الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2006, 02:02 PM   #[1]
نجم الدين علي حسن
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية نجم الدين علي حسن
 
افتراضي المشهد الثقافي السوداني (شهادة)

[align=center]المشهد الثقافي السوداني (شهادة)[/align]

علاقة الشعر العربي الحديث في السودان ما بين الجذر الإفريقي والجذر العربي، أم أن هذه أطروحة موهومة، أم ماذا ..؟ وهل تكفي الكتابة باللغة العربية ليكون الشعر عربياً؟

إضاءة:

قتلوني ..
وأنكرني قاتلي ..
وهو يلتف برداناً في كفني
وأنا من ؟
سوى رجل واقف خارج الزمن
كلما زيفوا بطلاً
قلت (قلبي على وطني)
محمد الفيتوري
__________________________________________________ ________________________


أولاً وعلى المستوى الحضاري العام فإن الإبداعات الإنسانية هي جوهرياً شراكة إنسانية، ونلاحظ أن العالم كله اليوم يعيش في مناخ حضارة كونية واحدة، فليس هناك اليوم حضارة فرنسية أو روسية أو المانية أو صينية، وإنما هناك ضمن هذه الحضارة الكونية الواحدة خصوصيات واضحة أو غامضة تبعاً لدرجة الحضور الإبداعي للشعوب. ويعجبني كثيراً رأي المفكر الفرنسي (هنري دولا باستيد) إذ يقول (لقد انتهى مفهوم الحضارة الغربية . وما من رؤيا للمستقبل تكون لها قيمة، من الآن فصاعداً إلا إذا تضمنت قيم الحضارات الخمس الكبرى في العالم : الأوروبية (الفكر)، العربية (اللغة)، الهندية (الحركة)، الصينية – اليابانية (الإشارة)، الأفريقية (الإيقاع).

أما على المستوى الخاص فالمبدعين السودانيين الجدد – أعني جيل التسعينات من القرن المنصرم – يحفرون بأظافرهم هذه الصخور لشق الطريق أو الحصول على ماء، ووجدوا أنفسهم أمام خيارات صعبة، تمثلت في المسئولية التاريخية لهذه الحقبة الحرجة، الراهن السياسي الغامض، الوضع الإقتصادي وتبعاته، ….. ربما ما يزال البعض من جيلي هاوٍ للكتابة باشكالها المختلفة ، الشعر ، القصة ، الرواية .

تحسس هذا الجيل الجديد لسانه فوجده عربياً غالباً وبشرته سمراء ونظرته شاملة وجذوره التي وجد أنها عربية إنغرست في أرض أفريقية فمازج بين كل هذه المتباينات وخلق لنفسه تفرداً، فكتب القصة بذات المنظور ، وعبر عن نفسه شعراً وهو يعي الحداثة والبنيوية.. فالثقافات المتباينة والمتعددة تركت بصماتها في كثير من وجوه الحياة ولكن يبقى الحضور العربي هو المهيمن، يدعمه النزوع المستمر إلى الأصل وترفده اللغة وهي وسيلة الإتصال الغالبة التي تدعم وتساهم في إيصال ثقافته ، ولا نستطيع أن نجزم بأن الأدب السوداني كله مكتوب باللغة العربية تبعاً للتعدد الإثني والتراثي المتباين، فنجد فرانسيس دينق مثلاً قد كتب رواية (طائر الشؤم) باللغة الإنجليزية وترجمها إلى العربية الدكتور عبدالله النعيم (الكاتب والمترجم سودانيان)، وكانت الجماعات الأدبية منذ خمسينات القرن الماضي كجماعة الغابة والصحراء مثلاً تنادي بالمزاوجة بين العربية (الصحراء) والأفريقية (الغابة) دليلاً على إشكالية الهوية الثقافية وسؤالها المطروح حالياً وبلا شك نجانب الحقيقة إذا قلنا بأن اللسان المعبر عن مشاعر السوداني أدبياً هو اللسان العربي (فقط) إلا إذا كنا نعتقد بأن السودان بلد عربي مائة بالمائة؟ فالسوداني نجح في التعبير عن أحاسيسه وآماله بلغة عربية رصينة وجعلها تنقل موضوعه، ووفق أيضاً إلى شيء لا يتفق إلا للشعر الذي له دلالة، وفق أن يدمج في قصيدتة الشعرية أكثر من طبقة واحدة من طبقات المعاني ، وتماهى مازجاً قوة اللفظ العربي والإيقاع الأفريقي. لذلك فالكاتب أو المبدع السوداني يتميز غالباً بالبذخ الأفريقي والوفرة، مع التجدد والجفاف الذي يصل إلى خطوط قاطعة، في نفس واحد. وهو في ذلك إنما يمتح أولاً من منابع الثروات الأفريقية المختلفة لكنه يصل إلى الوضوح والوضاءة في اللغة العربية . إذن فتلك الأطروحة غير موهومة.
والمشهد الثقافي الآن مبشر جداً .. فقد ولدت فكرة المنتديات الثقافية على مستوى الجامعات والمراكز الثقافية في الأحياء (منتدى البشير الريح ، منتدى إشراقة) وغيرها، وهي قامت بالمجهود التكافلي للشباب المشغولين بالهم الثقافي الجمعي وقد أفرزت شعراء وكتاب قصة ورواية ناجحين ويمكن توثيق أعمالهم حيث تمكن البعض من طباعة دواوين شعر محلياً وخارجياً .. وإذا تركتنا الساسة لنقول ما نريد فلدينا الكثير ، ودائماً رقيب الإيدولوجية العسكرية بالمرصاد.. كما أن الدولة لم تهتم بالمبدع ورعايته مما اضطر كل الذين سنحت لهم الفرصة بمغادرة البلاد بالسفر بعيداً حيث الفضاءات أرحب والتي تمنحهم حرية التنفس برئتين.. فظهرت تبعاً لذلك الدوريات الأدبية السودانية التي تصدر من دول مختلفة كمجلة كتابات سودانية ومسارات، وصفحات إليكترونية على الأنترنت محاولة لتوثيق وجمع المنتوج الأدبي السوداني وإقناع الآخر به ولا يخفى ما يقوم به المركز الثقافي السوداني ومركز الدراسات السودانية ودار الكاتب السوداني بالقاهرة وغيرها من دور فاعل في ردم الهوة التي تفصل بيننا والآخر. كما أن الذين توفر لهم العمل بدول الخليج نقلوا جزءاً كبيراً من الأدب السوداني معهم إلى هذه المجتمعات، وتفاعلوا مع هذه المجتمعات وأقيمت الجمعيات الأدبية المشتركة ، وخصصت صفحات يومية أو اسبوعية بالجرائد الخليجية مما أقام جسر التواصل، كذلك قامت جماعات ثقافية سودانية كجماعة شرفات الثقافية والتي أنتمي لها حيث ترتكز على مفهوم الكتابة ببعده الخلاق، وإنشغاله بهدم أي سياجات تمثل قطيعة معرفية مع إلتماعات الوعي المشعة في ايما بؤرة كونية، تتقصى (شرفات) مسارات هذا الوعي بإستبصار كامل وسعي جاد للتفاعل الحميم مع الثقافة السودانية والعربية بكافة أبعادها وعناصرها الخلاقة.

ونواصل ......



نجم الدين علي حسن



التوقيع: ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~ما أروعك أيتها الحارة كالبُهَار .. الطّاعمةُ كالمَلح .. الحُلوة كالسُّكر~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
نجم الدين علي حسن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:07 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.