البــير أٌمّــــــــنا بنرضــع وبْنّــكرّع مَــــآها
عم جمعة البيّاري بحسب درجات اللون في السودان فهو اخضر/أخدر يتفجر بشاشة وذو شارب ابيض كثيف ... جلسنا ارضاً ذات (ضحوة) نتجاذب اطراف الحديث وهو ممسكاً بمعوله (المطرّق) راس ماله كما يسميه "والله يا ولدي انا خايف تعبي في الدنيا دي يروح ساي وحفر الابيار علمني انو الارض (تشبار) شبر يختلف من شبر شيتاً حجر اصم وشيتاً تري عقبال قبورنا يا الله ... كل مرادي بس بير اختم بيها باقي عميري الفضل وبحقها ازور النبي عشان ارقد في تربتي وانا مرتاح ... (كَبْ هَلّا انا قُوم النّداقِش) اها ودعناك الله" انظر اليه مشدوهاً الي أن ذاب عم جمعة (البياري) في سراب الهجير .. مشدوها في هذا الحب الصوفي المدكّن الذي فاض لحظة نقاء روحي وحالة من حالات الدهشة الآلهية .... ولا ادري كيف انتهي المطاف بهذا البياري الانيق.؟؟
كما ادهشني د. عمر محمد الحسن شاع الدين وحفرياته الفولكلورية في عالم البئر في مناطق كرفان الذي ألهمه لهذا المبحث ساقي البئر (النشّال) علي حد قوله عندما تفوه اي الساقي بعنوان البوست اعلاه (البير امنا بنرضع وبنكرع ماها). فكان كتابه (كتابات فولكولورية) الذي تناول فيه البئر بكل تفاصيلها الدقيقة وكيفية اختيار مكان حفرها ومسمياتها ويرجعها المؤلف الي الجذور العربية لا اطيل وبسملا ندق نحفر...
|