الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-09-2010, 03:40 PM   #[1]
imported_قرقاش
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_قرقاش
 
افتراضي الاغنيه التى كتبها سته شعراء ...الطيب اسعد العباسى

ذكر لي الأستاذ علاء الدين انه كان يلقي محاضرة بقاعة الصداقة عن الشعر القومي، وكان يأتي من خلالها بنماذج شعرية من الدوبيت وذلك على أسماع وفد من دولة قطر ضم أدباء وشعراء شعبيين أتوا لدراسة أدبنا القومي، وقد أم المحاضرة جمع من طلاب الجامعات السودانية، ولم يلبث أعضاء الوفد القطري أن أطلقوا صيحات وآهات الإعجاب، بينما كان الطلاب السودانيون يطالبون المحاضر بشرح ما يلقيه عليهم من دوبيت، آلم هذا الامر استاذنا علاء الدين وهو يتساءل كيف يفهم القطريون الدوبيت السوداني ولا يفهمه طلبة جامعاتنا السودانية، فقفزت الى ذهنه فكرة وهي تقديم الدوبيت مموسقاً وملحناً حتى يصيب وجدان الأجيال الشابة، وبالفعل قام باختيار عدد من المربعات الشعرية من الدوبيت متوخياً فيها السلاسة والعذوبة والسهولة وقوة المعاني لشعراء ستة هم محمد شريف العباسي وعكير الدامر ومحمد احمد محمد وعلي الشلهمة الشهير بالفنجري وعبد الله حمد ود شوراني ومحمد علي ابو قطاطي والطيب حاج عبد القادر ثم وضع الاستاذ علاء الدين في الاغنية مربعين شعريين من تأليفه كما وضع للاغنية (العصا) وهي من تأليفه ايضا مستوحياً نظمها من المربع الذي تبدأ به الاغنية والعصا تتردد بعد كل مربع او مقطع من الاغنية ويقول في عصاه:
يا مَولايا آه من غُلبي
مِن النَارُو حَرَقَتْ قَلبي
كان اختيار الأستاذ علاء الدين للمربعات الشعرية اختياراً ممتازاً كما كان لحنه للاغنية موفقاً الى حد بعيد، فقد ألبس الكلمات ثوباً بديعاً من ايقاع الدليب. وسرعان ما تسلل ذلك اللحن وكلماته وهذا الايقاع الى الوجدان السوداني بسرعة وقوة، وطارت الاغنية بجناحي الشهرة والنجاح لا سيما وان من اداها هو الفنان الموهوب الجيلي الشيخ الذي بعث به العميد سليمان محمد سليمان من مدني عندما كان حاكماً على الاقليم الاوسط للاستاذ علاء الدين الذي دفع اليه بهذه الاغنية ورفده بعد ذلك بكثير من الالحان وعندما اعتزل الفنان الجيلي الشيخ الغناء اخذ يرددها من بعده بأداء جيد الفنان هشام درماس، وهكذا نجحت فكرة الاستاذ علاء الدين فأخذ الشباب يحفظون الأغنية ويرددون كلماتها بفهم واستعذاب كعملة جيدة تطرد عملة رديئة. وقد عنَّ لي أن استعرض بعض مربعات هذه الاغنية بالشرح والتحليل والاسناد وأبدأ بمطلعها وهو مربع الشاعر محمد شريف العباسي الذي بث فيه شكاته لرفيق انيس بحسرة وتوجع نادباً حظه الذي لايني يبعده عن ديار المحبوبة محطماً قلبه بالسفر على ظهر جمله (التلب) الذي تحفت اخفافه وهو يوغل بصاحبه في دروب سفر بعيدة فيهب النسيم ويلهب الأشواق ويقول الشاعر:
يا مَوْلَايَ بشكيلَكْ شَقَايَا وغُلْبي
وحَظي الدِيمة من ردَ الأَنيسْ جَافلْبي(4)
طَاْلت السَفْرَّه واتَحفًّتْ مَنَاسِمْ تِلْبي
وهَبَّ الرَّيمْ وعَاوَدَكْ الحِنينْ يَا قَلَبي(5)
وعندما صرخت روح محمد شريف بالأنين وهي عطشى وفارق النوم عينيه لأجل ظبية كحلاء مقلاء اوقعت صاحبه في حبها قال:
مَالكْ نَفْسِي مَطْعُونَة تَمَلي تَنِيني(6)
مَالك عِيني للغَميدْ أَبيتي تْلِيني
عَطْشَانْ دِيمة كفحْ الموية ما برويني(7)
كاتلاني الطريفية البريدا قريني(8)
ويتصل حديث محمد شريف بالفراق المر الذي فرض عليه وعن تلك النسائم التي تلهب الذكرى والأشواق وعن جراحات حبه المميته التي يجدها شدو البلابل وهديل القماري ويقول:
غصباً عني فَارقت الضَريح غَير أمري(9)
وكل ماَهبّ نَسَّام مِنَُو زَادْ في جمري
جَرْحي القرَّبْ يبرى وكَادْ يوَّدرْ عُمري
عَوَدُو ليْ تغريد بلبلك يا قمري
ومن ثم تتزين الأغنية بقوافي عكير الدامر التي تتمسك دائماً باللزوميات دون تكلفة او صنعة، فيقول وهو يصف العيد وبهجته وكيف أن الناس تزور فيه الأصدقاء غير ان زيارته كانت مختلفة إذ أندفع لزيارة الحبيب صاحب الثغر الفضي الذي أتلف قلبه ويقول:
النَاس عَيدَتْ مَرَقتْ عَليْ أصْحَابَا
وانا فريتْ عَليْ الجَاهلَة السَمِحْ تِرحَابَا
فَاطراً يحكي بَرَّاق البدَودي سِحَابَا(10)
لفَّتْ قَلَبي زي لفْ طَرْحَتَا اللافحَابَا
ويمسك عكير ريشته ليرسم لنا حبيبته في لوحة شعرية بديعة وزاهية الألواب ويقول:
أَخَدَرْ لَيهُو ضُلْ فَوقُو المَحَاسِنْ شَرَّنْ
أَفْلج فَاطرو زَي برق السَواري الكرَّنْ(11)
يِتقَسَمْ مَقَاطِع في المَشِي ويتْحرَّنْ
زي فرخ القطا الأماتو رَكَّنْ وفرَّنْ
ويقول:
من البيتْ جَا طَالع بيْ لُطُفْ يتكَّلْ
الطِيب المَفَحلْ بْي القُرُنفُل عَكَّلْ(12)
فوق سَدْرُو وتحتْ تَوبُو الَرهيف ومَشَكَّلْ
يَغطِس ومَرَّة يقْلَع بُرْتُكانْ البركَلْ
وتستمر مربعات عكير في الأغنية لتبلغ ستة مربعات، ويجىء دور الشاعر الفحل محمد أحمد الفنجري وهو يشكو لعمه من سهام أعين اصابته في مقتل فأطاحت بنومه وسلبنه حياه وعصفت بصبره فيلوذ بالشعر ويقول:
عَمْ الهَادِي نَشَابْ البَريدَا ضَربْنِي
قَسَّمْ نومِي مِن تَيبَانْ حَيَايَ سَلَبَني
حَاكْم إَنصافي أَبَي يقْبَلْ سُؤَاليِ صَلبْني
وصَبْري الكَانْ جميل جَرَّبْتُو كُلُو غَلبْني
ثم يضع وجهها المليح على مربع شعري آخر مترافقاً مع أدبها العالي ومكانتها السامية قائلاً:
لَهَجِك زَي لذيذْ عَسَل النَحَل في الضوقْ(13)
يالمَرْدَا الجَمَالِك بَهْدَلْ المَخَلُوقْ(14)
إِتفننتِ فِي دَرْسَ الأَدبْ والذَوقْ
وكُلْ ما عِلينْ الطَبَقَاتْ لِقَنِكْ فُوقْ
وتبتهج الأغنية بمربع شهير لشاعر كبير هو عبد الله حمد ود شوراني رغم ما فيه من الأحيح والنار والجروح والهزيمة يقول فيه:
أَحْ والوَحَه مَا بِتْدُورْ تَفَارِقْ قَلْبِي
أحْ من نار فلانة وجرحها النوسربي(15)
يا نفسيِ الَصبُر لوُكيهُو لا تنْسَلبي
الحَظْ مَا بدُومْ يَومْ غَالبَة يوَمْ تنغَلْبيَ
ويبرز لنا في الأغنية شاعر شندي المشهور الطيب حاج عبد القادر بمربع رائع إحتوشته تشبيهات بديعة فجاء كما يلي:
إَِتمنى الدَهَبْ لَو لَونُو يِشْبَه لَونِكْ
وأشتهَت الدُرَرْ لَو هِي تبْقَى سِنُونٍكْ
مَجْنُونْ لَيلي حَالتُو أقل مِن مَجْنُونِكْ
زَيْ مَا ليلي كَانَتْ في المحاسِنْ دُونِك
ولم ينس الأستاذ علاء الدين أن يختار من الشاعر الفرد محمد علي ابوقطاطي مربعين يقول في احدهما.
شَعْرك مُنْتَظمْ زَيْ السَلاَسلْ فَتْلُو
وعِينك تَرقصْ الحَجَرْ إنْ بِقَتْ شَافَتْلُو
الطاؤوسة قَاصْدَه مَشِيَك ومَا عْرفَتْلُو
وأعصَابْ الزآكْ إتكهربَتْ تِلْفَتْلُو
ومن أجمل ما عنده من شعر أضاف الملحن والشاعر علاء الدين مربعين للأغنية يفسدهما الشرح والتحليل يقول في الأول:
كِوْني حَلِيفُو مَالُو عَليَ بِعْلِنْ حَرْبُو
طَالِعْ سَعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَانْ عِندٍي وَاحِد بُعدْوُ أوكَانْ قُرْبُو
مَا بَارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
ويقول في الثاني:
مَمْشُوق القَوَام الما وَجَدتَ نَظِيرُو
خِصَامُو مَعَايْ أَخيرْ ليَّ مِن مِحَنَة غَيرُو
جَافَاني العزِيزْ الكُتَّ ديمة نصيرو
هو يسوي الغلط وانا اسوي كتر خيرو
ان ما أصابه الاستاذ علاء الدين من نجاح بأغنية يا مولاي يعتبر بكل المقاييس فتحاً جديداً للعودة الى الجذور والى ابقاء الدوبيت كما كان دائماً في وجدان الامة وروح الشعب واثباتاً لرفعة جماله



التوقيع: انته رايك شنو ...؟؟ قرقاش

(وما من كاتبٍ إلا سيفنى/ ويبقى الدهرُ ما كتبت يداه / ولا تكتب بكفّك غير شيء / يسرُّك في القيامةِ أن تراه).
imported_قرقاش غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 12:07 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.