الأخت حنينة
كل عام وأنت بخير
ذكريات المولد في السودان لا تنسى، ففي كل قرية له طعم خاص، وفي كل مدينة له مذاق. في هذا اليوم يجتمع أهل السودان من كل لون وجنس، من الشرق والغرب والجنوب والشمال، نساء ورجالا ، كبارا وصغارا.. تتجاور خيم الطرق الصوفية (ختمية وقادرية وشاذلية وسمانية وغيرهم) تختلط ايقاعاتهم وتصعد أناشيدهم الى السماء.. .. هو يوم فرح ومحبة وسلام وتسامح... يفرح الناس ويبتهجون .. يبتسمون في وجوه بعضهم البعض .. تراهم فتدرك أنهم يعيشون في وئام بلا إحن وأحقاد رغم اختلاف المشارب والألوان والطوائف.. تحدث الفرحة تلقائيا وتغمر البهجة الجميع.. عشاق المديح يتمايلون طربا كما ذكر المجذوب في قصيدته... أما الأطفال فذاك يوم عيدهم مع حلاوة سمسمية والعرائس، والباعة (يصرفون) سلعهم في ذلك اليوم حتى (الباير) منها .... وللشباب مآرب أخرى.
من تمر عليه هذه الذكرى وهو في الغربة، يسترجع هذا الشريط، فيتحسر على أيام الطفولة والصبا والشباب، ويشعر بحجم (كارثة الغربة).
لك ودي
|