الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عالم عباس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-12-2005, 09:53 AM   #[1]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي عودة الواردين إلى ماء مدين!

الأحباب الكرام
أجد نفسي في موضع الاعتذار لكم جميعاً على الغيبة التي طالت بعض الشيء، وشوقي لكم لا يحد!
أعتذر للأحباب من أعضاء المنتدى بالخرطوم، والذين لم أفلح في الاتصال بهم، وللذين تمكنت من مهاتفتهم، ولكن حالت ظروفي وظروفهم من لقائهم، وكم كنت أتمنى ذلك! ولكن( يا هو ده السودان، العين بصيرة و..)! فلهم العتبى حتى يرضون!
أعتذر، من ناحية أخرى، للأحباء الكرام، والذين تقصوا خبري، وطلبوا في المنبر، في بوست 27/11، أن أحدثهم عما تم في مركز عبد الكريم مرغني، وأخص منهم تحديداً الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا، والحنينة "السكرة" والمعتصم الطاهر والعالم عصمت، والعزيز خالد الحاج، و سمبتيكو. ولكل الأخوة/ات ممن افتقدني.

سأبدأ من الآخر، من مركز عبد الكريم مرغني، وأرجو ألا أثقل عليكم، فأنا لا أقدم تقريراً ولكن أشارككم مشاعري!


يستضيفني مركز عبد الكريم مرغني، للعام الثالث، أو ربما الرابع، كلما حللت بالسودان في إجازة. هذا المركز الذي يمثل بؤرة إشعاع و تنوير وتثقيف،ويعمق في وجداننا حب السودان الذي عرفناه ونعمل على المحافظة عليه و صونه (من الإنكشارية الجديدة، ودويلات ملوك الطوائف).
في كل مرة، حين يدعوني القائمون بأمره للمشاركة في فعالياته وأنشطته، أحس بفخر كبير وامتنان. أحس أكثر أنني أقدم ما ينفع الناس، وأن ثمة من يحرص على تذكيري بهذا الواجب ويحتفي بهذا التواصل الحميم ويعمل على توطيد وتعميق هذه الصلة.
اتصل بي الأخوة يوم الاثنين 14 نوفمبر ودعوني للقاء في المركز، واقترحوا أن يكون الأسبوع التالي يوم 20، الأحد، إن كان ذلك يناسبني، وذلك للحديث عن تجربتي الشعرية، وقراءة نماذج منها!
قبلت الدعوة فصارت لدي ستة أيام للتفكير والإعداد.
جلست، وحالي مثل تلميذ، أو طالب وظيفة مقبل على معاينة شخصية، لا يعرف ما نوعية الأسئلة التي يواجهها، ولا كيف يستعد لها!
أورثني ذلك هم وتفكير أرهقاني وتركاني في حيرة وغم!

ذلك أن الأمر الأول هو أنني لا أعتقد أن تجربتي الشعرية من الغنى و الجاذبية بحيث يفرد لها ليلة بكاملها ويأتي الناس من أطراف العاصمة المثلثة المترامية الأطراف(مع عسر المواصلات، والضيق السائد)، لسماعها. ذلك أثقل على الناس وأقل فائدة ولا يستأهل كل ذلك العناء.
ثانياً، إن وقائع تلك التجربة متاحة ومكررة، وأظن أني تحدثت عنها عبر إجابات لأسئلة شتى(صحف ولقاءات ونحوها)، ولعل الناس قد اطلعوا عليها على نحوٍ ما، فثمة القليل مما يمكن إضافته، فلا أرى أن ما تبقى يستحق كل تلك الجلبة والجهد؟
الأمر الثالث، هو أنني لا أجيد الكلام عن تجربتي، وأحس بحرج شديد في التكلم عنها، فأنا أعيش التجربة، وأرى أن هذا عمل النقاد أو آخرين غيري، قد يستوضحون ويسألونني عن بعض الأمور فأتولى الإجابة، لكن أن أجعل من نفسي من يتحدث عن تجربته فهو مربك ومزعج، وبصراحة لا أحب ذلك! فما المخرج؟

قلت لنفسي أيضاً، بقي أمر آخر، ما هي القصائد التي أختار قراءتها لتلك الليلة؟ أأختار قصائد تمثل مراحل مختلفة لإعطاء صورة من تجربتي، وما هي هذه القصائد وكم عددها، وهي تتفاوت طولا وقصراَ، فقصيدة واحدة تتكون من عشرات الصفحات، وبعضها سطوراً قليلة؟ هل يسعف الوقت لكل ذلك؟ وكيف أوفق في الاختيار؟
لو أن الخيار ترك لي لقرأت للناس آخر ما كتبت من شعر، ففي ظني أنني كتبت قصائد عديدة لم يطلع عليها الناس، فمن حقهم عليَّ أن أطلعهم عليها، لأن أغلبها غير منشور، فهي فرصة للناس ليطلعوا على التطور الذي طرأ وأن يحكموا بما شاءوا!
ثم ماذا أفعل لو طلب الناس قصائد بعينها؟ ربما لهم فيها ذكريات، ولها في نفوسهم أثر، فما هي هذه القصائد؟ وهل آخذ شعري كله تحسباً لمثل هذه المفاجآت؟ ثم هل يسعف الزمن بذلك؟ وماذا أفعل وقد جاء أحدهم من أقصا الأطراف يتمنى أن يسمع قصيدة أحبها بصوت شاعرها نفسه؟ هل أخيب رجاءه؟

لم تبارحني تلك الهواجس ولا استقر الفؤاد على شيء، وما أعانني الصحاب!

جاء الأحد (سريعاً وبطيئاً، وأنا على قلقٍ كأن الريح تحتي!)، وبمقدار ما وسعت سيارتنا الصغيرة، رافقتني أسرتي. عن يميني أم زرياب، رفيقة دربي ومتكئي وملاذي، ومن خلفي ريحانتاي، زارية وزاهية، وابن صديقٍ لي من جزر القمر يقيم معنا، وهو يبدأ دراسته الجامعية في السودان. رافقوني يشدون أزري، ويقيلون عثاري، وأنا أتوجس خيفة، أسبحل وأحوقل، وتذهب بي الظنون كل مذهب!

في المساء، وفي تمام الثامنة كنت هناك، استقبلني أهل الدار استقبالاً يليق بمقامهم، ثم جلست مع مقدم اللقاء الأستاذ مصطفى أحمد الصاوي قليلاً ثم بدأ بأن قدمني للحضور البهي، على أن أسرد للناس بعض تجربتي ثم أقرأ ما تيسر من نماذج يتخللها مداخلات أو حوار أو أسئلة من قبل الحضور! فعل ذلك، ثم ترك لي مكبر الصوت وهول المواجهة، والكرب العظيم!
اشرأبت الأعناق إلي، بعد تصفيق مرحب، أفلح في تضخيم هول الموقف في فؤادي، وما زادني إلا هما واضطرابا.
نقلت للأحباب الحضور محبتي واعتزازي بهم، واعتذرت بأن تجربتي القليلة، على بؤسها، هم شهود عليها بدليل حضورهم، وأنني ظللت مهموما، كعاشق يحتار كيف يلاقي حبيبه وبأي ثوب وكيف ينتقي كلماته. وقصصت لهم معضلة أن أختار وكيف أختار. وقلت لعل من خلال الحوار معهم و المؤانسة، ونحن نوغل في الحديث والشعر، ستأخذ الليلة شكلها وترتسم ملامحها، وهكذا كان.
كان أول من أراح فؤادي الصديق الشاعر محجوب كبلو، حين أشار إلى عنوان اللقاء والحديث حول التجربة وقد تكرر ذلك معي، وفي نفس المكان العام السابق أو الذي قبله، واقترح أن نتجاوز ذلك بلقاء مفتوح نقرأ فيه ما استطعنا من شعر، فلهذا جاء الناس، ولعل من خلال المداخلات والحوار، تتضح التجربة، وتكون أجدى.
لاقى هذا الرأي هوى في النفس ووقع عليَّ برداً وسلاماً، وهكذا كان الأمر.
قرأت ما وسعني من شعر، و تبادلنا الحوار والأسئلة مع الحضور الرائع الجميل، وتعاقب في الحديث أصحاب وأصدقاء، منهم من عرفت ومنهم من لم أحظ بمعرفتهم قبل، وكلهم أفاضوا في التعبير عن حبهم واحتفائهم، ومن لم يجد فرصة في الحديث أرسل وريقة ضمنها سطوراً عبرت عن احتفاءه وامتنانه، وأكثر هذه الوريقات كان أصحابها يتمنون أن لو أقرأ قصيدة بعينها، فمنها ما استطعت أن ألبيها، وأكثرها مما لم يسعف الوقت بها أو لم تكن ضمن أوراقي ليلتئذٍ، فاعتذرت وفي الفؤاد حسرة، كحال الذين (تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون)!
كان حضوراً بهياً امتلأت القاعة وممراتها، وأحسست بتجاوب فريد، رأيت أصدقائي العديدين هناك. رأيت الشعراء والنقاد والغاوين. رأيت من يعرفوني ولم أعرفهم، وقد ضرني ذلك، إذ ما ضرهم ألاّ اعرفهم، فهم أحبوا الشعر، وربما قائله، وحين جاءوا كان احتفالهم بالشعر وما يمثله في وجدانهم من معنى، وهي الآصرة التي تدوم. ليتني أستطيع أن أعانقهم فرداً فرداً، وأقول لهم كم أحبهم وأسعد بهم وأحس معنى لما أقوله باحتفائهم هذا، ويا لسعادتي إن كنت أرضيتهم ويا لشقائي إن خيبت ظنهم، بعد كل العناء الذي كابدوه ليصلوا إلينا تلك الليلة!
الساعة الآن جاوزت العاشرة والنصف، وكان لابد من ختام، وهكذا كان. لكن بقينا في الردهة زمنا طويلاً نتحاور ونزجي التهاني، ونجتر الذكريات، ونتمنى تكرار مثل هذه الليالي البهية - كما قالوا – ونحيي الشعر!

لا أدري إن كان ذاك الحضور المتميز قد آب راضياً، وأنني لم أخذله!
فأما من ناحيتي، فقد أحسست براحة، وكأن أثقال الأرض كلها كانت على عاتقي، وقد انزاح الآن عني. وحين آنست الامتنان والرضا في عين أسرتي الصغيرة، أحسست بسعادة غامرة، بأنني لم أخذلها!
ولكن هل رضي الناس بما قدمت؟ ما زال في نفسي شيء من حتى، ( وبالمناسبة هي عنوان إحدى قصائدي، وقد قرأتها هنالك)!


مرفق:

أشواقي ومحبتي لكم ، وقد أعود!
دمتم طيبين.



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:57 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.