رمضان...
ذاك شهر له (شأن) في كسلا!...
قبائلها بحكم تدين لهم -جبلّة-يحتفون به أيما احتفاء...
...
فلأن تحدثت عن البني عامر (أهل القرآن) لما وسعني المكان ولا الزمان!
ولأن تحدثت عن أهلنا الهوسا والبرنو في غرب القاش لقلتُ الكثير!
وكذاك البقية الباقية من قبائلها الميامين...
أما القاش...
فهو كذلك يحتفي برمضان!...
أذ يكون أول قدومه فيه...
انه يأتي (زائرا) في نهايات يوليو (على استحياء) وكأنه يبحث عن رمضان؟!
وعندما تجد أمواهه بأنها قد استعجلت القدوم ...
توعز الى تالياتها ف(يغضن) أياما ثم يعاودن القدوم مستسفرات -مرة أخرى-عن الشهر الكريم...
ويبزغ الشهر من خلف أشجار المانجو في السواقي ومن فوق جبل مكران...
فتتصايح الأمواه بأخيّات لها بأن رمضان قد اقبل فاقبلن...
وتتداعى الأمواه ...
وتزداد ذخرا مع قدوم كل يوم جديد من رمضان...
وهكذا...
يبقى القاش مشاركا للناس (دعة) الصوم بلا فورة ولاثوران حينها...
ولكن...
ما ان يقرب قدوم العيد مؤذنا بانقضاء الشهر الفضيل...
الاّ ويستبد الحزن بالقاش! ...
تتململ أمواهه وتصطخب باكية ...
تخرج عن مجراها لتتشبث -كطفل صغير- بأطراف (توب) أمه (كسلا)!...
وينال الناس من جراء حزنه ذاك عناء واسى كبيرا!
انهم مع القاش -قلبا وقالبا- حزنا على الشهر الذي انقضى...
ولكن كيف السبيل الى حديث مع أمواهه بأن الله قد قضى بأن يكون رمضان أياما معلومات ولاسبيل الى تقديم له أو تأخير؟!
...
وبرغم كل الجراحات:
يبقى أهل كسلا:
محبون لرمضان...
ومحبون للقاش.
...
..
.