حكاوي الدرويش صديقي ، أححي كلو زي دا !!
درويش يدخن ..!
هو صديقي الذي يسميني المبروك .. وأسميه الولي دون الحاجة منا
لمعرفة الأسماء الحقيقية من كلينا .. كلما ألتقيه أحس بأنني قد وصلت ..
كان يدخن في قلق ويقول لي .. لازمك تشكر السيجارة الفي يدي دي !!
أقول له: كيف يا الولي .. مالك داير تجنني ؟
يرد لي بإبتسامة رضا .. وهو يتواضع إلى عالمي المرئي
الذي هو حتماً غير عالمه ..والله لو ما السيجارة دي ، لو طمبرت ما تشوفني !!
وأشكر له السيجارة .. واشكره على الحضور البازخ ..
بيننا مودة لا يدركها إلا من عاش مع أهل الوجد .. وطاف بعوالمهم .. يفرحني لقاؤه
وأحس بالوعد السماوي على مرمى حجر حينما أسمعه يدعو لي ..
أحسه قريباً جداً .. فهو مثقف في أمور الدين برؤى مدهشة ، وكذلك أمور الدنيا
لا سيما النساء .. والقصص الغريبة التي هي خليط من الفجور وأهل الباطن
كان قربي يردد "الله حي .. كلو زي دا ، أحححي كلو زي دا ، أححي كلو زي دا"
فإبتدرته ، دا شنو البتسوي فيهو آ الولي أخوي ... دا هسة ذكر ولا غنا ؟؟ ...
قال لي دي قصة طويلة آ المبروك ... ديل ناس من القوم (ويعني الدراويش) ، جو لي سيد دكان
وقالولو أدّنا طحنية في رغيفة .. وبنديك دعوة كاربة الله يفتحها عليك وكان ماسكين أسمهم
(أحححي كلو زي دا ،، الله حي كلو زي دا).... هلا هلا سرهم باتع ..!!
فإستحثثته أن يواصل .. فقال لي : أها سيد الدكان قالهم .. ما عندي أمشوا وما تصاقروني زي العمل الردي
فقال واحد منهم للتاني .. زولك دا ما نصيح ولا شنو ... قال له التاني .. أوديهو ليك ؟ صاحبو قالو وديه يمكن
يرجع راسو عديل ... فضربه فوق كتفو ... صاحبنا لقى روحو في خلا ... والدنيا ليل وشافلو من بعيد نور في ميضنة
بعد مشوار طويل وصل لقاهو مسجد والناس داخلين الصلاة .. دخل معاهم وصلى بعد ما مارق لاقاهو واحد من ناس البكان
وقالو آ اللخو أظنك غريب ؟ قالو أيّا غريب .. ساقو بيتو وعشاهو وما قدر يحكي ليهو الحاصل .. من صباح الرحمن جابلو
الشاي والفطور ، وقالو البيت بيتك ، بس وكت الصلاة نتلاقى في الجامع ... أنا ماشي أشتغل.
زولنا قعد تلاتة يوم بالطريقة دي ، بعدها سيد البيت قالو خلاص أنا بسوي ليك بيت جنبي هنا وإنت شوف لك شغل
ومشو للعمال قالولهم تبنوا البيت بكم ؟ قالوا بخمسة ألف صلاة على النبي ..! أها قالو أبرك وأجرد لك خمسة تالاف
عشان يبدوا الشغل .. جردن والعمال بنوا البيت .. جاهو تاني قالوا العرس واجبك والعمدة عندو بت قال بعرسها ليك بعشرة تالاف صلاة على النبي .. جردن وعرس البنية ... وقدر ما يقول داير يحكي القصة الجابتو هنا الناس يطانشوهو ...
قول الله حي ..
قلت وراءه وأنا مندهش من الغرابة.
أها آ المبروك ، اللهم صلي علي النبي، صاحبنا قعد مع البنية يمشي السوق ، الرغيف بكم ؟ تلاتين صلاة على النبي
كيلو اللحمة بكم ؟ البقري بسبعين صلاة على النبي والضاني بمية ، يشيل مصاريفو ويجي البيت ياكل مع مرتو في أمانتي
الله .. أها يوم قال داير يعزم الزول الإستضافو في يومو الأول والعمدة نسيبو وناس الجامع .. قال للمرة دايرة شنو ، قال ليهو
جيب وجيب وجيب ... كل الحاجات قالتن ليهو ومن ضمنهن جيب سمك باقي أبوي بحب السمك.
أها إتحزم ودخل السوق ... يصلي بالكتير على النبي ويشيل في الحاجات البصل الزيت الدقيق أظنو يومو دا صلى قريب
التمانين ألف صلاة على النبي .. وأدى الشيالة زي أربعمية صلاة على النبي حتن وصلولو الحاجات البيت ... !!!
كدي أدني سيجارة .. ، منحته وواصل ...
المرة جيهت العشا للضيوف وكان السمك كتير أكلو وأكل العمدة لامن حمد سيدو .. وشكروهو ومرقو ..
بالليل دخل سيد الدكان صاحبنا على المرة وقال لها .. السمك الجبتو سويتيهو كلو ؟ قالتلو بلحيل .. قالها لكن دا ما
كان كتير خلاس ، كان تخلي لينا شوية ناكلو باكر ..! أها المرة من محلها داك فكت الجعارة وكوركت لمت ناس الحلة
فيهو وقالت لأبوها الزول ما دايراهو تب ... ليش يا بتي ...؟ قالت ليهو الزول قال وقال .. وقال داير أكل لي بكرة
يعني ما ناوي بكرة يصلي علي النبي ... فقال له العمدة الله يخيبك .. مستخسر الصلاة علي النبي في السمك ؟ وضربه
بيده فوق كتفو ...
فجأة لقى صاحبنا روحو في دكانو وأهل الله الدراويش واقفين وبسووا: أحححي كلو زي دا ، الله حي كلو زي دا ....
آ المبروك ديل سرهم باتع ....!!
أطفأ سيجارته ، بعد أن أشعل دهشتي ، وأنا أصلي علي النبي عليه أفضل الصلوات والتسليم.
|