اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيشو
|
السلام عليكم أخ عزام
يبدو ان مرادك من البوستر قد أخذ مسارا بغير الذي تود ...
والتحية لك اخ عصام ولتسمح لي بأن أحبر بعض ما جاش به الخاطر و اعتلج في الصدر نتاج تأثير المقطع المورد من قبلك -بحصافة- وذلك لمقابلة المقطع الذي سبقه لعضو المؤتمر الوطني وفي كليهما -اي المقطعين-أدعاء برؤية النبي صلى الله عليه وسلم قصرها صاحب المقطع الأول على انها منامية بينما زاد صاحب المقطع الثاني فجعلها منامية وقرنها بالصحو...
ولست هنا بصدد تصديق او تكذيب احدهما او كليهما فذاك حسبانه عند الله اذ هو جل في علاه حسيبهما انما أود نقاش مرجعياتهما...
ف زول المؤتمر الوطني لا يعدو بأن يكون ادعاءه للرؤية (المنامية) انما هي بمثابة سياق خبري يحتمل الصدق او الكذب ولان رجح كذبه فإن الذي يترتب على كذبه لمحدود وذلك لسببين اولهما أنه قد قصر الرؤية على أنها منامية فقط والثاني انه لم يبن(حكما) عليها الا تزكية يودها تزلفا...
لكن يختلف الحال مع صاحب المقطع الثاني والذي يستند ويستقوي بكتاب ابن مدينة اسيوط المصرية عبدالرحمن السيوطي (تنوير الحلك في جواز رؤية النبي والملك) وهو كتاب لايقصر امر الرؤية على شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقط انما يضيف إلى ذلك رؤية الملائكة ايضا ودليله في أمر رؤية الملائكة هي قصة (فطيرة) مروية عمران بن حصين رحمه ذكر بأنها من (قول بعض أهل العلم) وقد نقلها عن الغزالي الكبير الذي اوردها في مؤلفه (المنقذ من الضلال) وهو كتابه الشهير الذي تحدث فيه عن التصوف وهو مؤلف قد لايعلم الكثير منا بأنه قد رجع عنه فحواه في آخر عمره حيث (تاب) وترك التصوص وعلم الكلام وعلم الارقام والاحرف وذلك عندما ألف بين يدي خواتيمه كتابه الحجة (إلجام العوام عن علم الكلام) والذي سيبقى منارة لهداية كل من يشتط ويتنطع في دين الله بركوب مراكب الحلاج وابن عربي وحتى محمود محمد طه...
وللعلم فان الشاهد في الحديث الصحيح الذي ورد في صحيح البخاري عن رؤية النبي صلوات الله وسلامه عليه انما هو في لفظة (فسيراني) اي ان الرؤيا المنامية له صلى الله عليه وسلم ستعقبها رؤيا صحو ولكن لم يذكر كل من فسر الحديث -حتى- ابن عباس الذي اتى ذكره على لسان صاحب المقطع الثاني على أنه رضي الله عنه بأنه صاحب (قصة) الرؤيا الكفاحية بالرغم من أن النقولات لم تجزم باسم الصحابي صاحب الرواية بانه عبدالله ابن عباس بعينه وبذلك يصبح هيكل القصة مهزوز من أساسه!
اما صور ورود حديث الرؤيا الاخرى والتي لم يذكرها البخاري انما وردت في مسلم وسواه من كتب السنة فقد كانت بصيغة (فقد رآني) فقد ورد الطعن في كل تلك الاحاديث على انها منقطعة وبالتالي لايركن إلا الى الصيغة الوحيدة التي ورد بها الحديث في صحيح البخاري وهي (فسيراني) وعليه فإن الارجح لتفسير طبيعة تلك الرؤيا غير المنامية أنها تحدث اما عند الموت او بعده وذاك هو الذي ذهب إليه ابن حجر العسقلاني وكل رواة الاحاديث ممن فسروا هذا الحديث وماذاك الا سدا لباب ذريعة ان يبني احد المدعين ايما حكم على تلك الرؤية كما فعل صاحب المقطع الثاني الذي ادعى بأنه قد عمّد شيخا من النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أعطي حق الشفعى (الضمان) فاصبح يضمن الناس جموعا ووحدانا!
اذ لعمري ان هيئة الرؤية هذه بالمصورة التي يؤسس لها صاحب المقطع الثاني والذي لايجيد -حتى- إحسان مخارج أحرف اللغة ومن ثم البناء على رؤيته الكفاح بأحكام وقناعات انما هو ضحك على عقول العوام من المسلمين ولعلنا جميعا نعلم الذي حدث من صاحب الطريقة التجانية في المغرب الذي ادعى بأنه قد رأى النبي كفاحا ولم يقتصر الامر على الرؤيا فقط انما تلقى منه صلى الله عليه وسلم (صلاة جديدة) سماها صلاة الفاتح دون أن ينتبه بأنه بذلك انما يطعن في شعائر الاسلام بل يهدم القناعة الراسخة واليقين لدى المسلمين بأن دينهم لم يكتمل بالرغم من ورود آية كريمة انزلها الله على نبينا صلوات الله وسلامه عليه خلال حياته وهي آية قطعية الثبوت والدلالة تقول بأنه جل في علاه قد اكمل الدين وأتم النعمة!
اختم بالقول بانني لا أنكر رؤية النبي صلوات الله وسلامه عليه (مناما) واثق جازما بأن هناك كثر منا قد رآه صلى الله عليه وسلم مناما لكن القطع بالرؤيا الكفاح والتي تنبني عليها الاحكام المابعدية فهو يقوض الكثير من عرى الدين وهيكله ويفتح الباب للكثير من المثالب لذلك فإني اركن بل اوقن بأن الرؤية الكفاح لا ولن تحدث الا في لحظة الوفاة وخروج الروح وذلك لوجود أسانيد تدلل على ذلك او هي تحدث بعد الممات شربا من حوضه واستشفاعا به صلى الله عليه وسلم.