اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصار الحاج
بَابَا كُوسْتَا
الليلُ في هذا المطعمِ العتيق
مفتوحٌ على أشرِعة الرِّيح
لا يعرَفُ الأبواب الخجولة الخُطَى
يطيرُ مع أسرابِ العصافيرِ حتى نهاياتِ البَّهجة الزرقاء
ويفرشُ مائدةَ الكونِ على سحرِ السماوات.
الليلُ في هذا المطعم النبيل
لا يُشبهُ الأمسيات في شوارع الخرطوم
ولا مُسامرات الليل التي أنْهَكَتها عذاباتُ المُحبين
ولا ضجيج العابرين في الصالاتِ المصنوعة من ورقِ الأحلام
بلْ يُشبه الخرطوم في أمجادها الشهيَّة
يُشبه المدينة في ليلِ السَّماوات الصافية
يُشبه المطاعم العريقة في مدنِ الأساطير
يُشْبه بابا كوستا في كلِّ العُصور
سابِحاً من شارع الجمهورية حتى ينامَ على تُخومِ سان جيمس.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وقتها كانت الخرطوم ،
مدينة من فراديس المحبة ،
تحتفى بليلها وتغنى للجمال ،،
يبرق سناها فى غياهبه وتزرع سحرها أنجماً على عتباته
كنا هناك ،
هى وبقايا ذكريات
وأصوات تأتى من عبق التاريخ ،
والماضى يكلمنا بلهجاتٍ اندثرت ،،
ولغة ما عاد يكتبها الحضور ،،،
ماذا تبقى ،
غير أن نبتسم بحزن ،
والسيل يجرفنا فى هبوطه وتعاريجه ،
ويكتبنا على قائمة الشهود ،،
أيا خرطوم ،
لك الله من ثلة الغثاء ،،
صديقنا نصار ،
الشكر أوفاه وأجزله ،
وأنت تعلم أن النص يقلب فى دفاترى صفحات الوجع ،،،