الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-2013, 01:37 AM   #[16]
هشام ديدي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية هشام ديدي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة
مرحى بأحمد الوطن ،
ليس في يدي كثير شيء ، وكدتُ على وشك مغادرة العمل وإغلاق الكمبيوتر ، لولا أنني فتحت " سودانيات " وضربت أخماسي في أسداسي وفتحت مقال " أحمد أمين " ، فهو قد عودنا جزالة الأسلوب في الرد ، وبطانة قوية في التعبير والترابط ، فكنتُ في كل مرة أتأمل لِمَ لم يكن قاصاً مثل كل الأدباء .
أجزلنا صديقنا الصدوق بقصة تضرب رقماً في الصفح عن الزمان الذي في فسحة صدفته الجميلة ، فتحت وقرأت .
وأنا أحاول أن أبحث عن سمير الآخر من ملف حياتي الملتف على أقصان النسيان ، فجاءني " غوغل " بمقالي :

" فيليب بنايوتي مماكـس "

(1)

صديق من عمر الطفولة البهي ، يشقُ طريقه من بين شجيرات العُمر وأشواكها . من كهف الذاكرة تنفتح الدُنيا . تأتي الريح فيها ممطرة حين تكون جوف السماء رفيقةٌ بالأرض ، وأن رياحين أصدقاء الطفولة أكبر من رحمات السماء رغم غيثها المِدرار .

" فيليب بنيوتي " من أم درمان . حي الملازمين دون غيره من الأحياء كان بيت أسرته . قرب منطقة مصنع القرش . هو من أسرة متوسطة الحال . كثيراً ما زرته في البيت أيام طفولتنا الأولى عندما كنا جميعاً أتراباً في سن الحادية عشر. كنتُ أقف عند مدخل البيت قبل أن تتلقفني الأيدي والقلوب بالرفق الحنين . أدخل البيت وأصبح فرداً من الأسرة بكرمها المضياف إذ أني ابن من أبنائها ما دُمت صديقاً لـ " فيليب" . والدته تُذكِّرني عمتي "عائشة "، إلا أن لونها أكثر بياضاً و بشرتها مُشربة بحُمرة . لم أزل أذكر نظراتها والحنين يطفر منها يسقي الكائنات ،فكيف يفعل بنا . أن ابنها له أصدقاء في مثل سنه وتلاميذ في مدرسة "أم درمان الأهلية الشمالية الوسطى " و من أهل السودان المسلمين .
هادئ هذا الصديق الصغير، كما كانت تصفني أيام الطفولة تلك أو كما تقول نظراتها عني . كنتُ أقف عند الباب خجلاً أنتظر قليلاً قبل أن أطرقه . وتفتح الباب تلك السيدة . عليها جلال قرص وجه ملوكي التقاطيع . تهابها وتُحب أن تراها دوماً كالصور الفنية التي ترسم مريم العذراء وتوغل في تفاصيل ملامحها المُقدسة . سيدة الطُهر كانت .تترك في نفسِك أن أمومة مُترفة بالحنين تحرُسُك. تغرز محبتها كإبرة في جسد الذاكرة اللدن فينتفض الجسد كله من وقع هذاالنـيزك على صحارى النفس براحة قلما يجود بها الزمان .

أمومة حانية تغزوكَ بالنظرات. البسمات قلادة من لؤلؤ أبيض . هو العصير المؤتلِف بنكهة لا تجدها إلا في بيئة تبدو أجنبية الملمح والهوى ، فأنت تدلُف للبيت ، بل لوطنٍ جديد ودُنيا تُطْرِب . المدخل والأشجار والعصافير تضج ألحانها وأنت مُقبلٌ على صحن الدار . تخفت زغاريدالطيور مع وقع خطواتكَ وأنت تسير إلى صالة الضيافة . فعصير الذين ركبوا البحر في الزمان القديم ، جاءت بهم خيارات الرزق و الترحال لبلادنا ، وأصبحوا لحمة من جسد هذا الوطن .كانت في حينها جاذبة للعيش وللتجارة وللتراضي بين الأجناس والأعراق والديانات .
أجلس أقرب المجالس ويأتيني شراب العصير بنكهة لها طعم في الزمان والمكان . شراب له وقع غريب في نفس الطفولة وشهواتها التي لا تنتهي .

لمأعرف لمِ تسللت بلورات توشك أن تُغسل العيون دمعاً مِدراراً وأنا أتذكر تلك الصفحات المورقة الجميلة في الزمان . للطفولة مجساتٌ تتلمس بها أنت كيف تكون الحياة حينتبدأ وتنتشر و تضرم نيرانها الدافئة في الشتاء فتحس الدفء ، أو تُثلـج الصدور بنسمات باردة في الحرّ فتعرف أنت الأمان في الصُحبة . تتكور الجزيئات بأجمل ماحبستني فيه الذاكرة من قديم الطفولة وبهيّ الطّلع من حطبها زكي الرائحة ، حين تُلهبه المجامر .

تذكرتُك الآن سيدي " فيليب " أيها الرفيق سَمح السيرة من بطن ذاكرة الطفولة حين حفرت فيها و وجدتُك كنزي حين أنرت مصباحي الذي أرى به أن الكون مليء بعوالم أخرى كانت أجمل بكل المقاييس . نقتسم معها الحياة الإنسانية فيأنضر صورها وأتمّ جلالها . بلون ثقافي وعرقي وديني مُختلف . إن دققت الملاحظة تسمع ترانيم اللغة الأخرى تلون العامية التي بها يتحدث " فيليب " فهو يتقن العامية دون شك . تراه وتتعرف عليه لتُحبه فليس لك خيار آخر ، إذ إن النهر مصيره إلى المصب . لم نكن نعرف التوجس من الآخر . لقد تأسست أم درمان التي عشناها بكل أطيافها الذين نعيش بينهم . يُفرحنا أعياد الآخرين وتُطربنا أفراحهم ، ونحزن لأحزانهم . نشترك معهم كل ضروب الحياة . صورتهم كصورنا ، بلور صافٍ من إنسانية نقية. لون بشرتهم أكثر بياضاً، شرّبته الشمس عندنا بحُمرة ، ولم نكُن نلحظ رفعة أو تعالٍ. لغة أخرى سمعتها وهو يخاطب والدته ، ولولا الضرورة و حُكم الاعتياد لما سمعتها. .

تآنستُ معك وأنت مسيحي في زمن التصالُح بين الأجناس والديانات والأعراف . كنت تتلفح مثلنا بجُلبابك الأبيض الناصع ، وعُمامتك كالرحّالة في بلاد المستعربين والأفارقة، ولكنك أجمل في رونق بهائك وأكثر ألفة بيننا ، ولا تُصانع ودنا بل تُحب وتستأنس وتضحك من القلب . رداءك أكثر وسامة ونقش الأبيض من لباس المدرسة أكثر وهجاً. ترتدي زي أهلنا وتحب العُشرة .

كنتُ أتهيبُك أول أمري . وعندما قالوا مسيحي وأصوله القديمة من بلاد ما بعد البحر المتوسط ، تداعت بيوت الخوف في نفسي إذ لا غرابة فقد اعتدت الملامح . فمثله كان العم " خورينة" شقيق والدي من الرَضاعة . بلا عجب كان المسيحي " خورينة " شقيق والدي من الرَضاعة . يقضي هو في بيت الأسرة الكبير كل جمعة مقيلاً مع عماتنا ، ويُحب الوجبات السودانية . وتجده منشغلاً بأقاصيص عمتنا " سعدية " وهي تحكي تفاصيل فلكلور الأفراح :
( القيدومة ـ السبوع ـ دق الريحة ـ الجِرتِق ـ قطع الرحط ـ الأربعين ـ التعليمة ـ الحِد ،الرحمتات ...الخ )
وتجده العم " خورينة " يفتفِتْ " من الضَحِك !. يرتج جسده من فرح غامر . تلك الحيوات التي شهدتها ،تجعلني قريباً من الذين يختلفون عنا بتلون ثقافاتهم وأعراقهم ودياناتهم ولكنهم معنا بإنسانيتهم التي تعلو . عندما نقترب منهم نجدهم من أحباء عُمرنا الجميل ، وما انتقص ميزانهم في أنفسنا قيد أنملة .

تعرفت على " فيليب " . وديعاً كان هو. وسيماً برسم هياب . كنا نعرف بعضنا رفاق الفصل الدراسي والنهر " ج " من أصل ثلاثة أنهُر ولكل نهر أربعة فصول . تبدأ من السنة الأولى وتنتهي في الرابعة ومن بعدها اختبارات الشهادة المتوسطة تمهيداً للثانوية ." أم درمان الأهلية الشمالية الوسطى " كانت مدرستنا . بينها وبين منزل الزعيم إسماعيل الأزهري طريق يفصل "حي الملازمين" عن حي"بيت المال" . شرق المدرسة ميدان مُتسع لكرة القدم ولمنافع أخرى ، وعلى طرفه الشرقي " مُدفع رمضان ".
حملت المدرسة اسم التعليم الذي أسسه أبناء الوطن ، وصارمن بعد تعليماً حكومياً . المرحلة الوسطى أربع سنوات من بعد أربع مثلهُن في المرحلةالأولية وتليها أربع أخرى للمرحلة الثانوية . هكذا كان النظام حينها .
قلت له ذات صباح :
ـ أ لديكم قرآن مثلنا ؟
قال :
ـ ليس كذلك بالضبط ولكن لدينا الإنجيل ، وهو يشبه القرآن في قداسته.
قلت:
ـ أيمكنني أن أراه .
قال :
ـ ليس من المناسب إحضاره هنا ، ولكن إن زرتني في البيت سأعطيك واحداً لتقرأه ،يوجد واحد مكتوب باللغة العربية . ليتك تزورنا يا عبد الله فبيتنا قريب من هنا .
قلت :
ـ شكراً جزيلاً لكْ
قال :
ـ ألا تخشى التأثُر إن قرأت إنجيلنا؟ .
قلت :
ـ سأقرأ ما تيسر فلدي في البيت مكان مُخصص للمكتبة وللاستذكار.
ثم عقبت :
ـ لمَ لا نتدارسه هنا مثلما أنت تدرس مثلنا " مواد الدين الإسلامي " ؟ ، فأنت تدرس الإنجليزية والرياضيات والجغرافيا والتاريخ واللغة العربية ، مثلنا تماماً .
قال :
ـ نعم .. هذا هو نظام التعليم الحكومي السوداني .

رغم أننا جميعاً في مدينة واحدة هي أم درمان ، هو يسكن وسطها وأنا أسكُن جنوبها ، ولكنا كنا نتراسل بالبريد في العطلات . نحكي في رسائلنا عن كيف نمضي العطلات ، وكيف كنا نتشوق أن نلتقي فقد كانت المدرسة باجتماعياتها حياة متنوعة جاذبة ، وكان الضبط سيداً مُقدساً ، وكان التأديب وفق النظم العالمية القديمة : جفوة عند الأخطاء ومحبة مُضمرة ، تعرف ثمرتها الحلوة في المآل . كان " فيليب " وسطاً تأتلف عليه القلوب والأنفس . يغلبك بالود ويتخير أكثر الألفاظ طلاوة وينشر الغمام من فوق صيفنا اللاهِب. وديع لطيف وقوي عند الحاجة . متوسط الطول :

" ماهو الفافنوس ماهوالغليد البوص "

كانت المدرسة الوسطى في زماننا بيتنا الثاني . الفصل الدراسي نيف و أربعون تلميذاً . نحضر عصر كل يوم للاستذكار في المدرسة مساءً ، وتلك من الفروض الرئيسة التي يتعين تأديتها كل يوم . أسماؤنا ندونها على كُراسة الحضور ،والغياب إثم وبيل . تبدأ ساعات الاستذكار حصصاً مُقسمة تفصل بعضها الأجراس. تبدأ منذ العصر وإلى السابعة والنصف مساء . لكل فصل دراسي مدرسٌ يجلس أمام الطاولة التي تواجهنا ، ويقدم العون لكل تلميذ صعُبت عليه مسألة أو درس . تجد أساتذتنا وقد غشتهم رأفة بنا في المساء . ينشرون الود ، ويجلسون معك حتى ترتوي . كانت أجور المُعلمين تكفيهم فقد كانوا علية القوم وأزهار الطبقة التي تتوسط بين الغنى والفقر[FONT=Simplified Arabic].[/FONT]

نأتي بلباس المدرسة الرسمي " الجلباب والعمامة " مع الحذاء الذي يناسب . المواصلات العامة متوفرة تلك الأيام . الشركة العامة للمواصلات ، مواعيدها مضبوطة ، تأتي لمحطاتها بالركاب أو بدونهم .على رأس كل نصف ساعة يتيسر الحضور والمغادرة وأنت آمن . للعاملين في المواصلات العامة أزياء خاصة بهم تكسوهم هيبة .

مضى الزمان بأسرع من لمح البصر ، وخسفنا الزمان في مَجرات العُمر من بعدأن انحدرت الحياة المُتسامحة إلى القاع . لقد ظلمنا أنفسنا جميعاً حين احتجب التسامُح ، وأسهم فيه الكثيرون بالقدح المُعلى وجاء زمان الحصاد المُر . وغادر الأهل والأحباب من الطرف الآخر من معادلة المواطنة . غادروا لوطن الجدود الأوائل ،أو مدت لهم " أستراليا " و " كندا" يد الترحيب فهاجروا فأرض الله واسعة ، وقلوبهملم تزل تُحب أهل السودان وعشرتهم الطيبة ، فما صنع أهل السياسة ومكر السوء خيراً أبداً .

لستُ أدري لِمَ تراقصت أمام ناظري أبيات المتنبي الشعرية وأنا خارج من كهف الذاكرة مغتسل بمياه أيامنا الراحلة ومتزرٌ بألوان الطفولة الزاهية ، وكتفي ينوء بأحمال ثقال :

وَ إني لنَجمٌ تَهْتَـــدي صُحبَتي بِهِ ...
إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ
غَنيٌّ عَـنِ الأوطان لا يَــستَخِفَّنـي ...
إلى بلـدٍ سَافَرْتُ عنهُ إيَــابُ
وَ للسرّ مــني مَـوضعٌ لا ينالُـهُ ...
نَديمٌ
وَ لا يُفضــي إليهِ شَــرَابُ


عبد الله الشقليني
15/8/2009
اغرب بلاد العالم السودان..التحيه لك عبدالله الشقليني وصاحب البوست احمد امين.



هشام ديدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 04:00 AM   #[17]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

تسلم على المرور الرقيق اخ هشام



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 08:17 AM   #[18]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مسعد حنفي مشاهدة المشاركة
برضو ختيت اللوم علي غير المسلمين..
هو منو البطالب المسلمين بالتخلي عن شريعتهم وأوامر دينهم..
.
لو قريت كلامي كويس حاتعرف ان اللوم في الاساس يقع على بعض الجهلة من المسلمين وبعض المأجورين والعملاء للدوائر الاستعمارية التي تريد ان تستغل التنوع الاثني والقبلي والديني والطائفي لفتيت واضعاف المجتمعات حتى تسهل السيطرة عليها واخضاعها

فهذه هي اساس المشكلة واساس الحل (لمن لايريد ان يدفن رأسه في الرمال )
راجع الرابط ثم الفيدو وحا تعرف المقصودين وتتعرف عليهم عن قرب


http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=26852


http://www.youtube.com/watch?v=-fD_anN-ex8



التعديل الأخير تم بواسطة صديق عيدروس ; 26-12-2013 الساعة 08:52 AM.
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 09:22 AM   #[19]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

فمثله كان العم " خورينة" شقيق والدي من الرَضاعة . بلا عجب كان المسيحي " خورينة " شقيق والدي من الرَضاعة . يقضي هو في بيت الأسرة الكبير كل جمعة مقيلاً مع عماتنا ، ويُحب الوجبات السودانية . وتجده منشغلاً بأقاصيص عمتنا " سعدية " وهي تحكي تفاصيل فلكلور الأفراح : القيدومة ـ السبوع ـ دق الريحة ـ الجِرتِق ـ قطع الرحط ـ الأربعين ـ التعليمة ـ الحِد ،الرحمتات ...الخ ) .
(1)
تداعت الذكريات وأفصل :
كنت في كل مرة أدلف للنفاج ليقودنا إلى بيت عمتي ( سعدية الشقليني ) في صباح كل جمعة في ستينات القرن الماضي ،كنت أجد عماتي قد اجتمعنّ ووسطهنّ رجل في نفس لون بشرتهم ولكن أكثر بياضاً ، وكانوا يطلقون عليه ( خورينة )
كانوا حينها يجلسون يستأنسون ويضحكون ، ويدخل ابي ويشاركهم الحديث بعض الوقت ويتركهم لبعضهم . كان ( خورينة ) يجلس على كرسي الخيزران ، وأمامه منضدة فيها كوب الشاي أو القهوة . كان ( خورينة ) ضخم الجثة ، يرتدي قميصاً أبيض وبنطال بحمالات . كانوا يتبادلون الحديث بينهم ، ويقطعونه وهم يقهقهون من الضحك . وعرفت لاحقاً أن عمتي كانت تقول ( هو أخونا في الرضاعة ) .
تعجبت ، وحكت لي الحكاية :
أتذكرون قبل عام وأكثر أن هنالك دعوة ضد الأتراك بأنهم قاموا بإبادة الأرمن في مطلع القرن العشرين ، ويجب أن يعتذر الأتراك عن هذه الإبادة . وقد كان الأمر كما ورد تفصيله من بعض المصادر ، يكشف قسوة الدولة العثمانية ضد الطوائف الأخرى :
وبعد حرب الإبادة الجماعية من الأتراك ضد طائفة الأرمن في عام 1915 م ، وبعدها بسنوات ، فكرت أسرة ( خورينة ) في السفر إلى تلك البلاد من السودان عن طريق السكة حديد من أم درمان إلى بوتسودان وبالسفن بعد ذلك ، وقررت أسرته أن تترك الطفل الرضيع لدى أسرة سودانية مسلمة ، وقد شاور والده جدي إبراهيم الشقليني في الأمر ، ورحب به ، وأكملت رضاعته جدتنا ( زينب خليل الشقليني ) . ويبدو أن تاريخ الرضاعة بعد أن انتهت الحرب ، ومضت سنوات الاستقرار ، على ما يبدو في أوائل العشرينات من القرن الماضي .
ومنذ ذلك التاريخ وإلى حضور أسرة خورينة من السفر بعد تفقد آثار الإبادة المروعة ، صار ( خورينة ) يقضي منذ الصباح وإلى قبل صلاة الجمعة بين أخواته في الرضاعة ، يستأنس في قصصهن ، وسير العادات . رحل هو في أواخر السبعينات فبكينه عماتي بكاء ممض . قضين كل ايام العزاء من الصبح إلى المساء يخففنّ المصاب ، ويعملن في مطبخ العزاء والإشراف على الأضياف ....
تلك من السيرة الذاتية
(2)

مذابح الأتراك بحقّ الأرمن والسريان أحداث الإبادة الجماعية

المذابح التركية بحقّ الأرمن والسريان والأشوريين عام 1915 تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. يقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة. مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، يرى عدد من الباحثين ان هذه الاحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.
ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، والباحثين يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن. وكلمة الإبادة الجماعية قد صيغت من أجل وصف هذه الاحداث.
توجد اليوم العديد من المنشآت التذكارية التي تضم بعض رفات ضحايا المذابح، ويعتبر يوم 24 نيسان من كل عام ذكرى مذابح الارمن، وهو نفس اليوم التي يتم فيه تذكار المذابح الآشورية وفيه تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول. وبعد ذلك، طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء من ما هو الآن سوريا، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، المجازر كانت عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء.
http://www.aztagarabic.com/archives/4906



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 26-12-2013 الساعة 12:05 PM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 09:49 AM   #[20]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشقليني مشاهدة المشاركة

ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث،



التعديل الأخير تم بواسطة صديق عيدروس ; 26-12-2013 الساعة 09:58 AM.
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 12:54 PM   #[21]
رأفت ميلاد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية رأفت ميلاد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق عيدروس مشاهدة المشاركة
أخ عيدروس هذه الضحكة الصفراء مزعجة جداً .. فيها أدعاء بالمعرفة الكاملة وسخرية من الكاتب ووصفه بجهل بائن .. ولا يمكن أن يكون الشقلينى هو ذلك الرجل فأنت قطعاً لا تعرفه

من الأفضل أضافة رأيك المخالف بهدوء بدون مثل هذه التلميحات الجارحة التى لم نعهدها فيك

حاشية:

متن الموضوع لم يكن بأى حال من الأحوال علاقة مسلم بمسيحى .. بل قصة صداقة وتوأمة فريدة



التوقيع: رأفت ميلاد

سـنمضى فى هذا الدرب مهما كان الثمن

الشـهيد سـليمان ميلاد
رأفت ميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 02:28 PM   #[22]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت ميلاد مشاهدة المشاركة
أخ عيدروس هذه الضحكة الصفراء مزعجة جداً .. فيها أدعاء بالمعرفة الكاملة وسخرية من الكاتب ووصفه بجهل بائن .. ولا يمكن أن يكون الشقلينى هو ذلك الرجل فأنت قطعاً لا تعرفه

من الأفضل أضافة رأيك المخالف بهدوء بدون مثل هذه التلميحات الجارحة التى لم نعهدها فيك

حاشية:

متن الموضوع لم يكن بأى حال من الأحوال علاقة مسلم بمسيحى .. بل قصة صداقة وتوأمة فريدة
رأفت ميلاد يتكلم الحقيقه



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 02:57 PM   #[23]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

اعذروني لقد اصيب هاتفي بالجنون على ما يبدو



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد أمين أحمد محمد ; 26-12-2013 الساعة 03:55 PM.
التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 03:58 PM   #[24]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

الاختلاف حول من الصحيح فينا ومن الخطأ وكيفية الحوار ..هذه هي المشكلة .. أنت تزرع الكراهية بلا توقف ثم تتوقع أن تحصد التسامح .. منذ ثلاثين عامًا والناس تتعامل على أن كراهية المسيحيين ركن جديد من أركان الإسلام .. الرجل يسرق ويزني ويكذب ويتكاسل عن العبادات، لكن حينما تأتي سيرة الأقباط تشتعل النار في عينه ويتحول إلى المدافع الوحيد عن دين الله .. هل نندهش بعد هذا لو تعامل الأقباط بالمثل ؟.. النتيجة أن هناك اليوم الكثيرين من المتعصبين وسط الأقباط يعاملون المسلمين نفس المعاملة وأسوأ .. ألا رحم الله الأديب المصري العظيم أحمد بهاء الدين الذي حذر من انتشار شريط (ديدات) و(سواجارت) في بيوت المصريين، وقال كلمته التي لن أنساها بعد عشرين سنة: "كأن النار بحاجة إلى من يسكب عليها هذا البنزين ! .. إن هذا الشريط مقبول في الغرب حيث يوجد انفتاح ثقافي يسمح بهذا الجدل الديماجوجي ..لكن ليس عندنا "..لم يصغ له أحد وظل المصريون وكثير من العرب يتداولون الشريط كما يتداولون شرائط المصارعة الحرة ..نصحنا المفكرون كثيرًا أن هناك فارقًا بين معاداة اليهود ومعاداة الصهيونية ، بينما تجد أن عبارة كراهية اليهود شائعة في الأدبيات العربية .. هكذا تلعب إسرائيل على نغمة ذكية كالعادة هي أن العرب لا يكرهونها إلا لأنها دولة يهودية .. ليس لأن الصهاينة نازيون وقتلة ولصوص أرض ولكن لأنهم يهود.. والعالم الغربي على أتم استعداد لتصديق هذا ..--نفس الشيء يحدث على نطاق عالمي واسع .. اليمينيون على الطرفين ازدادوا تطرفًا .. يكفي أن ترى مجادلات المسلمين والهندوس في أي منتدى يضم الاثنين لتصاب بالرعب ..المشكلة أن الفجوة تزداد اتساعًا وصار من العسير جدًا إصلاحها .. كيف يمكن وقف عجلة الحقد الدائرة عند الطرفين ؟.. هل تتصور أن تدخل على مواقع هؤلاء المخابيل لتقول إن الإسلام ليس كذلك وإنهم يفهمونه خطأ .. الخ ؟



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 07:16 PM   #[25]
عمر صديق
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخ امين احمد امين
كتابتك اخرجتنى من قوقعة احزانى التى اريد ان اذهب بها بعيدا
ثم رثاءك لصديقك وهو حى بيننا سخرية من الموت وكشف زيفه رغم انه هو الحقيقة الكبيرة
كتا بتك جعلتنى افكر بان الاحياء هم اموات والاموات هم احياء ولكننا هل ندرك ذلك
دمت بحب ووفاء لصديقك واطال الله فى عمره



التوقيع: الله لى ...للخمر نكهة الابد
ولبشرة الحبيب ملمس الظلام
محجوب كبلو
عمر صديق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 09:06 PM   #[26]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر صديق مشاهدة المشاركة
الاخ امين احمد امين
كتابتك اخرجتنى من قوقعة احزانى التى اريد ان اذهب بها بعيدا
ثم رثاءك لصديقك وهو حى بيننا سخرية من الموت وكشف زيفه رغم انه هو الحقيقة الكبيرة
كتا بتك جعلتنى افكر بان الاحياء هم اموات والاموات هم احياء ولكننا هل ندرك ذلك
دمت بحب ووفاء لصديقك واطال الله فى عمره

البركة في جيتك دي ياعمر..
المرة دي مالك طولت من القاهرة..



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2013, 12:06 AM   #[27]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

Thanx Omar a lot for your kind words



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2013, 09:43 AM   #[28]
هيثم علي الشفيع
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية هيثم علي الشفيع
 
افتراضي

أخي أحمد..
تحياتي واحترامي
إذ أنها المرة الأولى -لأسفي- التي أقرأ فيها لك
واندهشت لعضويتك القديمة في سودانيات لكن دهشتي تراجعت نوعاً ما بعد أن وجدت عدد مشاركاتك القليلة ...
المهم :
أنني استمتعت أيّما متعة بقراءة النص ...أو المقال
ولا أدري هل هو سرد لأحداث حقيقية وأبطال حقيقيين ، أم هو قصة قصيرة مكتوبة بشكل مبتكر وبديع...؟؟
شخصياً .............أتمنى الثانية

وفي الحالتين...

أخذتني بعيداً لعوالم ذكرياتنا السابقة مع شقاوة الأطفال وميلاد الصداقات الحقيقية ، وخلافات الأصدقاء و....و..........و................
أشكرك كثيراً -سيدي- على هذه السياحة الممتعة..
وأنا ...غير عمو رأفت....أعجبني هذا الجزء أكثر من الذي سبقه:


على قدر علمي لم أحاول قط ان ألتقط لنفسي صورة مع اختي لأثبت أن علاقتنا ودية



التوقيع: ضُلَعاً ممنوعة من الفرحة..
من حقّها تبكي بحرية.


(حمــــيّـد)
هيثم علي الشفيع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2013, 01:46 PM   #[29]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

الاخ هيثم الشفيع
اشكرك على المديع الرقيق الذي لا استحق ربعه.. نعم انا عضو قديم في المنتدى لكني - اعترف - كسول جدا..
القصة حقيقة ككل ما كتبت من قبل.. ولو تصفحتا بقية كتاباتي ستعرف لم..
اشكرك بحرارة



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-12-2013, 05:58 PM   #[30]
حسين عبدالجليل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

تحياتي أخ أحمد أمين :

نص جميل , استمتعت بقراءته .
كتابة رائعة و صادقة دفعتني للرجوع و البحث عن كتاباتك الأخري بسودانيات .

لاتطول الغيبة .



حسين عبدالجليل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:10 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.