الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-2005, 03:45 PM   #[1]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
Lightbulb أبوالطيب المتنبى هل كان يعاني من حالة الإضطراب الوجداني ثنائي القطب؟د.محمد حسن القدال

نشر هذا المقال بمجلة الحكمة التي تصدرها نقابة الأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة و أيرلندا
شكرآ للدكتور محمد حسن القدال لموافقته بنشر المقال بسودانيات كسبق لنا
و شكرآ لهيئة تحرير الحكمة
عرفت أن المقال سينشر في جريدة الصحافة و بعض الصحف الأخري بعد ذلك


أبو الطيب المتنبى هل كان يعاني من حالة الإضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ “Bipolar Affective Disorder”

د. محمد الحسن القدال
أخصائي الأمراض النفسية و العصبية
إبسوتش – المملكة المتحدة


لابد لي وأنا بصدد تعريف الإضطراب الوجداني أن أنوه إلى أنني أتحدث عن حالة مرضية تصيب بعض الناس دون غيرهم، وأن أؤكد على أهمية التمييز بين هذه الحالة المرضية وبين "التغيرات" الوجدانية "الطبيعية" التي تحدث عند كل إنسان، رجلاً كان أم أمرأة، صغيراً كان أم كبيراً. وهذا التمييز بين الحالتين يعتمد على تحديد طبيعة التغيير الوجداني: هل هو تغيير كمي أم كيفي. فالإنسان في حياته اليومية معرض للشعور بالإحباط أو الفرح، التشاؤم أو التفاؤل، أن يغمره الاحساس باليأس أو يمتلئ بالأمل. وتعتبر هذه التغيرات الوجدانية بأنها كمية فهي رد فعل طبيعي مباشر لحدث ما وذات طبيعة مؤقتة ولا تؤثر موضوعياً على الوظائف البيولوجية والنفسية للفرد، صحيح أن معدل حدوث هذه التغييرات ودرجتها تختلف من إنسان لآخر، إلا أنها فى كل الأحوال تظل في نطاق التغيرات الكمية. فالأطفال مثلاً سريعو البكاء والضحك والمراهقون شديدو الانفعال والمرح والنساء اكثر حساسية من الرجال.

أما ما يحدث في حالة الإضطراب الوجداني فهو تغيير كمي فى المزاج “Mood” . وتعرّف هذه الحالة بثنائية القطب لأن المصاب بها معرض لأن تحدث له حالة من "الاكتئاب الاكلينيكى" ومعرض أيضاً فى أوقات أخرى للإصابة بحالة من "الهوس" والمزاج العالى. ففي حالة الاكتئاب تتأثر الوظائف البيولوجية والنفسية للمصاب وينعكس ذلك على نومه أولاً إذ تقل ساعاته وينهض المصاب من نومه في الساعات الأولى من الصباح وهو في حالة من الانقباض النفسي الشديد. ويفقد المصاب شهيته للأكل ويفقد بالتالي بعض وزنه، كما يفقد قدرته على الاستمتاع بكل ما كان يدخل على نفسه السرور والفرح في السابق. وتتأثر قدرة الانسان على التركيز مما يؤثر على أدائه في العمل أو الدراسة أو حتى قراءة الكتب والمجلات ومشاهدة التلفاز. ويحس مريض الاكتئاب بالارهاق وبأن طاقته الجسمانية قد قلت بشكل واضح ويهمل مظهره ونظافته ورغبته فى الحديث لأهله واصدقائه. وعندما تشتد حالة الاكتئاب على المصاب يتملكه أحساس بالذنب دون مبرر ويفقد ثقته في نفسه ويكثر اللوم والتقريع لها دون سبب. واخيراً قد تنتاب المريض نزعات انتحارية. ومن المعروف أن 70% من حالات الانتحار بسبب الاكتئاب النفسي الاكلينيكى.

أما فى حالات الهوس فالصورة تكون على العكس تماماً ، فالمصاب هنا يكون فى حالة مزاجية عالية ويكون كثير الكلام بشكل ملفت. ومع كثرة الكلام لا يستطيع المصاب التركيز على موضوع واحد بل يقفز من موضوع لآخر دون أن يكون هنالك رابط فى الحديث. كما أن النشاط الذهني والبدني يكون عالياً جداً. ومرضى الهوس يستيقظون من النوم مبكراً أيضاً ولكنهم يكونون فى حالة نشاط ومرح فنجدهم حال قيامهم من النوم يشرعون في ممارسة الرياضة ويكملون لبسهم بعد الاستحمام ثم يشرعون في إيقاظ الآخرين الذين يصفونهم بالكسالى. ويفقد مريض الهوس قدرته على ممارسة الكوابح الاجتماعية وهم يتحدثون للآخرين، فلا يتورعون مثلاً عن حكاية النكات البذيئة ويصبح الشخص منهم منفلتاً جنسياً. ومن علامات هذه الحالة الشعور بالزهو والاحساس بالعظمة غير المؤسس. ونتيجة لهذا الاحساس من الممكن أن يزعم الشخص أنه نبى أو زعيم أو عالم. وتصير ذاكرة المصاب بالهوس حادة جداً على غير ما هي عليه وهو فى حالته الطبيعية، وعندما تراه وهو يسترجع ذكرياته فى المدرسة الأولية ويردد الأناشيد التى كانوا يحفظونها وهم اطفال.

وبين حالات الاكتئاب والهوس يظل الانسان فى حالة وجدانية مستقرة “Euothymic Mood” وأكثر الناس تعرضاً للإصابة بحالة الاضطراب الوجدانى هم الاذكياء والاكثر حساسية من غيرهم وتكثر هذه الحالة بين المبدعين والاشخاص البارزين فى المجالات الاجتماعية والسياسية. وهناك امثلة عديدة فى التاريخ نورد منها على سبيل المثال ملك فرنسا لويس الخامس عشر الذى كان لا يتورع عن قرص النساء فى الحفلات العامة، وونستون تشيرشل ومارلين مونرو والروائى الشهير ارنست هيمنجواى صاحب المؤلفات التى غدت جزءاً عزيزاً من التراث القصصي العالمي كرواياته "العجوز والبحر" و"لمن تدق الأجراس" و"وداعاً للسلاح". وقد اشتهر هيمنجواى بتجواله الواسع فى الاحراش الاستوائية ولمجابهته للأخطار دون وجل. وفى حالة من حالات الاكتئاب النفسى الحاد أطلق النار على رأسه فمات.

أعود الآن بعد هذه المقدمة الطويلة الى أبي الطيب المتنبى فى محاولتى لإثبات أنه كان يعانى من الاضطراب الوجدانى. وأبداً أولاً بإيراد دليلين على أنه ربما كان يعانى من حالات الهوس أولها أن لقب المتنبى قد أطلق عليه لما يقال من إدعائه النبوة فى شبابه. ولقد أسلفت الذكر بأن المصاب بالهوس تنتابه مثل حالات الظنان هذه. أما الدليل الآخر فهو قوله فى احدى قصائده:


الليل والخيل والبيداء تعرفنى
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذى نظر الأعمى الى أدبى
وأسمعت كلماتى من به صمم

وهذه فى زعمى حالة واضحة من الاحساس بالعظمة قل أن نجد لها مثيلاً فى الشعر العربى جاهلياً كان أو بعد الاسلام. وفى تقديرى أن المتنبى كان يصف فى هذه الابيات احدى حالات الهوس التى أطن انها كثيراً ما انتابته.

وأورد دليلين آخرين على اعتقادى بأنه كان يصاب احياناً بحالات من الاكتئاب. أولها ما ورد فى قصيدته الاعتذارية لسيف الدولة عندما عامله الاخير بجفاء واضح لامتعاضه من توقف المتنبى عن مدحه لفترة لابد أنها كانت معتبرة. وهى القصيدة التى لحنها وتعنى بها فنان السودان الكبير عبد الكريم الكابلى ولنسمع ما يقوله أو الطيب فى هذه القصيدة:


أرى ذلك القرب صار إزورارا
وصار طويل الكلام اختصارا
تركتنى اليوم فى خجلة
أموت مراراً وأحيا مرارا
إلى أن يقول:
جحدت مكارمك الباهرات
لو كان ذلك منى اختيارا
ولكن حمى الشعر إلا قليلاً
"هم" حمى النوم إلا غرارا

فى هذه الأبيات يؤكد أبو الطيب أن انقطاعه عن نظم الشعر لم يكن باختياره. ونحن نعلم اليوم أن المبدع وهو فى حالات الاكتئاب يفقد قدرته على الابداع. ثم يشرح فى البيت التالى أن ما منع نظم الشعر "هم" منع عنه النوم أيضاً وما ذلك الهم فى نظرى إلى حالة من الاكتئاب النفسى الاكلينيكى.

أما الدليل الآخر لأن أبا الطيب كان يفهم تماماً ماذا يعنى الاكتئاب فهو البيت الذى يقول فيه:


كفى بك داءاً أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا


ولنتمعن فى هذا البيت من الشعر ملياً، والمتنبى كعادته يحشد الكثير من المعانى فى القليل من الكلام. يقول أبو الطيب "كفى بك داءاً"، وتفسيرى لهذا المقطع حسب فهمنا اليوم لطبيعة الاضطرابات الوجدانية أن الاحساس بالنزعات الانتحارية هو منتهى الداء، وهو فى الواقع كذلك إذ تظهر هذه النزعات فى الحالات الشديدة من الاكتئاب. ومريض الاكتئاب عندما يقرر الانتحار تنتابه حالة من الراحة النفسية لأن الموت سيخلصه من العذاب النفسى الرهيب، أليس هذا منتهى الداء وهل هناك من صور هذه الحالة فنياً بهذه البراعة من قبل: وحسب المنايا أن يكن أمانيا.

إن بعض ما أرمى اليه من كتابة هذا المقال أن أساعد على تحفيز الناس على التعامل مع قضايا الصحة النفسية والعقلية بذهن منفتح سواء من خلال تعاملنا مع واقعنا الراهن او تراثنا القديم. وان نحاول أن نخلص المرض النفسى من السبة الاجتماعية التى لصقت به على مر الدهور وأن نفهمه على أنه مرض كأي مرض عضوى آخر كالربو أو الروماتيزم. فليس هناك انسان محصن ضد المرض النفسى، كما أن الاصابة بالمرض النفسى لا تعنى نهاية المصاب به. واذا كان القادة والمبدعون معرضين للاصابه به، فعلام تظل السبة الاجتماعية ملازمة له.

هناك قضية اخرى قد يطرحها هذا المقال وهى أن شخصية المبدع او استقرار حالته النفسية يجب الا تكون معيارا للحكم على انتاجه الادبى او الفنى. الحكم على هذا الانتاج يجب ان يعتمد على المعايير الفنية وحدها. ويصف بعض الناس المتنبى بأنه كان انتهازياً فى تعامله مع الحكام فى عصره ويصفه آخرون بأنه كان عنصرياً فى هجائه لكافور. وكلا الوصفين صحيح. لكن ذلك يجب ألا يؤثر على حكمنا على القيمة الفنية لانتاج المتنبى والتى تحدت العصور ومازالت تقف شاهداً على قدرة الابداع الفنى على الاحتفاظ بقيمته الفنية والتى اكتسبها بفضل استقلاليته النسبية عن الشروط الموضوعية والذاتية التى انتج فيها.



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2005, 06:05 PM   #[2]
omrashid
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يا سلام عليك يا دكتور لقد اتحفتنا وعلمتنا شكرا لمجلة الحكمه ولكم



omrashid غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-11-2005, 07:31 PM   #[3]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

ارجع الدكتور طه حسين في كتابه (مع المتنبي ) حالة الاعتداد الشديد بالنفس عند المتنبي الي ضعة اصله ونسبه واعتمد في ذلك علي بعض الروايات التي تقول ان اباه كان سقا ، بالكوفة ، كما نفي انتساب المتنبي الي الاشراف .
ولم يخف طه حسين كراهيته للمتنبي ولشعره حيث يقول في مقدمة الكتاب عن سبب استصحابه لديوان المتنبي في رحلته الاوربية حيث شرع في املاء كتابه : " واكبر الظن ايضا اني انما فعلت ذلك لاني احب ان اعاند نفسي وآخذها من حين الي حين ببعض ما تكره من الامر . وقد قلت في غير هذا الموضع اني لست من المحبين للمتنبي ولا المشغوفين بشخصه وفنه فلم اجد باسا في ان اشق علي نفسي اثناء الراحة واثقل عليها حين تبغض الاثقال عليها "
ويري الطيب صالح ان طه حسين اعتمد اعتمادا كبيرا في كتابه (مع المتنبي ) علي كتاب المستشرق الفرنسي ( بلاشير ) وتبني احكامه علي المتنبي الي حد كبير .
اكثر من ذلك يري الطيب صالح ان كتاب طه حسين جاء اغاظة ومكايدة لخصمه اللدود الباحث والمحقق الدكتور محمود شاكر الذي الف كتابا عن المتنبي قبل سنة واحدة من كتاب العميد حيث صدر كتاب محمود شاكر في يناير 1936 وقد انتهي فيه ان المتنبي شريف علوي . فجاء طه حسين لينكر علوية المتنبي ويتحدث عن وضاعة نسبه .
بعد هذه المقدمة اقول اخشي ان يكون الدكتور اراد ان يتخذ من المتنبي مجرد عنوان جاذب للحديث عن مرض الاختلال الوجداني ، بل الحقيقة هذا ما اقر به ضمنا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haneena
إن بعض ما أرمى اليه من كتابة هذا المقال أن أساعد على تحفيز الناس على التعامل مع قضايا الصحة النفسية والعقلية بذهن منفتح سواء من خلال تعاملنا مع واقعنا الراهن او تراثنا القديم. وان نحاول أن نخلص المرض النفسى من السبة الاجتماعية التى لصقت به على مر الدهور وأن نفهمه على أنه مرض كأي مرض عضوى آخر كالربو أو الروماتيزم. فليس هناك انسان محصن ضد المرض النفسى،
ان الامثلة التي اوردها الدكتور من شعر المتنبي كادلة علي اصابته المتنبي بهذا المرض - اذا جاريناه فيها - لا تثبت مرض المنتبي وحسب بل مرض كل الشعراء العرب عبر التاريخ بل مرض كل بني آدم مطلق بني آدم !!!
كيف ؟؟!
نواصل



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 02:59 AM   #[4]
bayan
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية bayan
 
افتراضي

اعزائى
سلام

التحليل النفسي للكتاب من خلال اعمالهم احد المناهج النقدية الشهيرة. وهذا يدخلنا في الذاتي والموضوعي والى اى مدى يمكن ان نحلل الكتاب من خلال اعمالهم..وقد كتب النويهي دراسة ممتازة مستخدما التحليل النفسي
لأبي نواس...
ارى ان كاتب المقال قد يكون طبيبا نفسانيا ضليعا ولكنه لا يعرف الكثير عن الشعر العربي
فالقصيدة العربية القديمة تقوم اساسا في بنائها على عدم وحدة الموضوع. حيث هناك فورم اساسي يتقيد به الشعراء كافة..
حيث تشتمل القصيدة على الوقوف على الاطال و النسيب وصف للرحلة والناقة والفخر والهجاء والمدح
فكأنها بيان للشاعر يبرز فيها مقدراته على كل هذه المواضيع..

أورد الكاتب نماذج لم يتوفق فيها حيث ان البيوت الشعرية الدالة على الفخر. كتب مثلها وبالغ بعضهم في الفخر بنفسه لدرجة تفوق ما كتبه المتنبيئ.


ثم تلك الابيات التي يعاتب فيها سيف الدولة بعد ان دخل الوشاة بينهم لا تدل ابدا على كآبة بل شخص مظلوم يود ان يبين لصديقه كيف انه حزين لان الثقة فقدت.
فكان حريا بكاتب المقال ان يرجع للحادثة التى ادت الى ان يكتب المتنبئ ما كتب .

كما ان المقال نفسه به خلل منهجي كبير اذ ان كان على الكاتب ان يضع جزءّ نظريا في علم النفس وفكرة لتحليل النفسي الادبي ثم يكتب نبذة عن حياة المتنبيئ متماسكة حتى بعد ذلك يدلف الى التطبيق
هكذا تكتب المقالات التي تخص الدارسة الادبية.
فى تعريف الكاتب للمرض لم يثبت انطباق المرض على المتنبئ فمثلا اذا فرضنا انني اريد ان اكتب عن المتنبيئ
تحليلا نفسيا. قد آخذ انه مصاب ببرنويا اكثر من
حالة الإضطراب الوجداني ثنائي القطب. حيث ان ما كتبه كاتب المقال عن اعراض المرض لا تنطبق على المتنبئ
وهو عد ان تسميته بالمتنبئ ناجمة عن ضلالات. وهناك قصص مختلف عليها لهذه التسمية.
المتنبئ اشعر شعراء العرب قاطبة وهو يعرف موهبته هذه والفخر بالذات هو احد اساسيات كتبة الشعر في زمنه
وهذا لا يدل على اى مرض نفسي بل يدل على موهبة فذة وقدرة عقلية عالية.وقصائده مرتبة ومنظمة والافكار فيها ناصعة. كما ذكر الكاتب

يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ

لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ

جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ

بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ

ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا

بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا

هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

_________________

يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ

عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ

يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا

أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ

مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ

ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ

وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

هذه ابيات فخر من معلقة عنترة يحكي فيها عن شجاعته ونبله. فهل يمكن ان نحلله بانه رجل دموي
ومصاب بالشيزوفرينيا. اذ انه تجده محبا رقيقا ثم يتغير مزاجه ليخوض الحروب ويكون في المقدمة ولا يبالي
بالطعان بل يا للهول يذكر محبوبته و السيوف نواهل.
كما ان الفرذدق وجرير كتبا مساجلات هجائية لم يكتب مثلها وكذلك ضبة استخدم بذئ القول
في هجائه. فهل يمكن ان يكونوا مصابين بالهوس. وعدوانيين.

اقتباس:
الشعور بالزهو والاحساس بالعظمة غير المؤسس.
قلت من اعراض المرض الشعور بالعظمة غير المؤسس. فكيف بالله يكون شعور المتنبئ غير مؤسس وهو اشعر الشعراء العرب.الان هناك من يكتب اغنية صغيرة ويركب العظمة والزهو بنفسه.


فأنا ارى ان هذا المقال لا يخدم علم النفس ولا الادب.. فاذا اراد ان يكتبه الكاتب مرة اخرى بصورة علمية ومنهجية
لصار مقالا ممتازا. لانه الان لا يخلو من أنه
Far fetch
لا غير.
وشكرا يا حنينة على اشراكنا فيه.

حاشية:
في ذلك الزمن لا يعد شاعر البلاط متملق او متلصق في السلطة بل تدل على عظمته كشاعر.اذ ان اختياره يقع على اجادته لصنعة الشعر
فلا نحاسب شعراء ذلك الزمن بأخلاقيات اليوم.



التوقيع: http://bayannagat.blogspot.com/2013/...post_4173.html

شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
واضحة ..
غير مخدوشه بالعناق الجبان
فقبلات من لا اود حراشف سردينة
وابتسامته شعرة فى الحساء

من شهوات مريد
bayan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2005, 05:25 AM   #[5]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bayan
ارى ان كاتب المقال قد يكون طبيبا نفسانيا ضليعا ولكنه لا يعرف الكثير عن الشعر العربي . فالقصيدة العربية القديمة تقوم اساسا في بنائها على عدم وحدة الموضوع. حيث هناك فورم اساسي يتقيد به الشعراء كافة..
حيث تشتمل القصيدة على الوقوف على الاطال و النسيب وصف للرحلة والناقة والفخر والهجاء والمدح
فكأنها بيان للشاعر يبرز فيها مقدراته على كل هذه المواضيع..
أورد الكاتب نماذج لم يتوفق فيها حيث ان البيوت الشعرية الدالة على الفخر. كتب مثلها وبالغ بعضهم في الفخر بنفسه لدرجة تفوق ما كتبه المتنبيئ.
ثم تلك الابيات التي يعاتب فيها سيف الدولة بعد ان دخل الوشاة بينهم لا تدل ابدا على كآبة بل شخص مظلوم يود ان يبين لصديقه كيف انه حزين لان الثقة فقدت.
فكان حريا بكاتب المقال ان يرجع للحادثة التى ادت الى ان يكتب المتنبئ ما كتب .

.
اتفق تماما مع ما جاء في رد الاخت بيان علي مقال الدكتور الفاضل القدال .
يقول الدكتور في سياق ايراده الادلة علي مرض المتنبي بالهوس :

" أما الدليل الآخر فهو قوله فى احدى قصائده:
الليل والخيل والبيداء تعرفنى
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذى نظر الأعمى الى أدبى
وأسمعت كلماتى من به صمم
وهذه فى زعمى حالة واضحة من الاحساس بالعظمة قل أن نجد لها مثيلاً فى الشعر العربى جاهلياً كان أو بعد الاسلام. وفى تقديرى أن المتنبى كان يصف فى هذه الابيات احدى حالات الهوس التى أطن انها كثيراً ما انتابته."


هذا الدليل وحده كاف لنسف دعوي الدكتور القدال ضد المتنبي !
فهنا يكشف الدكتور عن ضعف معرفته بالشعر العربي وبالبنية الموضوعية للقصيدة العربية .
فمعلوم ان هنالك اغراض موضوعية محددة تكون القصيدة العربية وهي كما اشارت دكتورة بيان :
- النسيب (البكاء علي الاطلال ) والغزل .
- الوصف (وصف الناقة او الفرس )
- المدح
- الفخر
- الهجاء
اي قصيدة عربية تقليدية لابد ان تتضمن هذه الاغراض مهما كان موضوع القصيدة او الدافع من كتابتها . افتتاح الشاعر القصيدة بالبكاء علي الاطلال والتغزل شرط اساسي لبناء القصيدة . ورغم تبرم الشعراء المحدثين مثل ابي نواس والمتنبي من هذا التلقيلد الا انهم لم يسطيعوا الخروج عليه . قال المتنبي :
اذا كان مدح فالنسيب المقدم * أكل فصيح قال شعرا متيم ؟
ومع ذلك ظل يفتتح قصائده بالنسيب .
بالنسبة للفخر يعد من اهم اغراض القصيدة العربية والمعروف ان التفاخر بالانساب ونبل الاصل والفصل والسيادة علي القبائل من ابرز المكونات النفسية للانسان العربي في ذلك المجتمع القبلي العشائري .
الابيات التي اوردها الدكتور والتي يفتخر فيها المتنبي وردت في قصيدة يعاتب فيها سيف الدولة علي سماعه وشايات اعدائه وحساده من الشعراء وكان منهم ابو فراس ابن عم الامير سيف الدولة والعالم النحوي ابن خالويه وشعراء آخرين حيث يقول :
يا أعدل الناس الا في معاملتي * فيك الخصام وانت الخصم والحكم
وقيل عندما وصل المتنبي في الانشاد الي الابيات التي اوردها الدكتور : ( ،الليل والخيل والبيداء تعرفنى والسيف والرمح والقرطاس والقلم ) ، انتفض احد خصومه وقال له : وماذا ابقيت للامير ؟ فاستجاب سيف الدولة للتحريض وتناول الدواة وقذف بها المتنبي حتي سال دمه ، فاسترجل في تلك الحظة بيتا لم يكن بالقصيدة وهو :

ان كان سركم ما قال حاسدنا * فما لجرح اذا ارضاكم ألم

وخرج بعد اكمال القصيدة . ثم كانت فترة الانقطاع عن سيف الدولة التي اتخذ منها الدكتورالفاضل دليلا أخر علي مرض الهوس عند المتنبي ( سنعود لذلك ) .
اما قول الدكتور ان هذه الابيات التي يفخر بها المتنبي لا مثيل لها في الشعر الجاهلي والاسلامي والعربي قاطبة فهو قول لا يكشف كما قلنا الا عدم معرفة الدكتور بالشعر العربي .
ماذا كان يمكن ان يقول الدكتور لو قرأ (شعر النقائض ) بين جرير والفرزدق والاخطل وهو يصنف بانه من شعر العصر الاسلامي ؟
ماذا يقول مثلا عن الفرذدق في قوله :
أنا القطران والشعراء جربي * وفي القطران للجربي شفاء
ماذا يقول قي قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم :
اذا بلغ الرضيع لنا فطاما * تخر له الجبابر ساجدينا
ماذا يقول في قول الشاعر الاندلسي في ممدوحه :
شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فانت الواحد القهار
وغيره الكثير والكثير هذه مجرد امثلة سريعة من الذاكرة .
ونواصل .



التعديل الأخير تم بواسطة عجب الفيا ; 15-11-2005 الساعة 07:22 PM.
عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 05:20 AM   #[6]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

نسيت ان اشكر العزيزة الحنينة علي ايراد هذه المقالة فلها العتبي ،
ونواصل ..
يفرق الدكتور الفاضل في بداية مقاله ، بين الحالات العاطفية والجدانية التي تعتري الانسان في حياته اليومية لكونه انسان ، وبين الاضطراب الوجداني الذي يتحدث عنه . ويقول في الحالة الاولي الطبيعية هنالك تغيير كيفي في المزاج ، اما في الحال الثانية غير الطبيعية فهنالك تغيير كمي في المزاج . التغير الكمي هو الذي يسبب الحالة المرضية التي يتحدث عنها . فاذن استنادا منطق الدكتور ، ان الخوف والغضب والغيرة والحسد الانتقام والحزن والفرح والعشق والوله والتكبر والانفة والكبرياء .. كل ذلك وغيره مما يحسه ويعانيه الانسان العادي في حياته اليومية المتقلبة ، تغير كيفي في المزاج لا يبلغ درجة الحالة المرضية ولا يعد " اضطراب وجداني " !!
و يمضي الدكتور اكثر ويقول ان المضطرب وجدانيا يمكن ان يعيش في حالة وجدانية مستقرة طالما لم يصاب بالهوس او الاكتئاب :
" وبين حالات الاكتئاب والهوس يظل الانسان فى حالة وجدانية مستقرة “Euothymic Mood” وأكثر الناس تعرضاً للإصابة بحالة الاضطراب الوجدانى هم الاذكياء والاكثر حساسية من غيرهم وتكثر هذه الحالة بين المبدعين والاشخاص البارزين فى المجالات الاجتماعية والسياسية..."
يعني ، حسب كلام الدكتور الفاضل ، اذا لم يؤدي الاضطراب الوجداني بصاحبه الي الاكتئاب او الهوس فانه يظل في حالة وجدانية مستقرة . فالمبدعون والعباقرة اذن اكثر الناس اضطرابا وتقلبا عاطفيا ووجدانيا ولكن يظلوا رغم ذلك يتمتعون بحالة وجدانية مستقرة طالما لم يصاب الواحد منهم بالهوس او الاكئتاب . اذن وصف الانسان بانه مضطرب وجدانيا لا يعني انه مريض نفسيا ! وبالتالي وصف المتنبي بانه كان يعاني من اضطراب وجداني حسب تعبير الدكتور لا يعني بالضرورة انه كان مصابا بالاكتئاب او الهوس .ولكن الدكتور يزعم ان المتنبي تجاوز مرحلة الاضطراب الوجداني الي الاصابة بالهوس والاكتئاب .
ولم يجد الدكتور الفاضل ما يدلل به علي هوس واكتئاب المتنبي سوي بعض الروايات غير المؤكدة عن سيرته وبعض الابيات الشعرية المنزوعة من سياقها ليفترض افتراضا انه كان مريضا نفسيا .
قبل ان اعلق علي الابيات التي اوردها الدكتور الفاضل ، هنالك سؤال يطرح نفسه :
هل الطريقة المثلي لتشخيص حالة شاعر يعيش بيننا الان ، ومشتبه بالاضطراب الوجداني او الهوس او الاكتئاب ، هي بالاطلاع علي دواوينه الشعرية ام بالكشف عليه بالطريقية الطبية التجريبية المعروفة ؟
تاتي اهمية السؤال من ان الشعر لغة مفارقة للغة التواصل والتخاطب والسلوك والتعامل اليومي وما يقوله الشاعر شعريا لا يقوله في تواصله اليومي مع الناس والا ظن به الجنون والهوس .
ونواصل ،،



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 11:04 AM   #[7]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haneena
. وأبداً أولاً بإيراد دليلين على أنه ربما كان يعانى من حالات الهوس أولها أن لقب المتنبى قد أطلق عليه لما يقال من إدعائه النبوة فى شبابه. ولقد أسلفت الذكر بأن المصاب بالهوس تنتابه مثل حالات الظنان هذه.
,وهكذا بكل سهولة يقطع الدكتور بمرض المتنبي بالهوس . وكان علي الدكتور الفاضل قبل ان يقفز الي النتيجة ويصدر حكمه بمرض المتنبي بالهوس ان يتحري ويبحث في عبارة : " ما يقال عن ادعائه النبوة في شبابه " .
الثابت في كل المراجع التي تناولت سيرة المتنبي وشعره ان هذه الحادثة غير ثابتة ويوجد حولها عدد من الروايات المتضاربة ، اولها يناقض اخرها بل ان الرواية الواحدة تناقض نفسها بنفسها ، وهي اقرب الي الاساطير والاحاجي منها الي الحوادث التاريخية .
ان الحادثة المؤكدة والتي اتفقت حولها هذه الروايات واخبر عنها المتنبي في شعره هي سجنه ايام الشباب . اما سبب السجن فهو ما اختلف حوله الرواة اختلافا شديدا .
واقرب رواية الي الواقع هي رواية ابن جني - معاصر المتنبي واحد علماء اللغة الافذاذ - والتي يرويها البرقوقي في شرحه ، حيث يعزو ابن جني ما حدث للمتنبي الي الخلافات المذهبية والمكايد السياسية والخروج علي السلطان ، يقول :
" وكان قوم قد وشوا به الي السلطان في صباه وتكذبوا عليه ، وقالوا له : قد انقاد له خلف كثير من العرب ، وقد عزم علي اخذ بلدك حتي اوحشوه منه ، فاعتقله ، وضيق عليه ، فكتب يمدحه " . ويري ابن جني ان سبب تلقيبه بالمتنبي قوله :
انا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود
يقول البرقوقي : " وذلك راي نميل الي الاخذ به . فواضح من قصيدته في الاعتقال ومطلعها :
ايا خدد الله ورد الخدود * وقد قدود الحسان القدود
ان التهمة التي ألصقت به لم تكن ادعاءه النبوة ، وانما كانت دعوي أخري تكشف عنها العقيدة ، ويعترف بها الشاعر ولا يحاول انكارها ، وهي اتهامه :" بعدوانه علي العالمين " اي الخروج علي السلطان . ويصح كذلك ان يكون سبب تسميته بالمتنبي ذلك البيت :
ما مقامي بارض نخلة الا * كمقام المسيح بين اليهود
وليس ايسر من ان يسمع حاسدوه هذا الشعر فيلقبوه بالمتنبي ، وفي ايامنا هذه من امثال ذلك كثير في الصحف والمجلات ، فاذا أطلق عليه هذا اللقب وذاع وسري بين الناس ، ثم مضت مدة رجع فيها الناس الي الاستقصاء ، استطاع اصحاب الخيالات القصصية ان يخلقوا قصة طريفة يفسرون بها هذا اللقب ، ويستندون فيها الي ادعاء النبوة . "
ونحن من جانبنا نميل الي ما ذهب اليه ابن جني - وايده فيه البرقوقي ، وذلك ان السلاطين والحكام عبر العصور يلجاون الي تلبيس معارضيهم تهم الالحاد والزندقة والتجديف حتي يسهل التخلص منهم باسم الدين . ولذلك ان ما قيل عن ادعاء المتنبي للنبوة لا يصلح اساسا لتشخيص حالته النفسية !



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 01:37 PM   #[8]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
افتراضي

العزيزة أم راشد
تحياتي
جميل أن نري وجهة نظر لإختصاصي طب نفسي في تحليل إعتمادآ علي ما يكتبه الأدباء
و نتمني أن نري المذيد

مودتي



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 01:40 PM   #[9]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
افتراضي

أستاذ عجب الفيا
دكتورة بيان

أتابع و معي كثيرون ما تكتبانه هنا من نقد فيما كتبه دكتور القدال
و منكم نستفيد
سأرسل له البوست و نتمني أن يسمح وقته بالرد

واصلا فكلما قرأت لكما أردت المذيد

مودتي الخالصة



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 06:50 PM   #[10]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

عاش احمد بن الحسين المتنبي في العصر العباسي الثاني - عصر الفتن والثورات والدويلات وبداية تفكك الامبراطورية الاسلامية . وكان المتنبي شريفا علويا . ومعلوم مدي العداوة التي كانت بين بني العباس والعلويين. وكان الي جانب ذلك شاعر مفلق وعالم ضليع في اللغة وله المام واسع بالفلسفة وسائر علوم زمانه ، فلا عجب ان يهاب جانبه وتدس له الدسائس وتحاك ضده المؤامرات من قبل ذوي السلطان وعيون بني العباس . والوالي الذي قبض علي المتنبي وحبسه هو والي حمص من قبل الدولة الاخشيدية الموالية لبغداد .
جاء في رواية الخطيب البغدادي عن سبب حبس المتنبي والتي اوردها البرقوقي في شرحه : " ان ابا الطيب لما خرج الي كلب وأقام فهم ادعي انه علوي حسني ، ثم ادعي النبوة بعد ذلك ، ثم عاد يدعي انه علوي ، الي ان أشهد عليه بالشام بالكذب في الدعويين ، وحبس دهرا طويلا ، واشرف علي القتل ، ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق " .
لاحظ اضطراب الرواية هنا فيما يتعلق بامر ادعاء المتنبي للنبوة .
وقد سجل لنا المتنبي حادثة سجنه في قصيدة واحدة ، ولم يشر في القصيدة لا من قريب ولا من بعيد الي اي اتهام له بادعاء النبوة . مما يؤكد رواية ابن جني التي سبقت الاشارة اليها اعلاه ، : " وكان قوم قد وشوا به الي السلطان في صباه وتكذبوا عليه ، وقالوا له : قد انقاد له خلق كثير من العرب ، وقد عزم علي اخذ بلدك حتي اوحشوه منه ، فاعتقله ، وضيق عليه ، فكتب يمدحه . "
والقصيدة مطلعها :

أيا خدد الله ورد الخدود * وقد قدود الحسان القدود

يدعو علي خدود الحسان وقاماتهن اللدنة التي اسهرته واضنته ، بالتشقق واليباس !!
والبيت به جناس او مجانسة بين القد بمعني القامة وقد ، بمعني شق يشق .( سنعود لذلك في بوست اللهجة السودانية ) .
والقصيدة عبارة عن مرافعة متينة في دفاع المتنبي عن نفسه ضد التهمة التي حيكت ضده وهي " العدوان علي العالمين " حسب تعبيره في القصيدة والتي تعني كما اشار البرقوقي " الخروج علي السلطان " . ويطعن المتنبي في شهادة الذين شهدوا ضده بالزور وانهم غير أهل الشهادة اصلا ويبين للحاكم ان من اصول القضاء ان الانسان يدان بما عمل وليس بما كان ينتوي عمله . يريد ان يقول ان الشهود شهدوا بانه كان يريد ان يفعل كذا وكذا ولم يشهدوا بانه فعل كذا . وفي الختام يطلب من الوالي ان يعفو عنه حتي لو كان سفيه ثمود الذي عقر ناقة صالح . وهذه هي الابيات التي تمثل موضوع القصيدة :

فمن كالامير ابن بنت الامير * أو من كآبائه والجدود
سعوا للمعالي وهم صبية*وسادوا وجادوا وهم في المهود
دعوتك عند انقطاع الرجاء * والموت مني كحبل الوريد
دعوتك لما براني البلاء * وأوهن رجلي ثقل الحديد
وقد كان مشيهما في النعال * فقد صار مشيهما في القيود
وكنت من الناس في محفل * فها أنا في محفل من قرود
تعجل في وجوب الحدود * وحدي قبيل وجوب السجود
وقيل عدوت علي العالمين * بين ولادي وبين القعود
فما لك تقبل زور الكلام * وقدر الشهادة قدر الشهود
فلا تسمعن من الكاشحين * ولا تعبأن بمحك اليهود
وكن فارقا بين دعوي أردت * ودعوي فعلت بشأو بعيد
وفي جود كفيك ما جدت لي* بنفسي ولو كنت أشقي ثمود

ونواصل



التعديل الأخير تم بواسطة عجب الفيا ; 15-11-2005 الساعة 08:12 AM.
عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 06:54 PM   #[11]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

شكرا الحنينة علي رصانة المتابعة
والشكر موصول لبيان
.



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2005, 09:41 PM   #[12]
3mk-Tango
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية 3mk-Tango
 
افتراضي

تحياتي للجميع ..

مقال محير فعلا عن المتنبي .. اول ما قراته استعدت بعض الدراسات التي ترغب بمحاكمة المتنبي
كعنصري رغم اختلاف زمانه عن الان ...
اعتقد جازما ان المنتبي لو كان ابن اليوم لكتب عن حقوق الانسان وعن محاربة الرق وعن العولمة والديمقراطيه
..

اميل كثيرا لأراء عجب الفيا و د. بيان في هذا البوست .. لقد وجدت كثير من الأجابات الشافية ..

شكرا حنينة .. شكرا د. بيان .. شكرا عجب الفيا .. والشكر موصول للدكتور محمد حسن القدال .



التوقيع: كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة ..

..الامام النفري ....
3mk-Tango غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-11-2005, 04:37 AM   #[13]
ربيع السماني الشعراني
Guest
 
افتراضي

الاستاذة حنينة
شكرا لك علي ايراد المقال اعلاه ولكن في رأي انه يفتقد الي التحليل العميق وخصوصا أن الامر مرتبط بعمود من أعمدة الشعر العربي
نعم المتنبي شاعر قلق وذاك القلق هو صفة الشاعر في اغلب الاحيان ومتلازم مع الابداع ولكن لا يوصل الامر الي وصف المتبني بحالة الاكتئاب المرضي رغم أن الاكتئاب من عوارض الحياة التي تجتاح النفس البشرية
وأنا اقرأ ما كتبه الدكتور خطرت الي ذهني اسئلة أولية وهي كا يلي:
ما هي الاستفادة العائدة للقارئ من اكتشاف مرض المتنبي بالاكتئاب وهو قد شبع موتا وأشبع العالمين شعرا؟
أن كان صاحب المقال يرجو اضافة في الكشف عن نزعات جديدة في شخصية المتنبي فلماذا أختار كاتبنا تلك الطريق وهو لم يتزود لها بالحد الادني من التمحيص والمثابرة والجلوس الي امهات الكتب ليتحفنا برؤية متكاملة حول زعمه؟
وهل سيختلف الناس علي المتنبي في كونه شاعرا ان صح زعم كاتبنا؟
مثل هذه الكتابات المتسرعة لا تقدم ولا تؤخر ولاتعدو ان يطويها النسيان ونتمني دائما ان ذهب كتابنا الي تناول أمر بحجم قامة المتنبي أن يأخذوا حظا وافرا من الدراسة وعدم تطبيق المعايير الاكلينيكية علي شخصية اتسم الخلاف حولها بمعايير اخري ابعد ما تكون عنها اكلينيكية
ولكم الشكر أجزله



  رد مع اقتباس
قديم 15-11-2005, 04:49 AM   #[14]
ربيع السماني الشعراني
Guest
 
افتراضي

[mark=#33FFCC]بعض ما أرمى اليه من كتابة هذا المقال أن أساعد على تحفيز الناس على التعامل مع قضايا الصحة النفسية والعقلية بذهن منفتح سواء من خلال تعاملنا مع واقعنا الراهن او تراثنا القديم. وان نحاول أن نخلص المرض النفسى من السبة الاجتماعية التى لصقت به على مر الدهور وأن نفهمه على أنه مرض كأي مرض عضوى آخر كالربو أو الروماتيزم. فليس هناك انسان محصن ضد المرض النفسى، كما أن الاصابة بالمرض النفسى لا تعنى نهاية المصاب به. واذا كان القادة والمبدعون معرضين للاصابه به، فعلام تظل السبة الاجتماعية ملازمة له.[/mark]

ما علاقه هذا بالمتنبي ؟
وأين الاضافة؟
وماهو المغزي ؟



  رد مع اقتباس
قديم 15-11-2005, 06:49 PM   #[15]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haneena
أما الدليل الآخر فهو قوله فى احدى قصائده:

الليل والخيل والبيداء تعرفنى
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذى نظر الأعمى الى أدبى
وأسمعت كلماتى من به صمم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة haneena
[/color]
يبدو ان الدكتور الفاضل اكتفي بالذاكرة المدرسية في استحضار هذه الابيات ولم يرجع للاطلاع علي القصيدة كاملة بديوان المتنبي ولو فعل لوجد ان هذه الابيات تاخذ سياقها الطبيعي في القصيدة ولا تثير اي احساس او توجس بان قائلها يعاني من مرض نفسي .
والقصيدة ميمية تتالف من سبعة وثلاثين بيتا . وهي من أجمل واروع ما قاله المتنبي من شعر .
يقول البرقوقي عن مناسبة هذه القصيدة :
" وقال يعاتب سيف الدولة - وانشدها في محفل من العرب - وكان سيف الدولة اذا تأخر عنه مدحه ، شق عليه وأحضر من لا خير فيه ، وتقدم اليه بالتعرض له في مجلسه بما لا يحب ، وأكثر عليه مرة بعد مرة ، فقال يعاتبه :

واحر قلباه ممن قلبه شبم * ومن بجسمي وحالي عنده سقم
مالي أكتم حبا قد بري جسدي * وتدعي حب سيف الدولة الامم
ان كان يجمعنا حب لغرته * فليت أنا بقدر الحب نقتسم


قلبه شبم ، اي بارد، يريد ان يقول ، واحر قلبي علي من قلبه بارد - يقصد سيف الدولة . وان كنا قد اجتمعنا علي محبته - يقصد اعدائه وحساده - فليتنا نقتسم عطاياه وفضله علينا بمقدار حب كل واحد منا له .
وبعد ان مدح ومجد سيف الدولة دلف الي معاتبه علي سوء المعاملة قائلا :

يا أعدل الناس الا في معاملتي * فيك الخصام وانت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة ان * تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما ا نتفاع اخي الدنيا بناظره * اذا استوت عنده الانوار والظلم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم * ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي * أنا الثريا وذان الشيب والهرم
باي لفظ تقول الشعر زعنفة * تجوز عندك لا عرب ولا عجم


اي انت حاكم عادل ولكنك لم تعدل في معاملتي اذ فضلت علي هؤلاء المتشاعرين الاوباش الذين ظننت ورمهم شحم ( يقصد شعرهم ) والذين هم لا عرب فصحاء ولا عجم أصلاء يفهم كلامهم .
ثم انتقل للحديث عن نفسه بفخر واعزاز ، وهذا امر طبيعي في مثل هذه الظروف التي تكالب فيها عليه حسادوه حتي نجحوا في النيل منه وابعاده عن كنف سيف الدولة :

أنا الذي نظر الأعمي الي أدبي * وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام مل جفوني عن شواردها * ويسهر الخلق جراها ويختصم
وجاهل مده في ضحكه جهلي * حتي أتته يد فراسة وفم
اذا نظرت نيوب الليث بارزة * فلا تحسبن ان الليث يبتسم
فالخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
صحبت في الفلوات الوحش منفردا * حتي تعجب مني القور والأكم
ان كان سركم ما قال حاسدنا * فما لحرج اذا ارضاكم ألم


ونواصل



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:48 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.