فى مدينة الخيال البعيد كانت رحلتى ، أمتطيت صهوة الزمن لا أقول عقاربه حتى أستلذ بكل ماتقع عليه جوارحى ، كان جل أهل تلك المدينة بعمر الأطفال من ذكور وأناث ، حال هبوطى صرت بعمرهم يااااا للهول !!! دخلت الغبطة والسرور إلى نفسى ها أنا ذى أعودة طفلة ، أسترقت ناظرى ثُلة كان تشيد فى مبنى ضخم من الرمال فيأتى طفل مشاكس من الأطفال على حين غرة فيهدم هذا البناء فتقوم ثورة من الضحك والهياج فيجرى كأرنب يسخر من قط كبير ويختفى بين الأشجار العتيقة ، وثُلة أخرى من الفتيات منهمكات فى نسج عقود وأطواق من الياسمين الذى تعبق رائحته المكان وأخريات كن فى حوار مع الفراشات يستدلون بهم عن أطايب الزهور وأجملها شذى ، لا أدرى لماذا تزكرت فجأة صوت مديرى فى العمل بصوته الغليظ وبطنه المتهدلة (ديمه جايه متأخرة مخصوم منك يوم) أسكت وفى كنه نفسى ضحكة مستترة ليقينى أنه لن يفعل ذلك ، ماهذااا يااااااه لقدت عدت أمرأة مرة أخرى فتيقنت بأننى وصلت من مدينة الخيال إلى مدينة الواقع ، صدم أذنى صريخ ذلك البائع الذى يمسك بميكرفون ( الليلة كله ببلاش قرب بس تعال) وعندالأقتراب منه تكتشف ان مايبع باهظ الثمن وأن المعروض لايستحق ، أجمل ما وشح نفسى بالراحة أن طاف بذاكرتى ليلة من الليالى ففى تلك الليلة قررت الخلود إلى النوم نعم قررت قراراً فلم يكن بجفن عينى حتى حفنة من نعاس ، استلقيت على سريرى وأنا استحضر كل مايطوف بذاكرتى من عمل اليوم أو حتى ذكريات خلت من سنون عدة ، بلحظة استحضرت كلمات موزونة( يعنى أتشوعرت ) ، حسناً حدثت نفسى قبل أن تضيع من ذاكرتى مع اول خيط للصباح بأن أحضر ورقة وقلم وأدون ماجال بخاطرى ، كانت عقارب الساعة بتلك اللحيظات تقارب الواحدة بعد منتصف الليل ، نهضت وأنا أمشى كما أننى أمشى على لوح زجاج شفاف لا أصدر أى حراك على ضؤ ذلك الرفيق المطيع (الجوال) ، ولكن من غير قصد أصطدمت بطاولة صغيرة كانت أمامى بها كوب من الماء ، أفاقت والدتى وهى تصرخ بكل ما أوتيت من قوة ( الحرااااااااااااااااااااااااااامى ياأبو مرووة ألحقونا )
أسرعت نحو مفتاح الأضاءة وأقتربت منها ( هى يايمه قولى بسسسم الله دى أنا ) وقطعاً طار ما برأسى وكل ماكان بالذاكرة ، نجتمع فى اليوم التالى (على صينية الغداء) بعد العودة من العمل ، (يايمة امس تقربى تلمى فينا الجيران) ترد بأندهاش ( أنا مالى برئ دى أنت تكونى مكوبسة بس انا ماقمت إلا أصلى الفجر
).
