صورة التي سادعوها لاحقا حبيبتي ....
(1(
خلف النافذة..
وسط عراء ألروح و البدن
يبتسم البرق لشمعة قصية نائية/
تركناها وحيدة في بيداء المكان
حينما أسعفتنا الحيلة بالمصابيح..
كانت تذوي من عصف الريح و تموء
الرجال الذين مروا من هنا أغلقوا بوابات الليل و ناموا
الضوء الذي عبر من هناك
خلف ظلال الحائط
أشعل حزنه ثم ذهب وحيدا
ياللحائط !!
يرتوي من ظمأ الشمعة
و هو يخبيء ذاكرته في البروق..
يا لتلك الشمعة تذوي وحيدة
بينما بروق الليلة الاخيرة
ما تزال تلوح لها بعيدا..بعيدا في فراغ العتمة
هدهت نيرانها لكنها لم تنم
ولا خبأ جنين الضوء بداخلها!!
)2(
صورة التي سأدعوها لاحقا حبيبتي..
كنت واقفا!!
لا كما تقف الاشجار و لا البنايات و نواطير الكهرباء تلك المسماة (ابراجا) و لا كما يقف شرطي المرور او الحشائش و النباتات في حديقة عامة!!
كنت واقفا و حسبي من الوقوف حظي في الاعتدال من بعد ما انطلقت في غبشة الصباح كسهم مارق من جنح كنانة لا تلين ,هذه قدماي منغرستان في الارض ,جسدي يأخذ شكل اجساد العسكر في وقفتهم و الاشياء من حولي منتصبة ,المركبات و البشر ..النساء و الجنود ..الاعضاء و الحواس و اشجار الطريق ..احسست بالارض منتصبة في فضاء الكون و هي تسير و روحي ثقيلة لها طنين الذباب حول مائدة بخلاء أو رئحة الغازات قرب دورات مياه عامة!!
هكذا كان يحدث كل يوم حتي جاءت و وقفت علي نبض روحي!!
أعتدلت في الوقوف اذ لمحت الصورة/صورة التي سأدعوها لاحقا حبيبتي ,أمتلأت روحي بحبور فاض حتي هممت بتقسيمه علي الاخرين و أخذت أصلح من هيئة ذاتي الغارقة في أسي الحياة اليومية.
-صباح الخير
تعرف كيف تقولها لا كما يقولها الاخرون الذين يجعلون لها مخارج أشبه بمخارج اللغة البدائية /أخذت أصلح من خاطري المعوج و المليء بسقم الروتين و الملل و جفاف الحياة اليومية و اسوي اضطرابات جهازي العاطفي و قلت (ياله من يوم جميل تغرد البلابل في بداياته و تزعق الروح بالحنين)
كانت لتلك الفتاة معملا سريا لكيمياء الحب و الحنين و كنت انا اجي الي العمل كل يوم مثقلا بوطأة الروتين و الملل و اشتعال الحواس بالرهق ,أنهمك في حمي الاوراق ,أقلبها ,أكتب عليها ,اكوام الملفات لها رائحة تشبه رائحة جدران متعفنة بماء المطر ,عند الظهيرة الحارقة القي التحية و انصرف مسرعا اروم ظهر المركبات و انا كئيب و ضجر!!
هاهي الان تنظر ساعتها ..تقطب الجبين و هي تسوي خصلات شعرها و كان لديها قوام أخذ شكل اعتداله و حسنه كا اروع ما يكون ذلك..تصلح ثوبها قليلا و تسبدل قدما باخري كيما تسند الجسد الملائكي عليها
-سلامات
تنهض بالجملة في وجه قبح العالم أجمع .صرت أجي الي هناك كل يوم و قد اختفت كل دلائل الرهق و الضجر /فتحت في داخلي مستودعا للألق و الحبورو صارت روحي خفيفة مثل هبوب النسيم وسط زهرات الحقل و استحال فعل الوقوف في انتظار المواصلات العامة الي ما يشبه الجلوس علي اريكة الحلم الجميل او الوقوف علي سطح العالم و انت تنصت الي عزف موسيقاه العلوية!!
و قلت:
-هل كان ينبغي لها ان تأتي حتي تصلح من انتصاب قامة روحي و اعتدالها؟
(3)
بلاد غريبة
أنين الشتاء و برد الحنين خلف قامات النخيل /الطريق طويلة و مرمي حبيبي بعيد!!
البلاد التي صادفتها في طريق المشي الي مدي ظنوني بالوطن ,فاجأتني و انا خارج من متاهة احتلم ببنات الفردوس المفقوء/ اطلق احدهم رصاصة علي وطني فذعرت و قلت :
-مات الوطن ياويلاه!!
ذعر الرصاص و قال:
-يا ويلي مت و في عيني أثر من الوطن!!
جاءك الموت ايها الغريب فأعد لحدك هنا في هذي الارض الغريبة!!
(4)
مبولة عامة!
كانت للرجال المصطفين في طابور (مبولة عامة) رائحة هي و رائحة النشادر سواء,يتحسسون مثاناتهم بين الفينة و الاخري و حائط المكان يتكيء علي ظهورهم المجهدة بينما أعينهم معلقة في الفراغ/ اطلاق غازات المعدة في الشارع العام و طنين السابلة بالحوارات البذيئة و الهدير!!
كانت للرجال جباه من ذهبوا للحرب/أعين القادمين من صحراء الشك ,يمنحون تربة الشوارع سوائلهم المدهشة و يتزفون ألما ربما لأن نزيف الحواس يبدأ من نزف الصمت في بيداء اللغة السقيمة.
كانت مبولة عامة لا يبصرها المارة الا عندما تثور السوائل و الغازات بابدانهم فيمنحونها بعض و قتهم و يذهبون قائلين:
-يا للهول كم تأخر الوقت و نحن نفعل
انتهت[/color[/size]]
|
