نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > كلمـــــــات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-2012, 08:52 AM   #[1]
معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معاوية محمد الحسن
 
افتراضي لماذا دائما ليس ثمة أنت !

[justify] [/justify]
[justify]

( كلمات لا تصلح كمطلع لاغنية حزينة )


في الداخل رجل يبكي كقمر يتيم !!

ألهي أي تفاحة ملعونة سقطت الأن علي رأس الخطيئة ؟
.................................................. ...................

في الخارج حبيبات يمشين نحو هاوية المدينة
فارغات الحشا , معطونات في الأمنيات
.................................................. .................

في البلاد بلاد تشظت و نشيد يهرول عاريا وسط المطر
يحترق كل شيء أذن الان ..

ألهي بأي الاء البلاد سوف تنجو الحبيبات ؟

-2-
( غربة )

صباح جارك العجوز منمق التفاصيل
أنسل في هدوء الي خارج البيت
كان يسعل و هو يحدق في الناقلات
منتظرا احداهن تقله الي حيث يعمل
الوحشة في فراشه البارد
...باردة أيضا اوصال الكهرباء في داره منذ اسبوع
حدثني بالأمس و قال :

( أعيش وحيدا و قد قطعوا عني الكهرباء )

لعينيه وميض هالك
يصعد في المساء منهكا
يتأوه و هو يدس المفتاح في رحم الباب
لا يتحدث في الهاتف النقال
لا يثق بالغرباء !
لا يقرأ الصحف و لا يذهب لصلوات الجنازة منذ أن رحلت زوجته
هذا الصباح منمق التفاصيل
كان يدندن بأغنية كلاسيكية
تطفر البهجة من عينيه علي غير العادة
لم يغلق المذياع حين غادر
البارحة كان يشتكي :

( اعيش وحيدا و الظلمة في داري موحشة )

- تعال لنحتس الشاي معا !

دس المفتاح في جوف الباب و قال

- ضجر و سأم بالداخل و الغرباء لا يحتسون عصير فاكهة السعادة

أبصرته وحيدا يحدق من نافذة الليل
يدخن و يسعل كثيرا
تصرخ الوحشة في فراشه
يعالج ظلمة القبو الذي يسكنه
بقبس حكمته العتيدة
كان الليل يتمطي في فراش المدينة
و الناس يثرثرون
للعجوز صبح الامنيات
ينسل في هدوء الي الخارج
تاركا الوحشة تتمطي خلفه في البيت
مثل قطته الأليفة
العربات تعبر الشارع مسرعة
الغرباء يلقون عليه تحية الصباح
العجوز لا يكترث لاحد
يسوي خصلات شعره المصبوغ في عناية
يدندن با غنية كلاسيكية و يغيب في غياهب المدينة

في المساء دار العجوز مظلمة
لا صوت يعبر من النافذة
القطة الاليفة تموء و الريح تعوي في فناء الدار
فجاءة أسمع الجلبة في الخارج
يهتفون في صوت واحد :

- مات العجوز !

اضاءوا القناديل و نصبوا سرادق العزاء

في المساء التالي كان بيت العجوز مضاءا

و أوصال الكهرباء دافئة !!

-3-
( لماذا دائما ليس ثمة أنت )

احدهم كان يكتب قصة / أحدهم خالط الشعر و أخر أنغمس في ملذات النهار , يرتشف قهوته حيث لا يعبر من نافذة احلامه أحد / دائما ثمة أحد يرقب فاجعتك , باغتته الذكري و هو يتهيأ لركوب الحافلة في ظهيرة شتوية و الخرطوم تهمس في أذن ام درمان فاضحة أسرار الشوارع العتيدة / دائما لا احد , بل ثمة أخرون يغرسون أعينهم في خاصرة الامكنة الكسيحة / الامكنة التي التي ترتادها رائحة الحزن في مثل هذا الوقت / تلهب بائعة الشاي جمر الثرثرة و نكهة الكيف و لكن لا أحد / / لماذا تحاصرني الطرقات هكذا اذ أسير صوب لا مكان / لماذا يصيخون السمع هكذا حين اتحدث الي لا احد ؟
البن الحبشي يحترق مثل أعصاب النهار في شارع الجمهورية أو كحريق كمائن حقيبة الفن الشعبي تنسال من فم الراديو في نهار جمعة ممض و كسول تتثائب الدهشة حينئذ و يغفو الوقت / أذوب في الفناجين / قتلتني عيناك !!!
لماذا دائما انت هناك و لا هناك / هل غادرني الاخرون الي ذاتي أم تراها ذاتي و قد أفلت في سديم الاخرين ؟
لماذا دائما هكذا ليس ثمة .. أنت !!

معاوية محمد الحسن
فبراير -2011





[/justify]



التوقيع: أعشق عمري لأني اذا مت أخجل من دمع أمي ... ( محمود درويش )
معاوية محمد الحسن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:50 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.