الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 15-02-2006, 01:51 PM   #[1]
imported_جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي وشوشة في السياسة..رسالة إلى قلبها ..

[align=center]


[size=5]وشوشة في السياسة
رسالة إلى قلبها ..
[align=justify]
جمال محمد ابراهيم
jamalim@yahoo.com

من أين أبدأ معك أيتها العزيزة ، و اليوم كان أشد رهقاً و أكثر ضيوفاً ، و أوفر نطقاً . . ؟ لكن هم لم يدعوني أكمل النظر في مسألة السياسة عندكم ، و خلافات الرأي مع من حولك . رؤيتك له أن بعض آرائهم تصدر عن عقل منغلق ، يرى بمنظار أناني ٍ في الذي حوله في الساحة ، فلا يكاد يميز بموضوعية ، تفاعلات اللاعبين فيها . عرفت من حديثك أن تفكيرك إلى اليسار أقرب . لكن الذي أريد توضيحه ، أني قد لا أكون بعيداً عن مكان وقوفك ، و لكن أمر الدين يزعج . أنا لا أريد للدين أن يكون ذلك الفكر الذي يتحكم في السياسة ، التحكم المطلق . و أنا أيضاً لا أحسب أن الإنتماءات السياسية ، تكون خالية ، في التحليل الأخير، من أثر الدين عليها . لا أدعو لطلاق ٍ بين الدين و الدنيا ، بل نظرتي موضوعية ، تحسب الأمور بلا انحياز ٍ لهذا أو ذاك . كنت في يوم ٍ ( و نحن الجيل الذي تفتح على زعامات لها كاريزما وانشداه : عبد الناصر - الأتاسي – صلاح جديد –بومدين – كمال جنبلاط – عبد السلام عارف إلخ ) أؤمن بالتوجه الداعي لإحياء القومية العربية ، و لكن هذه الدعوة لم تكن خلوّاًَ من عنصر الدين ! هذا نوع من الفكر لا يمكن أن يتعايش مع انفتاح الحضارات ، و تداخل المجتمعات ، و تلامس ثقافاتها ، مثل الذي شهدناه في النصف الأخير من القرن العشرين ، فكان اندياح التنمية و قيام الشركات متعددة الجنسية ، هي بدايات الذوبان الكبير . ثم بدأ اندحار الإيديولوجيا ، و الإيديولوجيا ليست هي الدين ، و إن بدت فيها ملامح شكلية منه . مصيبتنا الكبرى في الشرق الأوسط ، أننا غمسنا الدين كله في السياسة ، و تخيلناه العصا الغليظة ، ُترفع في وجه الفكر اللاديني . لسؤ فهمنا ، قام البعض من مفكرينا باختزاله في الماركسية و اليسار عموماً . لم يقصّر الماركسيون ، و رفعوا الشعارات الحمراء المستفزة ، ووقعوا في فخ إستعداء الدين . هي حلقة مفرغة ، تضاعف نفسها ، و تدور حولها . انشغلنا ببناء الكيانات الصغيرة على أسس الهوية الضيقة ، و اللغة المحدودة ، و الإقليم الأصغر ، فيما كان العالم الغربي ، في نصفه الغني ّ، قد اتجه لبناء الكيانات الكبيرة ، سوق أوروبية ، و كومنولث ، و اتحاد أوروبي . الشركات المتعددة الجنسية كانت هي البداية ، ثم وصلنا لثورة الإتصال و المعلوماتية و لبّ التواصل . نحن في عصر انهيار القوميات و تذويب الكيانات الصغيرة . لا حياة لقوميات تتقوقع حول نفسها . حركتنا السياسية لم تفطن ، لا في السعودية و لا في سوريا ، و لا لبنان و لا ليبيا و. . . كل البلدان العربية . ربما أستثني مصر ، بحكم ريادتها الثقافية و الإقتصادية و السياسية ، فقد أمكن لها أن تقاوم الذوبان الكاسح . . أو قل أبطأت أثره إلى حين . لكن ألم ننشيء تنظيمات دينية ، إسلامية أو مسيحية ، مناوئة للتيار القومي العروبي الذي ساد في الخمسينات و الستينات ؟ تلكم الفترة التي استشرفت فيها "الحضارة الغربية " بدايات ثورة الإتصالات و المعلوماتية . . و الإنترنت ! لم يكن "الغرب " في حاجة لقنبلة نووية لتذويب الإتحاد السوفيتي ، بعد السجال الطويل الذي سماه التاريخ ، " الحرب الباردة" . الروس لم يتنبهوا و أخذتهم الغفلة . حسبوا ساحة المنافسة ، هي الفضاء و الأقمار الصناعية و التجول في القمر ! " الغرب " الذي أعني ليس في نظري كيان واحد بلون ٍ واحد ٍ ، و قبعة ٍ واحدة ٍ، بل هو كيان قزحي ، آمل أن يتسع الصدر ، لقبول التعبير على علاته البائنة !

هل سمعت أبداً ، أيتها العزبزة ، بعالم ٍ روسي ، برع في الإتصالات الإلكترونية ، أو في الرقميات . . ؟ ! هل سمعت ب "بيل جيتس " روسي ؟ تلك كانت الغفلة و الفاجعة ، هاهو الغرب يتفوق و الولايات المتحدة معه ، ثم كانت هزيمة الإتحاد السوفيتي ، وهي هزيمة فلسفية محضة ، لم ُيرق فيها الدمّ ، و لم تزهق فيها أرواح ، في مذابح البيروسترويكا و الجلاسنوست . الذي طاح هو الإيديولوجيا و رموزها : لينينجراد و ستالينجراد ، و التماثيل إياها !

ثم أعود معك إلى عالمنا العربي ، و الشرق الأوسط . لقد وقعنا في فخ المواجهات بين التيار القومي العربي و الآخرين في الشاطيء المقابل . لم يكن في يد الآخرين ، غير راية الدين ، مسيحيين من الكنائس الشرقية أو الغربية ، أو مسلمين : أخوان مسلمون . موارنة . سنة . شيعة . . . . ودخلنا عصر الطوائف ، و التدهور و التفتت و دمار الذات . الإيديولوجيا التي خالطت الدين ، انتصرت على التيارات العروبية المندحرة ، فقد هزمها انفتاح اقتصادياتها ، وهي في الأصل تقوم على أساس من إنغلاق الجنس و الهوية و اللغة ، فلم تسلم في اندياح سنين الأنفتاح .

لكأنها وقفت أمام الغرب المنتصر ، بانفتاحه و تقنياته و ثورته في المعلوماتية ، تقول له : بيدي لا بيد الغرب . . ! لكن من ضّيع نفسه بسبب من قصر نظره ، سيتجاوزه المبصرون ، و يأكلون قوته و قوت أولاده . ألا يستهدفنا الغرب الآن ، بدعوى الإرهاب ؟ أنظري حولك الآن يا عزيزة ، ترينهم لا يكتفون بذلك ، بل يريدون " تديين" الإرهاب ، و صبغه بألوان العقائد و الأنتماءات الدينية و الطائفية ، حتى يؤطرعنقه تماماً على المقصلة المنصوبة ، فيقطع رأسه تماماً . لقد سمعنا من بوش أول ايام 11 سبتمبر ، قوله إنها "حرب صليبية ضد الإرهاب الدولي " ! ، ثم أجبروه أن يبلع اللفظ سريعاً ! لكنه لم يبلع المعنى ! المتهورون و الممسكون بزمام الأمور، في الكيانات عابرة القارات ، لا يميزون بين الإيديولوجيا العقائدية التي تسيّس نفسها ( الإتحاد السوفيتي ) ، و الإيديولوجيا الدينية التي تلبس قناعات القومية و قبعاتها ، أوعمائمها إن أردنا الدقة . . مثل فعلنا نحن في السودا ن ، فكنا اللقمة السائغة ، تبتلع بلا ثمن ! أو مثل غباء طالبان في أفغانستان ، يكفّرون التلفزة وأشرطة الغناء و تماثيل الآثار . . و جماعة حزب الله التي استجلبت المخاطر أينما حلت ، إلا إذا لزم أتباعها العقل المبصر ، لا يخسر العقيدة ، و لا يندفع في مواجهات غير مربحة .

الدين و العقائد و الإيديولوجيات و العنقاء ، لن تتصالح يسيراَ مع واقع متجدد و انفتاح واسع في الإتصالات و المعلومات ، ينتظم عالماً يتجه بكلياته نحو التحول إلى محو الحدود وإلغاء التأشيرات وغسل ألوان الأعلام ، وتسوية التمايز في العملات و المبادلات التجارية . نحن إذن نتجه إلى تعريف ٍ جديد لمفهوم الوطن ، و لا يحدثنا كائن من كان ، عن القومية و العروبية و العروبيين ن ولا عن فقدان مقوماتها ! الأخطرشأناً ، أن سيادة الدول آخذة في التآكل بتواتر مستمر . نحن نعيش في السودان ، وضعًا خطيرًا . في العراق ، كلنا نتابع بأم أعيننا ، كيف تذلّ أمة ، و يذل َ رئيسها . ألا ترين أنهم لم يفعلوا بنورييجا ، قبضاي الباطنية في بنما ، فعلهم بغبيّ العراق ، الذي أعطاهم فرصة لم يشهد التاريخ مثلها . كلنا نعرف كيف انتهى هتلر . أما كان بإمكانه أن يفعلها ، و يساعد شعبه ، بدل أن يدخل أجحار الجرذان ! ؟ هاهو قد أعطاهم السانحة ليُدخلونا كلنا – في جحر "الشرق الأوسط الكبير" – وأجلسونا في قاعات الدرس لغسل الأدمغة ، و ما علينا إلا الإذعان . ! ليس ثمة أمل فيما أرى . نحن في خضم حرب ٍ عالمية رابعة ، نخوضها بلا إسم و لا توصيف ، و لا تسمع في ساحاتها الحقيقية قعقعة السلاح ، بل نسمع تكتكة الكيبورد ، و سفر الصور و الإنس -على قول "ود تكتوك "-بالبيوت و الكلام بالخيوط ، و الألياف التي تصنع مفاهيم التحكم و السيطرة الجديدة ، بالحواسيب و الإنترنت !

لقد قرأت مقالا خطيرًا قبل أيام ، بعنوان : "من يتحكم في الإنترنت ؟ " و أذكر أني كتبت فيما كتبت ، مقالا قديماً في الشرق الأوسط اللندنية في عام 2001 ، و بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، أننا مقدمون على حرب فلسفية تدور رحاها في أدمغة الفلاسفة و المفكرين . . هل ترين صواباً في رأيّ هذا ؟ !


نشرت في سودانايل تزامناً ..
[/align][/align][/size
]



imported_جمال محمدإبراهيم غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:19 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.