الامثال السودانيه
اليوم بالصدفه شاهدت الدكتور الفحل فى التلفزيون يتحدث عن الامثال السودانيه . واسعدنى كلامه لان التراث السودانى وخاصه الامثال قد اهملت . كما اصابنى اسلوب الاستاذ وطريقته براحه نفسيه . وذكرتنى عيونه الودوده والعمامه بكل ما هو جميل فى السودان , وكأننى عرفته طيله حياتى .
المثل الذى دار حوله النقاش هو ( سراره اللعوت تتلاقا فى الموت ) والصحيح كما عرفنا قديماً ( سراره اللعوت تتلاقا فى الحرق والموت ) . واضافه الحرق تأكيد . وفى حاله الحرق فى الغابات تلتقى اغصان اللعوت . حتى بدون موت . واللعوت هو نوع من الشجيرات او التبس مثل التمام او الثمام باللغه العربيه الفصحى . والدكتور قد ذكر كلمه شجر لتقريب الفكره للمستمع .
اللعوت لا ساق له عباره عن اغصان فى شكل اقرب للدائرى تبدأ من داخل التربه وتتسع الدائره كلما ارتفعت الشجيره . والموز مثلا يعتبر عشبه وليس شجره او شجيره .
هنالك المثل الذى يقول ( جنيه فى لعوته ) . اشاره للشخص الذى يصعب الامساك به . فالارانب والغزلان الصغيره تتجه الى اللعوت حتى تتفادى مطارده الانسان والسفروك , وهو العصى المعكوفه التى تطلق على .عكوله ام تشر او الارنب البرى .
أمثالنا السودانيه قد تغيرت بسبب الخطأء فعندما نقول " الكلب بيريد خناقو" نقصد في العاده ان الكلب يحب من يضربه او يهينه ولكن اصل المثل ان الشيء اللذيذ الممتع وان كان يسبب الضرر فالكلب يحب العظام ويحاول ابتلاعها ويخنقه العظم ويناضل كي يخلص نفسه الا انه يحاول مرة اخرى بلعه لحبه للعظام. ونقول "صاحب الرايحه يفتح خشم البقره" ونقصد بأن الأنسان عندما يكون محتاجا ويفقد شيء مهم يبحث بعدم معقوليه ويحاول أن يجده حتى في فم البقره والحقيقه أن معنى المثل إن صاحب البهيمه الضائعه(الرايحه) من المفروض ان يتصرف بمعقوليه و يفتح فم أحد الأبقار لكي يرى اي نوع من العشب او القش يمضغه البقر. وهنالك الحنطوت والديس والنال ولسان الطير والسعده والتمليكه والموليته وحتى الأنكوج عندما يكون طريا تأكله الأبقار والضريسه والحسكنيت عندما يكون طريا تأكله البهائم. ويمكن للراعي ان يحدد مكان بهيمته الضائعه بمعقوليه بالنظر لداخل فم احد البهايم الاخري ليعرف مكان المرعي.
ونخطأ كذلك عندما نحث شخص على الأختشاء عندما نقول "اللي اختشو ماتو" ويخطئ حتى الأخوان المصريون الذين هم مصدر المثل . فعندما شب حريق في القاهره في حمام عام للنساء خرجن بعضهن عاريات للشارع وعندما تعرض لهم بعض المشايخ طالبين منهم ان يختشوا فقالت احداهن" اللي اختشوا ماتوا" لأن من اختشوا ماتوا حرقا.
ونقول في السودان "الله يشغلك بي قده" و يفهم الأغلبيه بأن القده هي الخشبه التي يعمل بها البناء ولكن المقصود به هو السوط او الكرباج وتقول اغنية السيره "أخوات البنات القده عطشانه وبتدور الرجال اللي بيحملوا بطانه"
و نقول "شدة كرياكو" والحقيقة هي شدة حمار كرياكو لأن كرياكواليوناني كان سكيرا وكان حماره يرجعه للبيت مهما اختلفت الطرق.
و نقول "العين بي حسين" و الحقيقه هي العين بي اليغلب حسين وحسين أحمد حسين كان اول اخصائي في طب العيون وتبعه في نفس المجال الدكتور علي أرباب والكتور الباقر واخرين. وشقيق الدكتور حسين كان من اوائل مديري البوليس في السودان . ودكتور حسين اشتهر بأنه اتى بالمعجزات فيما يختص بعلاج العيون .
نحن نقول قلبى على جناى وقلب جناى على حجر . والصاح قلبى على جناى وقلب جناى على ( أنا ) حجر . بتشديد اللام وانا مضمره .
التحيه
شوقى .......
|
