نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2013, 11:50 PM   #[1]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي السودان ، طار الصقار,وخلوا ام رخم الله في الدار

السودان ، طار الصقار,وخلوا ام رخم الله في الدار
خلو ام رخم الله في قال احد الانجليز قديما ,و اذا رأيت رجلا اسودا معتدا بنفسه يمشي وكانه سيخترق الارض ، فتأكد من انه سوداني . والآن اذا شفت زول مسكين لايهتم به الآخرون ، فاحتمال كبير يكون سوداني . فحكومته لايهمها ما يحدث له وسفارتة تتبرأ منه . ولا يهمها امره من قريب او بعيد . وفي دول الخليج هو بقرة حلوب .
قبل اقل من سنتين عرفت ان شقيقي خليل معتقل في اريتريا . وخليل منذ طفولته مغرم بالاثيوبيين والارتريين وهم اصدقائه المقربون . وعندما كان في براغ والمانيا كان مرتبطا بالارتريين ، وعندما تبعني الي السويد اتي مصحوبا بثلاثة من الارتريين وهم علي فكاك وعمر ابراهيم المشلخ و عمر بخيت الذي صار ممثل السويد لشئون اللاجئين في الامم المتحدة .
اعتقال خليل كان قبل عبور الحدود الارترية للسودان ، و تأخره لساعات . والسب الاكبر انه قد ,, تلامض ,, كعادته مع المسئولين في اوربا . ولكن الارتريون اليوم فخورون بوطنهم وبانفسهم . ولم يعجبهم ان خليل قد اشار للارتريين الذين يملئون السودان . وهذا كلام خطأ من جانب خليل . وانتهي الامر بان رحل خليل من بلدة بورونتو الي اسمرا بعد ان تعرض للضرب المبرح ،وهو شبه عار وبدون حذاء ويعاني من فتاق . ولم يحصل علي طعام او شراب طيلة الطريق .
وبما ان خليل يحمل جوازا دنماركيا فلقد قمت بالاتصال بالخارجية بالخارجية الدنماركية السيد كنود ييرنه knud jerne, والاسكندنافيون لايتلاعبون في حماية مواطنيهم . وحولوني للسفارة الدنماركية في اثيوبيا . وفي السفارة افهموني ان الارتريين لايتعاملون معهم لانهم يعتبرون اثيوبيا دولة عدوة . وحولوني الي السفارة في كينيا . ومنهم عرفت ان الارتريين لا تهمهم اي دولة او منظمة . ويجب ان اكون معقولا معهم ، والا سيقفلون الباب في وجهي ، وان السفارة النرويجية هي من تمثل الدنمارك في اسمرا .
وحاولت ان استعين بفردة خليل ورفيق دربه عمر بخيت ، ولدهشتي ودهشة صديقهم المشترك الاخ البحريني جعفر حسن السلمان وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون فان عمر لم يكن يريد ان يسمع عن الموضوع . وكل ما كنت اطلبه ان يوصل له شخص الملابس والاكل .
وعرفني الاخ الشفيع السيد ، وهو صاحب وكالة سفر في الدنمارك بصحفي دنماركي متزوج بارترية . وكان الدنماركي متعاطفا معي ولكنه لم يخفي اعجابه بالنظام الاريتري . تعرفت علي شاب في اسمرا متعلم وتعاطف مع قضية خليل ووافق علي ايصال الطعام والملابس الي خليل . وذهبت الي احد زعماء الصوماليين ولسنين عديدة كان يحول لي النقود الي اي مكان في العالم . وعندما ذكرت له اريتريا ن تعوذ واستغفر الله . وقال لي ان الاريتريين ماعندهم لعب ، ولهذا فارتريا هي المكان الوحيد الذي لايتعاملون معه . وبعد جهد وجدت اريتريا سلم الاخ مهاري المبلغ في حساب 4 نقفة بدل سبعة للدولار والسعر الرسمي 2 نقفة .
وكثفت اتصالي اليومي بالخارجية الدنماركية والسفارة النرويجية . وكان غرضي ان يسمح لخليل باجراء العملية الجراحية خارج السجن وان نتكفل بالمصاريف . ولكن رد السلطة الارترية ، ان خليل معتقل في اريتريا ويعامل حسب القانون الاريتري . وليس هنالك خيار وفقوس . واجريت العملية لخليل وهو في السجن . ولم تخلوا لهجة السفارة من احترام للحكومة الارترية . وعندما اقترحت الاستعانة بمحامي اريتري افهمتني السفارة ان المحامي لن يساعد كثيرا . ومحامي السفارة يتقاضي 500 دولارا امريكيا في اليوم , وانا اعرف ان هذا ما تعيش عله بعض الاسر لعام كامل .
اذكر ان روديسيا بمساعدة نظام جنوب افريقيا العنصري قد ارسلت جنودا يرتدون ملابس الجيش الزامبي وهاجموا مقر جوشوا نكومي المناضل الزمبابوي في العاصمة الزامبية في السبعينات . ولم يكن موجودا ، وقتلوا حرسه الخاص مما اغضب كل افريقيا . وتصادف ان وجد عامل غسيل سيارات قميص الجيش الزامبي في داخل سيارة سويدي يعمل في احدي منظمات الاغاثة ، وعندما اعتقل ، ثارت السويد واطلق سراحه مباشرة . واعتذر الرئيس كاوندا .
قبل سنوات اعتقل ايساك داوود صحفي وكاتب ودرامي سويدي من اصول اريترية وهو اب لثلاثة اطفال ويسكن في مدينة يوتوبورج . الصحفي قام بالاتصال ببعض المعارضين وحاولوا ان يكونوا تنظيما سياسيا ، فحكم عليه بالسجن بدستة من السنين . ولم يشفع له تدخل الحكومة السويدية وكل منظمات حقوق الانسان . وهذا يندرج تحت جريمة الاعتداء علي ابسط حقوق الانسان . وذهب التلفزيون السويدي وممثل الحكومة السويدية وقابلوا اسياس افوركي ، بدون فائدة . وكما قال الصومالي ,, مافي لعب,, . بعد اعتقال خليل واطلاق سراحه عاد الي اريتريا . وهذا الصيف اتي لكي يأخذني الي اريتريا ، الا انني اعتذرت . ولكن سأذهب .
من الواضح ان نظام افوركي مالي ايده . وانا اظن انه بالرغم من جرائم النظام الا انهم لم ينهبوا الشعب الاريتري مثل حكامنا . ولم يحولوا المال المسروق الي عمارات في دبي وماليزيا . ومن المؤكد ان هنالك فساد ولكن حتي اصدقائي المعارضين لا ينفون ان النظام يبني .
صديقي تكلا او مونتوي وتعني التوم لانه توئم يكره هذا النظام لدرجة انه لم يرجع لارتريا لسنين عديدة . ورفض ان يذهب مع زوجته قبل ثلاثة اشهر. يقول لي انه لاينكر ان النظام قد بني مدارس في اماكن لم يسمع بها احد وان التعليم مجاني وان المستشفيات والشفخانات توجد الآن في القري النائية ، وانهم يشقون الطرق في الجبال . ويحاولون ان يرفعوا مستوي من كان سكان المدن يسمونهم عقماي ، اشارة لبعدهم من المدنية . والبعض قديما يسمونهم اسحيت وتعني حجارة اشارة لعدم مقدرتهم علي الفهم والتعليم . وزوجته تتألم عندما يشتم النظام . فالحقيقة ان اكبر رابح في اريتريا هو المرأة الارترية . وبينما نحن لانزال نتقدم ونتراجع بخصوص الختان الفرعوني الذي تعاني منه كل منطقة القرن الافريقي . سنت القوانين التي تحرم هذه الممارسة البربرية . ولا تتلاعب الدولة في توقيع العقوبات علي كل من يمارسها .
احد اصدقائي كان يقول لي ان ضرب الزوجة كان مكملا للحياة الزوجية قديما . والزوجة التي لايضربها زوجها كانت موضع تندر رفيقاتها ، لان زوجها لايحبها . والآن بعد ان حاربت المرأة بجانب الرجل لا تعتبر نفسها بأقل من الرجل . والرجل كان يطلق المرأة ويطالب بماله علي زعم انها لم تكن عذراء عندما تزوجها . وألان تقول له المحكمة التي يتواجد فيها النساء ,و هل تفضلت واثبت لنا انك لم تتعرف بالنساء من قبل الزواج .
اذكر ان الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه ، قد ذكر لي ان الاخ افوركي كان مندهشا لفقر المعارضة السودانية . وكان يقول لهم انهم وجدوا الدعم حتي من الارتريات ، وكن يعملن كخادمات . وعمر بخيت كان يقول لي ان الاريتريين كانوا يعملون في السودان ويدعمون جبهة التحرير . ولا ننسي ان بعض الاريتريين قبل الحضور الي السودان يجيدون العربية كتابة وقرائة خير من كثير من السودانيين . والعربية لغتهم الاولي . وبينما عمر بخيت يتناول الفول في الخرطوم في الستينات مع مسئول الجبهة سمعوا الجرسون يقول ديت بدل زيت . فناداه المسئول وسجل اسمه وطالبه بدفع مساهمته . وقام الجرسون باستدانة المبلغ من صاحب المطعم . عمر كان يقول لي ان المسئول المالي كان يحلم بان تشتري الجبهة عربه اجره صفراء جميلة تتحول الي عدة سيارات .
بدأت التركيز علي برامج التلفزيون الاريتري وانا واعي بأن، اي نظام شمولي يستخدم الاعلام لغسل عقول الشعب . ولكن ادهشني المستوي الجيد بالرغم من الامكانيات البسيطة . ونحن الآن نعاني من قحط فيما يختص بالدراما في السودان . لقد شاهدت افلاما جيدة مترجمة علي الشريط بالانجليزية . وشاهد فرقا موسيقية علي مستوي راقي . وشاهدت عدة افلام تدور حول عربة الميني بص البيضاء التي كانت تمثل الامن الاثيوبي خاصة في ايام هايلي مريم . وهذه الافلام علي مستوي عالمي ، وتوثق للاعدامات والتصفيات ونشاطات المقاومة مما ذكرني بالمقاومة الجزائرية في ايام الاستعمار . كما شاهدت برامج انجليزية يديرها اريتريون ويستضيفون فيها اريتريين . ويشارك فيها صبية مدارس في ومدرسون اريتريون . واريتريا كانت متأثرة باللغة الايطالية ولايزال للغة الايطالية موضع قدم في اريتريا . والاريتريون يهيئون انفسهم ليكونوا دوله سياحية من الدرجة الاولي ، بعد ان يفرغوا من بناء البنية التحتية وتدريب كوادرهم . وسنري الهوتيلات الفاخرة علي شواطئ البحر الاحمر وحول بحيرة تانا في اثيوبيا يتزاحم فيها السواح والممستثمرون . وشعب السودان تطعمه منظمات الاغاثة .
رئسينا ينادي بمحاربة اللغة الانجليزية لان عند عقدة من اللغة الانجليزية . وقديما كان عبد الله محد احمد وزير الثقافة الاخ المسلم في حكومة الصادق ، والذي كسر الآثار ، يقول بانه سيمنع تعليم اللغة الانجليزية في مدارس السودان وسيفرض اللغة الهوساوية مكانها . واغلب الهوسة من فطاحلة اللغة الفرنسية والانجليزية . والشاعر الاديب في اللغة الفرنسية الرئيس سنقور لغة امه هي الفولانية . هذا الوزير والسفير في زمن الانقاذ رأيتة يتضرع في شارع ادجوال روود في لندن بعدما انتقل للسكن في بريطانيا . وبسبب صلاته بايطاليا هدد الارتريين في زمن حكومة الصادق بانهم اذا لم يطلقوا سراح الايطاليين الذين عملوا للحكومة الاثيوبية في مناجم اريتريا فسيقفل مكاتبهم . كما تعرض الاخ افوركي للاعتقال والاهانة عندما كان مبارك وزيرا للداخلية .
لقد شاهدت مسئولين في التلفزيون يتحدثون باللغة العربية لانهم لا يعرفون غيرها ، احدهم رئيس محلية وكانوا يقومون ببناء حفير ضخم يشارك فيه الجميع .
اريتريا تفرض ضرائب علي مواطنيها . وقام احد الاريتريين باخفاء كمرة وميكروفون وذهب الي السفارة . واخبره المسئول بأنه ملزم بدفع 2 في المئة من دخلة لدعم البلد وعرض الفلم ولم تتردد السفارة من تاكيد ذالك الطلب واحتياج اريتريا لدعم بنيها ومات الموضوع . نعم ان الاريتريين يتزمرون من الدفع ولكن يقولون ان الحكومة تبني والبلد تتقدم . وهنالك تجاوزات وانجازات.
احد المسئولين قام بصفع احد المغتربين امام والده .وكان والده يوافق المسئول فعندما قدم المغترب لاذن نصب سرادق بمناسبة زواجه، قال له المسئول ان شخصا سيأتي لمشاهدة الموقع بعد 3 ايام . وعنما بدأ المغترب بالصياح ، كان الكف . وسمع ان كل شيْ يسير بالنظام وانهم حاربوا وضحوا من اجل الوطن عندما كان هو بعيدا . ووالده كان يلومه علي قلة ادبه . صديق آخر اشتكي من تطاول شباب صغار علية ، وهو طويل القامة عمل كمساعد كابتن في كثير من السفن ويرتدي الغالي من الثياب . الشباب كانوا يقولون ,, ناس بلينق بلينق ديل ما عاوزنهم في البلد دي ,, وكان هذا بسبب سلسل الذهب وخاتم الذهب الذي يرتديه . وبعد ان وقف في اول الصف في انتظار فتح الباب في البنك طلب منه مسئول الامن جوازه ، وامسك به في يده وسمح للجميح بالدخول . وكان يقول لي السبب كان مظهر المغترب . وقديما كنت اصفع امثاله ولن يصيبني اذي .
صديق اخر كان يناقش احد الموظفين فناداه مسئول الامن الذي يجلس علي كرسي متحرك وساله غاضبا اذا كان قد دفع ضرائبه كمغترب . وطلب منه ان ان يدفع الضرائب قبل كل شئ . صديقي قال لي ن كنت احس بان اي كلمة في غير مكانها ستكون وبالا علي . والرجل علي الكرسي المتحرك دفع بساقيه كضريبة للوطن . وانا اتهرب من دفع قلوس . و يؤكد كذالك ان الدولة تبني وتعمر ، هنالك تجاوزات نعم .
قبل سنوات ذهبت مع الاخ عبد المنعم مالك وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون الي مقهي ومطعم فخم يديره الاخوة الارتريون . ولم يهتموا بنا كثيرا . و قال عبد المنعم مالك وهو متزوج من الاخت الارترية فاطمة منذ السبعينات ، ,,الاريتريين والاثيوبيين ما بشتغلوا بالسودانيين في الخارج لانه اغلبهم احسن حالا من السودانيين ,, . وحتي هنا في اوربا فالاثيوبيون والارتريون يعملون بجد ويساعدون بعضهم البعض . ولانهم يجيدون العمل في المرافق الخدمية فيجدون العمل دائما ، وصار عملهم في المستشفيات ملموسا . ويجدون التقبل . والادب ودماثة خلق الاثيوبيين تجعل الناس تفضلهم . والاوربيون لهم نظرة رومانسية واحترام شديد للاثيوبيين ، لهم كل الحق فالشعب الاثيوبي ليس جميل المنظر فقط ، بل هم شعب عريق ومؤدب ، ولا يجد الانسان المضايقات التي يجدها في السودان من المسئولين وموظفي المطارات ومكاتب الدولة . لم اقدم اي ورقة لمسئول اثيوبي حتي ولو كان وزيرا والا تقبلها بيديه الاثنين ومعها انحنائة . لماذا يذهب المستثمر الي السودان اذا كان الجميع يطالبون بحقهم قبل التحية ؟
ذهبت عدة مرات لاثيوبيا مع بداية القرن وكنت افكر في الاستقرا هنالك . وكنت ارافق الاخ عبد المنعم مالك فله عمل تجاري . وكان يستورد اسماك العجل الاثيوبية التي تصل في شاحنات مبردة من بحيرة تانا وتنظف وتقطع بطريقة حديثة وتجمد وترسل له بالطائرة . ولان لحمها مثل لحم الهامور الغالي فكان سعرها مغريا . ما اعجبني هنا النظام وحب العمل والاحترافية التي تنعدم في السودان . وعن ما قريب ستتفوق اثيوبيا وتحتكر سوق بعض السلع الغذائية في السعودية اليمن والخليج وسيتفرج السودانيون .
فبل سنتين توفي الاخ هايلي الارتري وذهبنا الي المقابر . لم اشاهد الافيما ندر جنازة مثل جنازة هايلي . الاعمي شايل المكسر والجميع نسائا ورجالا يبكون وينتحبون . هايلي كان شابا وسيما في بداية الثمانينات ، ادمن الهيروين وقضي عليه الهيروين . ولكن اهله لم يتخلوا عنه ابدا. وبعد الدفن ذهبنا الي شارع نوبيل حيث اعدوا له بوفيه جميل , وجلسنا لساعات وعندما ذهبت كان الجميع جلوسا .والذي اعجبني هو النظام والانضباط وعدم الجوطة واللخبطة التي صارت تطغي علي مناسباتنا . لماذا ؟
تعرفت الاج يوهانس في تأبين الزعيم جون قرنق . وكان لطيفا وبعيدا عن البروتوكولات الدبلوماسية . ويقضي الساعات الطوال وسط الارتريين كما كان يعمل السفراء والدبلوماسيون السودابيون قديما وهو قد عاش في السودان وكان يتنقل بجواز سوداني . واعتقل في مطار الخرطوم بسبب تزويره للجواز . والسبب التساهل السوداني كان فعندما طلب اضافة ورقة واحدة للجواز الممتلئ للرجوع الي السودان اضافوا له دقشة ورق . كرم سوداني . وانتهي به الامر في الاعتقال وكان يقول لهم ,, هل سازور جواز سوداني لاذهب به للسودان ,, . وبعد تعب اطلقوا سراحه . علاقة المواطن مع السفارة الارترية والاثيوبية تماثل علاقة السودانيين قديما . هم اتحسنوا وانحنا ..... اقول شنو ؟
كل هذه الدول ستتطور وتتركنا في نهاية الطابور . في الثمانينات وبسبب الجفاف وشح الصمغ العربي ، ووصل السعر الي 12 الف دولار . ذهبت الي شاد لان من كان علي رأس الهيئة كان زوج ابنة احد وزراء الحزب الاتحادي وكانت الرخص حكرا علي تجارهم . وفي شاد لاحظت ان كلمة سوداني تعني الاحترام والتقدير , وقابلت الوزراء والجميع يتحدثون باللهجة السودانية وابنائهم يدرسون في المدرسة السودانية . والتوب السوداني الذي يظهر في الخرطوم يظهر بعد ايام في انجمينا . وكل المركبات والعربات تنطلق منها الاغاني السودانية . وحنان بلو بلو تماثل ام كلثوم . وألآن يهرب السودانيون للعيش في
تشاد . ويهربون اليها بمئات الآلاف . وسنغني عن قريب . طاروا الصقار وخلو ام رخم الله في الدار
ع . س . شوقي
قال احد الانجليز قديما ,و اذا رأيت رجلا اسودا معتدا بنفسه يمشي وكانه سيخترق الارض ، فتأكد من انه سوداني . والآن اذا شفت زول مسكين لايهتم به الآخرون ، فاحتمال كبير يكون سوداني . فحكومته لايهمها ما يحدث له وسفارتة تتبرأ منه . ولا يهمها امره من قريب او بعيد . وفي دول الخليج هو بقرة حلوب .
قبل اقل من سنتين عرفت ان شقيقي خليل معتقل في اريتريا . وخليل منذ طفولته مغرم بالاثيوبيين والارتريين وهم اصدقائه المقربون . وعندما كان في براغ والمانيا كان مرتبطا بالارتريين ، وعندما تبعني الي السويد اتي مصحوبا بثلاثة من الارتريين وهم علي فكاك وعمر ابراهيم المشلخ و عمر بخيت الذي صار ممثل السويد لشئون اللاجئين في الامم المتحدة .
اعتقال خليل كان قبل عبور الحدود الارترية للسودان ، و تأخره لساعات . والسب الاكبر انه قد ,, تلامض ,, كعادته مع المسئولين في اوربا . ولكن الارتريون اليوم فخورون بوطنهم وبانفسهم . ولم يعجبهم ان خليل قد اشار للارتريين الذين يملئون السودان . وهذا كلام خطأ من جانب خليل . وانتهي الامر بان رحل خليل من بلدة بورونتو الي اسمرا بعد ان تعرض للضرب المبرح ،وهو شبه عار وبدون حذاء ويعاني من فتاق . ولم يحصل علي طعام او شراب طيلة الطريق .
وبما ان خليل يحمل جوازا دنماركيا فلقد قمت بالاتصال بالخارجية بالخارجية الدنماركية السيد كنود ييرنه knud jerne, والاسكندنافيون لايتلاعبون في حماية مواطنيهم . وحولوني للسفارة الدنماركية في اثيوبيا . وفي السفارة افهموني ان الارتريين لايتعاملون معهم لانهم يعتبرون اثيوبيا دولة عدوة . وحولوني الي السفارة في كينيا . ومنهم عرفت ان الارتريين لا تهمهم اي دولة او منظمة . ويجب ان اكون معقولا معهم ، والا سيقفلون الباب في وجهي ، وان السفارة النرويجية هي من تمثل الدنمارك في اسمرا .
وحاولت ان استعين بفردة خليل ورفيق دربه عمر بخيت ، ولدهشتي ودهشة صديقهم المشترك الاخ البحريني جعفر حسن السلمان وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون فان عمر لم يكن يريد ان يسمع عن الموضوع . وكل ما كنت اطلبه ان يوصل له شخص الملابس والاكل .
وعرفني الاخ الشفيع السيد ، وهو صاحب وكالة سفر في الدنمارك بصحفي دنماركي متزوج بارترية . وكان الدنماركي متعاطفا معي ولكنه لم يخفي اعجابه بالنظام الاريتري . تعرفت علي شاب في اسمرا متعلم وتعاطف مع قضية خليل ووافق علي ايصال الطعام والملابس الي خليل . وذهبت الي احد زعماء الصوماليين ولسنين عديدة كان يحول لي النقود الي اي مكان في العالم . وعندما ذكرت له اريتريا ن تعوذ واستغفر الله . وقال لي ان الاريتريين ماعندهم لعب ، ولهذا فارتريا هي المكان الوحيد الذي لايتعاملون معه . وبعد جهد وجدت اريتريا سلم الاخ مهاري المبلغ في حساب 4 نقفة بدل سبعة للدولار والسعر الرسمي 2 نقفة .
وكثفت اتصالي اليومي بالخارجية الدنماركية والسفارة النرويجية . وكان غرضي ان يسمح لخليل باجراء العملية الجراحية خارج السجن وان نتكفل بالمصاريف . ولكن رد السلطة الارترية ، ان خليل معتقل في اريتريا ويعامل حسب القانون الاريتري . وليس هنالك خيار وفقوس . واجريت العملية لخليل وهو في السجن . ولم تخلوا لهجة السفارة من احترام للحكومة الارترية . وعندما اقترحت الاستعانة بمحامي اريتري افهمتني السفارة ان المحامي لن يساعد كثيرا . ومحامي السفارة يتقاضي 500 دولارا امريكيا في اليوم , وانا اعرف ان هذا ما تعيش عله بعض الاسر لعام كامل .
اذكر ان روديسيا بمساعدة نظام جنوب افريقيا العنصري قد ارسلت جنودا يرتدون ملابس الجيش الزامبي وهاجموا مقر جوشوا نكومي المناضل الزمبابوي في العاصمة الزامبية في السبعينات . ولم يكن موجودا ، وقتلوا حرسه الخاص مما اغضب كل افريقيا . وتصادف ان وجد عامل غسيل سيارات قميص الجيش الزامبي في داخل سيارة سويدي يعمل في احدي منظمات الاغاثة ، وعندما اعتقل ، ثارت السويد واطلق سراحه مباشرة . واعتذر الرئيس كاوندا .
قبل سنوات اعتقل ايساك داوود صحفي وكاتب ودرامي سويدي من اصول اريترية وهو اب لثلاثة اطفال ويسكن في مدينة يوتوبورج . الصحفي قام بالاتصال ببعض المعارضين وحاولوا ان يكونوا تنظيما سياسيا ، فحكم عليه بالسجن بدستة من السنين . ولم يشفع له تدخل الحكومة السويدية وكل منظمات حقوق الانسان . وهذا يندرج تحت جريمة الاعتداء علي ابسط حقوق الانسان . وذهب التلفزيون السويدي وممثل الحكومة السويدية وقابلوا اسياس افوركي ، بدون فائدة . وكما قال الصومالي ,, مافي لعب,, . بعد اعتقال خليل واطلاق سراحه عاد الي اريتريا . وهذا الصيف اتي لكي يأخذني الي اريتريا ، الا انني اعتذرت . ولكن سأذهب .
من الواضح ان نظام افوركي مالي ايده . وانا اظن انه بالرغم من جرائم النظام الا انهم لم ينهبوا الشعب الاريتري مثل حكامنا . ولم يحولوا المال المسروق الي عمارات في دبي وماليزيا . ومن المؤكد ان هنالك فساد ولكن حتي اصدقائي المعارضين لا ينفون ان النظام يبني .
صديقي تكلا او مونتوي وتعني التوم لانه توئم يكره هذا النظام لدرجة انه لم يرجع لارتريا لسنين عديدة . ورفض ان يذهب مع زوجته قبل ثلاثة اشهر. يقول لي انه لاينكر ان النظام قد بني مدارس في اماكن لم يسمع بها احد وان التعليم مجاني وان المستشفيات والشفخانات توجد الآن في القري النائية ، وانهم يشقون الطرق في الجبال . ويحاولون ان يرفعوا مستوي من كان سكان المدن يسمونهم عقماي ، اشارة لبعدهم من المدنية . والبعض قديما يسمونهم اسحيت وتعني حجارة اشارة لعدم مقدرتهم علي الفهم والتعليم . وزوجته تتألم عندما يشتم النظام . فالحقيقة ان اكبر رابح في اريتريا هو المرأة الارترية . وبينما نحن لانزال نتقدم ونتراجع بخصوص الختان الفرعوني الذي تعاني منه كل منطقة القرن الافريقي . سنت القوانين التي تحرم هذه الممارسة البربرية . ولا تتلاعب الدولة في توقيع العقوبات علي كل من يمارسها .
احد اصدقائي كان يقول لي ان ضرب الزوجة كان مكملا للحياة الزوجية قديما . والزوجة التي لايضربها زوجها كانت موضع تندر رفيقاتها ، لان زوجها لايحبها . والآن بعد ان حاربت المرأة بجانب الرجل لا تعتبر نفسها بأقل من الرجل . والرجل كان يطلق المرأة ويطالب بماله علي زعم انها لم تكن عذراء عندما تزوجها . وألان تقول له المحكمة التي يتواجد فيها النساء ,و هل تفضلت واثبت لنا انك لم تتعرف بالنساء من قبل الزواج .
اذكر ان الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه ، قد ذكر لي ان الاخ افوركي كان مندهشا لفقر المعارضة السودانية . وكان يقول لهم انهم وجدوا الدعم حتي من الارتريات ، وكن يعملن كخادمات . وعمر بخيت كان يقول لي ان الاريتريين كانوا يعملون في السودان ويدعمون جبهة التحرير . ولا ننسي ان بعض الاريتريين قبل الحضور الي السودان يجيدون العربية كتابة وقرائة خير من كثير من السودانيين . والعربية لغتهم الاولي . وبينما عمر بخيت يتناول الفول في الخرطوم في الستينات مع مسئول الجبهة سمعوا الجرسون يقول ديت بدل زيت . فناداه المسئول وسجل اسمه وطالبه بدفع مساهمته . وقام الجرسون باستدانة المبلغ من صاحب المطعم . عمر كان يقول لي ان المسئول المالي كان يحلم بان تشتري الجبهة عربه اجره صفراء جميلة تتحول الي عدة سيارات .
بدأت التركيز علي برامج التلفزيون الاريتري وانا واعي بأن، اي نظام شمولي يستخدم الاعلام لغسل عقول الشعب . ولكن ادهشني المستوي الجيد بالرغم من الامكانيات البسيطة . ونحن الآن نعاني من قحط فيما يختص بالدراما في السودان . لقد شاهدت افلاما جيدة مترجمة علي الشريط بالانجليزية . وشاهد فرقا موسيقية علي مستوي راقي . وشاهدت عدة افلام تدور حول عربة الميني بص البيضاء التي كانت تمثل الامن الاثيوبي خاصة في ايام هايلي مريم . وهذه الافلام علي مستوي عالمي ، وتوثق للاعدامات والتصفيات ونشاطات المقاومة مما ذكرني بالمقاومة الجزائرية في ايام الاستعمار . كما شاهدت برامج انجليزية يديرها اريتريون ويستضيفون فيها اريتريين . ويشارك فيها صبية مدارس في ومدرسون اريتريون . واريتريا كانت متأثرة باللغة الايطالية ولايزال للغة الايطالية موضع قدم في اريتريا . والاريتريون يهيئون انفسهم ليكونوا دوله سياحية من الدرجة الاولي ، بعد ان يفرغوا من بناء البنية التحتية وتدريب كوادرهم . وسنري الهوتيلات الفاخرة علي شواطئ البحر الاحمر وحول بحيرة تانا في اثيوبيا يتزاحم فيها السواح والممستثمرون . وشعب السودان تطعمه منظمات الاغاثة .
رئسينا ينادي بمحاربة اللغة الانجليزية لان عند عقدة من اللغة الانجليزية . وقديما كان عبد الله محد احمد وزير الثقافة الاخ المسلم في حكومة الصادق ، والذي كسر الآثار ، يقول بانه سيمنع تعليم اللغة الانجليزية في مدارس السودان وسيفرض اللغة الهوساوية مكانها . واغلب الهوسة من فطاحلة اللغة الفرنسية والانجليزية . والشاعر الاديب في اللغة الفرنسية الرئيس سنقور لغة امه هي الفولانية . هذا الوزير والسفير في زمن الانقاذ رأيتة يتضرع في شارع ادجوال روود في لندن بعدما انتقل للسكن في بريطانيا . وبسبب صلاته بايطاليا هدد الارتريين في زمن حكومة الصادق بانهم اذا لم يطلقوا سراح الايطاليين الذين عملوا للحكومة الاثيوبية في مناجم اريتريا فسيقفل مكاتبهم . كما تعرض الاخ افوركي للاعتقال والاهانة عندما كان مبارك وزيرا للداخلية .
لقد شاهدت مسئولين في التلفزيون يتحدثون باللغة العربية لانهم لا يعرفون غيرها ، احدهم رئيس محلية وكانوا يقومون ببناء حفير ضخم يشارك فيه الجميع .
اريتريا تفرض ضرائب علي مواطنيها . وقام احد الاريتريين باخفاء كمرة وميكروفون وذهب الي السفارة . واخبره المسئول بأنه ملزم بدفع 2 في المئة من دخلة لدعم البلد وعرض الفلم ولم تتردد السفارة من تاكيد ذالك الطلب واحتياج اريتريا لدعم بنيها ومات الموضوع . نعم ان الاريتريين يتزمرون من الدفع ولكن يقولون ان الحكومة تبني والبلد تتقدم . وهنالك تجاوزات وانجازات.
احد المسئولين قام بصفع احد المغتربين امام والده .وكان والده يوافق المسئول فعندما قدم المغترب لاذن نصب سرادق بمناسبة زواجه، قال له المسئول ان شخصا سيأتي لمشاهدة الموقع بعد 3 ايام . وعنما بدأ المغترب بالصياح ، كان الكف . وسمع ان كل شيْ يسير بالنظام وانهم حاربوا وضحوا من اجل الوطن عندما كان هو بعيدا . ووالده كان يلومه علي قلة ادبه . صديق آخر اشتكي من تطاول شباب صغار علية ، وهو طويل القامة عمل كمساعد كابتن في كثير من السفن ويرتدي الغالي من الثياب . الشباب كانوا يقولون ,, ناس بلينق بلينق ديل ما عاوزنهم في البلد دي ,, وكان هذا بسبب سلسل الذهب وخاتم الذهب الذي يرتديه . وبعد ان وقف في اول الصف في انتظار فتح الباب في البنك طلب منه مسئول الامن جوازه ، وامسك به في يده وسمح للجميح بالدخول . وكان يقول لي السبب كان مظهر المغترب . وقديما كنت اصفع امثاله ولن يصيبني اذي .
صديق اخر كان يناقش احد الموظفين فناداه مسئول الامن الذي يجلس علي كرسي متحرك وساله غاضبا اذا كان قد دفع ضرائبه كمغترب . وطلب منه ان ان يدفع الضرائب قبل كل شئ . صديقي قال لي ن كنت احس بان اي كلمة في غير مكانها ستكون وبالا علي . والرجل علي الكرسي المتحرك دفع بساقيه كضريبة للوطن . وانا اتهرب من دفع قلوس . و يؤكد كذالك ان الدولة تبني وتعمر ، هنالك تجاوزات نعم .
قبل سنوات ذهبت مع الاخ عبد المنعم مالك وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون الي مقهي ومطعم فخم يديره الاخوة الارتريون . ولم يهتموا بنا كثيرا . و قال عبد المنعم مالك وهو متزوج من الاخت الارترية فاطمة منذ السبعينات ، ,,الاريتريين والاثيوبيين ما بشتغلوا بالسودانيين في الخارج لانه اغلبهم احسن حالا من السودانيين ,, . وحتي هنا في اوربا فالاثيوبيون والارتريون يعملون بجد ويساعدون بعضهم البعض . ولانهم يجيدون العمل في المرافق الخدمية فيجدون العمل دائما ، وصار عملهم في المستشفيات ملموسا . ويجدون التقبل . والادب ودماثة خلق الاثيوبيين تجعل الناس تفضلهم . والاوربيون لهم نظرة رومانسية واحترام شديد للاثيوبيين ، لهم كل الحق فالشعب الاثيوبي ليس جميل المنظر فقط ، بل هم شعب عريق ومؤدب ، ولا يجد الانسان المضايقات التي يجدها في السودان من المسئولين وموظفي المطارات ومكاتب الدولة . لم اقدم اي ورقة لمسئول اثيوبي حتي ولو كان وزيرا والا تقبلها بيديه الاثنين ومعها انحنائة . لماذا يذهب المستثمر الي السودان اذا كان الجميع يطالبون بحقهم قبل التحية ؟
ذهبت عدة مرات لاثيوبيا مع بداية القرن وكنت افكر في الاستقرا هنالك . وكنت ارافق الاخ عبد المنعم مالك فله عمل تجاري . وكان يستورد اسماك العجل الاثيوبية التي تصل في شاحنات مبردة من بحيرة تانا وتنظف وتقطع بطريقة حديثة وتجمد وترسل له بالطائرة . ولان لحمها مثل لحم الهامور الغالي فكان سعرها مغريا . ما اعجبني هنا النظام وحب العمل والاحترافية التي تنعدم في السودان . وعن ما قريب ستتفوق اثيوبيا وتحتكر سوق بعض السلع الغذائية في السعودية اليمن والخليج وسيتفرج السودانيون .
فبل سنتين توفي الاخ هايلي الارتري وذهبنا الي المقابر . لم اشاهد الافيما ندر جنازة مثل جنازة هايلي . الاعمي شايل المكسر والجميع نسائا ورجالا يبكون وينتحبون . هايلي كان شابا وسيما في بداية الثمانينات ، ادمن الهيروين وقضي عليه الهيروين . ولكن اهله لم يتخلوا عنه ابدا. وبعد الدفن ذهبنا الي شارع نوبيل حيث اعدوا له بوفيه جميل , وجلسنا لساعات وعندما ذهبت كان الجميع جلوسا .والذي اعجبني هو النظام والانضباط وعدم الجوطة واللخبطة التي صارت تطغي علي مناسباتنا . لماذا ؟
تعرفت الاج يوهانس في تأبين الزعيم جون قرنق . وكان لطيفا وبعيدا عن البروتوكولات الدبلوماسية . ويقضي الساعات الطوال وسط الارتريين كما كان يعمل السفراء والدبلوماسيون السودابيون قديما وهو قد عاش في السودان وكان يتنقل بجواز سوداني . واعتقل في مطار الخرطوم بسبب تزويره للجواز . والسبب التساهل السوداني كان فعندما طلب اضافة ورقة واحدة للجواز الممتلئ للرجوع الي السودان اضافوا له دقشة ورق . كرم سوداني . وانتهي به الامر في الاعتقال وكان يقول لهم ,, هل سازور جواز سوداني لاذهب به للسودان ,, . وبعد تعب اطلقوا سراحه . علاقة المواطن مع السفارة الارترية والاثيوبية تماثل علاقة السودانيين قديما . هم اتحسنوا وانحنا ..... اقول شنو ؟
كل هذه الدول ستتطور وتتركنا في نهاية الطابور . في الثمانينات وبسبب الجفاف وشح الصمغ العربي ، ووصل السعر الي 12 الف دولار . ذهبت الي شاد لان من كان علي رأس الهيئة كان زوج ابنة احد وزراء الحزب الاتحادي وكانت الرخص حكرا علي تجارهم . وفي شاد لاحظت ان كلمة سوداني تعني الاحترام والتقدير , وقابلت الوزراء والجميع يتحدثون باللهجة السودانية وابنائهم يدرسون في المدرسة السودانية . والتوب السوداني الذي يظهر في الخرطوم يظهر بعد ايام في انجمينا . وكل المركبات والعربات تنطلق منها الاغاني السودانية . وحنان بلو بلو تماثل ام كلثوم . وألآن يهرب السودانيون للعيش في
تشاد . ويهربون اليها بمئات الآلاف . وسنغني عن قريب . طاروا الصقار وخلو ام رخم الله في الدار
ع . س . شوقي



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2013, 09:51 AM   #[2]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بدري مشاهدة المشاركة
السودان ، طار الصقار,وخلوا ام رخم الله في الدار
خلو ام رخم الله في قال احد الانجليز قديما ,و اذا رأيت رجلا اسودا معتدا بنفسه يمشي وكانه سيخترق الارض ، فتأكد من انه سوداني . والآن اذا شفت زول مسكين لايهتم به الآخرون ، فاحتمال كبير يكون سوداني . فحكومته لايهمها ما يحدث له وسفارتة تتبرأ منه . ولا يهمها امره من قريب او بعيد . وفي دول الخليج هو بقرة حلوب .
قبل اقل من سنتين عرفت ان شقيقي خليل معتقل في اريتريا . وخليل منذ طفولته مغرم بالاثيوبيين والارتريين وهم اصدقائه المقربون . وعندما كان في براغ والمانيا كان مرتبطا بالارتريين ، وعندما تبعني الي السويد اتي مصحوبا بثلاثة من الارتريين وهم علي فكاك وعمر ابراهيم المشلخ و عمر بخيت الذي صار ممثل السويد لشئون اللاجئين في الامم المتحدة .
اعتقال خليل كان قبل عبور الحدود الارترية للسودان ، و تأخره لساعات . والسب الاكبر انه قد ,, تلامض ,, كعادته مع المسئولين في اوربا . ولكن الارتريون اليوم فخورون بوطنهم وبانفسهم . ولم يعجبهم ان خليل قد اشار للارتريين الذين يملئون السودان . وهذا كلام خطأ من جانب خليل . وانتهي الامر بان رحل خليل من بلدة بورونتو الي اسمرا بعد ان تعرض للضرب المبرح ،وهو شبه عار وبدون حذاء ويعاني من فتاق . ولم يحصل علي طعام او شراب طيلة الطريق .
وبما ان خليل يحمل جوازا دنماركيا فلقد قمت بالاتصال بالخارجية بالخارجية الدنماركية السيد كنود ييرنه knud jerne, والاسكندنافيون لايتلاعبون في حماية مواطنيهم . وحولوني للسفارة الدنماركية في اثيوبيا . وفي السفارة افهموني ان الارتريين لايتعاملون معهم لانهم يعتبرون اثيوبيا دولة عدوة . وحولوني الي السفارة في كينيا . ومنهم عرفت ان الارتريين لا تهمهم اي دولة او منظمة . ويجب ان اكون معقولا معهم ، والا سيقفلون الباب في وجهي ، وان السفارة النرويجية هي من تمثل الدنمارك في اسمرا .
وحاولت ان استعين بفردة خليل ورفيق دربه عمر بخيت ، ولدهشتي ودهشة صديقهم المشترك الاخ البحريني جعفر حسن السلمان وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون فان عمر لم يكن يريد ان يسمع عن الموضوع . وكل ما كنت اطلبه ان يوصل له شخص الملابس والاكل .
وعرفني الاخ الشفيع السيد ، وهو صاحب وكالة سفر في الدنمارك بصحفي دنماركي متزوج بارترية . وكان الدنماركي متعاطفا معي ولكنه لم يخفي اعجابه بالنظام الاريتري . تعرفت علي شاب في اسمرا متعلم وتعاطف مع قضية خليل ووافق علي ايصال الطعام والملابس الي خليل . وذهبت الي احد زعماء الصوماليين ولسنين عديدة كان يحول لي النقود الي اي مكان في العالم . وعندما ذكرت له اريتريا ن تعوذ واستغفر الله . وقال لي ان الاريتريين ماعندهم لعب ، ولهذا فارتريا هي المكان الوحيد الذي لايتعاملون معه . وبعد جهد وجدت اريتريا سلم الاخ مهاري المبلغ في حساب 4 نقفة بدل سبعة للدولار والسعر الرسمي 2 نقفة .
وكثفت اتصالي اليومي بالخارجية الدنماركية والسفارة النرويجية . وكان غرضي ان يسمح لخليل باجراء العملية الجراحية خارج السجن وان نتكفل بالمصاريف . ولكن رد السلطة الارترية ، ان خليل معتقل في اريتريا ويعامل حسب القانون الاريتري . وليس هنالك خيار وفقوس . واجريت العملية لخليل وهو في السجن . ولم تخلوا لهجة السفارة من احترام للحكومة الارترية . وعندما اقترحت الاستعانة بمحامي اريتري افهمتني السفارة ان المحامي لن يساعد كثيرا . ومحامي السفارة يتقاضي 500 دولارا امريكيا في اليوم , وانا اعرف ان هذا ما تعيش عله بعض الاسر لعام كامل .
اذكر ان روديسيا بمساعدة نظام جنوب افريقيا العنصري قد ارسلت جنودا يرتدون ملابس الجيش الزامبي وهاجموا مقر جوشوا نكومي المناضل الزمبابوي في العاصمة الزامبية في السبعينات . ولم يكن موجودا ، وقتلوا حرسه الخاص مما اغضب كل افريقيا . وتصادف ان وجد عامل غسيل سيارات قميص الجيش الزامبي في داخل سيارة سويدي يعمل في احدي منظمات الاغاثة ، وعندما اعتقل ، ثارت السويد واطلق سراحه مباشرة . واعتذر الرئيس كاوندا .
قبل سنوات اعتقل ايساك داوود صحفي وكاتب ودرامي سويدي من اصول اريترية وهو اب لثلاثة اطفال ويسكن في مدينة يوتوبورج . الصحفي قام بالاتصال ببعض المعارضين وحاولوا ان يكونوا تنظيما سياسيا ، فحكم عليه بالسجن بدستة من السنين . ولم يشفع له تدخل الحكومة السويدية وكل منظمات حقوق الانسان . وهذا يندرج تحت جريمة الاعتداء علي ابسط حقوق الانسان . وذهب التلفزيون السويدي وممثل الحكومة السويدية وقابلوا اسياس افوركي ، بدون فائدة . وكما قال الصومالي ,, مافي لعب,, . بعد اعتقال خليل واطلاق سراحه عاد الي اريتريا . وهذا الصيف اتي لكي يأخذني الي اريتريا ، الا انني اعتذرت . ولكن سأذهب .
من الواضح ان نظام افوركي مالي ايده . وانا اظن انه بالرغم من جرائم النظام الا انهم لم ينهبوا الشعب الاريتري مثل حكامنا . ولم يحولوا المال المسروق الي عمارات في دبي وماليزيا . ومن المؤكد ان هنالك فساد ولكن حتي اصدقائي المعارضين لا ينفون ان النظام يبني .
صديقي تكلا او مونتوي وتعني التوم لانه توئم يكره هذا النظام لدرجة انه لم يرجع لارتريا لسنين عديدة . ورفض ان يذهب مع زوجته قبل ثلاثة اشهر. يقول لي انه لاينكر ان النظام قد بني مدارس في اماكن لم يسمع بها احد وان التعليم مجاني وان المستشفيات والشفخانات توجد الآن في القري النائية ، وانهم يشقون الطرق في الجبال . ويحاولون ان يرفعوا مستوي من كان سكان المدن يسمونهم عقماي ، اشارة لبعدهم من المدنية . والبعض قديما يسمونهم اسحيت وتعني حجارة اشارة لعدم مقدرتهم علي الفهم والتعليم . وزوجته تتألم عندما يشتم النظام . فالحقيقة ان اكبر رابح في اريتريا هو المرأة الارترية . وبينما نحن لانزال نتقدم ونتراجع بخصوص الختان الفرعوني الذي تعاني منه كل منطقة القرن الافريقي . سنت القوانين التي تحرم هذه الممارسة البربرية . ولا تتلاعب الدولة في توقيع العقوبات علي كل من يمارسها .
احد اصدقائي كان يقول لي ان ضرب الزوجة كان مكملا للحياة الزوجية قديما . والزوجة التي لايضربها زوجها كانت موضع تندر رفيقاتها ، لان زوجها لايحبها . والآن بعد ان حاربت المرأة بجانب الرجل لا تعتبر نفسها بأقل من الرجل . والرجل كان يطلق المرأة ويطالب بماله علي زعم انها لم تكن عذراء عندما تزوجها . وألان تقول له المحكمة التي يتواجد فيها النساء ,و هل تفضلت واثبت لنا انك لم تتعرف بالنساء من قبل الزواج .
اذكر ان الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه ، قد ذكر لي ان الاخ افوركي كان مندهشا لفقر المعارضة السودانية . وكان يقول لهم انهم وجدوا الدعم حتي من الارتريات ، وكن يعملن كخادمات . وعمر بخيت كان يقول لي ان الاريتريين كانوا يعملون في السودان ويدعمون جبهة التحرير . ولا ننسي ان بعض الاريتريين قبل الحضور الي السودان يجيدون العربية كتابة وقرائة خير من كثير من السودانيين . والعربية لغتهم الاولي . وبينما عمر بخيت يتناول الفول في الخرطوم في الستينات مع مسئول الجبهة سمعوا الجرسون يقول ديت بدل زيت . فناداه المسئول وسجل اسمه وطالبه بدفع مساهمته . وقام الجرسون باستدانة المبلغ من صاحب المطعم . عمر كان يقول لي ان المسئول المالي كان يحلم بان تشتري الجبهة عربه اجره صفراء جميلة تتحول الي عدة سيارات .
بدأت التركيز علي برامج التلفزيون الاريتري وانا واعي بأن، اي نظام شمولي يستخدم الاعلام لغسل عقول الشعب . ولكن ادهشني المستوي الجيد بالرغم من الامكانيات البسيطة . ونحن الآن نعاني من قحط فيما يختص بالدراما في السودان . لقد شاهدت افلاما جيدة مترجمة علي الشريط بالانجليزية . وشاهد فرقا موسيقية علي مستوي راقي . وشاهدت عدة افلام تدور حول عربة الميني بص البيضاء التي كانت تمثل الامن الاثيوبي خاصة في ايام هايلي مريم . وهذه الافلام علي مستوي عالمي ، وتوثق للاعدامات والتصفيات ونشاطات المقاومة مما ذكرني بالمقاومة الجزائرية في ايام الاستعمار . كما شاهدت برامج انجليزية يديرها اريتريون ويستضيفون فيها اريتريين . ويشارك فيها صبية مدارس في ومدرسون اريتريون . واريتريا كانت متأثرة باللغة الايطالية ولايزال للغة الايطالية موضع قدم في اريتريا . والاريتريون يهيئون انفسهم ليكونوا دوله سياحية من الدرجة الاولي ، بعد ان يفرغوا من بناء البنية التحتية وتدريب كوادرهم . وسنري الهوتيلات الفاخرة علي شواطئ البحر الاحمر وحول بحيرة تانا في اثيوبيا يتزاحم فيها السواح والممستثمرون . وشعب السودان تطعمه منظمات الاغاثة .
رئسينا ينادي بمحاربة اللغة الانجليزية لان عند عقدة من اللغة الانجليزية . وقديما كان عبد الله محد احمد وزير الثقافة الاخ المسلم في حكومة الصادق ، والذي كسر الآثار ، يقول بانه سيمنع تعليم اللغة الانجليزية في مدارس السودان وسيفرض اللغة الهوساوية مكانها . واغلب الهوسة من فطاحلة اللغة الفرنسية والانجليزية . والشاعر الاديب في اللغة الفرنسية الرئيس سنقور لغة امه هي الفولانية . هذا الوزير والسفير في زمن الانقاذ رأيتة يتضرع في شارع ادجوال روود في لندن بعدما انتقل للسكن في بريطانيا . وبسبب صلاته بايطاليا هدد الارتريين في زمن حكومة الصادق بانهم اذا لم يطلقوا سراح الايطاليين الذين عملوا للحكومة الاثيوبية في مناجم اريتريا فسيقفل مكاتبهم . كما تعرض الاخ افوركي للاعتقال والاهانة عندما كان مبارك وزيرا للداخلية .
لقد شاهدت مسئولين في التلفزيون يتحدثون باللغة العربية لانهم لا يعرفون غيرها ، احدهم رئيس محلية وكانوا يقومون ببناء حفير ضخم يشارك فيه الجميع .
اريتريا تفرض ضرائب علي مواطنيها . وقام احد الاريتريين باخفاء كمرة وميكروفون وذهب الي السفارة . واخبره المسئول بأنه ملزم بدفع 2 في المئة من دخلة لدعم البلد وعرض الفلم ولم تتردد السفارة من تاكيد ذالك الطلب واحتياج اريتريا لدعم بنيها ومات الموضوع . نعم ان الاريتريين يتزمرون من الدفع ولكن يقولون ان الحكومة تبني والبلد تتقدم . وهنالك تجاوزات وانجازات.
احد المسئولين قام بصفع احد المغتربين امام والده .وكان والده يوافق المسئول فعندما قدم المغترب لاذن نصب سرادق بمناسبة زواجه، قال له المسئول ان شخصا سيأتي لمشاهدة الموقع بعد 3 ايام . وعنما بدأ المغترب بالصياح ، كان الكف . وسمع ان كل شيْ يسير بالنظام وانهم حاربوا وضحوا من اجل الوطن عندما كان هو بعيدا . ووالده كان يلومه علي قلة ادبه . صديق آخر اشتكي من تطاول شباب صغار علية ، وهو طويل القامة عمل كمساعد كابتن في كثير من السفن ويرتدي الغالي من الثياب . الشباب كانوا يقولون ,, ناس بلينق بلينق ديل ما عاوزنهم في البلد دي ,, وكان هذا بسبب سلسل الذهب وخاتم الذهب الذي يرتديه . وبعد ان وقف في اول الصف في انتظار فتح الباب في البنك طلب منه مسئول الامن جوازه ، وامسك به في يده وسمح للجميح بالدخول . وكان يقول لي السبب كان مظهر المغترب . وقديما كنت اصفع امثاله ولن يصيبني اذي .
صديق اخر كان يناقش احد الموظفين فناداه مسئول الامن الذي يجلس علي كرسي متحرك وساله غاضبا اذا كان قد دفع ضرائبه كمغترب . وطلب منه ان ان يدفع الضرائب قبل كل شئ . صديقي قال لي ن كنت احس بان اي كلمة في غير مكانها ستكون وبالا علي . والرجل علي الكرسي المتحرك دفع بساقيه كضريبة للوطن . وانا اتهرب من دفع قلوس . و يؤكد كذالك ان الدولة تبني وتعمر ، هنالك تجاوزات نعم .
قبل سنوات ذهبت مع الاخ عبد المنعم مالك وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون الي مقهي ومطعم فخم يديره الاخوة الارتريون . ولم يهتموا بنا كثيرا . و قال عبد المنعم مالك وهو متزوج من الاخت الارترية فاطمة منذ السبعينات ، ,,الاريتريين والاثيوبيين ما بشتغلوا بالسودانيين في الخارج لانه اغلبهم احسن حالا من السودانيين ,, . وحتي هنا في اوربا فالاثيوبيون والارتريون يعملون بجد ويساعدون بعضهم البعض . ولانهم يجيدون العمل في المرافق الخدمية فيجدون العمل دائما ، وصار عملهم في المستشفيات ملموسا . ويجدون التقبل . والادب ودماثة خلق الاثيوبيين تجعل الناس تفضلهم . والاوربيون لهم نظرة رومانسية واحترام شديد للاثيوبيين ، لهم كل الحق فالشعب الاثيوبي ليس جميل المنظر فقط ، بل هم شعب عريق ومؤدب ، ولا يجد الانسان المضايقات التي يجدها في السودان من المسئولين وموظفي المطارات ومكاتب الدولة . لم اقدم اي ورقة لمسئول اثيوبي حتي ولو كان وزيرا والا تقبلها بيديه الاثنين ومعها انحنائة . لماذا يذهب المستثمر الي السودان اذا كان الجميع يطالبون بحقهم قبل التحية ؟
ذهبت عدة مرات لاثيوبيا مع بداية القرن وكنت افكر في الاستقرا هنالك . وكنت ارافق الاخ عبد المنعم مالك فله عمل تجاري . وكان يستورد اسماك العجل الاثيوبية التي تصل في شاحنات مبردة من بحيرة تانا وتنظف وتقطع بطريقة حديثة وتجمد وترسل له بالطائرة . ولان لحمها مثل لحم الهامور الغالي فكان سعرها مغريا . ما اعجبني هنا النظام وحب العمل والاحترافية التي تنعدم في السودان . وعن ما قريب ستتفوق اثيوبيا وتحتكر سوق بعض السلع الغذائية في السعودية اليمن والخليج وسيتفرج السودانيون .
فبل سنتين توفي الاخ هايلي الارتري وذهبنا الي المقابر . لم اشاهد الافيما ندر جنازة مثل جنازة هايلي . الاعمي شايل المكسر والجميع نسائا ورجالا يبكون وينتحبون . هايلي كان شابا وسيما في بداية الثمانينات ، ادمن الهيروين وقضي عليه الهيروين . ولكن اهله لم يتخلوا عنه ابدا. وبعد الدفن ذهبنا الي شارع نوبيل حيث اعدوا له بوفيه جميل , وجلسنا لساعات وعندما ذهبت كان الجميع جلوسا .والذي اعجبني هو النظام والانضباط وعدم الجوطة واللخبطة التي صارت تطغي علي مناسباتنا . لماذا ؟
تعرفت الاج يوهانس في تأبين الزعيم جون قرنق . وكان لطيفا وبعيدا عن البروتوكولات الدبلوماسية . ويقضي الساعات الطوال وسط الارتريين كما كان يعمل السفراء والدبلوماسيون السودابيون قديما وهو قد عاش في السودان وكان يتنقل بجواز سوداني . واعتقل في مطار الخرطوم بسبب تزويره للجواز . والسبب التساهل السوداني كان فعندما طلب اضافة ورقة واحدة للجواز الممتلئ للرجوع الي السودان اضافوا له دقشة ورق . كرم سوداني . وانتهي به الامر في الاعتقال وكان يقول لهم ,, هل سازور جواز سوداني لاذهب به للسودان ,, . وبعد تعب اطلقوا سراحه . علاقة المواطن مع السفارة الارترية والاثيوبية تماثل علاقة السودانيين قديما . هم اتحسنوا وانحنا ..... اقول شنو ؟
كل هذه الدول ستتطور وتتركنا في نهاية الطابور . في الثمانينات وبسبب الجفاف وشح الصمغ العربي ، ووصل السعر الي 12 الف دولار . ذهبت الي شاد لان من كان علي رأس الهيئة كان زوج ابنة احد وزراء الحزب الاتحادي وكانت الرخص حكرا علي تجارهم . وفي شاد لاحظت ان كلمة سوداني تعني الاحترام والتقدير , وقابلت الوزراء والجميع يتحدثون باللهجة السودانية وابنائهم يدرسون في المدرسة السودانية . والتوب السوداني الذي يظهر في الخرطوم يظهر بعد ايام في انجمينا . وكل المركبات والعربات تنطلق منها الاغاني السودانية . وحنان بلو بلو تماثل ام كلثوم . وألآن يهرب السودانيون للعيش في
تشاد . ويهربون اليها بمئات الآلاف . وسنغني عن قريب . طاروا الصقار وخلو ام رخم الله في الدار
ع . س . شوقي
قال احد الانجليز قديما ,و اذا رأيت رجلا اسودا معتدا بنفسه يمشي وكانه سيخترق الارض ، فتأكد من انه سوداني . والآن اذا شفت زول مسكين لايهتم به الآخرون ، فاحتمال كبير يكون سوداني . فحكومته لايهمها ما يحدث له وسفارتة تتبرأ منه . ولا يهمها امره من قريب او بعيد . وفي دول الخليج هو بقرة حلوب .
قبل اقل من سنتين عرفت ان شقيقي خليل معتقل في اريتريا . وخليل منذ طفولته مغرم بالاثيوبيين والارتريين وهم اصدقائه المقربون . وعندما كان في براغ والمانيا كان مرتبطا بالارتريين ، وعندما تبعني الي السويد اتي مصحوبا بثلاثة من الارتريين وهم علي فكاك وعمر ابراهيم المشلخ و عمر بخيت الذي صار ممثل السويد لشئون اللاجئين في الامم المتحدة .
اعتقال خليل كان قبل عبور الحدود الارترية للسودان ، و تأخره لساعات . والسب الاكبر انه قد ,, تلامض ,, كعادته مع المسئولين في اوربا . ولكن الارتريون اليوم فخورون بوطنهم وبانفسهم . ولم يعجبهم ان خليل قد اشار للارتريين الذين يملئون السودان . وهذا كلام خطأ من جانب خليل . وانتهي الامر بان رحل خليل من بلدة بورونتو الي اسمرا بعد ان تعرض للضرب المبرح ،وهو شبه عار وبدون حذاء ويعاني من فتاق . ولم يحصل علي طعام او شراب طيلة الطريق .
وبما ان خليل يحمل جوازا دنماركيا فلقد قمت بالاتصال بالخارجية بالخارجية الدنماركية السيد كنود ييرنه knud jerne, والاسكندنافيون لايتلاعبون في حماية مواطنيهم . وحولوني للسفارة الدنماركية في اثيوبيا . وفي السفارة افهموني ان الارتريين لايتعاملون معهم لانهم يعتبرون اثيوبيا دولة عدوة . وحولوني الي السفارة في كينيا . ومنهم عرفت ان الارتريين لا تهمهم اي دولة او منظمة . ويجب ان اكون معقولا معهم ، والا سيقفلون الباب في وجهي ، وان السفارة النرويجية هي من تمثل الدنمارك في اسمرا .
وحاولت ان استعين بفردة خليل ورفيق دربه عمر بخيت ، ولدهشتي ودهشة صديقهم المشترك الاخ البحريني جعفر حسن السلمان وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون فان عمر لم يكن يريد ان يسمع عن الموضوع . وكل ما كنت اطلبه ان يوصل له شخص الملابس والاكل .
وعرفني الاخ الشفيع السيد ، وهو صاحب وكالة سفر في الدنمارك بصحفي دنماركي متزوج بارترية . وكان الدنماركي متعاطفا معي ولكنه لم يخفي اعجابه بالنظام الاريتري . تعرفت علي شاب في اسمرا متعلم وتعاطف مع قضية خليل ووافق علي ايصال الطعام والملابس الي خليل . وذهبت الي احد زعماء الصوماليين ولسنين عديدة كان يحول لي النقود الي اي مكان في العالم . وعندما ذكرت له اريتريا ن تعوذ واستغفر الله . وقال لي ان الاريتريين ماعندهم لعب ، ولهذا فارتريا هي المكان الوحيد الذي لايتعاملون معه . وبعد جهد وجدت اريتريا سلم الاخ مهاري المبلغ في حساب 4 نقفة بدل سبعة للدولار والسعر الرسمي 2 نقفة .
وكثفت اتصالي اليومي بالخارجية الدنماركية والسفارة النرويجية . وكان غرضي ان يسمح لخليل باجراء العملية الجراحية خارج السجن وان نتكفل بالمصاريف . ولكن رد السلطة الارترية ، ان خليل معتقل في اريتريا ويعامل حسب القانون الاريتري . وليس هنالك خيار وفقوس . واجريت العملية لخليل وهو في السجن . ولم تخلوا لهجة السفارة من احترام للحكومة الارترية . وعندما اقترحت الاستعانة بمحامي اريتري افهمتني السفارة ان المحامي لن يساعد كثيرا . ومحامي السفارة يتقاضي 500 دولارا امريكيا في اليوم , وانا اعرف ان هذا ما تعيش عله بعض الاسر لعام كامل .
اذكر ان روديسيا بمساعدة نظام جنوب افريقيا العنصري قد ارسلت جنودا يرتدون ملابس الجيش الزامبي وهاجموا مقر جوشوا نكومي المناضل الزمبابوي في العاصمة الزامبية في السبعينات . ولم يكن موجودا ، وقتلوا حرسه الخاص مما اغضب كل افريقيا . وتصادف ان وجد عامل غسيل سيارات قميص الجيش الزامبي في داخل سيارة سويدي يعمل في احدي منظمات الاغاثة ، وعندما اعتقل ، ثارت السويد واطلق سراحه مباشرة . واعتذر الرئيس كاوندا .
قبل سنوات اعتقل ايساك داوود صحفي وكاتب ودرامي سويدي من اصول اريترية وهو اب لثلاثة اطفال ويسكن في مدينة يوتوبورج . الصحفي قام بالاتصال ببعض المعارضين وحاولوا ان يكونوا تنظيما سياسيا ، فحكم عليه بالسجن بدستة من السنين . ولم يشفع له تدخل الحكومة السويدية وكل منظمات حقوق الانسان . وهذا يندرج تحت جريمة الاعتداء علي ابسط حقوق الانسان . وذهب التلفزيون السويدي وممثل الحكومة السويدية وقابلوا اسياس افوركي ، بدون فائدة . وكما قال الصومالي ,, مافي لعب,, . بعد اعتقال خليل واطلاق سراحه عاد الي اريتريا . وهذا الصيف اتي لكي يأخذني الي اريتريا ، الا انني اعتذرت . ولكن سأذهب .
من الواضح ان نظام افوركي مالي ايده . وانا اظن انه بالرغم من جرائم النظام الا انهم لم ينهبوا الشعب الاريتري مثل حكامنا . ولم يحولوا المال المسروق الي عمارات في دبي وماليزيا . ومن المؤكد ان هنالك فساد ولكن حتي اصدقائي المعارضين لا ينفون ان النظام يبني .
صديقي تكلا او مونتوي وتعني التوم لانه توئم يكره هذا النظام لدرجة انه لم يرجع لارتريا لسنين عديدة . ورفض ان يذهب مع زوجته قبل ثلاثة اشهر. يقول لي انه لاينكر ان النظام قد بني مدارس في اماكن لم يسمع بها احد وان التعليم مجاني وان المستشفيات والشفخانات توجد الآن في القري النائية ، وانهم يشقون الطرق في الجبال . ويحاولون ان يرفعوا مستوي من كان سكان المدن يسمونهم عقماي ، اشارة لبعدهم من المدنية . والبعض قديما يسمونهم اسحيت وتعني حجارة اشارة لعدم مقدرتهم علي الفهم والتعليم . وزوجته تتألم عندما يشتم النظام . فالحقيقة ان اكبر رابح في اريتريا هو المرأة الارترية . وبينما نحن لانزال نتقدم ونتراجع بخصوص الختان الفرعوني الذي تعاني منه كل منطقة القرن الافريقي . سنت القوانين التي تحرم هذه الممارسة البربرية . ولا تتلاعب الدولة في توقيع العقوبات علي كل من يمارسها .
احد اصدقائي كان يقول لي ان ضرب الزوجة كان مكملا للحياة الزوجية قديما . والزوجة التي لايضربها زوجها كانت موضع تندر رفيقاتها ، لان زوجها لايحبها . والآن بعد ان حاربت المرأة بجانب الرجل لا تعتبر نفسها بأقل من الرجل . والرجل كان يطلق المرأة ويطالب بماله علي زعم انها لم تكن عذراء عندما تزوجها . وألان تقول له المحكمة التي يتواجد فيها النساء ,و هل تفضلت واثبت لنا انك لم تتعرف بالنساء من قبل الزواج .
اذكر ان الزعيم التجاني الطيب بابكر طيب الله ثراه ، قد ذكر لي ان الاخ افوركي كان مندهشا لفقر المعارضة السودانية . وكان يقول لهم انهم وجدوا الدعم حتي من الارتريات ، وكن يعملن كخادمات . وعمر بخيت كان يقول لي ان الاريتريين كانوا يعملون في السودان ويدعمون جبهة التحرير . ولا ننسي ان بعض الاريتريين قبل الحضور الي السودان يجيدون العربية كتابة وقرائة خير من كثير من السودانيين . والعربية لغتهم الاولي . وبينما عمر بخيت يتناول الفول في الخرطوم في الستينات مع مسئول الجبهة سمعوا الجرسون يقول ديت بدل زيت . فناداه المسئول وسجل اسمه وطالبه بدفع مساهمته . وقام الجرسون باستدانة المبلغ من صاحب المطعم . عمر كان يقول لي ان المسئول المالي كان يحلم بان تشتري الجبهة عربه اجره صفراء جميلة تتحول الي عدة سيارات .
بدأت التركيز علي برامج التلفزيون الاريتري وانا واعي بأن، اي نظام شمولي يستخدم الاعلام لغسل عقول الشعب . ولكن ادهشني المستوي الجيد بالرغم من الامكانيات البسيطة . ونحن الآن نعاني من قحط فيما يختص بالدراما في السودان . لقد شاهدت افلاما جيدة مترجمة علي الشريط بالانجليزية . وشاهد فرقا موسيقية علي مستوي راقي . وشاهدت عدة افلام تدور حول عربة الميني بص البيضاء التي كانت تمثل الامن الاثيوبي خاصة في ايام هايلي مريم . وهذه الافلام علي مستوي عالمي ، وتوثق للاعدامات والتصفيات ونشاطات المقاومة مما ذكرني بالمقاومة الجزائرية في ايام الاستعمار . كما شاهدت برامج انجليزية يديرها اريتريون ويستضيفون فيها اريتريين . ويشارك فيها صبية مدارس في ومدرسون اريتريون . واريتريا كانت متأثرة باللغة الايطالية ولايزال للغة الايطالية موضع قدم في اريتريا . والاريتريون يهيئون انفسهم ليكونوا دوله سياحية من الدرجة الاولي ، بعد ان يفرغوا من بناء البنية التحتية وتدريب كوادرهم . وسنري الهوتيلات الفاخرة علي شواطئ البحر الاحمر وحول بحيرة تانا في اثيوبيا يتزاحم فيها السواح والممستثمرون . وشعب السودان تطعمه منظمات الاغاثة .
رئسينا ينادي بمحاربة اللغة الانجليزية لان عند عقدة من اللغة الانجليزية . وقديما كان عبد الله محد احمد وزير الثقافة الاخ المسلم في حكومة الصادق ، والذي كسر الآثار ، يقول بانه سيمنع تعليم اللغة الانجليزية في مدارس السودان وسيفرض اللغة الهوساوية مكانها . واغلب الهوسة من فطاحلة اللغة الفرنسية والانجليزية . والشاعر الاديب في اللغة الفرنسية الرئيس سنقور لغة امه هي الفولانية . هذا الوزير والسفير في زمن الانقاذ رأيتة يتضرع في شارع ادجوال روود في لندن بعدما انتقل للسكن في بريطانيا . وبسبب صلاته بايطاليا هدد الارتريين في زمن حكومة الصادق بانهم اذا لم يطلقوا سراح الايطاليين الذين عملوا للحكومة الاثيوبية في مناجم اريتريا فسيقفل مكاتبهم . كما تعرض الاخ افوركي للاعتقال والاهانة عندما كان مبارك وزيرا للداخلية .
لقد شاهدت مسئولين في التلفزيون يتحدثون باللغة العربية لانهم لا يعرفون غيرها ، احدهم رئيس محلية وكانوا يقومون ببناء حفير ضخم يشارك فيه الجميع .
اريتريا تفرض ضرائب علي مواطنيها . وقام احد الاريتريين باخفاء كمرة وميكروفون وذهب الي السفارة . واخبره المسئول بأنه ملزم بدفع 2 في المئة من دخلة لدعم البلد وعرض الفلم ولم تتردد السفارة من تاكيد ذالك الطلب واحتياج اريتريا لدعم بنيها ومات الموضوع . نعم ان الاريتريين يتزمرون من الدفع ولكن يقولون ان الحكومة تبني والبلد تتقدم . وهنالك تجاوزات وانجازات.
احد المسئولين قام بصفع احد المغتربين امام والده .وكان والده يوافق المسئول فعندما قدم المغترب لاذن نصب سرادق بمناسبة زواجه، قال له المسئول ان شخصا سيأتي لمشاهدة الموقع بعد 3 ايام . وعنما بدأ المغترب بالصياح ، كان الكف . وسمع ان كل شيْ يسير بالنظام وانهم حاربوا وضحوا من اجل الوطن عندما كان هو بعيدا . ووالده كان يلومه علي قلة ادبه . صديق آخر اشتكي من تطاول شباب صغار علية ، وهو طويل القامة عمل كمساعد كابتن في كثير من السفن ويرتدي الغالي من الثياب . الشباب كانوا يقولون ,, ناس بلينق بلينق ديل ما عاوزنهم في البلد دي ,, وكان هذا بسبب سلسل الذهب وخاتم الذهب الذي يرتديه . وبعد ان وقف في اول الصف في انتظار فتح الباب في البنك طلب منه مسئول الامن جوازه ، وامسك به في يده وسمح للجميح بالدخول . وكان يقول لي السبب كان مظهر المغترب . وقديما كنت اصفع امثاله ولن يصيبني اذي .
صديق اخر كان يناقش احد الموظفين فناداه مسئول الامن الذي يجلس علي كرسي متحرك وساله غاضبا اذا كان قد دفع ضرائبه كمغترب . وطلب منه ان ان يدفع الضرائب قبل كل شئ . صديقي قال لي ن كنت احس بان اي كلمة في غير مكانها ستكون وبالا علي . والرجل علي الكرسي المتحرك دفع بساقيه كضريبة للوطن . وانا اتهرب من دفع قلوس . و يؤكد كذالك ان الدولة تبني وتعمر ، هنالك تجاوزات نعم .
قبل سنوات ذهبت مع الاخ عبد المنعم مالك وابوبكر مصطفي بدوي في واشنطون الي مقهي ومطعم فخم يديره الاخوة الارتريون . ولم يهتموا بنا كثيرا . و قال عبد المنعم مالك وهو متزوج من الاخت الارترية فاطمة منذ السبعينات ، ,,الاريتريين والاثيوبيين ما بشتغلوا بالسودانيين في الخارج لانه اغلبهم احسن حالا من السودانيين ,, . وحتي هنا في اوربا فالاثيوبيون والارتريون يعملون بجد ويساعدون بعضهم البعض . ولانهم يجيدون العمل في المرافق الخدمية فيجدون العمل دائما ، وصار عملهم في المستشفيات ملموسا . ويجدون التقبل . والادب ودماثة خلق الاثيوبيين تجعل الناس تفضلهم . والاوربيون لهم نظرة رومانسية واحترام شديد للاثيوبيين ، لهم كل الحق فالشعب الاثيوبي ليس جميل المنظر فقط ، بل هم شعب عريق ومؤدب ، ولا يجد الانسان المضايقات التي يجدها في السودان من المسئولين وموظفي المطارات ومكاتب الدولة . لم اقدم اي ورقة لمسئول اثيوبي حتي ولو كان وزيرا والا تقبلها بيديه الاثنين ومعها انحنائة . لماذا يذهب المستثمر الي السودان اذا كان الجميع يطالبون بحقهم قبل التحية ؟
ذهبت عدة مرات لاثيوبيا مع بداية القرن وكنت افكر في الاستقرا هنالك . وكنت ارافق الاخ عبد المنعم مالك فله عمل تجاري . وكان يستورد اسماك العجل الاثيوبية التي تصل في شاحنات مبردة من بحيرة تانا وتنظف وتقطع بطريقة حديثة وتجمد وترسل له بالطائرة . ولان لحمها مثل لحم الهامور الغالي فكان سعرها مغريا . ما اعجبني هنا النظام وحب العمل والاحترافية التي تنعدم في السودان . وعن ما قريب ستتفوق اثيوبيا وتحتكر سوق بعض السلع الغذائية في السعودية اليمن والخليج وسيتفرج السودانيون .
فبل سنتين توفي الاخ هايلي الارتري وذهبنا الي المقابر . لم اشاهد الافيما ندر جنازة مثل جنازة هايلي . الاعمي شايل المكسر والجميع نسائا ورجالا يبكون وينتحبون . هايلي كان شابا وسيما في بداية الثمانينات ، ادمن الهيروين وقضي عليه الهيروين . ولكن اهله لم يتخلوا عنه ابدا. وبعد الدفن ذهبنا الي شارع نوبيل حيث اعدوا له بوفيه جميل , وجلسنا لساعات وعندما ذهبت كان الجميع جلوسا .والذي اعجبني هو النظام والانضباط وعدم الجوطة واللخبطة التي صارت تطغي علي مناسباتنا . لماذا ؟
تعرفت الاج يوهانس في تأبين الزعيم جون قرنق . وكان لطيفا وبعيدا عن البروتوكولات الدبلوماسية . ويقضي الساعات الطوال وسط الارتريين كما كان يعمل السفراء والدبلوماسيون السودابيون قديما وهو قد عاش في السودان وكان يتنقل بجواز سوداني . واعتقل في مطار الخرطوم بسبب تزويره للجواز . والسبب التساهل السوداني كان فعندما طلب اضافة ورقة واحدة للجواز الممتلئ للرجوع الي السودان اضافوا له دقشة ورق . كرم سوداني . وانتهي به الامر في الاعتقال وكان يقول لهم ,, هل سازور جواز سوداني لاذهب به للسودان ,, . وبعد تعب اطلقوا سراحه . علاقة المواطن مع السفارة الارترية والاثيوبية تماثل علاقة السودانيين قديما . هم اتحسنوا وانحنا ..... اقول شنو ؟
كل هذه الدول ستتطور وتتركنا في نهاية الطابور . في الثمانينات وبسبب الجفاف وشح الصمغ العربي ، ووصل السعر الي 12 الف دولار . ذهبت الي شاد لان من كان علي رأس الهيئة كان زوج ابنة احد وزراء الحزب الاتحادي وكانت الرخص حكرا علي تجارهم . وفي شاد لاحظت ان كلمة سوداني تعني الاحترام والتقدير , وقابلت الوزراء والجميع يتحدثون باللهجة السودانية وابنائهم يدرسون في المدرسة السودانية . والتوب السوداني الذي يظهر في الخرطوم يظهر بعد ايام في انجمينا . وكل المركبات والعربات تنطلق منها الاغاني السودانية . وحنان بلو بلو تماثل ام كلثوم . وألآن يهرب السودانيون للعيش في
تشاد . ويهربون اليها بمئات الآلاف . وسنغني عن قريب . طاروا الصقار وخلو ام رخم الله في الدار
ع . س . شوقي
اول مرة الاقي واحد معجب بالقانون والنظام الارتيري ويحدثنا عن تطور اريتريا واكثر من نصف سكانها هائمون على وجوههم كلاجئين والبقية في انتظار ان تتاح لهم الفرصة للهرب

طيب مادام انت معجب بالنظام الاريتري ، معارض نظام الخرطوم ليه .؟
تحياتي



صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2013, 12:58 PM   #[3]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي

اين الاعجاب بالقانون والنظام الاريتري ؟ انا اعكس ما سمعت كتقرير . لقرابة السنة تعبت وشقيت في موضوع شقيقي الذي ضرب واهين وعذب . وانا ارفض ان ادين التغول علي حقوق الانسان الممارس في اريتريا كما في حادثة شقيقي والصحفي اسحاق بدون ان اعطي الصورةالكاملة .
هل دعوت انا لتطبيق هذا النظام في اي مكان ؟ اريتريا التي تكونت اول امبارح دلوكت تجرم الختان الفرعوني . تشرك المرأة في الحكم واشياء لم تكن موجودة لا ينكرها حتي المعارضون . لقد وصفت النظام بأنه قمعي ودكتاتوري وبالرغم من سوئه فهو خير من الانقاذ . سأذهب الي اريتريا لكي اتحقق بنفي . عندما ذهبت الي اسرائيل قبل ربع قرن من الزمان كنت اريد ان اتأكدبنفسي . حاول ان تقرأ بدون فكرة مسبقة .



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2013, 09:10 AM   #[4]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوقي بدري مشاهدة المشاركة
.
. فالحقيقة ان اكبر رابح في اريتريا هو المرأة الارترية

والآن بعد ان حاربت المرأة بجانب الرجل لا تعتبر نفسها بأقل من الرجل .


والرجل كان يطلق المرأة ويطالب بماله علي زعم انها لم تكن عذراء عندما تزوجها . وألان تقول له المحكمة التي يتواجد فيها النساء ,و هل تفضلت واثبت لنا انك لم تتعرف بالنساء من قبل الزواج .
لكن الحقيقة يابدري ان اتعس امرأة في العالم هي المرأة الارترية ، وياريت تقابل الارتريين المقيمين في معسكرات النزوح لعقود ، وتسمع من بائعات الشاي او الهوي في حواري وازقة وشوراع دول الجوار ومنها السودان قبل ان تذهب الى هناك
ونسال الله ان لا نصل للمرحلة (محل اعجابك ايضا ) والتي تجعل الرجل يطالب بماله الذي دفعه لان الزوجة لم تكن عزراء ، حتى تلزمه المحكمة اثبات انه لم يتعرف على النساء من قبل ، لكي يسترد مادفعه من مال



التعديل الأخير تم بواسطة صديق عيدروس ; 03-12-2013 الساعة 09:22 AM.
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:49 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.