الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-12-2006, 03:19 AM   #[1]
imported_عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي زاد الشجون : حِمل على كتِف السنين

[rams]https://www.youtube.com/watch?v=Hcr-GRf1TY4[/rams]

[COLOR="Blue"]
زاد الشجون : حِمل على كتِف السنين



محمد الأمين يصدح بزاد الشجون ، من نفائس الشاعر فضل الله محمد .
لفافة حنين في زمن تحترق النفس من ضيق ما بها .
الدنيا مطلع ثمانينات القرن الماضي ، كريح لولبية . تزحف
الكائنات من حولنا ببطء والدُنيا تُسرِع الخُطى .
على سرير الراحة والاستشفاء في بدء المساء ذات يوم كنت هناك .
يدخلان عليَّ :

هي كزهرة تتلوى بلا عِظام تفوح من حولها روائح الطفولة المنطلقة .
هو بوسامته وبسمته يُورق بلُطف . متأنق يُمسك يديّ ، فسرت مودته
إلى القلب فنبض بشدة .هنالك مقعدان لم ينتبها لهما فسرير مرقدي إلى نفسيهما كان أقرب .
في فُسحة المكان جلسا جواري ، يُمنة ويُسرى . كأنني على قارب ملائكي ،
يحملاه آلهتا الجمال والمحبة .

الليل ودود .. نسمة يانعة ونشوة تسري في العِظام . وددت لهذا اليوم أن يمتد ليأخذ من مُقبل أيامي ، ويفرحنا الليلة .
هذه الليلة كحُلم العبقري .. لا تُشبه أيامي .

إنه أشبه بعِيدٍ فرِحت به السماوات ، حين أحضر هُو وصلات الكهرباء . من مأخذٍ في داخل غرفة الضيوف مدّ حبال الاتصال . على منضدة صغيرة جَلست آلة التسجيل بيننا . قبل البدء تحلَّقا حولي ، وأنا في وَهني ومن حولي نضارٌ صارخ ومحبة للكون ترفُل في حُلل المجد الذي لا تعرفه الدنيا من حولنا تلك الأيام :
صداقة تنضح ألفة ومحبة وتُفسح للأرواح الحالمة أن تطوف من حولنا .
بدأت المُقدمة الموسيقية لزاد الشجون لفنان السودان والموسيقار الرائع ( محمد الأمين ) :

كأنك خارج من محبس سنوات سِجنٍ طويل أنت فيه المظلوم ، ونزلت إلى مسبحٍ لتغتسل . ماؤه من النيل العذب وقد نقَّته سُبل الحضارة من دنس الكائنات غير المنظورة . اليوم تغطس يا ( مانديلا ) العَصر ، قادم أنتَ من الكهف الأسود ثم إلى الشمس المُشرِقة .

بدأت مياه الموسيقى تُغسل البشرة من تعب العُمر . ينفتح الوجدان مُتصالحاً مع الدنيا أن العالم مهما قست أحجاره ، فنباته الأخضر دوماً يبث إكسير الحياة ويتألق الوجدان متلوناً . رغوة تخرج من دفق المشاعر . تآلفت كائنات الطرب الداخلي وسط فرحة غامرة . برهة ثم تحِس خيطاً رفيعاً من حُزن تسلل من بين ثنايا النص الشعري . علمت من بعد أن النص ظلَّ في خلوة الموسيقار الفنان (محمد الأمين ) عدة سنوات ، قبل أن ترى الأغنية النور . ظل هو في معبده الموسيقي يقرأ النص حرفاً حرفا ، كلمة إثر كلمة ، وبيتاً إثر بيت . كانت حزمة مشاعر غريبة التكوين ، يأبى النص الموسيقي إلا أن يحيط بها . انتظر الفنان الرائع رنين الخواطر من وسط الحُجُب ، بين يديه عُود أوتاره تآخت مع أوتار ( الجيتار ) فتخلَّقت خُلاسية نغمية متفردة . لا تعرف وأنت بين سحر الكلمات و عمق الحس الموسيقي ، أأنتَ في حضرة الفرح أم أنتَ مُعلق بمشجب الأحزان ، أم أنك مسحور بنص شاعر كذوب أمسك بخيوط دُنياك يُراقص أحلامك ، قرأ مرآتك ورأى جسدك عارياً من كل زيف . عَرِف الفجوات المظلمة في عوالمك العاشقة حين تعثرت الخُطى ، فبدت الدنيا تبسط من جنانها المورقة ويتساقط الورق الأصفر هُنا و هُناك وقد انتهى عُمره .

من شفاهٍ تكاد تبوح بالمحبة ، لكنها تقف في منتصف الطريق . تصمت الكائنات كلها تنتظر . الفراشات مُعلقة بأجنحتها في الهواء كأنها صور ضوئية . النسمة تكلست و تساقطت شُهب الذكريات ، والخيال معلق بين بحار العيون المتلألئة و شفاه ترِف حيرى .
كانت عيناها تقول :
ـ لولاك يا عبد الله ما أقبلت الدُنيا عليَّ من بعد فقدك من جديد . لا أعرف كيف أرد لك هذا العرفان النبيل ؟ .

قالت بفرح جمَّل وجنتيها :

ـ اسمع هذه الأغنية فيها من صفاء النفس ، واختلاط الأشياء ، وعمق الإحساس الكثير ..نُهديها لكَ اليوم .

انكفأ الماضي ، كقدر به كنوز العصر الخرافي القديم . تجلت صورتها من وسائد الفرح . وردة فضفاضة ضاحكة للدُنيا ، ريَّانة بالحياة . مرسومة على نضار يفتح القلب الصغير حين تنهد من حُب النظرة الأولى ، وشقاوة الزمن الجميل وعشق الصبا وألوانه الصافية . نزفت الذاكرة خُطانا لبوابة العُشاق أول مرة . لم أكن أعرف طعمه أو لونه أو روائحه . كانت النفس قطعة من حجر على ربوة الدُنيا ، ثم استحالت بفضل من أحببتُ تماثيل رُخام مُبدعة تُزين الحدائق و المُروج . ثم سكبت علينا الدُنيا غسيلها المُر ، وانطوى العِشق على لفافة ، وبهدوء غادر دون ألمٍ ، ولم يزل في الكأس باقٍ .

أهي الأيام تورق من جديد ؟ . أهي الدنيا تنـزعك من كُرسي العِشق وصولجانه ، وتهبط بكَ إلى طرقات العامة ؟. أهي الدنيا تلُفكَ في خصر راقصة تذوب حُسنا ؟ . أهي الدنيا تُبيعك الأنجم ليلاً ويُشرق عليك الصباح .. كلام الليل يمحوه العِشق المُغادر !. هاهي لُفافة العِشق لم تَزل حية ، ومن بين الرماد نهضت من جديد .
هزتني دروب أغنية ( زاد الشجون ) وحواريها ، وأتعبني النص ولم يزل :

ما افتكرت الحظ يساعد عمري يورق من جديد
من بعد فُرقتنا ديك
مين كان بيفتكرك تعود ..
كنتَ بحتاج ليك بشدَّة
وإنتَ عني بعيد
ما في عِيشة بلاكْ بِتبقى
. . . . . . . .
يكاد ندى الدمع يطفر من العيون .

عبد الله الشقليني
24/09/2005 م
ـــ



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
imported_عبدالله الشقليني غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:06 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.