وضعت رأسها للخلف وأغلقت عينيها بإسترخاء..السماء صافية
والهواء الخفيف يحمل عطرها وانفاسها نحوى برضاء فرح..لبثنا
ذهاء نصف الساعة لانتحدث ,تقاسمنا الصمت بعدل ورغبة..
وضعت يدى على ردفها دون ان اقول شيئآ فمالت نحوى بكاملها..
,حينها عرفت اننى أمام فتاة الحب عندها لايمارس على اقساط
بل طازجآ كما خلقه الله وكاش داون..
فى غرفتها والمروحة الصغيرة ترتب ايقاع الجسد (فررر..فر..فررر..)
فاحت منها رائحة الاحطاب المحترقه أسفل سهول فنلندا..حينها
انتفت الاخيولة وتوحد الحلم واللهاث _الجسد مصلاية الروح_
أنظر فى عينيها بعيدآ فأرى الحلم ينفلت من البؤبؤ ويحتضن
السقف..الشفاة الرخوة ترتل صلاة الخلاص بخشوع راجف..
حي الله ياقدوس..حي الله ياقدوس
ويختلط نشيد المتصوفة بترانيم الكنائس
حي الله ياقدوس..حي الله ياقدوس
Lord...
Lord..
فى الصباح كانت رائحة القهوة القوية اسرع من رائحة عطرها
نحو انفى ..اول ماوقعت علية عيناى حين فتحتهما لوحة ضخمة لشى جيفارا
!!يقف امام مجنزره حربيه فى الجانب المقابل للسرير..كيف لم انتبه اليها بالامس..
خطوت نحوها كما خلقنى الله والقيت التحية على الرجل الوسيم..
لابد وأنك شهدت حروبآ كثيرة من مكانك هذا,ولكن هذه أشدها
ضراوة..لابد وانكم انتظرتم طويلآ وصول الرفاق دون فائدة..
بماذا كنت تتمتم فى الرحيل الأخير...
(عبد الواحد المجنون كان على فراش الموت , يلقنونه الشهادة
وهو يتمتم..العرقى ياسعدية العرقى..
كانوا يلقنونه الشهادة منذ الصباح ولم يسلم الروح إلا
فى العصر ولم يزد حرفآ على ماقالة..إمام المسجد الدجال
كان يميل نحوه ممسكآ بكلتا يديه رأسه ضاغطآ إياه بكل قوته
وهو يصيح
- اخرج ياشيطان..اطلع ياملعون..
بعض المشاغبين اذاعو ان الإمام هو من قتل عبد الواحد بدعوى
إخراج الشيطان..
عبد الواحد كان معتوهآ يعيش هائمآ اليوم بطوله وهو يحادث
عشيقاته اللائي التقاهن فى (الكمبو) قبل جنونه..نساء القرية
كن يتبارين فى إطعامه وخاصة أوقات القيلوله, كنت صبيآ حينها
فقامت بينى وبينه علاقة مصلحه بحته..أجلب له (التبش بالشطه)
ويخبرنى هو بما تفعله معه نساء القرية وقت القيلوله..)
احسست بفدريكا خلفى, ناولتنى كوب القهوة قائلة
- جلبتها معى من هافانا..هل تعلم انهم يدعونه بالنبى هناك!!
نعم هو كذلك وفى بلادى ايضآ مات الانبياء على يد رجل اخرق..
حكيت لها عن عبد الخالق ..
التعديل الأخير تم بواسطة الجيلى أحمد ; 02-05-2012 الساعة 01:27 PM.
|