الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-2006, 03:56 PM   #[1]
imported_شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_شوقي بدري
 
افتراضي

وكانت هذه مداخلة العزيز ياسر فى نفس الموضوع ، ومن ثم مداخلتى له .


عزيزي شوقي بدري

تحية المودة والمحبة

أشكرك أجزل الشكر على إهدائك هذه القصيدة العظيمة المليئة بالشعور الإنساني النبيل لأستاذنا الراحل العظيم كمال إبراهيم بدري.. والآن عرفت سببا آخر لعظمة هذا الرجل.. إن وراء عظمته حزنا نبيلا، فهو حبيب الله، لان النبي عليه الصلاة والسلام قد قال: إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه.. ولا يعني هذا أن الإنسان لا يبكي لفقد الأحباب ولا ينظم الشعر الذي يخلد لحظات الألم في ذاكرته وفي ذاكرة الآخرين.. رجل يفقد شقيقته وبنته وابنه وابن أخته في لحظة واحدة، ثم يراه الناس متماسكا، وهو بالفعل صابر، ساكن كالجبل، ولكنه من الداخل كأنه السحاب.. "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب".. كيف لا يكون سحابا وقد انهمرت مشاعره الدفاقة شعرا حزينا رقيقا يكاد المرء يرى الحدث فيه وكأنه قد حدث الآن أمامه، فأجرى الدموع.. لله درك من رجل يا أستاذ كمال، وسلام عليك في الخالدين، وسلام على ابتسام وسوسن وإبراهيم وأيمن.. ونشكرك يا شوقي أن عرفتنا بهذه الأرواح الطاهرة حتى نتوسل بهم إلى خالقهم.. نسألك اللهم بحق شهادتهم وبحق براءتهم أن ترفع عنا الحزن والألم وتزيل عن بلادنا الأشرار الذي قتلوا الأنفس ونهبوا الأموال وثروات البلاد، وظلموا المساكين ودمروا التعليم والصحة وأفقروا أهله وشردوهم في المنافي المختلفة..

هذا يسوقني إلى ذكر حادثة غرق محمد محمود محمد طه، إبن الأستاذ الأكبر، المولود في حوالي عام 1944.. يقول الرواة أنه قد غرق في نيل رفاعة في عام 1954 وكان له من العمر 10 سنوات.. كان والده الأستاذ محمود في العاصمة، ويحكي الناس أنه قد اتصل بالتلفون في نفس ذلك اليوم وسأل عن ابنه محمد وقيل له أنه بخير، ثم أنه اتصل مرة أخرى ليجد الخبر بأنه قد غرق وأن جثمانه لم يعثر عليه بعد، فأسرع الأستاذ بالعودة إلى رفاعة، وبحث الغطاسون عن جثمان الصبي محمد ولكنهم لم يجدوه.. كان الأستاذ صابرا ويُحْكى أنه قال أنه لا يتوقع أن يتم العثور على الجثمان، ويُقال أن حادثة الغرق قد ارتبطت برؤيا منامية كان الأستاذ قد رآها .. وربما يستطيع أحد قراء هذا المنبر، مثل الفاتح التيجاني، أن يكتب لنا ذكريات من كانوا شهودا لذلك الحدث المأساوي أو الذين سمعوا من أولئك الشهود، وأنا أخص هنا الأخ الأستاذ التيجاني صديق، والد الفاتح، والأخ محمد علي مالك.. سمعت من أحد معاصري محمد وأصدقاء طفولته أنه كان عازفا للمزمار ولا يزالون يذكرون أنه كان يعزف في ذلك اليوم الحزين أغنية كانت منتشرة في تلك الأيام، وهي أغنية حزينة تقول كلماتها:

كان بدري عليك
تودعني وأنا مشتاق ليك
كان بدري عليك وعلى وداعك
يا مغري وفاتن إبداعك
رحت وما زال عندي شعاعك

فيا سبحان الله.. سأحاول في بوست قادم أن أرسل لكم صورة محمد محمود محمد طه..

لقد وجدت أحد مشاركي منبر الفكرة الحر قد أورد اليوم بعض المقتبسات من كتابات الأستاذ محمود محمد طه، وقد خطر لي أن أشارك بشئ من تلك الكتابة، فإنه إنما هي الفيض الذي جرى من الأستاذ محمود صاحب الحزن النبيل وصاحب القلب الكبير والفكر الدقيق..

¯ هل المسكنة HUMILITY فضيلة يحضنا عليها الأسلام ؟
نعم !! وهى تعنى عنده التواضع الفكرى ... تعنى معرفة العقل لصغر شأنه بإزاء الكمال الإلهى الذى يتعالى ، ويتعاظم عن أن يحاط به . والمسكنه عندهم تعنى العجز عن الإدراك المحيط بالله، ومن أجل ذلك قالوا : ((العجز عن الإدراك إدراك)) ، يعنون إن شعر العقل بقصوره عن الإحاطة بالمعرفة الإلهية فقد أدرك ... وما ذاك إلا لأن الإسلام يعنى الإستسلام الواعى للإرادة المحيطة بالأكوان . ولا يتم الإستسلام وفي النفس بقية إدعاء قدرة ... فالمسكنة شعور بقصور الإرادة البشرية بإزاء الإرادة الإلهية .. وهذا أيضاً هو معنى الفقر عندهم .. ولقد قال محيي الدين بن عربى :
دخلوا فقراء على الدنيا * وكما دخلوا منها خرجوا
دخلوا بلا إرادة ، وخرجوا بلا إرادة . وشاهدوا ، بين دخولهم على الدنيا وخروجهم منها ، أن الإرادة للواحد المريد .. وبهذا المعنى الإسلام يطلب المسكنة ، ويحض عليها . قال تعالى في حديث قدسى للنبى داؤد : ((يا داؤد ! إنك تريد ، و أريد ، و إنما يكون ما أريد .. فإن سلمت لما أريد ، كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لما أريد ، أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد .))

¯ هل يحضنا الإسلام على مقابلة الكراهية بالحب ، والتسامح ، على طريقة ((أدر له خدك الأيسر ؟))
نعم !! ولكنه لا يجعل ذلك حظ العوام ... وإنما يطالب به العارفين ,, فشريعة العارف معرفته ، والمعرفة تقول ((أن أعدى أعدائك نفسك التى بين جنبيك)) ولذلك فإن من لطمك إنما لطم عدوك الداخلى ، فلا تظنن أنه هو عدوك، فتهب إلى مصاولته ، وإنما هو صديق في ثياب عدو ، وإنما فعله هذا بك نصرة منه لك على عدو في ثياب صد يق ـ هو نفسك الجاهلة ـ وهم يعنون أن نفسك الجاهلة ، لسوء أدبها مع الله ، لطف بها ، فقيض لها من يؤدبها ، فجاءتها اللطمة ممن لطمها ، فلا تدافع عنها ، وأطلب لها من التأديب المزيد ـ أدر له خدك الأيسر ، ذلك لأنها ، إن أحسنت الأدب مع الله ، فلن يكون لأحد عليها من سبيل ، لأنها تكون ، حينئذ , قد إنتصرت على كل شئ .. وأما العوام فشريعة الإسلام لهم (من إعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم)..
(وهم درجات عند الله) ..
إن الإسلام (يهودي ـ مسيحي) فهو يطالب العوام بما طالب به موسى اليهود، على تطوير له في ذلك .. ويطالب الخواص بما طالب به المسيح النصارى ، على تطوير له في ذلك أيضاً .. ((و جزاء سيئة سيئة مثلها ، فمن عفا ، و أصلح ، فأجره على الله ، إن الله لا يحب الظالمين ..))
و بداية الخواص هي بداية العوام ، و لكنهم أقدر من العوام على التطور و الإرتفاع في سلم الكمال ، فحيث يظل العوام في أول السلم ، يرقى الخواص المراقي ..
المصدر
http://alfikra.org/books/bk019.htm
مقابلة الكراهية بالحب هي ما أوضحه وجسّده الأستاذ محمود في حياته وفي الطريقة التي واجه بها مختلف الابتلاءات مثل فقد ابنه وإلى وقوفه الجليل في وجه الموت وفي وجه القتلة بعد أن حكم عليهم بتلك الكلمة الخالدة في محكمة المهلاوي، ثم حكم عليهم مرة أخرى بتلك الابتسامة العجيبة..

وكان بدري عليك يا شوقي.. يديك العافية والسعادة، فأنا سعيد بك، سعيد سعيد.. أرجو أن تخبرنا بتاريخ حادث الغرق الأليم الذي أخذ تلك الأرواح الطاهرة..

التحية

ياسر



العزيز ياسر لك التحيه و الموده .

شكرا علي تذكيري باغنية ( كان بدري عليك ) ، المغني عمر احمد الذي ظهر في حي العرب و احتضنه الشاعر عبدالرحمن الريح و نشا في حي الفن ، حي الشاعر سيد عبدالعزيز و عبيد عبدالرحمن و اخرين غادر الدنيا سريعا و هو في الخامسه عشر من عمره . فعندما كان يمزح مع بعض اترابه ، انطلق جاريا و اساء تقدير النفاج الذي كان عاديا في اغلب بيوت امدرمان و يربط الاسر . و ارتطم راس الفنان الصغير بالنفاج فغادرنا سريعا مثل محمد و اخرين .

بما ان رفاعه تعتبر مسقط راس ابائنا و اعمامنا فان صلتهم بالاستاذ محمود محمد طه كانت مميزه . و انا هنا لا احاول ان اقيم الفكر الجمهوري ، و لكن لاذكر حقائق و وجه تشابه بين بعض الرجال الرائعين . فوالدي ابراهيم بدري الذي اهداه منصور خالد كتابه الاخير السودان اهوال الحرب و طموحات السلام شارك الاهداء كذلك الاستاذ محمود محمد طه و هنالك تشابه بين الرجلين قد لا يكون معروفا للكثيرين . و الامر لا يعدو فقط الصداقه و المعرفه الاسريه بين الاستاذ و ابراهيم بدري و لكن الاثنين كانا يحبان الحق و حرية الراي و الصدق .

الاخ احمد الفكي الذي كان يحرر صفحه في الميدان مع وراق في ايام الديمقراطيه الاخيره ذكر انه في النقاش في جامعه الخرطوم ان قام احد المتشنجين من الاخوان المسلمين بالاعتداء بالضرب عندما افحمه احد الاخوه الجمهورين . فقام الاخ الجمهوري بنفض ملابسه مبتسما و قال ( اهو ده اسلوب الاخوان المسلمين في النقاش ) .
في نهاية ابريل 1963 و في مشروع بركة العجب في اعالي النيل ، كان كمال بدري مديرا للمشروع . و المشروع يضم الاف الاسر من مزارعين و مفتشين و عمال و ميكانيكيين و سائقي تركترات و نظار و خفراء و يمتد لعشرات الكيلومترات . و لكمال سلطات مطلقه و في نقاش و في منزل كمال اخذ شخص قطعة مانجو و ضرب بها كمال بقوه .

و اكتفي كمال باخذ قطعة المانجو من حجره و واصل الكلام . و اقتنع الشخص الذي كان يحسب انه قد ظلم . ثم قام كمال بتقشير المنجه و اكلها . عندما استلم كمال المشروع كان المدير الذي قبله يتعامل مع العمال و الموظفين بعنجهيه و ترفع لانه كان ضابطا متقاعدا . و كان يجبر ابراهيم و هو من اولاد النوير لان يدير المولد الكهربائي الي منتصف الليل بدلا من الساعه التاسعه المتفق عليها ، لانه كان يلعب الورق مع التجار و كبار الموظفين . و عندما كانت زوجته في طريقها الي كوستي ارادت زوجة احد العمال ان تذهب معها في اللاندروفر لمقابلة الطبيب الا ان زوجة المدير قامت بطردها من العربه امام الجميع .

كمال لم يدخن و لم يشرب الخمر في حياته بالرغم من انه درس الجامعه في بداية الخمسينات خارج السودان . و كان يتفقد المزارعين و يلعب معهم الكره و ينشئ فرق لكرة القدم و كان لهم فريق قوي في تفتيش استرحنا في الجزيره . و منزله مفتوح لكل المزارعين و العمال و الموظفين و عابري السبيل و شيوخ اللقاط مثل العم المنشلخ و شقيقه جار بيضو . و يتفقد مضارب اللقاط و هم العمال الموسميين الذين ياتون بابلهم و انعامهم للقيط القطن .
معتصم من ابناء رفاعه كان سائق سيارة المدير في بركة العجب الا ان كمال كان يقود السياره اغلب الوقت و دور معتصم كان دور المرافق . عندما اشارت اصابع الاتهام للمهندس المقيم بانه يستغل جنسيا الصبي الجنوبي الذي يعمل معه طرده كمال من الخدمه و رفع المهندس قضيه مدنيه ضد المشروع و لكن كمال كان يقول حتي اذا خسر المشروع فلن يعمل المهندس مره اخري في المشروع و اتي كمال بالمهندس اسماعيل الذي كان مهذبا و متزوجا .

و اضطر كمال اخيرا للاستقاله من المشروع عندما وجد ان اصحاب المشروع الذين يسكنون في الخرطوم و امدرمان لا يهتمون بحقوق المزارعين . و عمل في مشروع جوده كمدير، و جوده هو المشروع الذي حدثت فيه الكارثه في منتصف الخمسينات عندما مات ثلاثمائه من المزارعين حشروا في عنبر صغير بعد مصادمه مع البوليس لان ادارة المشروع لم تعطهم حقوقهم لثلاث سنوات و استخدم المال لبناء اكبر عماره في السودان وقتها . و خلد صلاح احمد ابراهيم الماساة بقصيده منها

لو انهم حزمة جرجير يعد كي يباع
لوضعوا في الظل في حصيره
و لبللت شفاههم رشاشه صغيره
و لو انهم فراخ يصنع من اوراكها الحساء
لنزلاء الفندق الكبير في المدينه
لوضعوا في قفص لا يمنع الهواء
الا انهم رعاع من الحثالات التي في القاع
و في المساء و بينما الحكام في قصف و سمر
كان هناك عشرون دسته من البشر
يموتون بالاختناق

هذا ليس بالنص الصريح و لكن ما اتذكره .

و عندما اختلفت الاداره مره اخري مع المزارعين في جوده ، وقف كمال مع المزارعين و قدم استقالته محتجا و ضحي بمكافئته حسب عقد عمله و كانت مالا كثيرا ، فمرتبه وقتها كان يقارب الثلثمائه جنيه و له سياره و مسكن و سائق و مخصصات و يمتلك بعض الشاحنات . و وقتها كان الطبيب يتخرج بخمسه و اربعين جنيه زائدا العلاوه .

حادث الغرق حدث في شاشينا خارج السوكي في شهر سبعه ايام الفيضان و بعدها ترك كمال المشاريع و عمل محاضرا في معهد المعلمين العالي بمرتب هزيل و في بداية السبعينات ذهب الي انجلترا لشهادة الدكتوراة بعد ان كان قد حصل علي الماجستير من الجامعه الامريكيه .

منزل كمال كان في العباسيه شمال ميدان الربيع و جارته حوه كلاب بائعة العسليه و فضل الساتر بائعة القام زوت و بابه يفتح مباشره علي اكبر بائعة عرقي في امدرمان . و هذا الرجل الذي لم يتذوق الخمر في حياته كان يحييهم بود و يتفقد حالهم .

و عندما كان خارج الوطن كان لا يؤجر منزله بل يتركه للاهل و الاصدقاء للسكن فيه . و في سنة 1984 عندما تردد بعض الاطباء في الاضراب لانهم سيطردون من الميز . اتي بهم شقيقي الشنقيطي للسكن في منزل كمال . الذي كان كامل التأسيس و بحاله جيده . و كمال كان يرفض تاجيره لانه يمكن ان يفيد الاخرين . و من سكان هذا المنزل عندما كان كمال في انجلترا ، حمد ود الحداد البناء . و هو احد الشيوعيين الذين عاشوا في الصين لفتره و الي ان مات رحمة الله عليه كانت له سوالف و شنب ضخم مثل استالين . و لقد سكن في منزل كمال لسنين بدون اجر لانه كان صديقي . و سكن معه كثير من البشر ، لم يكن كمال يهتم بميولهم السياسيه .
عندما مات بابكر بدري في سنه 1954 تنافس اعظم شعراء السودان في رثائه . منهم الوالد عبدالله البنا و الاستاذ عبدالله البشير و اخرين . و لم يكن هنالك سوي شابين صغيرين في العشرينات شاركا في الرثاء بقصائد ، نشرت في كتاب فيما بعد . احدهم صار وزيرا للخارجيه نشرت له قصيدة مات ابي ثم ظهر اخيرا انها تخص نزار قباني . و الاخر كان كمال ابراهيم بدري له قصيده رائعه من السهل الممتنع يذكر منها الناس البيت الاخير

ليس هذا مصابكم يا ال بدري
بل مصاب الجميع في السودان

كمال الف عدة كتب احدها لهجة امدرمان و هي دراسه لغويه رائعه عن لهجة امدرمان و تكوينها .....الخ . و لكن لم يحدث ان تحدث كمال عن نفسه كشاعر او ككاتب او كعالم . و عندما يري اسمه مقدما بدكتور يشطب كلمه دكتور ( الا يذكرنا هذا بياسر الشريف ‍؟) . و عندما يتشدق الناس امامه بمعرفتهم للغه العربيه لم يكن حتي يعارضهم . و بالرغم من انه كان صديقا للدكتور عبدالله الطيب الا انه كان لا يوافق عبدالله الطيب في عدائه الشديد لدكتور الشوش .

كمال كان يراسل كميه ضخمه من البشر بعضهم تلاميذه و بعضهم ناس ربطتهم به صلات عابره و اذكر ان السفير علي حمد ابراهيم الموجود الان بتكساس قد ذكر في موضوع نشر في جريدة الخرطوم مايو 1995 انه يحتفظ بخطابات من ايام دراسته بعضها خطابات من كمال ابراهيم بدري . و اظنه يقصد بداية الستينات ، فالسفير علي حمد من سكان القيقر بالقرب من بركة العجب .

لم اري كمال الا هاشا باشا ضاحكا طيلة الوقت و كانما رسالته هي ان يسعد الاخرين . و تمتع بخفة الدم و حب النكته و رواية النكته و المناكفات المحببه و لكن يقف بصلابه ضد كل ما هو خطأ . فلقد كان المقاولون في المشاريع يجدون تعنتا منه و تدقيق في الحسابات و لا يحابيهم كعادة المديرين علي حساب المزارعين . و عندما كان الصراف موسي في بركة العجب يعامل المزارعين و اللقاط بفظاظه و صلف انهي كمال خدمته . و موسي لم يكن يفهم كيف يسمح كمال للقاط القطن بالحضور الي منزله بدون استاذان و الجلوس و الاكل معه و كان يقول ، المدير القديم لمن المزارعين يكونوا عاوزينوا يقيفوا بعيد في راس الترعه و يرسل زول يشوفهم عاوزين شنو . و علي العكس كمال كان اول من يخرج في حالة النفير و يقضي كل الليل خارج الدار عندما تنكسر الترعه او لاي سبب اخر . و ليس غريبا ان يكون من جلساء الاستاذ محمود محمد طه . اظن ان هنالك تشابه كبير .
في ديسمبر 1974 وجدت شاب مصري يسكن عند كمال و عرفت انه ابن الخياط في باب اللوق شارع رشدي عماره 23 ، و لا تزال لكمال شقه في هذه العماره ينزل فيها الاهل و كل من يحتاج من طلاب العلم . و في السبعينات كان يسمح للمصريين الالتحاق بجامعة القاهره فرع الخرطوم لمدة سنه ثم التحول للجامعه الام و ببساطه اصر ان يسكن الطالب معه . لان مساعدة طالب العلم واجب علي الجميع . و في سنة 1998 قابلت هذا الخياط و كان يشيد بكمال و يقول انه (راجل مش عادي) .

القصيده التي نظمها كمال جعلت سيلا من الجوابات تتدفق ، و حتي من خارج السودان . و اذكر ان كويتي ارسل قلما كهديه لكمال . و قال انه بعد قرائة القصيده احس براحه عظيمه لم يحس بها منذ موت شقيقه .

عزيزي ياسر
يسعدني ان اضيف لك عن كمال بدري و شجاعته .

عندما رجع كمال الي السودان في الخمسينات اراد ان يعمل في التدريس لانه يحبه و يعشقه و رفض ان يعمل في مدارس الاحفاد حتي لا يحرم استاذ اخر من فرصة عمل، لانه حفيد بابكر بدري .

فعمل في مدرسة شجرة محو بك المصريه الاعداديه . و كان يحب السكن في الشجره و يحضر علي دراجه كل يوم خميس من الشجره الي حي العرضه . و في احتفال يوم الاباء ناقش ناظر المدرسه و المدرسون المصريين و مسئول الري المصري البرنامج و ابتدأ البرنامج بتحية العلم و عندما استفسر كمال بدري عن العلم كان الرد ، طبعا العلم المصري . فقال كمال البلد قد استقلت الان و لن يرفع اي علم مصري في هذه المدرسه . و كان رد المصريين ، دحنه مشغلينك و انته ما عندكش ولاء و ..... ، فقال كمال ( انا مستقيل الان و لن اخذ مرتبي و لا اريد اي شئ منكم و لكن لن يرفع اي علم سوي العلم السوداني .) .

و اذكر ان السيد عبدالرحمن قد استدعي كمال و اشاد به و حاول استقطابه لحزب الامه ، الا ان راي كمال كان واضحا في انه ضد الطائفيه .

في الاربعينات عندما كان كمال في المدرسه الثانويه مشي علي قدميه وحيدا من امدرمان الي اعالي النيل حيث كان يعمل والدي و هذا في وقت لم تكن الطرق معروفه و الضباع و الحيوانات تنتشر حتي في منطقة النيل الابيض . و ربك سميت ربك لان الكلمه بلغة البرقو تعني مرفعين . و كثير من البرقو استقروا في منطقة ربك .
هذا الرجل بهذا القدر من الشجاعه الادبيه و الجسمانيه و هذا التصميم كان رقيقا صادقا مهذبا متواضعا محبا للناس و للخير . لهذا وجد طريقه الي مجلس الاستاذ محمود محمد طه . و يشرفني ان اقول ان الجمهوريين الذين تعرفت بهم كانوا كذلك . اختلفنا معهم ام اتفقنا .


التحية

شوقــى



imported_شوقي بدري غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:09 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.