الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-2014, 08:20 AM   #[1]
Ishraga Hamid
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Ishraga Hamid
 
افتراضي

مرحب يا ايمى فى سودانيات, اضافة نوعية لاشك

وسعيدة بنشر هذه الكتابة فهى جديرة بالقراءة فقد اشجتنى قراءتها


واصلى



Ishraga Hamid غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2014, 05:14 PM   #[2]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ishraga Hamid مشاهدة المشاركة
مرحب يا ايمى فى سودانيات, اضافة نوعية لاشك

وسعيدة بنشر هذه الكتابة فهى جديرة بالقراءة فقد اشجتنى قراءتها


واصلى
تسلمي يا انيقه ...
لولا دفعاتك لكنت قد توقفت عنها فالف تحيه وشكر



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2014, 05:24 PM   #[3]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

21

تقدم دكتور حامد ببلاغ جنائي ضد من خالف ابجديات المهنه وتعدي علي اختصاصات بعيده عن مجاله ورفعت عريضه بهذا الامر
للمحكمه وأرسلت اخري لنقابه المهن الطبيه ...
ما كان يجري لم يهمني البته ولا كان ليعيد الي شيئا مما راح ... اما ابي فكان يرغي ويزبد متوعدا ومكشرا عن انيابه
فما فعله في سبيل التكتم ومكانته قد بات دون قوسين اوأدني من ان ينكشف علي الملأ
واستدعيت الي المحكمه وجلست برفقه عصام ودكتور حامد صمتي في ظل اجواء متوتره الي ان انتهت جلسات ذاك اليوم
ثم دعينا الي احدي القاعات المغلقه ...
فابي كان قد تدخل للقيام بتسويه من خلال جلسه مغلقه بزعم... حساسيه المسأله
وامام القاضي كانت دفوعهم...
علاج هرموني معترف به لسد النقص ..
شهاده زور قدمت علي لسان احد اطباء الغدد المشهورين يشهد بان العلاج كان تحت اشرافه ومتابعته
انعدام الدليل الملموس المثبت كون العقاقير هي من تسببت بالورم
ويختتم ابي الدفوع بحقه الابوي فابنه لم يتم بعد السابعه عشر
لم احتمل ...و مددت يدي الي جيبي واخرجت شفرتي وفي الوعي تركزت فقط صورته
وبخطوات أليه كنت اقترب منه شيئا فشيئا
منسلا من بين المقاعد والجالسين حتي وقفت بازاء المتفذلك بحقوق الابوه ...
مازال يتفاصح... مددت يدي امام عينيه
قطعت شرياني ...واندفعت دمائي بغزاره .... ثم ساد الهرج ...
عصام يمسك معصمي يبغي وقف النزف ...القاضي يقود سيارته بسرعه ومن بجانبه علي ما اعتقد كان حيدر
فالغشاوه كانت تحيط عيناي قبل ان يغشي علي.

22

علمت فيما بعد بان ابي كان همه الاول والاخير اثبات جنون ابنه لتدارك المسأله وحصرها في اضيق الحدود
تحاشيا لمحاضر الشرطه وطرح التساؤل و علامات الاستفهام ففي بلادي تعد محاوله الانتحار جريمه وضعت لها عقوبات !!!
لان عقليات من يسنون قوانينا باسم الرب تري ان كون الانتحار معصيه فان الامر يستلزم ايراد عقوبه رادعه
وان لم يأت بها الرب ضمن شرائعه لذا هم حريصون علي سد الذرائع و لسان حالهم يقول حادبون نحن علي مرجعياتنا
واربابا ندرك اكثر من الرب
اما انا فبمجرد ما تحسنت بعض الشي وبرء جرح يدي حتي وجدت نفسي بدار احد المشعوذين باحدي المناطق الريفيه
جنوب الخرطوم .. مقيدا في احدي الزوايا وسط المعاتيه وبعض المجذوبين ..
كان الشيخ قد مهد للامر واقنع من حوله بان ابنه قد تلبسته روح الشيطان.
ومرت بي الايام والليالي علي هذا الحال متشابهه لا تختلف فاحصيها حتي كان مساء حضر فيه الي المسيد
السيد حيدر برفقه اخوتي ...وبينهم والدتي لا تستطيع تمالك نفسها.....
فكوا قيدي ثم خرجت بصحبتهم دون ان انبس ببنت شفه .. صوب دار السيد حيدر ...
والدتي تحدثني من باب التعزيه ان بالامكان طبيا تدارك بعضا من تلك الاثار التي خلفتها يد ذاك الاثم
وكانها اخيرا اقتنعت بما اعاني .. بعيدا عمن هي خاضعه له حتي الثماله
فلم اجد لها في داخلي سوي كرهي لضعفها ... وفي نفسي حملتها وحدها ذنب فرعنه الشيخ

ألياس وياسين هما ايضا يبذلان جهدا معها والاحساس بالغرابه تجاههما يتجسد علي عيناي
واعجز عن قراءه ما خلف القسمات المشفقه والنظرات المتلهفه
لم يربطني بهم من قبل سوي بعض المترسب في وجداني من تندرهم علي في زمن طفوله معذبه ..
او حملهم لاخبار هفواتي بلهفه فيلقونها علي مسامع والدتنا التي تبثها هي الاخري الي اذان الشيخ...
كبرنا والحاجز بيننا يزداد علوا وسماكه ...حتي اسقطهم عقلي من بين ثناياه فما عادوا يبدون لي سوي كاشباح
مشاحناتهم مع بعضهما او احتكاكهم بالشيخ ... كان يأتيني في غرفتي نتفا من اصدائها ..
ثم شيئا فشيئا صارت من جمله ما يعتاد المرء سماعه فلا تعلق بوعي حسه ولا ادراكه ....
الان فقط وفي لحظه فارقه انقشعت حجب النفس وتجسدت الاشباح فبت ادرك اني ماكنت وحدي ضحيه الشيخ
فيده قد اغتالت في كل واحد منا شيئا من الادميه
اكبرهما واللامبالي مفتقدا للرؤيه والهدف لايري في الوجود مسيطرا سوي العبثيه
حتي ثورات والدي عليه يقابلها بذات الصمت حتي تنجلي عنه يأسا من ان تحرك فيه ساكنا
اما ياسين والذي يصغره فدائم التمتمه عاجز دوما عن تكوين جمله مفيده ..
سخريه والدي من تردده جعلته يركن الي الصمت واحساسه بنفسه متضعع للغايه .
خيبه امل الشيخ في ان يخلفه اي منهما ...جعلته يري في شخصي املا يداعب مخيلته
فقرر ان يعيد تشكيلي وفقا لما يتمناه فكل مايشغل باله تخليد اسمه مرتبطا بالطريقه الصوفيه التي انشأها ..
ربما طمح الشيخ في قبه تحوي قداسته ومزارا يؤمه عباده بعد سنين ...
صوت امي ظل يستحثني علي الكلام حتي يأست فمدت الي ورقه وقلما.... وانا لا اجد بداخلي مايدفعني كي انطق حرفا
فلما راوا اني لا ارجع لهم قولا ولا خطا انصرفوا عني وقد قررت والدتي ضروره اخضاعي للمعالجه النفسيه لتدارك امري
قبل ان يزداد استفحالا......فاستدعوا في اليوم التالي دكتور حامد فقرر بعد ان جلس الي لربع الساعه جعلها جلسات يوميه
لانتشالي مما انا فيه قبل بدء اي متابعه او اجراء معالجه للورم ..
كان يري ان الجراحه وانا بتلك الحاله المترديه لن تجدي نفعا ..وربما عجلت بانتشار المرض
لكن جلساته معي باءت بالفشل بعد حين فلم يعد في امكانه سوي بدء علاج نفسي اخر قائم علي بعض العقاقير.
والدتي المتعجله في البدء بمعالجه الداء خالفته وقد فقدت صبرها بعد ان رأت بعينها طول مشوار علاجي النفسي
فكان ما ارادت ....ولم انطق حرفا
23

لم انطق حرفا الا حينما كان الجراح يطمئن من حولي بانه سيحاول بقدر الامكان المحافظه علي الانسجه الخارجيه
والاعصاب لترميمها فيما بعد للحفاظ علي شكل .... الكريه .... والاحتفاظ ببعض قدرته
عندها فقط وبنبره أليه خيرتهم مابين جراحه تزيل الكل او الاحتفاظ بالورم حتي النهايه ... وعلي هذا الشرط ادخلت غرفه الجراحه
وقبل تخديري اعدت اسماعه للجراح ومساعده.
قبل ان استفيق تماما من تأثير المخدر كنت لا اراديا اتحسس اسفل بطني ..
ولاول مره يخيب حدسي فلم اجد سوي انبوب القسطره ....
تتمتمت شفتاي شكرا لمن لم يخلف وعده كعاده الكل ولم يعط نفسه حقا في اتخاذ قراراتي بدلا عني .. ثم اظلمت الدنيا تاره اخري
امام عيني ....
لبثت علي تلك الحال لعده أيام اكاد لا استفيق الا لهنيهات قبل ان يعاود الظلام استلابي
حتي خروجي من المشفي برفقه استاذي واخوتي اكاد لا اتبينه الا كخيالات مشوشه ..
ثم راحت الايام تتوالي وبدأ جرحي يبرأ شيئا فشيئا ...وان كنت مازلت لا اجد دافعا للتواصل مع احدهم ....
وهم من حولي متلهفين علي استكمال عذابي وتهيئتي للمواصله وتلقي علاجا كيميائيا لا حوجه بداخلي اليه
ولولا انهيار مناعتي لكانوا اجبروني عليه
لا يدركون ان اهتمامهم وما يبدونه من تفهم متأخر ماعاد يشكل فارقا في حياتي
ولا يعلمون ان الورم لو كان قد حاد بعض الشي عن تلك المنطقه لما كنت سارضي باخضاع نفسي لمشرط في سبيل أزالته ...
فرغبتي في الانتقال من هذه الحياه ماعاد شي يدانيها ..
والان فقط بات يمكنني الاستسلام بجسدا متطهر من نتوء السوء .

استفقت صباح احد الايام فوجدت حبيبتي الصغيره عزه بقربي علي الفراش تفرك قدماي بحنو ..
بينما اذناي المشوشتان تتجهان لاشعوريا متتبعه اثر اصداء مشاده بين امي واحدهم خارج الغرفه
كنت علي يقين من التقاط اذناي لنبره صوته رغم ان الامر بدا لي كخطرفه النائمين
عندما انتبهت بكليتي وجدت بقربي عزه مازالت تفرك قدماي فتهلل وجهها حين ابصرت جفناي ينفرجان
بينما عيناي تتجهان لاشعوريا تجاه باب الغرفه
فتعالي ندائها بسعاده لمن بالخارج تعلن لهم استيقاظي .... وتهمس لي حمد لله علي السلامه
ومتضاحكه اردفت ..... عمر ودولت وصفه طبيه توقظ من في القبور
في ثوان كان الكل قد تحلقوا من حولي
امي واخوتي والاستاذ حيدر وقد توسطهم جدي كان هو بذاته لم اكن احلم ... محتفظا بذات الملامح المطبوعه داخلي
من اخر لقاء ضمنا سويه
ومن خلفهم كان عصام يسد فراغ الباب بجسده وعيناه مغرورقتان.... راح يقترب حتي توقف لهنيهة خلف المحيطين بي
كاحاطه السوار بالمعصم ... فجذبته عزه نحوي مخترقا حصارهم
عندها فقط انكسر حاجز صمتي....


24


بدأت حالتي النفسية تتحسن بمجرد رؤيتي للثلاثة بقربي عزه وجدي وعصام ...
فقدم حيدر دعوته الي الاخيرين للاقامه بجواري لبضع أيام امام ما لمسه من تحسني النفسي
وقال بانه تأخر كثيرا في دعوه عصام رغم الالحاح المستمر من سعاد ودكتور حامد تقليلا من شأن الفكره وتخوفا من والدي ..
حتي حسمت عزه الصغيره الامر واتصلت به بل واقنعت والدتي بابلاغ جدي بماحدث ليعينها في تهيئه مكانا لأقامتي
بعيدا عن والدي ....
فلبث جدي الي جواري ثلاث ايام ثم قفل راجعا الي مدينته بعدما اقتنع اخيرا براي البقيه بتركي لفتره ريثما انتهي
من متابعه طبيب الاورام ثم يأتي لاصطحابي للعيش معه بينما اعتذر رفيقي عن الدعوه فكان يأتيني صباحا ولا يغادرني
الا بعد العاشره مساء فيبذل خلال تلك المده اقصي مالديه لبث بعض الامل داخلي
وامام هذا التغيير قرر الطبيب النفسي بعد فتره وقف مضاد الاكتئاب عني بعدما اشتكيت له من اعراضه وذاك الخمول
الذي لا يبارح جسدي.
وكان الزمان شهر رمضان فدعاني عصام ذات يوم للافطار بمنزل اسرته بعد ان استأذن السيد حيدر فاجابه مستحسنا فكره التغيير .
رغم ترددي وافقته رغما عني ... فقد كرهت تثبيط همته فجاريته فيما يريد ..
لكن الاستقبال الحار من قبل اخته وبشاشه الدته خففا كثيرا من وحشتي وتوتري
وفي خضم حكايا والدته وقفشات اخته نسيت عصام دون ان اشعر بعد ان كنت كالاطفال مستمسكا بتلابيبه خوفا بادئ الامر
ورجعنا يومها في وقت متأخر ...
في الطريق حاولت اقناعه بانه ليس في حاجه لتركهما بمفردهما من اجلي ..فاخته سعاد منشغله بعملها
ووالدته في اواسط عقدها السادس وكفيفه .. رغم ان الناظر اليها للوهله الاولي قد يشك في الامر
وهي في حوجه حتما لمن يهتم بها وانه تكفيني اطلاله منه بين الحين والاخر ..
الا انه اصر علي وجوده بجانبي حاسما امره
... لو دايره حياتي ترجع لطبيعتا رجعي لي زولتي البعرفا واوعديني نتابع علاجك لو عندي خاطر عندك

لم ادري بما اجيبه فلم انبس ببنت شفه ثم اطرقت براسي ارضا
كنت مشتت المشاعر تائه العقل لا اجد بداخلي طاقه تدفعني للمواصله ولو ارضاءا للاخرين فماعدت اجيد خداع نفسي
ولا عدت اجيد التشبث باحلام هي أوهي من خيوط العنكبوت..
بل ان حتي وجوده بجانبي صار بالجد موجع .. فماعاد يجالسني دون ان اجد عقلي مشغولا في حساب الدقائق
التي تفصلني عن فراقه...... فترجيته بعد سكات ان يدعني كما انا في حالي والسلام .

25

اعتقد بانه تحسس من وجوده بدار السيد حيدر لاوقات طويله فأثر التخفيف عن اهل الدار فراح يصر علي الخروج برفقتي
كل اصيل للتمشيه علي شاطئ النيل المجاور حتي تلين اطرافي المتيبسه من طول الرقاد ...
فاوافقه لكني سرعان ما كنت انهك وافترش رمال الشاطئ صامتا ورفيقي تاره يثرثر وتاره يشاركني مراقبه بعض صناع
القوارب الخشبيه وتاره يرغمني علي ابتسام اجاريه فيه علي مزاحهم او تنصيب نفسي حكما معه نقضي من علي البعد
في المشاحانات اليوميه بين ناسجي شباك الصيد والمراكبيه ....
كان يأتينا بمانحتاجه فلا يضطرنا مغيب الشمس وتحليل الصيام للرجوع وغالبا ما كان يقوم بايصالي لدار السيد حامد
قرب منتصف الليل ثم يغادر لدارهم .

وفي كل اصيل وبين كل ابتسامه اجاريه فيها وشرود مني كنت احاول عبثا استجماع وترتيب افكاري وما اريد البوح به
لكني اجبن فاسكت حتي فقدت يوما قدرتي علي مجاراته وكانت عيناي ترمقان النيل ساهما فاقترب مني في جلسته
واخذ يمناي بين راحه يده يسألني عما يشغل مهجتي فاجبته ومازالت عيناي تسرحان في الافق البعيد... حتي متي .. فاجابني
_ لي نهايه العمر ...ليه بتقولي كده..!!
لم اجد ما اقوله فسكت ... ورده لايدرجه عقلي الا بتبويب عنوانه الشفقه ....
فاعاد سؤاله مرتين فاستثار هواجسي ورغبتي في البوح ودحر خوفي من مواجهه ظللت اتحاشاها يوما تلو الاخر
_ عشان انا تعبت يا عصام وماقادر اواصل تمثيل ..
_ دايره تتخلي عني
فالتفت إليه و بعصبيه رددت
_ بالله عليك بطل تتكلم معاي تاني بصيغه الانثي بقيت أحس بأحاسيس ماحلوه لما بسمعك بتكلمني بيها ...
عصام انا جد تعبت من التفكير في نهايه البينا ده .. وماقادر اخدع روحي اكتر من كده
وحتي لو ما كان الحصل لي ده حصل اكيد كنا حنصل لنفس النتيجه ...
انو وجودنا مع بعض غلط ...وما حيجيك من وراي غير المشاكل ..انا ذاتي خلاص بقيت ما قادره اكمل
مهما سويت ومهما استخفتني الاوهام الواقع بيقول اني لا حقدر اكون زي اقل بت ولا حقدر اجيب منك عيال
دي قسمتي ومجبوره اسف عليها التراب وما افتح خشمي بي كلمه بس انت لا ...
انت لا مجبور تضيع زمنك ولا تعايش مخلوق بالشكل ده ولا حتي مجبور تتحمل كلام الناس ونظراتهم
في الاول كنت انانيه وموهومه وقوتي البستمدا من وجودك كانت عامياني عن الدنيا الانحنا عايشين فيها
عارف...
مرات كتير كنت بشوف الحقيقه قدامي بس كنت بهرب منها .. عشان ما كانت بقدر اتخيل مجرد تخيل حياتي من غيرك
بس حسه حتي الحلم البسيط الكنت بتمسك بيه راح مع الحصل ...وانت شايلاك الهاشميه لي حسي ....بس لمتين

اكملت حديثي ثم ساد الصمت بيننا لا يتخلله سوي اصداء مشاحات تأتي من بعيد وعصاما ينكت الرمل من تحته بسبابته
كما هي عادته يتهرب دوما من المواجهه فقمت لاغادر فامسك معصمي واعادني لمجلسي كما كنت
فاعدت محاولتي تحدوني رغبه في تجنيب روحي سماع ما سيقوله .. فشدد من قبضته علي
ودون ان يلتفت الي مد ساقيه علي الرمال ... ثم قال
_ ماشيه وين.. كنت منتظرك تكملي كلامك كله .......
تعرفي كل القلتيهو قريته في عيونك من زمن بس قلت لسه تعبانه ... حالتا النفسيه ما تمام
بكره تهدا وتفكر صاح.... بس للأسف ما حصل
لسه راسك مشغول بالأوهام الفيهو ...حياتك الانتهت عيون الناس والبينك وبين عصام تمثيليه وشفقه ...
في النهايه وصلتي انو احسن شي تعمليه انك تتخارجي
عشان ما انتي ما قادره تواصلي .... ولا بتعاقبيني علي السوا ابوك ماعارف
ماحصل انتبهتي انو حيدر واسرته الواقفين معاك وفاتحين لينا بيتم برضك من الناس
نسيتي دكتور حامد .. ووالدتك ما شفتي لهفه جدك واخوانك الكل مناهم تبقي طيبه
طيب حصل اتخيلتي احساس العجز الانا شاعر بيهو وانا ماقادر ارجعك تاني زي أول واشيل من عيونك نظره البلاده دي
شكلك اتغير شويه ... ويمكن مشوارنا بقي ابعد ده كله قدر من عند الله ما نحنا السعينا ليهو ......
تتذكري اول ما عرفتك ....حتي مشاعري ما كنت بتصور يجي يوم واقدر اصارحك بيها خليك من اني افكر في الارتباط بيك
حسي بعد ما بقيت قادر احلم نكون مع بعض وتبقي في حضني للنهايه .... جايه ببساطه تنهي كل شي وتتفذلكي لي بشكلك الاتغير
وعشان ما بنقدر نجيب اولاد وبعدين منو القال ليك اصلو انا داير عيال ...
مش كفايه البيتفرخو كل يوم في واقع سيئ وبلد طارد لا كرامه ولا انسانيه
_ الطبيعه البشريه يا عصام وسنه الحياه اكيد حيجي اليوم الحتتغير فيه قناعاتك واحتياجاتك
_ اسمعني قدر ما حا شرح ليك وجهه نظري في مساله الانجاب دي ما حتصدقيني ... وحتختي لي العقده في المنشار
عشان كده حاريحك واقفل ليك الباب ده واقول ليك بفرض جا علي بالي يوم واتمنيت انجب اكيد حتمني طفل منك انتي وبس ..
ولو مصره علي المسأله دي وشايفه انها ممكن تبقي سبب يبعدنا من بعض فما عندي مانع نتبني لينا دسته عيال يا ستو

صدقيني الحصل جرحني قبال ما يجرحك..
عشان ما قدرت احميك وخليت ابوك يغدر بينا وماصدقت كلامك انو ماف خير بجي منو ...
ثم سكت لهنيهه وهو يمد اصابعه يمسح بها عبره انسكبت من عيناي ثم واصل
_ انتي واثقه في ريدتي ليك ولا لا ... لو واثقه عشره في الميه بس ساعديني نبدا من جديد
وما تبقي انتي وابوك والايام علي ...
ما بتخيل كلمه الفراق اقدر حتي انطقا زي ما نطقتيها حسه ....
كان الظلام قد حل علينا فقام ينفض عن ملابسه الرمال وهو يمد الي يده لاستند عليها قائمه وهو يكمل ..
_ اسمعي ... صدقيني ولا ماتصدقي براحتك عن نفسي ما بخلي مصيري ومصير زولتي في يد واحده موسوسه ومجنونه زيك
هممت بمقاطعته فوضع اصبعه السبابه علي شفتاي مسكتا لي ثم رفعه وادناه الي شفتاه فقبله

_ انا حاسي بيك وعارف الهواجس الجواك ..
وعندي فكره حتحل لينا الشربكه العايشين فيها دي كلها بس محتاجه ارتب ليها صح ... اما حسي فدايرك توعديني
انك تحاولي تتناسي مخاوفك دي عشان نحصل الفاتنا وعندك باقي العمر تقعدي وتفكري زي مادايره ... كفايه الزمن الراح مننا

26

غاب عصام عني اول ايام عيد الفطر ثم عاد في اليوم التالي وقد اصر علي اصطحابي معه للاقامه ببيته خلال فتره متابعتي
العلاجيه بالخرطوم قبل سفري للاقامه بدار جدي... رغم تخوف استاذ حيدر الا انه نزل عند رايه امام الحاحه خاصه
وان ظروف عصام لن تسمح له بالتفرغ لرعايتي لاكثر مما فات ولكنه رأي اخذ الموافقه اولا من والدتي وقام يجري
اتصالا هاتفيا بها ونحن بانتظاره .
لحظات وجاء يبلغنا ان والدتي لم تمانع في الامر كحلا مؤقتا الي ان يبت في امري طبيب الاورام ...
كما ابدت استحسانها لتلك الخطوه التي سترفع عن كاهل حيدر حرج موقفه امام الشيخ

امام اصرارعصام وتلهفه ومحاولاته مع حيدر دون ان يأخذ رأيي استسلمت
الا انني ما ان توقفنا امام باب دارهم حتي ترددت وداخلني الخوف فكدت ان اعدل عن ما يريد وقد عاودتني هواجسي
وكأنه كان يقرأ ما يساورني فنظر لعيناي ثم قال
_ عارفك بتفكري في شنو ....وخايفه من شنو ...وحجيب ليك من الاخر انسي كلامي مع استاذ حيدر
انتي ما حتمشي بيت جدك .. انتي يا بت الناس مش اخترتيني ليك يعني انا راجلك ..
عارفه راجلك يعني شنو ...يعني انتي ملزمه مني وماف زول في الدنيا دي مسؤول عنك غيري .. ولا انتي شايفه شنو ؟؟
_ بس ..يا عصام بالعقل كده حااقعد معاكم بياتو شكل ولا ياتو صفه
_ لو دايره بعقد عليك حسي قبال تخشي البيت
_ عـــصام... الله يرضي عليك أنا بتكلم معاك جد
_ ومنو القاليك بهزر معاك انا ..... ولا اقول ليك خلاص خلاص ما تلوي لي خشمك كده
انا حريحك عشان الهلاوس الفي راسك دي ....
ياستو انا ما حا اختك في أي وضع لو حسيت مجرد احساس انو ممكن يضايقك
والوالده وسعاد لو ما كانوا مرحبين بوجودك ومتفهمين كنت حاتصرف في حته تانيه اقعدك فيها وكان متحسسه
من سعاد فكلها تلاته شهور وتسافر مع زوجها ووعد مني لو حسيتي باي ضيق خلال قعدتك معانا
حاخليك براحتك ... بس رجاء جربي ماحتخسري شي .. ولا ماحابه نكون في بيت واحد ...؟
الجمني فلم انطق حرفا وقد انعقد لساني بحلقي وعجز عقلي عن ايجاد مهرب فمد يده يحمل حقيبه ثيابي وبيده الاخري
امسك كفي وادخلني الدار حتي جاء بي حيث كانت والدته مستلقيه ...
هشت لمقدمنا مرحبه وكانها علمت بمجيئنا مسبقا ثم دعتني للجلوس بجوارها تستطلع احوالي وصحتي وانا ارد عليها في اقتضاب
وراسي منكس خجلا .. بينما انسل عصام مني بعد ان وضعني امام الامر الواقع ...
غاب حينا من الزمن قبل ان يهل علينا بعد ان اغتسل وبدل ثيابه وجائنا ببعض الماء والحلوي فوضعهما امامي
ثم جلس علي مقعد قبالتنا مقاطعا حديث والدته
_ معليش علي المقاطعه... طبعا ست الكل ما امنا وبس ... دي امنا واختنا وصاحبتنا وعارفه كل الحاصل
يمه الجماعه ديل متحسسين من قعدتهم معانا في البيت وانا دايرا تسمع الكلام ده من خشمك قداما عشان راسا يجي و....

وراح يواصل حديثه في بساطه مستخدما ضمائر اربكتني وكادت تخلع قلبي عن مكانه وتحملني علي الهروب حتي قاطعته
والدته وقد احست باصطكاك ساقاي ببعضها توترا واحبت ان تخفف عني ما انا فيه من حرج فامرته اللحاق بصلاه الجمعه ..
فقمت بدوري لاتبعه فاجلسني مبتسما وهو يقرص اذني بلطف
_ ماشيه وين... متين شفتي بت بتصلي وسط الرجال
اسقط في يدي وتمنيت لو ان الارض انشقت من تحتي ثم سويت بي و تبعته بنظري في رجاء حانق لانتشالي فغادرنا ببساطه مبتسما
في براءه حتي غاب بينما لم تمهلني والدته فرصه لاستجمع فيها حتي انفاسي فتنحنحت ثم طلبت مني الجلوس قبالتها علي ذات
المقعد الذي كان يشغله ابنها ..... فاستجبت دون ان اجرؤ علي النظر لعينيها...
فقد احسست وكانها تتفحصني من اعلي رأسي الي اخمص قدماي وهي تحرك مسبحتها يمنه ويسره قبل ان ترأف بي بعد حين
وتبدأ في الكلام
_ قالوا بركة الكلام في قلته ........ وكلو مكتوب والجاياك ما بتختاك
..موضوعك ده ماهو غريب علي شفتو بي عيوني ديل الا الزمن غير الزمن والظروف مختلفه ...
حالتك يايابا الفي الخرتوم وابوك المابيك شيخ وقاري جامعه
ثم سكتت لبرهه تنفست فيها الصعداء بينما تعاود نحنحتها قبل تبصق عن شمالها وهي تضع المسبحه تحت وسادتها وتكمل
_ زي حالتك .... وابوها وجدي ولاد عم لزم ... ماعرفوهو بت الا يوم الطهوره بعد تم حداشر سنـــــــ
البدايه كان الموضوع صعب شويه الا شيخ عثمان امام الجامع قال للناس دي قسمه الله
يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ....( او يزوجهم ذكرانا واناثا ) ......
وبعد زمن بسيط كان الناس خلاس نسو وسموها البتول ... حسي بتول دي بقت حبوبه
وبتها كانت زميله سعاد في المدرسه .. يــــــــا سعاد
لم تكد تكمل ندائها حتي اطلت علينا ابنتها فسلمت وهنئت بالعيد ثم سالت عن احوالي وخطوات علاجي وهي تعتذر لعدم انتباهها
لوصولي قبل ان تعاود الخاله نعمات تكمله حديثها.
_ اها ما كملت ليك ...... ولدي عصام عافيه منو دنيا واخره
وحات الله ما بشكرو الا بالفي .. براك بتعرفو زول الله والرسول والشينه مابتمرق منو
حدثني بالحاصل عليكم يوم فات المحكمه وبعد ما ساقوك من الاستباليه ...وماعرف ليك درب قرب اجن
كان لا بنوم لا بضوق لي زاد لا بكلم زول لا داير يشوف لي زول حتي دروس الجامعه خلاها و جاب ود عمه يمسك الدكان
بس كل ما مره يجيني يقول لي ادعي لي يمه .... ادعي لي يمه
من يومتا راسي لافه مره كدي ومره كدي....
ماتشوف حالتي وتقول المره العجوز العميانه شن فهما .... ده جناي وخابرا سمح
حدي ما جاتنا فاطنه بت بتول مع النسوان يوم شيله سعاد .. فاطنه دي بت بتول الحكيت ليك قصتا
زي تقول الله بذكرني زمن اول والحصل
وبعد ما جيتونا في رمضان وقعدنا معاكم خلاس قلت الفي الخير بجريه الرحمن
حبابك عشره بيناتنا وزي ماقالوا الحوت ما بهددوه بالغرق..امشي في دربك ..وماتقبل ورا
فقالت سعاد مؤمنه علي كلامها
_ اي عليك الله انسي الحصل وما تشتغلي بالناس لو قعدتي تبكي عمرك كله لا زولا بحس بيك ولا بشتغل بيك شغله....
ختينا زي اهلك بنشيلك فوق روسنا ..... ثم ابتسمت وهي ترفع اكواب الشاي علي الطاوله امامي قبل ان تردف
_ عليك الله ...بتلقي ليك زول زي عصام ده تاني وين ....اريته كان حالــــ
فقاطعها ظهور عصام من بعيد فاتجهت صوب البراد وفتحته وهي تكمل
_ ..من متين عصام بيجي من الصلاه سريع كده !!
ثم بادرته وهي تمد اليه كوب ماء لامزه
_ الجمعه دي مالا انتهت بدري بدري ولا تكون غمدت الامام هههههههه
_ يابت استغفري سيدك فتا متأخر وجيت بعد السلام طوالي ....ثم غمزني
_ جيت لاحقا قبال تغمر ليكم بس الحمد لله شايف الخوفه راحت... مش قلت ليك امي دي زوله بركه
لم يكد يكمل جملته حتي صك سمعي صوت الباب الخارجي يفتح ببساطه وبلا استئذان قبل ان تتناهي الي اصوات تتاريه
مختلطه لأناس اخترقوا الباحه الاماميه للدار مهنئين بالعيد
فارتبكت ونسيت ما كنت فيه وبلا شعور اسرعت للداخل فاخذتني سعاد الي غرفتها ثم اغلقتها علي
يتبع




أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 11:44 PM   #[4]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

25
في بيتنا وبين جدران غرفتي وبهكذا مناسبات ماكان العيد عندي يعدو عن صلاه اؤديها بالخلاء المجاور للمسيد
اكون فيها اخر الحاضرين واول المغادرين لساحتها هروبا قبل الانفضاض والفرص المتاحه للبعض في الاحتضان والاحتكاك
بدعوي التهاني والسلام .
لا ادري حتي مايقال علي سبيل التهنئه ولا مفردات المجامله في الرد عليها
ان هي الا بضع همهمات لا يفهم منها شيئا اتمتم بها ان فاجئني احدهم مهنئا قبل ان الوذ بغرفتي طيله تلك الايام المستباحه .

ولم يتوقف سيل الافواج المهنئه حتي غابت الشمس وانا مازلت بغرفه سعاد قد عيل صبري في انتظار انفضاضهم
مشتت الفكر والاحساس بالغربه والتوجس من الأت قد حسما امري في المغادره بذات الليله
ثم اطلت علي سعاد بعد دهر تعلن انفراج ازمتي قبيل اذان العشاء فتحت لي الباب ثم استأذنت دقائق لاداء الصلاه

بلا تصريح او استئذان اخذت حقيبتي نحو الباب الخارجي للسيدات فلمحتني سعاد وسارعت تنادي علي اخاها فلحق بي خارجا
يجبرني علي الرجوع ويحملني حملا صوب غرفته مباشره ... ما ان فك اساري حتي صحت به
_ عصام انا ما حقدر اكمل للصباح في بيتكم ده
_ ليه بس يا ستو .... عشان الناس والاهل دي فتره اعياد وبتنتهي
_ فتره اعياد وبتنتهي ...... اوكي
اها في الفتره دي يا حبيبي انا حاختفي وين من عيونهم وناسكم ديلا مابقدر عليهم ياخي نسوانهم ما فضل الا يقوم ليهن
شنبات ودقون ..... باقي لي لو غنمايه عندهم جابت عتود ساي بي خمسه كرعين بكتلو الاتنين
تقولوا لي البلوله قلب بت ....و بعد شويه ناسكم خلاس نسو وسموه البتول
_ اسمعيني دقيقه واحده
_ اســـــــــمع ... اسمع ليك شنو .... امك يا عصام راسا لف مره كدي ...... ومره كدي ...
أنت ماسمعت قالت شنو ..... يوم الطهورة ......عرفوه بت.........
وأنا أقول التفهم الغير مبرر ده جا من وين ... أنت قلت ليها شنو عني.
_ بس أديني فرصه
_ فرصـــــــه فرصه عشان أسمعك والغي عقلي من تاني أبدا وحياتك كان طرت السما وجيت داقي الواطه
ما حاسمع منك حرف ... أنت وعدتني كان ما ارتحت تخليني والدايرا وبري أنا الزى ده ما بقدر عليه
حسي دي توديني موقف السوق الشعبي ... الشمس دي ما بتطلع علي إلا في بيت جدي
عصام أنا جادة معاك ما تقنب تعاين لي كده قوم غير هدومك دي وامرقني
لم يتمالك نفسه فانفجر ضاحكا في وجهي وصوت سعاد يأتينا من خارج الغرفه
_ نق نق نق نق ..... باقية لي الشغله دي ما هي مكتسبه الظاهر النقه دي طلعت جينة من جينات الإناث
أكملت جملتها وهي تقف أزائنا وقد عقدت ساعديها علي صدرها بينما عصام يحاول السيطرة علي ضحكاته
وبعينيه يسألني ألا اغضب وأنا أحاول عبثا التماسك وعقلي قد أنشغل بما قد تناهي إلي سمعها من حديثي فواصلت
رغم الارتباك الذي استبد بي
_ وحاتك يا اخوي بعد السمعتو ده قطع شك مره مره ماف كلام .... مالكم سكتو النبي واصلوا وصحوا لينا حاجه نعمات
تجي تسمع وبالمره كمان نجيب الجيران

وكانها راجعت نفسها لما رأت حالي وما انا عليه من ضيق فازاحت ماعلي قسماتها من مزاح ثم أكملت وهي تجلس قبالتنا
_ ماتقولي عروب وجايه أتطفل عليكم .. أنا كنت بحاول ألطف الجو شويه ما اكتر قبال صوتكم يصل الجيران

الظاهر كلام الحجة بدل ما يريحك قلق بيك اكتر ..
أولا بتول البتتخيليها شخصيه خياليه ... دي والده خطيبي حسام ودي ما حاله استثنائية
دي حاله من حالات موجودة وبأعداد ما قليله بس بحصل عليها تعتيم بدرجه كبيره عشان مجتمعنا ممكن يتقبل سعاد تبقي سعيد
وداد تبقي وليد و سلمي تبقي سليم بس لي يوم الساعة ماحيتقبل البلوله يبقي البتول ... إلا بالجلالة
علشان كده البلولات بيصححن أجناسهن في سكات بعيد عن القوالاتـــ
قاطعتها معترضا
_ سعاد أنتي أول واحده عارفه أن حالتي مختلفة عن حاله بتول ..
_ ايوه وأنا صاحبه الاقتراح بأننا نشخص حالتك بشكل مغلوط ومخالف للحقيقة.. ونربط مابينك وبين بتول عشان
نقدر نقرب الفهم للحجة
_ والهدف شنو ....؟
_ أظن انو المريتي بيهو بيكفي للرد علي سؤالك ...
جربتي كم مره تقنعي الناس بمشكلتك الحقيقية ورأي العلم فيها .....شيوخ ...دكاترة....وناس بيتكم ..
لسه ما اقتنعتي إنهم من الأساس مادايرين يسمعوا ولا حيسمعوا
ممكن تلقي فيهم ناس متعاطفين و خايفين عليكي بالجد زي استاذكم حيدر ...او امك ....او اخوانك ....
بس في النهايه تعاطفهم ده عامل زي الدبه الكتلت صاحبا
تفتكري والدتك متبلده الاحساس للدرجه الما بتلاحظ فيها حالتك من و أنتي صغيره ...
أكيد لا .... وأكيد شايفه وحاسة ومقتنعة بس هي زى البقية خايفين من المجتمع وكل همهم انك ما تكسري تابو الذكورة
المقدس.. لو جبتي ليهم ميه فتوي وفتوي بتأيد علاجك ..... ماحتشيلي من جواهم فهم شيال التقيله وتراث القبيله
لو حتتدمري نفسيا اتدمري حيسوقوكي لدكتور حيوان مابتخير عن دكتور أبوك ولا يسلسلوكي ويقولوا جان ..

بلعي مهدئات .... بلعي لآمن تدمني ... مامشكله النوم للزيك راحة ليهم برضو ....لحد مايحلا الحلال أو الله يشيل أمانته.
أنتي عارفه أن تجاهلهم ممكن يصل لدرجه أنهم يتقبلوا علي مضض انك تعيشي حياتك بالدس بشكل منحرف ...
بس ما حيقبلوا كونك تكسري مفاهيمهم أو تهزي أرضيتهم وتقولي آه بس في العلن
الغريبة انك دايما بتستخدمي مقوله الغبي هو البيشرح للحمير وينتظر فهم ...
_ ممكن يكون كلامك منطقي..... بس برضو ماجاوبتي علي سؤالي الهدف شنو ...
أهلي وكل البعرفوا مشكلتي عارفين تشخيصا -اضطراب في الهويه الجنسيه – حا أجي حسه وأقول ليهم معليش يا جماعه
سوري التشخيص كان خاطئ ..
كمان مسألة استغلال قصه بتول عشان خالتي نعمات تتقبل وجودي بيناتكم ده أسلوب ما تمام وغير أخلاقي
ولا ممكن اقبل إني أتخت في حته شينه بالشكل ده... حتي لو ما كان جدي ظهر في الصورة واضطربت ارجع بيتنا
وبعدين لو تسمحي لي أسألك بصراحة ..... أنتي حتستفيدي شنو ؟؟؟
أنا ممكن اصدق انك تتفهمي مشكلتي عشان ده مجال دراستك وشغلك .. بس كونك تقتنعي بالبيني وبين عصام للدرجة دي ما ظنيت
أكيد من جواكي بتتمني لو ما ظهرت في حياته من أصله وما بلومك عشان إحساسك ما بفرق عن إحساسي
بس معليش يا سعاد بغض النظر عن هدفك الغير مفهوم بالنسبة لي .... أنا ما محتاج للدرجة الحتخليني أتطفل بالكضب
علي حياه ناس أنا متأكد إنهم من جواهم بيتمنو لو اختفي من حياتهم .
_ أنا حريحك وأتكلم معاك بصراحة بس الجزء الأول بتاع تغيير التشخيص لسه ما انتهي ..حنرجع ليه بعدين
أما مسالة رأيي في علاقتك بي عصام فما حاكذب عليكي وأقول انو علاقتكم دي قدرت استوعبا في البداية
بس زي ما قلتي ما كانت مشكلتي انتي ..... المشكله كانت فيني انا وفي خوفي علي عصام
بحكم المهنه فاهمه مشكلتك شنو ومريت علي حالات مشابهه فممكن افهمك انتي بس هو لا......
قدر ما حاولت ما قدرت أفهم طبيعه احساسه تجاهك ولا هو متمسك بيك بالشكل الغريب ده ليه ..
حسب فهمي والبعرفو عنه ...عصام ماعندو مشكله تواصل وليهو تجاربه العاطفيه
والفرق البيناتكم في العمر كبير ماتشوفيه قرا معاك تقولي قريب من عمرك عصام ده اصغر مني بتلاته سنه
لو ماكانت الظروف المرينا بيها حسي كان يكون مخلص جامعه من زمن ....
وكمان قبال يعرفك كان خاشي في مشروع خطوبه جادي...


قاطعها عصام مستنكرا وقد
عقد ما بين حاجبيه بطريقه مسرحيه
_ عليك الله يا سعاد ازبطي كلامك ...ماتجيبي لينا مشاكل من مافي نحنا ماناقصين
_ معليش ما بقصد خطوبه رسميه .... زي ماتقولي شبه اتفاق علي زوله اختارتا الحاجه وهو ما كان معترض
بس الكلام الجد اتأجل بي سبب حساسيته من مسأله التعليم وكده .وكنا منتظرين بس يخش الجامعه والموضوع يبقي رسمي ..
شنو الحصل وغيرو.... ده كان علامه استفهام كبيره ما عرفت احللا في الوقت داك
وبعد عرفت يمكن اتعاطفت معاك اي .... بس ما للدرجه البتخليني نفسيا اتقبل ارتباط اخوي الوحيد يكون بالشكل ده ...
بس قلت ما حاتدخل برأيي عشان شفت انو هو المفروض يصل براهو للاقتناع بانو العلاقه دي ما طبيعيه
وما ممكن تستمر زي ماهو قايل ... بس عصام كان كل مايوم بيزيد تمسك بيك اكتر ...واكتر
تعرفي الاكاديميات والممكن نتفهمو بي عقولنا شي ....والواقع والممكن نتقبله نفسيا واجتماعيا شي تاني خالص
بالذات لو اتصادمت معانا بشكل مباشر ساعتا بنلقي روحنا لغينا عقولنا واتعاملنا بالشي المتوارث والخوف من مخالفه المجتمع
اها ده كان احساسي تجاهك الاول وده كان السبب المباشر الخلاني اعتذر عن مواصله جلساتك معاي
وبي صراحه اكتر حاقول ليك اني في الفتره ديك عديت العلاقه دي مشكله جديده اتضافت لمشاكل أسرتنا ...

لحدي ما بدأت حاله عصام النفسيه تتدهور بعد الحصل يوم المحكمه ... قدر ما حاولنا نطلعه من الحاله الهو فيها ماقدرنا
اربعه شهور يمرق من الصباح ومايجي خاشي الا نص الليل ...لا عارفين بيمش وين ولا بيقعد مع منو
خوفي من الحاصل عليه نساني كل شي وكل همي بقي انو يلم فيكي
وبعد زيارتك لينا في رمضان قررت خلاص اضع حد فاصل للصراع الجواي وبديت اعيد تفكير في العلاقه البيناتكم
حتي لو كنت من جواي ما قادره استوعبا او رافضاها عشان ببساطه لقيت انو مافي منطق بيخليني اتعامي واعمل رايحه
وما اتقبل تصحيح الوضع ده
المحير اني بعد ماوصلت للنقطه دي ماحسيت اني بتعرف عليك لاول مره وكاني ما شفتك قبال كده ولا تابعتك في جلسات
لقيتك ...بتشبهينا كانك بالاساس واحده من ناس بيتنا ... افكارك .... تلقائيتك.... اسلوبك في الكلام
ويوم ما قرر ياخد موقف جاد معاك ويجيبك البيت كنت من جواي جد مرحبه بالفكره

سكتت للحظات ترفع اليها وجهي بكفها قبل ان تكمل
_ ولو بيريحك اعتبريني لسه من جواي ما مرتاحه للعلاقه دي والمفروض عليك في الحاله دي تثبتي لي ولي كل الناس اننا غلط
وانو انتو الصاح ولا شنو ..
اها ولحدي ما تثبتو الكلام ده الواقع بيقول سواء رضينا او ما رضينا فعلاقتكم دي بتمس كل المحيطين بيكم وبيتأثروا بيها
والحته دي بترجعنا لمسأله التشخيص الانتي رافضاهو .....
_ بس يا ســـــعاد
_ ياريت تسمعيني وتديني فرصه اطرح عليك وجهه نظري في الاول وبعدين ادينا رأيك
وختي في حساباتك انها فرصه احتمال ما تتكرر مره تانيه .
اولا ..... وجودك في بيتنا حيخليني مرتاحه و مطمنه علي امي واخوي وانا مسافره وطبعا كونك دايره تمشي القضارف
معناتا انك حتجهجي اخوي ده وحيكون مشتت مابينك وبين الوالده
كمان وجودك في بيتنا حيديكم فرصه تراجعو جديه ارتباطكم وتشوفوا اذا كنتو فعلا مستعدين تكملوا مع بعض مشواركم
ولا مامستعدين ومافي شي ممكن يأكد ليكم الشي ده الا الاحتكاك مع بعض علي ارض الواقع بعيد عن الافتراضات والاوهام
ثانيا ... حسب متطلبات العلاج انتي محتاجه فتره تعايش عملي لدمج جندرك بهويتك الاجتماعيه والفتره دي مابتقل عن السنه
وسته شهور تحت متابعه مختص
المطلب ده لما وضعوه كان الهدف منه وضع الحاله في تجربه واقعيه عشان تتاكد من كونها جاهزه فعلا للخطوه الاخيره .
بس للاسف الشرط ده لما وضعوه لا راعوا اختلاف البيئات ولا الثقافات المختلفه ..البتتحرج من مسأله التعايش دي وبترفضا
لاسباب دينيه اومجتمعيه ... زي مجتمعنا هنا فبالتالي الشرط حيكون تعجيزي للحالات الماحتقدر تنفذو
وانتي محتاجه لمحيط اجتماعي جديد بالنسبه ليك وسط ناس لا بتعرفيهم لا بعرفوك عشان ما تقدري تحققي فيهو المطلب ده .
ووجودك هنا حيوفر ليكي البيئه المناسبه لانك تحققي شرط المعايشه العمليه ..
عشان في منطقتنا هنا لافي زول بيعرفك ولا زول شافك قبال كده ... وماتخافي ما حتكوني محتاجه لاي تغيير في شكلك
غير ما تشيلي شعيرات دقنك دي وتغيري لبسك عادي ماحيفضل غير تعريفك للاهل والجيران ونلاقي سبب منطقي يبرر
وجود بت غريبه في بيت مافيهو بنات بعد ما اسافر اما السبب التالت فخاص بالحاجه نعمات فمهما كانت متسامحه او طيبه فهي
في النهايه ام وفي عمرها ده ماحتتفهم ارتباطكم الا لو ربطناه بحدث مر عليها قبل كده وقدرت تستوعبو وتدرك كل ابعاده وتكون
متطمنه لمألاته ومادام انتو الاتنين متمسكين ببعض للدرجه دي وحسب الشايفاهو فعلاقتكم لا سطحيه ولا عابره ولا مبنيه علي عطف
او شفقه يبقي مافي أي داعي نقلق بالحاجه نعمات وندخلا في معمعه جنوسيه دماغ وجندريات ما حتفقه فيها شي ... ولا شنو !!


اها الاسباب الذكرتهم بتشكل اهدافنا من وجودك بيناتنا ومحاولتنا لايجاد حل جذري للمشكله ...
وطالما ان عالمنا ده بيشكل بالنسبه ليك بيئه جديده وافراده ماعندهم أي خلفيه مسبقه عنك فمن المنطقي
اننا نكون اتعلمنا من اخطائنا السابقه وما نعاود أصطحابها معانا ... واكيد انتي حسي أمنتي انو الطريق المستقيم في بلادنا
هو اطول الطرق واوعرها واضناها
ولو التشخيص الجديد تاعبك نفسيا للدرجه الحتخليكي ترفضي الفرصه الحتحل ليكي مشكلتك فممكن تنظري ليهو علي انه اللغه
الاتعلمتيها من تجاربك السابقه لمخاطبه الحمير والحد من تصرفاتهم الغبيه

26
في تلك السنه وبذاك العيد وعلي غير العاده تم عرض مسرحيه عربيه مصوره بالدار السينمائيه بقاعه الصداقه .....
ورغب عصام في اصطحابي للعرض رغم ممانعه سعاد المتخوفه من تعارض ظهوري في الوسط الجديد بنفس شكلي الحالي
مع مارتبت له واتفقنا عليه جميعا ..
فلم استطع تخطي الحاجز الشكلي مابين الجنسين هكذا ببساطه .. وثارت هواجسي من مألات هذا الانتقال ومخاوفي من احتماليه
تعرف احدهم علي او شكوك اخرين في امري خاصه مع تلك الشعيرات الناميه حول وجهي وصوتي الاخذ في الاخشوشان اكثر فاكثر .
وانتقدته سعاد واصفه أياه بانه كالاطفال لا يكترث كثيرا بمألات أهواءه طالما اشبعها وقتيا .....

عن نفسي عشقت تلقائيته وجنونه لكني لم املك جراءته فاجاريه ضاربا باعتراض سعاد عرض الحائط ...
لذا تنازلت له راضيا عن تلك المهمه .... فانجزها ومن ثم خرجت برفقته وقد ناوشني احساس سلبي لدقائق في ابهام
قبل ان يقضي عليه اكتساح فيضان مشاعري المتراقصه متناسيا سنه والدتي في مثل تلك المواقف وجملتها الحذره المتوجسه
من تبعات أي فرح ...... اللهم اجعله خير ....

27


في الاستراحه الفاصله اقتربت منه تتملكني رغبه مجنونه لا يخفف منها التصاقي به ولا يلجمها عموميه المكان وسطوع

الاضواء فمال علي اذني متسائلا أمازلتي ترغبين في متابعه العرض فاجبته ... بلا نافيه علي استحياء فاضاف
انا ايضا لم يعد يستهويني ما شغلك عني سالبا اهتمامك ...
خارج القاعه كان الطريق باضاءته الخافته يختلف تماما عما عهدته صباحا وظلال الاشجار علي جانبي الطريق تحجب شيئا من ملامحه
وتضفي ألقا مختلفا علي المباني القديمه المتراصه علي جانبه و الامان الذي استشعرته بقربه جعل كل ما الفته من قبل يختلف في نظري
وادراكي فامتدت كفي متسلله في خفيه وحذر لتتأبط ذراعه وانا اريح راسي بالكاد علي مرفقه فايقنت اني امتلكت الكون بقربه..
لا ادري ان كان لليل سحره الذي لايقاوم .. ام سطوه وجود حبيبي علي الزمان والمكان.
بدون تخطيط مسبق وجدنا ارجلنا تقودنا الي بقعتنا المفضله من شارع النيل ....
حتي مقعدنا الحجري كان هذه المره مختلفا تماما عما سبق ولاول مره يضمني به دون ان استحي من النظرالي عيناه
فيرتعش طرف شفتي في بله ...
بادرني مترنما
_ .. رفقا بمن يهوااااك ... بالله يا ا نت ..... لا زلت تأذيني وأقولك احسنت
فاكملت
_ .. يا الرقت في نظري .....هل تدري مين انت أذهلت أفكــــــاري وأسهرتني ونمتــــــــــــ
فراح بحماسه يكمل وكانه يستحثني للمواصله
_ ... ياسيدي ووويــــــن ....... رفقا بمن يهواك
_ ... بالله و بالله وبالله يا انت .... رفقا بمن يهواكـ ......... هههههه خلاص كفايه كده انا صوتي شين
_ هههههه كفايه كده لا بالله عليك تتميها .... انتي من مواليد سنه كم
_ ليه هي الاغاني الحلوه عندها زمن ولا محدده باجيال معينه
_ لا ما كده بس ما اتخيلتك تكوني حافظه اغاني محمد احمد عوض ... قديمه من حفرو البحر
وبمناسبه صوتك الشين وكده حسك في الغنا مبـــالغه حنين ودافي ... كنتي داساهو مني وين
_ انت نسيت حلقات المديح والنوبه كل خميس وانو بسبب صوتي ده اتمنعت والحمد لله من دخول المسيد
_ أها والله كان كده الشيخ كان عنده حق الناس ماشيين ذكر ولا حفله طرب ...
_ كان تعنت بس من الشيخ وبركه الجات منه ... لو الحال كان استمر كان حسي تلقاني ماسكه لي صاجات ولا طار
_ طيب وحالك حسي كيف .... مبسوطه معاي .... ؟؟
_ اممممممم علي فكره يلا نرجع البيت كفايه كده ... قعدتنا برانا في الضلمه دي حتجيب لينا مشاكل
وبصراحه قلبي مقبوض وما مرتاح ...
_ هههههههه يالها من بسطه .... انتي ما مقتنعه انك مارقه مع راجل ولا شنو
_ العفو مابقصد .... بس الناس
_ ناس شنو عليك الله ...انتي شايفانا بنسوي في شي غلط ؟؟؟؟.... ما تشتغلي بالناس وافكارهم طالما ماشيه صاح
مش قلنا امشي عديل يحتار عدوك فيك وبمناسبه الروقه دي والانبساط ما داير انسي الموضوع المهم
فلاحت علي عيناي نظره تساؤل ... فأردف
_اخترتي الاسم الجديد ولا لسه
_ اسم شنو !!
_ اسمك طبعا
_ بذمتك ده يسموه شنو خيال و لا تفاؤل زايد عن الحد
_ خيال !!! ده واقع ونص وخمسه حسي دي لو بهضرب بيك حناديك بمنو وكان بحكي عنك حاقول منو
وكان ناس الحله شافوكي الصباح حاقولهم منو وكانـــــ
فقاطعته ضاحكا
_ خلاص خلاص ... اختار أنت الاسم البيجي علي بالك وانا موافقه ....
ثم أكملت علي استحياء
_ ... حسب معلوماتي حتكون أول راجل في عالمنا يختار اسم شريكته
_ شريكه ..!! يا سلام علي الرومانسيه مالقيتي كلمه تصفي بيها علاقتنا غير الكلمه البارده دي
قاموسك ده مافيهو أي مفرده من المفردات المغيبه للوعي حبيبته .. زوجته .... انثـــــــــــــــاه
_ دي اوصاف في علم الغيب .. انا لا شقيت صدرك ولا اطلعت علي الجواك
_ يا الله الصبر .... متين بالله عليك حتبطلي تحفظك ده وتتعاملي معاي ببساطه
_ ده ماتحفظ
_ لو ده ماتحفظ يبقي وجودي في حياتك ماليهو أي معني
_ مش احتمال قنعت و بطلت ابني قصور في الخيال و بعيش معاك اليوم باليوم
بالمناسبه ما تفتكر ان سعاد اختك هي بس المحتاره في ارتباطك بي عشان انا كمان بسأل روحي نفس الأسئله ومابلقي ليها اجابه
كيف ... وليه .... ولمتين ممكن تتحمل تبعات ارتباطك بكائن زيي وبدون مميزات أي ارتباط طبيعي.
_ طيب يا سعاد تو من وجهه نظرك الميزات الممكن اكون مفتقدا شنو بالضبط

_ ابسط شي ارتباط في العلن بدل حياه الوطاويط الانت عايشا معاي

_ سبحان الله بتشتكي من تدخل الناس في حياتك ومحاولاتهم تشكيلها حسب افهامهم وبعدين تجي تمارسي معاي نفس الاسلوب
_ الوضع مختلف يا عصام مافي مجال اصلا للمقارنه .
_ لا يا عسل الاسلوب واحد بس الدافع مختلف هم بتدخلهم في حياتك مدفوعين بخوفهم عليكي اما انتي فعين في الجنه وعين في النار
من جواك حابه تصدقي ريدتي ليك بس عقلك ما قادر يتقبل الفكره
_ .............................
_ ماعلينا خلينا نرجع للنقطه الاولي اها في نظرك مفتقد تاني شنو كمان
_ ارتباطك بأنثي طبيعيه
عقد ما بين حاجبيه بطريقه مسرحيه متسائلا
_ انثي ..... طبيعيه ...!!! هو انا مرتبط بفرانكشتاين
فلكزته في كتفه مغضبه
_عصام ماتهزر ...انا جاده
_ عليك الله ياتو جديه وانتي نظرتك للانوثه حاصراها في نهود متأرجحه وكفول مترنحه ...
ودايما اشباه كوثر عاملات ليك بعبع ....
_ والله دي ما نظرتي انا ... دي نظرتك انت وباقي الرجال عيونكم مابيملاها غير التراب
_ ده شنو الافتئات ده .... أبونا أدم ربنا ماخلق ليه غير انثي واحده تملا عليه حياته
وانا بالله عليك اعاين بره ليه وربنا انعم علي بانثي مختلفه عن أي انثي شفتها ولو حنتكلم عن منو الطبيعي فاكيد حتكوني انتي
اطلعي من عقدك دي وعايني حولك حتلقي .. مشدات .. كريمات .. جفون بتغير الوانا زي الحربويه
مشيه متكلفه .. قعده محسوبه .. ونبرات صوت مزبوطه علي مقياس فيراني .
تفتكري احساس الانوثه جواهن ممكن يشبه الجواكي
احساسك كان ممكن تتناسيه وتتخاذلي وتتماهي وكل الحولك كانوا حيدعموك بس انتي فضلتي تموتي ولا انك تخنقي الانثي الجواك .
في الوقت الفيهو بنات كتير من البتوصفيهن انهم طبيعيات أتمنو في مرحله من مراحل حياتهن لو كانوا رجال وغيرهن عشان ما
ينجحوا في الحياه فقدوا كتير من انوتهن وركبوا وشوش ذكوريه ماعرفن يواجهن مشاكلهن مع القيود والاختزال وبدل ما يحاولن
يغيروا نظره المجتمع ويحلحلن قيودهن كانت امنياتهن بتتسق مع نفس الفهم المجتمعي انو المستحق للنجاح والحريه فقط هم الرجال
اما انتي ورغم كل المشاكل الواجهتيها ما فكرتي يوم تستفيدي حتي من مميزات جنسك المجبوره عليه
_ عاجبك يعني شكلي الحسي وما مسبب ليك مشكله
_ شكلك الحالي وقناع الراجل الانتي لابساه انا مدين ليهم عشان مجال الحريه المتاح لينا بسببهم
لو ما كنتي بتعاني من مشكلتك دي وجمعتنا الصدف في يوم اكيد كنا حنمر علي بعض مرور الكرام
احتمال واحد فينا يعجب بالتاني وزي العاده كان الاعجاب حيتنسي بسرعه زي ما جا بسرعه
ولولا وضعك الماعاجبك ده ما كانت علاقتنا بتلقائيه ممكن تصل لعمق بالشكل ده ... نجضتيني يا وسواسه علي نار هاديه .
_ بس أي واحده غيري ممكن تجيب منك اطفال وتخـــ....
_ تاني موضوع الاولاد .... تاني يا ايليا .....
سمح اعمل ليك شنو بالضبط كده علشان تفهمي اني مابفكر فيهو.
_ سعاد فتحت معاي الموضوع ده اكتر من مره .... الظاهر دايره تختها لي واضحه زي الشمس من البدايه
_ وانتي تسمحي ليها تتدخل في مسأله زي دي ليه من اصلو ... مشـ
قاطعته
_ من حقها يا عصام انت اخوها الوحيد وخايفه عليك ... وبعدين مهما انكرت انت وادعيت ان الموضوع مامهم
ما حتقنعني بكلامك ده دي غريزه ما مسأله من السهل تتجاوزا
_ سمح وانتي جاوبتيها بي شنو
_ تفتكر يعني ممكن ارد بشنو .... زواجك من عدمه دي مسأله راجعه ليك لا بيدي اعترض عليها ولا اقول فيها راي
كل الحعملو وقتا اني انسحب من حياتك في سكات
_ يعني لو دي الصوره الانتي راسماها لحياتنا في المستقبل يبقي ما حنتقدم مع بعض خطوه واحده
الله يجازيكي يا سعاد ..... علشان كده شابكاني بطلت أبني قصور في الخيال ...
و الله والله والله العظيم تلاته انا ومن قبال ما اعرفك قناعاتي في المساله دي منتهيه ومحسومه وحاقولا ليك للمره الاخيره
الوحيده الكانت ممكن تغير قناعاتي دي هي انتي وبس وعشان اقفل ليك الباب ده نهائي مستعد من بكره اعمل عمليه قطع للوعاء
الناقل عشان ننتهي من الحته دي نهائي
انا كل الدايره منك تثقي في نفسك وفي البينا شويه وتدينا فرصه بدون شكوكك وافكارك السلبيه دي
ختي املك في الله واصبري معاي الفتره دي ...
عليك الله جنبي طاقاتك السلبيه دي شويه واعتبري معاناتنا الحسي ابتلا من الرحمنـــ
قاطعته في حده
_ ماشايف انو مصطلح ابتلا ده ما بيتوافق مع مسمي الرحمن
_ الابتلا منهج رباني الله بيختص بيه قله من خلقه لمحبته ورحمتــ
اسكته مقاطعه مره اخري
_ عصــــام .... علشان خاطري علشان خاطري اتجاوز الحته دي
_ طيب اهدي شويه ..... انتي قلبتي وشك كده مره واحده مالك
_ اسفه جد ماتزعل مني بس خلينا نتجاوز الحته دي ارجوك ونرجع لموضوعنا الاساسي
_ انتي عارفه اني ما ممكن ازعل منك ... بس ما فهمت الانقلاب الحصل سببه شنو
_ في حاجات بتخصك يا عصام ومامن حقي اناقشك في أي تفصيله فيها ... بس خلال كلامــ
قاطعني مكملا ردي علي لسانه
_أهـــــــــا بس من خلال كلامي البحشر فيه دعاء أو بحسن فيهو الظن بالله بقيت أثير أعصابك .... صاح كده
_ تقريبا .... لدرجه بقيت ما بقدر اتحمل اسمع او اجاريك
_ أنتي بتلومي الله علي حالك ولا خلاص فقدتي ايمانك بوجود إله من الأصل ...
_ سؤالك عويص ... والاجابه عليه حتفتح علينا باب نقاش مابيتسد
_ جاوبيني باختصار حتي لو كانت إجابتك مكونه من كلمه واحده بس
_ سؤالك ده ماحصل واجهت بيهو نفسي قبال كده .. عشان كده حيكون صعب اقدر أجاوبك عليه بنعم أو لا
يمكن لسه جواي إيمان ويمكن الجواي مجرد اعتقاد اتغرس زي باقي حاجات كتيره اتغرست في ادمغتنا لحد مابقت
من المسلمات ... بصراحه ماعارفه
اما حته اني بلوم الله علي حالي فاحتمال يكون فيها شي من الصحه بس ماهو لوم بقدر ماهو عتاب
_طيب كيف بتوجهي عتابك لجهه انتي شاكه في وجودها اصلا
_ أهــــــــا مش قلت ليك سؤالك ده حيقلب قعدتنا لنقاش ماحينتهي خلينا نتجاوز الحته دي عشان خاطري
_ عشان خاطري انتي تستحمليني شويه وتجاوبيني
_ حاضر يا سيدي ححاول ابسط ليك وجهه نظري قدر ما حاقدر
التجارب العشتها خلتني اقرر اتجاوز أي شي ليه علاقه بالدين وما اتقبل أي شي الا لو كان عقلاني
بس في شي واحد ما قدرت اتجاوزه وهو فكره وجود إله لانها بتحسسني بارتياح وامان نفسي
اكتر من فكره العدميه اوالطبيعه الام .... اما من الناحيه العقليه فحقول ليك انا ماعارفه بالجد
بس حتي بفرض وجوده الاكيد او الافتراضي جواي فاكيد هو إله بيختلف تماما عن الإله البتعرفوه انتو ...
_ مشكلتك اتصدمتي بالجماعات الوهابيه والـــــ ...
_ عاين يا ود الناس انا عارفه انت داير تصل لشنو وقدر ما حاشرح ليك ماحتفهم طبيعه الصراع الحاصل جواي
كل البقدر اقوله ليك قبال ما تحاول تنال عن طريقي حمر النعم راجع معتقداتك وجاوب لي عن سؤالي الما لقيت ليه اجابه لحد حسه
وكلمني عن مفهومك عن العداله الالهيه وكيف ممكن استوعب فكره اللعنه البتطاردني من خلال أي تصرف يبدر عني والهو في الاصل
ناتج عن اراده الهيه في خلقي ولحد ما تجاوبني اجابه فقهيه علميه بادله واثباتات من مرجعياتك السنيه بعيدا عن العواطف والكلام
الانشائي والمفروض انه يكون ...... بتمناك تحترم احساسي وتمشي معاي بـــ لكم دينكم ولي دين .
_ عايني يمكن ما اكون متبحر زيك واحتمال معلوماتي ما بالقدر البيخليني ادخل معاك في نقاش بالشكل ده
بس انا يقيني في رحمه الله وعدالته اكبر من الفهم الضيق الاتصدمتي بيهو بسبب مجموعه متخلفين .....
_ عصام يقينك البيخليك تعلي من سقف توقعاتك في رحمه الإله وعدالته انت بنيته عن طريق مفهوم ديني معين رسم ليك صفات الاله
وحدد ليك اسباب رضاه واسباب سخطه اللي بيشكل الالتزام بيهم درجه علاقتك بيه وانتظارك لرحماته او تخوفك من عقابه ....
صح ولا غلط
_ ماغلط اكيد
_ طالما انه اكيد صح وماغلط طيب كيف عايز تتجاوز القواعد الانت بتعتنقها وتبتدع ليك مفاهيم عن الإهك من خلال فهمك انت
واحساسك وألف باء فكر كهنوتي ... اتباع لا ابتداع ... والتفكير خطيه ....ومحاوله الفهم فتنه
علشان عقول الخلف اعجز من انها تفهم وتجتهد وتستوعب زي عقول السلف ...............
وبناء علي كل الفات نستنتج انك لو تابعت احساسك الفطري ده حتخرج لا محاله من دينك حسب فهمهم وماتقول لي انا مابؤمن
بالكهنوت في الاسلام ... وبتبع الحق الاحق ان يتبع وباقي الشعارات الرنانه دي عشان الحقيقه مختلفه تماما .............
بالمناسبه لفت نظري لحاجه كانت غايبه عني ....!!
_ الهي شنو دي ؟؟؟
_ في حاجز بيناتنا ماخطر لي قبال كده .... انت مسلم وانا ياداب بفتش عن طريق عقلاني يوصلني للرب
وده معناتو يا ابقي كتابيه يا اتحول لمنافقه ...
اه نسيت .... ممكن اعيش علي امل رجوع عصر الجواري من تاني و ابقي ملك يمينك ...
شفت كيف اللعنات البتسميها ناتجه عن فهم ضيق وقاصر بتطاردني في كل مكان ......
_ بس انـــ
_ عصــــــــام !!!!
_ ياعيون عصام
_ شكلك مستكتر علي أقضي معاك ساعه صفا ..... نزعت بجداره الاحساس الرومانسي الكان ماليني
_ انا بالجد اسف ماقصدت اضايقك ولا كنت متخيل انك واصلــــ
قاطعته
_ ولا يهمك انا اتعودت خلاص .... يلا نرجع البيت
عارفه انك زي غيرك ما حاتقتنع بكلامي وحترجع تفتحو تاني بدون أي منطق جديد
_ انا بعتذر مره تانيه واوعدك ما حفتح أي سيره تضايقك مني ..... دي اول طلعه لينا مع بعض ما تخربيها
وبعدين ماممكن كل ما حنختلف حتقومي تنسحبي مني وتركبي لي وش المحسيه ده ... ولا زهجتي مني خلاص
_ دايما بعاني معاك تصرفاتنا يا حبيبي ما محكومه بمنطق رياضي اذا كان ... بما ان ... اذن ...
مش احتمال حابه نرجع بسرعه عشان دايراك بجنون ...وكلي احتياج انام الليله في حضنك للصباح
المافضل فيهو غير تمانيه ساعات حيروح منهم تلاته لحد ما نصل البيت
فاطلق تنهيده ثم نظر بعيني
_ عارفه من عرفتك وأنا مناي اخدك في حضني وأنوم ما أقوم تاني او اشق صدري واختك جواه ماتمرقي منه ابدا
_ أمممممممممممم بفرض عقلك فات كده ولا كده فواجب علي التوضيح .... عصام انا دايره حضنك بس
فسكت وطال صمته مربتا بلطف علي كفي مبتسما قبل ان يدنيه من شفتيه فيطبع قبله حانيه عليه
... لا انكر نعم اريدك لكني لست بهيميا ولا هكذا اراك ..... أتعلمين
حينما نصطدم بنظرات السفهاء الموجهه الينا في اتهام لا احفل ولا اكترث بما يتهامسون به لامزين
لطهاره مابيننا ..... ومابيننا في امس الحوجه لرحمات السماء فلما أستنزل بدلا عنها غضب الجبار ولعناته .
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة أيمي عبد المنعم نجم الدين ; 31-03-2014 الساعة 11:47 PM.
أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 11:48 PM   #[5]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

29
كندا أوتاوا
الاثنين 15/3/2010

خلعت جاكلين حذاءها ثم مدت ساقيها علي اريكتها تنشد شيئا من الاسترخاء بعد عناء يوم طويل
قضته علي غير العاده مابين عيادتها النفسيه وعملها كاستشاريه في احدي المنظمات ..
رغم التعب الذي استبد بها سرعان ما كانت تهب واقفه علي قدميها وبسرعه تتجه نحو المكتبه
بالزاويه الشماليه لتأخذ بعض الاوراق المحفوظه بعنايه ثم تعود لجلستها كما كانت لتقرأ بشغف
من حيث توقفت البارحه فماكان مسطورا علي الاوراق اخذها لعوالم اخري في حياه صديقتها

الوحيده ورفيقه سكنها السابقه

ما كان ليخطر ببالها رغم تخصصها في متابعه حالات شبيهه ان تكون صديقتها التي خففت عنها

عنت الاغتراب طوال مافات من سنين قد عانت معاناتهم .
لم تنتبه لمرور الوقت حتي اطلت عليها صديقتها فندت عنها تنهيده متأففه وهي تقلب اوراق

المسوده متسائله عن تتمتها وعشرات الاسئله تدور في مخيلتها حينما جاءتها اجابه من باتت في

نظرها لغزا حارت في فهمه انها لم تطبعها بعد لنفاذ حبر الطابعه.. قبل ان توليها ظهرها وكانها

تبغي تغيير دفه الحديث تعللا باعداد بعض القهوه فامسكت جاكلين عليها لسانها
وراحت في صمت تعيد ترتيب الاوراق في يدها

بعد برهه كانت صديقتها تمد اليها كوبها وهي تأخذ جلستها الي جوارها تشكو هي الاخري عنت

يومها فافسحت لها حيزا من اريكتها وضمت قدميها اليها وجسدها يرتجف بردا متسائله
في فضول لم تستطع احتماله
_ هل كان عصام محض خيال ...

_ ربما كان خيال جسد ما تمنيته .... او واقع فاق الخيال فيما عدا ذلك الذي هو في علم خالقه
فهو شخصيه حقيقه من لحم ودم ... يبدو ان ارتباطه بأيليا قد شكل عندك طلسما لم تستطيعي
فك شيفرته
_ ابدا بل استهواني وجود شخص مثله ... الان فقط يمكنني ان اتفهم غرابه افعالك لكني لم استوعب

لما لم تأت مطلقا علي ادني ذكر له حتي اثناء جلساتك وكأنك كنتي تخفين تلك العلاقه عامده
او تضنين بذكرها ...
دون ان تنظر اليها مضيفتها ابتسمت بلطف وهي تعلق
_ هل كنتي ستتلقين تلك العلاقه كما هي دون ان تعملي فيها فكرك المتوارث وتستبعدي عقلك كطبيبه.

_ بكل الصدق تحيرت في البدايه ودارت في عقلي ذات التساؤلات التي دارت في عقل اخته سعاد

واستفزني كطبيبه وجوده بين مجتمع افراده موغلون في الذكوريه حتي لفتت نظري جمله مختصره
وردت علي لسان عصام واختزلت اغلب مشاكل مجتمعاتنا الجندريه

وبينت لي كم هو متصالح مع نفسه

_ اممممم أي جمله ... واين وردت
_ جملته وردت في اخر فصل مطبوع ... انتظري ثوان .. اها هاهي


"ياستي لو نحيتي المجتمع بافكاره المنمطه وافراده البيحشرو نفسهم في شئون ما بتخصهم

حتلقي انو الفروقات بين الجنسين سطحيه "
اتعلمين ان ما كان يسمي في علم النفس بمرض اضطراب الهويه الجنسيه ... تم حذفه اليوم من
قائمه الاضطرابات النفسيه والاختلالات العضويه فتلك الازدواجية في الجنس مفطوره بداخل كل

نفس بشريه و تظهر في الأطفال بوضوح أكثر من غيرهم ولهذا لا يفرق الأطفال بين الذكر والأنثى
كما يفرق الكبار لكن المجتمع يتدخل من خلال التنشئة فيصبح الطفل ذكرا حسب المقاييس

والأوصاف الاجتماعية السائدة للذكورة وتصبح الطفله أنثى حسب المقاييس والأوصاف الاجتماعية

السائدة للأنوثة .
والعقل الواعي للإنسان والذي يعبث به المجتمع ليس إلا جزءا من عقله الكلي أما الجزء الأعمق
فهو العقل الباطن وفيه تحفظ صفات الإنسان الأصلية المزدوجة و التي تجمع الذكر والأنثى معا
وقد تختلف نسب التمازج بينهما احيانا ترجح كفه احدهما واحيانا تتعادلان و معظم المشاكل النفسية
والجنسية حسب علم النفس ترجع الى ذلك الصراع الدائم بين الفترة الواعية من المخ وبين الجزء

الآخر الأعمق من العقل الذي يسمى بالعقل غير الواعي .
_ جاكي لقد ذهبتي بعيدا في تفسيراتك .. عصام انسان بسيط للغايه وعلي السجيه

ومحمل بكل ثقافاتنا الذكوريه ...في رايي اختلافه نتج عن اقترابه مني فتره كانت كافيه لهز ارضيته
وافكاره المستقاه من محيطه الاجتماعي ..

_ الاقتراب المفضي الي التفهم لا يكفي ليتعامل معك منحيا عنه كافه الموروث والدليل الحي علي هذا
استاذك حيدر ووالدتك

حتي سعاد والطبيب الذي باشرتي معه علاجك النفسي في فتره ما بناء علي طلب والدك

لم يستطع ادراكهم المفترض ان يكون مختلفا عن البقيه ان يحجم من ثقافتهم الذكوريه الموروثه
اما عصام فتعامل معك بفطرته دون ان يسعي لتحجيمها او فلسفتها

اتعلمين اننا ومن ناحيه علميه فقط بعيده تماما عن واقعنا وثقافاتنا المسلطه علي اعناقنا
احتجنا الي قرون طويله لنصل الي ما وصل اليه عصام واسلافنا ببساطه
ففي الفكر اليوناني القديم كانت الالهه أحاديه الجنس أي مزدوجه الجنس ولكن في شخص واحد
ويتمثلون بأشكال يتحد فيها الجنسان فمثلاً زيوس نفسه كان يُدعى بـ العذراء الملتحية
وكان أبولو مزدوج الجنس وفينوس كانت ملتحية في بعض رسومها وكان الجمال في ثقافاتهم

يعتبر صفة منفصلة عن الذكورة والأنوثة حتي ان إله الجنس عندهم والمسمي بــ ايروس
تم تصويره في جسم بديع متناسق يشمل أعضاء الذكر والأنثى معا.
وهيرمافروديت الذي جمع في خصائصه مابين الجنسين وجاء نتاج علاقه بين الإله هرمس

الذكوري وأفروديت ألهه الجمال .... كان ابسط مثال يدل على أن الاقدمين و رغم جهلهم بالبيولوجيا
ونظريات ازدواجية الجنس في الإنسان إلا أنهم استطاعوا ادراك ذلك بمشاعرهم وأحاسيسهم
الفطرية واعتبروه تنوعا في الخلق لا يقلل من شأن صاحبه بل ويرفعه لمصاف الالهه
وعند سكان امريكا الاصليين كان امثالك يعدون من الالهه فيحوزون اعلي المراتب الاجتماعيه
وكان الاعتقاد السائد ان من استطاع امتلاك الطبيعتين الجنسيتين رغم تدخل المجتمع والتنميط

المؤسس هو اعلي درجه من جميع الالهه
وفي افريقيا حيث عباده ارواح الاسلاف وندره التماثيل المجسده لالهتهم كان تمثال الاله ساكورما
يجسد اندماج الذكر والانثي وكانت تقام له طقوس عباده هي اقرب ماتكون الي استحضار
الطبيعتين بداخل كل مشارك .. فيلبس الذكور ملابس الاناث والعكس ....

ضحكت صديقتها وهي تقاطعها باشاره من يدها
_ سبحان مغير الاحوال هل نسيتي اول جلسه لي معك والقالب الذي وضعتيني فيه لقدشخصتي
حالتي بعد جلسه لم تتعدي الثلاثين دقيقه راح اكثر من ثلثيها بين بكاء ونواح .
_ لا تخلطي الامور فما كان يومها لا يعدو عن كونه افتراض افترضته بناء علي بوحك لي بمشكله
معينه او يمكنك وصفه كنصيحه من صديقه اديتها لك في حدود ما اشركتني فيه دون ان اعلم شيئا

عما كنتي تتكتمين عليه من حياتك وتحيطينه بكل سريه .
_ بالنسبه لطبيبه متخصصه يبدو تبريرك بعيدا تماما عن المنطق فمن البديهيات ان مجردافتراض سبب

او باعث لاي مشكله نفسيه يستلزم شيئا من الاحاطه بجوانب المشكله ..
_ لما اذن قررتي مواصله جلساتك معي ورفضتي اقتراحي بعرضك علي استشاري مختص
_ لا تغضبي مما سأقوله او تحملينه علي نحو اخر فانا لا اقلل من شأنك بل علي العكس تماما
احترمك وانتي تعلمين مدي معزتك عندي
وبخصوص اصراري علي بدء جلساتي معك بالذات فكان السبب ببساطه انك اختلفتي عن البقيه
وابتعدتي عن فكره المثليه ولم تدوري حولها كما يفعل الاخرين
_ ربما لم اكن لاختلف عنهم لو انك جئتيني بشخصيه إيليا فافتراض المثليه في حالات اضطراب

الهويه الجنسيه هو افتراض لا يمكن بحال من الاحوال اغفاله لدي أي مختص نفسي ...
_ اختلف معك فمعاناتنا بين ردهات عياداتكم تجعل الفرد منا يجيد الابحار داخل نفوس من يدعون
الحياديه .... صدقيني انت مختلفه تماما عن زملاءك فقد كان بامكانك ارجاع سبب مشكلتي الحاليه

ايضا للمثليه كما فعل من قبلك فحينما كنت ايليا كان التشخيص لواط ...
وبعد ان انتقلت تغير فاصبح سحاق.......
ماعلينا دعينا مما مضي فتلك ذكريات لا ارغب في اجترارها و حدثيني برايك فيما قرأت حتي الان
_ اولا من ناحيه مفردات فهي في حوجه لاعاده التنقيح وبعض العاميه فيها لم افهمه اما من
ناحيه التسلسل فلا بأس بها كما ان روحك تظهر جليه بين السطور وتصل لوجدان من يقرأها
بحياديه لكني لم افهم دافعك من وراء كتابتها او من من البشر تأملين ان تخاطبيه من خلالها
لو حرضتك نفسك يوما علي نشرها بينهم فاغلبهم سيعيدون ذبحك بعد كل قراءه

واكاد اري بام عيني منذ الان تعليقاتهم بعيدا عن اي تخيلات
_ جاكي من فتره ليست بالبعيده استمعت الي احدهم يطالب باعاده تنقيح كتاب لرائد سوداني
لانه ببساطه استنكر ايراده حادثه مواقعته لامرأه راودته عن نفسه وطالب بحذف تلك الفقره عن
يومياته لان عقله لم يتقبل الربط بين ما يمثله بدري كقامه سودانيه يفتخربها
وبين ماحكاه عن نفسه من منطلق انساني بحت فحاول تجريده وتجسيده كمثال لا يجد غضاضه
في قبوله من خلال حذف تلك الحادثه والتبرير كان اذا بليتم فاستتروا ....
فهل تظنيني اتوقع تفهما في بلد يضع مخلوقا كهذا استاذا اول في جامعه من اعرق جامعاتها
لا يا عزيزتي لست واهمه لهذا الحد .. لكني بالمقابل اؤمن ان تراجع النخب في بلادي وافساحها

المجال لامثال هذا الدعي ليصول ويجول بترهاته كان سببا من اسباب مانحياه اليوم من تردي ..
وبصراحه لا تعنيني كثيرا وتيره الانحدار المتسارع ولا تسيد هؤلاء للبلاد فهذا شأنهم
لا يعنيني في شئ .
اما فيما يعنيني ويهم قطاعا عريضا ممن انتسب اليهم فاعتقد انه قد آن الاوان كي يخرج احدنا
عن صمته متناولا شيئا من المسكوت عنه كما هو .. فللاسف ولا ابرئ نفسي ان جل من استطاع
تمزيق شرنقته والتحليق بعيدا فضل التماهي والنأي بنفسه عن الدخول في مواجهات
ووجدت نفسي اتسائل لما ظللت انتظر المبادره من احدهم وانا نفسي لم يخطر الامر ببالي مسبقا

لذا قررت البدء من نفسي وطرح المشكله حتي ان لم اكن متمكنه وافتقدالقدره علي الرسم بالكلمات

فاصوغ ما اريد ايصاله كما هو بعيدا عن قوالب المجتمع جاهزه الصنع فربما يجد البعض فيما كتبت
شيئا من تعزيه او يجد بين اسطري ما ينير طريقه ويجنبه بعض ماقد يواجهه من الغام ....

او لعل الاخر يستشعر مدي فظاعه مايمكن ان تفعله مفرداته او افكاره باحدنا من حيث لا يعلم ....

ولا اثق في احد كي ادفع اليه بيومياتي ليعيد تنقيحها او كتابتها بشكل يمكنني من نشرها

لانني اخشي ان يعمل فيها عقله فيستبدل مقطع او يضفي عليها بعض غباءه رجاءا لوعي احد
الناشرين او تماهيا مع مايستسيغه الاخرونونحن في زمان الفضاء المفتوح حيث تحلق الافكار

بلا قيد ولا خوف من سيف اقصاء او مقص رقابي
_ مازلت اعتقد ان ما تبغين فعله لا يعدو عن كونه محض انتحار ..
كيف تهدمين كل ما بنيته علي مدار اعوام وتحملتي في سبيله مالا استطيع تخيل نفسي اواجه بعضا

منه ... بالمناسبه صادفني قبل ايام باحدي الصحف الالكترونيه مقالا كتبه احد كتابكم كان يطالب
من خلاله برمي ما اسماهم بالمتشبهين من اعلي برج وزاره العدل ...... !!

وعد ازدياد اعدادهم من الدخيل علي المجتمع السوداني وعاداته السمحه .
_ مررت بتلك المقاله واستفزتي للغايه عباره مجتمعنا السوداني و عاداته السمحه ...
يا عزيزتي في سوداننا المترامي الاطراف عادات وتقاليد متنوعه ومختلفه تماما عما يقصده هذا
ومن شابهه فكرا من اصحاب ثقافه الوسط وكمثال يدحض ما اقترحه ودلل عليه بانه من الدخيل
علي تقاليدنا انه لدينا تقليد تراثي راقص واصيل وفيه يتشبه كل جنس بالاخر فيلبس الرجال ملابس
النسوه ويرقصون رقصاتهن والعكس واللطيف بالامر ان هذا التقليد لديه عند علماء الانثربيولجي رابط

بعباده اله افريقي غابر مذدوج الجنس .... اممم اعتقد انه الإله ساكورما الذي ذكرتيه سابقا

فياتري كيف سيصفهاهذا الكاتب الاخرق وماذا سيقول عنها ..
اهي الاخري عاده دخيله علي عاداتنا السمحه ام انه يقصر عاداته السمحه و سودانويته
علي ما عايشه خلال الخمس وعشرون سنه الماضيه اوعلي عشيرته وثقافته التي يبغي فرضها
فرضا علي الاخرين
لن اتعجب ان انكر سودانويه جل قبائلنا ففي سودانهم تقصي قوميات بكاملها لا لشيئ سوي لانها
تختلف في موروثها الثقافي ومفاهيمها .. تاره باعلاء نعرات قبليه وتغليب ثقافات محدده وجعلها المعيار

لكل ماعداها وتاره اخري بدعاوي ايدلوجيه وكأن دينهم عاجز عن احتواء بعض البشر باختلافاتهم
داخل رقعه جغرافيه محدده ثم يتمنون سيادته علي الكوكب باكمله
بعيدا عن مشاكل الهويه لو رجع الزمن بهذا الاخرق وشاهد بعينيه المسيره التي نظمها بعض
المثليين بعفويه دون أي يجدوا اعتراضا ممن حولهم تقديرا للقاضي الباكستاني الذي حكم لصالحهم
و افتي ان الموضوع نفساني ... هل تراه كان ذابحا نفسه ...
ام سيظل منافحا عن رايه كالاخطل
رنت ضحكه جاكلين عاليا وهي تلكم كتف رفيقتها
_ بكهذا عقليه اقسم بالعذراء والرب يسوع انك ستسلخي يوما علي مذابحهم حيه

واتمني ان تكوني قد ابتعدتي في بقيه سردك عن مناطق التماس تلك اما الان فدعينا مع ايليا
وعصام وهاتي ماعندك فكلي فضول ولن انتظر طباعه بقيه الفصول
ضربت صديقتها كف بكف مبتسمه بينما تقوم عن جلستها وتجيبها
_ يبدو ان جيناتك عصيه مانعه .. فمن يسمعك منذ دقائق لا يتوقع منك كل هذا التخاذل .
_ ليس تخاذل فليس كل مايعرف يقال .. ومخاطبه البشر تكون علي قدر استيعابهم .
_ حسنا حسنا قبل ان تواصلي تبريراتك سانصرف انا واغيب عنك لنصف الساعه ريثما احضر الصغار
تكوني انت قد اكملتي قراءتك ....
ستجدين بقيه السرد علي ذاكره التخزين الموجوده علي الطاوله يمينك داخل ملف باسم هيرمافروديت


قبل ان تغادر صديقتها كانت جاكلين قد تناولت الذاكره وخلال ثوان معدوده كانت منتبهه بكليتها تواصل
ما انقطع من سرد


...........................................


عند رجوعنا عاودتني ذات الاحاسيس المناوشه لقلبي فرغبت في اتخاذ خط سير مختصر يمر عبر
شارع الجامعه الي مواقف خطوط الحافلات لكنه اصر علي العوده من ذات الطريق وتناول عشائنا

بالاسكلا مستغربا بعد المسافه التي اقترحتها بلا مسوغ .. فذات الحافلات المتجهه للمحطه

الوسطي كانت تمر بقرب المطعم
حجته اخرستني فرافقته في صمت لكن بخطوات واسعه متعجله فلم ارغب في تعكير صفو ليلتنا
لا بوساوسي ولا بشكي في عيون احسستها تراقبنا بينما راحت خطاه تتباطئ اكثر من مره
متسائلا عن سبب العجله وانا اتجاهل في كل مره سؤاله وابطاءه حتي انحسرت الاشجار عن جانب
من الطريق وازدادت قوه الاضاءه فانتابني شيئا من امان خاصه مع اقترابنا من قاعه الصداقه
وتجمعات الاسر والشباب .
علي بعد خطوات من المطعم توقف متعجبا يعيد سؤاله ويستفسر عن سبب تعرق راحه كفي بين يده
فأذعنت اليه رغما عني وعيناي تقيسان المسافه الفاصله بيننا وبين الاقدام الملاحقه وقد راحت
تزوي في تلاشي
_ لا جد في شنو انتي ما طبيعيه مالك ماشيه معاي من قبيل في سكات
_ انت ما ملاحظ للاتنين الماشيين ورانا ديل
_ اها مالم
_ شكلهم ما مريح مما اتحركنا وهم بي ورانا
_ عادي ناس وماشين في الشارع
_ لا ما عادي ديل كانوا مارين بينا واول ماشفونا وقفوا دقايق واول ما اتحركنا اتحركوا ورانا طوالي
_ عشان كده كنتي دايرانا نرجع وناخد اللفه الطويله دي ..
القي جملته وهو ينظر الي الاثنان من خلفنا ثم اردف
_ ما اتكلمتي من وقتا مالك ..
_ لا لا لا لا لا ارجوك وحياتي عندك انا ما دايره أي مشاكل خلينا نرجع البيت في سلام
_ شايفاني فتا شاكلت لي واحد منهم
_ لا ماشفت بس متخيله انت ممكن تسوي شنو .. عصام انت راجي شنو يلا نمشي
_ لا خلينا واقفين لحد مانشوف نهايتهم شنو
اتم جملته والاثنين قد صارا علي بعد خطوات معدوده منا وصوت حدهم يخترق سمعي مستخفا
تصدق المعاهو ده ولد ..... قبل ان يقفا بازائنا علي نحو مستفز فرحت دون وعي اردد في سري
بعض ما لقنوه ايانا ونحن صغار من استغاثات الجلجلوتيه

تسائل الاخر في خشونه عن سبب تواجدنا في الظلمه وما كنا نفعل فبدأت ساقاي تصطكان ببعضهما
بينما عاد المتهتك الاخر لمزه مشيرا نحوي بجهاز لاسلكي في تهكم
اها يا تالتن يا الفي الدلكه مخالطن .... عقدو عليكي بحق الله والرسول ولا حـشوك حنك سـأي


في جزء من الثانيه انفرط عقد الامر و توالت الاحداث في سرعه مجنونه
احدهم ارضا مشتبكا مع عصام بينما الاخر يستنجد ببعضهم !!!
وكانهم كانوا بالجوار

سرعان ما انضم اليهم ثلاثه يحملون ذات السحن علي دراجات بخاريه

سحن من نتحاشي اثاره عقد النقص بداخلهم فاياديهم مطلقه علينا بامر النظام .....
وتجمع بعض الطفيليين المقتاتون علي الجيف والاشلاء يستطلعون الامر
خير مالهم الشباب مشكلتهم شنو ......... فتعالي فحيح احدهم ردا .... اوساخ كانوا بيتلاوطوا
واكمل الاخر ... علي عينك يا تاجر لا راعو حرمه شارع لا اسر لا ايام تشريق
وانفلت طفيلي يقسم ... ديل مسكوهم بالثابته
وراحت مومس تتقرب بنا للأله فتطلق علينا بصاقها واصفه ايانا بالانجاس مغضبه
أتفووووووووو عليكم ادوكم ليها منفس بقيتوها مكبس
ثم توالت اللعنات ....
وراحت جموع من الغوغاء تحوطنا من كل جانب .... رجال ونساء واطفال انشقت عنهم الارض بغته
وقد اختلطت اصواتهم في سمعي فدارت بي الدنيا من حولي ثم انهارت مفاصلي واجساد الخلق
تتلاصق وتتضاغط وانا بينهم كعود بحزمه قش يحملها جمل هائج
وحيده ... وقد اختفي عن ناظري عصام
قدماي لا تلمسان الارض وجسدي ينساب مع هذه الكتله البشريه لا ادري الي اين .....
البعض يتسائل والاجابات تتري مزينه بكل ما يحملونه من قاذورات ثم تعاد التساؤلات بتلذذ

ورياء حوقله فتزداد عفونه افكهم وما يلقفون لبعضهم
لم ادري كم مر من الوقت حتي توقفت الجموع وراحت دائره اجسادهم تتسع من حولي ولم يتبق
منهم جواري سوي المستخف وقد صار في منتهي الهياج جرني كالذبيحه نحو احد المباني المريبه

علي شارع النيل ...
واخيرا ابصرت عصام ... كان مجرورا هو الاخر علي الارض امامي
مابيدي حيله ولا بيده صد النعال
واحسرتي إكتملنا فوق مذبحهم فلم أذق منه بعد معني الأحتواء

ثم وجدت نفسي بداخل احدي الغرف وجسدي يسجي بقسوه علي احدي الطوالات ..
عقلي توقف الا عن تعلق باستار السماء ... استغيث ولا مغيث
اصرخ ولا يأتيني وسط الطنين سوي همهمه موجعه من عصام
زياده في النكايه جاءوا به علي كرسي امامي
العجز في عيناه ينحر بقسوه فؤادي ...
لم احتمل نظراته ولا سماع توسلاته فاغمضت عيناي وكتمت في الحشا صرخاتي
اه من قهر الرجال
المكبل امامي منكس الرأس استسلم اخيرا وراح بحرقه يبكي بينما يتم انتهاكي



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2014, 11:41 PM   #[6]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

30




رائحه غريبه تتسلل الي انفي وتجبرني علي الانتباه باحساس ثقيل يغزوني في الحاح كأن جسدي عاريا ولا قدره لي علي ستره .....وصدي من بعيد يطالب احدهم بــــــ اورنيك تمانيه
عبثا رحت أحاول فتح جفناي فلم تلتقط عيناي سوي بعض الاطياف وعجزت اذناي عن تمييز الضوضاء من حولي بالكاد لمحت ما يشبه عصام مددا علي فراش بجواري وعلي صدره وساقاه جبائر كالمومياء
رنا نحوي لهنيهه ثم نفرت عيناه شارده .. بينما يلحقني احدهم بحقنه مهدئه
احدهم بصوت متحشرج يتحدث عن عبثيه التقدم ببلاغ
واخر بعصبيه صرير اسنانه يأتيني من بين زفراته
اخيرا التقطت اذني بعض الاشخاص
امي بجواري لست ادري متي تأتي او تغادر فقط عقلي يدور بجنون في دوائر
جدي اخي ياسين ...
و سعاد خرج من بين نحيبها تحشرج تبدي تخوفها من ان يتحول الضحايا الي جناه
ويدلل ياسين علي رأيها .. سيخرج الابالسه علي الملأ بصحائف جنائيه تحيل مستقبل الضحايا لسواد
عبثا حاولت فتح جفناي فاعجزني ثقلهما وصوت سعاد المتحشرج يجد طريقه نحوي رغم التيه واللاوعي كمديه صدئه ليحملني ذنب ماجري ويطالبني بالتلاشي
مستقبل وقلنا علمه عن علام الغيوب ... بس لعنتك اتجاوزت ولحقت الحاضر ...
لو بتعزه جد فارقنا ليك ولينا الله
استبسلت في صد طعناتها وانا اسألها عن حاله عصام
تهشمت ترقوته وكسر له من الاضلاع ثلاث ومتهما بالتعدي وممارسه فعل فاضح في الطريق العام
حواجز عقلي والغشاوه تتبدد بمعاول من حديد انهالت علي بلا هواده ...
كم هو مؤلم السقوط من اعلي
لم احتمل فمددت يدي استنجد جيوبي .... مسكنات وقنينه المنوم ...
سرعان ما أ فرغت الاقراص بجوفي وبدأ الاحساس بالخدر ينتشر بجسدي وشيئا من سكينه
تجتاحني مع انسدال الاستار امام عيناي





31



حتي الموت استكثروه علي .... رغم اعتراف امي بان عوائي لم يتوقف لليله

فكل همهم انحصر في الاحتفاظ بالجسد ...
وكلما انتهي مفعول مهدئاتي سارع الجميع نحوي بالمدد
حتي رجوت ان تصيب عقلي بالعته لكنها وبمختلف انواعها لم تورثني سوي الضبابيه والوهن
وكأنها تعاندني فتستلب مني قدرتي علي اخماد ما اشتعل
لست ادري كم لبثت علي تلك الحال متقلبا علي جمر الواقع والرغبه في الفرار فكل مافي ذاكرتي من تلك الفتره كان محض ضياع حتي استفقت يوما بجسد مترنح علي نداء اقامه اخترق سمعي فاعادني بغته بكامل الوعي والادراك
كان المكان من حولي غريبا وان احسست نحوه بشي من الالفه فتحاملت علي ساقاي وقمت استكشفه من النافذه ...
فوجدت نفسي ببناء علي الطراز النوبي فسقف الغرفه مسقوفا بجذوع النخل وجريده في تسطيح وبقيه الغرف ذات المدخل الواحد متراصه حول صحن الدار حتي الجدران والبوابه زينت علي ذات الغرار مثلثات متقابله و خطوط متموجه وبعض الاطباق
في لحظه فارقه انقشعت حجب الماضي والحاضر وتجسدت ذكرياتي امامي
كنت في مزرعه جدي بالحلفايه ... مر زمان كالدهور منذ ان كنت هنا برفقته
اتراه مايزال يملك التحليق بي خارج اطر المكان والزمان لعوالم يجيد وحده نسجها
ام ان اثقالي قد تعاظمت علي عاتقاي فاثقلت

ربما لم يفقد ملكته بعد فهاهو قد أبتني داره كما كنت واياه نحلم تماما
اخبرني يومها ونحن نتخيل شكل البناء ان جيناته عادت فتجسدت بعد طول غياب في نسخه طبق الأصل عنه تشاركه ذات الاهتمامات والاحلام فقلت ليت جيناتك ابكرت بعض الشيئ ولم تندمج مع جينات الشيطان فضحك حتي استلقي علي ظهره ثم اخذني بين احضانه
فعلا أحببت رغم صغري ما كان يهواه حتي عشقه للفونوغراف و السيمفونيات ...
احساسي تجاهه كان الفعل الوحيد الذي لم أتبرأ منه رغم كره الشيخ المبهم له

ورميه بامتعاض بــ خدام الخواجات
كنت صغيره فلم افهم ولم اسأل جدي مامعناها خشيه ان تكون من متدني سباب العارف بالله ...
ثم عرفت بعد فتره ما كان يقصده فلم اجد فيما عرفت مسوغا لذاك الامتعاض ولم اجد غضاضه في فعل جدي حينما فضل البقاء في كنف احدي الاسر الاجنبيه ليحل محل والده كمنسق لحديقتهم
وطباخ بعدما توفي والديه ورفض الرجوع مع اعمامه لاقصي الشمال ليكمل تعليمه ويحقق احلامه
كما ان أدم ومارجريت كانا الطف من كثيرين وارحم عليه ممن ربطته بهم صلات الدم
تبنياه واعتنوا به كأنه ابن لهما الي ان انهي تعليمه وحينما جاءته منحه ليكمل دراساته العليا رافقوه الي لندن بعد ان وهبا له دارهم الوسيعه بحي المقرن
وهناك في لندن احب زميلته كارمن ... ثم غموض وفراغات لم استطع يوما ملئها
فعند تلك النقطه دائما مايتوقف سرده وينتقل بالاحداث الي رجوعه للسودان واصراره علي الزواج
من احدي بنات قريته ...
ثم انتقال الزوجين الي الخرطوم ثم تفاصيل ... تفاصيل ممعنه في الاستغراق عن عدم التوافق والمعاناه
ادركت بعضها حينما كانت جدتي مازالت علي قيد الحياه ...
احساسي تجاهها كان يماثل تماما ما احمله في صدري تجاه الشيخ ....
كانت امرأه جرداء جافه عجفاء ليست كمثيلاتها من الجدات سليطه اللسان تنتشي وهي تستنزل اللعنات دائمه التبرم معانده حتي في اسماء ابناءها
كانت تترك لجدي تسميتهم فاذا ما استخرج شهاداتهم نادتهم باسماء مخالفه حتي تجري عليهم ويعتاد عليها الناس
امي التي يعرفها الكل بمني في الاصل اسمها ماريه ... خالتي شاميه اسمها في البطاقه كاميليا
وخالي ضرار اسمه الحقيقي ادم
اما انا فمن دون ابناءها واحفادها الكثر فلم تناديني يوما الا بكل اشمئزاز ... برو تود
في نظري لم تكن تناسب جدي البته ولو كان هنالك عدل في الارتباط لكان الشيخ اولي بها فهما في السوء سواء ...
كنت اخافها كما اخاف صاحب النطفه العليله فاتعلق بقميص جدي في الغدوه او الروحه
وبداخلي تساؤل كيف احب جدي كارمن الرقيقه ثم ارتبط بهذه الشمطاء في زواج كاثوليكي
اقل مايوصف بالعبثيه ....
والتضاد بين الثقافات لم يقلل من حدته تفاهم او حتي انسجام في الاذواق .
يوم ان ماتت شعرت بالراحه فانطلقت في ارجاء المزرعه بكل غبطه وامان وقد ظننت ان بموتها
سيعود جدي الي كارمن واستبشرت خيرا وتفاءلت اعتقادا بان الموت سرعان ماسيجذب شبيهها ...

واحيا انا بين الاثنين في سلام
ندت عني مايشبه الابتسامه وانا اتذكر امنياتي انذاك
طفوله لكي تحيا في سلام تنتشي لموت احداهن ويجنح بها الخيال فتتمني لاخر انقطاع الانفاس
عجبي ان كان هذا حال طفولتي فكيف بالات
نفضت عن راسي اجتراراها وقمت نحو الخارج اتفقد المكان فلم اجد تغيرا عما كان مختزنا في ذاكرتي
الا ما كان من امر الدار و شتول النخيل والرمان .
كانت يوم غرسناها بايدنا نحن الاثنان خمس وسبعين شتله مابين نخل و رمان لم تعاند منها وتتمسك بغريزه البقاء سوي اثني عشر نخله استطالت جذوعها الان لعنان السماء ...
ماخامر صدري حينها من حنين جعلني اعود ادراجي في وهن تاره اخري للفراش
وقد ايقنت ان الامر محض تعابث من الاقدار فكلما توقفت حياتي واصبت باليأس قانطه

تدخل العابث ليقيمني تاره اخري ويعابث روحي بمايشبه الامل

تماما كما يعابث قط لئيم فريسه ويتلذذ بمشاهد رقصاتها الذبيحه واحلامها في الخلاص
ابتلعت اقراصي وبينما كنت انتظر انتشال عقلي مما استبد به تناهي الي سمعي بغته اشتباك
بين جدي وابنته

علي مايبدو مازال وجودي علي قيد الحياه فرصه ليعيد كل طرف منهما تشكيل حياتي وفقا لمايراه
_ الجابك شنو ... خير ؟؟؟ ... اتذكرتي ليك شي في إيليا لسه سليم وجايه تدمريه

جد انا خلاص بقيت ماقادر استوعب
انتي مني انتي ولا اناحلمان مامكفيك اولادك واحد متخبط يمين وشمال والتاني كلمتين مابيعرف

يجمعهم في جمله والتالت عقله خلاص فوت ... جايه تاني دايره شنو ...!!
_ يـــــــا ابوي اديني فرصه
_ عشان تبرري تقولي شنو ... حاله ابنك وعارفها من وهو عمره خمسه سنوات حاولتي تتعامي
عن الحقيقه ختيتا ليك قدام عيونك و سقتك لدكتور واتنين وتلاته لكن انتي ما حصل فكرتي في حل
يحل المشكله من جذورا ولا سعيتي تحتفظي بالكائن المرفوض من جواكم معافي نفسيا علي
الاقل وفتي تفتشي حلول توافق خيالكم المريض وتبعد عنكم كلام الناس كل الحصل للولد ده

بسببك انتي ونتيجه لتجاهلك ولسه برضو دايره تواصلي
_ يا ابوي ده لا زمن كلام ولا زمن عتاب انا الفيني مكفيني الله يرضي عليك انا جواي نار وماناقصه
_ لما اتكلم خشمك ده ماتفتحيهو نهائي علشان ما متحمل اسمع ترهاتك ...

اصلا الكلام معاكي ما منو رجا إيليا ده من اليوم وجاي تنسيهو انتي والحيوان المعرساهو

خلاص ماعندكم عليهو اي وصايه قانونيه واي استهبال عن خوفك المزعوم ولا احاسيس الامومه
الاتفجرت جواكي فجأه ما داير اسمع منه حرف


ثم سكت الاثنان لوهله .. وساد الصمت بينهما الا من نهنهات كما بدا لي كان جدي قد انهي مايريد

قوله ولا ينتظر منها سوي الرحيل الا ان كلماتها عادت تنطلق مبحوحه باكيه لتزيل عن عقلي
غشاوه احاطت بمواقفها المتناقضه تجاهي لسنين
_ بعترف اني اتخاذلت واتجاهلت اكتر بس ما كان بيدي ....
كل يوم بيمر كان خوفي جواي بيكبر اكتر انا الفاهمه مشكلته وعارفه انها خلقه الله وابتلا ماباقيه ليه
بكره اموت ويلقي روحه براه وسط عالم لا بترحم ولا بتفهم.
بتتهمني بالتعامي وانت البتمارسه معاي نسيت ولا بتتناسي ان أيليا علاجه ما كان حيكون
الا بعد البلوغ كل دكاترتك اجمعوا علي كده بس مافي واحد فيكم ساعدني وجاوبني كيف اربي
لي ولد علي انه بنت كل الفتره دي ونحنا لا عايشين في لندن ولا باريس يا دكتور عمر ومجتمعنا

مستحيل يتفهم سلوك بالشكل ده ما كان قدامي غير حلين يا احبسوا عن العالم طول السنين

الفاتت او احاول ادمجوا مع المجتمع
_ في فرق كبير يا استاذه مابين الاندماج ومابين انك تعيشي طفلك محمل بذنب ماليه يد فيه
بدون حتي ما تقدمي ليه دعمك
_ بفرض اني دعمته واديته الامل لحدي ماصحح جنسه .. تفتكر كان حيتحمل يعيش لحظه واحده

في مجتمعنا ده
ابسط سؤال كان حيطارده كيف يتخلي عن مميزاته كذكر ويختار نقيض وكمان نقيض غير قادر

علي العطاء في مجتمع بيختزل الانثي في الامتاع والانجاب
والجواب اكيد موجود في مخيله بشر بيفكروا بنصهم التحتاني وبس
_ وانا فتا وين لو كنتي استشرتيني كنا مع بعض لقينا مليون حل لهواجسك دي بس انتي فصلتيني
عنكم تماما
_ استشيرك انت .....!!!
اذا كنت انت نفسك ما قدرت تتواصل وتندمج مع الناس وهربت لعالم افتراضي حالم عايش فيهو
بالخيال تفتكر أيليا وحساسيه وضعه ممكن كان يسوي شنو ؟؟؟
وبفرض انك قدرت تعمل عالم ماتضطر فيهو تحتك بالبشر مزرعه هنا في الحلفايه

وتانيه في خلا القضارف .. ايليا كان حيعمل شنو وهو لا عنده وضعك ولا امكانياتك
_ والله العندي يعيشك واولادك وما يخليكم تحتاجو انسان
_ يعني خيارك كان ليه انو يعيش حياه المنبوذين ويعتزل البشر زي المجرمين !!!
_ وانتي ماشاء الله عليك خيارك جاب نتائج مبهره .. انتي بتستهبلي يابت ولسه دايره تعاندي
_ خياري لايليا خيار كان مبني علي حاجه انت ما مؤمن بيها
حاجه اسمها فقه الواقع وافضل الممكن و الكان بيشغل تفكيري كيف استفيد من نفوذ ابوه

وأقدر أأمن ليهو مكانه وسط الناس
بعرف اني اسقط اولوياته وسلبته حريه القرار بس منو فينا ماعنده شخصيه اضطر يطمرا جواه

ومنو فينا ما لابس قناع
_ اها رجعنا تاني لاساليبك الميكافيليه ..
_ الميكافيليه الماعاجباك دي هي المسيره حياتنا اكان رضيت او ابيت
حتي انت وبي رفضك للاساليب دي عجزت انك توجد ليها البديل وعزلت روحك في برج عاجي
وشغلت نفسك بالتنظير في خيارات الناس والانتقاد وبس
مني الانت بتعايرا وبتحاكما لشعاراتها الزمان انت اصلا مابتعرف شي عنها ولا بتشوفا الا من خلال
منظورك انت وبس
طول عمرك وانت عازل روحك عن مشاكلنا وهمومنا ما بتقرب ليك الا البيوافقك علي اراءك ويصفق
مبهور باحكامك ... علي فكره انت برضك نزعت مننا حريه الاختيار والاختلاف بطريقه غير مباشره
وربيتنا علي افكار ومبادئ ماعندها علاقه بواقعنا ولا بتمت بصله للثقافات العايشين وسطا
امي رغم انها زوله بسيطه لولاها كنا طلعنا معولقين يا معاتيه فاطين سطر
يا دكتور عمر ما انت الحتوريني وين مصلحتهم ولا كيف افكر في مستقبلـــــــــــ
لم تستطع اكمال جملتها بينما اقاطعها
_ ولا انتي من حقك بعد الليله تفكري بالنيابه عني ... ثم تهاويت فهرع الاثنان نحوي فاكملت
انا آسفه حقاً على كل ما مضى من عمري كروبورت تحركه الازرار ارضاء لفلان

او خشيه من علان و عليه فسأعمل على ألا اكون اسفه يوما ما ..



32




ظنت امي انه كان لها ما ارادت ... ولم تعي اني عنيت كل كلمه نطقتها
قبل غروب الشمس كنت برفقتها امام دارنا والشيخ ومريدونه بالخارج يذكرون الله ..!!
التقت عيناي بعينيه فاشاح بوجهه عني كاني هباء فتقدمت وتجاوزتهم للداخل صوب غرفتي مباشره
اغلقت بابها علي ثم ابتلعت قرصان وسرعان ما كنت بفراشي ...
لم استيقظ الا عصر اليوم التالي ... عقلي في اشد حالات صفاءه و متبلده الاحساس تماما

بلا ادني الم وقد علا وجهي تعبير صامت اصاب من حولي بالحيره فظلت نظراتهم تتابعني وكأنهم
يتوقعون اقدامي علي شي اعتقد ان تصنيفهم انتقل من وصفي بالشاذ الي نعتي بالمعتوه

مع محاولتي الانتحار سابقا

تجاهلتهم بلا اكتراث واتجهت صوب الحمام فاغتسلت ثم خرجت منه نحو مضيفه الشيخ فاجريت
اتصالا مطولا بميمي ...

وبعدها عرجت علي غرفه والدتي فاستعرت دون استئذان مجففا للشعر وقلما للزينه

ثم عدت الي غرفتي تاره اخري فاغلقت بابها علي باحكام وقمت بتصفيف شعري علي احسن ما يكون ثم كحلت عيناي وانتقيت اضيق سروال يظهر تقاسيم جسدي ويصلح تماما للصوره التي ابغي فارتديته وانا القي نظره اخيره علي مرآتي ...ثم خرجت ..
كان الشيخ يقف قبالتي بالقرب من باب غرفته معنفا لياسين وامي تحاول عبثا تخليصه من بين براثنه
فكان اول من لمحني فانتفض وكأن عقربا لدغه ثم ارغي وازبد تاركا ياسين وقد ازداد هياجا
لم ترتعد اوصالي او يرمش حتي جفناي و سيل سبابه والمتدني من الفاظه ينحدر صوبي سابقا سياطه ...

ذات القبح وذات المفردات التي ما فتأ يرددها علي مسامعي منذ تفتحت عيناي علي هذه البغيضه
كم من فواتير دفعتها مرغمه علي سوء ما يعتمل في صدر هذا الكريه !!
كم تحملت مفاهيمه التربويه السبابيه المقدسة ...
أعدك لن أكترث بعد الآن ...
اوكي شيخ عثمان .. لوطي لوطي وماله انا من الليله ما بخيب رجاك
حاول سوطه ان يصلني فالتقطته اصابعي في الهواء قبل ان تنتزعه من قبضته بشده فتعثرالشيخ وانكفأ ارضا علي وجهه ...
اعماه الغضب واستثاره فهب بكل حنقه يبغي محوي عن الوجود
ما ان التقت عينانا حتي تسمر بمكانه و شممت رائحه الخوف تنبعث من جسده قبل ان يتلقي ما تراسل علي لساني وعيناه خارج محجريهما لا يدري ما يفعل و جبروته قد اسقط بغته بيد اضعف ابناءه ثم لم يلبث ان تمالك نفسه محاولا احتواء الثوره الوليده والسيطره عليها

فصاح واطرافه ترتعد في عصبيه
_ بره امـــــــرق بره بيتي يا نجس ... ثم استدرك وعيناه تتهربان مني .. انت عمل غير صالح


_عمل غير صالح ...!!!! وفي قرايه تانيه عمل نجس والعياذ بالله مابحلك منو غير الموت ...
وانت لساك حي مامعروف تفوتنا متين .. فياريت تحاول تتعايش معاه .
_ اطــــلع بره يا لوطي قبال ما انادي ليك الحيران يجدعوك في اقرب كوشه .
_ حتطلعني رجاله يعني .... طيب رجاله علي رجالتك السقيتني بيها ذل وهوان وخداع ما طالع
مش كنت داير نسخه كربونيه عنك .. الليله انا ممكن اقول ليك الف مبروك نجحت في مسعاك
أ ووووه نسيت شي .. النسخه طلعت بنفس العيوب وطالما نحنا الاتنين بقينا واحد وعلشان
انت عارف روحك كويس لما تتأبط شرا وتخت ليك زول في راسك بتعمل فيه شنو حاقول ليك
لو فكرت .... او لو مره خطر ببالك خاطر بالغلط انك تنظر لي مجرد نظره ماتجي علي هواي
تبقي تقرا الفاتحه علي كل البنيتو ...
حتجيب لي دراويشك يطلعوني غصب حاقعد ليك قصاد باب بيتك واقابض الجاي والماشي
حتحبسني في مسيدك حابقي مطيه لي اوسخ واحد من حيرانك الممكونين ديل
واوعدك سواء حسي ولا بكره ولا متين ما تموت حابقي ليك احلي خليفه فيك يا السودان
وحيرانك الغبش ديلا بكره بخليهم لمبات نيون ونطيطكم الحسي ده بكره حابقيه ترتره وبي دلاليكا
اجيب ليك من الاخر يا شيخ عثمان والكلام ده ما حعيدو مره تانيه ...
اذا كانت الحكمه بتقول ليك ما تهدد ليك قنعان فمن باب اولي ماتهدد قنعان واقف ليك علي الهبشه
دور كلامي ده في راسك وراجع نسختك تمام وانسي الكان من إيليا زمان يلا وما ودعتكم الله


القيت في وجهه ما اردت قوله ثم تركته واقفا ممتقع الوجه حيث كان وغادرت بغير اكتراث ....
الغريب ان مواجهتي للشيخ لم تحرك ساكنا في بركه جمودي والتبلد ووقفت في انتظار ميمي وعصبته وبداخلي مزيج من مشاعر لم أألفها يوما ...
اعتقد ان الحياه بعدما قررت بكامل الوعي التنحي عن طريق من كان يلونها في عيناي بانت علي
بشاعتها ... ربما لانها كانت متوقفه علي وجوده وكل ماكان يدور في عقلي ويأجج مشاعري المألوفه خوفي ان يتركني يوما او يحمله الهوي صوب احداهن
لم ادرك ان مكمن الخطر كان بي انا ولم يخطر ببالي ان تصبه لعناتي يوما وتشكل خطرا علي حياته
حتي وان لم يحدث ماحدث .. كنت انانيه في عشقي ...
حتي عشقي بت الان متردده بشأنه
هل عشقته حقا ام كنت اتمسك بتلابيبه كتمسك غريق قانط وجد بغته يد تمتد نحوه فلم يفكر بمنطق
ولا عقل ولا وعي ان تشبث كهذا سيؤدي بجثتيهما للقاع كطعام في احدي دورات الحياه .

بعد عده ايام ابلغتني والدتي خبر في غايه الاقتضاب ومرفق به خطاب ....
عصام ووالدته رافقا سعاد في سفرها ...
اضطربت نفسي وخشيت رغم قراري بالابتعاد ان اطلع علي ماخطه فاستثير بداخلي ما اخشي منه
فوضعت مظروفه كما هو في احدي الادراج بينما امي ينحل اخيرا لسانها وكانها تعاند تصبري
لتخبرني انه لم يتوقف منذ ان خرجت من المشفي عن محاولاته الاتصال بي عن طريق هاتف دارنا

أو هاتف الجد ثم سكتت لهنيهه قبل ان تردف متردده
طلب مني ان اعيد تذكيرك بحديث كان ذات اصيل بينكم وبانه ..... مازال علي عهده معك
في ثوان كان عقلي ياخذ بزمام المبادره فيحيد مشاعري ويحجر دموعي فلا تنسال الا بداخلي
وتصيب احاسيسي في مقتل ....
ولم يخيب رجائي من بعدها فقد ظل كما هو متحكما وفي اشد حالات صفائه يرسم خطوط خطواتي واضحه المعالم بعيدا عن الرجاءات و التمني وانتظار تلطفات من الاقدار

وبعد ان كان في السابق ينسج اسوء مخاوفي تحت سيطره روحي فيجعلني احمل بين ضلوعي
من الرعب مايجعل قدماي تتخبطان وتتعثران امام نظرات الاخرين وتهكماتهم
راح هو نفسه بعد ان تحرر يجعل ذات الافراد الذين اذاقوني من الويل الوانا يتحاشوني ويحسبون لي الف حساب حذرا من ان تهتز عروشهم الذكوريه علي يد احدهم ممن تحوم حوله الشبهات .
قال ميمي يوما وانا اعابث لحيه احدهم فانزع عن وجه صاحبها اقنعه التدين والوقار

واحيله الي مرتبته بين الحيوانات
عاهره بالفطره ...ما قلت ليك زمان .... ماشجر عشر قام ساي في الخلا ….

لا يسلني احدكم كيف تحولت فصدقا لا اعلم من اين اكتسبت تلك القوه او ذاك الابتزال

لكن مابت اوقن به انني احببت تلك الساقطه بداخلي فبها فقط احسست بين الرعاع بالقوه والكمال ...


33






بدأت بتقديم الخدمات لميمي واصحابه ورحت رويدا رويدا اتعمق في دهاليز عوالمهم فاستغللت
كل مواهبي الدفينه ابرع استغلال وسرعان ما كانت شهرتي قد تجاوزت مجتمعاتهم في العاصمه
المثلثه وبت اطلب بالاسم في كثير من بيوتات الاسر العريقه لتدريب عروس علي الرقص او تجهيزها
لكني بعد حين اثرت السلامه والعوده خلف الكواليس بعد ان اثير من حولي لغط اثارته بعض الصحف بعناوينها المستفزه
الي اي درك تتهاوي قيمنا السودانيه ...
شاب ينافس العلامات وينتزع منهن الصولجان ...
شواذ داخل بيوتاتنا ......
انصاف رجال يمتهنون تجهيز فتياتنا المقبلات علي الزواج
فعدت ادراجي الي ذاك العالم السحري بعد ان ايقنت ان التماهي وعزف سيمفونيات الكمال علي
مانحياه في يوتوبيا المزعوم من اخلاق ...

كان ببساطه التوليفه السحريه التي يستخدمها كافه الناجحين ...
وفي مده وجيزه تجاوزت مرحله الحبو وسريعا ما كنت اقف علي قدماي .. اكثرشراسه ....وقوه
فامتدت شبكه علاقاتي وخدماتي لتشمل وساطات .. تزوير ... تهريب اموال خارج البلاد
تسويات ضرائبيه ومعاملات جمركيه
معظم الاسماء الرنانه والخاويه في عوالم النفاق تعاملت معهم فاستفدت واستفادوا
وبعد ان كنت اتلمس خطاي علي هدي من ميمي رحت اكون علاقاتي وانسل عن جلبابه
وبعد ان كان يشملني بأهتمامه تغير من تجاهي فحاول ان يعيد فرض نفسه علي حياتي ويشكلها
كما كان يفعل الاخرين

واكثر ما كان يؤلم القواد فيتأكله الغيظ كيف سطع نجمي في عالمهم بفتره وجيزه ومن خلال اجساد غلمانه فقط

ولم يدرك انه لم يكن يمثل لي سوي تذكره للدخول ومدخلا للتعرف ...

فاجبته ما مددتها من قبل لـأأمن ... أفأمدها اليوم لأنعم ..
من الاخر كده لا بكره لا بعده ... حتعفن ولا ريحتا حتفوح وحيفضل بيناتنا فرق ماحتقدر تتجاوزه ..
وبعدين سبب واحد يخليني انبطح تحت حيوان مافي ماشاء الله البلد كلها في حاله انبطاح
خليني مع المثل البيقول من دقنه وافتله .... ولا نسيت مبادئك البرجماتيه الزمان ...

ادركت انه لن يسكت لكني لم املك الا ان امسح اسمه بكل بساطه عن اجندتي

وابتعد عنه مراعاه لما كان بيننا

لكنه لم يفهم ولم يتقبل وحاول بكل قذاره ان يقف امام تطلعاتي ويجعلنا نتساوي
فحذرته الاولي وفي الثانيه ودون ان يطرف لي رمش وجد نفسه بين ليله وضحاهابسجن امدرمان
خرج منه بعد عده أشهر موقنا ان الامان في الابتعاد عن غضبي وانتقامي
فامتهن الغناء وعرف بين الناس بـ حمــ .....




34




رغم ان اهتمامي انصب في تلك الفتره حول جمع ما يكفيني من ماده لتأمين مستقبل في علم الغيب بعد جراحه التصحيح الا انني كنت مشغوله ايضا بالبحث عن حلول لمعضلتي بعد ان ايقنت ان الجراحه ليست عصا موسي كما كنت اتخيل
وكانت معادلتي التي ايقنت بجدواها فيما مضي عبثيه نوعا ما ..... لكني لم اجد لها بديلا
طريق الرب + علاج منطقي + تفهم مجتمعي = انسانه طبيعيه قادره علي العطاء
لكني وفي اطار رحلتي الطويله بحثا عن حل تلك المعادله العويصه وفي بلد اقل ما
يتصف بالانغلاقيه والتعصب وسيطره مفاهيم المجتمع الذكوريه كان لابد لي من
التخبط يمينا وشمالا والتعثر مرارا...

وكان من الطبيعي ان اكفر بأي علاقه تربطني بالسماء .

وكان حتما ان اسعي بكل حقد لزعزعه كل موروثاتنا كطوفان وقد اشهرت اسلحتي وكل ما لقنني اياه سحره الرب المتحدثين بلسانه علي الارض فما في جعبتي كان كفيلا بهز اي ارضيه دينيه في نفوس لم تأخذ من دينها سوي الانتساب الموروث .

وما ان ايقنت ان معادلتي محض سراب وان بحثي عن حلول علي ارض الواقع مجرد اوهام

حتي اصبح حاسوبي عالمي الجديد الذي ابحث من خلاله عن مقارنات بين ثقافات مختلفه وافراد يعانون ذات المعاناه وقد ظننت ظن غرير ان عوالم الافتراض قد تتيح للبعض ممن يمسكون نواصينا بايديهم شيئا من حياديه بعيدا عن قيود الواقع والتقاليد فينطقون بحق او يحكمون علينا بعدل.

لكن للاسف كان الحال الافتراضي لا يختلف كثيرا عن واقع تلك المجتمعات ..
فمنتدياتهم تطفح بذات الجهل والتخلف والتناقض ولا تسلم من الركاكه مراجعنا الطبيه والاجتماعيه او الدينيه
اه من تلك المرجعيات الدينيه ...
هي اقرب الي التراثيات وحكايا الحبوبات
كم جرحتني كثير من مفرداتها هنا وهناك وكم جرت اجتهادات بعضهم الاشواك فوق قلبي فادمته
وكم اضحكني تفزلك بعضهم عن الاكس والاكس واي وادعاء احاطتهم بعلوم الجينات والكروموزومات
لا تتعجب ففي عالمنا تجد العجب العجاب ....
ارباب اللحي لا يتورعون عن الادلاء بدلوهم في علوم الطب والكمياء بينما من يفترض فيهم ان يكونوا علماء يخشون التغريد خارج سرب غرباننا الناعقين باللعنات فتجدهم يخالفون مبدأ الحياد ويخلطون العلم بالترهات ومافسره علان وماقال به فرتكان
كم وكم وكم عانيت في سبيل ان اجد بين حدودنا الجغرافيه من يعترف ويقر بمعضلتي حتي
تمنيت ان ينفرط عقد الساعات والسنوات من بين يداي بغته ويقذف بي الزمان للات من الايام فانظر ماذا انا هناك ....
وعلي العكس من واقعنا المزري وبمنتديات لبلدان تختلف عنا تماما وجدت المئات...
ارواحهم لم تك مثلي تواقه للفناء فلم تصلبهم اوطانهم او تقدمهم قرابين علي مذابح الارباب
رغم هذا فجلهم لا يحمل من المعاناه سوي حكايا تفتقد السواد بارده كبروده بلادهم وبغايه الاختصار

اما مشاكلهم فتتمحور حول الجنس فقط لا غير .

رغم الفرق الشاسع بين ما احياه وبين حيواتهم فقد داخلني شيئا من الارتياح لأني لم أكن وحيداً في هذا العالم وان ظل صدري متراوحا لفتره طويله مابين اليأس والرجاء في ان اجد شبيها لي اكتوي بذات المعاناه
الي ان عثرت اناملي يوما علي احدي المنتديات الداعمه باللغه العربيه والتابعه لاحدي المنظمات المهتمه بالاقليات وهالني العدد الكبير الذي وجدته يعاني نفس الحالة

و ذات الغباء المجتمعي المتصف به بلدان العربان
أكثر من ألف وسبعمئه مشارك يجترون ذات الحكايا المتشابهه حد التطابق ..
عطابي مكسورين يحيون حياه الخفافيش
مرتعبين حتي من ذكر اسماءهم ومتخفيين خلف المستعار والموغل في اليأس من الاسماء
وحاقدين في خواء .... لا يختلفون كثيرا عن جلاديهم وحالهم كان كحال بلادهم سواء بسواء ...
ذات العقول الغارقة في مستنقعات الجهل والخوف والرجاءات العابثه في حلول من السماء دون ان يمدوا ايديهم بالاسباب متناسين من هم ومنشغلين بالقيل والقال وتمثيل أدوار الضحايا
الي ان يعيد الآخرون تذكيرهم بانهم نتاج الشيطان
عندها يبدأ التماهي لكسب رضا الغربان فيتخذون من ساحات المنتدي و بعض غرف البالتوك مكانا للصراخ والشكوي وصب جام غضبهم من خلف الشاشات علي المثليين والمثليات يتهمونهم
بانهم السبب في تشويه صورتنا وسبب التعنت والنكران من قبل مجتمعاتنا الموغله في الجهل والغباء
اما افضلهم فعلا فقد ظن انه بانشاءه بعض المدونات الشخصيه وملئها بالكثير من الشروحات الطبيه والمطعمه بعشرات المصطلحات فان المجتمع من حوله قد يتفهم ظروفنا وحقيقه اوضاعنا ومأساتنا الجندريه !!!
وكأن في مجتمعاتنا من قد تمتد ثقافته للالمام بكل تلكم المصطلحات العويصه والمناقضه لمفاهيمه

بالنسبه لي لو لم اكن في وسط هذه المعمعه ووسط هذا البحر الهائج لما اهدرت دقيقه واحده لاستيعاب ذاك الكم من المصطلحات التي يتشدقون بها علي امل ان تضفي بعض المصداقيه علي مطالبهم المشروعه

وبالتأكيد كنت لاصنف مطالبهم تلك كما يصنفها العامه كخروقات وعبثيه لم يسبقنا اليها احد
سوي في الواق الواق ... بلاد الحريه المطلقه والانفلات .

بعد ستة أشهر قضيتها بينهم لهدف الوصول لاهداف مشتركه تجمعنا وتوحدنا في زمن التكتلات الدوليه والعصب الامميه غادرتهم بلا اسف وبكل احباط ... ضنا ان اهدر بينهم ما تبقي من طاقه استعين بها علي الات

بعد ان حاولت مرارا عبثا جمعهم في تكتل نستطيع من خلاله الاستعانه بهيئات الامم المتحده وكل المنظمات العامله في حقوق الانسان ... فهذا في رأيي فقط كان يمكنه تغير دفه حياتنا في مجتمعات
لا تحترم علما ولا بشرا الا بالاكراه ..



يتبع



أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2014, 11:50 PM   #[7]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي

34




كانت الساعة الثانيةعشرة عندما ودعتهم مدرجه اسباب انسحابي عن الموقع وفي الثالثه الا الربع صباحا جائتني رساله من حنين العضوه التنفيذيه بمنظمه ( ..... ) ومديره الموقع الالكتروني تعرض علي العوده كمشرفه علي المنتدي اللاهوتي بعد ان ابدت استياءها من مغادرتي فجأه بعد نشاطي الملحوظ خلال الفتره السابقه ومالمسته من تغير في مواضيع المتنديات بشكل اكثر جراءه ووضوح ....
فتوقفت محتاره مابين الرفض او القبول ...

من جهه كان الموقع يتمتع بثقل ثقافي ومعنوي واستطيع من خلاله ايصال افكاري الي عدد كبير من المترددين الا انه وفي المقابل كنت الوحيده من بين الاعضاء من تجرءت بنشر اسمي كاملا مصحوبا بصوري الشخصيه وجنسيتي ونشرت من خلاله ثلاث ابحاث تناولوا حقيقه حكم التغيير في خلق الله ... والرد علي المتفيقهه ..
وزواج الترانس من وجه نظر مجتمعيه وشرعيه
فاثرت حفيظه عدد كبير من المترددين علي الموقع فاعادوا نشر ما كتبت علي بعض مواقعهم علي شبكه الانترنت لتنهال علي دعوات مشايخهم مرفقه بكم من الاهانات واللعنات دون ان يتكرم احدهم بمناقشه ما استندت عليه في اطروحاتي
فامهلتني حنين عده ايام للبت في الامر ثم دفعت الي برساله كلفت بايصالها وكان مافيها باختصارعرض زواج .. !
تقدم به مراد ذو الميول الجنسيه المزدوجه
او بمعني ادق عرض منفعه
يتحمل هو بموجبه كل تكاليف جراحاتي التصحيحيه .. مقابل ان اتكفل انا بخلق غطاء اجتماعي مناسب له
لم يفاجئني الامر بقدر ما ادهشني كون العارض من القلائل الذين تفاعلوا معي علي الموقع فشغلت حواراتنا المتشاكسه مئات الصفحات بالمنتديات المختلفه ....

فقد كنت انا اقصي اليسار بينما كان هو يمينيا متطرفا بحق



35


من الذين ثاروا علي مانشرت وعدوه تهجما علي الدين والتقاليد والاخلاق ... احدي الصحفيات بصحيفه اخر لحــ...
ما ان علمت بجنسيتي حتي استعرت عناوين عمودها اليومي لعده ايام متتاليه فحملت مااعتادوه من فرض الوصايه والتشكيك فيما اعلنته من انتمائي الجغرافي ...وكأن وجودي قد شكل وصمه عار لحقت بانتماءها
اسلوبها المستفز حملني علي مراسلتها مدفوعه بكم الاحباط الذي كنت اتجرعه يوميا واحساسي اليقيني
بعبثيه بحثي فعرضت عليها ثلاثه نماذج ممن شنت عليهم حربها الشعواء واستعدت عليهم هي وغيرها الدهماء
ثلاثه كانت حياتهن تبدأ وتنتهي في عالم الخيال والشبكه العنكبوتيه
لا مواجهات ولا اصطدامات .... ولا حتي خطوات عمليه بل مجرد احلام عابثه في غد افضل
الاولي انتهت حياتها ببتر رمزهم المقدس لان من بتروا ضنوا به عليها ونفت اسرتها ان يكون الحادث جنائيا وعدوه انتحارا لان ابنهم الحافظ لكتاب الله خاف فتنه النساء من حوله وخشي ان تزل قدماه فبتر ... و الثانيه انتهت حياتها مهشمه الجمجمه علي احدي الارصفه اما الثالثه اسلمت روحها مقيده الي جذع شجره بقارعه الطريق .

قصصت حكاياهن وادرجت اسمائهن وعناوينهن كامله وروابط لمدونات حملت شيئا من احلامهن في الحياه وتعريفات طبيه وشروحات تبين ماهيه الاختلاف الذي أودي بحياتهن
ثم عاتبتها علي اجتزاءها لنصوصي وماشنته علي بكل سطحيه وجهل بما تدعي الدفاع عنه من ثوابت

و طلبت منها ان تكفل لي حق الرد حتي وان عانت بداخلها رهابا مرضيا تجاه امثالي
راسلتها يومها واقصي ما اتمناه ان ترد علي برساله محمله بكل ترهاتها فاقاضيها بها
لكن من حيث لم اتوقع او يخطر لي علي بال تفاعلت تلك الصحفيه مع رسالتي الالكترونيه
واتصلت بي هاتفيا تبدي رغبتها في الاستيضاح اكثر فشرحت لها المساله طبيا واجتماعيا ودينيا
ثم اتفقنا علي ان تجري معي تحقيقا صحفيا بعد عده ايام أشرح فيهباستفاضه ما اريد
وتحت رغبه منها في تحسس اقدامها في البدء واستقراء اراء القراء قبل الدخول في مناقشه بعض المسكوت عنه اقترحت التمهيد اولا من خلال مقال اكتبه انا بنفسي بعمودها اليومي
بالفعل صدقت في وعدها فنشرت مقالي ولم تخالف المتن المتفق عليه لكنها اختارت عنوان العمود كعادتها بشكل مستفز للغايه


(( .... رغبه قهريه في الانتقال للجنس المخالف ... ايليا يتسائل أذكوره ام أنوثه ......))
عنوان يوصل لقارئه ان الحاله ماهي الا تخبط
تماما كما يشرح اطبائنا حالتنا بانها محض ( رغبه ) هيستيريه في التحول الي الجنس المخالف
وطالما هي رغبه فهي مربوطه بباعث .. والباعث في عرف مجتمعاتنا معروف
والتشخيص في حقيقته بعيد تماما عن لفظه الرغبه وزخمها اللغوي
وما قد تثيره في عقول القارئين تخالف واقع من يحيا في جسد مخالف لجنسه ...
وشتان مابين رغبه احدهم في الانتقال لجنس اخر ومابين قتال احدهم لاظهار جنسه لدرجه التنازل عن غريزيات الحياه
قلت لنفسي يومها ربما لم تقصد وارادت "مانشيت " يلفت الانظار كتمهيد
او ربما تدخل عقلها الباطن والفهم الموروث فاختطت عنوانا يعبر عن دواخلها خاصه وانها اتصلت بي ليلتها
لتخبرني تفاعل قرائها مع ماورد تحت عنوانها الاستفزازي وازدحام خط هاتفها بمكالمات من قراء احبوا طرح
القضيه للتداول واعجبتهم الجراءه في تحليل واقع مجتمعاتنا المهمشه لكل مخالف
ثم مر يوما واثنان وعشره علي ميعاد لقاءنا المقترح من قبلها دون ان تفي بوعدها فاتصلت بها فتملصت بدل المره خمس مرات حتي ادركت الا مناص من المواجهه فردت علي في السادسه لتقول
بصراحه استحييت بعد ان وعدتك باثاره قضيتك اناخيب رجاءك
فقلت كيف ولماذا فاجابتني
العتــ .... رئيس التحرير استاء مما نشر وطالبها بالاهتمام بالمشاكل التي تستحق عنايتها
قائلا بالحرف .. لم تصل مجتمعاتنا بعد لهكذا انحدار فنطرح مطالب المثليين ونناقشها علي الملأ





36


حتي وان اعتبرني مثليا ...
او لم يقتنع بمعضلتنا الجندريه و عجز عقله عن ادراك الفروقات اما كان من واجبه ان ينتهز فرصه جراءه احدهم لمناقشه ما يعدونه ظاهره اخذه في الانتشار ....

في بقيه انحاء العالم تعد المثليه مجرد ميول خلقيه تجمع مابين الاشباه رجال بكامل خصائص الرجوله
ونساء بكل نعومه الاناث
اما في مجتمعاتنا فغالب المثليين يصطنعوا اصطناع ويختزل عرفنا المثليه في وصم المفعول به
اما الفاعل فيفتخر هاهنا بان ... الفحل مو عواف
ويبرر المجتمع السفلي من حوله في وشوشات طاقات مكبوته بسبب تأخر سن الزواج متعامين
عن كونهم اصحاب الرياده في تشويه اطفالنا ودفعهم دفعا باتجاه ما سيستنكرونه فيما بعد من ممارسات عند الشباب
كم طفلا اختلف عن بقيه اترابه العجاف فسلم من تحرشات هذا او ذاك
كم طفلا حييا لم يستثر لدي الاخر رغبات الاعتلاء
كم من طفل حملت عجيزته بضع جرامات من الدهن زائده فحرمته اسرته من براءه طفولته والانطلاق وبثت بداخله
معاني الاختلاف فانتقصت من داخله ذكوره سيطالبونه بها كامله عند الاكتمال
جارنا رجلا تجاوز السبعين سمعته يوما يؤانس العمال بخبراته في الاقناع وايقاع الغلمان
مختزلا نعم الحياه في نهش اللحوم وتوسيع الادبار
وفي هذا لم يختلف عن كثيرين يفضلونه لضيق او امان
الغريب ان من الزوجات من يبتلعن علي مضض ممارسات الازواج .....
لكنهم يقمن الدنيا راسا علي عقب ان اختار الزواج
مفاهيم درجوا عليها وابجديات لكنهم يفضلون حبسها بين الابعاد

حيث المستور والمطعم بخيالات الاعتلاء و الافتضاض و.. الافتتال وكسر الحدقات
حتي الصبيه في تجاربهم مدفوعين بالرغبه الشائهه المتعجلة لنضوج ..... لم تغادر مغامراتهم تلك .. الحلقه المرغوبه وكاذب من قال ببراءة أطفالنا أو هو دعي لم ينشأ بطرقات مدينتنا



37






12/12/2004


لم يغمض لي جفن طوال ليلتين و ضاقت نفسي اكثر فاكثر بعد حديثي مع صاحبه السياج فقررت الانتقال
والاقامه قرب جدي عله يبدد وحشتي لكني لم استطع حيال ما ارتسم علي سحنتي شيئا فظلت علي ذات التجهم
رغم المداراه
حينما تجاوزت الساعه الواحده صباحا قمت متعلله برغبتي في النوم فقال
حينما كان يصيبك النعاس وانتي صغيره تأتي فتتسلقي ساقاي وصولا الي صدري فتقبعي هناك رافضه تماما
النوم وحدك فتضطريني للفراش بمجرد حلول المساء
نظرت اليه فمد ذراعيه فاحتواني متسائلا عن جديد كربي واحزاني
اجبته بعد صمت باشاره من رأسي ان لا شي
فضمني اليه اكثر
فانطلق لساني مسترسلا مع اخر حرف من جملته
لم ادع شيئا دون ان اسرده عليه بالتفصيل رغم مراره البوح و انحدار الحال التي سرت باقدامي اليه

_ ... في منتصف التمانينات كان التلفزيون بيعرض برنامج طبي باسم حياتــ البرنامج ده اتناول في بعض
حلقاته معاناه حالات ترانسكس بس للاسف كانت عباره عن عرض مسرحي ساقط لمعني الحياديه الطبيه
وتم اظهار الحالات المشاركه بطريقه مبتذله وضعوهم في قفص اتهام بالشذوذ الجنسي ......
اتضح بعدين ان الحالات دي شاركت علي مضض بعد ما معد البرنامج اوهمهم بسعيه لايجاد حلول
منطقيه لمعاناتهم وان الاطباء المشاركين في الحلقات حيدعموهم لاجراء جراحاتهم التصحيحيه
مقابل الظهور العلني وايجاد حل لبقيه الحالات
وده كان بدايه اول سلوك طبي متعنت وعلني ضد مشاكل الجندريه في السودان

بعد ما كان التعامل معاها في غايه البساطه ..

سألته بدهشه ممزوجه بالتكذيب ...كيف كان في غايه البساطه
_الحالات دي من الثلاثينيات ولحد الستينات كان يتم علاجها جراحيا في القاهره قبل ان تتداعي العاصمتان
_ ... هل ده كان حال مجتمعنا ولا الحالات دي كانت مختلفه فابتسم في مراره متنهدا ثم اجاب
_ لا ابدا الحالات ما كانت مختلفه ... المجتمع هو الكان مختلف..
كان ثم هوي ... وتسيد الانحطاط
_ طيب الحصل شنو و وين كان الموروث والدين والشيوخ
_الناس كانت بسيطه من غير تعقيد والدين كان فطره وعلاقه بين العبد وربه

وتعاليمه ما كانت بتتعارض مع العقل والمنطق ...

وبعدين ... بقي الدين لحيه وجلابيه وعود اراك وتعاليمه بقت جهل تنفير اقصاء
_ عايز تقول اني كنت غلطانه لما حاولت اصحح فكره حاولوا تشويها
_ لا ابدا ... بس انتي احسنتي الظن بفئه البيهمها في المقام الاول العناويين المثيره وعدد النسخ المباعه
وتناسيتي ان صحافه اي بلد مرايه صادقه بتعكس الافكار والسياسات والمفاهيم السايده فيه ....
انتي تحمدي الله انها جات منهم فما اجريتي معاهم اي لقاء
_ ليه يا جدي انا كنت حابـــ
_ كنتي حابه شنو ...اذا كانت القصيده من بدايتا كفر ومخالف للاتفاق التم بيناتكم تفتكري التحقيق الصحفي
بعد ما يتبهر ويضيفوا ليهو ويحذفوا منه كان حيطلع باتو شكل
عن نفسي ما استبعد ان نفس الصحفيه دي كانت حتختتم التحقيق بالمطالبه باقامه حد الحرابه عليكي
_ وبعدين
_ وبعدين كفايه لحد هنا حلي مشاكلك في الاول وبعدين لو حابه تتسلي وتتعلمي لغات الحمير علي كيفك
_ يعني شنو !!!
_ يعني ياريت تجاوبيني بصراحه انتي دايره تصلي لشنو ... دوافعك شنو
كمان عايز اعرف خلال التلاته سنوات الفاتو ديل حققتي شنو ؟؟؟
مره عايزه تستنهضي ناس افتراضيين قبروا ارواحهم عشان تحاربي بيهم طواحين الهوا
ومره كل اهتمامك منصب علي محاولاتك العبثيه افهام الحمير... ليه في شنو !!!!
ليه بتتناسي اولوياتك وشاغله روحك بحروب وفتح جبهات انتي موقنه انها خسرانه
دراسه وما كملتيها .. علاج واتناسيته حتي هدف العمليه بقي مابيمثل ليك هاجس
رغم ان الباقي ليك مجرد بس حاجز هلامي.......


مددت يدي نحو فمه لاوقفه .. فلم يسكت وواصلت سياطه الهاب روحي معانده
_ إيليا ما تفتكري انك احسن من بقيه الترانس الانتي بتصبي عليهم غضبك
غالبتهم وقفوا في نقطه حياتيه محدده ما عرفوا يتجاوزوها واختاروا بكل ارادتهم انهم يقصروا حياتهم

في عالم الخيال والشبكه العنكبوتيه .....
التجارب الواقعيه ما عاشوها .... المواجهات مع المجتمع ما خاضوا منها الا البيدور في خيالاتهم وبس
حتي احلامهم غريره

اما انتي وبعد ما اتجاوزتي ضعفك وقيودك ومشاكلك وبقيتي قادره تعبري الحاجز الا انك محلك سر

لا بل كمان دايره ترجعي من نقطه البدايه
وتبريرك انك مهتمه بالشأن العام والجندريات وتصحيح النظره الدينيه والواقع
ماعارف ده اسمه شنو ده .. ولا تكوني قايله روحك زي الابره عريانه و بتكسي الناس .....



38


13/12/2004
باحتساب هذا اليوم يكون قد مر علي يومان و ثلاثه ليال دون ان يغمض لي جفن.... ......
قمت عن فراشي وانا في قمه الانهاك لاعداد ابريق من القهوه والمنادي يرفع النداء الاول لصلاه الفجر وعدت فلم اجد بحوزتي سوي ثلاث سيجارات فخرجت صوب اقرب دكان بينما العن ما اجبرني عليه احتياجي للدخان ...

تفاجئ بي عبد الجليل لثوان قبل تتبدل قسماته منتشيا في امان لخلو الطرقات فعاود كعادته مد اصابعه القذره مداعبا بسفاله ما استكان بين فخذاه .... يلقي علي مسامعي ذات النغمات واسطوانات الغربان يراودني بها للمره الالف بفحيح متشبع بريح أنفاس تستجلب مافي الامعاء
لم يمنعني عنه سوي انشقاق الارض بغته عن ناهيه مديره مدرسه الاساس بجوارنا ووكاله انباء الحي
لم يستطع عقلي البته المزاوجه بين تلك المخلوقه وبين مايفترض ان تكون عليه شخصيه المربيه فاحسست بحسره علي حال تلميذاتها .....

اما عبد الجليل فسرعان ما بدل الوانه كالحرباء


تغيرت سحنته وحل محلها شيئا من الاستياء وكانه كره تواجدي كعاده كل من اشتهاني
مدت المعلمه اليه ورقه بخمسين جنيها في لهوجه تطالبه بالاسراع في فكها بينما تحدجني شذرا مهمهمه يا ستار سترك وعفوك يا الله .. فسارع المؤمن علي دعائها يلبي طلبها ويجعلني انا في الانتظار...
فيما يبدو اثارتها وقفتي فتلكأت وطلبت بعض السكر والشاي ...
ثم اخذت ما طلبت وراحت تتم عليه ماغاب عني اوله ولم افقه منه اوسطه ولا اخره ..
وتلمزني بين الفينه والاخري باشارت لم افهمها ...... الرسول زي مابحدثك... فنسة فى العناقريب زى النسوان ماف دي مره دي ولا عسكري اخيير ليك فتحيه ..... ولا هههـــ
وقفزت ذكري قديمه امام مخيلتي لمعلم الكيمياء في سنتنا الاولي بالثانويه وقد امسك ذات مره باحدهم يعنفه...
المغنسيوم يا المبدل يالماغسني عنصر فلزي في الجدول الدوري رمزه Mg عرفتو يعرفك الدابي
أهااااا عددو الذري كم.... تتذرا يايابا زره كلبه في حويش عزابه ......
ياود سليت روحي يسل رقبتك ... رد يا خمجان يا ود هردت حشاي يهردك يايابا اللا نام لا ضاق نسوان
امرق الاجابه .... تمرق مروق الدخان.
استاذ عباس يـا ربي كان تصنيفه شنو .. حلو ؟؟؟؟ ولا زينا كده في الضياع !!! .
ندت عني ابتسامه مريره فاسرعت بعفويه اهز راسي يمنه ويسره
صدق جدي ها انا ذا نسيت اول حكمه تعلمتها .. التماهي في التعامل مع شده التيار وغباء مساره الاوحد
مالي انا فلتذهب وتلميذاتها للجحيم
قبل ان تعاود ما أنقطع كنت انقده ماله واخذ ما يكفيني لاسبوع وعدت وحراره الشمس قد اقتحمت غرفتي فاحالتها لقطعه من جهنم وابردت ابريق القهوه وتيار الكهرباء المنقطع يؤازر الجميع فتلاشت احلامي في نيل قسط من الراحه وتذكرت حديث جدي البارحه فازاددت وحشه نفسي بثقل ما حملنيه
خسف بي اسفل سافلين ... الا يعلم كم تستنزفني تبريرات عقلي الجدليه لادحض حقيقه اني ماخطوت خطوه واحده في سبيل تحرير نفسي منذ ان توحلت ...
كم مره حاولت فيها ايجاد دروب كنت احفظها بين جنباتي فتهت عن مرآه وعيي وادراكي لاني خشيت ان اري نفسي محض مسخ ....
اخرجت مفكرتي واقلامي فلم اجد في داخلي مايدفعني حتي للمحاوله فاعدتهم كما كانوا ..
واصطدمت اصابعي بصندوق تناسيته لزمان وهوي قلبي ليزيد في عذاباتي ...

مغيبه اخرجت مابداخله .......... هداياه ... دفتر يومياته .. بقايا قلم رصاص حمل بصماته ..

شعيرات من ذقنه كنت قد طويتهم بداخل ورقه في عنايه ... بقايا سواك غافلته يوما فاخفيته عنه ..
منديل مسحت به عرقه يوما ولم تطاوعني نفسي علي غسله...
ومغلف فقدت شجاعتي في فضه ...
بسرعه رحت احاول اعادتهم لصندوقي بينما كان جدي يطرق باب غرفتي
.. كده تخليني اطلع وراك افتشك زي المجنون ....
جدي ... وعصام نسختين متطابقيتن في زمن المسوخ
نظر للمبعثر علي فراشي ثم مد ذراعه فضمني اليه متمتما ... تلاته ما بيتخبوا الحب والحمل وركوب الجمل
فانهمرت مع اخر حرف منه عبراتي بكيت كما لم ابك في حياتي وقد انهار بغته جل ما كان محتجز خلف
قناعي ..بكيت بعده وبكيت وجوده كمديه لا ينسل نصلها فيريح ولا ينغرس كفايه فانتهي ..

بكيت الزمن والظروف وبكيت اختلافي
_ مش ده اختيارك
_ اختياري ده العامل زي تموتي ذبحا ولا تموتي عقرا ..لو كده ايــي انا اخترت
_ بس هو كان متمسك بيك لاخر لحظه
_ متمسك بي !!! .... انت عارف اللحظه الكنت بودعه فيها من هبالتي كنت قايله اني حابذل مجهود
خرافي عشان اقنعه بالابتعاد... تعرف يلا في المقابل هو سوي شنو ...... سكت ...!!!!!!!
سكت وما نطق حرف ....مانطق حرف واحد يا جدي ...
سكت ولما بديت اتماسك ..ظهر ....!!!!
_ ماتنسي انه انكسر قدامك يا ايليا
_ وانـــا ... انا الحصل لي كان اسمو شنو ؟؟؟

_ نحنا ماعارفين تقبله للحصل كان كيف ولا ظروفه شنو .. بس اخر كلام ليهو انه مازال عند وعده
_ بغض النظر عن ظروفه ما دايره تاني اتعلق بخيوط عنكبوت
_ ايليا عصام كان بيتصل بيك في اليوم الواحد اكتر من عشر مرات ..
ولو ما كان خايف عليك من ابوك كان جاك البيت بالنسبه لي تكفيني شجاعته لما صارح امك

وحملا رساله تعيد تذكيرك بالوعد البيناتكم.
_ مفروض يعني اتناسي سكاته وكلام سعاد الماقدر ينطقه والسنين الفاتت واتمسك بالوهم

علشان اتصالاته وكلام قاله لامي قبل سفره ..!!!
حتي اتصالاته دي هل انت شقيت صدره ولا بتعرف الغيب علشان تحملا معان تانيه
مش احتمال داير يطمن اني ما حارجع في كلامي .. مش احتمال عايز يشكرني علي الابتعاد ..

مش احتمال خجلان..... مش احتمال عايز يجمل تخاذله معاي و ما سافر من اصله
دي كلها مش احتمالات ...
في النهايه مافي احتمال منهم بينفي حقيقه انه ما عاود اتصاله بي طول السنين الراحت
_ طيب خلاص انسي الاحتمالات وعيشي الواقع زي ما شايفاه لكن عيشيه كايليا ...

للاسف انتي شغاله هدم لكل قيمه جميله جواك ...
حسي علاقتك مع الاسمو مراد ده شايفاها منطقيه .... انتي بتنتقمي من الدنيا ولا من روحك
_ نحنا الاتنين حشرات في عالمكم وبنليق علي بعض .. ولا نسيت فقه التماهي والاستهبال
_ ماف سبب واحد يخليكي ترتبطي بالاسمو مراد ده
_ انا اسفه بس اظنك مريت بالتجربه دي قبالي مع شويه اختلافات والفرق بيني وبينك انو دوافعك
لليوم ماف زول قادر يفهمها
_ بغض النظر عن دوافعي هل قيمتي تجربتي دي .... ما اثرت عليك في شي ... ما طلعتي منها بنتيجه
_ تجربتك يا جدي انت الوحيد الممكن تقيما وتفاضل مابين الوصلت ليهو وما بين دوافعك واهدافك
_ طيب لو قلت ليك اني اتعست نفسي واتعست الاتزوجتها واضريت باولادي و المحصله النهائيه

كانت في غايه السوء
حبوبتك زمان ما كانت بتشبه لا من قريب ولا من بعيد حبوبتك الانتي وعيتي عليها والانقلاب الحاد
في شخصيتا كان بسببي انا
_ حبوبه ما كان عندها انقلاب .. كان عندها شيزوفرينا حاده
_ ده المنظور الانتي شفتيها من خلاله ..قارنتي مابين شخصيتها مع عيالها واحفادها .......

ومابين تصرفاتها معاكي انتي
_ ما معاي انا براي انت كمان ... وده البيخليني اقول ان الغلط كان في اختيــ
_ علشان نحنا الاتنين كنا بنذكرا بسبب تعاستها
_ وانا دخلي شنو !!!
_ طبيعه علاقتنا وارتباطي الجنوني بيك ... ما سألتي نفسك ليه جدك عنده المام كافي بمشكلتك
وقادر يفهمك ويتعامل معاكي بطريقه مختلفه

_ اكيد سالت نفسي ولقيت مبررات اختلافك عن البقيه .. ثقافتك ..نشأتك في محيط محترم وـــ،ــــــــــ
وقاطعني بغته


_ كارمن ما كانت زميله دراسه وبس ... نحنا اتربينا سوا في نفس البيت
_ ياتو بيت !!!
_ في نفس البيت الانا اتربيت فيه ...كارمن كانت بنت مستر ادمز
_ بس ادم ومارجريت ما كان عندهم غير ولد واحد ...... لا أرثر هو كارمن !!!!!!!!
_ آرثر وكارمن شخصيه واحده
_ والحصل شنو ..... !!!!
_ ادم وماري الملتزمين بتقاليد مجتمع محافظ بروتستانتي كانوا شايفين فكره التصحيح لعنه من الرب
يعني نقدر نقول ان الحصل تقريبا زي الحصل معاك الفارق اننا اتكتمنا علي خطواتنا
لحدي ما اجرت الجراحه ووضعنا الاسره امام الامر الواقع
_ هم كانوا السبب في رجوعك للسودان
_ لا ده كان قراري انا .....
بعد ما كارمن اجرت الجراحه قدرنا بصعوبه نقنع اسرتها بحل يرضي كل الاطراف ....

وكان بيتمثل في رجوعي مع كارمن للسودان بمجرد ما ننتهي من دراستنا وكان باقي لينا سنه واحده
فبدينا في اجراءات تغيير خانه الجنس والاسم في اوراقها ..
بس المحكمه رفضت والموضوع اتعلن وزادت الضغوطات علينا واتأزمت حالتها النفسيه وانزوت ..

كل الكانت بتقوله في الفتره دي ان حياتها اتدمرت وانها بقت عاجزه عن المواصله ...
للاسف ما اخدت كلامها علي محمل الجد فخليتا مع الاسره في ادنبره ورجعت للجامعه في لندن
كنت مهموم وحالتها النفسيه كانت شاله تفكيري.. في اعتقادي كنت مفتكر لو اننا لقينا طريقه للرجوع

حنلقي في الخرطوم مليون حل ..
وفي نفس ليله وصولي لندن اتصلت بي ... كانت هاديه علي غير ما توقعت ......
طمنتني عليها ورجتني اننا ما نقطع دراستنا ونتحمل السنه الباقيه
وما ختيت سماعه التلفون الا بعد ما اتاكدت فعلا انها راقت ووعدتني انها حتحصلني بعد ايام
بس بعد ساعات معدوده كانت هي وادم متفحمين تماما وبعد اسبوع انتحرت مارجريت
_ جريمه كراهيه ....
_ لا هي الما اتحملت الضغوطات وفضلت الهروب وابوها مات وهو بيحاول ينقذا...
_ ليه ليه طالما كنتو راجعين السودان خلاص ليه عملت كده
_ في الفتره السبقت انتحارها كانت مهووسه بعقد مقارنات ما بين الرفض الواجهته في مجتمع غربي
ومابين الاتخيلت انها حتواجهه في مجتمع زي السودان ....
كمان كانت بتفكر بالنيابه عني و الظاهر انها قررت تجنبني الارتباط بواحده كانت بتصفا بالمسخ ....
لو عرفت ان المسخ ده حيقلب حياتي ... احتمال كانت تديني حق الاختيار علي الاقل
شفتي جدك هو كمان لحقك ودخل في دايره الاحتمالات المابتنتهي .....
_ حبيتا يا جدي رغم الاختلاف ..
_ ماحبيت غيرها يا أيليا
_ والانجاب ... واتهامات الناس واللعنه و و و و
_ دي هواجسك الحقيقيه تجاه عصام ... مش كده
عايني لي واسمعي كلامي كويس ... الله بيدي اي انسان حياه واحده فقط لا غير ...
وبناء علي خياراتك انتي ممكن تخليها جنه وممكن تحيليها لجحيم لو بنيتيها علي خيارات الاخرين ..
من جهه تانيه الحياه مغامره حتلقي فيها نجاحات و خيبات بس مافيها امان دايم ولا دوام علي حال

هروبك من التجارب بسبب خوفك من الفشل والاحباط مافي فرق بينه و ما بين الموت
_ خايفه اتكسر .. ومايفضل لي حتي القناع البستر من وراه ضعفي وخوفي ..
_ وماله لو اتكسرتي مره واتنين وتلاته .. مش احسن من يمر بيكي قطار العمر وتندمي انك ماجربتي
مره واحده تواجهي هواجسك .. وتضعي ثقتك في انسان انتي موقنه انه حباك جد

_ ليه يا جدي دسيت علي ده كله

تنهد قبل ان يصوب عيناه الدامعه نحوي
_ اااه لاسباب كتيره... منها خوفي تنهار مقاومتك لو عقلك اجري مقارنه ما بين اختلاف المجتمعين
ومابين حالتك وحالتها فتضعفي زيها وما اقدر اصل بيك بر الامان ...
بالمناسبه امك كان عندها حق لما اعتبرت حلي لمشكلتك مجرد ترهات...
ليها حق فعلا ... اقصي شي كنت حاعمله ليك اني اقفلك في المزرعه بعيد عن الناس
انا وامك خفنا عليكي وشفنا الحل لمشكلتك من زوايا مختلفه ..

حسب تجاربنا وافكارنا في الحياه ... ونسينا ان كل انسان هو مشروع تجارب قائم بذاته
_ يا ريتك كنت اخدتني معاك وجنبتني كل المريت بيه بلا فايده
_ لا يا ايليا مافي تجربه في الحياه عبثيه كل تجربه بنتعلم منها وكل سقطه بتقوينا ...
ما ده القصدته من كلامي معاك امس وابسط دليل علي كلامي انتي كل مره بتنكسري فيها
بتقومي اقوي ...
_ دي ما قوه دي ردات فعل... حركات واحده غرقانه في نص البحر بتتعابث بيها الاقدار
سكت للحظات قبل انيجيبني
_ حياتنا ما بتسيرا فوضويه المصادفات ومافي شي اسمه تعابث الاقدار الا في خيالك انتي ...
كل موقف وكل اختبار وجد لحكمه وغايه بس انتي ما شايفه من كاس العنايه الالهيه غير المحن
وحسبتيها من تعابث الاقدار وتحيزها ضدك
حاولي تغيري نظرتك وتطلعي من حيز جسدك وطاقاتك السلبيه حتلقي ان أبتلاءاتك كانت رحمه
وتهيئه من الله عشان يقوي عودك وتقدري تواجهي مجتمع بكامله من حولك
فكري شويه واتخيلي لو كان الله سهل حياتك من البدايه من غير ما تمري بكل المنعطفات
الحياتيه المريتي بيها هل بتتوقعي ان ايليا مهيضه الجناح

كانت حتتحمل مواجهه تناقضات الحياه من حولها
عايني لنفسك اليوم هل بتشبهي ايليا الهشه الضعيفه الكنتي عليها قبل سنوات
منح ومحن ما ختيتيها في بالك وحسبتيها من المصادفات وقساوه الاقدار
منو القيض ليكي عصام في بدايه احتكاكك الحقيقي بالحياه عشان يدفع في شراينك امل المحاوله

منو القدر عليكي محاوله اغتصاب بعدا انتقلتي لمرحله مختلفه لقيتي فيها تفهم ودعم
من شخص زي حيدر تعرفي تماما ان عقله ما ممكن يستوعبك
منو الجعل سلوك ابوكي الزئبقي في التحايل عليكي ينتهي بيك متخلصه من رمزالذكوره البتكرهيه
منو القيض ليك اسره محبه ومتفاهمه علشان تقدري تكملي مشوارك
منو الشاف تخاذلك واستسلامك بسبب عصام وعطف اسرته فامتحنك بحثاله نهشت منك
اعملي مقارنه مابين ايليا قبل الحادثه وايليا بعدها
ماشايفه انك اتخلصتي من كل هواجسك الزمان ... ما شايفه انك بقيتي تناطحي الكل وماتخجلي من قوله
الشي الانتي مقتنعه بيه
ما ملاحظه ان تراكم خبراتك علي مر ابتلاءاتك ملكك من غير ما تحسي نفس الاسلحه الاستخدموها ضدك


رحلتك في البحث عن ذاتك ابدا ما كانت عبثيه بالعكس كانت مضيئه وبناءه لكنك استمرئتي دور الضحيه وتعاميتي عن عنايه الرب .. ورحتي تضعي اراء الاخرين وفتاويهم حاجزا بينك وبينه
حاجز بيعلو كل يوم بمقدار البتحمليه من احباط .

هل نسيتي الايه .... وتطلبونني فتجدونني اذا طلبتموني بكل قلبكم .....
انت طلبتيه يوم بايمان وهو ما خذلك ابدا
هل تعتقدي ان موسي المدلل كان يقدر علي المواجهه لو ما أتهيأ في مدين واتصلب عوده برعي الاغنام .... ويوسف في حجر ابوه هل كان يقدر يدير اقتصاد بلاد لو ما ابتلي بالجب ثم السجن لسنوات ويونس لولا ابتلاءه في بطن الحوت هل كان حيقدر يعاود رسالته في صبر مدركا حدوده المكلف بيها......
هل عجز الله عز وجل انو يمهد ليهم ولغيرهم دروبهم بلا معاناه
هل تعتقدي ان ما سرده علينا من قصصهم كان للتسليه ام لنقتدي بهم ونفهم سننه في المحن والمنح
هل كان في مقدورنا ممارسه الاقتداء بهديهم ... لو ما كانوا بشرا زينا عانوا زي ما بنعاني
وتقلبوا علي جمر معتقداتهم ونار مجتمعاتهم
إيليا ماتفتكري اني بسعي في التأثير علي معتقداتك عشان معتقداتك ملك اصيل ليك
كل مافي الامر اني لقيتك بتقيمي عداله الله ورحمته من خلال اراء الابتلينا بيهم فجسدوه حسب البيدور في خرابات عقولهم وختو العباد بين خيارين يا يؤمنوا بيه علي الشكل ده او يرفضوا ويلحدو بيه
في النهايه كل البتمناه وبغض النظر عن اسبابك في الابتعاد عن الله

خليها تكون ناتجه عن عقلك انت ماعقولهم هم
_ ما تسكت واصل حاسه اني محتاجه اتعلم منك من جديد
_ لا الا المعتقد يا حبيبتي فانه مما لا يلقن ولا يورث ...
المهم تصلي الاول لقناعاتك انتي بخصوص الله علشان الدرب الحق ما بيتعرف الا من خلاله
وما تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوه انكاثا ....

39






استيقظت الساعه العاشره صباحا فاغتسلت وبدلت ثيابي ورحت اعد بعض الشاي حينما انتهيت
فوجئت بوالدتي وجدي في المضيفه .. وبدا لي ان الاخير كان يهيأ والدتي لامر فقد جلست في تحفظ علي غير عادتها فالقيت عليهما تحيه مقتضبه فرداها ثم طلبا مني الانضمام للحديث فجلست قرب امي وانا استفسر من جدي مداعبه..


_ مني ودكتور عمر سوا سوا وبكل هدوء خير اللهم اجعله خير


_ كل خير يا خبيثه .... انتيبس اطلعي منها انا رسلت جبت امك علشان نضع حل نهائي لمشكلتك


_ طيب وصلتوا لشنو !!!


_ نحنا اتفقنا علي المبدأ العام ... حنجري العمليه ونستخرج ليك شهاده تسنين باسم جديد

وتجي تعيشي معاي هنا .. بالمناسبه امك وابوكي موافقين بس بشرط السريه رايك شنو
_ دكتور عمر يتنازل عن مبادئه ويختار اسلوب ميكافيلي ...
_ قدامك عمر ممكن يتنازل عن اي شي بس انتي تكوني مرتاحه وكفايه اننا اخدنا موافقه الشيخ
_ وانا ما بيرضيني تنازلك ولا بيهمني رأي الشيخ ... واصلا حاجه بالشكل ده تدس كيف
وسط عالم بتحشر نخرتها في جحر الضب ..
_ طيب خلينا نناقش المساله وتسمعي اراءنا
_ طيب انت اسمع اقتراحي في الاول ما حتتخيله بس لو اتحقق حكون ضربت عصفورين بحجر واحد...
_ خير قولي .. نسمعك
_ رايك شنو لو اتقدمت بعريضه قضائيه اطالب فيها بحقي في اجراء جراحه تصحيح
_ ده هو اقتراحك ... اكيد الدعوي حتترفض الاستفاده شنو
_ اكيد حتترفض بس الاكيد كمان حيثيات الحكم حتكون صفحات متخمه بالتعنت والتخلف والصلف
ممكن تمثل وثيقه اضطهاد واثبات للظلم الانحنا عايشين وسطه .. وعن طريقها ممكن اقدم لهجره
انسانيه علشان ترتاح امي والشيخ وارتاح انا من البلد الرافضاني دي
ولو سعيت انه الدعوي تاخد شكل عام فاكيد السيد رئيس التحريرالمحترم والصحفيه الشايفين
ان كلامي مجرد ترهات ومطالب لشويه شواذ ما بترتقي للنشر علي جريدته حيجي هو والف غيره
يطلبوا تصريح واحد مني ..

ده غير ان زمن التعتيم الاعلامي ده خلاص انتهي وعن طريق النت واليــــ ....

امي اخيرا خرجت عن صمتها صارخه
_ هــــيي حيلك حيلك انت قايل نفسك وين ... مافي زول مننا ممكن يسمح ليك بكده
أنت لو قنعان انا وابوك الشيخ اخوانك وعزه ذنبهم شنو في الجرسه دي
_ اوك علشان ياسين والياس وعزه بلاه العام وخلينا في الخاص ممكن اطلب في العريضه
الجلسات تكون سريه .... اها افكره رايكم فيها شنو
ران صمتهم لفتره قبل ان يقطعه جدي يسألني هل بامكاني مواجهه قاض وحاجب ورهبه محكمه
فلما اتاه ردي تنهد ثم قال
_ ده قرارك كمان لو جينا للواقع حتي لو ما كنت بتسعي للبتسعي ليه مفترض دي كانت تكون الخطوه
المنطقيه بعد اجراء العمليه ابشري انا معاك في الخطوه دي بس خلينا نستشير محامي
علشان نعرف العلينا شنو...




أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:17 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.