عزيزتنا د. بيان
أبدأ من هنا:
اقتباس:
تعرف اوقفتني في علم اللغة فكرة رمزية الاسماء...
كثيرا. فهل الشجرة التي اتخيلها هي ذات الشجرة التي يتخيلها خواجة؟
شجرتي انا نخلة طويلة متهادية وربما نيمة..
|
هذا مبحث ممتع وغني
لذا حين استرسل، على سبيل المثال في أحلام (إشراق)، وهي تصور لنا دنياوات الأحلام،(الخاطرة-38)، تتفجر في عقولنا وأحاسيسنا نوافير من معارف وأخيلة،
بقدر قدرتنا على الاستيعاب والتخييل والحصيلة المعرفية، وبالتالي العبارات نفسها تتشكل من خلال تلك الحصيلة التي كونتها القراءات والتربية والبيئة والصداقات والمجتمع وسنوات العمر.
ًفالشجرة مثالاً:
تختلف ، في تصور إنسان الغابة من إنسان الصحراء.
الشجرة التي كانت تخوفني بها جدتي في الطفولة، فلا نقربها ليلاً، لأنها تزعم أنها مسكونة بالشياطين، وشجرة العشر التي تتراءى لنا و كأنها أشباح تتحرك إذا جلسنا تمثلت لنا شيئاً مرعباً وإذا وقفنا اتخذت شيئاً مغايراً، تصوره أوهامنا وخوفنا والظلام والرهبة ،غير تلك الشجرة التي نستظل بها في يوم قائظ، في رحلة انقطعت بنا السبل ونفد الزاد واصطلينا بالشمس.
لنتأمل شجرة الزيتون في المثال الذي أورده الله تعالى في سورة النور:
(
شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار..)
كيف يستدعي العقل هذه الصورة وكيف تتشكل صورة هذه الشجرة في المخيلة!
أمر آخر:
تأملي قوله تعالى في سورة البقرة :
(.. كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها...)
بالنظر إلى هذه الصورة المتشابهة، مع ااستصحاب قول الرسول صلى الله عليه وسلم(
فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).. هذا التصور و التخييل لحال الجنة وثمارها وأشجارها..الخ.كيف نستوعبها، ولكل منا في ذهنه تصور مختلف، وكلها تجافي الحقيقة، وكلها تساعد في تصور أو تقريب المثال، وفي إبعاده بنفس القدر!
زاوية الرؤية أو حال المتكلم أو كما يقال بصورة أدق ( STATE OF MIND )، وهذا ال ( STATE OF MIND ) هو ما يجعل للأشياء(والناس و الكائنات) تصوراً مختلفاً متنوعاًً.
تأكيداً لهذه الفرضية من التصور تجيء من خلال بعض هذه الأمثلة من الصور التالية والتي أعجب بها جداً:
في الليل عمق وفي الدجى نفق لو صُبَّ فيها الزمان لابتلعه) التجاني يوسف بشير
و
لم يطلْ ليلي ولكن لم أنم! شاعر قديم لاأذكره الآن
و
ونوم كحسو الطير قد بات صحبتي ينالونه فوق القلاص العياهل! ذو الرمة
وفي غنانا العذب:
أغالط منطق الأزمان واقول يمكن أنا الماجيت!
و:
(
إذا ترحّلْت عن قوم وقد قدروا ألا تفارقهم، فالراحلون هُمُ!) المتنبي
وقول أحد العشاق الذي قيل له ما بلغ حبك من فلانة؟ قال:
والله إني لأرى الظل على حائط دارها أجمل من الظل الذي على حائط غيرها!
وليس آخر القول:
ذو العلم يشقى في النعيم بعلمه وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم) المتنبي
و زماناً كانت عزيزتنا د. الحنينة تردد أن الأمر كله
(A MATTER OF CHOICE)
سعيد بتداعي الأفكار هذه
و
استغفر الله لي ولكم
وإن عدتم عدنا!