يحكي ان ملكا من الملوك استعمل مستشارا لبعض امور دولته وكان هذا المستشار تقيا ورعا وكان خير معين للملك علي اموره ودائما حينما يحدث امرا كان يقول : لعله خير , هكذا كان حكمه علي كل امر قد انقضي.
كان الملك يحب الصيد ويصحب معه في رحلته مستشاره , وفي احدي الرحلات بينما الملك يجري خلف طريدته اذ سقط عن حصانه وكسر اصبعه. لم يستطيع الحكماء مداواته فاضطروا الي قطعه واخطروا مستشاره بذلك فقال : لعله خير. غضب الملك غضبا شديدا , كيف يقول مستشاره لعله خير علي قطع اصبعه وامر بسجنه, فقال : لعله خير ,
مرت الايام وتاقت نفس الملك الي الصيد مرة اخري فخرج في رحلة جديدة وابتعد عن المضارب بحثا عن طرائده , فوقع علي قوم يعبدون الاصنام , ولما رأوا هيبته عرفوا انه عظيم في قومه ,فاسروه وآثروا ان يذبحوه قربانا لآلهتهم , ولما تلوه علي جبينه واوثقوه وجدوا اصبعه المقطوع قالوا كيف نقدم قربانا ناقصا الي آلهتنا ؟ وفكوا اسره .
فرح الملك فرحا شديدا وعاد الي ملكه وكان اول ما فعله هو اطلاق مستشاره من السجن , واخبره بما كان من امره وقال له : ولكني ما زلت لا افهم كيف يكون سجنك خير؟ تبسم المستشار وقال للملك لو لم اكن في السجن لكنت معك في رحلتك وربما ذبحت بدلا عنك .
ربما كانت هذه حكاية ولكن الاتذكركم بشيء ؟ نحن نسخط كثيرا لامور دنيا ولا ندري لعل الله يجعل في ذلك خيرا كثيرا , نسخط اذا خسرت تجارتنا , اذا كان الشارع مزدحما ,اذا لم نجد اللون الذي نحبه في السوق , , اذا لم تتم ترقيتنا , اذا فصلنا عن العمل , وغيرها من امور الدنيا , بل واحيانا نقضي وقتا طويلا نغلي مما حدث لنا ونفكر في الانتقام ممن تسبب في ما نظنه شر لنا , وبعضنا يشرع في ذلك.
سؤال قبل ان أختم ! متي كانت آخر مرة سخطنا اوغضبنا فيها لأمر ديننا ؟
|