الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2018, 12:31 PM   #[1]
imported_عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي في ذكرى أستاذنا ( الطيب بابكر بدري) لعناية أحمد كوريا.


في ذكرى أستاذنا ( الطيب بابكر بدري) لناية أحمد كوريا.
*
الحبيب أحمد إبراهيم قاسم مُخير
تحياتي لك وللأسرة الكريمة ، والعترة في مصر.
راقبت بريد الوات صاب ، وكنتُ لا أعتد به بسبب أنه ربما يشغلني عن مشاريع القراءة والكتابة . ولكنه جاء من صديقي أحمد كوريا ، يسأل عن مقال لي عن أستاذنا :
( الطيب بابكر بدري) ، لأن كثيرون من أبناء وحفدة الشيخ المُعلم بابكر بدري ، يريدون التوثيق لسلالته.
هذا الطيب الراحل ، هو آخر عنقود أبناء بابكر بدري . وربما رأى الوجود بعد رحيل والده . وكان هو يدرسنا مادة الفنون ، في السنة الأولى الثانوية . كنتُ وكان أحمد كوريا من المبرزين في مادة الفنون . لدى أستاذنا الطيب ، خصال المتصوّفة . رقيق الحاشية ، يهبك لمحة لماعة . فلديه كاريزما باهرة .
كان ينصحنا بزيارة الفضاء ، غرب أمدرمان ، لننتقي الحجارة غريبة الشكل ، ربما تشبه جزء من الإنسان أو جزء من الحيوان أو جزء من الطيور . لأنه يرى أن الطبيعة تصنع وتخلق ، ويستغرق ذلك زمناً طويلاً .
من ضمن حكاويه الزاخرة بالتصوف وكراماتها . أن حكى لنا قصة محاسب يعمل في قُرى الجزيرة ، وربما مدينة مدني . أن جاء يصرف راتبه من نافذة صرف الفلوس . وفاجأه الصرّاف بأنه ليس صاحب ثقة لأنه يكذب .
وكانت تلك أول مرة يُغضبه أحد . وغضب ، ومن شدة غضبه ارتفع جسده ثلاثة أمتار عن الأرض ، ثم هبط . ففزع الناس من حوله . وكان الصرّاف يُداعبه ، ولكنها مُداعبة غليظة . أخرجت الرجل المتصوف عن طبيعته ، فارتفع عن الأرض.
(2)
كان أحد رفاقنا في السنة الأولى الثانوية هو ( فتح الرحمن علي الحاج ) . انتظم في فرقة ( الكديت ) بمدرسة الأحفاد حتى ترقى لدرجة صول. دخل الكلية الحربية حتى وصل لرتبة عقيد ، وأحالته الإنقاذ للتقاعد. توفى والده الشيخ ( علي الحاج ) بعد سنوات من تقاعده . وتمّ تنصيب ابنه البكر ( الشيخ فتح الرحمن علي الحاج ) مكان والده . وأحمد كوريا يذكره ، فهو شيخ السجادة القادرية في فريق الجعليين بالموردة جنوب .
سألت مرة الشيخ فتح الرحمن علي الحاج عن أستاذنا ( الطيب بابكر بدري) ، فقال لي أنه شيخ كبير من شيوخ القادرية ، وأنه جزء من الحيران.
*
قبل أن أكتب المقال عنه بأيام ، عرفت بانتقاله لبارئه ، رحمه الله رحمة واسعة.


*



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
imported_عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2018, 12:38 PM   #[2]
imported_عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي


( الطّيب بابكر بدري )نبعٌ لا ينضب


*
( ليس للعالم سوى روح واحدة ) : الشاعر غوته .
كيف نبدأ المقال يا ترى ؟ ….
" قلم الرصاص" ، هذا المخلوق الصغير ، يمكنه صنع العجائب . يشترك مع الورق الأبيض الخشن و الأصابع في خلق عالم جديد . الإبهام قائداً لأوركسترا سحِر الرسم القديم ، في مواجهة السبّابة و الخنصر و البنصر والأوسط ، و أيضاً قائداً لقفزة التطور البشري على إطلاق الكلمة . الإبهام سيد الصناعة و الخلق عند الإنسان ، طور الذهن و تبادل معه القراءة و الاستذكار. يطوعان المادة الخام ، لتسهم في صناعة هذه الحضارة التي نقطف ثمارها الآن ،أو نكتوي بنارها ، منحدرة منذ التاريخ القديم .
الإبهام و مجموعته ، وبينهم " قلم الرصاص " ، حوار دائم و حركة و " مساج " ناعم . نحن ندخل عالما للرسم ، مدخله النقل وفق الأسس التعليمية القديمة. كيف ترى أنت الأشياء ؟ ما معنى مستوى النظر ، أعلاه و أسفله ؟. ماذا تعني نقطة التلاشي عند خط الأفق ؟، و كيف نحاكي الطبيعة وفق ما ترى العين الإنسانية ؟ .
تعلمناً بطيئاً وعلى تدرج سلس ، حتى الإتقان . تبدأ الرحلة بالنظر ، ثم التدقيق في النظر، و التجريب . الإطلاع على إنجاز السلف ، حتى تنشط الصِنعة بين يديك ، و تدخل الإبداع من أبوابه الرئيسة. المعلم يقود التجربة ، و ينمي رغبتك ، و يُحبب إليك مادة الرسم ، لتسلك أنت الطريق إلى الفن . يرفّعك بخطوات ثابتة ، يشترك الجميع في الأمر . بمثابرتك تتسلق الدروب الصعبة ، تعبر الفيافي و تكلم المادة الصامتة و المتحركة. ريح الخُضرة تخضب بنانك ، و تدخلك عالم الألوان ، هذا الصخب الفرِِح . النبات ، إنه التكوين الحي و المتضمخ بالغموض ، تقترب منه ، يخافك برهة ، ثم يتعود هيئتك . يرقب ملاطفتك عن بُعد و يمنحك الأوكسجين ، إكسير الحياة أنهارا . يحزن مثلك ، و تنعشه الموسيقى . يفرح لصخب الأطفال حوله و يخشى اللمس أو الأذى .
كيف تنتقل الرؤيا و كيف تتداخل الأحياء مع الطبائع المختلفة ؟. كيف تدخُل المملكة الفريدة ، و تتعرف على العوالم الجديدة التي لا يعرفها إلا المبدعين؟ .
تبدأ التدريب ، و يصطحبك أب روحي يشعل في نفسك الرغبة ، لتصمد في وجه الأحكام الجائرة ، التي يطلقها المجتمع عليك . في الزمان القديم يبدأ المرشد ، يضيء لك طريق الدعوة ، التأسيس مع الممارسة حتى تصمد ، قدر ما تستطع . لك أن تستمر ، أو تغادر الرحلة عند المنعطف الحاد . و إن فعلت، تتحول التجربة بكل تجلياتها و سحرها ، إلى ذكريات ، و تلك لعمري خسارة فادحة.
بدأت تجربتي متواضعة ، و كان الأب الروحي شقيقي الأكبر" جمال" . النقل و المحاكاة ، ثم تتبع الأثر . كان هو ممتلكاً أدواته ، ساد مملكته زماناً . منح التجربة من وقته و مشاعره ، حتى اصطدم بالمؤسسة القديمة عندنا في الستينات ، و هزمت مشروعه المبدع ، و غادر الساحة ، مظلوماً ، و هجر فن الرسم و أختط لنفسه نهجاً و مصيرا آخر، ربما كان أفضل . الحديث عن التجربة يفتح جرحاً غائراً في النفس ، فلنترك الأمر لمجال أرحب .
نعود إلى الإنسان المتوهج ، معلمنا الأستاذ "الطيب بابكر بدري" ، معلم مادة "الفنون الجميلة ". رغم مرور ثمانية و ثلاثين عاماً منذ إطلالته علينا أول مرة ، في بواكير المرحلة الثانوية ، لن ننساه أبداً. جسد نحيف فارع الطول ،و ملامح الوجه الدقيقة ، يألفها قلبك و أنت تراه أول مرة . بدأ يرغبنا الرسم و تقنياته ، ويحبب إلينا دخول هذا العالم الجديد ، وكان أول إرشاده :ـ
( تعرف على الطبيعة ، فهي السيدة الأولى ، منها نتعلم الصبر . تقف هي على الحجر دهراً حتى تصنع منه تُحفة جميلة . الغرائب تتداخل مع الصنعة الحاذقة ، بكل زخمها . تقذف الطبيعة بالتجارب الفطيرة و الخلاقة . الجمال بكل احتمالاته ، و القبح حتى الثمالة . صراخ الوليد برهة ، و ابتسامة الموت الأبدية . الزمن وحده كفيل بتعريفك ، كيف تعمل تلك الصيرورة البطيئة ، قبل أن تعرض علينا موائدها المجانية .)
يبدأ المعلم " الطيب بدري " الدرس ، وتحس كأن غطاء شفافاً وسميكا ًمن الهيبة يلتف يطوقه ، و الدهر كله ينسكب على جسده ، من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه . قوله مزيج من الحكمة والتداعي :ـ
( ا نظر الأشياء بعين فاحصة ، و قلب رؤف . خذ من وقتك ، في يوم العطلة ما شاءت لك فُسحة الزمن . اذهب إلى غرب أمدرمان القديمة ـ كانت وقتها خلاء ـ ابحث عن الحجارة ، تجد الغريب من التُحف . فقد صنعت الطبيعة من هذا التكوين الصلد ، كهوفاً و بيوتاً ، تُحفاً من الفن الرفيع . أريدك أن ترقب الصناعة الدقيقة التي أخذت من وقت الطبيعة دهراً لتكون . أريدك أن تنظر من جديد ، فهذا ينمي الإحساس المرهف ويقوي الحدس ،و يغذي الروح بالسلام و الطمأنينة الأبدية ، و عندها تتغمصك الطبيعة بسِحرها . الملاحظة و الانتباه تُدخلك قصر الإبداع . تبدأ متفرجاً ، ثم تتدرج ، حتى تمتلك الصولجان و تنطلق .)
هذا قبس من حديثه ، وقد دهشت كثيراً و أنا أقارن بين نهجه في الستينات ، وما طالعته حول الدراسات الايكولوجية ، التي بدأت تتشكل منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي :ـ
{ أنت والبيئة، أصديقا لها أنت أم عدوها اللدود ؟ . منذ الستينات بدأت رياح الخُضر تجتاح العالم . أزمة البيئة المستعصية هي نتاج طبيعي لسلوك الإنسان الحديث وأصوله الفكرية التي تأسست على الفلسفة الديكارتية ، التي تفصل الأنا عن الطبيعة حولها ، و تدعو لاستغلال البيئة لخدمة الإنسان . وعبث الجميع بالبيئة حتى التدمير . مؤسسات الدفاع عن البيئة ، بدأت تؤسس لعلوم تصادق البيئة ، وتحميها من العدوان المسرف . تطور الأمر حتى انتهى إلى الدراسات الايكولوجية ، التي تدرس العلاقة المتبادلة بين الكائن الحي و بيئته. تمد الجسور بين الإنسان و الطبيعة ، حتى ولد الإنسان الأيكولوجي بديلا للإنسان الفاوستي . انتبه الإنسان من جديد إلى التراث الأيكولوجي ، الذي هو محاولة حدسية لتناغم المرء مع العالم ، وقد تم التعبير عنه منذ القدم ، في الشِعر و الأدب و الرسم و الموسيقى و العديد من التقنيات التي تتلمس وحدة الوجود ، والإبقاء على توازنه الدقيق . تتوهج أساليبه ولغته و صفاء سريرته سعياً إلى الخلود . إن لصداه الأثر العميق في النفوس الشفيفة .
إن كلمات " جوته " حول روح العالم الواحدة ، أضحت حكمة يتردد صداها اليوم شرقاً و غرباً ، رغم الأتربة و العواصف الكالحة التي تعصف بعالم اليوم ، والتي يتسبب فيها أفراد و جماعات " بيزنطية النزعة " ، يمارسون عبث الطفولة التجريبي ، و هم في قمم أهرام السلطة السياسية . يفتقدون المحبة ، وهي المقياس الزئبقي لصعود الإنسانية لأفقها الرحيب ، أو السقوط المدوي . }
كان " الطيب بابكربدري " أنموذجاً للإنسان الأيكولوجي بكل زخمه ، عاشقا للطبيعة ، ينتبه لإنجازها الصامت و الصبور . كان له كل هذا النقش الفخيم في تلافيف الذاكرة ، بثه إلينا في قوالب تناسبنا في ذلك الزمان . تلمح من حديثه وكلماته ، و مقاطع النثر الذي يروي ، لوحة " هارمونية " من الخلف رائعة ، وهو يغوص معك في لُجة الدرس ، حتى تحتبس الأنفاس . تهرب عندها إلى السطح فتملأ رئتيك من ريح التراث الصوفي البهي .
ملمس فاخر من التراث المعرفي ، يلتف حولك ، يحاصر روحك حتى تستجيب . كانت مخاطبته لنا متعددة الأوجه ، تكتسي من حُلل الثقافة أينعها وأطيبها و أكثرها رقة . تلمس اختلاف الرأي عنده ناعماً ، حتى تستعذب حلو مذاقه. تتأرجح لغته بين السهل الممتنع حينا، والتصوير الكثيف أحياناً أخرى . تختلط اليقظة فيها بالأحلام ، لم ندركها نحن إلا بعد عقود .
يمكنك الآن أن تفتح بوابة الذاكرة ، و تتخذ لنفسك مجلساً ، وتشهد الطقس من المبتدأ إلى المنتهى . تغرف من نبع " الطيب " وتستسقي روحك العطشى . إنه أول الغيث ، قبل أن ينهمر ، فالروح لا تلبث أن تتجدد مع الزمن . إن التقيت معلمنا أو لم تستطع ، فإن الظل الوارف هو رصيد الخير الذي استنبته لنا منذ أيامنا البواكر، نبعٌ لا ينضب . له منا التحية و الشكر و العرفان .
عبد الله الشقليني
20/4/2004

حاشية : عندما أعددنا المقال ، لم نكن نعلم أننا لن نلاقيه ثانية . ألف نور و سلام عليه . عطر اللهم مرقده من روائح جنانك الوارفات ، وهب أهله و أحبائه صبراً على قضائك، فقد رحل عنا و كان ظلاً ظليلاً و ثمراً وفيراً. آنا لله و آنا إليه راجعون....عبد الله الشقليني

*




التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
imported_عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2018, 09:03 AM   #[3]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

تعرف يا عبد الله،
عند ذكر أحدهم تجيك الصفات التي يمكن أن توأمه وتوافقه وتحسن في وصفه..
بالنسبة للخال الطيب وأنا بفتكر كل مشتقات إسم "أَلمَعيّة" بينطبق عليهو....
مصدر صناعيّ من أَلْمَعُ : ذكاء مُفْرط ونجابة أحمد زويل ذو ألمعيَّة فذَّة ،
هُوَ ذُو أَلْمَعِيَّةٍ حَادَّةٍ : حِدَّةُ الذِّهْنِ ، مَهَارَةٌ عَقْلِيَّةٌ ، فِطْنَةٌ
أَلمَعيّ: (اسم)
أَلْمَعِيٌّ فِي دِرَاسَتِهِ وَعَمَلِهِ : ذَكِيُّ ، نَشِيطٌ
أَلْمَعِيٌّ مَعَ أقْرَانِهِ : ظَرِيفٌ ، خَفِيفُ الرُّوحِ وَالحَرَكَةِ
الأَلْمَعِيُّ : الألمع
الأَلْمَعِيُّ الخفيفُ الظريف
(منقول موقع المعأني)



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:31 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.