رسائل لأصدقاء حول العالم ( أدنبرة هيا معنا معنا هيا)
[align=right]أدنبرة ... مدينة الحلم
إذ بها تركـ صديقي عيناه تتجولان لتصورا أجمل كائنات الله .. ذهبت معه ذات مساء في تلك الشوارع التي ما فيها شيئ غير الجمال ... بلاد نظيفة وشوارع شوارع ، وبشر كل في حاله وترحاله .
المدينة كلها ولكأنها خرجت لتوها للوجود فلا أثر لضغينة أو (زول شايل من زول دعك من زول شايلو سلاح) وعلي كل تجولنا وصاحبي الذي يدعي (كوجان) في نواحي تلك البلاد الأدنبراوية وتناولنا يومها كل ما يمكن تناوله من فاكهة الروح .... والروح كانت تمشي معنا في بهاء عظيم . تخيلت فجأة كدة شوارع الخرطوم في سبعينات وخمسينات وستينات يحكوها أؤلئك الذين يصرون علي منازلة الروح حتي أرذله .
ياهـ لكم قريبة تلك البلاد لجسد الواحد منا .... خطوات سريعات سرناها ..... ثم مضينا فما دايم في الكون ياحبيبي سوي وجه الله .
هذه أيام صعبة أحاول أنا أكون متوازناً فيها وفي البال سحائب كثيرات عدن لكن هذه السحابة بالتحديد تظل باقية فلا تمطر لتسقي زرعاً ولا تمطر لتسقي عطشي ولا تمطر لتفرغ ما بجوفها من هموم .
قال لي صاحبي يوماً بأن الحياة أضيق بكثير من أحلام الفقراء .... أضيق بكثير من أحلام العمر فالعمر ياحبيبي ليس أن تحيك أيامه بالتخطيط بل هو ببساطة أن تتدبر أمر يومك وفق ما يكون الموقف .
فانا مثلاً :
يقول الناس عادة أعوذ بالله من كلمة (أنا) وتلك تفصيلة لم نرهق فكرنا تجاهه بالشكل المطلوب فلماذا يستعيذ الإنسان من نفسه ما لم يكن في أقصي حالات التناقض !!! .... ما علينا إذ الكتابة هذه ليس من بينها الغوص في أدب الشفاهة السودانية أو بالأصح في الأدب المتوارث أباً عن جد، وجد عن سلف صالح أو طالح فما بالنا كمحاكم التفتيش نبحث في أفئدة الناس فالناس كما كان يقول أستاذ الخير اول معلم رأيت في عينيه التوكل : الناس بالناس والكل لرب الناس . هكذا كان يردد أستاذ الخير في النص الأخير من حصة العلوم . ثم يستغفر ربه ثم يجمع كراسات البنات والبنين قبيل أن يختم حصته بذات الحكمة : الناس بالناس والكل لرب الناس .
بعد سنوات بحثت عن الخير كأستاذ له ماله في رقابنا من ديون لأشكره بعض صنيع . فما وجدت للرجل أثراً ! أي والله ولكأنه فص ملح وذاب ..... ذهبت لمنزله الكائن في أطراف المدينة كان الوقت عصراً والشتاء يحمل معه ما يحمل من قصائد وأوجاع وأغنيات وألحان.
وأنا في الطريق لحيث منزل أستاذي صادفت بشراً كثيرون وبنات جميلات قلت في سري والله لكن يا : بني آدم طلعت زول ما كهين ، مقولته التي كان يقولها في النصف الأخير من حصة العلوم جاءتني حينها لأردد : والله فعلاً الناس بالناس والكل لرب الناس ..... حيرتي يومها كانت ماثلة في الصور التي أمامي مشهد الناس والإناث . الإناث اللائي ما برحن يصنعن المفيد حتي في أدنبرة كان مشهد النساء عظيماً .
غير إني لم أجد لأستاذي أثراً ....
هذا هو النسيان حولك يافطات
توقظ الماضي
تحث علي التذكر
تكبح الزمن السريع علي إشارات المرور
وتغلق الساحات
تمثال رخامي هو النسيان
تمثال يحملق فيك ـــــ قف مثلي لتشبهني
وضع ورداً علي قدمي
أغنية مكررة هو النسيان
أغنية .... تطارد ربة البيت
إحتفاءً بالمناسبة السعيدة
في
السرير
وغرفة الفيديو
وفي صالونها الخاوي
ومطبخها
ثم ماذا يادرويش تاني شنو ؟
تنسي كأنك لم تكن
تنسي كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ
تنسي
كحبٍ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل تنسي
(درويش)
ونواصل [/align]
|