الحكومة القادمة لا تفاوض مع الحركة الشعبية جناح الشمال
لا يخفي علي أحد أن تكوين جماعة مسلحة يتطلب دعما فكريا و مادية , وعادة يتم تصيد هذه الجماعات من قبل خبراء وناشطين في استخبارات الدولية ومجموعات التجارة بالأسلحة و العصابات المتفرقة هنا وهناك , وهي البيئة الخصبة لنشاط هذه المجموعات .. الدور الاساسي الذي يقوم به الخبراء في مجال الاستخبارات الدوليه هو وضع virus يستطيعون هم وحدهم أن يتحكمون في انتشاره أو إبطائه داخل هذه الجماعة. وتحديد متي يأتي بثمره كاملة أي بالقضاء علي هذه الحركات .
من واقع أني كنت مهتم بقضية الجنوب وكنت أقوم بترجمة معظم الاتفاقيات وكنت مع المتضامنين لوحدة السلام , اكتشفت هذا virus وهو نوع من التفاوض الخطير جدا . حيث يبدأ معك بالتفاوض مقدما لك كل ما سوف ترفضه , ويقابلك بعداء مبالغاً فيه , حتى تجد نفسك أمام أمر واقعي أن لا فرق بين التفاوض و الخوض معه في المعارك , وهكذا كان يعود المتفاوضين وهم يشعرون بالفشل التام في المفاوضة بعد أن يقولوا لا .
الفائدة من نوع هذا التفاوض هو أن يشعرك بالفشل , في نفس الوقت قد أكد أنه صاحب القضية الوحيد للمنطقة التى تتفاوض فيها , و أن لا أحد سواه يحق له بالتفاوض في هذه المنطقة , وبالتالي أنه قام بإلغاء المعارضة السياسية من أحزاب و مجتمع مدي , و أيضا قام بإلغاء دور الحكومة في تلك المنطقة, و أصبح وجوده الدولي شي حتمي في المستقبل , وأنتفي الوجود الدولي للرأي العام السوداني معارضا كان أو محايد .
ثم يعود مرة أخري للتفاوض بعد أن أنهكك بالرأي العالمي و بحرب العصابات ليفاوضك بذات الطريقه , و أنت الآن ليس كالأمس أنت أصبحت تشعر بفشلك في التفاوض و اعترفت له ولو رمزيا بشرعية تامة لتلك المناطق , وهنا أنت سوف تقول نعم لبند تعتقد للوهلة الأولي أنه أخف ضررا , وتقول لا للبقية , عندها يفاجئك بلائه وينسحب .
أخطر أتفاق هو في المرحلة القبل النهائية للمخطط حين توافق علي مقاسمته السلطة بجيش منفصل يحكم المنطقة المتنازع عليها , وبالتالي يكون قد أحتل المنطقة ويقوم بتوزيع كوادره علي المناطق الخدمية و الشرطية وحتى المدنية بإنفاق مسبق معك وبعد أن يتمكن من سيطرته وبسط نفوذه يفاجئك بورقة الانفصال فإما عدته للتفاوض أو النزاع المسلح لذلك لا تفاوض .
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد محمد صلاح الدين ; 14-05-2015 الساعة 08:40 PM.
|