الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-12-2020, 10:22 PM   #[1]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي رحلة في طيات الكتاب - لوطني وللتاريخ - مذكرات الشهيد الشريف حسين الهندي

اقتباس:

جريدة المجهر - الجمعة 2 نوفمبر 2012م - الموافق 17 ذوالحجة 1433هـ - العدد 193
رحلة في طيات الكتاب - لوطني وللتاريخ - مذكرات الشهيد الشريف حسين الهندي
’’نميري‘‘ يتحرك في (كواليس الجيش) لتنفيذ الانقلاب .. ورسائل ’’الشريف‘‘ التحذيرية تضيع في الهواء ..!!
الحلقة الاولي

إعداد خادم التراث / محمد الامين الشريف عمر الهندي
هو الشريف الحسين بن الشريف يوسف (الهندي) بن الشريف محمد الامين ، بن الشريف يوسف بن الشريف احمد بن الشريف زين العابدين بن الشريف حمد بن الشريف آدم بن الشريف محمد الشهير بالهندي ، الذي علق به لقب الهندي لأن مرضعته في مكة كانت هندية الاصل .
ولد الشريف حسين في عام 1924م ، ونشأ وترعرع بضاحية بري الشريف شرق الخرطوم ، وقد الحقه والدهـ بالخلوة لحفظ القرآن الكريم ، فأتم حفظه في سن باكرة .. ثم حضر خاله الاستاذ احمد خير وأخذهـ معه ليتم دراسته بمدينة ود مدني والحقه بالصف الرابع بالمدرسة الاولية .. وفي منتصف الصف الرابع ذهب الشريف الحسين لتلقي دراستهم الثانوية بكلية فكتوريا بالاسكندرية بمصر .
وإنضم معظم زملاء الشريف الي الاحزاب الاتحادية التي اندمجت في الحزب الوطني الاتحادي عام 1953م ، وكان عدم إنضمام الشريف لهذه الاحزاب مثار تساؤل ، غير أن بعض المقربين كانوا يعرفون ان من رأي الشريف أن الطائفية ينبغي ان تبتعد عن العمل السياسي الحزبي ، وبعد إعلان دمج (الحزب الوطني) في (الوطني الاتحادي) سجل الزعيم اسماعيل الازهري رئيس الوزراء ورئيس (الحزب الوطتي الاتحادي) علي رأس وفد من الحزب والحكومة ، زيارة الي قرية (العقدة) والتقي بآل الهندي في معقلهم .. وبعد تلك الزيارة ، أعلن الشريف حسين إنضمامه رسميا الي (الحزب الوطني الاتحادي) .
وفي عام 1958م ترشح الشريف في دائرة الحوش عن (الحزب الوطني الاتحادي) وكان في الوقت نفسه مشرفا علي الانتخابات في دارفور ، وقد فاز في دائرته فوزا كاسحا .
وكان الشريف علي صلة وطيدة بكثير من حركات التحرر الوطني ويساعد بعضها في الحصول علي السلاح ، وكان يشرف علي معسكرات المقاتلين السودانيين المقامة بليبيا واثيوبيا ضد نظام نميري العسكري ، وكان من المناصرين بشدة لحركات المقاومة من اجل التحرر في العالم عموما وفي افريقيا ، وقد كلفه عبدالناصر القيام بمحاولة لخطف الرئيس الكنغولي ’’باتريس لوممبا‘‘ وكادت محاولته ان تصل الي غايتها لولا ان خصوم ’’لوممبا‘‘ أقتادوهـ قبل وصول ’’الشريف‘‘ الي مكان مجهول وقتلوهـ .
ولخروج الشريف من السودان قصة طويلة معروفة في تاريخ السودان - تخللتها وحدثت بعدها احداث جسام في رحلة حياة عامرة بالمواقف .
وقد قضي الشريف اخريات ايام حياته في العبادة وتلاوة القرآن .. وتوفي في اثينا في يوم 9 يناير 1982م .. وكان قد تزوج في أخريات العهد الحزبي الثاني من كريمة الخليفة احمد عبدالوهاب .. ولم يخلف أبناء ، ولكنه خلف في الدنيا صوتا داويا
.

الفصل الاول
الهارب
* لم يكن صباح الرابع والعشرين من مايو مختلفا عن غيرهـ ، كان البيت مكتظا بالنائمين وبالداخلين إليه قبل هاتف الفجر ، ودوي آذان الصلاة فيه وسوي الناس صفوفهم ، ولست مبالغا إذا قلت إن المصلين فيه كانوا اكثر عددا من المصلين في الجامع الكبير ، وتحاملت علي نفسي لأنهض فلم اكن قد حضرت إلا قبل ساعتين ولم اجد إلا سريرا بلا مرتبة ، كومت نفسي عليه . وعلي أي حال .. فقد كنت اسعد حالا من الذين افترشوا البلاط والنجيلة والكراسي ، وكنت قد تعودت علي هذا المنظر ، فلم يعد يزعجني في شئ ، وحتي الشرطة عجزت عن حراسة منزلي فتركته مفتوحا يلجه كل من لم يجد له مأوي في الهزيع الاخير من الليل ، ولا غرابة فقد كنت وزيرا متخلفا في بلد متخلف ، يعتقد اهله ان وزيرهم لا ينام ولا يأكل الطعام ، وان من حقهم عليه ان يحولوا بينه وبين كل ذلك . وان يقابلوهـ فرادي ومئات . آني شاءوا ، والويل له إذا عبس وتولي ، أو تواري واعتذر .
وبنفس ملابسي التي امضيت بها النهار ، وتكومت بها علي سرير الحديد .. نهضت ورأسي يدور إجهادا . وجسدي لايكاد يحملني ، ولن يصدقني احد طبعا إذا قلت إنني لم أتناول غدائي ولاطعام عشائي ، وبقيت في مكتبي بوزارة المالية حتي الثالثة صباحا ، وليس هناك إفطار في منزلي لأتناوله ، وإن كنت علي موعد في الحقل في شمال الجزيرة ، ولو تأخرت دقائق لكان خروجي من منزلي في مرتبة المستحيلات ، ولبقيت كالعادة كل يوم الي ان اقابل مائتي شخص او يزيدون ، واسمع واتجاوب واستجيب مع مجموعاتهم كلها .
وإنطلق السائق وهو ينظر الي في إشفاق ورثاء ، يمزجهما أسي وحزن وحسرة ، فبقدر ما عمل مع العديد من الوزراء لم ير وزيرا مكدودا مطاردا مثلي ، ولم ير (نزلا) مثل منزلي ، وكان يردد ذلك دائما ، وهو يمط شفتيه ويصفق بيد علي الاخري في عجب وضيق .
وردت لي نسائم الفجر بعضا من فكري ، فسرحت افكر في احداث اليوم السابق والعربة تسرع صوب الجزيرة الخضراء ، تذكرت اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب وهي تبحث عن مستقبل الحكم ، واسترجعت كلامي لهم - كلاميي الذي ازعج احلام البعض ، وإعتبرهـ الاخرون حديثا إنصرافيا - وقصدت به إخافتهم وإيقاظهم من احلام اليقظة في لذة الانفراد بالحكم : (إنكم تتكلمون عن الإنفراد بالحكم ، وأنا أحذركم من ضياع الديمقراطية .. فإنني أعلم ..) وسردت ما كان لدي من معلومات تفصيلية ، ورد علي زميلي الموكل بالحفاظ علي أمن الديمقراطية وحكمها في ثقة يشوبها الإستعلاء والغرور : (فليطمئن السيد وزير المالية ، فنحن نعلم ونراقب) . وسمعت لحظتها همسة أراد صاحبها ان تسمع : (إنه يريد أن يخيفنا) .
وجلست وقد بلغت ، وكنت في نفس النهار قد ذهبت الي السيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع واخبرته : إن المناورات بالذخيرة الحية في (خور عمر) بالدبابات ، أمر ممنوع منذ محاولة إنقلاب ’’كبيدة‘‘ في عهد عبدالله خليل ، وان زيارة (بلك) المظلات بأسلحتهم للمناورة بالدبابات ، بدعوي إنهم مدعوون لليلة سمر هناك ، ماهي إلا لتكملة الانقلاب بإضافة المظليين من المشاة للدبابات . وذكرت له مصدر اخباري - وهو احد سفراء السودان الان - وكان عضوا في جماعة (الضباط الاحرار) وعن إجتماعهم الذي رفضوا فيه الإنقلاب بأغلبية ساحقة ، وعن إصرار قلة منهم عليه ، وان هذهـ القلة هي التي خرجت بالدبابات للمناورة وبالمظلات .. بأسلحتها للزيادة .
وبنفس الثقة التي يصرف بها رئيس الوزراء كثيرا من الامور ، صرف مخاوفي علي إنها هواجس ، ثم رجعت إليه بعد ساعات معي العميد ’’حسن فحل‘‘ وكنا قد إلتقينا ووثقنا ان معلوماتنا متطابقة ، فهرعنا إليه . هذهـ المرة جاملنا رئيس الوزراء فإتصل بآخر من يعلم قائدهـ العام ، فإستمهله ثم رد عليه بأن ما تقوله أضغاث أحلام) .. وأشار السيد رئيس الوزراء الي حذائه قائلا لنا : (إنهم لايستطيعون قلب حذائي هذا) . وحدقنا فيه .. ثم في الحذاء وانصرفنا .
وبعد شهور علمنا ان الذي سأله القائد العام ، قبل ان يرد علي رئيس الوزراء كان الرائد ’’مأمون عوض ابوزيد‘‘ المسؤول الرابع في الاستخبارات العسكرية ، وكان كل المسؤولين قبله في إجازة ، وكان هو أكبر الرؤوس التي خططت للإنقلاب والمسؤول الوحيد الباقي في الاستخبارات العسكرية بعد سفر كل رؤسائه في إجازاتهم .
وفكرت في أن اطلب من السائق الرجوع ، ولكن ماالذي سأفعله ، خصوصا وقد رجعت نفس المساء لمنزل السيد رئيس الوزراء ، وأخبرته بما وصلني (إن العقيد جعفر نميري بالخرطوم منذ ايام ، وانه في إجازة محلية ترك بعدها عمله في ’’جبيت‘‘ وامضي ياما في ’’القضارف‘‘ برئاسة القيادة الشرقية ، ثم أيام بـ’’شندي‘‘ برئاسة القيادة الشمالية .. وانه منذ حضورهـ الي الخرطوم دائم التردد علي القيادات العسكرية ، كحامية الخرطوم ، وسلاح المدرعات ، وسلاح المهندسين وغيرها ، وان هناك إجتماعات تعقد في منزله ، يحضرها فاروق حمدالله الرائد بالمعاش ، وصديقه كمال رمضان المحامي المعروف الاتجاهـ) .
وسردت كثيرا من التفاصيل فترك حديثي الممل ومال الي داؤود عبداللطيف وحديثه الشيق المليء بالنكات ، المنغم بعالي الضحكات ، فإنصرفت للمرة الثالثة ذلك اليوم ، وسردت معلوماتي للهيئة البرلمانية واللجنة التنفيذية وسط مائتين من الاعضاء فلم يكن حظي مع وزير الامن ، بأكثر من حظي مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع . وكانت مخاوفي قد زادت عندما طلبت الخارجية سفر حوالي ثلاثين ضابطا في إحدي مراحل مفاوضاتنا لصفقة الاسلحة الروسية ، وكان العدد مريبا وكبيرا ، فرفضت بحجة شح الموارد المالية ، ولم ينقض يوم حتي اخطرتنا الخارجية بأن كل العدد سيسافر ويستضاف علي حساب وزارة الدفاع السوفيتية ، وكان فيهم أكثر من عشرة قادة اسلحة ، وكان الذين بدأوا المفاوضات وأكملوها ، موظف من المالية مع ضابط واحد فقط من الدفاع ، وسافر كل هؤلاء بموافقة وزارة الدفاع والخارجية قبل يوم واحد من الانقلاب ، أو علي وجه التحديد عشية يوم الانقلاب وقبله بثلاث ساعات فقط .
إذا اضيف لذلك الجو السياسي السائد وقتها ، إتفاق جناحي حزب الامة - الاتفاق ان يكون السيد الصادق المهدي رئيسا للوزراء .. والي الابد ، واستقالة رئيس الوزراء ، ومحاولة الحزب الاتحادي الديمقراطي الانفراد بالحكم وسفر السيد الامام الهادي المهدي الي الجزيرة ابا ، ورفضنا قرار مجلس الامن رقم (242) وزيارة حسن صبري الخولي لإقناعنا بالعدول عن رفضنا .. وإصرارنا علي الرفض ، كان علي اساس عدم المساس بالقضية الفلسطينية وتمسكنا بقرارات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم ، والعلاقات المقطوعة مع امريكا والمانيا ، وقبلها مع بريطانيا والقضية الدستورية في حل الجمعية التأسيسية وتدخل بعض الضباط في ذلك ، وقضية حل الحزب الشيوعي ، وموقف بعض القضاة منها ، وتطلع الجميع للحكم المقبل ومعركة رئاسة الجمهورية ، إهمال الاغلبية للحكم الحالي وأمنه وأدائه ، ومرض رئيس الوزراء الخطير ، ونصيحة الاطباء له وأشفاقنا عليه ، رغم شجاعته ومحاولته الاستمرار ، ومقالات احمد سليمان عن وجوب تدخل الجيش في السياسة والسكوت ، بل الرضا عليها من البعض ، والتسيب وعدم المبالاة في اغلبية الوزارات ، والقاء العبء كله علي قلة تقل عن اصابع اليد الواحدة ، كل هذا إرهاصات ونذر ، إذا اضيف إليها النشاط الظاهر والمستتر ، في عدد من السفارات المعروفة ، كان الجو كله ينذر ببداية احداث كبيرة ، وكانت هناك قوي في الداخل والخارج تخطط لها ، وكان هناك نشاط ملحوظ في بعض الدوائر العسكرية ، وكانت الصحافة - بتوجيه من البعض - تستعمل كل حرياتها لزيادة التوتر ، واستفحال الانفجار ، مع هذا لم ارجع ، وقد يكون لرجوعي إذا فعلت اثر علي الاحداث ، رغم إني كنت وحدي إهتم واتابع واعمل ، وفعلت في ظروف الاعياء المتواصل وتداعي الموقف السياسي والانفعالات النفسية فعلها .. ماذا لو تم إنقلاب قام به ضباط وطنيون بقيادة وطنية ؟ قد يكون قادرا علي التغيير الذي كنا نسعي إليه ، ونطلبه ولانستطيعه .. أليس هو قطاعا من قطاعات الشعب السوداني ؟ وماذا لو ادي دورهـ ؟ وانا شخصيا .. ألم اصل حالة الانهيار ؟ واسقط مغشيا علي ثلاث مرات .. وظللت أعمل اثنين وعشرين ساعة ؟ مع هذا فلم استطع إلا تغييرا ضئيلا ؟ وماهي مقدرتي علي الاستمرار في التصفيق بيد واحدة ، أو الاذان في مالطة ؟
وقبل اسابيع استدعيت للقصر وقابلت الدكتور وصفي ، وكان الرئيس متعبا في قلبه ، وقال لي د.وصفي إنه قال - قبل ان تعتورهـ إغماءة بسيطة : ’’استدع الشريف وحدهـ وأخبرهـ‘‘ .
وجلست بجانبه وقلبي تعصرهـ مخالب من حديد ، والدنيا كلها قد اسودت في قلبي وناظري ، وتذكرت قوله لإثنين من زملائي امامي عاتبا : ’’لاتستغربوا إذا سطقت بينكم‘‘.


نقلا عن المجهر السياسي

...

* ملحوظة :
هذهـ مجموعة من 71 حلقة تم نشرها في المجهر السياسي ، ملخصا لكتاب الشهيد الشريف حسين الهندي ، لوطني وللتأريخ .. سوف نرفق الكتاب في أخر الحلقات ، مع اضافة بعض المداخلات والقراءات الاخري .. ليكون التوثيق شاملا ، مع إضافة بعض حلقات فيديوا ’’اليوتيوب‘‘ .. إلخ .

ترقبوا كل اسبوع مداخلة جديدة ، بإذن الله ..

من الخميس 17 ديسمبر ، وكل يوم خميس بإذن الله ..



التوقيع:
اقتباس:
متعتي في الحياة أن أقول الحقيقة
جورج برنارد شو
elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 08:37 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.