الزبون الدائم للرقيب "عبدالعزيز بركة ساكن"
الزبون الدائم للرقيب
قراءة داخل "طواحين" عبد العزيز بركة ساكن ،،،
هو عبد العزيز بركة ساكن ، والدته هي "مريم عبد الكريم ادريس" . ولد بمدينة كسلا بشرق السودان ١٩٦٣ من اسره اصولها من غرب دارفور. درس بالقاهرة. سنقف قليلا معه ونعرفه عن قرب ونسأل عنه ، لعل احدا يدلنا علي مكانه ..
يكتب بكل ما اوتي من حس ، شفاف ، ودون قيود ، فلا تحده حدود ايدلوجية فكرية ولا تحكمه عادة، فهو ابن الطبيعة المادية .. حظرت الكثير من اعماله لهذه الأساب فأشتهر في الأوساط الفنية ب"الزبون الدائم للرقيب" - المجلس الإتحادي للمصنفات الفنية والأدبية - الذي برر هذا الحظر الدائم بأن مؤلفاته تحتوي علي "مشاهد جنسية خادشة للحياء العام" !! .. استعمال قانون النظام العام !
فكان رد عبدالعزيز ساكن :
" يظن البعض ان في كتاباتي ما يسئ لمشروعاتهم الأيدلوجية ويخترق خطاباتهم المستقرة، بالطبع لا اقصد ذلك ، كل ما افعله هو أنني انحاز لمشروعي الإنساني، أي اكتب عن طبقتي، أحلامها، ألامها، طموحاتها المذبوحة وسكينتها ايضا التي تذبح هي بها الآخر. وحتى لا يلتبس الأمر مرة أخرى ، اقصد بطبقتي المنسيين في المكان والزمان، الفقراء، المرضى، الشحاذين، صانعات الخمور البلدية، الداعرات، المثليين، المجانين، العسكر المساقين الى مذابح المعارك للدفاع عن سلطة لا يعرفون عنها خيرا، المتشردين، اولاد وبنات الحرام، الجنقو العمال الموسميين، الكتاب الفقراء، الطلبة المشاكسين، الأنبياء الكذبة، وقس علي ذلك من الخيرين والخيرات من ابناء وطني. إذا انا كاتب حسن النية وأخلاقي، بل وداعية للسلم والحرية، ولكن الرقيب لا يقرأني إلا بعكس ذلك .."
على وذن هذا النمط والطريقة والحس كانت جميع كتاباته ، فهو يؤمن بأن (مشروع هو الإنسان، وتحت هذا الشعار يكتب ويعيش) وعلي ذات النسق كتب "الطواحين" واتبعها ب"الجنقو مسامير الأرض" هذه الرواية التي منعت من النشر ، وأعيد نشرها في ٢٠١١ .. وايضا كتب بطريقته "رماد الماء" ومثلها كانت "زواج إمراءة الرصاص وابنته الجميلة" ،، وخرج من الروتين وكتب باللغة الإنجليزية "حواية الضبع" وبنفس النسق "حكاية فارس بلالة" وهذه المرة باللغة الفرنسية ..
وكانت مشاركته في - الخرطوم عاصمة الثقافة العربية ٢٠٠٥ - ب"علي هامش الأرصفة" - وجاءت مجموعته القصصية الثانية باللغة العربية تحمل اسم "إمراءة من كمبو كديس" .. ثم بعد ذلك "ما بتبقى كل ليلة من الليل" و"العاشق البدوي" ..
له اعمال جميلة جدا حيث تم تجسيد مسرحي لنص (العلام لت يشم صراخ الأرواح بدارفور) وذلك في العاصمة النمساوية فييناونفذته المجموعة التي رفعت اسم السودان في عدة محافل دولية وهي (مجموعة حليمة كولتيف بلا حدود) وكانت تضم فنانين وفنانات من النمسا ، السودان ، العراق ، الكنقو وامريكا اللاتينية وشعارها : "الفنون الطريق الى روح السياسة".
كما له مشاركات عده في اكثر من محفل .. لكن الآن .. اين عبد العزيز بركة ساكن ؟؟!
|