الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-2010, 05:50 AM   #[1]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي مامون التبيعة : ( في سيرة الظل ، من العويش إلى اللبلاب )

قال خاله عباس : ( دفنوا الولد و خلو التبيعة .. الله لا كسّبك يا ود عطانة و لا غزّا فيك بركة ) .
حكى لي أيضا فقال : ( ناس حبوبتك " بت المرين " كانوا لمن المره تولد , يقومن يشيلن التبيعة في طش كبير يا كمان قصرية , و يجيبن سعفات نخل .. سمعت مني !! .. و سبعة حبات عيش ، معاهن سبعة فحمايات و سبعة تمرات و سبعة حلاوات .. سمعت !! و ينادوا شفع الحلة يتلموا كلهم بي سلامتهم . تتحفر حفرة في ركن البيت قريب الباب كدي , و يقومن يدفنن التبيعة و معاها العيش و الفحم و التمر و الحلاوات السبعة ديلاكا .. سمعت مني !! حتين بعد داك يغزوا فوقهم السعفات . الشفع لازم يكونوا بيضحكوا في اسناء الحكاية دي , إشّالا بالغصِب , لغاية ما تنتهي خالس .. سمعت !! . أها يومو داك لمن ولدوا مامون , الشفع كانوا في الفسحة مغبرين و عجاجتم رابطة . نادوهم عشان يجوا يضحكوا . الفاتح ود سعيد و نادر ود اليماني و معاهم يونس طمبل , الشفع التلاتة ديل أبو يضحكو كلو كلو , سمعت .. !! كانوا متشاكلين اظنهم و يصرصروا لي بعض !! .. بت المرين و عمتي سعدية و خالك عبدالرحيم دقوهم دق العيش عشان يضحكوا .. بقوا يضحكوا و يبكوا .. سمعت ! . الله يرحمو أبوي صالح راقد في ضل الديوان يعاين سااااكت , ضحك رحمتو اللاهي عليهو و قال لينا : غايتو الشافع ده يا مرق غنماية ساكت .. ولّلا كمان جاب لينا الكَفوَه ) .

عرفت لاحقاً بأن " شريفة الداية " كانت قد سحبت رجل مامون في يومٍ بدأ صباحه مترباً . إذ استيقظت الناس على إظلام تام للمدينة التي قبعت فوقها سحابة سوداء من " الهبوب " سادةً للأفق داير ما يدور . تشاءمت شريفة الداية و أسرّت للنساء حولها : أريتا يا يمُه ما تمرق بنية .. عاد كُررر كان مرقت بنيه !!! . لكنها و الدنيا قريب المغارب كانت قد سحبت رجل مامون على أية حال, ممنية النفس بغنيمة السماية و بقية العطايا . فيما بقيت المدينة مكندكة بحالها المترب ذاك حتى دخلها الليل . قالوا أن الهبوب تلك في يومها ذاك بقيت قياساً , و لسنوات من بعدها تناقلت الحكايات ما مفاده أن " سقف الزنك حق ناس ود العمدة " طار فسقط على فريق القنا فقطع رؤوساً كثيرة . ثم ما وجدوه من بعد بحثٍ كبير إلا مغروزاً في الخلاْ خلف " الحزام اللخدر " . و أن طيارة الصباح الفوكرز قد زحفت جراء الهبوب من المطار و إلى الغرب زحفاً كنست فيه من بيوت كرتون حلة الفلاتة ما كنست , فما أوقفتها إلا شجيرات الدوم الثلاث " لحجة خدوم " شمال مقابر فاروق . و أن الناس يومهم داك وجدوا " نعيمة أم سوط " بت الحلب الضعيفونة معلقة فوق درابزين السكة حديد من بعد أن شالتا الهبوب و طاردها أرضاً عمك " يوسف القبطي " و أولاده . و أن " خجيجة خَشُم شكّو " أخرجت مئات صحون البليلة عملاً لي الله حين تهبرك سقف الحصير و الطين لأدبخانتهم الجديدة , فأخذ معه المرحوم زوجها في طياته نزولاً لبير الأدبخانة المحفور بطول خمسطاشر راجل , فأراحها الله و الهبوب من زوجها " السماني ود بابكر " النقناق .. فعادت في مسماها : أمةُ لله تشد العرقي .
ليوم بطوله , و من لحظة ولادته و مامون لم يصرخ و لم يبك كحال المواليد !!!, لكنه ظل مبحلقاً إلى سقف الغرفة ذو الحصير و المروق القنا , حتى أخاف النسوة جزعاً على جزعهن من الهبوب الرازحة البلدة تحت عصفها , فقرأن حرزاً سوراً من القرآن حافظات و تحوطن و انسحبن خفية إلى بيوتهن . قال جده لأبيه , الحاج حامد ود الكرسني : ( بت أبوهاشم فوق ود الكرسني .. الله يحضرنا زمنو الشافع ده . ياهو الجايبا لينا ضقلا يكركب ) .

في أربعينها أتوا لأمه بمغنية تقدمت السيرة حتى البحر . حملته أمه ملفوفاً على ملاءة حريرية حمراء , و علقت حجابين على صدره , فيما جدلت جدته " فاطنة المرين " أنشوطة حول رسغه محلاة بسوميتة . ما كف مامون عن البكاء عالياً حتى طغى " حِسه " و حلقومه الكبير فوق فرقعات ( الشّتّم ) و الدلوكة التي جهدت المغنية " الرضية بت الدويم " في ضربها محمولة على كتف النسوة من الحلة و حتى ( الشريف يوسف الهندي ) في بري بحر أزرق . هناك غسلوا وجهه بماء النهر سبعاً , حاملته أمه إلى داخل الماء خوضاً حتى إلى ما تحت ركبتيها .. فغسلت وجهها كذلك , ثم أخرجت ثدييها فغسلتهما لها خالتها " مكة " و دلكت على حلمتي صدرها و هي تبرطم بطلاسم و أدعية و أهازيج غير مفهوماتٍ " نادِهة " بها على شيوخها و جدودها " رجال القُبب " .
حكوا فقالوا أنه و في ذات المساء و مباشرة من بعد عودة السيرة , حُملت المغنية الرضية للبصيرة " آمنة بت الرجال " و هي تولول من لواية أصابت بطنها فما أفلحت في مداوتها بالحرجل و السنمكة و الجردقة السفوفة . قالوا فلما أن انتصف النهار إلا قليلا في يومها التالي إلا وكانوا قد دفنوها !! .

" مامون التبيعة " كان معتوهاً كبيراً و جميلا . قيل أنه قفز في مرةٍ إلى ظهر حصان عربة الكارو و هي محملة بجوالات الفحم .. فلما أعيته محاولة تقمص دور الكابوي روبرت ميتشوم , أفلت فانزلق فتشبث بعنق الحصان و خنقه " كربون " خشية السقوط تحت حوافر البهيمة الضحية . حكى مامون الواقعة لمحاسن ابنة عمته في معرض دفوعاته في شأن حبه لها , و الذي بقي يقطعه في حشاه : ( شفتي يا بت .. قلت الليلة بس يا أنا ياهو . قمت قمطتو ليك بالجنبة كده قمطة عجيبة خلاص , عشان يبرك قبلو .. عشان لو جرى بيعوقني , صاح ؟ كنكشت ليك فيهو لمن هو زاتو آآآمن . ياخ حصان قوي قوة !! ) . المهم أن مامون و في عتهه ذاك كان قد قبقب الحصان بلا فكاك . ما راعته " البسطونة " في يد صاحب الكارو المهجوم و التي أكلت من لحم ساقه و فخذه , و لا استمرار غضبته حين أفاق من فداحة المفاجأة الفريدة التي أرادها الله له فما سكت يرغي و يكورك و يسب مامون و ينهال ضرباً عليه .
حكى العارفون فقالوا أنْ كان قد فزع الحصان المسكين فجفل من هول " القهمة " التي رماه الله بها حتى قلب حاله فرساً ستاليون من سهول الروكي , يقفز إليه عوير الفيلم الويسترن الهوليوودي بطلاً . و هو ما هو إلا حصان كارو أجرب شغال طالع نازل بين مغالق و جخانين سوق السجانة و أزقة البلدة المتمدينة .
قيل فكانت كارثة يومذاك تطلبت جمهرة رجال الحي كلهم للجم الحصان " المخلوع " و صاحبه المرعوب , ثم فجمعاً لجوالات الفحم التي تناثرت مبعثراتٍ من أول حلة الشوايقة و حتى لفريق السوق .



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 05:59 AM   #[2]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي

عشا الميتين :
( الحارة ما مرقت , ست الدوكة ما ظرطت )
غناها مامون – قالوا – مع شفع الحلة منقلين من دارٍ لدار و على طول الحي من أول النهار لرابعته للعاشرات . يتقدمهم مامون - أعتاهم و اطول - و يرفع عقيرته كواريكاً حين تصل الأهزوجة إلى : قالت طوط ..
يومها كان يوماً للرحمتات , و الصيف لافح حتى انك لتبصر " الرهاب " على فقط مبعدة ثلاث بيوتٍ منك . جاء الشفع " كورجة " إلى باب الزنك اللبني الكبير لبيت " جاد الله الحلاق " . و الشفع أمة هم أفرزتهم البيوت كلما تقدمت الشمس لمنتص سمواتها , فتخرجهم البيوت ثقلاً وراءه ثقل : شفع و أغنام و جداد و كلاب و كدايس . فتحشد لهم الشجرات النيمات الثلاث ظلها المشتبك مسدلاً , و تحته تفور حياة الحي بمخاليقه : نسوة ينضفن الخدار لأخريات يغسلن الملابس , لستات الفول و التسالي , للماشطات و الممشوطات , لعبد الكريم سيد القش و عوض الله بتاع الداندرمه . تظل الشجرات يعبأها الحي ما اشتد صيف الصيف و زنخت البيوت و احترّت , حتى التام الشفع هناك قوماً بلا عدٍ .
قرع الشفع و قرعوا على ما يحملون من جوالين و آنية حديدية قديمة , و رددوا طويلاً : الحارة ما مرقت ست الدوكة ما ظرطت , و لا حياة لمن تنادي !!! زمانٌ مرّ و هم لا يبرحون باب الدار و يهزجون قارعين على ما يحملون في إصرار . خرج لهم جاد الله أخيراً و في إثره حجة بخيتة زوجته : فرتقوا يا هووووي .. بلا ست الدوكة بلا بتاع .. يللااااا . و كان جاد الله حلاقاً شهيرا , يجتمع عنده الحي بأكمله مساءا .. تترى الحكايات عند باب دكانته و يعلو صوت الرجال بالونسة و القهقهات , فيفتون في السياسة و الكورة و التعليم و الأندية و الإندايات و و و و .. ثم ما يتبقى منهم حين الليل يفلل , ما يتبقى غير ثلاثتهم : جاد الله و صلاح حريقة و كمال حسبو . فيخرجون الجركانة الشهيرة و يعاقرون الليل غناءٍ و أنسا .
مامون وحده كان من وقف في وجه جاد الله مصراً على الغناء عالياً و التركيز على تلك ( الطوط ) في ذلك المقطع العجيب , يلقيها على وجه جاد الله من مقربة !! غضب جاد الله فأخذ من مامون غطاء الحلة الذي كان يحمل , و " لفخه " به على وجهه . قالوا أن ماموناً بكى و بكى و مرغ معصمه و كم العراقي الدبلان بسوائل وجهه .. و هتف في وجه جاد الله الحلاق و هو يبكي : أدونا الفتة .. تطقني في راسي ليه ياخ ؟ أدونا الفتة - ثم مكوركاً عالياً - يا جعانييييين , ما بنمشي .. و الله الليلة ما نمشي . خالتي بخيتة دي زاتا فتتها كعبة . ثم و فيما يشبه حصوله غلى كنز الكلام : أمي قالت خالتي " بخيتة " في بيت الطهور حق ناس عبدالله قرني .. قالت خالتي بخيتة قالت طوط خلت النسوان يمرقن جري , بسسس !!
قالوا أن جاد الله سمع ذلك , و سمعت به أمة محمد المقتعدة تحت الشجرات النيمات , و سمع به العابرون للسوق .. كما سمع به الباعة المتلصصون بالنهار تربصا . قالوا فأقسم جاد الله على قتل مامون فجيعتئذٍ, و في أثره انطلق .. و مامون للريح أطلق ساقيه . و اعتفرت الحلة في وسطها الترابي الفسيح جراء المطاردة تلك , لولا ان حالةً من " بيتانٍ " و ساقٌ التفّ بساقٍ ، و مساقٍ لحالة غثيان حلت به من أثر خليط الكحول و الكوارع المتمترسات بكرشه المتقدمته منعت جاد الله من اتصال جريه خلف مامون التبيعة , فقنع من الغنيمة بالإياب الخائب .
ظلت بخيتة منغلقة على بيتها , و لشهور من بعد عشا الميتين الشهير ذاك ما رأتها العالمين , من بعد أن طارت شهرتها بين الناس : ( بخيتة أم طوط ) . قالوا فأغلق جاد الله الدكانة سحارة الحي , و هجر أصيحابه ، كما هجرته الشهرة التي انتقلت إلى حرمه . و ما افتقده الناس إلا من كمال حسبو الذي بقي يروده على استحياءٍ و بين فتراتٍ متقطعاتٍ طويلة . يجيئه بلا غناء و لا ونسة تقتل صمت الليل بالقهقهات .
بقيت بخيتة ام طوط على سيرةً الألسن و جاد الله راجل بخيته ام طوط عاريٍ من شهرةٍ إلا ذاك الإسم المهين ذو التبعية , قيل حتى قيض الله لهم رحولاً من حلةٍ فيها مامون التبيعة .. فرحلوا .



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:07 AM   #[3]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي

خريف :
قالوا : أمطرت الدنيا .. و الخريف مطرئذٍ خريف .
فسحبوا ما في الحوش كله لداخل البرندتين , و ما يزال الراديو الأزرق الكبير المضبوط على إذاعة لندن " يشخشخ " كلما أرعدت أو أبرقت السماء , فتتضاير بت المرين و تزوم تقول : ( الليلة يا بركة شيوخي حوالينا و ما علينا , الحوبا بيك يا ستي نور القبلي , بركة سيدي الحسن راجل كسلا تغتي علينا يا إلهي يا سَيّدي . ثم ملتفتةً للمتحلقين من نسلها في ركينة البرندة : إنتو يا البوم المشغلين إزاعة السجم دي .. النبي فيكم إمّا قفلتوها .. قالو ليكم " الرادي " بيجُر الصاقعة .. أريتا يا يابا بالتفرطق إضنينكم ديل رجيت الله عليكم ) .
كلما أرعدت و أبرقت تقول بت المرين ذات دعواها ذاتها للسماء الغضبى , و تشتم ذات سبها لتعود تنكمش داخل فراشها الهبابي رعباً و قلة حيلة .
ثم قاموا فسحبوا اللحفات و المراتب و تبروقة الصلاة الكبيرة جرباء الصوف ، و " برش الدخان - الملفوف على فركته - و البنابر الخشبيات الثلاث و سراويل و عراريق حاج صالح المنشرات على الحبل البلاستيكي . و سحبوا الطاولة الخشبية الكبيرة , و عنقريب المخرطة الكبير . انسحبوا جميعهم اتقاء الماء الذي انفتحت له قِرَب السموات من خريف بكرٍ فحل . إلا مامون أبى و استكبر :
( شكشاكة ياخ .. دي شكشاكة ساكت ولّلاي , ما زي مطرة ناس عمتي فوزية حقت بالليل ديكا ، تتذكروها .. ياخي ديك .. ديييييييييييينك كانت شديدة شدة ، ديك ياخ الإتزلق فيها روري عمك رمضان جوه خور التُرب ) . ذلك ، و بقى تحت الوابل الخريفي و تحت انهمار لعنات بت المرين عليه و أبو اليوم الذي جاء به .
كان مامون التبيعة معتوهاً كبيرا .. أقول لكم .
ما اهتم كثيرا بالمطر , لا و لا بالرعد و اللعنات , و الإستجداءات . فبقي " متداغلاً " يتمترس بالبطانية الصوفية الرمادية بالخط الأحمر ، و الباقية من مخلفات عهدة الجيش , و التي ورثها عن خاله عباس الأورطي . تلفع المعتوه بها و تدمدم منتصفاً للسرير . ثم لما أعياه النوم قام يلف اللحاف " المائي " هارعاً لداخل البرندة , ليكاد يهوي منزلقاً من لزوجة طين الحوش الذي تحول بركة مائعة .
قالوا : فلما حاول مامون التبيعة الإستناد بحمله اللحافي المترع الثقيل على أيما سندٍ يقيه شر السقطة ، لم يجد أقرب إليه من شباك الخشب الكبير للبرندة . فأناخ بكلكله عليه , لينهار الشبك الطلل القديم آخذاً معه " حلق " الشباك .. و العتب الأسمنتي و " قرمةً " كُبرى من مدماكه الطين اللبِن .
قالوا أنّ جده صالح ود الكرسني بقى لعشرة أيامٍ يرتاد فيهن " البصير ود خوجلي " في أقصى القوز ليرد عليه كتفه الذي " خلعته " له هبركة حلق ذاك الشباك المسكين و هو لا إيدو لا كراعوا و في أمانة الله يرقد كعهده الدائم تماماً بين مدخل البرندة و سريحة الحوش الجوانية ، متوسداً ضراعه و متلفعاً بالتوب النقادي القديم ، من قبل أن ينهار عليه المعتوه مامون و اللحاف و المدماك و الشباك و القرمة الكبرى للأسمنت الخرصاني . فما أفلحت جبيرة الكتف و لا الكي و لا الفهق و المليخ .. حتى فحجموا له كامل ظهره ، و بعدُ بلا طائل . فكان أن بقي حاج صالح " عضيراً " حتى أخذ صاحب الوداعة وداعته .
ما علينا .. أقول طنطن مامون ليلتها مغضباً و محنقاً من جده و " شوبيره " كما أسماه :
( جدي ياخ وللاي إتّ دايماً بتلاوز لي , عليك دينك كتّ أتكل ليك في شنو ياخ ؟ زاتو الحمدوللاهي إتّ ما كتّ جنبي .. و الله لو كتّ إتكلت عليك , كت قلعت ليك حلقك إتّ زاتك .. صاح ؟ ) .
قال بذلك ماطاً شفتيه الغليظتين لأقصى تلاليشها – يفعل التبيعة ذلك حين يتملكه الغضب أو الفرح أو ساكت كده بس –
لم يحر حاج صالح جوابا , فهمهم منكساً الرأس مسقطاً في يده : ( ياربي ليك الحمُد يارب .. الله لا كسّبك و لا غزّ فيك بركة يا ود عطانة بركة الأوليا ) .



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:08 AM   #[4]
محمد مصطفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محمد مصطفي
 
افتراضي

سرد رائع وجميل

ووقائع اجمل تشد انتباهك في القراءة

متابعين ...........



التوقيع: أتوق لينابيع شعر ، تتهيأ مفردات الحب فيها للتحليق بعيدا داخل احلامي
أشواق يضحك الفجر لها وتضمها مدائن الفرح

اشراق ضرار

ستبقي في قلوبنا ابداً يا خال
محمد مصطفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:10 AM   #[5]
أشتر
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


أولا ازيك .. بعدين بقراك ...
جنا لبعاقلة ...





أشتر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:13 AM   #[6]
منال
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية منال
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عبد الله مشاهدة المشاركة
قال خاله عباس : ( دفنوا الولد و خلو التبيعة .. الله لا كسّبك يا ود عطانة و لا غزّا فيك بركة ) .
حكى لي أيضا فقال : ( ناس حبوبتك " بت المرين " كانوا لمن المره تولد , يقومن يشيلن التبيعة في طش كبير يا كمان قصرية , و يجيبن سعفات نخل .. سمعت مني !! .. و سبعة حبات عيش ، معاهن سبعة فحمايات و سبعة تمرات و سبعة حلاوات .. سمعت !! و ينادوا شفع الحلة يتلموا كلهم بي سلامتهم . تتحفر حفرة في ركن البيت قريب الباب كدي , و يقومن يدفنن التبيعة و معاها العيش و الفحم و التمر و الحلاوات السبعة ديلاكا .. سمعت مني !! حتين بعد داك يغزوا فوقهم السعفات . الشفع لازم يكونوا بيضحكوا في اسناء الحكاية دي , إشّالا بالغصِب , لغاية ما تنتهي خالس .. سمعت !! . أها يومو داك لمن ولدوا مامون , الشفع كانوا في الفسحة مغبرين و عجاجتم رابطة . نادوهم عشان يجوا يضحكوا . الفاتح ود سعيد و نادر ود اليماني و معاهم يونس طمبل , الشفع التلاتة ديل أبو يضحكو كلو كلو , سمعت .. !! كانوا متشاكلين اظنهم و يصرصروا لي بعض !! .. بت المرين و عمتي سعدية و خالك عبدالرحيم دقوهم دق العيش عشان يضحكوا .. بقوا يضحكوا و يبكوا .. سمعت ! . الله يرحمو أبوي صالح راقد في ضل الديوان يعاين سااااكت , ضحك رحمتو اللاهي عليهو و قال لينا : غايتو الشافع ده يا مرق غنماية ساكت .. ولّلا كمان جاب لينا الكَفوَه ) .

عرفت لاحقاً بأن " شريفة الداية " كانت قد سحبت رجل مامون في يومٍ بدأ صباحه مترباً . إذ استيقظت الناس على إظلام تام للمدينة التي قبعت فوقها سحابة سوداء من " الهبوب " سادةً للأفق داير ما يدور . تشاءمت شريفة الداية و أسرّت للنساء حولها : أريتا يا يمُه ما تمرق بنية .. عاد كُررر كان مرقت بنيه !!! . لكنها و الدنيا قريب المغارب كانت قد سحبت رجل مامون على أية حال, ممنية النفس بغنيمة السماية و بقية العطايا . فيما بقيت المدينة مكندكة بحالها المترب ذاك حتى دخلها الليل . قالوا أن الهبوب تلك في يومها ذاك بقيت قياساً , و لسنوات من بعدها تناقلت الحكايات ما مفاده أن " سقف الزنك حق ناس ود العمدة " طار فسقط على فريق القنا فقطع رؤوساً كثيرة . ثم ما وجدوه من بعد بحثٍ كبير إلا مغروزاً في الخلاْ خلف " الحزام اللخدر " . و أن طيارة الصباح الفوكرز قد زحفت جراء الهبوب من المطار و إلى الغرب زحفاً كنست فيه من بيوت كرتون حلة الفلاتة ما كنست , فما أوقفتها إلا شجيرات الدوم الثلاث " لحجة خدوم " شمال مقابر فاروق . و أن الناس يومهم داك وجدوا " نعيمة أم سوط " بت الحلب الضعيفونة معلقة فوق درابزين السكة حديد من بعد أن شالتا الهبوب و طاردها أرضاً عمك " يوسف القبطي " و أولاده . و أن " خجيجة خَشُم شكّو " أخرجت مئات صحون البليلة عملاً لي الله حين تهبرك سقف الحصير و الطين لأدبخانتهم الجديدة , فأخذ معه المرحوم زوجها في طياته نزولاً لبير الأدبخانة المحفور بطول خمسطاشر راجل , فأراحها الله و الهبوب من زوجها " السماني ود بابكر " النقناق .. فعادت في مسماها : أمةُ لله تشد العرقي .
ليوم بطوله , و من لحظة ولادته و مامون لم يصرخ و لم يبك كحال المواليد !!!,
لكنه ظل مبحلقاً إلى سقف الغرفة ذو الحصير و المروق القنا , حتى أخاف النسوة جزعاً على جزعهن من الهبوب الرازحة البلدة تحت عصفها , فقرأن حرزاً سوراً من القرآن حافظات و تحوطن و انسحبن خفية إلى بيوتهن . قال جده لأبيه , الحاج حامد ود الكرسني : ( بت أبوهاشم فوق ود الكرسني .. الله يحضرنا زمنو الشافع ده . ياهو الجايبا لينا ضقلا يكركب ) .

في أربعينها أتوا لأمه بمغنية تقدمت السيرة حتى البحر . حملته أمه ملفوفاً على ملاءة حريرية حمراء , و علقت حجابين على صدره , فيما جدلت جدته " فاطنة المرين " أنشوطة حول رسغه محلاة بسوميتة . ما كف مامون عن البكاء عالياً حتى طغى " حِسه " و حلقومه الكبير فوق فرقعات ( الشّتّم ) و الدلوكة التي جهدت المغنية " الرضية بت الدويم " في ضربها محمولة على كتف النسوة من الحلة و حتى ( الشريف يوسف الهندي ) في بري بحر أزرق . هناك غسلوا وجهه بماء النهر سبعاً , حاملته أمه إلى داخل الماء خوضاً حتى إلى ما تحت ركبتيها .. فغسلت وجهها كذلك , ثم أخرجت ثدييها فغسلتهما لها خالتها " مكة " و دلكت على حلمتي صدرها و هي تبرطم بطلاسم و أدعية و أهازيج غير مفهوماتٍ " نادِهة " بها على شيوخها و جدودها " رجال القُبب " .
حكوا فقالوا أنه و في ذات المساء و مباشرة من بعد عودة السيرة , حُملت المغنية الرضية للبصيرة " آمنة بت الرجال " و هي تولول من لواية أصابت بطنها فما أفلحت في مداوتها بالحرجل و السنمكة و الجردقة السفوفة . قالوا فلما أن انتصف النهار إلا قليلا في يومها التالي إلا وكانوا قد دفنوها !! .
" مامون التبيعة " كان معتوهاً كبيراً و جميلا . قيل أنه قفز في مرةٍ إلى ظهر حصان عربة الكارو و هي محملة بجوالات الفحم .. فلما أعيته محاولة تقمص دور الكابوي روبرت ميتشوم , أفلت فانزلق فتشبث بعنق الحصان و خنقه " كربون " خشية السقوط تحت حوافر البهيمة الضحية . حكى مامون الواقعة لمحاسن ابنة عمته في معرض دفوعاته في شأن حبه لها , و الذي بقي يقطعه في حشاه : ( شفتي يا بت .. قلت الليلة بس يا أنا ياهو . قمت قمطتو ليك بالجنبة كده قمطة عجيبة خلاص , عشان يبرك قبلو .. عشان لو جرى بيعوقني , صاح ؟ كنكشت ليك فيهو لمن هو زاتو آآآمن . ياخ حصان قوي قوة !! ) . المهم أن مامون و في عتهه ذاك كان قد قبقب الحصان بلا فكاك . ما راعته " البسطونة " في يد صاحب الكارو المهجوم و التي أكلت من لحم ساقه و فخذه , و لا استمرار غضبته حين أفاق من فداحة المفاجأة الفريدة التي أرادها الله له فما سكت يرغي و يكورك و يسب مامون و ينهال ضرباً عليه .
حكى العارفون فقالوا أنْ كان قد فزع الحصان المسكين فجفل من هول " القهمة " التي رماه الله بها حتى قلب حاله فرساً ستاليون من سهول الروكي , يقفز إليه عوير الفيلم الويسترن الهوليوودي بطلاً . و هو ما هو إلا حصان كارو أجرب شغال طالع نازل بين مغالق و جخانين سوق السجانة و أزقة البلدة المتمدينة .
قيل فكانت كارثة يومذاك تطلبت جمهرة رجال الحي كلهم للجم الحصان " المخلوع " و صاحبه المرعوب , ثم فجمعاً لجوالات الفحم التي تناثرت مبعثراتٍ من أول حلة الشوايقة و حتى لفريق السوق
.
عماد ود حلتنا صباحك زين

تنقلنى كتاباتك الى عوالم ناس تميزت حتى فى اختيار مكنوناتهم و ليس باسماء نداء
تجدنى اقرأ الزمان من سطور و تحت السطور و اتمعن فى الشخوص
و كم تمنيت ان اعيش ذلكم الزمن الحنين
يا عماد قمنا و فتحنا لقينا السجانه و الديم تغيرات الملامح و رحل الناس الطيبين الحلوين الذين شكلوا دواخلك انت بصور تخطها برسم كلماتك لارى فيها ود التبيعه و نمطه فى الحياة

عماد ما تبخل علينا سمعت منى!!!
و ما تطول الغيبه

كون كما اتمناه لك
و تحياتى لى البنيات و امهم

و ما يغشاك شر
وكل الديامه



منال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:25 AM   #[7]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي

الكوكة :

حكوا فقالوا :
فقط في يوم الخميس , و قليلاً قبيل أن يفرش " منعم الجاك " برشيه المهترئين لصلاة العصر أمام الزاوية الطينية ذات الطوفات الطينية الثلاث . فقط حينها يطل ( عبدالله النقادي ) :
- طالب من الله
- و من كرم الله
- و من جود الله
- و مما اعطاكم الله
- جلابية في سبيلي الله
- عبدالله
- طالب
- لله
و قد كان متسولاً وسيماً قسيما أشيبا أبيض البشرة حلو الصوت .. منغمه , بجلبابٍ متسخٍ و عمامة هي أصغر من أن تسمى بذلك , ثم بجيوبٍ في الجلباب مكتنزة متكورة امتلاءً بما لا يعرف كنهه أحدا . تلك كانت ملامحه في كل عصرٍ من أيام الخميس و على مدى سنوات طوال .
قالوا : و قد كان صاحب " كوكة " !! .. هكذا .
كل ما عرفه الصبية عن تلك النصيبة المسماة كوكة , أنها كانت تخرج صوتاً غريباً إن أُحرِقت لها ريشة طائر عن قرب . و أن ما من أحدٍ قد سمع ذاك الصوت البديع من سنوات بعيدات . لكن بت المرين ما كفت في كل مناسبةٍ عن الجزم بسماعها لصوت كوكة " ميدوب " الفلاتي . و انه كان يعمل زمانها مكوجياً في دكانة منصور أب لكيلك . و أن أخوها المرحوم " بشرى " كان قد غافل " ميدوب " و وضع له ريشات حمام في المكواة الحديدية المجمرة , و ان ميدوب حين اشتم رائحة الريح المحروق جرى إلى داخل الدكانة فتقرقب ببطانية التفريش القديمة , و أنه تصادف أن الصبي محمود ود ناس باشاب كان داخل الدكانة حينها لاستلام هدوم .. فقطعت قلبه هجمة " ميدوب " داخلاٍ مرتعبا , ثم ذاك الصوت الغريب خارجٌ من سروالته . فبقي الولد يتراجع و هو يردد في خوف : جررر ... جررر .
قالوا , فاستهوت مامون التبيعة تلك الأقصوصة , و راح يؤسطر لها على مسامع الشفع من صبية الحي .. فقضت عليهم المضاجع .
: شفت صوت الضب ؟ .. شفتو ؟ بس ياهو . قال " همزة " بذلك , فأمن عليه " الفاتح " و " عصام جِنجة " . و زاد عصام فقال : ( أنحنا زاتنا مره كده لمن كنا في ربك سمعنا صوتا ولّلاي . شفتا , زي كجكجة الضب , هي حقت زول كده كان ديّاشي اسمو " برين " , شفت لمن حرقنا ليهو صوفة الحمامة قامت الكوكة حقتو كوركت كواريك .. ولّلاي قمنا جارين جري ) .
قال مامون التبيعة حاسماً للكلام - فهو الأعتى و الأكبر و الأضرط - , قال بأنه أعد العدة لعبدالله النقادي : ( إتّو دايرين تسمعوها .. صاح ؟ .. عاين عاين , أنا بتلبد ليكم ورا زريبة ناس " قسِم " . شفت لمن النقادي يقيف جنبها إنتو أعملو لي حركة كده كده . انا بولع الصوفة طوالي . إتّو بس أسمعوها كويس .. طيب ؟ ) .. و قد كان .
تمترس الشفع عند زاوية " دكان فضُل " . جاء عبدالله النقادي فمر على بيت ناس " عبد اللطيف الدنقلاوي " , ثم إلى ناس " حاج مصطفى شاويش " , فـ " يوسف القبطي " و إلى بيت ناس " حُسنة بت الضكير " حتى وقف بباب ناس " قسم " و تماماً عند الركن الشرقي للزريبة حيث اختبأ " التبيعة " . ثم تنحنح عبد الله النقادي و أطلق نغمته فيما يشبه المديح :
- طالب من الله
- و من كرم الله
- و من جود الله
- و مما اعطاكم الله
- جلابية في سبيلِ الله
- عبدالله
- طالب
- لله
قليلٌ بعد , حتى ارتفع دخانٌ خفيف من وراء سور الزريبة !! .. لكن ما من شيء حدث ! .. و ظل عبدالله النقادي واقفاُ مادحا .
خرج مامون من مخبئه محبطاً فلحق به الصبية , كان يحمل كومة من الريش واقفاً قبالة عبدالله النقادي : ( كوكتك كوركتْ ؟ .. ما كوركت .. صاح ؟ ) .
نظر إليه عبدالله النقادي .. و إلى عصابة الشفع . ثم ملاوزاً واصل مديحه لناس " قسم " .
: ( أسمع , هي بتكورك كيف ؟ .. صحي عندها خشم كده هناي كده ؟ .. هي قاعدة وين هي ؟.. شغلها لينا ياخ .. دايرنها تكورك لينا شوية ) ..
ذُهِل عبدالله النقادي فانتهرهم في توجسٍ قلِق , و اهتاج غاضباً لأول مرة منذ عرفه الناس : أعوزو بللاه .. أعوزو بللاه - ثم صائحاً في خوف حقيقي و مسكنة - يا قسم .. يا حاج مصطفى .. يا ناس تعالو لمو العيال دول .. اعوزو باللاه .
قال بهذا ثم أسرع الخطو مهرولاً , خلفه ركض الصبية يقودهم مامون : ( ويييي ويييي عبدالله اب كوكة .. : ويييي ويييي عبدالله اب كوكة ) .
قالوا : في جريه سقط الرجل إلى خور المدرسة الذي آل إلى مكبٍ للنفايات , فقفز مامون التبيعة إليه و جثم على صدره محاولاً استكشاف موقع الكوكة من عبدالله . ماداً طراريمه الغليظات بقي يصيح : ( شغلها لينا .. شغلها .. شغل الكوكة ياخ ) .
قالوا : كسر عبدالله النقادي حوضه فلزم المستشفى شهورا جراء القفزة الشهيرة تلك . ثم لم يره أحدهم في الحلة لسنوات . فيما بقي مامون التبيعة لائماً للشفع - و أيضاً لسنوات - :
( كلو منكم .. كنتو تولعو الصوف ياخ و أنا مثبتو ليكم في الكوشة .. هسه كنا عرفنا حِس الكوكة كيف .. صاح ؟ ) .



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:31 AM   #[8]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي

محمد مصطفي يا رجل ..
يسعد صباحك يا رب . شاكر مرورك و الكلمات الحلوة المشجعات ..
مودتي



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:45 AM   #[9]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي

أشتر باشا ..
ياخي إزيك .
الله يستر من قراياتك .. قاعد اشيل ليها هم .
عموماً لا أنصحك بقراءة ما بين الأسطر .. و إلا أدخلتني في أمراً ضيق ..
تفجيرات اللغة الحميمة للشوارع الأكثر حميمية و الأناس الأناس .. هي ألغام موقوتات يا صاحب . فحاذر أن تفثأها من بين رصين اللغة و عاديات الكلام . ففي ذاك مدعاة لها للتفلت من ربقة القيد و الخروج علي الاشتراطات و العاك عيك .
أنا غايتو ما مسؤول .



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:59 AM   #[10]
سمراء
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية سمراء
 
افتراضي

عماد والله اظنو الليلة عيد الفصح الجابك راجع ده
حمدلله بالسلامة ، والبركة فى مامون التبيعة ،،

ياخ ربنا يبسطك ويضحك يومك ياقول محسن خالد ..

دائما بتعجبنى قصص قلب الحلة ، فيها حميمية ، كبيرة جدا فى شكل العلاقات الاجتماعية البسيطة بين الناس...وبالزات فى الاحياء القديمة ذى الديم والسجانة ، والقوز وبرى ....الخ

امى وابوى بحكو لينا تفاصيل للاسف ماعشناها فى الديم وحى القنا وحى الزهور ، ولحد الان علاقاتهم ما اتقطعت
....



التوقيع:
غيرنا التوقيع عشان النور قال طويل 
اها كدة كيف ؟
<img src=images/smilies/biggrin.gif border=0 alt= title=Big Grin class=inlineimg />
سمراء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 07:10 AM   #[11]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي

منال يا بنية من دهب ..
يسعد صباحاتك دايما .

كما تعرفين ، أنا زول طاريء علي جنس الكتابة .. لكن حين يفيض بحري بسيرة الناس و الأمكنة .. و تضج فيني حيواتهم و صنوف الحراك الحيي الحميم الذي يصنعون ، حينها لا أجد ما ( يمرقني من حقهم ) إلا الكلمات .. أصور بها - جهد استطاعتي - تلك الحكايا القناديل ، و أظل من بعد قاصر قاصر عن اللحاق بذاك الألق الكبير في حكايا المخاليق .
يمكن يا منال وجودي في الديم و تربية الحبوبات و فضولي و حشريتي و اهتمامي بشغلة التراث اللغوي و الثقافة الشعبية .. يمكن ده كلو خلاني أحس إني أقرب للعالمين المنسية حبكات أفعالهم في هذه الحياة العجيبة الغنية القاهرة المضنية الممتعة التي يصنعون .

ياخي تسلمي يا منال ..
مفرح أن أتسمع خبرك و أن يدفئني وجودك و الآخرين الجميلين هنا ..
شفتي الديم و هو خرفان ؟؟
ح يجي يوم احكي ليك عن تواطؤ الناس جنوب الفاصل المداري .. و المطر .
مودتي



عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 07:26 AM   #[12]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

اقتباس:
طالب من الله
- و من كرم الله
- و من جود الله
- و مما اعطاكم الله
- جلابية في سبيلي الله
- عبدالله
- طالب
- لله
و قد كان متسولاً وسيماً قسيما أشيبا أبيض البشرة حلو الصوت .. منغمه , بجلبابٍ متسخٍ و عمامة هي أصغر من أن تسمى بذلك , ثم بجيوبٍ في الجلباب مكتنزة متكورة امتلاءً بما لا يعرف كنهه أحدا . تلك كانت ملامحه في كل عصرٍ من أيام الخميس و على مدى سنوات طوال .

عمدة ازيك ياخ
لكن يا عمدة ما وصفت الزول دا وصف عجيب والله تخيلته الان يمشى فى شارعنا

يازول الظاهر الزول دا كان مقسم شوارع الديم بايام الاسبوع وبما انه شارعك كان بيزوره يوم الخميس
انا اتذكره تماما صباح كل يوم جمعة قبل الفطور يشوية وكان بييمشى فى نص الشارع تحديدا بخطوات بطئية ويلتفت للوراء من حين الى اخر



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 08:54 AM   #[13]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

إزيك يا عمدة يا أخي ..
دي مائدة دسمة وشحمانة .. أي والله ..

كان زميلنا "فلان" في شركة بيطار صاحب "عدة" مهولة .. - واخد بال حضرتك - ..
وأطلق بعض الحاسدون إشاعة أن للرجل كوكا ..
سمعت ليك يا عماد الإشاعة والراجل كان صديقي ورئيس جمعية "مظاليم الزواج" وقد كان له زوجتان مصيبتان حلتا علي فنن
قمت عقدت اجتماع عاجل لمناقشة أمر "كوكة" صديقي وزميلنا الممكون ...
وقلت للجماعة "المطاليق متلي" لا بد من حرق بعض الصوف للتأكد ..
طبعا عملا بالمقولة أن حرق الصوف يجعل الكوكة تخرج أصواتا "فتبقبق"
يا زول قصقصنا الشعيرات وكان الزمان حينئذ حفيا بنا ورؤسنا ما زالت تفيض "بالشعور"
وشغلنا ليك صاحبنا بوجبة فول مصلح من الخارجية ومبناهم كان خلف شارع عطبرة حيث تقبع بيطار ..
وقلنا كده حرقنا الصوف يا عمدة ...
ولم نسمع للكوكة أصواتا فقد صمتت صمت القبور .. وتأكد لي وللحاسدين أن الموضوع ليس إلا "عدة كاربة" - واخد بالك ؟
المصيبة أن رائحة الصوف أخرجت كل الموظفين من المكاتب للسؤال عن (الريحة دي شنو ؟) ..
شرحنا لبعضهم .. وتركوا لي مهمة الشرح للخواجة ريمون بيطار ... الذي لم يفهم أبدا موضوع الكوكا رغم اجتهادي واجادتي للغة الانجليزية ..



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 09:12 AM   #[14]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

خال

تهتك إيال ..

عمدة

راجع



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 09:18 AM   #[15]
تجـــاني
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية تجـــاني
 
افتراضي

إنّا لله ...
والله (شوفتك) بتسعد

عمدة إزيّك يا رائع
شفت اسمك والموضوع واعتبرتو موضوع قديم والناس (رفعتو) ...الله يرفع البلاء ...
عاينت التاريخ لقيتو بتاريخ الفاتح من أغسطس ... الله يفتح أبواب الرزق على العباد ...
كعادتي عندما اجد لك نصاً أو مقالاً تنفرج الأسارير ... ثم (أتنّح ) لا ألوي على شئ ...
أنت يا عماد تدخل للقلب من أوسع أبوابه ...
وكتاباتك ممتعة حد الدهشة .... خليني أقرأ وأستمتع

كن بخير يا صاحب



تجـــاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:58 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.