الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-2014, 05:29 AM   #[1]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي كاتب مصرى يكتب عن تاريخ المهدية....الحقنا يا شوقى بدرى....

كاتب مصرى يكتب عن تاريخ المهدية....الحقنا يا شوقى بدرى


جمال الجمل صياد بلا طُعم (حكاية الإمام المهدي -1)
جمال الجمل
الأربعاء 30-07-2014 04:07





خلال أيام تحل الذكرى الـ 170 لهذا الرجل الذي يشبه أبطال الأساطير القديمة، فقد شاعت عنه القصص والحكايات المثيرة، ووصلت إلى حد الخيال، وربما الشطط أحيانا، لكن العجيب في الأمر أن الناس كانت تصدقها، وترددها في حب واقتناع، بل وتتغنى بها عبر الأجيال، كما يتغنى الآن المطرب السوداني الشهير محمد وردي الذي عنى له محمد منير «قلبي مساكن شعبية

«يغني ودري عن معركة كرري قائلا:

كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية

خاضوا اللهيب وشتتوا شمل الطغاة الباغية

ما لان فرسان لنا، بل فر جمع الطاغية

والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية«

إنه محمد أحمد فحل عبدالله الشهير بـ«الإمام المهدي» الذي بالغ أهل السودان في التأكيد على التزامه بالدين والأخلاق حتى شاع بينهم أنه لم يكن يضع طعما في صنارة الصيد حتى لا «يخدع» الأسماك، فيما رأى آخرون أن التزامه هذا لم يمنعه من «اصطياد شعب بأكمله»!

هكذا دائما، تفعل الأساطير فعلتها، وتترك لنا التناقضات المحيرة والانحيازات المتطرفة، فنجد فريقا كبيرا من السودانيين يتغنون بأمجاد الثورة المهدية التي هزمت جيوش الامبراطورية البريطانية، وفريقا آخر يتحدث عن خطورة الدجل والتغييب الديني، في الوقت الذي تتواصل فيه قصة المهدي حتى الآن بصورة معاصرة من خلال الملايين من مريديه، ومن خلال حزب سياسي، ورئيس وزراء، وطرق ومساجد وجمعيات، ودلائل كثيرة تؤكد أن ذلك الصوفي الثائر الذي غير وجه السودان، لم يكن مجرد حالة فردية عابرة، لكنه مايزال من وجهة نظر الكثيرين أبوالوطنية السودانية وواضع أسس الدولة الحديثة فيها، والزعيم الشعبي الوحيد تقريبا الذي عاش نصيرا للفقراء يلبس المرقع من الثياب ويأكل الخشن من الطعام.

لكن كيف استطاع ذلك السوداني الفقير أن يهزم الجنرال جوردون، بل ويهزم الزمن ايضا، فيقفز من عصره في القرن التاسع عشر ليظل مؤثرا في القرن الـ21، على الرغم من حياته القصيرة التي لم تكمل نصف القرن؟

الإجابة على هذا السؤال، تقتضي التعرف على سيرة صاحب الثورة المهدية، ليس للتعرف على حياة فرد، ولكن حياة أمة، لأننا لن نفهم السودان الشقيق ومشاكله، وطبيعة علاقته بنا إلا غذا فهمنا قصة هذا الرجل، وما تبعها من تيارات سياسية ونفسية.

المعلومات المسجلة تقول إن محمد بن أحمد ولد في جزيرة «لبب» قرب مدينة دنقلا في 12 اغسطس عام 1844م لأسرة تعمل في صناعة المراكب، (هناك مصادر أخرى تتحدث عن مولده في جزيرة «نبت» أو «حنك»، لكن على كل حال كل هذه الأماكن قرب مدينة دنقلا)

وقد شاع أنه ينتمي لاسرة من آل بيت الرسول صل الله عليه وسلم، فنسبه لأبيه يصل إلى على بن أبي طالب كرم الله وجهه، ونسبه لأمه

السيدة زينب بنت نصر يصل إلى عبدعبدالمطلب عم النبي صل الله عليه وسلم.

وقد وردت شجرة العائلة بالتفصيل في كتاب «تبصرة وتذكرة» للدكتور موسى حامد أستاذ الجراحة بجامعة جوبا بالسودان، كما ذكر الإمام المهدي ذلك بنفسه في أحد منشوراته قائلا: وليكن معلوما لديكم اني من نسل رسول الله صل الله عليه وسلم (...) ولي نسبة إلى الحسين رضي الله عنه.

هذا الأمر منتشر في كثير من العائلات، لكن تاثيراته على الأفراد هي التي تختلف، فقد حدثت هجرات كثيرة من القبائل العربية لاسباب محتلفة، وشاع «سماعيا» أن أسرة المهدي هاجرت ضمن العلويين لما تعاظم عليهم بطش الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد عبدالملك بن مروان وابنه الوليد، فقصدو مصر، وأقاموا في الفسطاط فترة، وأحد افراد هذه العائلة له مقام في «باب الوزير» قرب القلعة، وهو ضريح الشيخ نجم الدين عثمان، الذي يزوره سودانيون ومصريون للتبرك والدعاء.

وبعد سنوات واصلت الأسرة مسيرتها جنوبا وأقام بعضهم في «كشتمة» قرب أسوان، واستمر الباقي في الترحال حتى وصلوا دنقلا شمال السودان، وبينهم نصر الدين بن عبدالكريم جد الإمام المهدي، واستوطنوا هناك ثلاث جزر في النيل هي «لبب»، و«ضرار»، و«آب تركي»، وعرفت هذه الجزر، وما زالت باسم جزائر الأشراف، أو جزر الأشراف، وهي تتضمن حتى الآن آثار البيت الذي ولد فيه، ومسجد جده الفقيه حاج شريف وخلوته وضريحه، ويمكن للزائر مشاهد القباب العالية التي تميز جزرالأشراف، ويزورها الناس للتبرك والدعاء.

كان الجد الحاج شريف هو الأساس الذي بنيت عليه أسطورة المهدي، فقد كان فقيها ذاع صيته بين المريدين وطلاب العلم والأتباع وذوي الحاجات، وكان الناس يتوافدون إليه من كل مكان، وقد عاش هذا الرجل عمرا مديدا، وأنجب عشرة من الأولاد، أنجب كل واحد منهم عشرة أيضا، فصار يقال له «أبوالعشرة جد المائة»، لكن واحدا فقط من أحفاد المائة استطاع أن يؤثر بقوة على مصير ومستقبل السودان، بل أقول بكل ثقة: ومصر أيضا.

كل عام وانتم بخير، ونكمل في مقال الخميس بإذن الله

جمال الجمل

tamahi@hotmail.com
http://www.almasryalyoum.com/news/details/491395
----------------------------------------------------------
من الخلوة إلى الزعامة (حكاية الإمام المهدي -2)
جمال الجمل
الأربعاء 30-07-2014 22:07


نشأ محمد بن فحل المعروف بالإمام المهدي في أسرة ميسورة تنتسب للأشراف، وتعمل في صناعة السفن الشراعية لصالح الحكم التركي، وفق اتفاقية تجارية مضمونة، لذلك كان العمل يدر على الأسرة دخلا وفيرا، استخدموا حصة كبيرة منه في تدعيم مكانة العائلة الدينية بين الناس، حيث ينفقون على كتاتيب القرآن، والطرق الصوفية، وخلاوي العبادة، وكعادة القبائل العربية عادت الأسرة للترحال حتى وصلت إلى تخوم جبال كرري شمال أم درمان، واستقرت هناك عند السفوح التي شهدت أشهر معارك الإمام فيما بعد.

وفي كرري بدأ محمد يحفظ القرآن في خلوة الشيخ الفقيه الهاشمي حتى توفى والده بعد فترة وجيزة، ودفن في ذلك الوادي الذي عرف بعد ذلك باسم «وداي سيدنا» نسبة إلى عبدالله بن فحل (والد الإمام المهدي) لأن كلمة «سيدنا» تطلق في السودان على الشيخ أو الفقيه صاحب «الخلوة» الذي يعلم طلابه القرآن وعلوم الدين.

وعندما أتم محمد السنة السادسة من عمره، نزحت أسرته مجددا إلى العاصمة الخرطوم التي كانت مركزا للحكم التركي عن طريق والٍ مصري، وفي العاصمة توفيت والدته زينب بنت نصر، وصار قبرها مزارا أيضا، وهو الضريح الذي يعرف حتى اليوم على سبيل الخطأ باسم قبر الشيخ «أبي كساوي»، وبمساعدة أشقائه استكمل الطفل محمد خطوات التعليم الأولى، وأثبت موهبة في تلقي العلم والتبحر فيه، وشجعه على ذلك شقيقه الأكبر الذي تولى شؤون الأسرة بعد وفاة والده، وكان أيضا عابدا مشهودا له بالصلاح، حتى قال عن شقيقه الصغير ضمن الروايات المتوارثة في تاريخ الأسرة: «إذا لم يكن هذا الفتى الصغير هو المهدي فأنا المهدي»!.

وعندما دخل محمد مرحلة الشباب فكرت الأسرة في إرساله إلى القاهرة ليكمل تعليمه في «الأزهر الشريف»، وبالفعل دبرت له بعض الأموال القليلة، وسافر محمد لكنه تحول في الطريق واستقر بالقرب من مدينة «بربر» شمال السودان، وهناك تلقى قسطا وفيرا من العلوم الشرعية، ودرس على يد الشيخ محمود الشنقيطي، الذي هيأ له الانضمام إلى إحدى الطرق الصوفية المنتشرة في السودان (الطريقة السمانية القادرية)، ومن بعدها إلى خلوة الشيخ الأمين الصويلحي بمسجد «ود عيسى» بالجزيرة فبقي فيها بعض الوقت، ثم قصد منطقة «الغبش» تجاه مدينة بربر؛ حيث توجد خلوة الشيخ محمد الضكير (الذي غير المهدي اسمه إلى محمد الخير)، وهناك طاب له المقام والاعتكاف على الدرس والتحصيل. وقد ظهر لشيخه من تقواه وعفته وصلاحه وزهده ما أقنعه بتصديقه والانضمام إليه عندما أعلن المهدية فيما بعد.

وفي تلك الفترة قرأ محمد بن أحمد «إحياء علوم الدين» للغزالي، وهو الكتاب الذي تأثر به جدا، كما قرأ لمحيي الدين بن عربي، وابن رشد، وابن سينا وغيرهم من أعلام التصوف، وكان يميل كثيرا لمذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وأخذ نفسه بمنهج صوفي صارم، وتقرب من شيخ الطريقة السمانية محمد شريف نور الدائم، وكان فقيهًا مصري الهوى من خريجي الأزهر وله مكانة وحظوة عند الوالي التركي والحاكم المصري للسودان، وبعد أن ذاعت شهرة محمد بين الناس كفقيه اختلف مع الشيخ شريف، واتهمه بالبذخ والإسراف، حتى إنه رفض أن يأكل من طعامه لأنه يتقاضى راتبا من السلطة، وجلس معه الشيخ شريف وقال له: «يا بني إني ورثت عن آبائي هذه الساقية وهذه الأرض، وإني لأقتات أنا وأهلي منها، وإنك لتوليني فضلاً، لو شاركتني القليل مما لديّ».

خجل محمد من سماحة شيخه، فقال له: سأتناول طعامك بشرط أن أؤدي عوض ذلك عملا في حرث الأرض وزراعتها.

لكن الوفاق مع الشيخ شريف لم يستمر طويلا، فقد أقام الشيخ حفلا لختان بعض أولاده، فاعترض الشاب المتصوف، وقال إن الحفل فيه ترف وبذخ وتبذير لا يتفق مع المنهج الصوفي.

انتهى الخلاف بطرد محمد من الطريقة السمانية، لكنه حافظ على علاقته بها عن طريق شيخ آخر هو الشيخ القرشي (وَد الزين) في جزيرة «آبا»، وجدد البيعة على يديه، في منطقة «طيبة» بالجزيرة، وأعجب به الشيخ فزوجه ابنته، ووعده بمشيخة الطريقة من بعده، فذاع صيت الفتى بين المريدين.

وفي عام 1870م اعتكف في الجزيرة حيث يقيم أهله، والتزم أحد الكهوف مستغرقاً في التأمل والتفكير واشتغل بالدرس والتدريس، وكثر مريدوه واشتهر بالصلاح، وفي عام 1880م توفي شيخه القرشي، فصار خليفته من بعده، حيث توافد عليه المريدون وبايعوه شيخا للطريقة.

منذ هذه اللحظة شعر بإحساس الزعامة، وسافر إلى (كردفان) حيث نشر هناك الرسالة التي يدعو فيها إلى «تطهير البلاد من مفاسد الحكام»، وكان يتمتع بدعم عبدالله بن محمد التعايشي، وقبيلة «البقارة» التي تزوج منها، وفي العام التالي (1881 م) أصدر فتواه بإعلان الجهاد ضد المستعمرين الإنجليز الكفار، وأخذ يعمل على بسط نفوذه في جميع أنحاء غرب السودان، واننشر أتباعه المعروفون بـ(الدراويش) بين القبائل يحضون على الجهاد، وانتشرت دعوته في كل مكان.

وفي صيف 1881 اعتكف محمد 40 يوما في خلوة بجزيرة «آبا» ثم خرج في غرة شعبان من ذلك العام ليعلن للفقهاء والمشايخ والأعيان أنه المهدي «المتنظر» الذي سيملأ الارض عدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا، وبايعه معظم المشايخ والناس على ذلك، وكانت صيغة بيعته بهذا النص: «بايعنا الله ورسوله، وبايعناك على طاعة الله، وأن لا نسرق ولا نزني، ولا نأتي بهتانا نفتريه ولا نعصيك في أمر بمعروف، ونهي عن منكر بايعناك على الزهد بالدنيا وتركها، وأن لا نفر من الجهاد رغبةً فيما عند الله».

وبعد البيعة أرسل إلى فقهاء السودان جميعا يدعوهم إلى نصرته، ودعا إلى تحكيم الشريعة ونشر العدل، وعندما ذاع لقب «الإمام المهدي» عليه، سأله البعض: هل أنت المهدي المنتظر؟!

فأجاب بوضوح: نعم أنا هو!

وهكذا اتخذت القصة مسارات أخرى.

جمال الجمل

tamahi@hotmail.com

http://www.almasryalyoum.com/news/details/491805



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2014, 05:42 AM   #[2]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

نقطة نظام فى حكاية الإمام المهدى


08-03-2014 02:54 AM
جمال الجمل

أطالب رؤساء تحرير الصحف بصرف «بدل شتيمة» لكتاب الرأى، لتشجيعهم على تحمل ما يتعرضون له من «بهدلة» القراء لهم، إذا خالف الكاتب رأى أحدهم.

لكن الجديد لدى القراء، الآن، هو شتيمة الكاتب على ما لم يكتبه، ولكن على الاستنتاج الذى يتصور القارئ المحترم أن الكاتب يرمى إليه، أو «يرمز» إليه!

فقد فوجئت بحملة هجومية على بريدى الإلكترونى تتضمن أقذع أنواع الشتائم، وأحد الاتهامات، لمجرد أننى كتبت عن القائد السودانى الأسطورى محمد بن فحل، الشهير بالإمام المهدى، وهو الأب الروحى لحركة الأنصار، وقطاع كبير من الحركة الإسلامية والوطنية فى السودان.

المثير للدهشة هو أنى لم أصرح برأيى بعد، وكل ما كتبته مجرد سيرة ذاتية وموضوعية للظروف التى نشأ فيها الشيخ الصوفى فى سودان القرن التاسع عشر، وقد اعتمدت فيها على مصادر متنوعة فى قلبها مؤلفات لمريدى الشيخ، وأنصار المهدوية.

لا أخفى أن الهجوم أربكنى، فأنا لم أعد أعرف ماذا يريد «القارئ»، نحن نسميه هكذا بصيغة المفرد «القارئ»، لكن الحقيقة أن هذا القارئ صار وحشا غامضا بمخالب خرافية، أو لنقل أخطبوطا بملايين الأذرع، وكل ذراع تتحرك من تلقاء نفسها دون أى تأثير أو توجيه من عقل مركزى، وبالتالى لا يستطيع الكاتب أن يرضى كل هذه الأذرع المتباينة فى فهمها وطريقة تفكيرها، وانحيازاتها، وبالتالى بعدما تسلح القارئ بمنصات للهجوم العلنى لا تقل تأثيرا عن منصات الكاتب، صارت هناك مشكلة كبيرة فى فهم العلاقة بين المتن والهامش، أو النص الرئيسى والتعليق عليه، وكذلك بين وظيفة الكاتب ودور القارئ، بل أقول بمنتهى الأسف والحزن إن فكرة الكتابة ذاتها فقدت مكانتها، بعد أن تعمقت أزمة الثقة من القارئ تجاه الكاتب، ودخلت العلاقة ساحة التربص والتطاول والتعصب.

ارتباكى وخوفى لم يكونا بسبب لغة الشتائم، ولكن بسبب تفكيرى فى المساحة المتاحة لمناقشة القضايا الخلافية فى واقعنا وفى تاريخنا، وهى كثيرة جدا، وسألت نفسى: كيف يمكن أن أصل بموضوعية لعقل قارئ يستسهل «شتيمتى» بدلا من مناقشتى أو مناقشة نفسه أو أصدقائه فيما أكتب؟، خاصة أننى أقترب فى المقالات القادمة من المنطقة الشائكة فى حياة المهدى، وأدخل عنفوان السنوات الخمس الأخيرة فى حياته، التى شهدت الثورة المهدية، وموجة التكفير والقتل، والقدرة على تأسيس دولة فى مواجهة جيوش الإمبراطورية البريطانية، والحكم التركى المصرى، بل تطاوله فى رسالة مكتوبة على الخديو توفيق، ودعوته لاعتناق المهدوية وإلا فلينتظر المصائب الجسام!

الحقيقة أننى لم أهتم بشخصية المهدى، لمجرد مناسبة ذكرى ميلاده، لكننى بدأت هذا الاهتمام منذ سنوات، ونشرت عنه دراسات متنوعة تناولت سيرته فى الأدب، خاصة فى رواية «الريشات الأربع»، التى عالجتها السينما أكثر من مرة فى أفلام روائية طويلة، وصورته المتباينة فى مذكرات قادة ومسؤولين ومفكرين من السودان ومصر وبريطانيا.

لا شك أن حياة رجل كهذا لا يمكن إهمالها، فقد كانت حياة قصيرة فى سنوات العمر، لكنها تجربة ثرية تكشف عن عوامل خطيرة كامنة فى شعوبنا، يجب أن ندرسها ونتعرف عليها بموضوعية، إذا شئنا أن نتحرك نحو المستقبل بالعقل والمعرفة والأمل، أما إذا استمر التربص، وإغلاق سبل الحوار بالتطاول الساخر أو العنيف، فلا تنتظروا مستقبلا طيبا، ولا تحلموا بأكثر مما نحن فيه من ضعف وهوان، أما عن نفسى، فليس معى سوى كلمتى، واستعدادى للحوار والنقاش والتعلم من أخطائى، وأخطاء آبائى وأجدادى، فليس بيننا من يمتلك الحكمة الصافية، ولا الحقيقة المطلقة، فقط نجتهد بإخلاص ومحبة، وأرجو ألا يزعجكم هذا، لأننى لن أتوقف.

tamahi@hotmail.com

المصري اليوم



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2014, 09:34 AM   #[3]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

الغالي حسن لك التحية . يا سيدي الراجل ما كتب اي حاجة سوي الموجود في الوثائق والكتب .الشئ الوحيد الذي ارتبك فية علي ما اظن انه قال ان الشيخ القرشي كان في الجزيرة ابا وهذا غلط . لان الشيخ القرشي كان في وسط الجزيرة المروية الآن ولقد شارك في بناء قبته المهدي . وهنالك قابل الخليفة التعايشي لاول مرة وكان يبحث عنه . بعد ان نجا من الحكم بالاعدام بواسطة الزبير باشا ن لانه كان يكتب الحجبات للرزيقات في حربهم مع الزبير . وافتي قضاة الزبير عنا نه لا يجوز قتل رجل دين ليس بمحارب .
وعاد للزبيرواخبره بانه المهدي المنتظر . وطرده الزبير . فذهب يبحث عن مهدي . واسم وادي سيدنا ليس من اسم والد المهدي لان والده لم يكن رجل دين بل كان نجارمراكب فقط .



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-08-2014, 06:17 AM   #[4]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بدري مشاهدة المشاركة
الغالي حسن لك التحية . يا سيدي الراجل ما كتب اي حاجة سوي الموجود في الوثائق والكتب .الشئ الوحيد الذي ارتبك فية علي ما اظن انه قال ان الشيخ القرشي كان في الجزيرة ابا وهذا غلط . لان الشيخ القرشي كان في وسط الجزيرة المروية الآن ولقد شارك في بناء قبته المهدي . وهنالك قابل الخليفة التعايشي لاول مرة وكان يبحث عنه . بعد ان نجا من الحكم بالاعدام بواسطة الزبير باشا ن لانه كان يكتب الحجبات للرزيقات في حربهم مع الزبير . وافتي قضاة الزبير عنا نه لا يجوز قتل رجل دين ليس بمحارب .
وعاد للزبيرواخبره بانه المهدي المنتظر . وطرده الزبير . فذهب يبحث عن مهدي . واسم وادي سيدنا ليس من اسم والد المهدي لان والده لم يكن رجل دين بل كان نجارمراكب فقط .
---------------------------------------------------------
صباح الخير العزيز شوقى بدرى...
شكرا على المداخلة...الكاتب جمال الجمل يدعى الحيادية فى معالجة امر المهدية....... نتابعه ونشوف آخرتا..... وهذه هى الحلقة الثالثة....



داعش ذلك الزمان (حكاية الإمام المهدي -3)


08-05-2014 02:49 AM
جمال الجمل

ذلك هو العنوان الذي فتح أبواب الهجوم ضدي، لقد كتب لي قارئ سوداني محترم، أن توقيت المقال يفتح المجال لمقارنة بين الثورة المهدية، وظاهرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، إذن فالمقال عن الحاضر وليس عن الماضي، و"الشتيمة" ليست بقايا ثأر تاريخي، لكنها طلقات في معركة آنية ومستمرة في المستقبل.

قد يحلو للبعض أن يدخل المعركة رافعا راية الدين، أو متهما الجهل والشعوذة، أو مبشرا بحض الشعوب حتى المتخلفة في التحرر وتقرير مصيرها، أو شىء آخر، لكنني لا أريد أن ألعب مع أحد لعبة الإسقاطات التاريخية أو السياسية، أنا أريد أن أحكي وفقط، لذلك فإن متن هذه المقالات تقترب من طريقة السرد الروائي، ماعدا "نقطة النظام التي اعترضت السرد، وسوف أعود لأصل الحكاية بعد أن اشكر عددا من القراء السودانيين الذين أرسلو لي رسائل محبة وتوضيح، وبعضهم أرسل رسائل عتاب، لكنها موضوعية وتحترم حق الاختلاف، وسوف أتجنب الإشارة إلى الرسائل التي هاجمت بعنف شديد المهدي وظاهرته والتيار السياسي الذي تسلم منه الراية، فهذا ليس موضوعي الآن.

وأكتفي هنا بعرض رسالتين فقط، لكل منهما دلالة مهمة، الأولى من أ.م. الحسن (سوداني مقيم في العاصمة الأوغندية كمبالا) يقول فيها: أنا سودانى مهتم لما تكتبه عن ظاهرة الإمام المهدى، وأنا من بيئة رضعت من ثدى الجهل، وناصرت الرجل مع أهلى فى غرب السودان، وحريص على معرفة حقائق تلك الحقبة من أشخاص محايدين مثلك، ولا أعرف كيف أحصل على بقية منتوجك الفكرى حول هذا الموضوع، وأأسف لما تعرضت له من بعض المسيئين، وأرجو أن تمدنى عبر الايميل بكتاباتك في هذا الموضوع لأنني أريد أن أقرا لك يا أستاذ حتى أجد الحجة عندما اتحدث مع عشيرتى وأهلى خاصةً أن الكثيرين منهم لا زالو جهلاء.
وترك الحسن رقم تليفونه، وأخطرني بأنه سيكون في القاهرة نهاية الشهر لعلاج والدته (يا الله مازالت القاهرة مركزا لعلاج الناس، وأهلها يسافرون للعلاج في الخارج!)

الرسالة الثانية والأكثر خطورة، أنشرها كما هي لما تتضمنه من مشاعر ومعان في منتهي الأهمية:
السيد جمال الجمل/
بعد مطالعتي كقارئ سوداني لمقالك "نقطة نظام فى حكاية الإمام المهدى"، وشعرت انه تم الإساءة لك، والتفسير الوحيد الذي أجده لهذه "الشتيمة" من القارئ الذي افترض سودانيته هو الغضب، فالقاري السوداني مثقف للغاية، لكننا كأمة "سودانية " وصلنا لمرحلة من تاريخنا تجعلنا في حالة غضب من أنفسنا بعد حرب دامت 50 سنة وملايين القتلي وانفصال ثم حرب جديدة استمرت 15 سنة ومئات الاف من القتلي وخطر انفصال جديدة.... معاناه حقيقية للشعب السوداني لم يشاركنا فيها أي شعب (حتي المصري) إلا ربما بصورة قليلة الشعب الاثيوبي
هذه المعاناة جعلتنا غاضبين من انفسنا، حساسين من كل ما يقال لنا (هل جربت أن تمزح مع رجل غاضب؟!)
ربما لا يحب القارئ السوداني أن يتم تناول ثورة الإمام المهدي خصوصا من الجانب الانجليزي والمصري، لأن كليهما لا يمتلكان الحيادية الكافية لهكذا تناول.

فعلي سبيل المثال غضب السودانيين حين تناول الإنجليز ثورة الإمام في فيلم "الخرطوم" عام 1966 فلقد كان تناولا أساء لصورة الثورة المهدية، وقدمها كثورة بربرية، وليس ثورة تحرر وطني تجعل السودان إحدي الدول الأولي التي تأخذ استقلالها من الامبراطوريات، فقبل الثورة المهدية كانت في اوروبا ثورات للتحرر الوطني وقبلها بمئة عام بالتحديد تحررت امريكا
الغريب انه بعد ان تم منع هذا الفيلم من الدول العربية قامت مصر منذ فترة قريبة بالسماح للفيلم الذي كانت تنظر له بريبة حيث انه يصور مصر بصورة العميل معاون الاستعمار، وهي صورة ترافق مخيلة السوداني العادي، فمصر التي حاربت الاستعمار في بلدها هي نفسها التي دعمت الاستعمار الانجليزي في السودان ضد الإمام المهدي و الدولة المهدية
فكيف يكتب كاتب مصري عن ثورة قامت ضد الحكم المصري؟.
كثيرا ما يتجاهل المصريون أن هذه الثورة قامت ضد حكم هم شركاء به، فينسبون الشر والمجازر للأتراك و الإنجليز وينسبون الانجازات لمصر.

أرجو يا سيد جمال الجمل أن تواصل كتاباتك، وألا تتوقف حتي تنهي الفكرة التي تريد إيصالها، لكن أعلم أن القارئ السوداني "يغلي" في داخله ليس بسبب مقال، بل بسبب وضع الوطن، وإذا استشعرت من رسالتي هذه أي تهجم، فأرجو العفو (هذا هو الغضب) الذي يتساءل السودانيون متي يتحول لثورة كثورة الامام المهدي.

أكتفي بهذه الملاحظات، وأعود إلى القصة، وكنا قد توقفنا عند إعلان محمد أحمد أنه "المهدي المنتظر" بعد أن اعتكف في صيف العام 1881 لمدة اربعين يوماً في خلوة بجزيرة "آبا"، ثم خرج في غرة شعبان ليلقي بقنبلته المدوية ويطلب مبايعة شيوخ السودان جميعا، ومناصرته في الحرب ضد الظلم والكفر

بعد هذا الإعلان لم يعد محمد هو الأخ الأصغر الذي يطيع أوامر شقيقيه الكبيرين السيد، وحامد، بل صار هو الآمر، مسموع الكلمة، نافذ الإرادة، حتى إن شقيقيه كانا يقفان على باب الغار الذي يتعبد فيه، ولا يستطيع أي منهما أن يدخل عليه قبل أن يسمح لهما بذلك، وكانت السفن المسافرة على النيل تتوقف عند جزيرة "أبا" لنيل البركة وصالح الدعاء من الإمام الذي أوصاه الرسول خيرا بالأمة.

وأرادت السلطات أن تتحرى الأمر فأرسل الحاكم المصري للسودان الحكمدار رؤوف باشا موفودا من طرفه اسمه أبوالسعود، وكان صديقا لأسرة فحل، للتيقن من صحة إعلان الشيخ أنه المهدي، لكنه لم يستطع الدخول، وأخبره الشقيقان أنه "المهدي المنتظر"، وعندما يقول فإنه لا يكذب، وهكذا تحول الإعلان إلى واقع تنظيمي وسياسي وعسكري، أثر على وضعية السودان حتى اليوم، وإلى أمد غير منظور.

في ذلك الوقت كانت الثورة العرابية تواجه مظالم الخديو توفيق في مصر، لكن الشكاوى السودانية من ظلم الخديو المصري وبطانته، وتحالفه مع الاتراك والانجليز، لم تجد مسارا سياسيا تتحرك فيه، فوضعت كل غضبها وشكاواها في صف التمرد المهدوي، أي أن الظروف السياسية والاقتصادية كانت موزعة على شعبي وادي النيل، لكن الاستجابة كانت مختلفة في الطريقة والاتجاه معا، ولذلك كان من السهل على محمد بن فحل أن يحفز همة المظلومين ويبشرهم بالعدل تحت راية المصلح الموعود.

وبدأ هذا "الموعود" بنشر دعوته بأساليب تتلاءم مع ثقافته الصوفية والتكوين النفسي والذهني للمجتمع السوداني الذي يحترم مكانة الدين وتستشري فيه الطرق الصوفية وأفكارها عن التجلي والظهور والكرامات وخلافه، حتى إن المهدي ادعى العصمة، وقال إنه امتداد للنور الأعظم لخالق الكون، وسيظل ذلك حتى يوم القيامة، وأن الرسول جاءه في اليقظة ومعه الخلفاء الراشدون والأقطاب والخضر عليه السلام، وأمسك الرسول بيده، وأجلسه على كرسيه وقال له: انت المهدي المنتظر، ومن شك في مهديتك فقد كفر!، كما قال إن الله جعل له علامة: تخرج راية من نور وتكون معه في حال الحرب ويحملها عزرائيل، فيثبت الله بها إصحابه، وينزل الرعب في قلوب الأعداء.

وقد هيأت هذه الكرامات (أو الأساطير حسب نظرتك للأمر)، العقول والنفوس في المجتمع السوداني، لتقبل دعوته، وفي وقت قصير استطاع أن يجمع من الأتباع والانصار جيشاً اثار رعب الحاكم المصري للسودان رؤوف باشا، فأرسل يستدعي الشيخ إلى الخرطوم، فامتنع محمد أحمد واستهان، فأرسل إليه رؤوف قوة لتحضره، فانقض عليها أتباع الإمام في الطريق وفتكوا بها.
وانطلقت "لعنة الدم" في السودان، وأخذت في طريقها الكثير.
والقصة مستمرة


جمال الجمل

tamahi@hotmail.com
المصري اليوم



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2014, 05:58 AM   #[5]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

الحلقة الرابعة...

لعنة الدم (حكاية الإمام المهدي -4)


08-07-2014 03:14 AM
جمال الجمل

رأيت أن «لعنة الدم» انطلقت في السودان، عندما انقض أنصار المهدي على أبو السعود بك العقاد قائد قوة الاستدعاء التي أرسلها الحاكم المصري رؤوف باشا، وقتلوهم جميعا، لكن المهندس صلاح «مثقف سوداني معارض يعيش خارج بلاده»، اعتبر أن «لعنة الدم» أقدم من ذلك، وربط بينهما وبين رغبة محمد على في فتح السودان، ولما حدث الخلاف بين نجله اسماعيل باشا والمك نمر، ملك الجعليين «1821م»، دبر الأخير حادث إحراق اسماعيل باشا بعد أن أعد له وليمة، عامرة بالطعام والنساء والخمر، ولما لعب الخمر برؤوس الوفد أحاط الجعليون المنزل بالقش وأشعلوا النيران، فمات الجميع خنقا وحرقا، وحينها كلف محمد علي صهره محمد بك الدفتردار بشن حملات الانتقام الدموي التي ارتكبت الكثير من الفظائع.

طبعا حادثة المك نمر «مك تعني ملك»، لم تصلنا عبر تدوين تاريخي دقيق، ولكن عبر روايات شفاهية وأشعار ومنقولات، تراوحت بين التبجيل والتعظيم لبطولة ونخوة المك نمر وبين الحديث عن غدره، وهروبه إلى الحبشة تاركا الويل والموت لمن بقي من الجعليين، وهي مراوحة تختلف بحسب العداوات والمنافسات بين القبائل، لكن مايعنينا في الحادث هو ربطه في ذاكرة السودانيين بمصر، فهم لايقولون حملات محمد علي، ولكن يقولون حملات المصريين، أو #الجيش المصري، وهذا يعني أن أجدادي كانوا يأسون لحالهم وخطف عيالهم غصبا للتجنيد في جيوش محمد علي ويغنون «يا عزيز عيني و انا بدي اروح بلدي/ بلدي يا بلدي، والسلطة اخدت ولدي »، ثم يتصور السوداني أن شقيقه المصري هو الذي يحاربه!

كان محمد علي يخطط لجلب السودانيين كعبيد للخدمة في جيشه، كما كان يطمع فيما قيل له عن كنوز الذهب، وتأمين حدوده في الجنوب، وإشباع رغباته التوسعية، لكن الخطير أنه غرس بذور الدم والانتقام في المخيلة السودانية تجاه #مصر، فلما أعلن المهدي دعوته وجد أرضا خصبة من القبائل التي عانت من بطش أسرة محمد علي، وتريد أن تثأر من هذه العنجهية التي استهانت طويلا بتقاليد القبائل، وحرية الإنسان، وفرضت إتاوات ومغارم وضرائب باهظة افسدت حياة الناس في هذه المنطقة البكر البعيدة عن أطماع السياسة وظاهرة الاستعمار التي كانت قد اجتاحت العالم منذ عقود.

صحيح أن حملات محمد علي وجدت معاونين وتجار عبيد، وراغبين في خدمة باشاوات الشمال، لكن وقت الحساب التاريخي ينظر للأجنبي القادم عبر الحدود بصورة تختلف عن نظرته لابناء جلده، وهكذا تحملت #مصر وزر حكامها الأتراك، وهو أمر يجب أن ينتبه إليه كل مثقف سوداني، كما يجب إعادة النظر في مناهج التاريخ التي تتحدث عن هذه الفترة في السودان، ووضعها في إطار يخدم المستقبل وينظر لعلاقات الشعوب وليس لفظائع الحكام.

كانت هذه البدايات السيئة في مطلع عشرينيات القرن التاسع عشر قبل مولد محمد أحمد المهدي بعشرين سنة، وقبل إعلان دعوته بستين سنة، لكنها عكست نفسها في أحداث الثورة، وفي طريقة التعبئة ضد المصريين، والمقصود طبعا ضد الاستعمار الأجنبي وظلم الحكام، وسرقة الأهل والأرض، والاستهانة بالتقاليد.

نعود إلى لحظة التمكين العسكري التي شعر بها أنصار المهدي، بعد أن قتلوا جميع أفراد قوة محمد أبو السعود في معركة جزيرة أبا، منتصف أغسطس 1881، وهي المعركة التي اعتبرها المؤرخون بداية الثورة المهدية، فقد اسقطت هيبة الحكومة، واعتبرها الأنصار كرامة من كرامات الشيخ الموعود ودليلاً على مهديته، وحسبما أورد إبراهيم فوزي باشا في كتابه «السودان بين يدي جوردون وكتشنر» انتشرت قصص الكرامات عن استخدام أنصار المهدي لسيوف مصنوعة من غصون شجر هشة، كانت تقطع رؤوس العساكر.

لكن نشوة الانتصار الأول لم تمنع أنصار الشيخ من التفكير الآمن، فقد توقعوا أن ترسل الحكومة جيشًا كبيرا للقضاء عليهم، فاقترحوا على شيخهم الهجرة إلى جبال النوبة في كردفان، للاحتماء بالقبائل المؤيدة هناك بعيدًا عن العاصمة الخرطوم وجيوش الحكمدار، وهي الهجرة التي قيل ان الشيخ اعتبرها بمثابة هجرة النبي صل الله عليه وسلم إلى يثرب!.

وفي كردفان سعى محمد سعيد باشا مدير المديرية لمواجهة المهدى، لكنه تراجع وآثر السلامة بعد أن تلقى تهديدا من المك آدم (ملك تقلي)، ، وهو مالم يفعله راشد بك مدير فاشودة، الذي قتل أثناء مواجهته لأنصار المهدي نهاية عام 1881م، وحينذاك أرسل جيجلر باشا الألماني من الخرطوم قوة أخرى تحت قيادة يوسف باشا الشلالي، لكنها أبيدت في نهاية مايو 1882م، وهكذا أسس المهدي لمملكته في الشرق بعد أن استولى على مدينة الأبيض، أكبر المدن في هذا المنطقة.

كان الخديو توفيق مستمرا في صراعاته الداخلية مع القوى الوطنية، وقرر أن يتحالف تماما مع البريطانيين لكبح جماح ثورة عرابي، وبعد هزيمة الأخير في التل الكبير ونفيه خارج #مصر، اتفقت إدارة الخديو توفيق مع بريطانيا على إرسال جيش كبير يقوده الجنرال هكس لكن المهدي انتصر عليه، وقتل هكس في معركة شيكان.

هنا وصلت الأمور لذروة الخطر بالنسبة لتوفيق وحكومة جلادستون رئيس وزراء بريطانيا حينذاك، وتسائل الجميع في دهشة: كيف استطاع عدة آلاف من رجال القبائل المسلحين فقط بالسيوف والعصي والقليل من البنادق البدائية أن يتغلبوا على 10 آلاف جندي في جيش عصري مجهز بأحدث الأسلحة والإمدادات؟!

كان الخبر لمثابة زلزال سياسي وعسكري، دفع الأمور نحو منحدر تاريخي، وموسم قتل تورطت فيه بريطانيا بكل غرورها العسكري وأطماعها الاستعمارية.

والقصة مستمرة

المصري اليوم
tamahi@hotmail.com



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2014, 09:11 PM   #[6]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بدري مشاهدة المشاركة
الغالي حسن لك التحية . يا سيدي الراجل ما كتب اي حاجة سوي الموجود في الوثائق والكتب .الشئ الوحيد الذي ارتبك فية علي ما اظن انه قال ان الشيخ القرشي كان في الجزيرة ابا وهذا غلط . لان الشيخ القرشي كان في وسط الجزيرة المروية الآن ولقد شارك في بناء قبته المهدي . وهنالك قابل الخليفة التعايشي لاول مرة وكان يبحث عنه . بعد ان نجا من الحكم بالاعدام بواسطة الزبير باشا ن لانه كان يكتب الحجبات للرزيقات في حربهم مع الزبير . وافتي قضاة الزبير عنا نه لا يجوز قتل رجل دين ليس بمحارب .
وعاد للزبيرواخبره بانه المهدي المنتظر . وطرده الزبير . فذهب يبحث عن مهدي . واسم وادي سيدنا ليس من اسم والد المهدي لان والده لم يكن رجل دين بل كان نجارمراكب فقط .
ليه كدا ياشوقي؟الراجل استعان بيك عشان جرابة خالي في التاريخ وعارفك زول قراي..
تعرف أبوعلي دا بقي مخصص 18 ساعة في اليوم بقعد في النت يفتش أي حاجة يهاجم بيها المصريين.دكاترة في السعودية ولا فضايح في أوروبا ولا مذيع أوفنان قل أدبو وهو مفتكر الكلام دا بفرق معاي وما عارفني مستعد أجيب حجاري أطقع معاهو لما كلامو يكون صح والمناسبة تستحق الكتابة..ياخ الظاهر خرف الرباطاب كعب زي خرف الهنود



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 08:50 AM   #[7]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مسعد حنفي مشاهدة المشاركة
ليه كدا ياشوقي؟الراجل استعان بيك عشان جرابة خالي في التاريخ وعارفك زول قراي..
تعرف أبوعلي دا بقي مخصص 18 ساعة في اليوم بقعد في النت يفتش أي حاجة يهاجم بيها المصريين.دكاترة في السعودية ولا فضايح في أوروبا ولا مذيع أوفنان قل أدبو وهو مفتكر الكلام دا بفرق معاي وما عارفني مستعد أجيب حجاري أطقع معاهو لما كلامو يكون صح والمناسبة تستحق الكتابة..ياخ الظاهر خرف الرباطاب كعب زي خرف الهنود:biggrin:
-------------------------------------------------------
ههههههههه......هسع انت الجاب سيرتك منو ....صحيح الفيهو#### براهو يرقص..... بعدين ياخى الخرف الهندى فضلة خيركم...كان اشرف لك واحسن ان تنتسب لاهل امك الهنود وترتاح من الجهجهة الوقعت فيها على آخر ايامك..... وحلبك ديل انا وراهم طالما هم متعدين علينا...



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 01:17 PM   #[8]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hassan Farah مشاهدة المشاركة
-------------------------------------------------------
ههههههههه......هسع انت الجاب سيرتك منو ....صحيح الفيهو#### براهو يرقص..... بعدين ياخى الخرف الهندى فضلة خيركم...كان اشرف لك واحسن ان تنتسب لاهل امك الهنود وترتاح من الجهجهة الوقعت فيها على آخر ايامك..... وحلبك ديل انا وراهم طالما هم متعدين علينا...

ههييييي ذكرتني فلم عنتر وعبلة لامن شيبوب بغازل في واحدة وقال ليها:
آه لو أقلعلك عين وتقلعيلي عين ونعيش عور احنا الاتنين..
أهو كدا اتقاسمنا النبقةوالخرف لاحقكم الرباطاب ولاحقنا احنا الهنود..



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2014, 08:43 PM   #[9]
ZEIN ABDALLA
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ZEIN ABDALLA
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مسعد حنفي مشاهدة المشاركة
أهو كدا اتقاسمنا النبقةوالخرف لاحقكم الرباطاب ولاحقنا احنا الهنود..
انت يا فتحى عارف (النبقة) دى منو الاتقاسموها الفقرا....
وكمان عايز تتقاسمه مع حسن فرح



ZEIN ABDALLA غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2014, 07:19 AM   #[10]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ZEIN ABDALLA مشاهدة المشاركة
انت يا فتحى عارف (النبقة) دى منو الاتقاسموها الفقرا....
وكمان عايز تتقاسمه مع حسن فرح
-----------------------------------------------------------
عفيت منك يا دكتور زين وانت المؤهل لتحدد منو فينا الاصابو الزهايمر الهندى....الهندى المتحولب دا امره اصبح يستدعى الشفقة من كترة ورجغتو خصوصا فى الفيس بوك...هسع مصر دى لو بكرة انقلبت الزول دا حيقبل وين....




Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2014, 02:06 PM   #[11]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hassan Farah مشاهدة المشاركة
-----------------------------------------------------------
عفيت منك يا دكتور زين وانت المؤهل لتحدد منو فينا الاصابو الزهايمر الهندى....الهندى المتحولب دا امره اصبح يستدعى الشفقة من كترة ورجغتو خصوصا فى الفيس بوك...هسع مصر دى لو بكرة انقلبت الزول دا حيقبل وين....

لاهور جاييقا..



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-08-2014, 09:09 AM   #[12]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مسعد حنفي مشاهدة المشاركة
لاهور جاييقا..
----------------------------------------------------------
الزهايمر.....
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater



Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2014, 12:12 AM   #[13]
احمد ابوزيد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية احمد ابوزيد
 
افتراضي

تحياتي عمنا د. حسن

ما يحزنني جدا، عندما احد السودانيين "....." يتودد للمصريين المنبوزين والمحتقرين في كل بلدان العالم، الا عندنا طالعين بيهم السماء، وعاملين ليهم "راس وقعر" ..
وهذا علي وزن الرسالة الأولى التي ارسلت للكاتب "الجمل". اما الرسالة الثانية علي حزنها ولكن هذا المرسل سوداني اصيل واعي ويمتلك قدر كبير من الدهاء، حيث ضرب هذا "الجمل" في مقتل.

اتابعك بإهتمام. اكيد معزتي مع التقدير.



التوقيع: الحالة كلها زي بعض ، إلا المساخيت الدقون
ختوها بين اهلك قرض
بالدين .. وبالطين .. بالنسب
بالمايكرفونات .. بالخطب .. بالبنطلونات بالرتب
( فرق تسد )
احمد ابوزيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-08-2014, 12:14 AM   #[14]
احمد ابوزيد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية احمد ابوزيد
 
افتراضي

مع الإحترام الشديد ليك عمنا "فتحي".



التوقيع: الحالة كلها زي بعض ، إلا المساخيت الدقون
ختوها بين اهلك قرض
بالدين .. وبالطين .. بالنسب
بالمايكرفونات .. بالخطب .. بالبنطلونات بالرتب
( فرق تسد )
احمد ابوزيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 11:00 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.