الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2010, 07:47 AM   #[5221]
الطيب موسى الطيب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي رد واقتباس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكي محمد الحسن
سلامات يا صعايده
الحمد لله تمكنا من معالجة ( الخلل ) في الكي بورد
مرحبا بالاحوة الطيب موسي الطيب واسماعيل يوسف في "حوش الاسايطة" وان شاء الله من المعمرين..
د.الزوول الاقتباس في المداخلة السابقة قصدته عشان أقول: لي ناس غابت مشتاقين ..انجليزي ده يا مرسي؟

ترحيب خاص بالاخوات
سمراء وسارة وان شاء الله عصير " القصب " من طرف أخونا ود البيك عجبكم ..
يا صعايدة أرجو المعزرة فان خدمة الانترنت هنا ( في الاصقاع الشمالية من الكرة الارضية ) ستالايت وليست كيبل .. شرحوااااااااااااااااا يا د. الروول



اخي مكي السلام عليكم ورحمة الله ..اشكر لك ترحيبك ما انت زولا في دروب اسيوط شقيت ...بالحب والوفاء على مائدتها العامرة التقيت ...جمعت اصالة المعدن الذي لا يصدأ ...وبريقه الذي يشع في القلوب ....ومتى ما مديت يديك تلقى الف من يمسك بها مرحبا..ما اصلو الناس ديل كوكبهم داخل الارض مختلف ..ومهما غبت عنهم او بقيت في الفسيحة تلف ( تدور) ... تجدهم صامدين مافي واحد منهم تلف ( صار ذو عيب )..فمرحبا بك يا اخوي...



الطيب موسى الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 11:19 AM   #[5222]
اسماعيل يوسف
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية اسماعيل يوسف
 
افتراضي

الاعزاء الفنانين بتوع الصور مكى شبارقه وودالبك والزول
نحن احوج ما نكون للتوثيق المصور لهذه الفتره التى تركت اثرا لن ينمحى فى مسيرة ايا منا
كانت لدى كميه مهوله من الصور لكل زمننا فى اسيوط ولكن بكل اسف لم اتمكن من معرفة اين هى الان وان نازل السودان باذن الله سوف يكون من اكبر همومى هذه الصور
وكم كانت فرحتى كبيره ولكنها فرحه لم تكتمل بالتسبه للصور التى تنزلوها وتسألوا عن اسماء اصحابها فهى تظهر عندى فى شكل مربع صغير ملون ويفترض بعد النقر عليه مرتين تفتح ولكن ما بتفتح معاى ما عارف ليه هل المسأله محتاجه لمعالج او برنامج معين
ارجو المساعده فى حل هذه المشكله لان هذا تاريخنا وفخرنا الذى نباهى به ونقدمه لابنائنا فلا تحرمونا متعة استعادة تلك الحقبه صورة وصوت
لم افقد الامل فى الحصول على كنزى المفقود وعشمى فيكم كبير تعوضونا بالصور المنشوره فى البوست حتى لو تبرع احدكم اوكلكم بارسالها لى على البريد الالكترونى واكون شاكرا حسن صنيعكم



اسماعيل يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 02:16 PM   #[5223]
الطيب موسى الطيب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي اسيوطيات

السلام عليكم يا احبة ...بديت معكم مشوار الحكاوي بس انا ما واحد من دكان ود البصير بس زول اضناهو بعادكم وعاوز اخفف عن ذلك بإعادة الذكريات.... ومن بين الورطات الدخلت فيها . عدت بعد إجازة الصيف لبداية السنة الاخيرة عن طريق مطار القاهرة . وصادفت في الرحلة معاوية وهو قادم بعد برلمة العام السابق . خرجنا من المطار ووصلنا محطة السكة الحديد ولسؤ حظنا وجدنا القطار تحرك قبل ربع ساعة. فكرت ان نركب الاتوبيس للمنياء ومنها نركب القطار. قطعنا التذاكر وركبنا في مقاعدنا . وبعد انتظار قصير نزلت واحضرت الجرنال وبديت اتصفح فيه. جلس خلفنا مصري لابس بدلة شيييييييييييييييك . ثم بدأ معي الحديث الاخ سوداني . فقلت ايوة يا بيه. فقال لو سمحت ممكن الجرنال. اعطيتو الجرنال فقرأ فيه قليلا . ثم سألني عن وجهة سفري فقلت له اسيوط ..فقال لي فرصة سعيدة انا نفسي اشوف اسيوط وانا عندي فندق في الاسكندرية اسمو الكرنك ويقصده كتييير اوي من السودانيين وانا بحب السودانيين اوي. ثم تحرك الاتوبيس وبديت احسبها يمين شمال الزول دا عاوز مننا شنو؟ .بديت افكر في فكرة اتخلص بيها منه فقلت له نحن نازلين المنيا عندنا اخوة هنا عاوزين نزورهم.. فقال لي مالو امشي معاكم. يا دي الورطة .. وصلنا المنيا فقلت نحن غيرنا رأينا ماشين اسيوط فقال والله ما تدفعوا .وقطع لينا التذاكر وجاب الكنافة والبسبوسة والبارد وكلو على حسابو. واخونا معاوية ولا على باله ..وصلنا اسيوط وذهبنا للكوندة المحطة وأجرت غرفة ودفعت المبلغ ..وطلبت منه ان يدخل الحمام ليتروش ..ولما دخل نزلنا بسرعة واخدنا تاكسي لدار الاتحاد ..وبعد المغرب جينا تاني عشان نلقى صاحبنا فوجدناهو غادر المكان ..فضحكت وقلت لي معاوية الرجل فكر في سرقتنا لكنه خسر المشوار وحق التذاكر..وللحديث بقية عن جوازتنا التي ودوها للامن المصري وذلك اللقاء الذي لا ينسى ...



الطيب موسى الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 02:32 PM   #[5224]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب موسى الطيب
السلام عليكم يا احبة ...بديت معكم مشوار الحكاوي بس انا ما واحد من دكان ود البصير بس زول اضناهو بعادكم وعاوز اخفف عن ذلك بإعادة الذكريات....
.وللحديث بقية عن جوازتنا التي ودوها للامن المصري وذلك اللقاء الذي لا ينسى ...


الله الله

فيما أرى
أن الله قد أجاب سيدنا موسى عليه السلام لدعوته ( يفقه قولي )
وأجراها على سَمّيه بين الطيبين (الطيب موسى الطيب)
فنحن موعودون بمجدد جديد
" يبعث لهذه البوست على رأس كل 50 صفحة من يجدد له شبابه ويبقيه عالياً حافلاً بجديد المشاركات "


فهنيئاً لنا

....



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 06:51 PM   #[5225]
د.عصام الدين عليش
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب موسى الطيب
السلام عليكم يا احبة ...بديت معكم مشوار الحكاوي بس انا ما واحد من دكان ود البصير بس زول اضناهو بعادكم وعاوز اخفف عن ذلك بإعادة الذكريات.... ومنر..وللحديث بقية عن جوازتنا التي ودوها للامن المصري وذلك اللقاء الذي لا ينسى ...

الاخ العزيز الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في إنتظار بقية الحديث وعن حديث الذكريات
لك الف تحية وإلى لقاء



التوقيع: [align=center][/align]
د.عصام الدين عليش غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2010, 11:41 PM   #[5226]
على عبدالله محمد يوسف
:: كــاتب جديـــد ::
 
Thumbs up

الاخوة الاسايطة فى كل مكان
السلام عليكم ورحمة الله
أهديكم جميعا قصيدة أعجبتنى وهى لشاعر مصرى شاب اسمه مصطفى الجزار شارك بها فى مسابقة أمير الشعراء .
كَفْكِف دموعَـكَ وانسحِبْ يا عنــتـرة
فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَه
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِهـا يومـاً، فقــدْ
سقــطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
قبِّــلْ سيوفَ الغاصبــينَ.. ليصفَحوا
واخفـِضْ جَنَــاحَ الخـِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلــع أبيـاتَ فخــرِكَ صـامتـاً
فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
والسـيفُ في وجـهِ البنـادقِ عاجــزٌ
فقـدَ الهُــويّـةَ والقُـوى والسـيطـرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهـا
واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفـاً
وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لهـا مـا كنـتَ تكتبُـه لهــا
تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
يـا دارَ عبلـةَ بـالعــراقِ تكلّمـي
هـل أصبحَـتْ جنّاتُ بابـلَ مقفـرة؟
هـل نَهْــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ
وكـلابُ أمـريكـا تُدنِّـس كـوثـرَه؟
يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسـةً
عبـداً ذلـيـلاً أسـوداً مـا أحقـرَه
متطـرِّفـاً .. متخـلِّفـاً.. ومخالِفـاً
نَسَبوا لكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ... هــذا دأبُهم
حُمُـرٌ – لَعمرُكَ - كلُّـهـا مستنفـرَه
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيـمَ وتأسِـــرَه
لـن تستطيعَ الآنَ وحــدكَ قهـرَهُ
فالزحفُ مـوجٌ.. والقنابـلُ ممـطـرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضاعَ صـهيلُـهُ
بينَ الـدويِّ.. وبيـنَ صرخـةِ مُجـبَرَه
هلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مالـِكٍ
كيفَ الصمودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المقـدرة!
هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَـهُ
متأهِّبـاتٍ.. والـقـذائفَ مُشـهَــرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتـكى
ولَصـاحَ فـي وجهِ القـطيـعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهـم
مفتاحَ خيـمـتِهم، ومَـدُّوا القنطـرة
فأتى العـدوُّ مُسلَّحـــاً، بشقاقِهم
ونفاقِـهـم، وأقـام فيـهـم منبـرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
فالعيشُ مُـرٌّ .. والهزائـمُ مُنـكَـرَه
هذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها
مَن يقتـرفْ في حقّهـا شرّاً.. يَـرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُهـا
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كـي نخـسـرَه
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغـفــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشــتي
لم تُبقِ دمعـاً أو دمـاً فـي المحبرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـا
تتـرقبُ الجِسْـرَ البعيـدَ.. لِتَعبُـرَه









على عبدالله محمد يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 02:13 AM   #[5227]
Wad Elbeck
:: كــاتب نشــط::
 
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على عبدالله محمد يوسف
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغـفــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشــتي
لم تُبقِ دمعـاً أو دمـاً فـي المحبرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـا
تتـرقبُ الجِسْـرَ البعيـدَ.. لِتَعبُـرَه






كلام فى الصميم ..
أعجبتنى كثيراً..
لك الشكر ..



Wad Elbeck غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 05:57 AM   #[5228]
ابوريم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ابوريم
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماعيل يوسف
الاعزاء الفنانين بتوع الصور مكى شبارقه وودالبك والزول
نحن احوج ما نكون للتوثيق المصور لهذه الفتره التى تركت اثرا لن ينمحى فى مسيرة ايا منا
كانت لدى كميه مهوله من الصور لكل زمننا فى اسيوط ولكن بكل اسف لم اتمكن من معرفة اين هى الان وان نازل السودان باذن الله سوف يكون من اكبر همومى هذه الصور
وكم كانت فرحتى كبيره ولكنها فرحه لم تكتمل بالتسبه للصور التى تنزلوها وتسألوا عن اسماء اصحابها فهى تظهر عندى فى شكل مربع صغير ملون ويفترض بعد النقر عليه مرتين تفتح ولكن ما بتفتح معاى ما عارف ليه هل المسأله محتاجه لمعالج او برنامج معين
ارجو المساعده فى حل هذه المشكله لان هذا تاريخنا وفخرنا الذى نباهى به ونقدمه لابنائنا فلا تحرمونا متعة استعادة تلك الحقبه صورة وصوت
لم افقد الامل فى الحصول على كنزى المفقود وعشمى فيكم كبير تعوضونا بالصور المنشوره فى البوست حتى لو تبرع احدكم اوكلكم بارسالها لى على البريد الالكترونى واكون شاكرا حسن صنيعكم



اسايطه عموم
لكم الود والتحايا.
تعازينا للاخت انتصار نور الدايم ونسأل الله الرحمة والمغفرة للفقيدة والدتها.
اننا لله وانا اليه راجعون.
اسماعيل يوسف!
الف مرحب بيك في دارك.
الصورمابتظهر ليك لانو اصحابها منزلنها (ملف مرفق) وعشان تشوفها سجل دخول وبتظهر ليك بوضوح ولو نقرت عليها بتجيك في صفحه براها.
اسامه مامون الامين
كلية التربية 1986-1990



التوقيع: مابيفهم المكتوب
البيقرا بي القلبه

محجوب شريف
ابوريم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 07:40 AM   #[5229]
الطيب موسى الطيب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي رد واقتباس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزوول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب موسى الطيب
السلام عليكم يا احبة ...بديت معكم مشوار الحكاوي بس انا ما واحد من دكان ود البصير بس زول اضناهو بعادكم وعاوز اخفف عن ذلك بإعادة الذكريات....
.وللحديث بقية عن جوازتنا التي ودوها للامن المصري وذلك اللقاء الذي لا ينسى ...


الله الله

فيما أرى
أن الله قد أجاب سيدنا موسى عليه السلام لدعوته ( يفقه قولي )
وأجراها على سَمّيه بين الطيبين (الطيب موسى الطيب)
فنحن موعودون بمجدد جديد
" يبعث لهذه البوست على رأس كل 50 صفحة من يجدد له شبابه ويبقيه عالياً حافلاً بجديد المشاركات "


فهنيئاً لنا

....




السلام عليكم ورحمة الله اخوي الزول ما نحن حملناكم تحت طيات الماضي واردنا نفردها من تاني... ما انتم خير معين لنا... وربنا يقدرنا ان نبني صرحا نتسامى به اليكم فانتم قامات سامقة..ولن تكل لي ساعد او يبنضب لي يراع مادام استمد مداده منكم ..ولك ولكل اسيوطي طائلر يحلق بجناحيه أو مقيم في عشه لم يغادره الى المهجر..



الطيب موسى الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 07:59 AM   #[5230]
الطيب موسى الطيب
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي رد واقتباس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عصام الدين عليش
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب موسى الطيب
السلام عليكم يا احبة ...بديت معكم مشوار الحكاوي بس انا ما واحد من دكان ود البصير بس زول اضناهو بعادكم وعاوز اخفف عن ذلك بإعادة الذكريات.... ومنر..وللحديث بقية عن جوازتنا التي ودوها للامن المصري وذلك اللقاء الذي لا ينسى ...

الاخ العزيز الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في إنتظار بقية الحديث وعن حديث الذكريات
لك الف تحية وإلى لقاء




الاخ العزيز الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في إنتظار بقية الحديث وعن حديث الذكريات
لك الف تحية وإلى لقاء ...الاخ عصام عليش السلام عليكم ورحمة الله جميعا من كان منكم رائحا او غادي واقول جمعتنا يا عصام ايام زاهية وصافية وهادئة ونبيلة وجميلة يا حليلة ..وعلى دربكم افرش الرياحين وانظم الكلم الرصين لتلك الايام الخالدات ..وعلى نفحاتها اشدو كما البلبل الصداح في نفس الخريف في ليلة قمريةعلى اغصان تبلدية ..اسوق النوق يا حادي لكم جميعا لكي نعيد ذكرى ما احلاها في الحاضر المؤلم ..ولكم مني التحية والاحترام



الطيب موسى الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 08:43 AM   #[5231]
هاشم أبوزيد نقد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

رحلتي إلى أسيوط ...(2)

... في صباح اليوم التالي لإذاعة أسماء الطلاب (المبتعثين) إلى مصر ... ذهبت باكرا إلى مكتب البعثات ، كان مقره بالقرب من القيادة العامة ، كان المكتب واحدا من تلك المباني الجميلة و البسيطة التي شيدت - على ما أظن - أيام الإستعمار بيوتا للموظفين ذووا الدرجات العلا ، ثم آل إلى أن يكون مكتبا حكومياً إمتدت إليه يد الروتين ففقد الكثير من رونقه ، و المكتب على صغره إلا أنه كان يحتمل الوافدين إليه في هدوءٍ و سكينة. أسماء الطلاب المبتعثين كانت قد رتبت كل حسب جامعته ، و علقت على جدران المبنى هنا و هناك .
إحساس غريب بالنصر و النشوة تراه في عيون الطلاب. و أنا أراجع الأسماء و أتابع الوجوه فإذا ببعض الأسماء أعرفها ، منهم من كانوا زملاء دراسة في الثانوي و منهم من عشنا سوياً إنقلاب السلم التعليمى علينا عندما كنا في المتوسط.
لم يكن إستخراج جواز سفر في ذلك الوقت بالأمر الشاق ، فلا كانت هنالك (إلزامية) و لا رسوم (مليونية) . كانت رسوم إصدار جواز السفر الجديد خمسة جنيهات سودانية لا غير ، و كان الجنيه السوداني في ذلك الوقت يعادل ثلاثة دولارات و ثلاثة و ثلاثون بنساً ، و بالأرقام 3,33 دولار (سبحان الله مغير الأحوال من حال إلى حال).
لم يكن مكتب الجوازات غريباً على فقد كنت، وعلى مدى أكثر من سبع سنوات ، كنت أعمل في الإجازة الصيفية كاتباً أمام مكاتب الجوازات ، نكتب (العرضحالات) و (نملأ) أرانيك التاشيرات و الجوازات و الجنسيه و نبيع الدمغة ، و كانت الإجازة الصيفية بالنسبة لنا (زي الإغتراب) حيث نجمع مصاريف المدرسة و أكثر . كان ذلكم الجيل جيلاً منتجاً و اليوم نرى أجيالاً تأخذ و لا تعطي. أجيال الجلوس على نواصي الشوارع و الكباري إلا من رحم ربي.
من مكتب البعثات إستلمت خطابات موجهة إلى سلطات الجوازات و الخطوط الجوية و السفارة المصرية ، كل على حده ، تفيد بأنه قد تم إبتعاثنا للدراسة بمصر و ترجو من الجميع تسهيل مهمتنا في إنهاء الإجراءات المطلوبة للسفر.
إستخرجت جواز سفري و تأشيرة الخروج ثم تأشيرة الدخول من القنصلية المصرية و التي لا تزال في مكانها صامدة صمود الأبطال. على الرغم من أن سوق الخضار الذي كان يقبع جنوب القنصلية قد رحل أو (إرتحل) إلى أسواق طرفيه سموها مركزية و البرلمان الذي كان شمال القنصلية قد تغير إسمه مرات عدة و رحل إلى أمدرمان ، و بقيت القنصلية رمزاً لحبل سري يربط شمال وادي النيل بجنوبه. و لا انسى (كرت) الحمى الصفراء الذى إستخرجناه من مركز صحي بالقرب من سينما كلوزيوم و الذي بدونه تصبح معرضاً للحجز في الحجر الصحي بمطار القاهرة لمدة إسبوع.
كان لي خال (رحمه الله) تقيم زوجته و أبناؤه في الإسكندرية و يعمل هو في فرنسا و كان في إجازته السنوية في السودان و كان أن قدر لي أن أسافر معه إلى مصر.
أهداني أبي (رحمه الله) حقيبة جديدة أسافر بها ... و دس في يدي مبلغ (ستون جنيها سودانيا) كانت ثروة في ذلك الزمان و أهداني أخى محمد (جزاه الله خيرا) تذكرة الطائرة . ملأت امي (أطال الله عمرها) حقيبتي بالشاى و الويكة و التسالى ، و كذلك أمواس الحلاقة ماركة (ناسيت) التي كنا نبيعها في مصر في سوق العتبة بالقاهرة و الحصيلة كانت عشرات الجنيهات التي تعيننا على مصاريف السكن و الميز و خلافه.
كان كل من أعرفه تقريبا في المطار ... ففي ذلك الزمان كان وداع المسافر واجب إجتماعي مقدس.
كانت المرة الأولى التى أمتطي فيها صهوة طائرة و بالطبع المرة الأولى التي أسافر فيها خارج السودان . كان وداعا طيباً و لكنه حزيناً ذلك الذي أمطرني به أصدقائي و زملاء طفولتي. شعور غريب إمتزج فيه الحزن بالفرح والأمل بالدهشة و الرجاء بالخوف ، الخوف من المجهول ، و الأمل بالتخرج و الحزن على فراق الأهل و الأحبة و الأصدقاء.
أقلعت الطائرة من مطار الخرطوم ، ذلكم المطار الذي طالما كنت فيه مستقبلا أو مودعا لأخ أو قريب مسافر إلى الخليج أو ليبيا أو القاهرة حيث كان منزلنا في القشلاق الجنوبي ثم بعد ذلك في الصحافة محطة ثابتة لأهلنا القادمين من (البلد) في طريقهم إلى خارج السودان (و بالعكس).
اليوم تنقلب المواقف ... و يعرف الإنسان الفرق بين دموع المودع و دموع المسافر. دمعات ساخنات كانت تنحدر على جبينى و أنا أرى أنوار الخرطوم تتلاشى من تحتي رويداً ... رويداً ... و كلمات خجولات تمر في خاطري تهتز بها شفتاي على استحياء...
القطارات ... المحطات ... السفر...
السحابات ... (الدميعات) ... المطر ...
الشراعات ... (المقاديف) ...البحر...
الجوازات ...المطارات ...العساكر و الخفر...
ما أقسى السفر.
بمشيئة الله ...نواصل



التوقيع: هـاشـم أبـوزيـد
hashim.abuzaid@yahoo.com
هاشم أبوزيد نقد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 12:36 PM   #[5232]
محمد الامين مصطفي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم أبوزيد نقد
رحلتي إلى أسيوط ...(2)


.... كان وداعا طيباً و لكنه حزيناً ذلك الذي أمطرني به أصدقائي و زملاء طفولتي. شعور غريب إمتزج فيه الحزن بالفرح والأمل بالدهشة و الرجاء بالخوف ، الخوف من المجهول ، و الأمل بالتخرج و الحزن على فراق الأهل و الأحبة و الأصدقاء.
أقلعت الطائرة من مطار الخرطوم ، ذلكم المطار الذي طالما كنت فيه مستقبلا أو مودعا لأخ أو قريب مسافر إلى الخليج أو ليبيا أو القاهرة حيث كان منزلنا في القشلاق الجنوبي ثم بعد ذلك في الصحافة محطة ثابتة لأهلنا القادمين من (البلد) في طريقهم إلى خارج السودان (و بالعكس).
اليوم تنقلب المواقف ... و يعرف الإنسان الفرق بين دموع المودع و دموع المسافر. دمعات ساخنات كانت تنحدر على جبينى و أنا أرى أنوار الخرطوم تتلاشى من تحتي رويداً ... رويداً ... و كلمات خجولات تمر في خاطري تهتز بها شفتاي على استحياء...
القطارات ... المحطات ... السفر...
السحابات ... (الدميعات) ... المطر ...
الشراعات ... (المقاديف) ...البحر...
الجوازات ...المطارات ...العساكر و الخفر...
ما أقسى السفر.

بمشيئة الله ...نواصل

لا فض فوك اخي الاديب الاريب 000 صاحب القلم العجيب 000 كأني اري مصطفي سعيد متسللا من بين مساماتك وكأني اري الطيب صالح يتمدد لحنا شفيفا في ثنايا حروفك الطروبة 00 ما انبل كتاباتك وما اجملها فانها تجمل هذا البوست وتبعث فيه الروح والامل والحياة وحلو الذكريات 00



محمد الامين مصطفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 01:38 PM   #[5233]
محمد الامين مصطفي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على عبدالله محمد يوسف
الاخوة الاسايطة فى كل مكان
السلام عليكم ورحمة الله
أهديكم جميعا قصيدة أعجبتنى وهى لشاعر مصرى شاب اسمه مصطفى الجزار شارك بها فى مسابقة أمير الشعراء .

وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفـاً
وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لهـا مـا كنـتَ تكتبُـه لهــا
تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
يـا دارَ عبلـةَ بـالعــراقِ تكلّمـي
هـل أصبحَـتْ جنّاتُ بابـلَ مقفـرة؟
هـل نَهْــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ
وكـلابُ أمـريكـا تُدنِّـس كـوثـرَه؟

نَسَبوا لكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُعسكَرَه
فالزحفُ مـوجٌ.. والقنابـلُ ممـطـرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضاعَ صـهيلُـهُ
بينَ الـدويِّ.. وبيـنَ صرخـةِ مُجـبَرَه
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهـم
مفتاحَ خيـمـتِهم، ومَـدُّوا القنطـرة
فأتى العـدوُّ مُسلَّحـــاً، بشقاقِهم
ونفاقِـهـم، وأقـام فيـهـم منبـرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
فالعيشُ مُـرٌّ .. والهزائـمُ مُنـكَـرَه



فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغـفــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشــتي
لم تُبقِ دمعـاً أو دمـاً فـي المحبرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـا
تتـرقبُ الجِسْـرَ البعيـدَ.. لِتَعبُـرَه







يا سلام عليك يا دكتور 00 قصيدة جديرة بان تحفظ وتعلق ويا لها من كلمات ليست كالكلمات انها تحرك فينا النخوة للاسلام والعوبة ودمنا المباح 00

واهديك هذا النص اخي دكتور علي للشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي هل غادر الرؤساء من متردم=أم هل عرفت حقيقة المتكلم
سنة على سنة تراكم فوقها=تعب الطريق وسوء حال المسلم
سنة على سنة وأمتنا على=جمر الغضى والحزن يشرب من دمي
قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا=أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!
يا دار مأساة الشعوب تكلمي=وعمي صباح الذل فينا واسلمي
إنا على المأساة نشرب ليلنا=سهراً وفي حضن التوجس نرتمي
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى=شبحاً يعبر عن خيال مبهم
التوصيات تنام فوق رفوفها=نوم الفقير أمام باب الأشأم
شجب وإنكار وتلك حكاية=ماتت لتحيا صرخة المستسلم
أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب=وأمام خيمتها حبائل مجرم
أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل=فينا ينادي : ويك عنترة أقدم
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة=تشكو إليك بعبرة وتحمحم
هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى=وعزفت في الميدان ركض الأدهم
هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي=عن قبح وجه الخائن المتلثم
وأرحتنا من كل صاحب زلة=يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم=سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم
لو أبصرت عيناك وجه محمد=ورأيت ما يجري بدار الأرقم
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها=بالنور من آثار ليل مظلم
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا=جبريل من آي الكتاب المحكم
ورأيت ميزان العدالة قائماً=يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
ورأيت كيف غدا بلال سيداً=ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
لو أن عينك أبصرت إسلامنا=لخرجت من كهف الضلال المعتم
وحملت عبلة والحجاب يزيدها=شرفاً وأطفأت اللظى في زمزم
لو عشت في الإسلام ما عانيت من=لون السواد ولا نضحت بمنشم
أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظاً=حق الجوار تغض طرف الأكرم
ولقد رأيتك في خيالي والوغى=تشتد حين كررت غير مذمم
فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى=في عصرنا وجه الشجاع المقدم
لكنَّ دولاب الأماني لم يدر=إلا بصورة خائف متوهم
كم فارس من قومنا لما رأى=لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى=قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!!
أ أبا الفوارس قف مكانك إننا=لنعيش في زمن الخداع المبرم
لم يدرك العربي في أيامنا=كرم الجدود ولا يقين المسلم
طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها=ليس الكريم على القنا بمحرّم
وصراخ أسئلتي يجسد ما حوى=قلبي من الجرح العميق المؤلم
يا أمة الإسلام هل لك فارس=يغشى الوغى ويعف عند المغنم
إني ذكرتكِ والجراح نواهل=مني وحرفي قد تلجلج في فمي
فوددت تمزيق الحروف لأنها=وجمت وجوم جبينكِ المتورم
يا أرض ( داكار ) اسألي عن حالنا=إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا=بتنا على حال الأصم الأبكم
يا أرض داكار المشوقة ربما=رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم
ولربما فتحت لكِ الباب الذي=زمن السكوت بسرّه فتفهمي
وتأملي كل الوجوه ورددي=ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي
وإذا رأيت بشائر الفرح التي=ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي
يا قادة الدول التي لم تتخذ=لغة موحدة أمام المجرم
في الكون دائرتان واحدة لها=ألق وأخرى ذات وجه أسحم
يا قادة الدول التي لولا الهوى=وخضوعها لعدوها لم تهزم
القمة الكبرى، صفاء قلوبكم=من قبضة الدنيا وأسر الدرهم
القمة الكبرى، انتشال شعوبكم=وبناء صرح إخائنا المتهدم
أما مطاردة السراب فإنها=وهم يجرعنا كؤوس العلقم
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما=خابت يد تمتد نحو المنعم



محمد الامين مصطفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 01:46 PM   #[5234]
محمد الامين مصطفي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب موسى الطيب
..وطلبت منه ان يدخل الحمام ليتروش ..ولما دخل نزلنا بسرعة واخدنا تاكسي لدار الاتحاد ..وبعد المغرب جينا تاني عشان نلقى صاحبنا فوجدناهو غادر المكان ..فضحكت وقلت لي معاوية الرجل فكر في سرقتنا لكنه خسر المشوار وحق التذاكر..وللحديث بقية عن جوازتنا التي ودوها للامن المصري وذلك اللقاء الذي لا ينسى ...
العزيز الطيب وكلامك الانيس المونس الطيب000 واصل في هذا الحكي السامق 00 وابحر بنا عميقا في دهاليز اسيوط الحبيبة 00



محمد الامين مصطفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 06:23 PM   #[5235]
هاشم أبوزيد نقد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

رحلتي إلى أسيوط (3)

... و ما هي إلا دقائق معدودات حتى تبددت أنوار الخرطوم و تلاشت في سكون، و استحال محيط الطائرة إلى سواد دامس، لا يدانيه إلا سواداً قد اكتحلت به بعض عيون المسافرين الدامعة، و كنت واحداً منهم. و في خضم ذلك الصمت (الأسود) يمر كل شريط حياتي من المولد و حتى تلك اللحظة ، و بدأت تلوح لي سيرتي الدراسية بدءاً من خلوة الشيخ عبد الغفار بالقشلاق التي تعلمنا فيها القرآن والقراءة و الكتابة و الحساب و انتهاءاً بمدرسة الخرطوم الجديدة الثانوية، مروراً بمدرسة السجانة (3) الابتدائية و مدرسة الإتحاد المتوسطة و الآن الطريق المجهول إلى الجامعة.
و بين زحمة الذكريات تبقى صورة واحدة لا تتزحزح من مخيلتي قيد أنملة ... هي صورة أمي ، شريط طويل من الذكريات المحور فيه هي تلك الأم الحنون ثم باقي أفراد الأسرة ، ثم رفاق الدرب في مراحل التعليم المختلفة ، كل ذلك الكم الهائل من الماضي يتزاحم في رأسك و كأنه يقول لك : كن أنت كما أنت ... ابن أمك و أبيك و (حلتك) ... سافر كما أنت ... عش في غربتك كما أنت ... و عد إلى بلدك كما أنت و لا تقل كما يقول البعض : إن كنت في روما فأفعل كما يفعل أهل روما . بل أفعل كما يفعل أهلك الطيبون، كن سودانياً أسمر البشرة أبيض القلب، كن طالباً، كن سفيراً و اتق الله.
نسيت تماماً أن خالي يجلس عن يميني فقد كانت يميني و شمالي و نفسي قد غاصت في الماضي. ثم آن لي أن أعود إلى الحاضر حينما شق سكون ذلك الصمت صوت المضيف و هو يعلن أننا نحلق الآن على ارتفاع 37000 قدم ،فقلت يا لله سبعة و ثلاثون ألف قدم ! ماذا تساوي هذه الطائرة بمن فيها وسط هذا الكون الفسيح ؟ و بدأت أتململ في ذلك المقعد الضيق و أتساءل ثم ماذا بعد ؟ ماذا بعد أن تحط طائرة الخطوط الجوية السودانية رحالها في مطار القاهرة؟ إلى أين سنذهب، لا أدري، فعلي أن أتبع خالي ذلك الرجل الذي لا يتحدث إلا قليلاً، فقد عاش جل حياته بين فرنسا و سويسرا و تعلم سكوناً كسكون الكرة الأرضية على ارتفاع سبعة و ثلاثون ألف قدم. و أنا بطبعي لا أحب أن أعيش في الصدفة، هكذا كنت و لا أزال.
حطت الطائرة رحالها في مطار القاهرة الدولي، و انتهت إجراءات الجوازات و استلام العفش بسهولة و يسر ، خرجنا من المطار ، كانت الساعة قد جاوزت منتصف الليل و كان الجو بارداً و ركبنا سيارة أجرة و سمعت خالي يقول للسائق (باب الحديد). آآآه ، هنا تذكرت أبي و حكاياته لي فقد عاش في مصر بعضاً من سني شبابه، كان يذكر أسماءاً علقت في ذهني مثل باب الحديد ، باب اللوق ، باب الخلق ، معروف ، التل الكبير ، عابدين ، عين شمس ، العتبة ، و كنت أمني النفس أن أرى هذه الأماكن و تلك الأبواب. و وصلنا إلى حيث توقف التاكسي و على الرغم من أن الوقت تجاوز منتصف الليل بأكثر من ساعة فقد كان المكان مزدحماً بالخلق و العربات و القطارات ... إذاً هذا هو (باب الحديد).و أنا الذي كنت أظنه باباً (بحق و حقيقة).
قال لي خالي في هدوء :" سوف نسافر إلى (إسكندرية)" هكذا نطقها بدون تعريف ، و ما كان لي أن أعترض فقد علمونا صغاراً أن (الكبير كبير و الماعندو كبير يشتري ليهو كبير). تركني خالي أمام الحقائب و ذهب ليحضر التذاكر و قال لي : (خلي بالك من الحرامية و النشالين) و كانت هذه أولى الوصايا العشر. ثم عاد خالي بعد قليل و قال لي : "حا نركب قطر (الصحافة) لأنو لو حا ننتظر(المجري) حا نقعد هنا للساعة ستة صباحاً" قلت لنفسي ما الذي أتى (بالصحافة) إلى مصر؟!، و أظن أن خالي قد إستدرك أن مقولته ما ذادتني إلا تيها و توهاناً ، فقال لي :" إسمو قطر (الصحافة) عشان بشيلو فيهو الجرايد و هو قطر درجة تالتة أما (المجري) فقطر درجة أولى و تانية."
و ركبنا (قطر الصحافة) و لم يكن هنالك مقعداً خاليا فجلسنا في مطبخ القطار على صندوق خشبي كبير. كانت شبابيك القطار متهالكة و الزجاج مهشماً ، و عندما بدأ القطار يتحرك أدركت لماذا كان خالي متحفظا في إبداء معلومات أكثر ، فقد اكتفى بالقول :" لو ركبنا قطر الصحافة ، حا نصل (إسكندرية) قبل ما يكون المجري إتحرك من مصر" و أردف خالي سريعاً عندما رأى في عيني سؤالاً : " المصريين بيقولوا للقاهرة (مصر)." بعد ثلاث ساعات و صلنا (إسكندرية) بعد أن شربت هواء الطريق البارد و بعض أكواب من الشاي و مقلب باب الحديد و قطر الصحافة و محطة مصر.


و بمشيئة الله نواصل.



التعديل الأخير تم بواسطة هاشم أبوزيد نقد ; 13-10-2010 الساعة 05:55 PM.
التوقيع: هـاشـم أبـوزيـد
hashim.abuzaid@yahoo.com
هاشم أبوزيد نقد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:18 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.