اعزائى
سلام
التحليل النفسي للكتاب من خلال اعمالهم احد المناهج النقدية الشهيرة. وهذا يدخلنا في الذاتي والموضوعي والى اى مدى يمكن ان نحلل الكتاب من خلال اعمالهم..وقد كتب النويهي دراسة ممتازة مستخدما التحليل النفسي
لأبي نواس...
ارى ان كاتب المقال قد يكون طبيبا نفسانيا ضليعا ولكنه لا يعرف الكثير عن الشعر العربي
فالقصيدة العربية القديمة تقوم اساسا في بنائها على عدم وحدة الموضوع. حيث هناك فورم اساسي يتقيد به الشعراء كافة..
حيث تشتمل القصيدة على الوقوف على الاطال و النسيب وصف للرحلة والناقة والفخر والهجاء والمدح
فكأنها بيان للشاعر يبرز فيها مقدراته على كل هذه المواضيع..
أورد الكاتب نماذج لم يتوفق فيها حيث ان البيوت الشعرية الدالة على الفخر. كتب مثلها وبالغ بعضهم في الفخر بنفسه لدرجة تفوق ما كتبه المتنبيئ.
ثم تلك الابيات التي يعاتب فيها سيف الدولة بعد ان دخل الوشاة بينهم لا تدل ابدا على كآبة بل شخص مظلوم يود ان يبين لصديقه كيف انه حزين لان الثقة فقدت.
فكان حريا بكاتب المقال ان يرجع للحادثة التى ادت الى ان يكتب المتنبئ ما كتب .
كما ان المقال نفسه به خلل منهجي كبير اذ ان كان على الكاتب ان يضع جزءّ نظريا في علم النفس وفكرة لتحليل النفسي الادبي ثم يكتب نبذة عن حياة المتنبيئ متماسكة حتى بعد ذلك يدلف الى التطبيق
هكذا تكتب المقالات التي تخص الدارسة الادبية.
فى تعريف الكاتب للمرض لم يثبت انطباق المرض على المتنبئ فمثلا اذا فرضنا انني اريد ان اكتب عن المتنبيئ
تحليلا نفسيا. قد آخذ انه مصاب ببرنويا اكثر من
حالة الإضطراب الوجداني ثنائي القطب. حيث ان ما كتبه كاتب المقال عن اعراض المرض لا تنطبق على المتنبئ
وهو عد ان تسميته بالمتنبئ ناجمة عن ضلالات. وهناك قصص مختلف عليها لهذه التسمية.
المتنبئ اشعر شعراء العرب قاطبة وهو يعرف موهبته هذه والفخر بالذات هو احد اساسيات كتبة الشعر في زمنه
وهذا لا يدل على اى مرض نفسي بل يدل على موهبة فذة وقدرة عقلية عالية.وقصائده مرتبة ومنظمة والافكار فيها ناصعة. كما ذكر الكاتب
يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ
ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ
لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ
جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ
بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ
فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ
يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا
هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ
_________________
يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ
عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي
لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ
يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ
يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا
أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ
مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ
ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ
فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ
وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي
هذه ابيات فخر من معلقة عنترة يحكي فيها عن شجاعته ونبله. فهل يمكن ان نحلله بانه رجل دموي
ومصاب بالشيزوفرينيا. اذ انه تجده محبا رقيقا ثم يتغير مزاجه ليخوض الحروب ويكون في المقدمة ولا يبالي
بالطعان بل يا للهول يذكر محبوبته و السيوف نواهل.
كما ان الفرذدق وجرير كتبا مساجلات هجائية لم يكتب مثلها وكذلك ضبة استخدم بذئ القول
في هجائه. فهل يمكن ان يكونوا مصابين بالهوس. وعدوانيين.
اقتباس:
الشعور بالزهو والاحساس بالعظمة غير المؤسس.
|
قلت من اعراض المرض الشعور بالعظمة غير المؤسس. فكيف بالله يكون شعور المتنبئ غير مؤسس وهو اشعر الشعراء العرب.الان هناك من يكتب اغنية صغيرة ويركب العظمة والزهو بنفسه.
فأنا ارى ان هذا المقال لا يخدم علم النفس ولا الادب.. فاذا اراد ان يكتبه الكاتب مرة اخرى بصورة علمية ومنهجية
لصار مقالا ممتازا. لانه الان لا يخلو من أنه
Far fetch
لا غير.
وشكرا يا حنينة على اشراكنا فيه.
حاشية:
في ذلك الزمن لا يعد شاعر البلاط متملق او متلصق في السلطة بل تدل على عظمته كشاعر.اذ ان اختياره يقع على اجادته لصنعة الشعر
فلا نحاسب شعراء ذلك الزمن بأخلاقيات اليوم.