الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2012, 08:36 PM   #[1]
عبد الله مساعد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي طلاق .قصة قصيرة .أبوخلود

طــلاق

إنبعث صياح وصراخ من وراء منزلنا الواقع بجوار نزلاء صنون وتعالت هذه الصيحات والشمس أشد ماكانت فى رابعة النهار فتفرقت جلستنا تلك حول قهوة الضحوية وأخبار الحصاد والموسم فخرجنا لنقف على مايجرى عند جيراننا .
تسابقت خطانا إلى حيث ينبعث الصراخ ، بعضنا يجرى والبعض يخب خبا يتعقبنا الصغار وأغلبهم حفاة وقد اكتووا بهجير تلك القلعة الصخرية وأشواك الضريسة التى انتشرت حول (صرفان الحى ) بأسنتها اللاسعة .
من خلف أحد الأزقة الممتد على مسافة بعيدة بدأت للعيان جموع من الأطفال يتراكضون خلف رجل وامرأة يتوعد كل منهما الآخر والمرأة تجهش باكية وتحمل صغيرا لها على خاصرتها نادبة على زوجها الذى كان يردد وبصوت جهورى عدم رغبته فى إيوائها وإعلانه طلاقها إلى غير رجعه .
وما إن مر هذا الجمع الغفير ببيت من البيوت إلا وانضاف إليه آخرون حتى أصبح موكبا برأسه إمرأة باكية لاحول لها ولا قوة ليس لها سوى الدموع حيلة ولأنها لم تكن من أهل هذه القرية فلقد آثرت الذهاب إلى موقف اللوارى والعودة إلى أهلها بالقرى المجاورة .
الأطفال كانوا يتراكضون ويتسابقون للإلتفاف حول المرأة الباكية ولكنهم كانوا يخشون سطوة الزوج الثائر المكفهر الوجه ، المنتفخ الأوداج والذى كان يتوعد ويهدد وكان على امتداد الطريق يشمر طرفى جلبابه إلى أعلى ذراعيه فيرتدا ثانية من شدة ثورته وسرعة حركته فيزجرهما ويعاود الكرة
بعد أن تجاوزالموكب الساحة الممتدة أمام مدرسة دوكة الإبتدائية عبر طاحونة فضل المولى إلى الشارع الرئيسى بجانب السوق الكبير ، احتدم الشجار بين الزوج والزوجه وتشابكت الأيادى وكان يراود الزوجة فى لحظة يأسها أمل بمعاونة الخيرين من رجالات السوق بمقاهى ومحلات موقف الشجرة والذين وقفوا مندهشين وكأن الطير على رؤوسهم من مأساوية هذا المشهد فصاحت الزوجة فى وجه زوجها والدموع تتسابق على خديها : ماذا تريد منى بعد الطلاق . . ؟ أتركنى وشأنى . فانهال عليها الزوج ضربا مبرحا وهى تصيح وتدفعه بإحدى يديها وتحمل طفلتها الباكية بيدها الأخرى .
تدخل بعض المارة وأعابوا عليه فعلته هذه وهددوه بإحالته إلى مخفر الشرطة إن لم يتركها وشأنها .
تفرق ذلك الجمع الغفير والذى كان معظمه من الأطفال عندما انهال عليهم أحد المارة بعصا غليظة وأوجعهم ضربا ثم اتجه إلى ناحية الزوج فأمسكه من خناقه وصاح فيه معاتبا وموبخا ليعتذر عما بدر منه تجاه هذه الزوجة التى تثير العطف والشفقة .
فى ثوان معدودة اختفت الزوجة خلف غبار السرعة بين لوارى الصعيد والشمس آيلة للغروب .
بعدها عدنا أدراجنا وبجعبتنا الكثير لنحكيه للأم والأخوات بالبيت ، لكن مأساوية المشهد لم تفارقنا لحظه وقلوبنا كادت أن تنفطر من شدة ذلك المشهد.



عبد الله مساعد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:12 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.