الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > جمال محمد إبراهيم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-12-2008, 09:14 PM   #[1]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي الشاعراللبناني الكبير شوقي أبي شقرا في أمسية الشاعر عالم عباس

كلمة الشاعر شوقي أبي شقرا في أمسية الشاعر عالم عباس محمد نور
بيروت 3/12/2008

الشاعر الذي نحتفي به في هذه الأمسية يحمل قصيدته اليّنة القوام والنار معها وإذ يفعل وإذ يلعب بالنار يتشكّل عنده الرمز والدور ويقترب هكذا من شخص آخر، من رمز آخر له عبئه وله ناره وهو حامل الهوى الذي صوّره وميّزه الشعر العربي باكراً، وكلاهما كائنان في الانبهار الدائم والحرقة الكاوية وكلاهما يسبحان في ارتفاع عن سطح الواقع وكذلك عن سطح العادات والتقاليد أو أكثر.
وكلاهما في جسد يهزل أو يسمن أو ينوء ويتوكأ على الحلم والمشاعر الملتهبة. وفيما الفارق مع الأول أنه يستخفه الطرب فيطرب في دنيا أوراقه وفي معانيه وفي ذاته على الأقل، فإن الثاني يتعب، فهو تعب، ويكاد ينهدم في برديه من فرط الشوق والحنين إلى النقطة والهدف، إلى حيث يلمع ويتهاوى في لحظة الانفعال أو يتماسك في لحظة الوعي. ولا شك في كل حال، أن حال كلا الحاملين هي القريض والحب وأن هذين هما ما ينفع المرء وأيضاً صناعة الشعر إياها التي تشمل غيرها من الصناعات، جلّى وناعمة وفاتنة.
وهو ذا عالم نور الشاعر الأصيل بالصفتين وسائر الملامح الفنية والإنسانية ، قادماً من السودان بحبره وأدواته وقصائده في ديوان جديد له ، صدر عن دار نلسن في بيروت. هذا الديوان ترحب به وتأنس المدينة، ترحب بالأسلوب المتين لدى صاحبه، حيث كل شيء يتلاقى في إطار صارم من البيان والبلاغة ، وحيث الشاعر يرحل إلى جهات عدة وإلى أغراض مثيرة له ، وترافقه الغنائية والإيقاع الخاص واللغة التي في طوع له تنساب موزونة في أغلب الأحيان. وينتفض الشاعر في هذه الأثناء ليكون رسولاً إلى القارىء ومَن حواليه، رسول غايات تزهو بأبعادها، قائمة على نصوص في جلبابها الثمين وعلى ما يزول وعلى ما يبقى، فالشاعر يأسف ويغضب ويرثي ويحزن ويشقى ويقلق ويشتاق، وكل ذلك في بوتقة الفصاحة، وفي إطلالة على منبع تراثي. ولا يغيب الكشف فهي قصائد تنداح على مساحتها وتغرق في نوع من الروحانية التي تعشش في الثنايا وتمضي قُدماً، وإذا القصائد من عالم نور، طريفة، هادرة متناغمة السياق والسرد المتوافر، عاملة على النزول من عليائها إلى ما يختبىء في الكيان من تساؤلات ومن معالم مفتوحة على الوحي ويحيط به القلم، ولا سيما شعراً وإختراقاً لأي ظرف ولأي ليل حالك.
وعالم نور يتقدم في وطنه في بيئة من الأهل والأصحاب والأصدقاء والشعراء والأدباء، والآن في بيئة لبنانية تعوّدت أن تحضن التجارب جمعاء، وأن تكون مرتاحة حيثما تكون، في منابرها في بيوتها، في أبراجها المتاحة لمن يرغب. ولذلك نجد هذه المدينة لأنها جرّبت ما جرّبت وصنعت ما صنعت في الشعر والنثر، تطالع عالم نور من باب الإلفة ، والشاعر هنا له أن يكون من يكون ، وأن يكون شكله شديد الصلة بالقواعد وحيث الحرية في وسعها أن تجري حرة كلياً، فلا يستطيع أن يكون إلا كما هو، وإلا أن يكون في ملء عباءته، ذلك القدير على أن يفرحنا في هيئته الشائقة، في بلادنا أولاً إذ هنا يحلو التجوال في التراث وخارجه ، وأن يبحث عن لون في أملاكه. وأقول إن عالم نور أصالة وأصناف وأنه لمن سعادتي أن أكون ممهداً له وأن يطربنا دائماً عبر قصيدته التي تكرج في مجالها سليمة، كما يكرج الحجل، والعبرة أنه عميق وحالم وأنه في أيٍ من خطواته، يسحب أرنب الشعر من وكره، ويرينا أن اللعبة تتم بأصولها معه، وأن الحمامة ليست في القبعة وأن الحقيقي يكمن في ما يفعل وما يكتب وما ينظم، وأن القيمة متداخلة فيه. ويرينا أيضاً أنه يفلت العصفور من القفص من عقاله، وأيضاً أنه يسكن مرتبة عالية في الشعر العربي، وأن السودان راقية الكلمة، وأن هناك شعراً وشعراء وهم حاضرون في بلاطهم ومطارحهم وفي أمكنتهم الطيبة بادىء بدء، وأنهم على غرار عالم نور يعكفون على الجديد وعلى إطلاق ما في أنفسهم من القوة والثورة والطراوة والأفاس الحرّى.
ومن ثم هناك موجة مرتبطة بما قبل، وبما بعد، ومن يقرأ عالم نور يبصر أولئك من خلاله، من حركاته وسكناته، وكيف يجوز للشاعر ما يجوز من البقاء داخل القيود، أو أن يتركها بعيداً ولا يقربها إلا للحاجة الطاعنة فيه أو للتغيير التعبيري المتطلب الخيار، في لآخر الحكاية.
وعالم نور نموذج آت متفقاً مع الجميع وله نتاج سابق، والجميل في ما نقول أنه ينتعش في تجربته وأنه يسوقها راضية مرضية، وأنه يملك التقنية البيانية، وأنه يملك السليقة وهذه تدوم وتجاور الشاعر في كل يوم وكل وقت، وأنه يملك النغم الذي يحيي والذي يسرّ، وهو ضيفنا في هذه الساعة ونحن في فوران ثقافي وحملة نار وحيث الشعلة في الهواء تهبّ من مرقد العنزة. وأخيراً يملك في متاعه سحراً سودانياً هو جدير به، وهذا السحر كما يتبين لنا لا ينقلب أبداً على الساحر.

شـوقي أبي شقرا
بيروت في 3/12/2008



التوقيع: http://sudanyat.org/maktabat/gamal1.htm
مكتبة السفير جمال محمد إبراهيم
جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:08 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.