نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2012, 02:38 AM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي خبرات من أسفاري...(طبائع النفوس الآدمية).

(1)
لا أدري ...أهو الأعتياد على التسفار أم هو طبع بي عندما أجد نفسي أحب لحظات الأنتظار في المطارات كثيرا!...
ففي الخيال صور ل(جل) مطارات العالم ...كلما مر بي ذكر أحداها (تجسمت) في خيالي.
والأمر أحسبه مردود الى هوايتين:
1-القراءة ...حيث أعتاد حمل أكثر من كتاب معي -مهما كان حجمه- لأكمل قراءته (بنهم وادراك لكل محتوياته) ...اما خلال الرحلة -وانا على متن الطائرة -أو أثناء فترة الانتظار في صالات السفر...
2-حب التعرف على أصول الناس و(سمتهم) وجنسياتهم من خلال أشكالهم وتقاطيعهم ونبرات الصوت وبعض من كلمات تصل الى أذني أثناء تحادثهم...
وأجدني مدين كثيرا لتسفاري عندما أمايز بين عدد ومدى استيعابي للكتب التي قرأتها خلال قراري أوتسفاري ...
وأجدني مدين له كذلك عندما أستعرض (كم) الأصدقاء الذين (أحرص) على مراسلتهم من بعد الحصول على عناوينهم أما من داخل الطائرة أو من صالات المغادرة...
أما أمر (ولعي) بالتعرف على (سمت) الآخرين فمرده قراءات لي في علم النفس وشئ من مؤلفات تتحدث عن (نظرات) للبعض في خبايا النفس البشرية...
فهناك نظرية أقتنع بها -دونما ألزام لأحد بها- وهي مشاركة الأنسان في الكثير من سماته وطبائعه لل(حيوان) الذي يشبهه في شكله العام!
وأعلم بأن الأمر ليس بذاك الأطلاق ...
ولكنها قراءات عضّدتها تجارب شخصية أعتدت التعويل (كثيرا) عندما أحتاج الى تعامل مع شخص يتعذر الوقت الكافي لسبر غور شخصيته!-أذ أسفاري هي اسفار عمل ولقاءاتي دوما تكون بمسئولين في شركات ومصانع متفرقة في ارجاء العالم- وأصدقكم القول بأن نسبة الأيجاب في تطابق (السمات الحقيقية للشخصية) مع الصورة الأولية التي أرسمها لها تكاد تفوق ال90%!
فالذي يشبه (الثعلب) في شكله العام أو في تقاطيع وجهه تجده يتصف بالمكر والدهاء (رجلا كان أو امرأة)...
والذي يشبه (الكلب) في شكله العام أو في تقاطيع وجهه تجده يتصف بالأنانية وحب الذات (رجلا كان أو امرأة)...
وأحسب بأن الأمر -على اجماله- يرتبط ب(فطرية) الطبائع والسمات ...الاّ أذا سعى الانسان الى ترقية (موجبة) لوجدانه أو طبائعه وسماته العامة من خلال الأقتداء بأمثلة أو الأخبات الى منهج أو فكر...
ولي العديد من الأمثلة التي سأذكرها لكم لاحقا بحول الله...
يتبع...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 02:39 AM   #[2]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

(2)
كنت في طريقي الى آيرلندا
وصلت على متن ال(بريتش ايرويز) الى (تيرمنال 3) في مطار هيثرو ...على أن أواصل على الخطوط الآيرلندية (اير لنقس) الى دبلن ...
عند وصولي حاولت أن أجد فرصة للدخول الى مدينة لندن لتمضية فترة الأنتظار الطويلة فيها ولكن أعتذرت الشابة الجالسة على (منضدة الاستعلامات) بأدب من بعد تصفحها لجواز سفري بأن الجنسية السودانية عليها الحصول على تأشيرة دخول مسبقة فشكرتها وأخذت الجواز وواصلت مسيري...
جلست على مبعدة من مسئولة الأستعلامات في انتظار البص الذي سيقلني الى حيث رحلتي الى دبلن فاذا بها تطيل اليّ النظر!
شغلت نفسي بما في يدي من كتاب ثم التفت مرة أخرى فوجدتها تشير اليّ برأسها أن أعود اليها!
سحبت حقيبتي وذهبت لها فقالت لي:
-ماذا تريد أن تفعل في لندن
-لدي صديق سوداني يعمل طبيبا أريد زيارته
-هل لي أن أرى رقم هاتف الطبيب؟
وأردفت عندما رأت علامات الانزعاج على وجهي
-أنظر ياعزيزي (بصدق) أحس برغبة داخلية في مساعدتك...
فأريتها الرقم من (هاتفي) فقرأته وأعادت لي الهاتف ثم قالت:
(أنظر يا سيد علي ...لديك فرصة بأن تدخل الى لندن بلا تأشيرة عندما تعود من دبلن...أذ تعامل الخطوط القادمة من (دبلن) معاملة الخطوط الداخلية دونما مرور على نقاط الجوازات الدولية)!
وبالفعل فقد دخلت الى لندن خلال عودتي من آيرلندا وقضيت بها ثلاثة أيام...
أخذني البص رقم 3 الى صالة المغادرة حيث (الآير لنقس دسك) وجلست بقرب (كافتتيريا) وشرعت في قراءة كتاب ل(أيرنس همينقواي) من بعد أكمالي لآخر على الطائرة اسمه (نحو علم نفس أسلامي)...
كان المكان خاليا الاّ منّي و(فلسطينية) ترضع طفلا في صف المقاعد الخلفية...
جاءتني (صبية) قدّرت من ملامحها بأنها آيرلندية وخاطبتني بابتسامة:
-لدي مشروبات ساخنة وباردة
-أذكري لي ماذا لديكم من مشروبات ساخنة
فجعلت تعدد لي العديد منها وذكرت من ضمنها (آيرش كافي) فدفعني حب الاستطلاع الى طلب (الآيرش كافي هذه)...
أتت لي ب(القهوة الآيرلندية) وناولتها جنيها آيرلنديا فأعادت لي الباقي ثم ذهبت لتسأل الفلسطينية ...
وضعت الكتاب جانبا وقربت فنجان القهوة الى فمي فصعقتني رائحة الخمر الشديدة!
وضعت الفنجان جانبا لأتأكد من مصدر الرائحة فلم أجد شيئا ...
ثم قربت الفنجان مرة أخرى فتأكد لي بأن الفنجان هو مصدر الرائحة فأعدته الى المنضدة...
ربتت الفلسطينية على كتفي وخاطبتني بالأنجليزية وهي تبتسم
-يبدو عليك بأنها المرة الأولى التي تشرب فيها قهوة آيرلندية
-نعم ...لكني أجد في الفنجان رائحة خمر
-(ضاحكة) يبدو أنك لا تعرف بأن القهوة الآيرلندية هي قهوة مخلوطة بالخمر!
ضحكتُ وأعدت الفنجان وأتيت بعصير برتقال لي ولها ...
يتبع...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 02:41 AM   #[3]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

(3)
انحشرنا في طائرة ال(أير لنقس) الآيرلندية الصغيرة في رحلة لم تستغرق سوى أقل من ساعة لتحط بنا في مطار دبلن...
المطار صغير ...فيه شبه بمطارات دول أوربا الشرقية ...وقد لفت نظري (كم) اللوحات الجدارية لأعلانات المنتجات الوطنية الآيرلندية والعالمية أينما وجهت بصرك...
وجاء دوري في صف الجوازات الطويل فناولت جواز السفر الى الموظف (الستيني) الذي نظر اليّ مبتسما -ومن قبل أن يتصفح الجواز-قال لي (بالتأكيد أنت طبيب)!...
رددت عليه بالنفي ...ونقلت استغرابي هذا الى صديق يعمل طبيبا في مدينة (دروهدا) فأعلمني بأن الآيرلنديون قد أعتادوا على سحنات الطلبة السودانيين القادمين للتحضير في الكلية الملكية الآيرلندية!...
قضيت عطلة نهاية الأسبوع في دبلن وقررت أن يكون سفري الى مدينة (ليمرك) المجاورة للمدينة التي أقصد (شانون) عن طريق القطار ...وذلك بغية الأستمتاع بخضرة آيرلندا التي سار بحسنها الركبان...
ذهبت الى محطة القطارات قبيل الظهر وأُعلمت بأن موعد القطار سيحين بعد أربع ساعات...فابتعت تذكرة وجلست أرتشف عبوة من عصير الليمون على أمل العودة الى بعض فقرات كتاب أرنست همنقواي الجميل(الحرب والحب)...
فاجأني شخص (قدرت بأنه سوداني) ...جلس بازائي على المقعد المقابل (أذ المقاعد مصفوفة على شكل مستطيلات) وابتسم وحياني بالعربية...
-سلام يابن العم ...شكلك سوداني
-أيوة ...مرحب بيك
-شكلك مامن ناس البلد دي وجاي في شغل
-نعم
بصدق لم أرتح لشكل الرجل (وهو في الأربعينات) ولم أرغب في متابعة الحديث معه!
عمدت الى هوايتي (المفضلة) بمطابقة صورة الرجل مع أقرب الحيوانات اليه فوجدته أشبه بالضبع
قلت في نفسي الضبع يتصف بالخسة والغدر وحب الذات...
كان الرجل يرتدي (نظارة) شمس سوداء لم ينزعها عن عينيه حتى بعد دخوله الى المحطة وجلوسه بازائي!
بعد مضي ربع ساعة جلست بجانبي فتاة آيرلندية رأيتها تحاول جاهدة التأكد من عنوان غلاف الكتاب (وهو مكتوب بالأنجليزية والعربية معا) فما كان مني ألاّ أن أفردت لها الغلاف من بعد طي لتتمكن من قراءته
أبتسمت وحيتني
-هاي
-هاي
-لقد أنهيت قراءة هذا الكتاب في أجازتي المنصرمة... هو من أجمل الكتب التي قرأتها لهمينقواي...
-أنا أيضا قد أنهيت قراءته من قبل ولكن لأعجابي بمحتواه فاني أعيد قراءة بعض المقاطع فيه.
-من أي دولة أنت
-أنا من السودان
-أين يقع السودان
-هو في أفريقيا الى الجنوب من مصر...
(كم يؤلمني دوما عندما أضطر الى التعريف ببلدي عن طريق مصر)
-أظن هذه لغة عربية؟
-نعم الكتاب مترجم الى اللغة العربية ...وناولتها أياه
-أوووو كم يعجبني الخط العربي والنقوش العربية!
كان يبدو على (صاحبي) السوداني الأرتباك (بعض الشئ) وهو يكثر من النظر الى ساعته في دلالة واضحة بأنه ينتظر شخصا ما...
وقف الرجل فجأة ونظر اليّ وهو يهم بحمل حقيبته الجلدية (الفاخرة) المتوسطة الحجم وقال:
-(لو سمحت يابن العم بس خلي بالك لي شنطتي دي أنا واصل الحمام وجاي)
أشرت اليه مافي مشكلة ...بس خلي الشنطة في محلها.
-ياخي نحن سودانيين زي بعض
-ياأخي الكريم مافي حاجة ...بس خلي الشنطة في محلها ومافي مشكلة حأخلي ليك بالي منها لغاية ماترجع...
ترك الرجل الحقيبة حيث هي وذهب
قالت لي الآيرلندية...هل تعرف الرجل؟
-لا لاأعرفه هذه هي المرة الأولى التي أراه فيها
مضت قرابة الساعة ولم يعد السوداني!
رأت (Edel الطالبة في السنة النهائية للفلسفة في جامعة ليمرك) أمارات الضيق في وجهي فقالت
-هل تود أن تبتعد قليلا عن الحقيبة
-لا بأس
وذهبنا الى آخر المحطة بجوار المقصف وجلسنا نرقب الحقيبة من هناك...
جاء أثنان تبدو عليهما الملامح الأفريقية أحدهما يتحدث من خلال هاتفه وفي يد الآخر حقيبة (مطابقة تماما لذات الحقيبة التي تركها السوداني) واتجها ليجلسا على ذات المقعد الذي كان يجلس عليه السوداني!
بعد دقائق نهض الأفريقيان وخرجا من المدخل الرئيس ومعهما الحقيبة فأذا بي بالسوداني يعود (مسرعا) ليأخذ حقيبته ويهم بالخروج...
التفتُّ الى (أدل) فوجدتها تتحدث من خلال هاتفها...
فجأة دخل (من مدخل جانبي) ثلاث من رجال الشرطة وانقضّوا على السوداني وأوثقوه!
أخرجت منديلا وجففت عرقي (برغم برودة الجو) وعدت الى مقعدي بجوار (أدل)...
...
رافقتني (أدل) طوال الرحلة الى أن وصلنا الى مدينة ليمرك وزارتني بعد يومين حيث أقيم وفاجأتني!...
(أدل) ليست طالبة جامعية
انها تعمل في شرطة مكافحة (المخدرات) وقد كانت مكلفة بمتابعة ذاك السوداني!!
يتبع...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 02:42 AM   #[4]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لقد خلق الله الحيوان وقدر لكل منها سمات ظلت مميزة لها منذ الأزل!!! ...
والله تبارك في علاه لايخلق كائنا أو يمنح صفة عبثا ...
وقد تناول العديد من فلاسفة المسلمين صفات الحيوان من مدخل التفكر في الخلق ...
وأبانو بأن هناك رابطا قويا بين صفات الحيوان وسمات الآدميين
(بدون زعل) ...
يتبع...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 02:43 AM   #[5]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لقد جعل الله لكل حيوان سمات خاصة به دون غيره ...
ومهما رُوّض فأنه لاينفك عنها...
اذ هذه السمات جينية لازمة بالخلقة...
بل ذهب الكثير من الفلاسفة المسلمين ألى أكثر من ذلك ...فربطوا بين صورة وشكل الآدمي بالحيوان!
فقد نرى في الكثيرين شبها بالكثير من الحيوانات ...
في البنية العامة ...
أو التقاطيع الخارجية ...
أو في طريقة المشي أو غيرها.
وأختلاف الأنسان عن الحيوان كامن في أن الله منحه العقل والأرادة...
فهو -أن أراد- يمكنه أن يسمو بنفسه ألى مصاف الملائكة...
وأيضا بيده أن يكون كالأنعام أو أضل سبيلا!...
يتبع...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 02:47 AM   #[6]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

النفس الكلبيّة:
لقد كنتُ من أكثر الناس حبا للكلاب في صغري ...
ويكاد يجمع أهل الغرب وكثير من أهل الشرق على أنه أنبل حيوان على الأطلاق ...وفاء وحبا لصاحبه! ...
ولدينا العديد من قصص الوفاء للكلاب في محيطنا الصغير...
لكني عندما كبرت وقرأت عن بغض النبي صلى الله عليه وسلم لها ...
ماكان مني الاّ أن نأيت بنفسي عن حبها...
وعندما قُدّر لي الاطّلاع على صفات الكلاب...وجدتها من أخس الطباع!
يقول ابن سيرين في طبائع النفوس:
اقتباس:
الكلب لو صادف جيفة تشبع ألف كلب لوقع عليها,ومنع عنها سائر الكلاب ,فلاتقربها الكلاب ألا على كره منه وغلبة,ولايسمح لغيره بشئ منها,...همه شبع بطنه من أي طعام أتفق:ميتة أوغير ذلك,...خبيث أو طيب....ولايستحي من قبيح ....أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث....أن أطعمته بصبص بذيله ودار حولك وأن منعته نبح في وجهك وبعد عنك....
يتبع...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 09:19 AM   #[7]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

أواصل...
...
ورد في صحيح مسلم بأن سفيان بن عيينة قال لما سمع قول الله عز وجل في الآية 38 من سورة الأنعام: (...وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ).
ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من البهائم...
فمنهم من ينتصر انتصار الأسد...
ومنهم من يعدو عدوَ الذئب...
ومنهم من ينبح نباح الكلاب...
ومنهم من يتقوس كفعل الطاوس.
قال الخطابي رحمه الله معلقاً:
ما أحسن ما تأول سفيان من هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعاً لظاهره وجب المصير إلى باطنه، فنحن نعلم بأن الحيوانات ليست مثل بني آدم، لأن بني آدم في الظاهر يختلفون عن الحيوانات اختلافاً كلياً. فإذاً: هناك أمور في الباطن تتشابه فيها طبائع الآدميين مع بعض طبائع الحيوانات، وهذا من إعمال الفكر، والتدبر في مخلوقات الله عز وجل.
لقد ضرب الله لبعض بني آدم أمثلة شبههم بها بالحيوانات، فقال سبحانه في نفر من الناس:
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف:176]
وشبه أناساً آخرين بأنهم مثل الحمار يحمل أسفاراً...
ومن كلام ابن القيم رحمه الله في مواضع متعددة من كتبه: قال رحمه الله تعالى:
ومن الناس نفوسهم نفوس حيوانية، وذلك مثل الجهال بالشريعة، الذين لا فرق بينهم وبين سائر الحيوانات إلا في اعتدال القامة ونطق اللسان -هذا هو الفرق الوحيد وإلا فإنهم يشبهون الحيوانات- ليس همهم إلا نيل الشهوة بأي طريق أتت)
انتهى

(يتبع بحول الله)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 09:23 AM   #[8]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

النـــــفس الحماريـــــــــة:
اقتباس:
يقول ابن القيم رحمه الله
لم تخلق ألا للكد والعلف...
كلما زيد في علفه زيد في كده...
أبكم الحيوان
وأقله بصيرة
ولهذا مثل الله به من حمله كتابه
فلم يحمله معرفة ولا فقها ولاعملا



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 09:24 AM   #[9]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

النــــــفس السبعيــــــــــة
غضوب همه العدوان على الناس وقهرهم بما وصلت أليه قدرته....طبيعته تتقاضى ذلك كتقاضي طبيعة السبع لما يصدر منه...



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 09:25 AM   #[10]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

النـــــفس الفأريـــــــــة
فاسق بطبعه...مفسد لما جاوره....تسبيحه بلسان الحال:سبحان من خلقه للفساد!!!



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 09:26 AM   #[11]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

الرؤيـــا وارتباطهــــا بالحــــيوان:
يقول أبن سيرين أن الرسول صلى الله عيه وسلم رأى في قصة معركة أحد بقرا تنحر...فكان الشهداء من المسلمين في تلك المعركة .....فأن البقر-والقول لأبن سيرين-أنفع الحيوانات للأرض...وبها صلاحها وفلاحها مع مافيها من السكينة والمنافع والذل (بكسر الذال) فأنها ذلول مذللة...منقادة غير أبية...
وقد رأى أبن الخطاب رضى الله عنه كأن ديكا نقره ثلاث نقرات...فكان أن طعنه أبو لؤلؤة ...والديك في الرؤيا رجل أعجمي شرير ألا أذا رأي يصيح وسط خضرة أو ماء فأنه أيذان بأمر حسن قد قرب حدوثه.
أنتهى قول أبن سيرين

(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 09:28 AM   #[12]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

ومن الناس من طبعه طبع الخنزير,يمر بالطيبات فيتجاوزها الي الخبائث...وهكذا الكثير من الناس ...يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف المساوئ فلا يحفظها ولاينقلها ولا تناسبه,فأذا رأى سقطة أو كلمة عوراء وجد بغيته ومايناسبها...فجعلها فاكهته وشغله الشاغل...!!!
ومن الناس من هو على طبيعة الطاووس ...!!!
ومنهم من هو على طبيعة الجمل أحقد الحيوان ...!!!
ومنهم من هو على طبيعة الدب...خبيث وحقود...!!!
أما أحمد طبائع الحيوان
فهي طبائع الخيل فهي أشرف الحيوان نفسا ...وأكرمها طبعا...
وكذلك الأغنام والخراف
وقد حرم الله أكل لحوم السباع وجوارح الطير لما تورث أكلها من شبه نفوسها بها...!!!(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر كتاب مدارج السالكين لأبن القيم



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:09 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.