الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عالم عباس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-03-2007, 07:15 AM   #[1]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي حواء إبراهيم حين تكسر التابو!

حواء ابراهيم حين تكسر التابو!
مساء البارحة الثلاثاء 6مارس، والفضائية السودانية تنقل من المركز العام للمؤتمر الوطني بالخرطوم، حفلاً ساهراً باسم "سلام دارفور"، على رأس شهودها البروفسير إبراهيم أحمد عمر!
أمتعني الحفل وأحزنني من زوايا عديدة، وسأفصل ذلك لاحقاً، ولكن أكثر ما أثار إعجابي هو أن الحفل في معقل المؤتمر الوطني(شخصياً)، يعني في بيت الحكومة، والتي هي بالتأكيد طرف أصيل فيما يجري في دارفور!
والأهم من كل ذلك كانت بالنسبة لي تجربة فريدة لأرى على المحك (براجماتية إسلاميي المؤتمر الوطني)، وفي الذهن تاريخهم العاصف مع الفنون والغناء والرقص والرقص المختلط، وتحطيم التماثيل ومجزرة أشرطة الغناء، والزي الإسلامي، والقناة المتوضئة، وتلفزيون الطيب مصطفى، وما إليه!
لم يكن من مكان أنسب، في نظري وأفضل من دار المؤتمر الوطني(شخصياً)، من أن يطبّق أهل دارفور، عملياً، مثلهم البليغ (البرقص ولا بغطّي دقنو)! تأملت كم كان صراعاً مرهقاً عبر تجربة الإنقاذ المريرة(بالنسبة للشعب السوداني بالطبع) حتى يتيقن هؤلاء أن في الدين سعة، وفي التنوع رحابة وغنى، وفي الفن فهم غير فهم أولئك الغلاة الباطشين مما عرفنا من تاريخهم القريب الدامي!
في دار المؤتمر الوطني(شخصيا)، وفي بيت الحكومة نفسها، انطلقت حواء كالمهر الأرنّْ، متمنطقة متحزمة، تتقافز كأرشق غزال، ويتعالى صوتها، ويتهدج وهي تهبهب ب(برتالها) الملون وتغني وترقص حافية، إلا من رشاقتها، إمرأة بكامل أبهتها تغني وترقص وسط الرجال، وأي رجال، بل وتأخذ "الهاشمية" ببعضهم (نساء ورجالاً)، فيشاركونها الرقص على رؤوس الأشهاد، بل والعالم!، وأين؟ في دار المؤتمر الوطني (شخصياً)، قادة "الشريعة والتوجه الحضاري"!
كانت حواء كأبهى ما تكون، ببساطتها البالغة، وعفويتها وعنفوانها، غنت لأهلها ورقصت، كما لم تغن ولم ترقص من قبل، ما نالت منها السنوات ولا المآسي الدامية، كانت كأنها في حلقة (ظار) تترك كل أحزانها وصور القتل و الدمار في حياتها وفي أهلها، تتساقط وتتهاوى عبر الغناء والرقص، (كية لأهل التزمت!)، و(دارفور ما كدة)، كما غنى أحد المشاركين!
غنى علي الرهيد، فيما يشبه الصهيل، ذاك الصوت الذي يشق الفلوات، في أماسي دارفور الندية، صوت يتماوج بين الناي ورزيم الطبل، ينساب كما الوزين في رهيد البردي، والبهم وهي ترعى بين رهود عد الغنم!
وغنى المليح آدم في نصاعة جلبابه وعصاته، كأجمل بقاري حدّاي، ممتلئ بالثقة، يحرك عصاه كما (الدمباري)، كل إشارة بمعنى وفعل، وغنى أحمد شارف، وغنى وغنى، عبد الماجد، وعمر إحساس، وفاطمة محمد عثمان، وهي تردد (سلام عم السودان، دارفور تعود تاني)!
وحين كان أحد المغنين في الحفل يردد:
(مافي أخير من شورى وراي
لو من شيخ أو شرتاي
أو مواطن ساي
أهلنا دماهم راحت ساي
)
تأكدت من أن (أهلنا دماهم راحت ساي)، فأي خير تأتي به الحرب؟
وتلفتّ، وأنا أسمعه يقول (ما في أخير من شورى وراي) ، تلفت لأرى أهل الشورى والرأي أين هم في تلك الليلة؟ لو أني أرى أحداً من أهل أبوجا هناك! أياً من وفد المفاوضات أو مني أركوي مناوي، أو مجذوب الخليفة! بالطبع لم أكن لأطمع أن أجد أحداً من خارج منظومة المؤتمر الوطني، أو حتى الطرف الآخر من حكومة الوحدة الوطنية، لكن يبدو أن الأمر (مؤتمر وطني صرْ!)، وهذا لا يعيب لولا أن موضوع دارفور يهم السودان كله، بل العالم كما يعرف الجميع!
كنت تصورت أيضاً أن أرى الوزير أحمد هارون وسط أهله هناك في دار المؤتمر الوطني(شخصيا)، أليس هو من دارفور وسلام دارفور يهمه أيضاً؟ بالطبع لم أسرف في الخيال فيما إذا كان من الممكن أن أرى علي "كوشيب" هناك أيضاً! (بالمناسبة الكوشيب هو اسم لنوع من المريسة المحلية في دارفور)!
كنت أتابع بخوف وقلق، فكل الأغنيات التي قدمت كانت باللسان العربي الدارفوري، وخشيت، والناس تتحدث عن النسيج الاجتماعي (كرّهونا في النسيج ذاتو!) ألا تكون هنالك أغان، أو مشاركات باللغات واللهجات الدارفورية الأخرى، خاصة والناس تردد زغاوة وفور ومساليت، وبرقو، حتى اعتلى مغن شاب يسمى عبد الماجد كورينه، فغنى بالرطانة فأراحني قليلاً، لله درّه!
ختمها عمر إحساس برائعته الراقصة (دارفور بلدناوعندها انهار جدار التابو تماماً واختلط الحابل بالنابل، في المسرح الذي ضاق بالحضور نساءً ورجالاً، كما يحدث بشكل طبيعي وبرئ( قبل لوثة التوجه الحضاري)، وحق للحضور أن يرقص، فلا موضع لوقار هناك!

سألت المغني الأعمى البصير (سنين رزق)، وقد كان ذلكم قبل ربع قرن أو نحوه ويومئذ، كان هو في الثمانينات من عمره، هل كان سلاطين المساليت يرقصون، حين تدق الطبول ويعزف الكُربي؟ أجابني بضحكته المجلجلة الفرحة، (والله وقت بخوجلوا تقول كلادينق)!
([mark=FFFF00]كلادينق جمع كلدنق، وهو النسر الأصلع الضخم. ويخوجلوا معناه يحركون ثيابهم الوثيرة الواسعة مثل الخيمة الخوجلية الموشاة الكبيرة)، أي حين يتمايلون في ثيابهم الملوكية تحسبهم كالنسور الضخمة حين تتمايل![/mark]
لنا عودة لهذا الموضوع، إذا يسرها الله لنا، ومد في الأيام!



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:06 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.