لمروان حامد الرشيد رواية صدرت نهاية التسعينات إسمها مندكورو، تحكي عن أخوين أحدهما يمثل اليسار وإسمو: "علي" والثاني يمثل اليمين الديني وإسمو "مُعاوية"
تدور أحداث الرواية بجنوب السودان وتتحدث عن الصراع بين الشيوعيين والإسلاميين بالسودان، الراوي في الرواية منحاز لليسار أو هو نفسو بيحكي بلسان اليساري "علي".
"علي" في الرواية يمثل اليسار الرجولي ومُعاوية يمثل الرجل المتدين والذي تسيطر عليه عقدة ميوله الجنسي
كنت لزمن أعتبرها من أجمل الروايات التي قرأتها، لكن حقيقية مُحتاج أعيد تقيمها سياسيا مرة أخرى:
اقتباس:
بمجرد هبوط الطائرة، يجد معاوية الماضي الذي ظل هاربا منه ثلاثين عاما، ماثلا امامه بصورة لا يمكن تفاديها. وندخل منذ هذه اللحظة إلى اعماق معاوية ونتعرف على اغتراباته المتعددة المستويات والوجوه. وربما تكون مصيبته الاولى هي تخطيه الحدود البيولوجية والثقافية الصارمة الفاصلة بين الرجولة والانوثة. ذلك التجاوز للحدود، الذي لا يمكن ان يكون معاوية مسؤولا عنه هو الاصل في اغترابه عن مجتمع اخطا، وما يزال، فهم الجدليات الدقيقة للظاهرات الجنسية، ففصل بينها فصلا مطلقا، تمييزا وتفضيلا. كره معاوية كل النساء، واغترب عن امه روحيا، إذ استولى عليه وهم قاهر بانها تراقبه في الخفاء باستنكار اخفته بصورة محكمة. وما كان يمكن لمعاوية ان يكره كل النساء، دون ان يكره نصيبه هو من الانوثة، متورطا بهذا القدر نفسه في كراهية الذات.
معاناة معاوية من هذا (الميل) في الميزان الجيني فصلت بينه وبين محيطه الاجتماعي، جعلته ينسحب انسحابا كاملا الى عالم الاب، بكل ما يعنيه من حماية ودعم، ومن قوة رادعة. وهو امر له إغراءاته الشديدة في حالة معاوية، ولكن له ثمنه الفادح الذي سيدفعه من شخصيته ومن جوهره كانسان، وذلك لما يتطلبه ذلك الانتماء من الطاعة والإذعان ومن لعب ادوار تحددها مسبقا، ثقافة خفيفة الموازين في فهم النفس البشرية، ومجبولة من مواد المخاوف الوجودية الهائلة. ومن خلال هذيان معاوية نتعرف على الآخر، شقيقه ونقيضه
الخاتم عدلان عن رواية مندكورو
|