حجة الـ 25 مليون ..
التصريف والتصرف في مال الحجة لو كان بعد حجة الإسلام :ـ
هذا المنقول :ـ
بل إن الإنفاق في سبيل الله، قد يكون مقدَّمًا في بعض الأحيان على نوافل العبادات، من ذلك ما رُويَ: أن رجلاً جاء يودع بشرَ بن الحارث، وقال: عزمت على الحج، فتأمرني بشيء؟ فقال بشر: فكم أعددت للنفقة؟ فقال الرجل: ألفي درهم، فقال بشر: فأي شيء تبتغي بحجك؛ تزهدًا، أو اشتياقًا إلى البيت، أو ابتغاء مرضاة الله؟ قال الرجل: ابتغاء مرضاة الله، قال بشر: فإن أصبت مرضاة الله وأنت في منزلك، وتنفق ألفي درهم وتكون على يقين من مرضاة الله، أتفعل ذلك؟ قال الرجل: نعم، قال بشر: اذهب فأعطها عشرة أنفس: مديون يقضي دَينه، وفقير يَلُمُّ شَعثَه، ومُعيل يُغني عياله، ومربي يتيم يفرحه، وإن قوي قلبك تعطها واحدًا فافعل، فإن إدخالك السرور على قلب المسلم، وإغاثة اللهفان، وكشف الضر، وإعانة الضعيف -
أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام"[1].
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
مَاذَا يَقُولُ أَهْلُ العِلْمِ فِي رَجُلٍ آتَاهُ ذُو العَرْشِ مَالاً حَجَّ وَاعْتَمَرَا
فَهَزَّهُ الشَّوْقُ نَحْوَ المُصْطَفَى طَرَبًا أَتَرَوْنَ الحَجَّ أَفْضَلَ أَمْ إِيثَارَهُ الفُقَرَا
أَمْ حَجَّةً عَنْ أَبِيهِ ذَاكَ أَفْضَلُ أَمْ مَاذَا الَّذِي يَا سَادَتِي ظَهَرَا
فَأَفْتُوا مُحِبًّا لَكُمْ فَدَيْتُكُمُو وَذِكْرُكُمْ دَأَبُهُ إِنْ غَابَ أَوْ حَضَرَا
فأجاب - رضي الله عنه -:
نَقُولُ فِيهِ بِأَنَّ الْحَجَّ أَفْضَلُ مِنْ فِعْلِ التَّصَدُّقِ وَالإِعْطَاءِ لِلفُقَرَا
وَالحَجُّ عَنْ وَالِدَيْهِ فِيهِ بِرُّهُمَا وَالأُمُّ أَسْبَقُ فِي البِرِّ الَّذِي ذَكَرَا
لَكِنْ إذَا الفَرْضُ خَصَّ الأَبَ كَانَ إذًا هُو المُقَدَّمَ فِيمَا يَمْنَعُ الضَّرَرَا
كَمَا إذَا كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى صِلَةٍ وَأُمُّهُ قَدْ كَفَاهَا مَنْ بَرَا البَشَرَا
هَذَا جَوَابُكَ يَا هَذَا مُوَازَنَةً وَلَيْسَ مُفْتِيكَ مَعْدُودًا مِنَ الشُّعَرَا