لقاء سودانيات مع السيد وزير خارجية السودان - لاهاي

[خالد الحاج]

السيد علي كرتي وزير خارجية السودان

لاهاي
12 نوفمبر 2010
خالد الحاج الحسن

قام وفد رفيع من وزارة خارجية جمهورية السودان بجولة أوروبية شملت العديد من الدول . الوفد بقيادة السيد علي كرتي وزير الخارجية والسفير أحمد يوسف مدير مكتب السيد الوزير إضافة إلي الوزير المفوض والناطق الرسمي لوزارة الخارجية السيد معاوية عثمان خالد والوزير المفوض خالد موسي .
حرصت سودانيات علي الالتقاء بالسيد وزير الخارجية في لاهاي في منزل السيد سراج الدين حامد يوسف سفير جمهورية السودان لدي المملكة الهولندية .

سودانيات :

سيادة الوزير مرحب بك في هولندا ونرجوا لك إقامة طيبة ورحلة عمل موفقة .
السيد الوزير :
بسم الله الرحمن الرحيم . شكرا ليكم وسعيد بالالتقاء بكم .

سودانيات :
حدثنا تكرما عن جولتكم الأوروبية هذه ، ما هي أهدافها وما الذي تم انجازه وهل أنت راضي عن نتائج الجولة ؟
السيد الوزير :
جئنا إلي النمسا للمشاركة في ندوة عن السلام في السودان بحضور شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية
وتم نقاش مثمر لمجمل المطروح من قضايا ، قضية ترسيم الحدود ، قضية أبيي وقضية الجنسية للمواطنين من جنوب السودان في الشمال . وقد كان لثراء التجربة النمساوية في قضيتي الجنسية وترسيم الحدود دوره الفاعل في جعل الحوار مثمرا ، فقد مروا بتجارب مماثلة في تاريخهم الحديث .
أشار السيد الوزير إلي أن الحوار في العاصمة النمساوية فيينا لا يعتبر بديلا للحوار الدائر بين شريكي الحكم في الخرطوم لكنه حوارا مفيدا علي كل حال سيساعد في تقريب الشقة .
قمنا كذلك بزيارة إلي المجر وقد ضم وفد السودان مختصون من الغرفة التجارية ومجموعة من رجال الأعمال . والتقينا بالعديد من الشركات أحدها تضم مجموعة شركات تصل إلي ثلاثين شركة تعمل في شتي مجالات الاستثمار . من ضمنها السكك الحديدية والطرق والتنمية الزراعية والبترول . كذلك مجموعة من رجال الأعمال السودانين الذين يقيمون في المجر .
للمجر علاقات تاريخية قديمة مع السودان سعينا إلي ترميمها . خاصة ,أن المجر سترأس الدورة القادمة للاتحاد الأوروبي بعد ستة أشهر وهي فترة نحتاج فيها إلي تعاون مثمر ومفيد .
أشار السيد الوزير إلي أن آخر وزير خارجية سوداني زار المجر كان ذلك في العام 1971 .
إلتقينا اليوم بوزير خارجية هولندا ووزير الممكلة الهولندية المفوض للاتحاد الأوربي ، وكان لقاءا مثمرا خاصة وأن السيد وزير خارجية المملكة الهولندية قد تسلم عمله حديثا وكان توّاقا للحوار حول الوضع في السودان والاستماع إلينا . وقد وعد بزيارة قريبة للسودان . وهولندا من الدول الداعمة للسودان ولها عدة مشروعات تنموية في عدة مجالات سعينا إلي تطويرها .
وقد وجدنا في جولتنا هذه ميلا للاستثمار في السودان ، أوروربا تبحث عن موارد والسودان ثريا بموارده .

سودانيات :
ماذا عن موضوع الاستفتاء في أبيي ؟

السيد الوزير :
مسألة أبيي مسألة شائكة . فسكان هذه المنطقة عامة من الرعاة الرحل ومن ضمن نقاط الخلاف مسألة مدة الإقامة في مكان ما للاستفتاء . وفي النهاية الأمر خاضع للتفاوض . وإن لم نتمكن من حله تفاوضا قبل المدة المعلنة للاستفتاء يمكن حله بعد ذلك لأن هنالك مدة ستة أشهر بعد الاستفتاء نرجوا أن تحل فيها القضايا العالقة .


سودانيات :
سيادة الوزير من الملاحظ أن القضايا التي طرحت للحوار "مسالة ترسيم الحدود ، الجنسية لمواطني جنوب السودان في الشمال وقضية الاستفتاء في أبيي " أنها تصور الأمر وكأن مسألة الانفصال صارت أمرا محسوما . ولم ألحظ إشارة إلي أي جهود لدعم التوجه الوحدوي ؟

السيد الوزير :
النمساويون ينظرون إلي أسوأ الاحتمالات . لكنا نعمل من أجل الوحدة . وعلينا أن ننأي بالموضوع عن العاطفة وننظر للأمر بصورة عقلانية ، فإن كانت وحدة فهذا ما نتمناه وما نهدف إليه ، وإن كان انفصالا فهذا سيكون خيارهم . ونرجوا أن تكون جيرة خيرة . والذين يتخوفون من الحرب نقول لهم لن تكون هنالك حرب ، والمشاحنات التي تحدث يمكن احتواءها بالتفاوض . نحن لدينا علاقات حدودية مع شاد وأرتريا ومصر . لا تخلوا جميعها من بعض الحساسيات أحيانا . وما يجمعنا بالجنوب أوثق وسيكون جنوب السودان أكبر دولة جارة والحدود حوالي ال 800 إلي ألف كيلومتر . والمنطقة ذات كثافة سكانية عالية .

السيد وزير الخارجية يتحدث إلي سودانيات ويظهر في الصورة السيد سفير السودان والوزير المفوض بالخارجية الهولندية

سؤال من دكتور خالد عبد العزيز :
من الملاحظ يا سيادة الوزير أن جولتكم لم تشمل بعض الدول المؤثرة وذات الثقل والتي لها تاريخ طويل في العلاقات مع السودان ؟
السيد الوزير :
كل هذه الدول نحن نفاوضها . لكنا تقصدنا أن يشمل حوارنا العديد من الدول الأوروبية . وقصدنا أن نطرح رؤيتنا عليهم ، فإن تمكنا من جعل إثني عشرة دولة تتفهم موقفنا فهذا كسبا لنا في أروقة المنظومة الأوروبية . وبعض الدول لديها علاقات وثيقة مع السودان وظلت وثيقة في أسوأ الفترات مثل اليونان .
سؤال آخر من دكتور خالد عبد العزيز :
سيادة الوزير هل ستتأثر علاقة السودان مع الصين في حالة الانفصال ، خاصة وأن المنتج من بترول سيكون معظمه في الجنوب ؟
السيد الوزير :
للصين علاقة ممتازة وقديمة مع السودان ، وهي علاقة سبقت انتاج البترول . وهذه العلاقة ستستمر . كما أن البترول معظم وسائل تضنيعه و ترحيله ( خط الأنابيب) توجد في الشمال وهذا مدعاة للتعاون بين الجنوب والشمال وسيستمر . كما أن هذه الأشياء تخضع لمقاييس عالمية وستصل الصين فيها إلي اتفاق مع الجنوب لأن الاتفاقية في الأساس ممتازة لا يوازيها إلا ما حدث أخيرا من اتفاقات بترولية في أنقولا وقد أخذت التجربة من التجربة السودانية .
سيادة الوزير أثير مؤخرا حديثا عن وعود أمريكية بسحب اسم السودان من قائمة الدول المشجعة والداعمة للإرهاب . وقد تناقلت وسائل الإعلام حديث ممثل حكومة الولايات المتحدة جون كيري والمشروط بإقامة الاستفتاء في موعده ؟
السيد الوزير :

نعم طرح السيد كيري بعض الوعود . وقلنا له أن وضع اسم السودان ضمن الدول الداعمة للإرهاب كان افتراءا علي السودان وزعم غير مسنود . وأشرنا إلي أن كل التقارير الأمنية الأميركية خلال الثمانية أعوام الماضية أكدت كذب هذه المزاعم . ودعوناه إلي تقديم هذه التقارير إلي الكونجرس والقضية لا علاقة لها باتفاقية السلام وقد سبقتها بأعوام .. نحن نرفض أن يكون رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب رهينا بأحداث محلية . وأكدنا أننا شمالا وجنوبا أحرص علي قيام الاستفتاء في موعده . والذين قاموا بطرح مسألة التأجيل ليسو شريكي السلام .

شكرنا بعدها سيادة وزير الخارجية علي كرتي لتفضله علينا بوقت عزيز في يوم عمل شاق ومزدحم . وقد ختم سيادته اليوم بكلمة ضافية قام فيها بشرح الوضع في السودان لعدد من أعضاء الجالية السودانية لدي المملكة الهولندية تحدث فيها عن مجمل القضايا التي تشغل بال الكثيرين ودعاهم للتفاؤل ، واستمع بصبر جميل لما طروحوه من أسئلة .

وختم السيد السفير سراج الدين حامد اللقاء بكلمة شكر فيها الوفد الزائر وممثلي الجالية ووعد بلقاء يمتد فترة زمنية أطول في لقاءات قادمة .