلاة عبادة الرب

الصدق والإيثار مكرمة
وذاك ينجي من الكرب

لسان الصدق يعلو
فاجعل لسانك ينأى عن الكذب

البخل معصيةٌ والإيثار تطهيرٌ
والتواضع من اللبب

العفو يا ولدي محبة
ولا يعفو قلبٌ خالٍ من الحبب

راقب سلوكك لا تكن كسائمة
خبط عشواء تمضي بلا سبب

احترامك غيرك أدبٌ
وهو أدنى السلوك الذي يجب

قل برأيك لا تكن وجلاً
فاختلاف الرأي لا يتعارض مع الأدب

واحذر الكِبر فهو مهلكة
وإذا سُئلت تريث قبل أن تجب

الأدب كنزٌ فألزمه يا ولدي
العروض زوائل ولو كانت من الذهب

الوقت كلمح الطرف يمضي
فأقطعه بالجد لا تركن إلى اللعب

الوجد في الجد
و الحرمان أن تقطع الوقت باللعب

حقيقة بالنصح نفسي
فإياك أعني واسمعي يا جارة الجنب




كيف تعامل والديك

تسألني يا ولدي كيف تكون معاملتي
كيف معاملة الأبناء للآباء

إنك حقاً يا ولدي تُدهشني
ألا تعرف كيف الوالدين يعامل الأبناء

صوتك لا يعلو على صوتي
وهذا أول مفتاح الإصغاء

وتسأل كيف تعاملني
هذا فكر ٌ لك أحمده وذكاء منك يبهجني
فكأني المح طيفي في مرآة
سؤالك يا ولدي يُعلّمني كيف الخالق صوّرني
فعلى صورته جعل الآباء

لو جاز لغير {الله} لمخلوقٍ أن يسجد
لسجد للآباء الأبناء
ولكن طوعاً نحببهم
فهم السبب حتى جئنا أحياء

و أراك يا ولدي تقلّدني
وهذا أول برّ الأبناء

وهذا يا ولدني يعلّمني
لأكون القدوة الحسنة
لأشكر {لله} الآلاء
فكِّر دوماً يا ولدي
فالفكر مثابة إكسير حياة الأحياء

به تعرف كيف تعاملني
وأراك مستوياً عند مجالستي
ولحديثي أنت شديد الإصغاء

وهذا يا ولدي أدب
يعصمك تخليط الدهماء

لا تخش في الحق لومة لائم
فلن يصيبك إلا ما كُتب عند الإجلاء

وأنت يا ولدي تطاوعني وما قلت أوفٍّ ناحيتي
ومن جهتي ما دعوت لمعصية تفعلها
وإنما أدعوك لسنة {الله} في الأحياء

أنت يا ولدي فرد تتفرّد
ولكن في البدء يجب عليك الإصغاء
فإن في ذلك أفلحت بعون {الله}
ستعرف حتماً كيف يكون الإملاء






الحزن القديم

تسألني يا ولدي عن أحزاني
الحزن قديم قدم اعتوار الدهر

وأنا يا ولدي مستوحش لا أجد أنيساً من أقراني
وقريني روحٌ تتعالى تأبى الاستسلام لهذا القهر

لا أجد فيما وفيمن حولي من يفهمني
فأريق على الأوراق مزيداً من هذا الحبر

الحزن يا ولدي بحبوحة أنس تسمو على فرحي
وقليل هم من أدرك هذا البعد من بهموت السر

أحسّ بأني يا ولدي راحل حيث يلائمني
أتحرر من كبت الفرح يؤرقني داخل هذا القبر

وتضيق عليّ الأرض بما رحبت يُقال عاطل أني
أتنزه فأشكو الهم يكاد يقتلني لهذا السفر
قريني أراه تأبط شراً
فيا ويلي لو صحّ مني هذا الكفر





كيف صلاتي

تسألني يا ولدي عن كيف صلاتي
دار الزمان لأول عهده هروباً إلى خلوة الفلوات

غير أن فلاة هذا الزمان نفسك بين جنبيك
تنأى بها عن موبقات الأفعال والصفات

وتفكر ساعة كما قد قال معصومنا
الصلاة والسلام عليه
خيرٌ من الإجهاد بظاهر الحركات

صلاتي يا ولدي جسدٌ ظاهره ساكن
والباطن مرجل يُذوّب القصور والسكنات

بها أتحرر من قيودي أحلل عقداً
موروث أجسادٍ صدئت عبر معتركٍ على التركات



نصيحة

تستنصحني يا ولدي تطلب بعض تجربتي
عن كيف كان تقلّب وجهي فيها

في البدء لا تركن لأملٍ عظيمٍ فيها
و ذاك خاسرٌ مطأطئ الهامات كي يرضيها

لا تُعوّل على زينة لك تبديها
فإنها الأوزار أحق بالنار كي تجليها

وتروح وتغدو فأبصر تأمل فيها
لو أنها دامت لغيرك لما وصلت إليها

مراكب الظلمات تخش النور أن يبديها
سفائنها خفافيش ونور الحق قد يعميها

لكن طيبة طابت دون المدائن فيها
الطهر طيباً أقام الدهر في واديها







هل عرفت الحب!

تسألين بُنيتي
أبالإمكان البوح إليّ بآهاتٍ وخلجاتٍ
تؤرّق الصغيرة بعض حين؟!

نعم حبيبتي
أنا عود المراسي إليه تأوي مراكبي
وأنا لها الكنف الأمين

قولي ولا تخشين صغيرتي
مهما يكون الأمر
فإنني لك الصدر الحنين

أنا البيت أقيم على عمدٍ من الصخر
وساحاتي جنان بها ما تشتهين

غرفي مؤمّنة والسر محفوظ بقاع أبياري
فقولي يا حياتي فإنك أنت مرآتي
تطالعني بأنباء ما قبل الأربعين

هل عرفت الحب يا أبتي؟
نعم بُنيتي
الحب إكسير الحياة
به انبثقت من الخفاء ليستبين

يرعاها بعينيه عبر مدارج الكدح
وإليه يؤويها بعد حين

الحب أصلاً للأنا وأنت عن مظاهره تسألين
هي التجانس و التسابق نحو أعتاب المعين

والرجل يطأ حلاله يحنّ إلى الرجوع لموطنٍ
فيه الأمان والسعادة داخل الرحم الأمين

والحب تزاوج في رحم الحياة
ذلك الكنز من الخفاء حيث كنا
وإليه يعاودنا الحنين

وإيلاف قريشٍ كنايةٌ والرحلتان تزاوجٌ
والعبادة حبٌ تُدخلك أكنافاً
لتُكنّ في البيت الأمين


التزاوج من آياته بالمودة والرحمة يستكين
والآيات ليست غيره والحب مرقاة العارفين








أنت الميراث

من عند {الله} بنيّ ثم مني
لك السلام مباركاً والتحايا عطرات
والأشواق نديّة

والأمنيات الطيبات ودعوات والدٍ
أضناه الشوق لضناه الفتيا

والرجاء أن يحفظ{الله} أبنائي
بناتي وأولادي أخوات وإخواناً سويّا

ووالدة ً ولدَت ثم ولدَت
وأمّك يا بنيّ أمك ثم أمّك
الرتينة والاسم والأصل الشريفية
وأنت يا ولدي من بعد {الله} لي سنداً
ولأهلك جمعاً وتفريقاً مكاناً في القلب منك عليّا

أنت الميراث أتركه لهم متى ما حان رحيلي
عن هذه الدنيا الفنيّة

فترفّق وكن رحيماً بهم
تتنزّل عليك شأبيب رحمة الرحمن
ترفعك مقاماً سميّا

لا أخشى عليك من جهلٍ
فالحمد{لله} حباك عقلاً ذكيّا
إنما أخشى عليك من نفسٍ بين جنبيك
تقول هيت لك تعال نمرح
وتراودك لأفعالٍ خطيّة

فاحذر ثم أحذر وفي جوف الليل قم
مع من قام من أهلك في البيت سُجّداً {لله}
يرجون الرضاء وعين {الله} للساجدين رعيّة

قد سُميت محموداً على رجلٍ
كان في الرجال فرداً
ولم يكن له في المعاصرين سميّا

كان ولا يزال للمعارف كنزاً
وفي الأخلاق كان خطٌّ كالصراط سويّا

فخذ المعاول نقّب لعلك تحظ
ببعضٍ مما فيه وضيّا




الخال والد

تسألني يا ولدي
عن ماذا يمكن أن تفعل من بعدي
فإليك جواباً ممن كثيراً أرّقه سوء التقدير
والتهميش وإهمال لمسنٍّ في قومه
كضيفٍ لا يلبث أن يعبر
أو كغريب ٍ تلاطفه بعبارات تزجر
تحاول أن تجعله يضجر
فيفارق مكسور الخاطر
تتولى أمرك من بعده تظن أنك قد تربح
الحق أقول يا ولدي : إنك أنت الخاسر
فيا ولدي مهما آنست في نفسك رشداً
أبحث دوماً عن خضرٍ تتبعه
في هذا الكون الفاني الكلُّ مسافر وأقربهم خالك
خالك والدك
كما قال الوحي السافر
والعم مهما كان لصيقاً
ففي حرم محارمكم يُعد كضيفٍ عابر
فإن لم يكن لك خالٌ فراعي دوماً ألا تكسر خاطر
وكل رشيدٍ يكبرك إليه شُدّ الناظر
فطريق السفر طويلٌ
ورفيقٌ راشد يجنبك مخاطر






زينة المرأة

بناتي كن رمزاً للجمال
لا بروجٍ أو ببدرة ولا بكحلٍ أو ظلال
لا بخصرٍ يتجلى أو بنحرٍ يتحلى
لا بغنجٍ أو دلالٍ
بل بعقلٍ راجحٍ وحميدٍ من خصال

زينة المرأة حسنها
وأحسن الحسن أدبٌ
والأدب تاجٌ للجمال




رسالة شوق

في بحر شوقكم
أنا المنارة تهدي تائهات مراكبكم

والدموع النازلة مطر من مآقيكم نسائم شوق
تدفعني لموانيكم

رؤيتكم ترد الروح لميت
غريب ضهبان إلى أن يعود إلى أراضيكم

والفرحة ما لها حدود
يوم يكون مكتوب ألاقيكم


العلم والروح

آهٍ يا ولدي لو أنك تعلم
كم من والد في الغربة يتألم
لأجلك أنت يخاطر عبر النفق المظلم

بعيداً عنك وهذا حرمان
لا تعرف عنه ولا تعلم

عليه يهون ما يجعله يتألم لأجلك أنت يا ولدي
حتى تسعد أنت وكي تتعلّم

وأنت يا ولدي هداني {الله} وإياك
ترفض أن تتعلم
العلم نورٌ يا ولدي
وكل الناس بهذا فقهاً تعلم

يقولون بهذا
غير أن كُنه النور مجهول
وما جاء بعد من يتفهّم

النورُ أمرُ الحقِّ به جبريل السلام عليه تكلم
الأمرُ هو الروحُ التي نُفخت
وصار بها في البدء السلام عليه
آدم لكل الأسماء يتعلّم

فالعلم يا ولدي
هو الروح للحياة تدفع كي تتقدم

هي الصُواع وُضع في الرحل كناية
وباطن المعنى علم المتهم أن العزيز أخاه
ولم يتكلّم

هي المصباح في المشكاة نورٌ على نورٍ
تُضيء بغير نارٍ تُضرم

هي الصراط لا شرقية ولا غربية
يستقيم شعاعها لا يتكدرم

الحياة في البدء الحقُ سوّها أولاً
ثم جاءت الروح من بعد
والحياة بنفخ الروح أصبحت تعلم


الخلق يبدأ حيواناً
وبمحض الفضل بويضة تتقسّم

وعلقة ثم مضغة ثمانين يوماً تتساوّى
بعدها الروح تُنفخ على الحياة تتخضرم

وأنت تأبى يا ولدي أن تتعلّم




ابتهال

ربّاه إليك السبيل لا لغيرك مقصدي
إنك أنت المسئول تبلغني مشهدي

أسألك اللهم سعة وتوفيقاً
حتى لا يخرج الأمر من يدي

عيالي حملهم عليّ ثقيلٌ فخفف عني
إنك أنت الراعي المهتدي

فارعهم وأضبط حال سلوكهم
وأكن عوناً معهم وبهم نبلغ الوعي

أنت المدبر لكل حال في الدنا
ومآلنا إليك أنت السير إليك ينتهي

لكلٍ شرعةٍ ومنهاجٍ
فشرّعنا بشريعتك بك نقتدي

ووفقنا للرشاد سبلاً مضيئة
إليك سلوك السبيل الرشيد المنتهي

واجمعنا على الحق محبة
بها نسير إليك حتى تنجلي

وأجعل الدنيا وزخرفها بأيدينا لا ببيننا
ولتكن الأخرى جلاءً لكل قلبٍ صدئ

وأعني يا إلهي عليّ إلى العلا
ولا يُعلى عليّ دونك إنك أنت العلي

وعلى الرضاء أعني بقدرك أرضى
فإنك أنت القاضي وإنك أنت المرتضي

وألهمني حكمة تُسيّر سيرتي
وألهمني الحمد فأحمد بالشكر لك نعمة
وقيّض لي قريناً بأمرك يهتدي
إلى الخير يهديني ويؤنس غربتي

أنا واثقٌ بأني أسائل مُكرمًا
عزيزاً لا يخيّب ظني يقضي عني حاجتي


يُحقق نواياي التي هو بها ملهمي
يسدد خطوتي على الحق بها أرفع هامتي

محمود محمد العطوف ابن العطوف هاشم
عبد السلام سلام عليهم يسلّم خاطري

بفاطمة الرشيدة تحسن الإحسان
وإحسانٌ ببضعٍ منه يملأ ساحتي

بإبراهيم ابنه ابن ماريه شرُفت أمه
بآلٍ كرامٍ بأصحابٍ بجميع أهل {الله} تندمي
بأعظم الأسماء مبدع الأكوان
أسألك بك أنت ثم بجاهٍ لكل تقي



النفوسُ سبعٌ

تسأل يا ولدي عن ماهية نفسٍ لوّامة
ذاكرة اللوم يا ولدي دسك دوّار

جنوداً تُرسلها تأتيك توّاً بالأخبار
تكاد تراها جسداً والصور حكاياتٌ
بأدق تفاصيل الإظهار

نفس اللوم يا ولدي تلاحقها تستغفر عنها
تأمل إيجاب الغفّار

النفس يا ولدي تبدأ بالسوء تأمرك
صوراً القبح معالمها ولهيب النار
وتذكيرها والنصح لها يستوجب نفساً لائمة
فمخازيها تندي جباه الأحرار

النفس في كل آنٍ على كل حالٍ مريضة
و شفاؤها القاطع ألا يتم حتى ولو بالنار

هي كالنار تأكل بعضها لا تمتلئ أبداً
تزيدها حطباً تقول زدني من الأشجار

النفس مراقيها يا ولدي سبعاً
وسبعة لوالب في سبعٍ دواليك تُدار

نفس اللوم بها الأمارة
تنهي ذاكرة اللوم عن استذكار

واللوامة تصاحبها أخت ملهمة
تلهمها حب استغفار

والنفس الملهمة تلهث خلف اطمئنانٍ
والمطمئنة تمنيها بلقاءٍ بجانب طور الأخيار

وراضية تتراء تحلّق في آفاق الذكر
تنادي أن هلم يا ذُكّار

أنا نور الخباء تعال إليّ بدونك
فمهري رفع الأستار

ألقي عصاك على الأعتاب
أخلع نعليك واستفتح
وهذا أدب زيارة الأخيار
لا تستعجل أن تبرح عسى ولعلك أن تربح
فما زال أمامك أطول مشوار

النفس المرضية كنزٌ الخضر السلام عليه
أقام عليه جدار
لا يستخرجه إلا من بلغ أشده
و الشرط يساعد في الحفر أخاه الحفّار

تلك يا ولدي نفوساً ست
والسابعة مقامٌ محمودٌ وُعِد به فردٌ
رأس الرمح قائد ركب الأحرار



ضمير الوجود

ابن أبيك أخيك حقاً فلا تكن فظاً
واجعل الإحسان لسان الحال للأسباب

وصيّة آخر الليل رضاء الوالدين
فهو جنة لا لها إلا أولي الألباب

نحن قوم جميلةٌ مكنونات دواخلنا
والقبح أبداً ما شارف لنا أعتاب

ما جُعل ضميرٌ للوجود غير شآبيب المحبة
فحلوها العذب وعلقم مرها يتعادلان عند الباب

من آدم السلام عليه
تجارب الإنسان قد جُمعت
صقلت فصارت حُرّة تُحيّر الألباب
احذر المكر

لا تمنن على أخيك تستكثر
فبالجميع المكر متربص هنا والآن

إن كنت تراك الآن من الأعالي
فما الضمان غداً تروح في النسيان

حكمة الخفاء بالغياب حافز السير
قدماً ولا بالواقع الحي يُستهان

وقد قيل أن تعمل لهذه كأنك خالد فيها
وللأخرى لا تؤجل العمل فقد تموت الآن



صفو النقاء

تقول يا ولدي أن الأمي لا يقرأ
لا يكتب لا يميّز العنوان

فكيف أن الصلاة والسلام عليه
قرأ عن القرض والصدقة
مكتوباً على باب الجنان

إن من أسرى المسافات الطوال
وعرج بكل الكيان نحو آفاق العنان

هو الأمي ذو البصيرة بها رأى
ما بعد السبع سماوات أخفى مكان
هو النور المبين لا يعكس الضوء
لا له ظلٌ ولا له ألوان

هو صفو الصفاء نقاء النقاء
يعرق طيباً أطيب طيبٍ دهان



معاتبة

أتذكر يوماً يا ولدي
رفضك أن تركب سفينة أحلامي

نزمع سفراً لأم الدنيا
وتطلب أنت أن تتخلف لتبيع الصابون

وأخرى يا ولدي إنكارك أني علمتك
وأعلم أنك لا تقصد إيلامي

ولكن كلماتك وقعت تحزّ في نفسي
وكأني أعاني مرض الطاعون
و الثالثة لا أنسى رفضك
أن تكون معي في حرفة أيامي

لنكفكف أطراف شقاء مكتوب
لنملأ للركب بالخبز الماعون

تلك بعض محطاتٍ تحاربني فيها نفسي
أستذكرها لتشفى أسقامي

فأنت يا ولدي من أعمالي
فيا ويلي منها إن عليها كنت أهون

وتلدغني عقرب جدراني
فلا أجد صديقاً يخفف أحزاني

فأتقاض عن هفواتي
أتمنى أن تتراجع عن ركب الملعون




أخوك عنه لا تتخلّى

أخوك مهما كان الأمر من جانبه
تجاهك غير مرضٍ ومشين
فلا تبتعد عنه فالحظ قد جانبه
وتخلى عن اللحاق بالركب الأمين

بادر أنت خذ بيده
وأسنده في عثرته ليعبر الجسر المكين

لا تعاتبه عن كل فالتة
فلا هو ولا أنت تستأمن المكر الدفين

إن كنت أنت اليوم من الأعالي
وأمنت ألا عليك ينطبق الأخشبين

فاحذر المكر تواضع
واقتسم معه ما عندك يكون لك جنتين

وإن أخاك أرخى الحبل يربط بينكم
فشدّه أنت الآن وكل حين

فإن اللبن رضعتماه من ثديٍ واحد
لا ينقطع لا يتسن أبد السنين







انحطاط بعدين جاي من ياريت

يوم تقوم الساعة تتساءل ليك في دنياك شن سويت
في الساعة ديك تتصحح الأوراق وكل ما فتيت
والنتيجة تظهر فيك حاضرة جوا بطن البيت

في الساعة ديك انطفأت الأنوار
إلا مما وضوء وما كنت قد صليت

إلا من جبرك لخاطر ومما استحرمت
و إيدك بالخفاء بيه يود مديت

في الساعة ديك ما بينفعك
إلا جوف الليل ذكرت وفي السحر ناديت
تقول يا حي يا قيوم يا قدوس
رب الملك والروح ورب البيت

الساعة ديك ما ها غير ما إنت فيه
الآن تعشش ليس ما الجايات وما عديت

الآن كتاب مرقوم رصيد مختوم
خلاص غربال لشن ما كان وما قد تكون سويت





أوصيك محمد يا ولدي

الصدق الصدق الصدق
ومهما يكون ما ترجوه في دنياك لا تكذب

تمتنع عن قول تصم خشمك ولا تكذب
والأساس لسان حاله صحيح ومتين لا يتعب

على الكذب واللف والدوران ممكن يقوم بنيان
يناطح الجو طوبة فضة وطوبة ذهب

ويوم الحارة تفتش له شليل وين راح
يقولون لك شليل الراح أكله ثعلب

أبوك يا ولدي ماشي للباقية قريب
رجاه أن يكون مسكين عندما يذهب

لا يخلي وراءه للورثة غير {الله}
ورسول {الله} الأبداً ما حصل كذّب

الدنيا بالكذب سافلة منحطة
والعمر عليها قصير وحالاً للقبر تعتب

وبالصدق الفانية تنقلب آخرة
تمشي فيها مرفوع رأس أينما تذهب

الكذب شر وحبله قصير
شبكة من خيوط واهية زي بيوت عنكب

لو لك كان كسر رقبة وإلا أن تكذب
أخير تموت عطشان ولا أن تشرب المقلب




الكذب شعار إبليس

عيال إبليس شماشة شايلين الكذب سلعة
يراروه ليك يلمعوه ولامن تشتريه يفوتوك
يخلوك براك تتعذب

عيال شيطان ذكاء وإتقان
في كل مجال عندهم مندوب
لولاهم ما كانت الحروب قامت
ولا كانت البيوت تخرب

عيال حربوية في كل مكان عندهم بقعة
داقين الطار ونوبة للتضليل
وفي حلقة الذكّار يقولون ليك
نحن الفرقة الأكيد ناجية أبق معانا لا تهرب

عيال إبليس لابسين الكذب بدلة وعليها كرفتة
عيال بطرانه تعاف ما تأكل الفتّه
إلا لحم الطير والشيّة من لحم غزلان والمزّة بالأرنب
عيال إبليس بطانة الأسواق
الكذب بلباقة يتقلّب
والحليفة موية زير سبيل لكل ضعفان
بس أنت يا غافل قرّب تعال اشرب

ولد إبليس يومك الترخي عضانك له تتسمّع
يسمع لك أغاني الراب والتمتم
وأنت فاتح الخشم وبشدة تتعجب

بنات إبليس بكشف الساق يخلن عقلك يتلولب
أولاد وبنات لابسين الكذب جلباب
يغطوا ليك الجواتو تلاقي شليل الراح
وتضيع معاه تتغرّب

كذبة صغيرة بشربة مويه للعطشان
تجفف الهادي والأطلس
من طوكيو في اليابان إلى فاس الماوراها ناس
في بلاد مغرب

وكذبة صغيرة لبنة في البنيان
تهد جبل الطور والروكي والأنديز
وقمم جبال أفرست وسور الصين أبوالهول والأهرام
لبنة صغيرة تولع نار تحرق اليابس والأخضر
وما يقدر يطفيها إلا سيد الناس وسيد الروضة في يثرب

أولاد إبليس جنود الحارة حرقتني
تولع نار بين خصمين وبين أخوين
وتقوم الكعة بين جارين والجيرة تتجرّب
لا تتبع وعود إبليس أمانيها سراب
يفضل يجرجر فيك إلى أن تضيع تضهب

حقوق الناس فقر مضمون وود إبليس يزينها ليك
تخش عليك تضيّق حلالاً ليك
تشوفو أصغر من مضيق مندب

أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ترياق الحياة الكاملة
وصحة في الجسد والروح
كنوز جنات عيونها لا تنضب

وأن تؤثر أخيك على نفسك وأنت في خصاصة
جنان من فرح وحبور
وقليل من هم شاكرين الرب

أن تقول يا رب طالعه من قلبك تُستجاب في الحال
ولو أديتها بجاه الرسول جكّه
بطرفة عين تتحقق آمالك وعليك الوفرة تنكب

أن تقدر تحرّ ك الأشياء بتركيزك
جناح إبليس قدر ما به تتعالى
لابد قريب منه تتشقلب

لكن لو عنك وعن الأمارة تتخلى
كل الأشياء تحج إليك بالحيل وتتقرّب

الأخوة

الأخوة لا بتنشري ولا بتنكري
ولا بتتبدّل تجيب غيرها فلا على أخيك تفتري

الناس بالناس وكل الناس كل واحد لربه أساس
واقف له عند الباب ديدبان عسكري

الأخوة زي ما تقول انقسمت فولة لنصفين
توائم روح ورضاعة لبناً صافي ما بنهري

الأخوة إخلاص وسلامة في النيّة
والمحبة خالصة وحدانية لرضيع حليمة السعدية
وصلاة وسلام عليك يا نبي



الجوهرة

إن أصابك ما لربما تحسبه مصيبة فابتسم فرحاً
تنطفئ عنك في الحال نار وهمك
كي ترى الأمر ما أنه جرح

في حقيقة الأمر ما ظهر الوجود محسوساً
إلا و في شوق الحبيب الحب قد جمح

وما الإكراه إلا كما تتمنع الحسناء
و هي راغبة أن تحتسي القدح

{لا إكراه في الدين}وصفة عالِمٍ لعالَمٍ
ليَخْرُجَ عما به استكان ما برح
أما التي هي أحسن فهي جوهرةٌ
تستبدل السوء حسناً مهما كان أنقدح

إن رأيت أنك مرتاحاً فتوجس خيفة
فالسترة تباري تلحق الفضح

القيم العليا لا مستقر لها في كونها
فهي على الدوام تطلب الكدح

فما وهماً تظن أنك قد أقمت
إلا كما رأت بلقيس ذلك الصرح

ليس للكمال من ميسٍ تعانقه
كما ليس في الإمكان أن تطوّق الفرح

يمكنك أن تقول للحزن إليك عني
فينصرف آخذاً عنك كل الذي كلح

الوجه النضر الصبوح صباح خيرٍ
ولا بد لكل ليلٍ أن ينفرج صبح
جرعة الغيظ

تتجرّع الغيظ صِبراً
به تداوي ما أصابك من جراح

كلمة السوء تقذفها لا تقع أرضاً
ولا يرد جحيمها غير السماح

إن بسطت يداً مملوءة إثماً
تبوء بالإثمين معاً ولن يفلتك منه نواح

فقدّم الخير حسّن نواياك
تفوز بالحسنى تستقبل النور كل صباح

أن تعفو و أنت على رد الكيل كيلين قادر
فذاك السبيل الحق إلى الفلاح

ولن يخذلك الرب في قلبك أبداً
ما دمت من الأمور تتبع الصحاح

أمنع الحقد أن يعميك عن حقيقتك
بأنك لابد لك يوماً إلى رواح

وقم الليل صلي وفي الأسحار تتضرّع
ينثر عليك الفجر عطراً من خالص الأرواح

إن كنت في غُمّةٍ فلا تنتظر الفرج
يأتيك مسرعاً من الأقاصي على جناح

بل قف على عرفاتك وإلى فؤادك ازدلف
فتطمئن إليك الصبيحة سيدة الملاح

أدخل إلى الحان فيك واستقي
تسقيك الست الغانيات صرفاً من أبدع الأقداح

داوم على صلواتك تنقدح فيك الصِلاة
تُعمّر سائر الأطراف موجاً من الأفراح

فتحج إليك أفواج المعاني رجالاً
وعلى كل ضامرٍ و فوق صهوات الرياح

ومن ثم تجد أن جرعة الغيظ تلك
كانت دواءً وكانت للنجاح لقاح



الصفحات الصادقة

صادقت بعض الناس دهراً فلم أجد
أصدق من هذه الصفحات نصحاً وكلام

لأنك أنت من تكتب فيها
تبثّها الأشواق تبادلك بالصدق الغرام

لأنك تطلعها على خباياك بلا مواربة
وليس من سببٍ يدعوك إلى الخصام

فتسدي إليك النصح مبرأً
من كل كيدٍ مما تجده من بعض الأنام

إن أقمت بينك وبين الناس صرحاً
بالصدق قد مرّدته لا بشك وملام

وإن كنت عليك تؤثرهم مع ما بك من خصاصة
سُقيت خالصة والسلسبيل العذب من صرف المدام

على يدك على الدوام تُُقضى حوائجهم
فكنت سيداً بخدمتهم لا على الظن والأوهام

وتكلل بالنور الهام منك
واستقرّت سيدة الدار راضية في وئام

{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
توجيه من خلق بالحب الأنام

هذا يقنن الحق بالواجب
ويرسي دعائم البنيان لمقبل الأيام



الباقيات الصالحات

لا تبخس لزول أتوارى فيك حقه
حق{الله} في وساع الرحمة إنداح
لكن حقوق الناس السم للكبد هاري

لا تمنن على أخيك تستكثر
ماك شايله لدار الآخرة معاك
ما بينفعك غير دعاء من أخيك للباري




إلى صاحب ال99 نعجة

قال أنا خير منه
ميراث ابني السلام عليه آدم
فقتل أخيه والآن الندم يأكله
إن كان الدم مازال جرّاح

الآن الحيرة تقتله كما قتل أخيه
فأنى له الغراب يرشده ليخرج منها حفرة السوء
وكيف له مداواة الجراح

من أجل ذلك جُعل الحرام محرّماً
لا يأتيه من كان الباطن منه حيّاً
وكوفئت الحسنة عشرة أمثالٍ بها يحيى السماح
فيا ابن أبي وأمي
إن أردت واحدتي إلى نعاجك خذها
فقد نذرت للرحمن صوماً عن غيرةٍ
وأحاول مستميتاً الإضراب عن الكفاح

ولا أرجوك ترضى
برفقة أمارة السوء تصرفك عنك
وأحب لك أن يكون عندك
فتُعطى وتُزاد من بحر النجاح

فلا من غِلٍّ ولا حقدٍ تجاهك عني
وما الغضب إلا لأجلك مني
فلا عليك إن افترقنا
فتلك كانت دعوة صالحٍ كثير النواح

وعلى كل حالٍ أنا لا أبريء نفسي
فهي الرفيقة الأمارة بالسوء
ولن أبسط يدي لأقتلك
بل أطلب الرب صفحاً وأن يكون سماح

فإن رأيت أني قد ظلمتك
فلا بد لك أن لي تنتصر
كما الوصية أن تنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
وفي ذاك مفتاح الفلاح


الحقيقة هنا والآن

لا تمدّ العين إلى ما في يد الغير ترجوه لك متعة
فالأواني لا تتشابه وكل إناء بما فيه ينضح

لا أنت مثلي ولا أنا مثل غيري وتلك في الخلق سنة
فأهنأ بما أنت فيه واستمع لمن لك بالحقائق ينصح

لا تتعلّق بأذيال من تراه طريراً وليس في الحقيقة عنده
فمن ليس عنده يؤُخذ منه فلا تعمد برأسك الصخر تنطح

لا تعاتب أخيك بما مضى فحقيقة أمره ما هو الآن عنده
ولا تحاسبه بما سيكون غداً
فالغد موقوت بمابه يفصح



الفاعل واحد

لا تقل بأنك فاعلٌ للشيء ذاك غداً
فما عند {الله} غير مرهونا بادّعاء

ولا تقسم بأغلظ الإيمان أنّك قد فعلت
ما أنت من فعل فالفاعل واحدٌ بلا استثناء
وصلي على المختار طه حين تذكره
وقل ما شاء {الله} فعل ولا فعلٌ إلا بما شاء

فيا أهل الهوى إن كان ما تهون هو الهوى
فإن ما في الجعبة لا يعدو أن يكون غثاء

ثق ب{الله} لا يضرك فعلٌ جاء من مخلوق الفناء
فالثقة في {الله} حياةٌ كاملةٌ لا يفارقها الصفاء





ما أنت أفضل منه

لا تُعنِّف أخيك ولو بنظرةٍ مملوءة شذراً
فما أنت في الحق أفضل منه
إلا بما توارى في الخفاء

الشرائع بنيت على أعمدةٍ من الحق ظاهراً تبعاً
والحقيقة أعمدة الضياء نزل إلى الأرض من السماء

فأحب لأخيك ما تحبه لنفسك ولو كان تخيّلاً
النفس صورٌ للروح واحدةٌ
نُفخت بتعدد الأحياء


النفخ في الصور كقول كُن فتصدر الأقلام صريراً
فيتدفّق الصوت إيقاعاً
يُزاوج الأنوار تحت أقبية الفضاء

وأن يكون الأمر كن فكياناً متعدداً وجهاً
وما الكون إلا تصوير ٌ
لكيف يكون النفخ في صور النماء

وتنمو الحياة بالفرح ترقص على الإيقاع طرباً
فتشرق الأرض بالنور
فيفنى الكدر ويبقى الصفاء




خلي بالك

خاف من فرعونك وعياله
وحب {الله} حباً زين

ما جاييك من فرعونك
غير ما أراد {الله} في الدورين

ما تعاين لرفعتك طرير مطرطر
فوق هشاشة في القدمين

بل خلي بالك من رفيقك
وانتبه شوف خطاك توديك وين



السوبرمان

لا تضرب أخاك مؤدباً
و أبوك ربكم بالبيت حيٌّ يُرزق

فإن فعلت أنت جافيت الأدب
وأخذت ما ليس لك حق

أنت وأخيك وما تملكان حقوقاً
جميعكم حق أبيكم بحق

فلا يتوهم أحدكم
ولا يظنن بأنه كبر على والديه
وإن عجزا عن النطق
{ وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحساناً
إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدُهُما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ
و لا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً*
وأخفض لهما جناح الذلّ من الرّحمة
وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا}
[24 الإسراء]
فإن فعلت للرب عليك أن تستغفر
وهو بلا ريب الغفّار الأسبق

و لوالديك عليك أن لهما تعتذر
وتعدو لذاك كأنّك في سبق

( إن لم تُخطئوا وتستغفروا
فسيأتي الله بقومٍ
يُخطئون ويستغفرون فيغفر لهم)
[حديث شريف]
فما أسعده عبداً يجيء لربه
تائباً أوّاباً يطلب السماح الأوفق

وما أبرّه بوالديه من ولدٍ
خافضٍ لجناح الذّل لهما و بهما أشفق

إن بسطت يدك على أخيك كما فعل
فأنتما الاثنان من بهيمة الأنعام لا فرق

وإن صبرت على الأذى
جاءك من أخيك
أدركت عتبة الحق


ولئن عفوت وأنت قادر
فلقد علوت لصحبة سيد الخلق

أما إن عفوت وأصلحت
فأنت السوبرمان مسخّرٌ للخلق أن يشفق
أنا شني من مكانٍ دني لو لما رحمة ربي الغني
أنا عفناً لا يندني

قالها العارف حين عنه انكشف الغطاء
فرأى الذنوب امتلأ منها القدح

فصاح مولولا يستنجد كريماً لا يُنقِّصه العطاء
يقول ظلمت نفسي وما أريتها درب الفرح

فإن أردت أماناً يزيل عنك قشوراً من غثاء
وعذاباً على الفؤاد حتى أسال منك القيح

أجعل الاستغفار همّك في البقاء وفي الفناء
يتنزّل الغفران عليك يُطفئ النار فيك وما أنقدح
وقدّم الشكر قرباناً لا تُصعّر الخد للفقراء
يزول عنك الويل و يلتئم كل ما فيك أنجرح




تجنّب اللوم

عندما تولول مغصاً الجدرُ بالأمعاء
تكون قد أصبت متاعاً بغير سبل الحق

فإن أردت ألا تكون في الحقيقة مُلاماً
فمُدَّ قدميك بقدر ما امتلكت لحافاً أصبت بحق

إن أُصيبت الأجناب منك بما تراه بلاءً
تريث قبل أن تسخط فعسى الخيرُ يأتيك من نق

سخط الأم يزلزل الأركان يهُدُّ الجبال
فتحاش أن تُغضبها
فأنت بعضاً منها كما من الحقيقة برز الحق



عهدٌ و ميثاق

بنيّ يا ابن من جمعا على مفرد الذكر لرب العالمين
يا ابن الشريفة عبد {الله} جدك أصله النور المبين

لك يا بني وصيّتي كما أوصى النبي أمك أمك أمك فاستبين
أنت للأخوات والإخوان بعضهم لبعض والجمع أبداً لا يلين

أنت وما تملك وأخيك لأمّك أنتما وكل ما أنتم داخرين
فاستعن ب{الله} لن يخزيك ما دمت لأمك البر الأمين

نحن في الدنيا ضيوفٌ والحي باقٍ وكلنا بعد الضيافة راحلين
فلا تلح ولا تشح خذ الكفاية فالكفاف كما قد قيل دين

وخذ العفو يعف {الله} عنك وأعرض كما قد قال عن الجاهلين
وتجنب ضاحكاً لك فإنك إن وقعت عليك يكون من الضاحكين

هذا عهدٌ وهو ميثاقٌ يجب عليك يا ولدي أن توقعه
ملتزما تحقيق وصيتي بألا يبدو منك غير الصدق كل آنٍ وحين



الخبر السار

أرسلت رسائلي واستلمتها
مني إليّ تحمل الأخبار

تخبرني بتوثيقٍ دامغٍ
بحلول ليلي يُسلخ منه النهار

ولست بخائفٍ من انتقالٍ
وأراه خبراً من دواعي الاستبشار

فقد سكنت بيوتاً عديدة
والارتحال المؤكد سنتي بين الديار

أرتحل مني لأعود إليّ
فكيف أخشى لقاء محبوبٍ وجار

سنة الأكوان ترحالٌ
وكل نجم إلى الأفول وكل كوكبٍ سيّار

الجواري تكنس الآفات عني
تمهّد طرقي بلا انحراف للمسار

ودياري يلوح في أفق طرقاتي
إليه أسعى بلا انكدار

وأحمد أني ما كنت جلموداً
بل كنت مشغوفا بالابتكار

قد كنت خطّاءً
وكنت بالفضل توّاباً
وهو يشملني بليلي والنهار

فإن انتقلت فلا البكاء يُرجعني
وإنما أعود بكثرة استغفار

أنا لست بنعمة زالت
ولست برازقٍ أحداً كباراً أو صغار

فيا أم فاطمة كُفّي
فإن ذاك يحرقني كلسعة من نار

استغفري لي وترحمي
فإن رحلي يئن من أوزار
ويا ولدي انقطع عملي
فكن عملي بدعاءٍ يدور باستمرار

وخذها نصيحة مني
لن يغنيك مال ولا ولد
بل صالح الأفكار

تفكرُ ساعة خيرٌ
والصلاة جلاءٌ لماعونٍ أحاطت به الأغيار

والماء صافياً ونميراً
ككلمة طيبةٍ لا يكون بأزرق الأنهار

والسَحَرُ ما أدراك في سحرٍ
فيه الأمور تدار
فكن يقظاً
فالليل أوسطه سحر
و آخره مزيلٌ للغبار

ولا تكن أذناً تائهة
بل استمع وأنصت وردد الأذكار

ففاقد الشيء لا يعطيه
والدرُّ يشعُّ منه كنجمة الأسحار

لا تخش أن تفقد
فالعطاء وجدٌ وتلك سنة الأخيار

ولا تصعّب على نفسك أمراً
فالتيسير سنة الأقدار
وإن أوجست في نفسك خيفةً
فتخلى عنك للراحم الجبار

وأحب لأخيك ما تحبه
فالمحبة نورٌ
سناه يُزهق الأغيار

واحتجب بغضّ بصرك عفة
حفاظاً على الحصن لا ينهار

فأنت مفاعلٌ نوويّ
إن انقد أهلك كل يابس وخضار



الكعب المهلهل العنزي

مرحى سيد الأمراء سي السيّد
جاء من زمن غبر

تخال أنك راكباً جملاً
وكرباج العنج بيدك لهباً من سقر

تُلوّح به تُرهب أمة لا لها حولٌ
وقوّتها السيل من دمعٍ همر

تستبدل به ضعفاً تُداريه
ترفع يد البطش كنمرٍ هبر

هذا زمان ولّى فما عادت البنت تُدفن حيّة
وصاحب العقل من مع الزمان عبر

إن أنت اليوم سفّهت رأي قاضيةٍ
حكمت عليك وتم التنفيذ عليك جبر

أمة اليوم إذا استشاطت غضباً
نتيجة إذلالٍ وظلمٍ أحاط بها
استأسدت فأطاحت بالأعناق إلى قبر

إن هي أحبت كانت محبتها عبادة
وإن هي غدرت مرّقت الجباه في عفن طينٍ ووعر

لقد تلاحقت اليوم الكتوفُ
وكل الناس صار شخصاً معتبر
الرجولة اليوم أصبحت قيمة
والفحولة عند التيوس وعند البقر



الميراث

لو أن آدم أبينا السلام عليه
حين أكلا من الشجرة المحرّمة كان كذّاب

لكنا جميع بنيه حتى الساعة
نعيش على الأرض حياة الغاب

فإن كنت تريد رُقيّاً تحرى الصدق كل الوقت
وإن اتّبعت طريق الكذب عُرفت به فقيل عنك كذّاب

حين يكتنف الكذب عموم التعامل توشك أن تقوم الساعة
فالصدق مشهودٌ أنت عليه الشاهد
والكذّاب عليه جميع الناس شهوداً وفي ذاك أشدّ عذاب



دابة الأرض لا تأكل عكاز الحمد

الزاد ما أنت الآن تملكه والازدياد فضلٌ من الرحمن
فانعم به بالحمد تُشكِرهـُ وأحذر عصا العصيان

فإن به تكفر فهو العذاب يُباغتك حالاً بكل أوان
فأحفظ لمن يعطيك هيبته
فالمعطي هو ربّ العزّة الحنّان

الشكرُ بمعنى الزيادة لمن يشكر بمعنى من يحمد
والشاكرون قليلٌ كما قال في كتابه الرحمن

الصادق علَمٌ يحمل الشكر فيّاضاً
يُفرّق وسعه بين الناس يُرجّح كفة الخير بالميزان
أعظم الأديان يحمل السلم كسفينة نوحٍ السلام عليه
في بحرٍ من الشكر ميسورٍ
فأوع لا تكفر كي لا يصيبك الحرمان

الشكر أقصر طريقٍ لبيت ربّك جوّاك
والحمد عكازٌ دابة الأرض لا تأكله طال أو قصر الزمان






الظلم ساحق ماحق

الإخوان يعملون معاً في مجالٍ واحد
هم الشركاء وفق القاعدة الذهبية
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
قلّ أو كثر العطاء

فلا يتقوّلن أحدكم على حقوق إخوانه
فإن ذلك ظلمٌ والظلم ساحق ماحق
لا يمكث على الأرض
فهي تأباه ولا هو يمكن أن تقبله أرواح السماء

الرزق لكل واحد من الخلق مضموناً
بكلمة تامّة
بها أقسم رب الأرباب القاهر فوق عباده
وقسم العظيم ليس فيه مراء

ولا يظنن ربهم أن له فيما يقوم به امتيازاً
لا وحق رب الأرباب
فأن الجميع فيما أُحلّ لهم يُقسّم عليهم بمقدارٍ سواء

قيل انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
لأن البر للإخوان لا يعادله إلا كما في القول
أمّك ثم أمّك ثم أمّك
فالأمومة والأخوة توأم لا يئول إلى فناء

وقد قيل بأنك أنت وما تملك لأبيك
وذلك يعني أن الوالد والأبناء فريقٌ واحد
لكل ٍ منهم ما للآخر الحق بلا افتراء




خاتمة العهد

الإيقاعُ على وتر الطين للأنفاس يعُدْ
محمودٌ يا ولدي
وصيّة راحل قد لا يأتي في الغد

الصدق الصدقُ
معا رجه تُفضي لسماوات المجد

والإيثار ديدن أبطالٍ
حيواتٌ لا يُضنيها الكد
هذا الديوان لأجلك يا ولدي تابع أسطره لا تترك بند
المعرفة حق وحقيقة إلى المطلق تنتسب
الحق من يعرفه كالشاكرين قليلٌ ولا يحصيه العد

أما الحقيقة فلا يعرفها إلا واحدٌ إليه الخلائق تنتسب
مقامه المحمود والاسم أحمد

تبارك من أدبه ربه فأحسن تأديبه
على درجاتٍ تُقصّر عنها الفردوس والمأوى
و بما لا تتخيلها جنانُ الخلد



imported_يوسف نجم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2011, 01:31 PM   #[2]
النور يوسف محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية النور يوسف محمد
 
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تم نقل الكتاب الى منتدى المكتبة الإلكترونية حسب إتفاقى مع الكاتب



النور يوسف محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:12 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.