الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتــــدي التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2008, 03:05 PM   #[1]
imported_الخير ابنعوف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الخير ابنعوف
 
افتراضي

دلائل من القران ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى

**من موقعDVD4ARAB

اولا جاءت بعض ايات القران الكريم في وصف فرعون موسى واولى تلك الايات
(ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)
(وفرعون ذي الاوتاد)
وناتي على تفسير الابه الاولى لوجدنا انا معظم اثار رمسيس الثاني قد حاق بها الدمار ولم نجد منها الا قطع من الاحجار عليها اسم رمسيس الثاني ولم تتبقى الا عدد قليل من التماثيل لندرك عظمة الفرعون وقوة الذي شيدها ولو جئنا على اثار رمسيس الثاني ونراها
1_اثار مدينة بررعمسيس وكانت العاصمة الجديدة للدولة في عهد رمسيس الثاني لوجدنا كل معابدها تهدمت واعمدة محطمة ومسلات مكسرة وكانت 24 مسلة لم تتبقى منها واحدة سليمة
2_بقايا معبد حتحور في منف
3_بقايا معبد الاله بتاح
4-تمثال مريت امون ابنه رمسيس الثاني وزوجته وتقد سقط على وجهه وتحطم تماما
5-قاعة العرش في معبد الرمسيوم وقد تحطمت ولم تبقى منها الا قواعد الاعمدة فقط
ثانيا (وفرعون ذي الاوتاد)
الوتد في المعجم وهو ما رز في الارض او الحائط من خشب والوتد كما هو معروف قطعة من الخشب يبلغ طولها 50 سم وعرضها عند القاعدة من 5 الى 7 سم ويقل هذا العرض تدريجيا الى ان يصل الى 3الى 4 سم عند القمة
ثانيا
ولو نظرنا لوجدنا وجه الشبه الكبير بين الوتد وبين المسلات وقادنا ذلك الشبه الى ان نرى ان رمسيس الثاني وهو اقوى المرشحين لكي يكون فرعون موسى لوجدناه قد بنى اكبر عدد من المسلات في العهد الفرعوني كله بل ونجد ان عدد المسلات التي بنيت في عهده تفوق عدد المسلات التي بناها الفراعنة الاخرين مجتمعين وهذه احصائية لعدد المسلات وبناتها
سنوسرت الاول 2مسلة
حتشبسوت 6 مسلات
تحتمس الاول 2 مسلة
تحتمس التالت 9 مسلات
امنحتب التالت 2 مسلة
سيتي الاول 2 مسلة ولو جمعناها لوجدنا عددها 23 مسلة بينما عدد المسلات التي بناها رمسيس التاني 35 مسلة



imported_الخير ابنعوف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-10-2008, 08:30 AM   #[2]
imported_الخير ابنعوف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الخير ابنعوف
 
افتراضي

المساهمة التالية وصلتني عبر البريد من الأخ/محمد نور عثمان وهو من أبناء النوبة المقيمين باليمن0

الاستاذ/الخير

السلام عليكم و رحمة الله
و كل عام و انتم بخير و ان شاء الله تكون في نعمة و عافية
و عسى ان تكون اخبار الدكتور و الاولاد طيبة
ارجو ان تكون مواصلا اهتماماتك و جهودك النوبية و التي نرجو الله ان
تسفرعن نتائج طيبة
مرفق لك ملف فيهااشارات ذات صلة بدراساتك
آمل ان تجد وقتا للاطلاع عليه
الاخوان هنا عموما بخير
و دمتم في حفظ الله
أخوك/محمد نور عثمان

دراسة تاريخ العقائد الكتابية بين الموضوعية والهوى (1/2)
د. خالد محمد فرح Khaldoon90@hotmail.com


استوقفني وشد انتباهي بقوة وأنا اتفحص عناوين الكتب المعروضة للبيع بالواجهة الزجاجية لإحدى المكتبات بالخرطوم مؤخراً ، كتاب بعنوان: " السودان وطن الأنبياء " ، فما ترددت في شرائه لحظة ، على الرغم من " بنود الصرف " الأخرى الكثيرة وذات الأولوية التي باتت تزاحم شراء الكتب واقتناءها الذي صار ترفاً ، أوكالترف في أيامنا هذه.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب الذي يقع في 485 صفحة من القطع المتوسط ، عن شركة " القناة " للطباعة والتجارة المحدودة بالخرطوم في العام الماضي 2007 م ، ومؤلفه هوالأستاذ/ مختار عبد السلام مختار. وقد جاء في النبذة التعريفية للمؤلف المنشورة على الصفحةالخلفية لغلاف هذا الكتاب أنه من مواليد جزيرة " مساوي " بشمال السودان في عام 1944 ، وأنه تلقى تعليمه الأولي والمتوسط والثانوي بمدينتي عطبرة وبورتسودان على التوالي ، وأنه عمل معلماً بالمرحلة المتوسطة وتدرج في سلك مهنة التدريس حتى وصل إلى وظيفة كبير موجهي مرحلة الأساس بولاية البحر الأحمر ، إلى أن تقاعد للمعاش في مطلع العام 2004 م.
وما من شك في أنّ عنوان هذا الكتاب " السودان وطن الأنبياء " ،عنوان جاذب ومثير للنهم والفضول المعرفي ، وهو قمين بأن يستثير شهية العلماء والباحثين والطلاب في مجالات التاريخ ، واللغات ، والآثار ، والدراسات التوراتية Biblical studies ،وتفسير القرآن ، وعلم المقابلة بين الأديان ، فضلاً عن سائرصنوف القراء بمختلف مشاربهم وطبقاتهم.
وملخص فرضية الأستاذ مختار عبد السلام في هذا الكتاب هي أنّ البيئة التاريخية للعبرانيين هي كوش ، أي شمال السودان الحالي ، وأن عبور البحر كان فيه ، وهو بالنسبة للمؤلف كان عبورا للنيل بمنطقة " أرتولي " شمال نهر عطبرة بالتحديد ، وأن التيه كان في صحراء السودان الشرقية وليس في جزيرة سيناء ، وأن جبل " حوريب " المذكور في التوراة على أنه الجبل الذي كلم الله تعالى فيه موسى ، هو جبل " التاكا " الكائن بالقرب من مدينة كسلا بشرق السودان.وبالجملة فإن المؤلف يجعل كثيراًمن الوقائع والمسميات التوراتية في شمال السودان وشرقه. وفيما يلي طرفاً من هذه الفرضية كما عبر عنها الكاتب في الفقرةالتالية المقتطفة من الصفحتين 290 و291 من الكتاب المذكور:
".. إنّ البيئة التاريخية للعبريين هي كوش. والتيه كان في قفر السودان الشرقي ،ومنه انتقلوا إلى شمال إريتريا حيث استقروا فيه لفترة ما كتجمع عشائري وليس مملكة قادهم فيها لبضع سنوات داؤود وسليمان عليهما السلام... وانتقلت خلالها بعض عشائرهم إلى غرب جزيرة العرب ،وانتقل أكثرهم إليها بعد السبي إلى بابل العراقية.وقد توجدوا في مصر من قبل عهد الخليل. فبعد خروج بعضهم من مصر بقيادة موسى عليه السلام ساروا إلى منطقة السكوت النوبية ، ومن السكوت اتجهوا جنوباً وليس شمالاً إلى سيناء ، فليست سيناء متاهة... ومن منطقة أرتولي شمال نهر الأتبرة منالنيل عبروا شرقاً حيث تاهوا في مثلث ( توقرين – شدياب – أروما ) ". أ.هـ
وتشبه الدعوى العريضة التي يطرحها هذا الكتاب في تقديري ، طائفة من المقاربات الأخرى التي عرضت من قبل لبعض الروايات والوقائع وسير الشخصيات ذات الصلة بالعقائد الدينية الكتابية ، أوما تعرف بالأديان السماوية ، وذلك على اختلاف وتفاوت في حظوظ تلك الدعاوى والافتراضات من إصابة الحقيقة.
فمن ذلك على سبيل المثال كتاب عالم النفس السويدي الشهير:" سيقموند فرويد " الموسوم ب " موسى والتوحيد " ،الذي زعم فيه أن موسى كان أميراً مصرياً ،ولم يكن عبرانياً من بني إسرائيل وفقاً لم جاء في التوراة والإنجيل والقرآن أيضا ، وذلك بقرينةاسمه المصري الأصل كما قال: موس/ميس الذي يوجد في أسماء مثل تحوتموس ، ورمسيس الخ. وقد راقت هذا الفرضية لنفر من الباحثين من العرب والأوروبيين وغيرهم على حد سواء ، مثل ما راقت الفرضية الأخرى القائلة ضمناً بأنّ موسى قد تعلم عقيدة التوحيد من الفرعون المصري امنحوتب الرابع المعروف بأخناتون الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. هذا مع العلم بأن إخناتون لم يقل إن ربه هو الله سبحانه وتعالى ،وإنما كان من أمره أنه استبدل عبادة الإله الوثني أمون الخروف ، بالإله الوثني آتون قرص الشمس ، فضلاً عن أنه لم يؤثر عنه أنه ذكر أنبياء التوحيد الذين سبقوه تاريخيا مثل: إبراهيم وإسحق ويعقوب ، ومن قبلهم نوح وإدريس وغيرهم.
ومن بين تلك المقاربات أيضاً ، المحاولات التي ظل يبذلها علماء التاريخ والآثار ومفسري التوراة والقرآن الكريم في الشرق والغرب ،من أجل تعيين زمان ومكان خروج بني إسرائيل من مصر ، فضلاً عن تحديد اسم فرعون موسى. ولعلنا لا نعدو الحقيقة إذا ما قررنا أن البحث في تلك الأمور كان من أهم الدوافع والبواعث على التطور المذهل الذي ظل يشهده علم الآثار Archeology من حيث هو منذ القرن التاسع عشر ، بل إن كثيرا من رواد علم الآثار إنما كانوا من رجال اللاهوت في الأساس مثل الأمريكي وليام أولبرايت وغيره.
ولعل من آخر المصنفات في هذا الشأن ، وأجدرها بالنظر والمراجعة كتاب الطبيب الفرنسي المسلم الدكتور " موريس بوكاي " بعنوان " موسى وفرعون " ،الذي رجح من خلاله أن يكون الفرعون رمسيس الثاني هو فرعون الاضطهاد ، وان يكون الفرعون " مرنبتاح " ابنه هوفرعون الخروج الذي هلك غرقاً في اليم ،وذلك في مقاربة منه توفِّق بين الروايتين التوراتية التي تقول بوجود فرعونين معاصرين لموسى ،والقرآنية التي يدل ظاهر سياقها على وجود فرعون واحد فقط . على أنه لا يمتنع من سياق الرواية القرآنية في تقديرنا أن يكون موسى عليه السلام قد عاصر فرعونين بالفعل. ذلك بأنّ قوله تعالى على لسان فرعون مخاطباً موسى " ألم نربك فينا وليدا " الآية ، كأنه يشي بذلك ، والله تعالى أعلم. ثمّ إن القرآن لم يذكر اسم أي فرعون وإنما أشار إليه بلقبه الذي ثبت الآن من واقع فك شفرة اللغة المصرية القديمة أن حقيقته هو " برعو" و معناه: " البيت الكبير" ، يعني " ساكن البيت الكبير " ،وهو تعبير مماثل لتسمية رعايا الامبراطورية العثمانية للسلطان العثماني ب " الباب العالي ".
ولما كان القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا من شتى الوجوه ، فإنّ بوسعنا ان نذكر في هذا المقام مثلاً ، أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر عزيزيْن في سورة يوسف هما: العزيز الذي اشترى يوسف وكادت له امرأته الكيد المعروف ، ويوسف الصديق نفسه الذي صار عزيزاً من دون أن يذكر لنا القرآن شيئاً عن ملابسات صيرورته تلك وتفاصيلها ، وإنما يخبرنا بها مباشرة في مثل قوله تعالى:" يا أيها العزيزإن له أباً شيخاً كبيرا " الآية. ولذلك ربما كان من الجائز كما يرجح الدكتور بوكاي رحمه الله ، أن يكون رمسيس الثاني الذي حكم 67 عاما هو فرعون ميلاد موسى واضطهاد قومه ، وان يكون ابنه الفرعون "مرنبتاح " الذي مات في العام العاشر من حكمه هوفرعون الخروج.
وكان الراحل الدكتور بوكاي قد أجرى تشريحا لمومياء مرنبتاح المحفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة ، بعد أن أخذ إذناً بذلك من الرئيس السادات في عام 1974 م، ثبت له من خلاله أن مرنبتاح قد مات ميتة عنيفة مفاجئة ،نسبة لما وجده في جثته من رضوض وكسور مركبة عديدة ، وتهتكات وفقدان لبعض الأعضاء ، هذا إلى جانب بعض البينات التاريخية والآثارية والظرفية الأخرى التي عرض لها الدكتور بوكاي في كتابه. ( انظر كتابه بالفرنسية Dr. Maurice Bucaille, Moise et Pharaon, Editions Seghers, Paris, 1995.
على أنّ كتاب اللبناني الدكتور كمال الصليبي الموسوم ب " التوراة جاءت من جزيرة العرب " الذي صدرت الترجمة العربية له في حوالي منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، يظل أبرز تلك الدعاوى العريضة التي تلبس لبوس العلم والبحث العلمي الحديث ،وأكثرها غرابة وجرأة في تناول الروايات التوراتية والأخبار الدينية على وجه العموم. وأذكر بهذه المناسبة ، أنّ تلك الطبعة قد خرجت بعد تخرجنا بوقت قصير في جامعة الخرطوم ،فاستهوت مادة الكتاب وجراءة طرحه زميلنا طالب الدراسات العليا آنذاك ، والدكتور الآن: محمد جلال هاشم ، الناشط المدني ، والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين ، فتحمّس لذلك الكتاب حماسة ملحوظة ، لدرجة أنه نظّم ذات مساء ، حلقة مدارسة حوله بقاعة البروفيسور مكي شبيكة بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ، أمّها عدد من الأسلاتذة والطلاب وغيرهم من المهتمين من داخل الجامعة ومن خارجها.
وفحوى كتاب الصليبي المومى إليه ، أنّ الجغرافيا التاريخية للتوراة لم تكن ساحتها أرض فلسطين وما اتصل بها وجاورها من بلدان مثل الشام والعراق ومصر وكوش التي هي بلادنا السودان هذا كما هومشهور ، وإنما وقعت أحداثها برأيه في جنوب غربي الجزيرة العربية ، أو بلاد " السراة " تحديداً ، أي تلك السلسلة الجبلية الواقعة على محاذاة الساحل الشرقي للبحر الأحمر ،ابتداءً من جنوب بلاد الحجاز ،وحتى التخوم الشمالية لأرض اليمن حيث نواحي: نجران ، وجيزان ، وعسير .. الخ. وزعم الصليبي أنه قد استند في إثبات تلك الفرضية على أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار ، مقابلاً ما بين تلك الأدلة والمألوف السائد في الجغرافيا التاريخية.
والحق أنّ أدلة الصليبي المزعومة ليس فيها من الآثار أو التاريخ أوالروايات الشفاهية ، أو التواتر المعرفي الذي ينتج عادة عن التراكم الثقافي ، والتواصل والاستمرار الحضاري شئ يعتدّ به ، وإنما كانت جل بيناته بينات لغوية فقط Linguistic evidence ، تستند إلى محض التشابه اللفظي ، أومجرد التوهم لتشابه لفظي بين ما يعتقد أنها مسميات لأعلام معاصرة بعينها موجودة إلى الآن في جنوب غربي الجزيرة العربية ، ومسميات أخرى ورد ذكرها في كتاب العهد القديم من الكتاب المقدس. وهو يصدر في كل ذلك عن محض مقاربات انطباعية متعسفة ، تقرب من العبث والاستخفاف بالعقول في كثير من الأحيان. فتراه يعمد مثلاً إلى اسم القرية أو "االديرة " أو العشيرة من عشائر تلك المنطقة التي زعم أنها كانت مسرحاً لأحداث التوراة ،لا يتعدى عمرها المائتي عام على سبيل المثال ، فيربط بينها وبين مسمى آخر من مسميات التوراة يكون قد مضى على ظهوره آلاف السنين. وعلى الرغم من أن الصليبي قد تجمّل عرضاً بذكر أسماء بعض العلماء الأثبات في مجال تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها ،مثل العلاّمة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ، إلاّ أنني أشك في أن يكون الصليبي قد جالس الجاسر وراجع معه تاريخية بمعنى " كرونولوجيا " تلك المسميات المعاصرة في المنطقة المعنية.
ثم إنّ الصليبي لا يستقيم على حال واحدة ،بمعنى أنه لا يتبع منهجاً متساوقاً ومضطرداً في التخريج ، فتراه يجعل المسمى الواحد صالحاً لأن يكون هو ذاته: إلهاً وثنياً ، وطوطماً ، وعشيرة ، وجبلاً ، ووادياً ، وقبيلة ،وقريةً في آنٍ واحد.
وفيما يلي مثالاً على ذلك التمحُّل ، وتشقيق الشّعَر ، وإبعاد النجعة التي ألزم بها الصليبي نفسه في غير ما طائل في هذه الفقرة المقتطفة من صفحة 247 من كتابه آنف الذكر ، والتي ، يزعم المؤلف من خلالها أنه قد تعرّف على أسماء الأعلام المذكورين في التوراة على أنهم حام بن نوح عليه السلام وذريته ،من خلال جغرافيا غرب شبه الجزيرة العربية:
حام (حم): ربما كانت الحمّ في منطقة القنفذة ، أو الحمّ ،في منطقة قنا والبحر.
"كوش " (كوش): الكوثة في جوار خميس مشيط .. ( وفي الهامش بأسفل الصفحة ): يمكن للاسم كوش أن يتمثل أيضاً ب " كيسة " (كيس)، وكوس (كوس) في منطقة جيزان ، وب "كواث" (كوث بلا تصويت) قرب غُميْقة ،في منطقة الليث.
"مصرايم"(مصريم): ربما كانت هنا مضروم (مضروم) في سراة غامد. والمرجّح أنها المصرمة في جوار أبها ، أو مصر في وادي بيشة ، أو آل مصري (ءل مصري ، نسبة إلى مصر) في منطقة الطائف. أ. هـ
فهولا يرضى كما ترى أن تكون البلاد المعنية بالذكر في التوراة هي مصر المعروفة لكل الناس بمختلف أجيالهم منذ آلاف السنين ، ويقترح هو أربعة مواضع مغمورة وخاملة الذكر ، لا على سبيل الترجيح الناتج عن التمحيص وإرجاع النظر والدرس العميق ، فما إلى هذا ندب نفسه فيما يبدو ، وإنماهكذا: " خبط لزق " كما يقولون. أما بخصوص " كوش " ، فقد لاحظت أن الصليبي قد تجنب الحديث في كتابه عن أسماء بعض الأعلام المذكورة في التوراة مرتبطة ب " كوش " التي هي بلاد السودان الحالي ، على الرغم من أنّ وجودها التاريخي قد بات مقطوعاً به بصورةلا يتطرق إليها الشك ، من مصادر وضعية مستقلة عن الكتاب المقدس ، مثل: " ترهاقا " ملك كوش ، ثالث فراعنة ما يسمى بالأسرة الفرعونية الخامسة والعشرين الكوشية ،والمدفون داخل هرمه الكائن إلى الآن بالقرب من جبل البركل بشمال السودان.
وبالجملة فإنّ كتاب كمال الصليبي المذكور ، لم يكن في تقديري سوى تشويش وشغب معرفي ، ربما كان مقصوداً لذاته لأسباب لا نعلمها ، بل هو في الحقيقة محض هراء لا غَناء فيه لا للمتدين ، ولا للملحد ،ولا لطالب الحقيقة المجردة. ونواصل..




Last Update
دراسة تاريخ العقائد الكتابية بين الموضوعية والهوى 2/2
د. خالد محمد فرح Khaldoon90@hotmail.com

لعلَّ أكبر ما يمكن أن يؤخذ على الدكتور كمال الصليبي من وجهة النظر " العلمية الحديثة " ، هو كأن الصليبي يعتقد في صدقية veracity الوقائع التاريخية الواردة في التوراة جميعها اعتقاداً مطلقاً لا يتطرق إليه الشك ، في الوقت الذي يكذب فيه جغرافيتها جميعها تكذيباً مطلقاً ، لا يترك معه أدنى احتمال لصدق الرواية التوراتية التي يصفها بالتقليدية ،أي على النحو الذي ظلت تفهمه بها ملايين البشر من المؤمنين وغيرهم عبر الحقب المتعاقبة ، ولا حتى في جزئية صغيرة منها ، وهذا محال ، كما أنّ فيه تناقضاً وفصاماً بيِّنا. فهو في التاريخ ، مؤمن إيماناً حرفيا لاهوتياً كإيمان العجائز ، وهو في الجغرافيا متسائل ، ومتشكِّك ديكارتي " على طريقة طه حسين " ، وتابع مخلص للمنهج الوضعي لعلماء الأنثروبولوجيا الثقافية في تناولهم للأساطير والأديان بصفة عامة.
فجلُّ هؤلاء – أي علماء الأنثروبولوجيا – كما هو معلوم ، يعتبرون سائر الأديان سماويةً كانت أو غير ذلك ، يعتبرونها مجرد أنساق من النظم والاعتقادات والممارسات الاجتماعية والثقافية والروحية التعبدية النابعة في الأساس من بنية المجتمع وواقعه المادي المحض بخصائصه الاقتصادية و الاجتماعية المميزة ، والتي تكمن أهميتها و صدقيتها أيضاً ، في " وظيفتها " داخل المجتمع المعني ،ولا تتعداه بالضرورة إلى خارج نطاق دائرة معتنقيها لكي تلامس آفاق الحقائق المجردة والمطلقة. وهذا هو بالضبط رأيهم في الأساطير التي يتحمسون لها ويناصرونها ، مناصرةً أكاديمية باردة ومتعالية ،ومشوبة بغير قليل من السخرية والمداهنة أحيانا. فهم يتحمسون للأساطير ويعنوْن بها ليس من حيث أنها تنطوي على حقائق مطلقة يمكن الاستيثاق من صدقيتها أو عكس ذلك عن طريق مناهج الاستقصاء والبحث العلمي المعروفة ، ولكن من حيث أنها تؤدي وظائف وتشبع حاجات ثقافية واجتماعية وروحية في مجتمع معين ،ولا يبالون بعد ذلك إن كانت تنطوي على حقائق مجردة ، أوأكاذيب ملفقّة تخالف واقع الحال. فهم يزعمون أنه لا ينبغي أن تحاكم الأساطير محاكمة أخلاقية ، أو أن تطلق عليها الحكم القيمية. فهي هي نفسها معيار صدقها وقيمتها.
ونحسب أنّ الدكتور محمدأحمد خلف الله رحمه الله ، وقد قيل إنه مصري من أصول سودانية ، قد تأثّر بهذا النهج " الأنثروبولوجي " في تناوله للقصص القرآني في كتاب له مشهور في هذا الباب ، زعم فيه أنّ القصص القرآني لا يعبِّرعن حقائق تاريخية محددة حدثت بالفعل ، وإنما المقصود منه محض الوعظ والإرشاد عن طريق السرد وضرب المثل الخ . فكأن القصص القرآني كان في نظره عملاً أدبياً ذا " وظيفة " تربوية وإرشادية وتعليمية. وهو لعمري ذات المنهج الذي أغوى أستاذه الدكتور طه حسين ليقول قبله في كتابه: " في الشعر الجاهلي ": " للتوراة والقرآن أن يخبرانا عن إبراهيم وإسماعيل ،غير أنّ ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يقف دليلاًعلى وجودهما التاريخي ".
بيد أنّ من الملاحظ بصفة عامة ، أنّ المقاربات البحثية المعاصرة لقصص الأنبياء وتاريخ العقائد الدينية عموماً ،على ضوء مناهج البحث العلمي المعاصر ، والاستعانة بالمعارف والعلوم المستحدثة ، قد جعل كثيراً منها ينحونحو الذاتية والشوفينية في كلا حالي الإنكار والإيمان. فمن الأمثلة على الضرب الأول: الزعم بالأصل المصري لموسى ، وحكاية توحيد اخناتون اللتين مر ذكرهما ، فضلاًعن الادعاء بأن قصص طوفان نوح وما إليها من القصص الديني ، مستقاة من تراث الأكاديين والبابليين والأشوريين الخ. أما مقاربات بعض المؤمنين بالعقائد الدينية والمعتقدين في صدق الوقائع الواردة في الكتب السماوية ، فهي أيضا لا تخلومن ذاتية وشوفينية على نحوما ، بمعنى انها تسعى إلى تعزيزالزهو الوطني national pride ، أو إلى التماس البركة " الوطنية " ،عن طريق محاولة إثبات الصلة بين بلد ما ، ووقائع ورموزحدث ديني بعينه في الزمان السابق ،كما أنّ هذه المسائل قد ارتبطت في الآونة الأخيرة أيضاً ، بمحض الرغبة والسعي معاَ إلى الترويج و الدعاية لما يسمى بالسياحة الدينية أو الروحية ،وماتدره تلك التجارة الرائجة من أموال طائلة.
هذا ، ولأهل السودان نصيب لا بأس به من الروايات الشفاهية المتداولة والمتواترة من قديم الزمان فيما يبدو ، حول صلة أرض السودان بقصص الأنبياء ،ووببعض مرويات الكتب السماوية عموما. فمن ذلك على سبيل المثال: الرواية الشعبية التي تربط بين مدينة وميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر ، وسليمان بن داؤود عليهما السلام ، وكيف أنّ اسمها الأصلي هو " سواجن" ، لأنّ سليمان عليه السلام كان يسجن فيها مردة الجن. ومن ذلك زعم السودانيين أنّ سحرة فرعون الذين استجلبهم لتحدي موسى عليه السلام كانوا من جزيرة " ناوا " بشمال السودان. ومنه ما ينسب لبعض أهل الكشف والصلاح في السودان من أنّ " مجمع البحرين " ، حيث التقى موسى عليه السلام بالعبد الصالح " الخضر " ،هوملتقى النيلين الأزرق والأبيض في الخرطوم عند جزيرة توتي. ومن ذلك أيضاً خبر قرأه كاتب هذه السطور في كتيب صغير من تأليف العلامة عبد الله الطيب ، صدرباللغة الإنجليزية قبل سنوات عنوانه: " Heroes of Arabia " ، ومضمونه ذاك الخبرهوأنّ فصيل ناقة صالح عليه السلام قد فرّ لاجئاً إلى فيافي السودان بعد أن عقر قدار والملأ من ثمود أمه ، فهو ما يزال يرعي بنواحي " وادي الهوّاد " شرق كبوشية ،وقدعزا عبدالله الطيب إلى السيد الحسن المرغني رحمه الله.
وكان عبد الله الطيب من المؤمنين ب " بركة " السودان في هذا الجانب ، وله فرضية مشهورة طرحها من خلال محاضرة قدمها في السعودية في سنة 1982 بعنوان:" هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ " ، رجح فيها أن تكون الحبشة المعنية في خبر هجرة المسلمين الأوائل هي جزء من بلاد السودان الحالي ، وليست الحبشة التي هي اثيوبيا الحالية . وقد سار المرحوم بروفيسور حسن الفاتح قريب الله على نهجه ، ونسج على منواله ، وأصدر كتاباً بعد ذلك أسماه " السودان أرض الهجرتين " . وكنا نتسامر ذات ليلة في " البركس " ، فقلت لمن كانوا في المجلس إن عبد الله الطيب يعتقد أن لقمان الحكيم كان من شمال السودان ، فقال أخونا محمد القاسم بحماسة على الفور: " أيوة .. بديري دهمشي !! " ، فضحكنا من الطرفة المنطوية على ما يسمى بالمفارقة التاريخية أو ال Anachronism .
وكذلك كان الجمهوريون ،وما يزالون يعتقدون في " بركة " أرض السودان وتميزها الروحي ،ومما يؤثر عن زعيمهم الأستاذ محمود محمد طه أنه كان يشبه شكل خريطة السودان بالقلب ،وربما استشهدوا أيضا للتدليل على ذلك التميزالروحي للسودان ، ببعض ما جاء عن بلاد كوش في أسفار الكتاب المقدس.
وفي السنوات الأخيرة نشر الدكتورجعفر مرغني مديرمعهد حضارة السودان عدداً من المقالات والأبحاث المحكمة ،والمتصفة بقدر كبير من العمق و الموضوعية حول صلة بلاد السودان بأدبيات التوحيد وبقصص الأنبياء بصفة عامة ، لعل من أبرزها ترجيحه للرواية التي سبق أن ذكرها الحبر اليهودي والمواطن الروماني " جوزيفوس فلافيوس " Josephus Flavius ،الذي عاش في القرن الميلادي الأول ،في كتابه " تاريخ اليهود " The Jewish Antiquities من أنّ ملكة سبأ المذكورة في القرآن وفي الإنجيل ،والمعاصرة لسليمان عليه السلام ، إنما كانت ملكة كوشية ،أي سودانية ( راجع مقاله بعنوان: من أدبيات التخوم السودانية المصرية ،بمجلة "حروف " ، دار جامعة الخرطوم للنشر ، سنة 1991 م ). وكان الدكتور جعفر مرغني – حسب علمي – أول باحث ربط بين اسم الملك المروي الفيلسوف " أركماني " الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد ، وبين اسم " لقمان الحكيم " الذي يجمع مفسرو القرآن الكريم على أنه كان " نوبيا ".
وقد أورد الدكتورجعفر في أبحاثه تلك ، جملة من الحجج والأدلة التاريخية والجغرافية واللغوية ، والحضارية ، فضلاً عن بعض البينات الظرفية التي لا يملك القارئ إلا أن يتوقف عندها ويتأملها مليّاً على أقل تقدير ، وذلك نسبة لما تنطوي عليه من قدر كبير من الموثوقية والقابلية للتصديق Plausibility .
وتجدر بنا الأشارة أيضاً إلى سلسلة المقالات التي كان ينشرها الأستاذ أحمد سليمان المحامي بالصحف السودانية خلال السنوات التسعين من القرن المنصرم حول علاقة إبراهيم وموسى عليهما السلام بأرض السودان ،كما نود أن نشير أيضاً إلى الاهتمام الملحوظ الذي ظل يبديه الباحث والأستاذ الجامعي ،بروفيسور حسن مكي منذ بضعة أعوام بما يسميه " الدائرة الإبراهيمية " أو" الملة الإبراهيمية " ، والصلات التاريخية القائمة بين مكوناتها ، ودور السودان فيها ، وذلك من خلال زوجتي إبراهيم عليه السلام السيديتين السودانيتين: " هاجر " و " قطورة " ، ثم السيدة " صفورة " الكوشية زوجة موسى عليه السلام ،التي ما يزال اسمها متداولا كاسم علم على النساء في السودان ، وخصوصاً بين الحلفاويين إلى يوم الناس هذا ، وانتهاءً بخبر الكنداكة ملكة " مروي " التي ذهب وزير خزانتها الذي كان يشدو – فيما يبدو – شيئاً من عقيدة التوحيد الموسوية ، قبل أن يتم تعميده مسيحياً على يد الشمّاس " فيلبوس " في مدينة القدس في ثلاثينيات القرن الميلادي الأول.
ولا يقتصر " الزهو الوطني " المتولد عن حقائق أو أوهام الصلة بين السودان وتاريخ ومرويات ورموز العقائد التوحيدية على المسلمين فحسب بطبيعة الحال ، بل يشاركهم وربما يتفوق عليهم أخوانهم ومواطنوهم المسيحيون في ذلك للاعتبارت الدينية المعروفة. ومما يذكر في هذا الباب أن الكنيسة السودانية قد أصدرت كتيباً صغيراً قبل بضعة أعوام بعنوان: " السودان في الكتاب المقدس " ، أوردت فيه جميع الإشارات إلى السودان بمسمياته التوراتية القديمة " كوش/إثيوبيا " ، وماتنطوي عليه تلك الإشارات من دلالات البركة والصفات الحميدة والبشارات الطيبة لكوش ولأهل كوش.
والحق الذي لا مراء فيه أنّ أرض السودان الحالي بمختلف المسميات التي أطلقت عليها عبرالحقب المختلفة: " كوش ، اثيوبيا ، مروي ، النوبة الخ " ، قد كانت وثيقة الصلة بالأرض المقدسة في فلسطين ، وبما كان يمور بداخلها من وقائع وأحداث. يدلك على ذلك كثرة الإشارات إليها ،وقد أحصى كتيب الكنيسة المشار إليه ثلاثين موضعاً في الكتاب المقدس ذكرت فيها بلاد السودان. فليس السودان أرضاً مجهولة أو Terra Incognita ولم يكن كذلك في يوم من الأيام ، كما يصفه بعض المؤلفين الأوربيين المعاصرين لأسباب تخصهم ، وذلك على الرغم من علمهم بتلك الإشارات التوراتية للسودان ،فضلاً عن ورود اسم اثيوبيا/السودان في إلياذة هوميروس التي يعتقد انها قد ألفت في القرن التاسع قبل الميلاد ، بالإضافة إلى ذكر اثيوبيا ومروي في مؤلفات الكتاب الكلاسيكيين من لدن هيردوتس وحتى استرابو وبليني وغيرهم.
فلقد شرّق الباحثون وغرّبوا على سبيل المثال ، وخصوصاً الغربيين منهم ، في محاولات مضنية من أجل تحديد موضع " أوفير " المذكور في التوراة على أنه الموضع الذي كانت تذهب إليه أساطيل وقوافل سيدنا سليمان عليه السلام لاستجلاب الذهب والنحاس وغيرهما من المعادن والحجارة الكريمة ، ومضوا في فرضياتهم إلى أماكن بعيدة مثل الهند ، والصومال ، وزمبابوي ،ومدغشقر وغيرها ، ولم يشاءوا ان يفترضوا أن تكون أوفير المذكورة موجودة في بلاد البجة من شرق السودان. فهذه المنطقة قريبة جغرافياً من فلسطين ،وهي منطقة مشهورة بتعدين الذهب والحجارةالكريمة وخصوصاً الزمرد منذ عصر الأسرات الفرعونية الأولى ، ثم إن الاسم " أوفير " هو الأقرب فيلولوجياً للغة البجة إلى يوم الناس هذا من أية لغة أخرى. ذلك بأنّ السابقة " أو " في كلام البجاة تعادل أداة التعريف . فالبجة يقولون في " الشيخ .. أوشيك " ،وفي " الحاج .. أوهاج " ، كما أنّ من أقدم المراسي على البحر الأحمر في بلاد البجة ميناء " أوسيف". وعليه يرجح كاتب هذه السطور افتراضاً وليس قطعاً، أن تكون " أوفير " التوراتية مطمورة في مكان ما في شرق السودان ،وذلك في انتظار المزيد من البينات الآثارية والخطية. ولا ينبغي أن يكون ذلك مستبعداً من الناحية التاريخية ، ذلك بأن مؤرخاً وعالم مصريات فرنسياً مرموقاً هو البروفيسور " جان يويوت "، بات يرجح ان تكون " بلاد بونت " الوارد ذكرها في النصوص المصرية القديمة ، هي منطقة حوض نهر القاش بشرق السودان ، وليست الصومال البعيدة كما هو شائع. ولذلك فإن أسطورة سواكن السودانية وربطها بسليمان عليه السلام ، تنطلق في تقديرنا من عناصر تاريخية وجغرافية واقعية ومنطقية ،وغير مستبعدة البتة.
ومن المرجح أيضاً أن أرض السودان قد عرفت التوحيد والديانات التوحيدية منذ قديم الزمان ،وقد مضى خبر وزير كنداكة الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه كان يعرف سفر أشعياء قبل أن يتحول إلى المسيحية ،ومن قبله لقمان الحكيم الذي يقول المفسرون أنه كان معاصراً لداؤود عليه السلام ، أي في حوالي القرن العاشر قبل الميلاد.
ويعتقد الأستاذ مختار عبد السلام في كتابه الذي عليه مدار حديثنا هذا ، يعتقد أيضاً أنّ التدين التوحيدي في السودان قديم جدا ، وأنه أعرق من أي تدين آخر في كل الأرض على حدزعمه. ويوضح هذه الفكرة على نحو ما يجئ في الفقرة التالية من صفحتي 340 و341 من الكتاب ، والتي استقى بعض نصوصها من كتاب القس الإيطالي الأب جيوفاني بعنوان " الممالك النوبية المسيحية ":
" يقول ديو روس المؤرخ الإغريقي الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد عن أهل كوش (أنهم أول الخلق على ظهر الأرض ، وأنهم أول من تدين وقرب القرابين). كما أنّ علماء الآثار يؤكدون أنّ أهل كوش كانوا يعتقدون في حياة بعد الموت.وهذا يعني طوراً من التدين قد يكون فطرياً بسيطاً أحياناً ،وقد يسمو إلى ذرى التوحيد فترات.. وقد سبق أن طرحنا أنّ أولي العزم من الرسل ومعهم موحدون آخرون كانوا هنا بشروا بعقيدة التوحيد... ويستلفت النظر هذا النص الذي أورده الهمداني (أنّ النوبة المسيحيين كانوا يختتنون ،ولا يقربون النساء في أيام الحيض ، ولا يغتسلون من الجنابة .. وهذا يشير إلى أنهم رغم مسيحيتهم يحافظون على بعض شريعة إبراهيم (الختان) ،وبعض شريعة موسى (الحيض)..كما أنّ الدعاء الذي كان يكتب على بعض شواهد القبور في النوبة المسيحية ( يا الله يا خالق الأرواح وربها ارحم المدفون وأسكنه في مقر النور والسعادة والسلام في حضن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) ،يؤكد توحيدهم وارتباطهم برسالة سماوية هي الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام ، رغم الشقة الزمنية الواسعة بين عهدهم بالخليل وتمسّحهم. " أ.هـ
وفي مقال له بعنوان: " ديانة بني إسرائيل منذ البدايات وحتى السبي البابلي " نشر ضمن الجزء الأول من كتاب: " تاريخ الأديان " Histoire des religions من إصدارات دار نشر غاليمار Galimmard الفرنسية ، يذكر الأستاذ أندريه كاكو Andre` Caquot أنّ أول ذكر على الإطلاق ل " يهوه " ، وهو اسم الله تعالى عند اليهود ، قد عثر عليه في نقش بع بمعبد امنحوتب الثالث بموقع " صولب " الأثري بشمال السودان. وأوضح ان ذلك النقش يتحدث عن " بدو الشاسو " ،الذين وصفهم النقش ب " بدو ياهو ". وذكر البروفيسور كاكو أنّ تاريخ ذلك النقش يعود إلى أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، أي قبل بعثة موسى عليه السلام نفسه ، ونزول التوراة عليه ، فتأمّل.
وبالجملة فإنّ كتاب الأستاذ مختار عبد السلام مختار وأطروحته ، يندرجان في إطار هذا الجو العام المفعم بالإحساس العميق لدى سائر السودانيين بأن بلادهم ، بلاد طيبة ومباركة ، وقديمة الصلة بالتدين من حيث هو ، وبعقيدة التوحيد تحديداً ، وهومن بعد رجاء صادق ،وأمنية طيبة pious wish من قبل المؤلف ، أراد من خلالها ، أن يثبت لبلاده ولقومه حضوراً بهيّاً ، ومشاركة فاعلة في أنضر فصول تاريخ العقائد الكتابية ، وتلك لعمري هي قمة الوطنية ، وغاية حب الوطن.



imported_الخير ابنعوف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-09-2009, 02:50 PM   #[3]
imported_علي حاج علي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_علي حاج علي
 
افتراضي

العزيز الخير ابنعوف
إِرْ سِي وَيِّيبُونَا . أَيْ سُومَرْكِرِي تِنِّي بِوِدِي تَارِي

ارجو ان تكون بخير وسعادة واستقرار
بالمصادفة قراءت مقال كتبه عبد العال السيد عن اسم مدينة كسلا وربطها بالكسل فاوردت له المشاركة والرد التالي كما يلي:
الاخ عبد العال السيد

تحية وسلام



يبدو للمتامل في الواقع السوداني ان الكثير من المعرفيات الموثوق فيها قد بداءت تتلاشي من ضمير المثقف السوداني على وجه العموم ومن الضمير (النوبي)علي الوجه الاخص. ان استعراب الشمال السوداني لهو اكبر دليل على استلاب النوبيين حقوقهم الحضارية باعتبارهم اصحاب حضارة و(الحضارة) لا تكتمل او لا يكون لها معنى في الاطار الاحفوري التراكمي للمعرفة الا اذا ما ارتبطت هذه الحضارة باللغة ولنا في اللغة النوبية المروية الادلة الشامخة والدامغة على انتشارها من اسوان في الجنوب المصري وحتى منطقة الكوة في الجنوب الاوسط السوداني هذا على النطاق المحلي في ذلك الوقت اذا لم نتجاوز الحدود الاقليمية ونذهب الى مناطق الهلال الخصيب التي غاصت فيها حوافر جنود الملك تهارقا لتعبر البحر وتصل الى روسيا وتتجه عبر السلاسل الجبلية وتحط ركابها في كل هذه المناطق تجد الدلالات لانتشار اللغة النوبية المروية ونحن نقول لغة ولا نقول (رطانة) لان المستعربين اطلقوا على اللغة (رطانة) من اجل القضاء عليها ولفظها بعيدا عن خوفا من انتشارها والكلمة تعني في لغتهم الكلام غير المفهوم. ومن هذا المدخل سالك صحاب الدم البارد بان معنى كسلا ياتي من مجمع ومركز الكسل وحول هذا المعنى نقول من صميم اللغة النوبية المروية ما يلي

اسم منطقة كسلا ينقسم الى

كا: وتعني الاله النسر وهو يرمز الى الملك تهارقا وهو كان يمثل الملك والكاهن الاكبر

اسي: وتعني المياه

لي: وتعني الاهل والجماعة

واذا جمعت المقاطع تصبح

كا - اسي - لي

وتعني اهل او جماعة مياه الملك او الكاهن

وتلاحظ ورود المياه وذلك لان المياه كانت تشكل اهمية كبرى عند النوبيين والمياه بالتالي ترمز الى النهر والبحر

ومزيدا من الاستدلال نذكر هنا اسم منطقة سنار والتي تنقسم الى

اسي: وتعني المياه

نا: وتعني قابض او ماسك

ار: تعني الشلال او منطقة المصب

واذا جمعت المقاطع تصبح

اسي - نا -ار

وتعني ماسك او قابض المياه او الشلال

وختاما فان من ضمن الشروط التي يجب توافرها في لغة الانسان أن تكون مفرداتها منتشرة في جميع انحاء العالم القديم والحديث ، وخاصة في الأمكنة التي يفترض أن الانسان الأول عاش فيها.

((المعاني الواردة في الرد من كتاب اللغة النوبية المروية للكاتب محمد عوض الله حمزة (كتر) وهو من المهتمين بالابحاث في الشؤون النوبية خاصة اللغة))

واخيرا اود ان اشكرك على هذا الجهد المقدر في اظهار الحضارة النوبية ولغتها والاهتمام بها وانشاء الله سوف نورد ما نستطيع ان نشاركك به من مقطتفات من الكتاب المذكور للكاتب محمد عوض الله حمزة

لك الشكر والتقدير



التوقيع: كل ما كنا نغنيه على شاطي النيل تغيب
وانطوى في الموج منسيا
حطاما في المرافي او طعاما للطحالب
في انزلاق الصمت للقاع
وفي صمت المسافات القصية

غناء العزلة - الصادق الرضي
www.alialimo.jeeran.com
ربما لا يعمل الرابط لان جهة ما قامت بتعطيلها
أرجو المساعدة من ذوي الخبرة في إعادتها
imported_علي حاج علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-01-2010, 02:14 PM   #[4]
imported_الخير ابنعوف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الخير ابنعوف
 
افتراضي

الأخ العزيز/ علي حاج علي
كريقي آنج نال00تني تني نلوقدن . والأخوة والأخوات في الموقع إدارة ً وأعضاءً ، كل سنة والجمع بخير .أعود إليكم بعد الغيبة الطويلة (سنة كاملة) بس ما تقولو لي كنت وين 000وإن شاء الله ألقاكم زي ما خليتكم هاشين باشين أحباء بلا حدود0
مرة تانية الأخ/ علي حاج علي000سعدت جداً بإضافتك الجميلة واكون أكثر سعادة لو واصلت معنا بآرائك النيرة0 معليش لو الرد اتأخر شوية 0
أدناه :إضافة لما جاء في حديثك عن كسلا، فهي أيضاً اسم شهر من الشهور العبرية، كما أن معالم كسلا وطيدة الصلة بموسى عليه السلام ، وقد ذكر الدكتور جعفر ميرغني أكثر من مرة بأن رحلة التيه لبني إسرائيل شملت شرق السودان أيضاً0
جبل توتيل :
توتّي (tootty ) يعني الفعل يصعق أو يرمي أرضاً أو يرفس ،( إيل ( أداة إسم الفاعل في النوبية. وقد يكون لهذا الجبل علاقة بموسى عليه السلام إذا ما دققنا النظر في القصة القرآنية وطلبه رؤية المولى عز وجل.قال تعالى على لسانه عليه السلام قال رب أرني أنظر إليك ، قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاَ وخر موسى صعقاَ) . ولا يخفى على أحد من سكان مدينة كسلا السودانية ما يحظى به جبل توتيل من قدسية وتعظيم.
جبل التاكا :
دكّا (dakka ) ويعني السطح الذي يمكن الجلوس عليه– عادة يصنع من الطين أو الحجر . وكان يستخدم قديماً في المنطقة النوبية كمقعد للجلوس وطاولة توضع عليها الأواني المنزلية0

وإليك أسماء الشهور العربية،السريانية، الرومانية،القبطية،والعبرية

-العربية -السريانية -الرومانية -القبطية -العبرية
المحرم -آب -أغسطس -توت -تشرى
صفر أيلول سبتمبر -بابة -مرحشوان
ربيع1 تشرين1 أكتوبر -هتور -كسلا
ربيع2 -تشرين2 -نوفمبر -كيهك -طابات
جمادي1 -كانون1 -ديسمبر -طوبة -شباط
جمادي2 -كانون 2 -يناير -أمشير -آذار
رجب -شباط -فبراير -برمهات -نيسان
شعبان -آذار -مارس -برمودة -آيار
رمضان -نيسان -إبريل -بشنس -سيوان
شوال -آيار -مايو -بؤونة -تموز
ذو القعدة -حزيران -يونيو -أبيب -آب
ذو الحجة -تموز -يوليو -مسرَى -أيلول



imported_الخير ابنعوف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2010, 08:30 AM   #[5]
imported_الخير ابنعوف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_الخير ابنعوف
 
افتراضي

حول اللغة النوبية (الدنقلاوية) بطيبة برس
بواسطة: admino
بتاريخ : الثلاثاء 05-01-2010 10:16 صباحا

فيصل: نيفاشا نصت على احترام التنوع الثقافي، لكن الاهتمام باللغات النوبية ضعيف
صابر: الدولة لا تلقي بالا للغات المحلية، وإذا لم نهتم بها سنفقد هويتنا
ماركوس: لا يصح تسمية لغة الدناقلة بالرطانة لأنها تمتلك أسس اللغات العالمية

كتب/ يعقرب سليمان

ضمن سلسلة منتديات تطوير اللغات النوبية، التي أقيمت سابقا بالشارقه، أقام الأستاذ (ماركوس جيقر) الألماني، وهو من المهتمين باللغات السودانية، ومحضر بحث لنيل درجة الدكتوراة في المانيا عن اللغة

الدنقلاوية والكنزية، ورشة بعنوان اللغة النوبية (الدنقلاوية)، مستنداً على بحثه عن لغة الدناقلة (كتابةً ومخاطبة)، وأدار الحوار د. صابر عابدين، وتجدر الإشارة إلي ان الورشة عن لغة الدناقلة اقيمت بطيبه برس/ قاعة محمد عبدالحي بمتحف السودان للتاريخ الطبيعي.

افتتح مدير طيبة برس فيصل محمد صالح، النقاش مؤكدا علي دورهم في المساهمة التي من شانها أن تدفع بالحراك الثقافي من أجل إثبات الهوية السودانية، كما أشار إلي إضافة إلى التنوع الثقافي في السودان، وقال: لم تجد الاهتمام والتمثيل الثقافي الذي من شانه أن ينمي تلك الثقافات ويعبر عن الهوية السودانية، وأضاف: رغم أن اتفاقية نيفاشا نصت على احترام التنوع الثقافي، لكن يلاحظ إلي أن الاهتمام باللغات النوبية ضعيف، مبيناً أن معظم الدراسات اللغوية لا تعطي أولويات أو برامج كافية للغات المحلية، وأستدرك قائلا: رغم أن اللغات المحلية معترف بها، ولكن الاعتراف هو في نهاية الأمر (نظري) ، وقال إن اللغة النوبية لديها وضع خاص لأنها تمثل أقدم الحضارات ولابد من الاهتمام بها والعمل على تطويرها .

التمثيل اللغوي:

وتحدث أ. صابر عابدين مدير النقاش مبيناً أن اللغة الدنقلاوية مثلها مثل أي لغة عالمية، لأن لديها أسسها وقواعدها، وهي سائدة في مملكة المقرة ودنقلا، وأوضح أن كل المناطق الثقافية/ اللغوية لديها وضعها الخاص وثقافتها وتراثها القديم، غير إن الدولة لا تلقي بالا لتلك اللغات المحلية، فضلا عن أن اللغة هي الهوية وإذا لم نهتم بها سنترك التراث نفسه، مشيراً إلى أن أزمة الدولة السودانية تتمثل في عدم اهتمام الباحثين والمختصين السودانيين باللغات السودان وما نشاهده هو أن الاهتمام يأتي مختصين من خارج السودان، ونجد أن اهتمامهم باللغات السودانية أكثر من السودانيين أنفسهم وأضاف قائلاً : أن اللغة هي هويتنا وعلينا أن نعمل على تطويرها وتعليمها للأجيال القادمة.

لغة وليست رطانة:

كما تحدث أ. ماركوس عن اللغة الدنقلاوية وإيجاد أدوات بحث لكتابة اللغة الدنقلاوية، مشيراً إلى أن اللغة النوبية كتبت في السابق بالحروف القبطية واليونانية ولغة (الزويتك) الذين كتبوا الحروف اليونانية في جنوب إفريقيا، ولكن بعد القرن الرابع عشر أهملت اللغة النوبية، وأضاف: أول من كتب اللغة النوبية هو كنزي صمويل وقال عند كتابة اللغة لابد أن نراعي التوافق مع الكلام، إضافة إلى القواعد، وعن قواعد اللغة الدنقلاوية يقول ماركوس: هنالك خمسة حروف متحركة وتسعة عشر حرف صامت، إضافة إلى اللغة الكنزية التي لديها نفس الحروف، ودعا إلى احترام لغة الدناقلة مبيناً أنها لغة وليست رطانة كما يقولون، لأنها تمتلك كل أسس اللغات العالمية، وفي اللغة النوبية هنالك أصل الكلمة، إضافة إلي تصريف الكلمة، وأوضح أن صعوبة ومشكلات اللغة النوبية يكمن في الاختلاف والحروف المتحركة الطويلة، والحروف المتحركة القصيرة؛ عكس اللغة الإنجليزية التي ليست بها مساحات إضافةً إلى الإضافات في الكلمات، فمثلاً الأجانق يعتبرون بعض العبارات إضافة لكلمة، والدناقلة يعتبرونها كلمة، ويضيف: من الصعوبات أيضا ضمير الملكية، والنوبيون بعضهم يكتبون بكلمتين والبعض الآخر بكلمة، والإضافة إلى الكلمات عن طريق الكلام يختلف عن طريق الكتابة، ودعا إلى ضرورة توفير فصول لمحو الأمية للمتحدثين باللغة النوبية، لتسهم في جعلهم يكتبون الشعر والقصص باللغة الدنقلاوية وبالحروف النوبية القديمة، وبين ميزة لغة الدناقلة من اللغات الأخرى وقال: في لغة الدناقلة تكتب الكلمة وتكون لها دلالة وأحده عكس اللغات الاخري.

وتجدر الإشارة أن المنتدى تخللته عدة مداخلات من المثقفين النوبيون، وأكدت المداخلات علي ضرورة إيجاد فصول محو الأمية للغات النوبية (الدناقلة) وضرورة إيجاد آليات للإرتقاء باللغات المحلية وتوحيد كتابة اللغة النوبية، والإهتمام بالتراث والمحافظة على اللغة النوبية وتطويرها.

**نقلاً عن جريدة أجراس الحرية



imported_الخير ابنعوف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:54 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.